20 - الفصل 4: ما رأيك في اللعب معي؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هناك طالب يدرس في المدرسة الثانوية، وبالتحديد، في السنة الثانية، طلب مدرس الفصل الخاص بهم ذات يوم القيام بواجب مدرسي مهم، لم يكن الطالب مشاغبا، على العكس من ذلك كان مجتهدا و عزم على إكماله بسرعة.

مشكلة الطالب الوحيدة أنه كان في ظل ظروف عديدة و جعله ذلك متعصبا في غالب الأحيان، كان الموعد هو ما يقرب من يومين على تسليمه، للأسف، في حين كانت تراوده مثل هذه الأفكار، فجأة، وقع حادث معين جعله مشغولا في تلك الفترة.

بطبيعة الحال، لم يستطع إكمال واجبه و أصبح الوحيد الذي لم يقم به.

رغم خيبة أمله، لم يكن قلقا حقاً، كان طالبا مجتهدا و غالبا ما كان محفاظا، ما أسوء ما يمكن أن يحدث؟ و من سوء حظه، لم تتحقق أمنيته، في يوم التسليم أتى المعلم الذي طلب الواجب مثل كل وقت، لكن كان هناك إختلاف.

بدى وجهه، أو تعبيره بشكل أدق، ساخطا، حتى أنه لم يلتفت لتحية الطلاب كما يفعل في العادة.

جعل الجو من حوله الطلاب قلقين، الوحيد الذي لم يلاحظ كان الطالب الذي لم يكمل واجبه، للأن، لنسمي الطالب محمد و أستاذه يوسف، محمد كان غارقا في أفكاره الخاصة، و جعله ذلك غافلا عن المشكلة الواقعة أمامه.

سلم الجميع واجباتهم و بدأ الأستاذ في التصحيح، مع إنتهائه، لاحظ شيئا غريبا، كان أحد الواجبات، بالتحديد واجب طالب معين لم يتم تسليمه، لم يحتج للمعاينة لمعرفة من هو، كان من الواضح أنه محمد، سأل محمد عن سبب ذلك و رد بأنه لم يستطع إكماله.

توقع محمد أن تتم مسامحته، حتى الطلاب كانوا بالمثل تدور هذه الأفكار في أذهانهم، لكن على عكس المتوقع، وبخه الأستاذ يوسف ببرود، بدى و كأن الغضب و مشاعر السخط المكبوتة في نفسه خرجت من أغلالها و توجهت نحو العالم بحرية.

صدم الطلاب، لكن أكثرهم صدمة هو محمد، كانت ضغوطه النفسية في الأونة الأخيرة كبيرة و لم يتوقع هذا، لم يستطع قول شيء في البداية، لكن مع تزايد التوبيخ، إنكسر شيء بداخله.

القمع الذي حافظ على هدوئه قد رفع عنه و قام بالدفاع عن نفسه بتقديم الحجج و نقد معلمه لكونه قاسيا و لم يفكر في ظروفه، هذا لم يزد سوى من غضب معلمه و إستهدفه أكثر، في النهاية تمت معاقبة محمد، و منذ ذلك اليوم، بدأت ظروفه تصبح أصعب، أما معلمه المحبوب، مع الوقت، أصبح مكروها من قبل طلابه.

ماذا حصل بالضبط ليصبح الوضع هكذا؟ قد يتراود في ذهن البعض أشياء من هذا القبيل، كان الأمر بسيطا و معقدا في نفس الوقت، الأستاذ يوسف، المعلم الذي كان محبوبا من قبل الطلاب، لماذا فجأة، غضب من طالبه الأول؟.

يمكن التعبير عن ذلك ببضع كلمات، كان ظالما، غير لطيف، لكن يمكن النظر للأمر من وجهة نظر أخرى.

كان غير عقلاني، أو بتعبير أدق، أصابته في تلك اللحظة ما يسمى، باللاعقلانية.

كانت ظروف الأستاذ، شكلا من أشكال الأمثلة التي ساهمت في فقدانه رباطة جأشه، و نفس الأمر إنطبق على محمد، لم يرغب أي منهما بالإعتراف بكونه مخطئ، محمد لام ظروفه و يوسف قام بلوم محمد لعدم إكماله واجبه.

لم يكن أي منهما مخطئين، لكنهما لم يكونا محقين أيضا، من وجهة نظرهما، كان الأخر هو المخطئ اما نفسه فهي المحقة، من وجهة نظر محمد، كان مجتهدا دوما، لم يغب أو يسيء لأي طالب و حتى أنه ساعد المعلمين، بسبب ظرف واحد، تم الصراخ عليه و حتى عقابه، أليس هذا ظالما؟ كانت أخته مريضة و لم يكن لديه ما سيفعله بشأن ذلك.

من وجهة نظر يوسف، كان أستاذا داعما لطلبته و لم يعاقبهم في الغالب و حتى سامحهم، لكن ظروفه داخل و خارج المدرسة لم تكن نفسها، كان لديه مشاكل عائلية و في طريقه للطلاق، تراكمت ضغوطه عليه، و في النهاية، إنفجر عند أول خطأ تم إرتكابه.

كلاهما مر بحوادث أوصلت للوضع الذي حدث، إذا من المخطئ؟ قبل التفكير في هذا لننظر مرة أخيرة من وجهة نظر أخرى، هذه المرة، لنتصور الوضع بعقلانية و واقعية أكثر.

فهمنا أن لكل منهما ظروفه الخاصة، إذا من قد أخطأ بينهما؟ بدلا من ذلك لنسأل، لماذا يهم أحدهما في الأساس؟ كانت ظروفك سهلة أم صعبة، من غير المعقول توجيهها نحو أحد أخر و لم يكن السبب في المقام الأول.

عاطفيتنا في الغالب هي ما يقوم بتوجيهنا نحو أكثر ما نندم عليه، أنت تفعل، أنا أفعل، الكل يقوم بذلك، نحن غير عقلانيين بطبعنا في غالب الأوقات.

عندما تتم الإساءة إلينا من قبل شخص ما، نغضب ذلك الشخص و نلومه في البداية، لكن بمرور الوقت، تجتاحنا مشاعر عدم أمان و عدم يقين.

في مثل ذلك الوقت تروادنا أفكار عديدة و غير منظمة، لماذا فعل هذا؟ هل هو يكرهني؟ ماذا فعلت لأحصل على هذا؟ هل…هو خطأي أنا؟ و بذلك نكون في دوائر متشابكة من عدم اليقين و السلبية الذاتية.

