الغاية من السطوة، هي جعل الأخرين يقومون بما تريد، و حين تقوم بذلك، دون إجبراهم و لا إيذائهم، بل حين يفعلون ذلك طواعية منهم، تصبح شخصاً لا يمكن للناس المساس به ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
عندما مشى ريو، بخطى ثابتة إلى الفصل، لم يسعه سوى تذكر هذا المثل، كان الموقف، أو المسرحية التي اعدها، تتناسب تماماً مع الكلمات.
.
كان أفضل اسلوب للسطوة الحقيقية، لا يكمن في الإبتزاز، و لا في الإجبار، بل يكمن في جعل الناس، يفعلون ما يرغب به الشخص، من تلقاء أنفسهم، و هم مدركون لما يجب عليهم فعله.
.
الشيء الأفضل لمعاملة الناس، هو تركهم يظنون أنهم يتحكمون في الموقف، و لديهم اليد العليا، هذا يسهل كيفية التصرف معهم، بل و حتى كيف يتم التحكم بهم.
.
كان الطغيان هكذا دوما، في البداية تكون السلطة مطلقة، لكن النهاية هي الهلاك.
.
القائد الجيد، هو من يفهم قلب أتباعه، و يجعلهم يتبعونه، بولاء غير مقيد، إستدرج الناس، ليس بعواطفهم و لا بموقفهم، بل من الأفضل على الدوام، أن تسحبهم نحوك بفوائدهم.
.
طالما تعرف كيف تتحكم بالموقف جيداً، و كيف تتحكم بتصرفاتك في اللحظات الضرورية، بعيدا عن العاطفة، فستكون النتائج مرضية.
.
بمثل هذه الأفكار، دخل ريو فصله، و لم يسعه سوى إطلاق تنهيدة، يبدوا أن جسده يتذكر تماماً ما يفعله، كان سحبه للباب مألوفا للغاية، كما لو كانت عادة.
.
هذا كان مساعدة للغاية، تداخل ذاكرة حياته السابقة، و حياته الحالية، ظن أنه سيسبب إضطرابا ما، لكن لحسن الحظ لم يكن الأمر ذلك.
.
الشيء الذي كان قد تغير، هي بنية جسده الخاصة، كانت على قدم و ساق، تصبح كما كان جسده السابق، حتى الحواس، ببساطة بدى كما لو أنه يستعيد جسده.
.
كان هذا ببساطة بعيدا عن المنطق، لكن حضوره الحالي بحد ذاته، هو خارج المنطق، لذا لم يكن الأمر مفاجئا جداً.
.
بالتفكير في الأمر، يبدوا أن ذاكرته تم العبث بها، عندما إستيقظ لأول مرة، كان قد ذكر لنفسه أن العالم الحالي هو رواية خفيفة، لكنه متأكد أنه لم يقرأها من قبل، ناهيك عن روايات الإيسيكاي او ايا كان إسمها.
.
بالتفكير في ذلك، يبدوا، أنه لتجنب اي إلتباس، تم حشر تلك الذكريات التي دخلت عنوة، و ذكريات جسده الحالي، التي تم تعديلها، معا لخلق مثل هذا التصور.
.
هذا يعني أنه يمكن إصلاحها، إذاً لما لا يقوم بذلك؟ في الأصل، ذكريات الفتى، الذي إسمه أيانوكوجي كيوتاكا، و كل موقف تعلق بحياته، تم حشرها في ذهنه، لكن كيف سيفعل ذلك، هذا هو السؤال.
.
في الواقع، لديه معرفة للأحداث المستقبلية، المهمة و الأحداث التي حدثت في السياسة، و مدرسة طوكيو للتربية و الدراسات العليا، لكنه يريد في الواقع مسح تلك المرتبطة بالمدرسة.
.
السبب؟ الأمر ممل لو عرف مسبقاً، بما سيحدث، سيبقي على الأغلب، الذكريات المتعلقة بالطلاب، حتى يتسنى له تجنب المشاكل المزعجة، لكنهم على الأكثر سيكونون مجرد ثلاثة أشخاص، لذلك لم يهتم بالموقف كثيراً.
.
