قصة شيرايشي أسوكا القصيرة
(الصوت المخفي)
نظرته... صوته...
لم يكونا عاديين، لقد اخترقاني بصمت يشبه الوحي، وبقسوة لا تحتاج إلى
كلمات.
جرحني بلا سيف... لكنه أصاب قلبي كما لو كان يعرف أين يضرب.
"همم..."
هو يعلم.
تلك المعرفة المخبأة في عينيه، بلا سؤال، بلا اتهام... لكنها تشبه
الاعتراف الصامت.
لقد فهم الأمر.
وفجأة، ضجّ رأسي بصراع لا صوت له أفكار متضاربة، تتزاحم في الداخل،
اختلاق الأعذار سهل... لكن لن يجدي نفعا أمام من يدرك ما وراء الأقنعة .
لكنه خيانة لما تبقى من صدقي. فهل هذا مقبول ؟
"آه... هذا ليس جيدا."
لكن لدي سبب... مبرر يجعلني أتماسك أمام صورتي المشروخة.
مهمتي... كانت دومًا المراقبة. أتقنت الدور بصورة كاملة و أخذت على
عاتقي دون أن يعتريه نقص .
كل يوم
كنت أكرر ذات الفعل
محاولةً أن أكون ظلاً متميزاً على قدر توقعات شيروجاني-سينسي.
كما لو أنني آلة برمجت لتنال رضا صانعها، لا أكثر.
وفي ذلك اليوم، قبيل التخرج، استدعيت إلى غرفة مغلقة....
غرفة تشبهني كثيرا.
لكن مهمتي الحقيقية... بدأت منذ التقيت بك.
صوت أيانوكوجي-كون لا يزال كما هو،
هادئ، متزن، قاتل في برودته.
لكني أشعر... أنني كنت مكشوفة أمامه،
ربما كانت نظراتي، أو حركة يدي، أو ارتجافتي الخفيفة...
كأن شيئًا في خانني وأخبره.
أرجوك... سامحني.
مرة واحدة فقط... دعني أتمرد على دوري.
دعني أخرج من نص لم أكتبه.
اسمي الحقيقي هو شيرايشي أسوكا.
كل محادثاتنا السابقة... كانت قشرة، كذبة، دورًا أتقنته لحد الألم.
ولهذا، أردت - ولو لمرة -
أن أعرف نفسي، لا كما كتب لي،
بل كما أشعر... كما أرتجف داخليًا حين أراك.
"من أنت؟"
سؤالي، لا أعرف إن كان سيصله.
هل سيجيبني؟
أم سيتركني مجددًا أضيع في صدى صوتي....
الصوت المخفي؟