مشكلتنا كأشخاص أننا نأخذ إهانات و تعدي الأخرين لنا على محمل شخصي، و ذلك يحفز أليات الدفاع الوحيدة لنا، تجنب مصدر الألم و الهروب، أو المواجهة، رغم أنها تعد نوعا غير مباشر من أنواع الهروب.

نهرب في الغالب من مشاكلنا و نحاول إنكار أي شيء يجعلنا نشعر بالسوء، هذا شيء طبيعي، إذا، الا يعني أننا غير عقلانيين؟.

عندما غضب يوسف و صرخ في محمد، شعر محمد في ذلك الوقت أنه مستهدف هو وحده، الأستاذ الذي سامح الكثيرين غضب و أنتقده فجأة، من الواضح أن مثل هذه الأفكار راودته، و كما زاد غضب الأستاذ، كان محمد يشعر بالسوء، لقد فكر حتى أنه ربما هو السبب في ذلك، و بالمثل عندما فكر يوسف في فعله.

نصحته عقلانيته أن يتوقف لكن لم يستطع، تم ضمان ان طالبه كرهه، لماذا عليه التوقف؟ سمعته كأستاذ و كشخص راشد لم تسمح بذلك، كبريائه لميسمح بذلك، لو توقف الأن، فهذا بالكامل إعتراف بكونه المخطئ، إذا ما المغزى من كل صراخه في البداية؟.

وهكذا، قام كل منهما بمحاولة جعل نفسه في الصورة الأفضل بينما إنتقد الأخر.

لكن بعد فترة من ذلك، لم يسع سوى كلاهما أن يندما على ذلك، لو لم يتركا فيض مشاعرهما يتدفق، الم تكن المشكلة قد حلت من البداية؟ لكن حتى مع ذلك الفكر لم يرغبا بالإعتراف، كبريائهما على المحك.

الأستاذ موسى لديه مشاكل عديدة للتعامل معها، همف، ماذا لو أغضب طالبا؟ هو صغير و لن ينفع حتى لو إعتذر، ذلك سيضر بسمعته.

حتى محمد إكتسب سمعة بين الطلاب لكونه شجاعا، لم يرغب بترك ذلك الشعور و لم يقبل أن يعتذر بدروه.

الناس اللاعقلانيين هم حالمون بطبعهم و يتخيلون أن الحياة ستذهب بسلاسة في الغالب، أي أحد يثنيهم عن تلك الفكرة هو شخص سيء و لا يجب أن يعاشروه أو يقتربوا منه، الواقع مؤلم، الكل يعرف ذلك لكن قليلة تقبل تلك الحقيقة.

لذلك تجد مرشدين نفسيين يميلون لجعل الشخص أكثر إيجابية و عدم تقبل السلبية، لكن الأمر الأكثر منطقية هو تقبل ذلك، مشاعر الشخص، سواء أكانت سيئة أو جيدة، كل منها شيء ضروري، هذا ما يسمى بالطبيعة البشرية.

مشكلتنا في الحقيقة ليست مع الواقع و العواطف، بل تكمن في أنفسنا، لا نريد تقبل أن الأخرين أفضل منا، و هذا لأن تقبل ذلك يعني أننا أكثر هشاشة و ضعفا من ما كنا نظن، التفكير في أننا لسنا بأمان، هذا الفكر يطاردنا دوماً.

عندما يهيننا شخص ما، عندما نخسر عملنا فجأة، كل ذلك شكل من أشكال الواقع، الواقع بأننا سنواجه نكسات في الحياة، هذا ليس ما يرغب فيه غالبيتنا.

مخاوف كهذه واجهتنا في وقت ما، إذا، هل مواجهة الواقع سيئة لهذه الدرجة؟ سأقول بأكثر قدر من الحيادية، هذا ليس شيئا تسألني عنه.

هذه حياتك، ما تقرره فيها هو من شأنك، لا معنى من سماع نصيحة شخص أخر بشأن حياتك و طريقتك الخاصة في العيش.

إذا كان علي القول، فالشيء الأمثل هو أن نجعل العقلانية طريقا نصبو إليه و نرغب في تحقيقه، بماذا يتميز الشخص العقلاني عن الغالبية من الناس؟.

العقلاني ليس شخصا بلا عواطف، بل العكس، إنه مثلك تماما، تأتيه مشاعر الغضب، الإشمئزاز و السوء كسائر الناس، لكن الفرق هو أنه لا يحاول إنكار مشاعره تلك و قمعها، بدلا من ذلك، هو يحاول تفسيرها و محاولة معرفة مصدرها، عندما يتعرف عليها يحاول التفكير بهدوء فيها.

هذا يجعلهم اكثر كفاءة في التعامل مع مشاكلهم، و بدلا من الهروب منها، يجعلون تلك المشاكل شيئا يتعلمون منه، الحياة هي كتلة من التجارب، إنه خيارك أنت إن كنت تتعلم منها أو تفعل شيئا أخر.

في الواقع، عندما يقوم أحد ما بالتهجم علينا، لا يكون السبب نحن في الغالب، كان الأمر بسيطا، كانت مجرد تجارب عديدة مر بها الشخص و انت فقط كنت في مجال إطلاق النار.

إنتقادهم لا يكون لك كفرد، بل على المجتمع ككل، ربما ذكرته بشخص ما قام بأذيته في سن الطفولة، وأنت فقط كنت مجرد حافز.

لا يجب علينا ان ننفعل عند مواجهة أشخاص من ذلك القبيل، بل علينا أن نتعلم منهم، عامل الناس كطريقة جديدة للتعلم.

كن معهم كالعالم الذي وجد عنصر فريد، تعلم عن ذلك العنصر، إفهم تركيبته و أفرح بشأن عمليتك، الحياة تجارب نعيشها، أنت تعيشها، أنا أعيشها، الكل يفعل.

الإنسان خلق ليحيا، لم يولد ليعد نفسه للحياة.

تعلم أن لا تأخذ الأشياء بمحمل شخصي، حاول أن تنظر للأمور بنظرة أكثر شمولية.

الكلام في الغالب أسهل من الفعل، لكن الأساس للفعل أيضا في بعض الحالات هي الكلمات، كل شيء يترابط معا في الحياة، لا شيء يحدث بلا سبب وجيه.

هذا ينطبق أيضا على تهجم الأخرين علينا، لا نرى في البداية المفهوم، أو حتى السبب لذلك، لكن مع التقدم في محاولة فهم هذا، نصبح أكثر تعقلا و إستيعابا للأسباب، نصبح نستطيع فصل الواقع عن الخيال.

هذا كيف يرى العقلانيون الأمور، لا تصد الأشياء التي تتجه نحوك.