ربط الموقف بالغرفة البيضاء.
.
‟هيه، ربما سيكون هذا ممتعاً ”
.
عندما فتح الباب على مصراعيه، تم توجيه نظرات الطلاب نحو ريو، الذي إستجمع أفكاره، و هو يمشي، يديه في جيوبه، لم تتم إزالة الأنظار عنه، بدلاً من ذلك، أصبحت أكثر حدة، و ومض في العيون، ضوء من الإزدراء، و الإشمئزاز.
.
لم يتوانوا، قبل أن يبدأو في الشتائم، و الإهانات، و كل أنواع السخرية.
.
إستمر ريو بالمشي، بينما يراقب بنية الفصل، كان المكان، أكبر بقليل من غرفة واسعة، ما يسع لخمسة و ثلاثين كرسياً، كان التفاوت بين عدد الأولاد و البنات، ظاهرا للعيان، بمجرد الرؤية، سيكون من الواضح، أن الفتيات أكثر من الأولاد من حيث العدد.
.
كان عدد الفتيات، هو عشرين فتاة، أما الأولاد، بضم نفسه إليهم، هو خمسة عشر، لم يضيع ريو جهده في حساب عدد الطلاب في المدرسة، بما ان المدرسة ستنتهي في فترة قصيرة.
.
كانت إمتحانات القبول للمدرسة الثانوية، هي بعد اربعة عشر يوماً، و بعدها سيدرس طلاب الصف التاسع، للأسبوعين، ثم تأتي العطلة، و التي هي ستة عشر يوماً، بعدها يلتحقون للمدارس التي سيذهبون إليها.
.
كان نظام الدراسة في اليابان، يقوم على الأيام التي يحضر فيها الشخص، بدلا من درجاته، هذا يعني انه طالما يحضر و لا يغيب، يمكن النجاح.
.
رغم انه سيخصم منه العطلات، و حتى ان المدرسة، أو الأكاديمية التي سيحضرها، ستكون بما يتناسب مع مستواه، هناك بعض المدارس التي لا تفعل هذا، لكن الأغلبية تتبع هذا النهج.
.
هذا بالطبع، إلى دخول الثانوية، ثم تصبح الغالبية، هي بما يتعلق بستوى الطالب، لكن مازالت هناك تتبع نهجا كهذا حتى في الثانوية.
.
بوضع تلك الأفكار جانبا، حدق ريو في كرسيه، كان تحت، طعام عفن، و خربشات فوق الكرسي، حتى ان المكان الذي يجلس عليه لزج، كان منظراً مقرفاً.
.
ومض الضوء البارد في عيني ريو، قبل أن يظهر إبتسامة شريرة، لم يلحظ أحد تعابيره، و بدلاً من ذلك، كانوا يضحكون بصوت أعلى.
.
كانت مشاكل التنمر على النحو التالي، طالما لم يبلغ الشخص عن مشكلته، لن يسع للأخرين مساعدته.
.
مثل هذه العقلية الغير واعية، تنشأ في الأطفال منذ الصغر، و هكذا يتشكل الهرم المسمى بالطبقة الإجتماعية، غالباً ما يبدأ بالقاع، ثم يتشكل لأعلى.
.
حتى يصبح في النهاية هرماً، و ذلك الموقف لا يتغير.
.
يحدد الناس قيمتهم بعدد الأشخاص الذين يقدرونهم، أو أصدقائهم و هلم جراً، ما يجعل الكئيبين ما هم عليه، ليس المواقف أو حتى الأخرون هي التي التي تؤذيهم، بل هم أنفسهم.
.
هم من يضع قيوداً على حياتهم، هم من يبكي على أنفسهم، و هم من قرروا ان الأخرين أفضل منهم، لذلك، غالباً ما يبقون مثيرين للشفقة طول العمر.
.
و هكذا، حتى في مثل هذه المدرسة، ما لم يشتكي الطالب نفسه، فلن تكون هناك مساعدة من الأستاذ، ناهيك عن الإدارة العليا للمدرسة.
.
بالطبع، طالما إستغل الشخص هذا التسلسل الغير مرئي جيداً، فليس الأساتذة فقط، بل المدرسة بالكامل ستصبح لعبة بين أصابعه.
