قصة مورشيتا أي القصيرة
(مسدس الهواء)
"إذن... أنا أنا... إذن..."
أمام ناظري كانت يامامورا ميكي تتلوى تحت وطأة التردد، كأن الكلمات
تلك الجسور إلى الآخر، قد خانتها
في لحظة الحقيقة.
صمتها كان ثقيلاً، لكنه لم يكن مملوءا بالفراغ، بل بالتوتر، والرهبة،
والاحتمالات غير المنطوقة.
ما كان مزعجًا بحق ، هو أن أيانوكوجي كيوتاكا كان يُصغي إليها بهدوء،
بعينين لا تصدران حكمًا، وإنما
ترقبا . كأنه أب يراقب نمو زهرة يعرف أنها ستتفتح، لكنه لا يسرع مواسمها.
"إذن، ماذا تريدين أن تقولي؟ تفضلي..."
:
في هذا العالم، لا يمنح الوقت مجانًا.، لا أحد يملك رفاهية الزمن .
وفي ذلك اليوم كنت قد خصصت ساعتي التالية لمراقبة الناس بعد
المدرسة.
لكن حتى المراقبة مهما بدت دقيقة ليست سبيلا كافيًا لصناعة التغيير.
أنا التي نجحت في تربية روبيان السرعوف، أعلم أن الرعاية تتطلب شيئًا
أعمق من الملاحظة.
تحركت بهدوء، مثل ظل يتسلل إلى زاوية الغرفة، ووقفت إلى جوارها.
لم تدرك وجودي، لأنها كانت غارقة في عالم واحد أيانوكوجي كيوتاكا.
يا للممفارقة... فتاة بارعة في التتبع تُفاجأ بجانبي.
ألم أقل دائما إن الثقة الزائدة تُعمي العين المدربة؟
حان الوقت لأسدي لها هرة خفيفة، لا بالكلمات، بل بالهواء.
"فوو!"
ز ممتُ شفتي، وأطلقتُ نَفَسًا خفيفًا معطرًا بالخوخ تجاه أذنها.
كان الهواء طريًا، غير مؤذ، لكنه صادم بما يكفي ليصنع الفرق.
"كياا!؟"
صرخت كانت تلك الصرخة مثل نافذة انفتحت فجأة في غرفة مكتومة.
هههه ما الذي تفعلينه بحق السماء ؟!"
"همف. هذه هي تقنيتي الخاصة: مسدس الأذن. مَن يُفاجأ على حين
غرة... يفزع، كما ترين."
"هل أطلقت للتو اسمًا فلسفيًا على... مسدس هواء؟ أليس هذا مجرد
زفير متقن؟"
أوه، لكنه أكثر من مجرد هواء.
مسدس الأذن، مثل كل شيء بسيط في هذا العالم، يخفي تحت سطحه
فلسفة كاملة.
نعم، حتى الهواء، حين يُطلق في التوقيت والمكان المناسبين، قد يحرك
الجبال، أو في حالتي... فتاة خجولة.
"الآن بعد أن قلت ذلك... معك حق. سأشيد بك، أيانوكوجي كيوتاكا."
لكتني لم أفعل هذا لأجل الاستعراض، رغم رغبتي في سرقة المشهد.
كنت أحاول دفع يامامورا ميكي خطوة واحدة فقط إلى الأمام.
فأحيانًا، كل ما يحتاجه أحدنا هو دفعة صغيرة،
نسمة، لا أكثر، تذكره بأن التردد ليس مأوى، بل قيد.
وكأنما لأختم اللمسة الأخيرة في هذا المشهد، قرصت خدها بلطف.
"لماذااا؟!"
" وماذا عنك يا يامامورا ميكي؟ ألم تشعري أن توترك قد خف؟"
فور أن ندرك كم كنا متجمدين، يمكننا البدء بالحركة.
والآن، تستطيع أن تنظر إلى وضعها من الخارج، وتخطو ولو قليلاً نحو
الأمام.
ومرة أخرى ، في هذا اليوم قدمت المساعدة لمن حولي بطريقتي الخاصة
أنا مورشيتا آي - العبقرية التي لا توصف الظل الذي يصنع الفارق،
التي لا تقاس بالعادي، ولا تُحتجز في القوالب.
شخصيتي لا توصف، عظمتي تمضي بخطى هادئة لا تحتاج إلى ضجيج
التصفيق
إمكانات ترقد في سكون مرعب كجمر تحت رماد، لا يُرى لكنه قادر على الإحراق.