بدلا من ذلك، لما لا تدعها تمر من خلالك؟.

كلما زادت و تعمقت تجارب المرء، عرف مدى عدم أهيمته و تفاهته في هذا العالم، و كلما زاد تقبله لتلك الحقيقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع مثل هذا الفكر، تنهد ريو و هو يحدق في الفوضى أمامه.

.

‟قلت لكم أنهم قاموا بتأطيري! لماذا لا تستمعون بحق اللعنة؟! ”

.

‟لكن… ” قال أحد الطلبة الذين صرخ عليهم الفتى بوجه مريب، لم يحاول حتى إخفاء شكه.

.

‟صحيح…انت تعرف ”

.

‟تك! قلت لكم أنني بريء!! ”

.

‟أين الدليل؟ ”

.

‟ليس لدي ”

.

بعد قوله هذا كان الناس يهمسون لبعض بصوت خافت.

.

‟الأن بسببه لم نحصل على نقاطنا.... ”

.

‟اليس هذا الأسوء؟ ”

.

‟ألم يكن من الأفضل لو أنه طرد من البداية؟ ”

.

‟هذا صحيح ”

.

‟سمعت أنه كان سارقا في المدرسة الإعدادية ”

.

‟لقد كان فردا في عصابة ايضاً ”

.

‟لقد رأيته يحاول إبتزاز صديقتي، كاد أن يقوم بضربها! ”

.

‟كان من الأفضل أن يطرد!! ”

.

‟أخفض صوتك، ربما سيسمعك ”

.

كان يمكن سماع جميع أنواع الهمسات، قال البعض عن الفتى المتهم، أو بالأحرى ذو الشعر الأحمر، سودو كين، أنه كان يبتز الطلبة الأخرين، يقوم بضرب الفتيات و ما إلى أخره.

.

حتى الشخصان الذين يعتبران صديقيه كانا يتهامسان مع الأخرين في محاولة لجعل وضعه اسوء.

.

الناس في الأساس مثل هذا، عندما يرون شخصا أسوء حظا منهم، يبادرون بجعله يظهر بمظهر أسوء من ما هو عليه، ذلك يجعلهم يشعرون بشعور أفضل بشأن انفسهم، سعادة الناس تأتي في الغالب من المقارنات.

.

‟مجموعة من الحمقى ” ريو، الذي يشاهد المشهد يتكثف، و رأى تلك الحقيقة، لم يسعه سوى السخرية من هؤلاء السذج، مجرد أن يدعم الأخرين مواقفهم يجعلهم يميلون للشعور بالراحة.

.

يا له من عرض مثير للشفقة.

.

القضية كانت على النحو التالي، يبدوا أن سودو قد هاجم بعض الطلبة من فصول أخرى، على وجه الدقة، ثلاث طلاب من الفصل ج.

.

كانت إصاباتهم خطيرة، بينما خرج من القتال بدون كدمة واحدة.

.

وبالتالي، تم تقديم شكوى للمدرسة، ذلك قد سبب للهيئة التعليمية بإيقاف تحويل النقاط مؤقتا حتى تحل المشكلة.

.

لم يسع ريو سوى الشك في أن المشكلة أكبر من ذلك، شمل ذلك المدرسة بالكامل، لم يكن بأي حال من الأحوال شيئا بسيطا.

.

‟يبدوا أن الأمر لا يتعلق بالطلاب…هل ربما هناك شيء قد حدث خارج المدرسة؟ يبدوا أن الحكومة، التي إستثمرت الكثير في هذه المدرسة، لديها بعض المشاكل للتعامل معها، أليس كذلك؟ ”

.

لم يسعه سوى ربط الأمر بالأخبار التي سمعها قبل عدة ايام، يبدوا أن السياسي الذي كان على القمة، ناوي، قد تفاقم مرضه بسبب كبر سنه و هو الأن يرقد في المشفى، من ما قيل في الأخبار أن المرض الأن ليس سوى بعض التعب.

.

‟من الواضح أنه على شفى الموت، ربما في خلال عام ونصف، أو ربما عامين، سيحزن الكثير من الناس على ذلك، لكنني متأكد أن الكثير من معارضيه يرقصون فرحاً الأن لهذه الأخبار… ”

.

بينما حدق في الفوضى و الصراخ أمامه، وقف من كرسيه و مشى نحو منصة المعلم، أكمل تسلسل أفكاره و هو يمشي.

.

‟في الأساس، إمبراطورية ناوي على شفى الإنهيار، قبل ان يموت، يجب علي الإستفادة من ذلك بينما ما زلت أستطيع، ربما لديه خليفة أو شيء من ذلك القبيل ”

.

وصل إلى المنصة و جلس فوقها، مسحت نظراته المكان بينما ومضت فكرة في رأسه: ‟مع الحركات الصحيحة، سيصبح بيدق مفيد جداً في سحق ذلك العجوز القديم ”

.

كانت هذه الأخبار صادمة للجمهور، ستتسبب وفاته في إختلال التوازن بين قوى الأحزاب السياسية، لم يكن ذلك هو المهم الأن، بل ما حدث خلف الكواليس، ربما هناك مكيدة وراء تلك الحادثة، ذلك على الأرجح سبب توقف بعض أعمال المدرسة.

.

لم يتوقع ريو مثل هذه الفرصة السعيدة.

.

‟ما دامت مثل هذه الفرصة السعيدة أتية، لماذا لا أستفيد منها؟ بصرف النظر عن ذلك… ”

.

بينما فكر في ذلك، وجه نظرته نحو الجدال أمامه، لم يلاحظه الكثير من الناس نظرا لحدة جدالهم.

.

كانت هوريكيتا كالعادة تهين سودو و حاول هيراتا و كوشيدا تهدئة الوضع بلا جدوة.

.

‟قد يكونون عائقاً في الطريق لو لم أحل هذا ” بقول هذا، مال إلى تلخلف و ضرب بقبضته على السبورة.

.

بووم!!.

.

دوى دوي صوت الضربة في جميع أنحاء الفصل، على الفور توقفت الهمسات و الصراخ، توجهت النظرات نحو إتجاه واحد.

.

بينما إلتفتت الرؤوس، توقفت على منظر لفتى جالس على طاولة المعلم بكل غطرسة، كانت رجليه متقاطعتان و متكئ على لوح السبورة، حمل تعبيرا باردا كالجليد، إخترقت نظراته الطلبة.

.

لم ينبس ببنت شفاه، إلا أن جميع الأصوات خفت تدريجياً، حتى لم يعد يمكن سماع أي صوت.

.