.
و هذا ما يخطط ريو لفعله، و ذلك بداية بهذا الفصل.
.
وضع حقيبته على المقعد، و جلس بصمت، بجو غير متأثر، نظر نحو النافذة، كما لو أن المشكلة لم تكن تهمه.
.
هذا زاد من حنق الجمهور، الذي راقب جميع تحركاته، كما لو أنهم يبحثون عن أي ثغرات، ثغرات لكي يملكوا عليه اليد العليا.
.
‟هذا اللعين… كيف يجرؤ على المجيء بعد ما فعله؟ ”
.
‟انظروا إليه، أليس لديه أي حياء؟ يجلس كما لو أنه لم يفعل شيئا، هذا بصراحة يغضبني ”
.
‟البقاء في نفس المكان مع معتدي كهذا، هذا مخيف! ”
.
‟لماذا لا يموت فقط؟ ”
.
‟نعم، يجب عليه الموت! ”
.
مثل هذه الكلمات، لاحت في الأفق، كما لو كانت عادة بين الطلبة، كما لو انها مجرد تحية الصباح، هذا ببساطة مثير للسخرية.
.
كانت المدرسة من المفترض، مكان للتعلم، لكن مع الوقت، أصبح التعلم مجرد ميكانيكا تلقائية، و بدلاً من ذلك، ركز على الأدوار بين الطلاب، و حتى الإدارة العليا و المدرسين.
.
التابع، و القائد، مثل هذه العلاقات تشكلت بإسم الدوائر الإجتماعية.
.
و الشيء المسمى بالصداقة الزعومة، كان مجرد ذريعة، و وجود هذه الذريعة هي أكبر تأكيد هذه الحقيقة.
.
بالطبع، لا شيء في العالم مطلق، و في بعض الحالات، تصنع العلاقات الحقيقية، و تنشأ الصداقات، العلاقات العاطفية، و ما إلى أخره.
.
لكن ما لم يبادر الشخص نفسه و سعى إليها، فكل تلك المسميات ليس أكثر من مجرد هراء.
.
لكن ريو، لم يهتم بشيء تافه، كالتوافق مع هذا الدوائر الإجتماعية، أو المشي مع التيار، بدلاً من ذلك، أراد التحكم في سير التيار بنفسه، أو حتى الذهاب ضده.
.
لكنه بالتأكيد لن يذهب معه لو عنى ذلك بعده عن أهدافه، هذا مجرد فعل الجبناء.
.
واجه ريو الإهانات الموجهة له بتعبير رصين، و إستمتع بالمناظر الخلابة، حتى أن وجهه إمتلك إبتسامة هادئة، حملت تلك الإبتسامة معها شعور بالطمأنينة.
.
‟أأه، الحرية هي الأفضل ” كانت هذه حقيقة.
.
لم يكن هناك شيء أفضل من الحرية، غير مقيد بالآخرين، غير مقيد بالظروف، و الأهم من ذلك، حريته تجاه نفسه، كانت هذه هي الحرية الحقيقية.
.
لم تكن حرية الجسد هي ما تطمئن له قلوب البشر، بل لقلب الشخص الحر، ما يقيد الإنسان في الغالب، لم يكن اي شيء سواه هو نفسه.
.
عند مقارنة نفسه بذلك، كان بالتأكيد في حال أفضل، تلك الحالة، التي شعر فيها بالحيرة، غموض حول نفسه، ضياعه مثل التائه، لقد فهمها جيداً.
.
ربما اكثر من معظم الأخرين، لكن كما تضيع، طالما تمشي و تمشي، فستكون هناك ضالة ترتمي في الأفق.
.
و هكذا، كما فقد ريو نفسه في دائرة الضياع هذه، شق طريقه أمامه، خلفه، فوقه، لم يهتم أين، لم يعرف لماذا، لكنه شعر أن هناك شيء في نهاية الرحلة، و خرج عند نهايتها، بالقبول.
.
القبول و راحة الشخص مع نفسه، كم من إنسان تمنى هذا؟ و كم من شخص لم يستطع بلوغها؟ كان مثل هذا الشيء البسيط، مرغوب للغاية.
.
لكن راحة البال، و القبول، لا يكمن في السلام، و عدم فعل شيء، يجب على الإنسان ان يضيع من أجل معرفة طريقه.
.
و هكذا، عندما يقع الإنسان في الظلمة، سيفهم أهمية الشعلة في المكان، و يتدبرها في ضالته.
.
هكذا يجب عيش الحياة، على الأقل لريو، كان على الشخص أن يفعل ما يخافه الأخرين، و ما يخافه هو نفسه، حتى يقبل على ما يسمى بعيش الحياة، و ليس العيش من اجل الحياة.
.
في قلبه، كان قد وجد جوابه للسؤال الذي حيره طوال حياته.
.
ما هي الحرية؟ مثل هذا السؤال، هو ما طارده، كان هو ما دفعه للمشي قدما، لكل شخص هدف، و مثل هذا الهدف البسيط، لكن الصعب، هو ما قرر ريو العيش من أجله.
.
لكن الأن، بعد تحقيق هدفه ذاك، ماذا بعد؟ هل هناك المزيد؟ ما النفع من كل هذا الجهد، بعد تحقيق هدفه؟ كان هذا السؤال، أتي عاجلاً أم أجلاً، لكن لريو، كانت إجابة هذا التساؤل واضحة منذ البداية.
.
كان عيش كل ما يستطيع، اراد التجوال، اراد الشعور بما عرفه، لكنه لم يفهمه، كان يريد تجربة أكثر قدر ممكن من الحياة.
.
كان ببساطة سيعيش، كان هذا هو جوابه الواضح لنفسه.
.
في النهاية، كان الأمر بسيطا، أكثر حتى من المتوقع، لكنه يستحق.
.
كانت هكذا هي الحياة، في بعض الأحيان، ستكون كالمد، يجرف كل ما أمامه، و في حينة أخرى، أصبحت هي الجزر، عند إنحساره، كشف الخبايا و الأسرار داخله.
.
طالما هناك سؤال، فستكون هناك إجابة، و ماذا لو لم تعجبك الإجابة إذاً، ماذا أنت بفاعل؟ هل ستقبل الأمر، أم تحاول البحث عن أخرى؟.
.
كان هذا على الأغلب ما سيفكر فيه معظم الناس، لكن ريو، لديه فكر مختلف تماماً، كان اكثر تطرفاً، و أكثر ميولاً للإختلاف، طالما لم تعجبك الإجابة، بدلاً من البحث الطويل، لما لا تصنع جوابك الخاص؟.
.
كانت مثل هذه الفكرة ببساطة سخيفة، هذا التفكير متهور للغاية !!.
.
السبب هو انه صعب جداً! لم يكن صنع جوابك الخاص لأسئلتك، بالشيء البسيط بأي حال من الأحوال، لكن ريو إقتنع بمعقولية هذا الفكر.
.
‟لو كان الأخرون يستطيعون، لماذا لا أستطيع؟ منذ البداية، لم أكن اهتم بفكر الأشخاص بشأني، و ماذا أكون، جل ما علي فعله البحث، و البحث، حتى أجد ما يرضي فضولي ”
.
من يتهم بكيف يظن الأخرون، أو كيف يقومون بفعل الأشياء؟ ركز على نفسك، و ستجد العجب.
.
كانت تلك مجرد حقيقة، لكن الكثير غافل عنها، ببساطة قم بها او لا تقم بها، لم يكن الأمر معقداً أبداً.
.
على أي حال، بلا مزيد من المماطلة، ها قد بدأت اللعبة!.
.
‟أوي! أيها اللعين! هل أحضرت المال؟ ”
.
عندما سمع مثل هذا الصوت الأجش، أدار رأسه للجانب، و رأى ما يبدوا أنه فتى طويل، كان شعره أشعثاً، و نظرته ثاقبة، لم يكن أسلوب لبسه ما يمكن القول انه إعتيادي.
.
عند ملاحظته قليلاً، ومض مصطلح لم يعرفه ريو في حياته السابقة، في ذهنه، كان هذا الفتى على ما يبدوا، طالب غير نموذجي، او بشكل أكثر دقة، جانح.