فتح ريو فمه ببطء و تحدث بصوت اجش: ‟الأن، بما أنكم صمتم، هل لي بمعرفة ما يحدث هنا؟ ”

.

بدأ الطلاب ينظرون إلى بعضهم البعض بلا كلام، في النهاية، تحدث فتى ذو شعر أشقر مخضر ممثلا الأخرين.

.

‟في الواقع أكوما كن، سودو كن قد وقع في مشكلة ”

.

‟هل هذا صحيح؟ ” قال ذلك بينما يحدق في ذو الشعر الأحمر.

.

‟تشه! ماذا في ذلك؟! ”

.

هدر بغضب و هو يحدق بعدائية إلى ريو.

.

بدى كما لو لم يتأثر و سأل بهدوء: ‟هيراتا، ماهي المشكلة التي وقع فيها بالضبط؟ ”

.

كما قال ذلك، بدأ بشرح الأمر مثل ما سمع، على الفور، تركزت نظرات السخط و خيبة الأمل على سودو من قبل زملائه، كان ريو يعرف ما هي المشكلة لكنه سأل حتى تتدفق المحادثة بسلاسة ليتم هذا العبث.

.

‟قلت لكم انها محاولة تأطير، أنا لم أفعل أي شيء!! ”

.

‟همم، إذا ببساطة، أوقعت نفسك في مشكلة؟ ” قال ريو بإبتسامة منعشة.

.

بدى ذلك ساخرا جدآ.

.

كما أكمل كلامه، تفجر غضب سودو و هجم على ريو بلا أي إعتبار حتى للكاميرات فوق الفصل.

.

المضحك أن الأخرين كانوا قد قالوا شيئا أسوء حتى لكن لم يهجم، الأمر كان بسيطا، لا يريد الكثير من الأشخاص أن يتم عزلهم، لذلك لن يبادروا في مواجهة الأخرين إن كانوا في وضع سلبي.

.

ذلك سيضر سمعتهم، طالما بقي مكان لم يتم لمسه فيها، سيبادر الشخص لحمايتها على الدوام، هكذا كانت السمعة.

.

أما لو كان الشخص في نفس الموقف، شخص مكروه، ولو كان إلى حد ما، سيكون ذلك أسهل، يمكن القول أن سودو لم يكره ريو شخصيا، لكن كل ما في الأمر انه كبش فداء للجمهور، ذلك لأنه لم يحبه الكثير من الطلاب، أغلبهم كانوا من الذكور.

.

ساهم قول ريو لذلك في وجه سودو على عكس الجمهور الذي كان يهمس، بتفجير غضبه.

.

هكذا كيف يعمل المجتمع، يجب في الغالب التضحية بالفرد من اجل المجموعة، على الأغلب أن المدرسة تركت الطلاب وحدهم مع المشكلة، ربما ليتعرفوا على ذلك، أن العمل الجماعي اهم شيء في أي مجتمع.

.

كان نظام المجموعات يقيم على قمع الفرد، من اجل صلاح المجموعة.

.

هذا هو النظام، أي احد يخرقه سيتعين عليه المعاناة من عدة مشاكل داخل المجتمع.

.

مع مثل هذه التخمينات في رأسه، لم يتنحى عن مكانه و انتظر ببساطة سودو الذي كان يهيج نحوه.

.

‟اوه لا! إنه يسبب مشكلة أخرى، ماذا نفعل؟! ”

.

‟توقف سودو كن! ”

.

‟وقع فيها هذا الأبله ” سخر ريو في ذهنه و قفز من طاولته بسرعة و ركل على صدر سودو بقوة.

.

عند تغير المجريات السريع، لم يعرف سودو شيئا سوى أنه شعر بألم شديد في صدره و سقط على بعض الكراسي.

.

بووم!

.

هاجمته موجة من الألم في صدره و ظهره، حتى رأسه قد بدأ يشعر بالدوار، عند ذلك، توجهت أنظار كثير من الطلاب نحو الجثة الضخمة الساقطة على الارض، و شخصية فتى ذا شعر أسود وعيون حمراء قاتمة، واقف فوقه بنظرة باردة كالجليد.

.

كان من الواضح انها إساءة علنية امام الطلاب و كاميرات المراقبة، لكن ماذا في ذلك؟.

.

ما هو اسوء ما سيحدث، خسارة النقاط؟ ربما يتم توجيه سخط الأخرين إليه؟ لماذا عليه الإهتمام؟ رأي الأخرين بالنسبة له، كان ذلك ببساطة أحقر من ذرة الغبار.

.

‟اللعنة…عليك ”

.

عندما رأى الفتى أمامه تلوى من الألم و هو يلعن، تقدم نحوه بلا مبالاة و تخطاه بينما يمشي في ارجاء الفصل.

.

‟منذ اليوم، أي أحد يرغب في الهياج، مسموح له بذلك، لكن… ”

.

كما قال ذلك توقف عند كرسي احد الفتيات، كانت الفتاة ترتجف قليلا تحت نظرته الجليدية لكنها تحدثت بموقف عدائي قليلا: ‟ماذا تريد؟ ”

.

‟لاشيء ” قال بلطف إلى حد ما و جلس فوق كرسي الفتاة: ‟كل ما في الأمر، سينتهي بكم الأمر مثل ذلك الفتى الراقد هناك ”

.

قال ذلك و أشار بأصابعه نحو سودو، عند توجيه أصابعه، كان سودو قد نهض بصعوبة و حدق بصراحة في ريو، كانت تنبع الكراهية في عينيه تماماً.

.

‟هل أنت بخير؟ ” صوته كان مليئ بالقلق، لكن بدلا من توضيح ما يقصد، بدى ذلك ساخرا، صر سودو على اسنانه و حاول التحرك نحوه.

.

سووش! سووش!

.

قفز ريو من مقعد الفتاة و بدأ ينط من مقعد لأخر حتى كان امام سودو.

.

عندما وقف أمامه، كان سودو يتخذ وضعية دفاعية، لمعت عيناه بحذر و هو يتراجع خطوة للوراء بلا وعي.

.

‟هيه ” ضحك ريو بجفاف و ركل بقوة برجله، صد سودو بصعوبة و تراجع قليلا.

.

عندما انزل يداه قليلا، تقدم ريو نحو جانبه الأيسر و ضرب بسرعة جانب رقبته الأيسر.

”غاه! ” هدر بصوت عال، و سقط على الأرض مغمى عليه.

.

عندما سقط، إجتاحت نظرات ريو الفصل، كانت أعين الكثير مفتوحة على مصراعيها.

.

كانت تجربة القتال لريو أكثر بألاف المرات من هؤلاء الأشخاص، بالمقارنة معه، كانوا مجرد اطفال ناعمين بلا خبرة.

.

تجربة القتال تم حفرها في عظامه بعمق، لم يكن سودو بطبيعة الحال ندا له من الأساس.

.

‟أيها اللعين! ”

.

‟ستندم على هذا! ”

.

‟أنت متعجرف، سأريك، فقط إنتظر! ”

.

رغم قول البعض لذلك، لم يجرؤ أحد في الواقع عل إتخاذ و لو خطوة واحدة من مقعده.

.

‟على ماذا ينوي…؟ ” فكر فتى ذو شعر بني و وجه بلا تعابير و ضيق عيناه، لم يهتم بالمشكلة كثيراً، لكن إجراء ريو الحالي فاق توقعاته، لم يسعه سوى الشك في نواياه.

.

تحدث ريو بصوت لا مبالي، متجاهلا شكوى زملائه: ‟أنت، انت و انت، خذوه للمستوصف، حالا ”

.

اشار لثلاثة أولاد و امرهم، صر إثنان منهم أسنانه لكن لم يسعهم سوى قبول كلماته، الأخير صر اسنانه في غضب و توجه لريو و هو يصرخ.

.

‟ايها اللعين- ”

.

لم يكمل كلماته حتى عندما تم ركله بين ساقيه

.

زأر الفتى بألم و سقط بخشونة على الأرض.

.

‟لم اطلب رأيك، قم بذلك او أرقد على الأرض و أخرس فمك القذر ‟

.

وقع الصمت في الفصل و لم يجرؤ احد على الكلام، كان الطالب الذي سقط على الأرض هو ياماوتشي، كانت هوريكيتا غاضبة من تصرفات زميلها الشنيعة، كان يستبد ببساطة الطلاب.

.

إرتجفت كارويزاوا قليلا عند المنظر، لم يسعها سوى الشعور بالخوف، لم يسعها سوى خفض رأسها حتى لا يراها أحد من زملائها، لكن لسوء حظها، لاحظ ريو ذلك منها و ضاق عينيه قليلا.

.

إحتفظت كوشيدا بتعبير قلق من الخارج لكنها شتمته في عقلها، بالنسبة لهيراتا، إحتفظ وجهه بنظرات قاتمة، كان على وشك النهوض، لكن قبل أن يقوم بذلك، كانت صورة ظلية لأحد الاشخاص بجواره.

.

كان بطبيعة الحال من وقف بجانبه، إقترب ريو منه قليلا و همس له ببضع كلمات.

.

كما لو كانت تعويذة سحرية وقعت عليه، توقف هيراتا في مساراته مع تعبير شاحب، حدقت عيناه في خوف نحو ريو، لكن ومض ضوء بسيط من الإرتباك فيهما.

.

بعد إستمرار الصمت، نهض ياماوتشي و هو يمسك منطقته المصابة بتعبير شاحب، حدق بريو برهبة و مشى نحو جثة سودو، حذا صديقاه حذوهم معه و اخرجوه من الفصل.

.

لكن قبل ان يخرجوا من الفصل سمعوا صوت ريو محذرا بلهجة شديدة: ‟سأقولها مرة واحدة، لست مهتما فتاة كنت او فتى، أي أحد يجرؤ على تبليغ ما حدث هنا ” إجتاحت نظرته الحادة الفصل بالكامل: ‟لست بحاجة للشرح، صحيح؟ ”

.

هز الكثير من الطلاب روؤسهم بلا وعي إيجابا على كلامه.

.

‟هذا جيد، لننتقل للموضوع الرئيسي، هلا فعلنا؟ ”

.

بقول ذلك، تحدث بصراحة و لهجة مباشرة: ‟سودو تم تأطيره، اريد منكم جمع معلومات او ادلة تثبت برائته، من يقدم اكثر المعلومات إفادة، سيتلقى 5000 نقطة خاصة، هذا كل شيء ”

.

كما قال ذلك، إندلعت ضجة كبيرة بين الطلاب و بدى الغالبية متحمسا، كان الأمر كما لو لم يحدث شيء سيء في الأساس.

.

أمام الفوائد و السلطة، تنكشف حقيقة الناس و تتجلى، المثل أو الأخلاقيات تصبح هراء فارغ في تلك اللحظة.

.

عند سماعهم لمصطلح ‟المكافأة ” نسى الجميع الإساءة التي قام بها ريو، عند رؤية مظهرهم الحماسي، ضحك في ذهنه و خرج من الفصل.

.

كان وقت الحصص قد إنتهى في الأصل لكن تم تأخيره بسبب المشكلة في الفصل، نصف الفصل كان قد غادر قبل بدء النزاع الحالي.

.

ومض ضوء من المرح في عينيه كما إبتسم بخفة، ذهب للتجول في الحرم الجامعي قليلا و راقب بتلهف البشر يمشون معا، بغض النظر عن مدى رؤيته لذلك، لم يمل أبداً.

.

المناظر للأشياء الجامدة دائماً ما تبقى ثابتة، ما يغير وجهة نظرها لنا هو كيف نتخيلها، ترتبط مشاعرنا بذلك، لذلك إختلف معها شعورنا أيضا.

.

لشخص فارغ مثل ريو، بدى كل شيء رماديا، لكنه في نفس الوقت مليئا بكل الألوان، كان لديه فهم عميق للبشر، لكنه في نفس الوقت لم يفهمهم أبداً.

.

تجول حتى وصل لمتجر صغير خارج الحرم، وجد نفسه منجذبا، بشكل أكثر دقة، إنجذبت عيناه إلى ألة براقة، كانت الألة مركبة بثبات في طاولة موجودة داخل المتجر الصغير.

.

كان فيها على ما يبدوا في وسطها خيط رفيع، كان الخيط الرفيع ذو لون وردي، يدور، يدور، و يدور حول قطعة معدنية في وسط الألة، كان الدوران مغزليا و يشد الإنتباه.

.

لم يسعه سوى التأثّر بالشكل الدوار للخيط الرفيع، بدى قطنيا و يتكثف حتى تصنع ما يشبه وسادة وردية، إنجذب جسده تلقائيا للألة و مشى نحوها بخطى بطيئة.

.

‟مرحبا بك في متجرنا، هل لي بمعرفة ما يرغب به زبوننا العزيز؟ ” تم إستقباله بإبتسامة لطيفة من صاحبة المتجر.

.

بدت كشخص ودي و من السهل التعامل معها، نظر حوله في المتجر، و تأثّر بشدة بما رأته عيناه الدمويتان، كان هناك أنواع و أشكال أطعمة من جميع الأنواع و الأشكال، التي لم يسعه أن يظن في حياته أنه بإمكانه رؤيتها أبداً.

.

قامت مالكة المتجر إصدار ضحكة مكتومة لشكل الفتى، بدى كالطفل الذي وجد الحلوى لأول مرة، كان هذا لطيفا في رأيها لحد ما.

.

‟لدي فضول، ما هو هذا؟ ” أشار بإصبعه للألة المغزلية التي شدته لهنا في الأساس، عند سؤاله، تجمدت المالكة لبعض الوقت.

.

بدى عدم معرفته شيء غريب لو سألتها عن رأيها، لكنها إعتادت على تواجد الكثير من الزبائن من فئة المراهقين، لذلك أعادت تكوين نفسها قبل الإجابة بإبتسامة.

.

‟هذه الألة تسمى ألة غزل البنات، إنها ما تصنع تلك الخيوط الوردية، لديها عدة مسميات لكن إسمها العام غزل البنات، إنه مصنوع من السكر بشكل أساسي، عزيزي الزبون، بدلا من الشرح، الا تظن انه الأفضل تذوقها؟ ”

.

لم يسعه سوى الإشادة بها داخليا، كانت تعرف عملها حقا، كانت قد بدأت بغزل أحد الأعواد قبل أن تكمل كلامها حتى، كان كلامها سيشد إنتباه الغير عالمين بما تقدمه، لغة جسدها الودية ساعدت في إكمال إغرائها بالسلع، كل ذلك سيجبر الشخص على الشراء بلا وعي و يرغبون بذلك.

.

كانت تلك خدعة شائعة عند التجار، كان ريو قد إستخدمها عندما تمرس في التجارة، أومأ برأسه على ذلك و قبل كلامها.

.

شاهد بترقب الخيط يتكثف على العود البلاستيكي حتى وصل لحجم معين، كان على ما يبدوا يمكن تحديد الحجم الذي يريده الزبون بحسب ما يدفعه من مال، في حالة هذه المدرسة، نقاط.

.

‟تفضل~ ”

.

‟شكراً ”

.

كان بلا تعابير، لكن عيناه لمعتا بضوء مليئ بالفضول، حمل غزل البنات بيده اليسرى، قام بتقطيع احد الجوانب القطنية بيده اليمنى و قضمها بخفة، على الفور، أنتشر طعم حلو داخل براعمه التذوقية.

.

كانت انواع المذاق للأطعمة هي خمسة، كان يوجد، الحلو، الحامض، المر، المالح، الأومامي او كما يعرف في الغالب، المذاق اللذيذ، كان القطن الحالي هو النوع الأول من المذاقات.

.

كان المكون الأولي مجرد سكر في رأي ريو، لكن كان طعمه مرضي بشكل غير متوقع، إنحسر حجم القطن و ذاب في فمه، تشكلت في النهاية قطعة من السكر في لسانه.

.

كان متأكدا أن الشكل كان ورديا حتى من دون رؤيته، لأنه ببساطة تشكل الخيط من ذلك اللون لذلك سيكون نفسه، إما ذلك أو كان سكرا ملونا، كان هناك ملونات غذائية لذلك لم يكن غريبا.

.

إستمتع ريو بأكل القطن وردي اللون حتى إنتهى منه، كانت خدعة مستفزة قليلا لو فكر فيها الشخص.

.

كان شكل غزل البنات كبيرا في البداية، لكن عندما يأكل يذوب داخل الفم و يتشكل الشكل الحقيقي له، هذا سيجعل الشخص يجوع له أكثر، بالتالي سيرغب في المزيد.

.

‟ماذا لدينا هنا؟ أحد قمامة الفصل د، أليس كذلك؟ ”

.

‟أوه، أنظروا إليه، يا له من فاشل ”

.

‟هل اقرض لك بعض النقاط؟ ربما لديكم مشاكل في المال، أم ربما تكفيك تلك الخضار المجانية؟ بالنسبة للقمامة مثلك، هي لذيذة بعد كل شيء ”

.

حفنى من الفتية كانوا هنا و بدوا مستمتعين، كانوا يضحكون بينما سخروا منه هنا و هناك، بعد قول هذا، نظر العديد من الأشخاص، داخل و خارج المتجر، نحو ريو الذي يستمتع بطعامه، بدى كما لو لم يكن هو من يتم التحدث عنه.

.

أكل ببطء القطعة الثانية، بعد نهاية الأولى كان قد إشترى واحدة أخرى.

.

تجول ريو في المحل بينما أخذ العديد من أنواع الطعام هنا و هناك، احدها كان سيأكله في تجواله، بينما معظمها كان من أجل إحتياجاته اليومية.

.

الفتية الذين سخروا منه الأن حدقوا نحوه بعيون واسعة.

.

هذا…أليس هذا الشخص وقحاً جداً؟!.

.

كان رد الفعل الذي توقعوه هو سخط الفتى و الرد عليهم بغضب، ارادوا إثبات أن موقف الفئة المعيبة كان كما هو، لكن على غير المتوقع، لم يدفع ريو لهم أي إهتمام.

.

لقد تم إيذاء كبريائهم بشدة!!.

.

حدق الجمهور في الفتيان من قبل، كان رد فعل الجمهور، كان البعض ينظر إليهم بأعين ساخرة، بينما كان البعض الأخر يهمس.

.

إحمرت وجوههم من الخجل و الغضب، خجلوا من سخرية الجمهور، و غضبوا من وقاحة الفتى.

.

‟هوي انت! الم يعلمك أهلك أن ترد عندما يحدثك شخص ما؟ ”

.

‟هل تتحدث معي؟ ” إلتفت للصوت المنادي، وأشار ريو إلى نفسه عند الحديث.

.

‟هل ترى احد أخر ورائك؟ ” رد الفتى بنبرة غير صبورة.

.

”لا أعرف، ربما تريد الحديث للحائط؟ ” قال ريو متفحصاً مشترياته، و نسى حديثه مع الطالب.

.

‟يا أبن الـ- ” كاد أن يندفع لكن تم إيقافه من قبل زميله.

.

‟توقف، هل نسيت أن ريوين سان أمر ان لا نحدث ضجة بعد؟ لدينا مهمة ايضاً هل تذكر؟ ”

.

‟تك! انت محظوظ هذه المرة، أيها الصعلوك!! ”

.

‟هل أنت من الفصل ج؟ ” قبل أن تغادر الزمرة المتجر، سأل ريو بشكل غير متوقع، لكنه لم ينظر إليهم حتى.

.

‟همف، تذكر اسمي جيدا لأنني سأجعلك تندم، انا كيوغو كوميا من الفصل ج ” بقوله ذلك، غادر المتجر بسخط.

.

كان هذا الأمر ساخرا إلى حد ما، أراد ان يجعل ريو هو الشخص الساخط، لكنه وجد نفسه مغادرا المتجر، بشعور مليئ بالغضب.

.

‟ما بهذا الأبله؟ لم أسأل عن إسمه حتى، لكن، ريوين هاه؟ يبدوا أنه اتى بعد كل شيء؟ ”

.

لم يلقي بالا للنظرات الموجهة نحوه و اكمل عملية الشراء، دفع ما يقارب 12.456 نقطة خاصة على إحتياجاته و بعض الوجبات الخفيفة ثم غادر المتجر.

.

لوحت له مالكة المتجر بود عندما غادر: ‟اتمنى ان تزورنا مرة أخرى ”.

.

كانت مالكة هذا المتجر شخصا بارعا حقا، لقد تعاملت مع الأمر بسلاسة و تركت مشاكل الطلاب ليحلوها بأنفسهم بدلاً من أن تتدخل.

.

ربما يرجع الأمر للكاميرات المركبة، كانت من الخسارة انها تدير محلاً صغيرا كهذا، لكنه كان متأكداً من انه مع خبرتها، لن يستغرق طويلاً حتى تطور تجارتها، ربما ستتقاطع طرقه معها مستقبلا.

.

وصل لغرفته، رتب الطعام الذي أحضره في الثلاجة و دولاب الطعام ثم غادر بعد إغلاق غرفته بإحكام، تجول قليلا ثم تذكر مكان كان يزوره في بعض الأحيان هنا.

.

مشى بخطى غير مسموعة بين الحشود، يتمتع بالمناظر الطبيعية في المكان، سقط في تفكير عميق و تذكر القطن الوردي الذي اكله قبل قليل، او كما يسمى بشكل عام، غزل البنات.

.

لديه عدة مسميات من دولة لأخرى و تكثر بشدة تلك المسميات في تلك البلدان، لكن الأكثر شيوعا هو غزل البنات.

.

غزل البنات، يسمى في الغالب في في مصر و بلاد الشام، أو شعر البنات في الأردن والعراق، أو لحية بابا أو لحية الشايب في الخليج العربي، أو حلوى القطن في ليبيا، أو لحية جدّي في تونس، أو حلاوه قطن في السودان، يسمى ايضاً حلوة الصوفة في المغرب.

.

يمكن تصنيفها في فئة الحلويات، و بالتحديد في صف الحلوى.

.

هي حلوى تصنع من خليط من الماء والسكر بتركيز عالٍ، وباستخدم الطرد المركزي تتجمع خيوط من السكر على أطراف وعاء خاص، لتتجمع فيما بعد، مكونة ما يشبه القطن.

.

تزعم العديد من الأماكن أصل حلوى غزل البنات، بعض المصادر تعتبرها كشكل من أشكال السكر المغزول الموجود في أوروبا، في القرن التاسع عشر.

.

حيث في ذلك الوقت كان السكر المغزول مكلفًا وإحتاج مجهودًا كثيف العمالة ولم يكن متاحًا بشكل عام للشخص العادي، يقترح آخرون أن نسخًا من السكر المغزول نشأت في إيطاليا منذ القرن الخامس عشر.

.

تم اختراع حلوى القطن المغزولة آليًا في عام 1897 من قبل طبيب الأسنان ويليام موريسون والحلواني جون سي وارتون، وتم تقديمها لأول مرة لجمهور عريض في المعرض العالمي لعام 1904 باسم ‟Fairy Floss” وتعني مشاقة حرير الجنيات، أو خيط الجنية.

.

حازت نجاح كبير حيث بيع 68655 صندوقًا بسعر 25 لكل صندوق، اي ما يعادل 7.11 دولارا في عام 2019.

.

في 6 سبتمبر 1905، قدم ألبرت دي روبنسون من لين بولاية ماساتشوستس، براءة اختراعه لآلة غزل البنات الكهربائية لأول مرة.

.

كانت براءة الاختراع عبارة عن مزيج من وعاء قابل للدوران يعمل بمحرك وبادئ إلكتروني يحافظ على التدفئة بكفاءة.

.

بحلول مايو 1907 نقل حقوقه إلى شركة جنرال إلكتريك في نيويورك، لا تزال براءة اختراعه حتى يومنا هذا بمثابة آلة غزل البنات الأساسية.

اخترع جوزيف لاسكو الذي عمل كطبيب أسنان من نيو أورلينزفي لويزيانا آلة حلوى غزل البنات مماثلة في عام 1921.

.

في أستراليا، في السبعينيات من القرن الماضي تم إنشاء آلة أوتوماتيكية لغزل البنات والتي كانت تقوم بصنع الحلوى وتعبئتها، مما جعل من السهل إنتاجها وإتاحتها للبيع في الكرنفالات والمعارض والمتاجر في السبعينيات وما بعدها.

.

يتم الاحتفال باليوم الوطني لحلوى القطن في الولايات المتحدة في 7 ديسمبر.

.

تشمل الآلات النموذجية المستخدمة في صنع حلوى القطن رأسًا دوارًا يحيط بوعاء صغير، عمله هو أن يحجز السكر، تُسكب فيه شحنة من حبيبات السكر الملونة ‟أو سكر منفرد وملون غذائي”.

.

تقوم السخانات بالقرب من حافة الرأس بإذابة السكر، والذي يتم ضغطه من خلال ثقوب صغيرة بقوة الطرد المركزي.

.

يتجمد السكر المصهور في الهواء ويتم التقاطه في وعاء أكبر يحيط بالكامل بالرأس الدوار، يُترك لفترة من الوقت، ويتراكم على الجدران الداخلية للوعاء الأكبر المنتج الذي يشبه القطن.

.

عند هذه النقطة، يقوم مشغلو الماكينة بلف عصا أو مخروط حول حافة وعاء الالتقاط الكبير، وتجميع خيوط السكر في أجزاء تكون مغلفة على عصا أو مخروط أو في أكياس بلاستيكية.

.

عندما يفرغ وعاء السكر الصغير، يقوم المشغل بإعادة شحنه بمزيد من المواد الأولية. يكون المنتج حساس للرطوبة، وفي الأماكن الصيفية الرطبة يمكن أن تكون العملية فوضوية ولزجة.

.

تشمل الابتكارات الحديثة في معدات حلوى غزل البنات آلات البيع التي تنتج تلقائيًا حصصًا فردية من المنتج والتي تم تطويرها في تايوان.

.

عادة ما تكون المواد الأولية لحلوى غزل البنات ملونة ومنكهة، لكن عند الغزل تكون حلوى غزل البنات بيضاء لأنها مصنوعة من السكر، لكن إضافة الصبغة أو التلوين يغير اللون اللون.

.

يبدوا أن تخيمنه الأولي كان صحيحا إلى حد ما، تجول و يديه في جيوبه و هو يفكر، تعابيره بدت راكدة كنهر هادئ، على عكس تدفق أفكاره الذي بدى كشلال هائج.

.

في الأصل، كانت حلوى القطن بيضاء فقط، في الولايات المتحدة، تتوفر حلوى غزل البنات بمجموعة متنوعة من النكهات، ولكن يسود لونان أكثر من معظمها، توت العليق الأزرق والفانيليا الوردية.

.

كلاهما تم إعداده في الأصل بواسطة علامة Gold Medal، التي تستخدم الاسمين ‟Boo Blue” و ‟Silly Nilly”، قد تخرج في بعض الأحيان حلوى غزل البنات باللون الأرجواني عند مزجها.

.

في أوائل القرن الماضي، القرن العشرين، كان يباع بين البيوت في الشوارع والأزقة الشعبية، حيث تجمع المادة القطنية للسكر المنفوش على عيدان رفيعة، وتثبت هذه العيدان المحملة بقطن السكر المنفوش على حامل خشبي يدور بها البائع باحثا عن الصبية لشرائها.

.

الآن، لم يعد أولئك الباعة يجمعون غزل البنات على العيدان الصغيرة، بدلاً من ذلك، بدأو يعبئون غزل البنات في أكياس نايلون صغيرة، ليتحول غزل البنات المنفوش، إلى مادة سكرية مكبوسة بدلا من أن تكون منفوشة.

.

من مفهومه، كانت بائعة المتجر تقوم بكلتا العمليتين، قامت بوضع غزل البنات في عيدان و باعته ايضاً في أكياس، هكذا ستغطي كل الجوانب، كان مجرد جانب واحد في عملية التجارة لكنه مربح، كلما تراكمت الأرباح الصغيرة، زادت الأرباح الضخمة.

.

هكذا كيف عملت التجارة، كلما كان للشخص صبر أكبر، زاد ربحه معه، كانت مالكة المتجر الصغيرة تفهم ذلك رغم كونها شابة.

.

بينما رتب أفكاره، وصل إلى ما يشبه مدرجات داخل مبنى طويل قليلا، كان هناك طلبة و موظفون في الداخل، كان الحرم الجامعي بطبيعة الحال، ركب في المدرجات بخطى خفيفة.

.

وصل بعد ان ركب اعلى المدرجات، ضربت نسمة من الهواء وجهه و حركت شعره، ومض نور الشمس القرمزي في عينيه بما بدى و كأنها تصبغ المكان بلونها الجذاب.

.

كان هذا المكان هو سطح المدرسة، لم يكن هناك أحد في المكان بصرف ريو نفسه، أغلق هاتفه عن التشغيل و جلس على الأرض في هذا المكان.

.

اكل طعامه و إستمتع بالمنظر.

.

‟العدد أكبر من المتوقع، هاه؟ بدلا من إضاعة الجهد بلا فائد، ربما اشتري المعلومات فقط ” تذكر عدد الكاميرات المركبة في الأماكن العديدة و هو يتجول، لم يستطع حساب عددها في وقت قصير وحده.

.

‟امل ان يبقي هذا الأطفال مشغولين لبعض الوقت، لا نريد أن نخرب هذه الفرصة، هل نحن؟ ”

.

كانت الأدلة حول تاطير سودو مجرد فخ لجعل الطلاب ينشغلون، ذلك سينسيهم الصراع إلى حد ما و يعملون من أجل ‟المكافأة” كما يمكن القول.

.

إحتمال إيجادهم لها قريب من الصفر، ببساطة لم يعلق أمل عليهم من الأساس.

.

‟كنت قد قلت ذلك كمجرد كلام، لكن، يبدوا انني محق، اليس كذلك؟ يبدوا أن سودو قد تم تأطيره في الواقع ”

.

بقول ذلك، تذكر محادثته مع طلاب الفصل ج، قاده ذلك بالتفكير في ريوين بشكل اساسي.

.

‟ما هدفه من فعل هذا؟ لا اظنه مجرد شيء في سبيل المتعة، رغم كونه سادي، إلا انه ذكي بشكل غير متوقع، إنه طموح و عنيد ايضاً، ربما لن يكون الوضع ممل جداً في وجوده ”

.

‟ااه، يا للمتعة ”كانت لديه إبتسامة مشوهة في هذه اللحظة.

.

كما فكر في ذلك، لم يسعه سوى تذكر لقائه الاول معه قبل دخوله المدرسة.

.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس طالب ذو شعر قرمزي بغطرسة فوق طاولة معلم الفصل و حدق بحدة في أرجاء الفصل، كانت نظراته الباردة تخترق الجميع في الأرجاء، هذا المنظر جعلهم يرتجفون رعبا.

.

كان هذا الطالب ريوين كاكيرو.

.

‟هل هناك جديد، كوميا؟ ”

.

‟لا جديد ريوين سان، كل ما في الأمر… انني إلتقيت بطالب غريب ” تردد قليلا قبل ذكر ما حصل.

.

‟غريب؟ ”

.

‟نعم ” بقوله ذلك، شرح له ما رأه في المتجر الصغير من دون نسيان تفصيل حتى، كانت العواقب وخيمة لو حدث ذلك.

.

‟هيهي- هاهاها!! ممتع، هل ذلك الفتى ذو شعر أسود و عيون حمراء قاتمة؟ ”

.

وسع كوميا عينيه بذهول، لقد كان محقا، كيف هذا؟.

.

‟هاهاها!! ايها اللعين، لقد أتيت إلى هنا في النهاية؟! ”

.

لكن قبل أن يقول كوميا أي شيء أخر، ضحك ريوين بجنون مرة اخرى، ومض ضوء من الغضب و المتعة في عينيه، بالنسبة للطلبة هنا، كان مثل شرير مخيف، تجنبوا النظر إليه مباشرة خوفا من بطشه.

.

بدأ بطبيعة الحال، بتذكر لقائه مع ذلك الشيطان اللعين قبل دخوله إلى هنا.

.

رغم عدم كونهما في نفس المكان، إلا ان نفس الفكرة تدحرجت في عقولهما.

.

‟بما أنك هنا، ما رأيك باللعب معي؟ ”.

2023/03/28 · 172 مشاهدة · 5954 كلمة
نادي الروايات - 2025