.
لم يعرف المصطلح، هذا يعني أنها ذكريات هذا الجسد، هذا مثير للإهتمام بعض الشيء.
.
عند رؤية أن ريو لا يتحرك، او ينطق حرفاً حتى، ظهرت الأوردة في جبين الفتى، كان من الواضح انه غاضب، ربما حتى قبل المجيء، و اراد أن يفرغ غضبه على كيس اللكم البشري أمامه.
.
‟ألا تسمع أيها الأصم؟! ”
.
عند قول هذا، أمسكه من ياقته و جذبه نحوه، كان يمسك به بقوة، كان من الواضح الفرق الجلي في القوة.
.
الشخص الذي في العادة هو من يجعل زمام الأمور تهدأ، لم يكن هنا، أشاح البعض ببصرهم عن ما يحصل، و شاهد البعض في إثارة، كان مشهداً مضحكاً عند التفكير فيه.
.
لم يستطيعوا المجيء و ضربه بأنفسهم، لكنهم الأن يتعالون كما لو انهم هم من يمسكه الأن، فخر و غرور الناس ليس له حدود.
.
‟و هذا الغرور، سأستغله أفضل إستغلال ” كما قال ذلك في ذهنه، كانت إبتسامة باردة ظاهرة على وجهه.
.
عيونه اصبحت باهتة، و كانت مثل بركة من الدماء الحمراء، لكنها بدلاً من أن تكون زاهية، بدت أكثر كالهاوية القاتمة.
.
الحصة لم تبدأ بعد، بقي حوالي عشرون دقيقة، كان من الغريب ان جانحاً أتى للفصل باكرا، لا توجد كاميرات هنا، و يبدوا أن تفشي العنف قد كثر في الفترة الأخيرة، لكن المدرسة لم تجد أدلة ملموسة.
.
‟هذا مشبوه… أظن أن فرصتي تأتي إلي بنفسها، هاه؟ ”
.
كما فكر في ذلك، كان قد حدق في الفتى الممسك ياقته.
.
‟هل ستضرب، أو تبقى هكذا؟تنهد، اظن ان هذا متوقع من يرقة ”
.
كما لو كان يسخر، بصق ريو هذه الكلمات، و لم تمر مرور الكرام حقاً.
.
‟أنت! ماذا قلت يا ابن العاهرة!! ” الرد الذي أتاه، كان زيادة الشد على ياقته، بشكل أكثر قوة من قبل.
.
‟هاه… يا للملل، اظنني ساقوم بهذا عنك، أليس كذلك؟ ” كان عبوسه كالطفل الغير راضي عن لعبته، كانت مكسورة، و لم يردها.
.
‟هاه؟ ”
.
مثل هذا الصوت الغبي، خرج من فم الفتى الجانح، كيف لا؟ ما حصل الأن ببساطة غير متوقع!.
.
كانت الأدوار معكوسة الأن، عندما لم يلاحظ، بادر ريو بمسك يده التي كانت ممسكة به من ياقته، من مرفق ذراعه، و كتفه، ثم بسرعة خاطفة، لوى ذراعه للخلف، في وضع قفل خلفي ممسكا في النهاية براحة يده.
.
لم ينتهي الأمر مع هذا، كانت المتعه قد بدأت الأن، قبل ان يفقد الزخم من حركته، عرقل إحدى ساقي الفتى، بينما ضرب ربلة ساقه بقوة، ثم أطاح به على الأرض، على ظهره، و كان الأشد ألما أنه سقط على إحدى أصابع يده.
.
‟هيه، ضرطة بلا قيمة ” قال تلك الكلمات بإزدراء، و نظر حوله.
.
الكلمات الأكثر تعبيراً عن شعورهم الأن، كانت تلك الصدمة! كانت فعلة ريو الحالية لا تصدق، غير واقعي، مستحيل! مثل هذه الأفكار، طافت في عقول الطلاب.
.
كما لو كان يقدم رداً، رفع رجله لأعلى، و ضرب بأسلوب يشبه الفأس، معدة الفتى أمامه، ثم ركله كما لو كان قمامة، بالضبط في الكلية، ما لم يتوخى للإنسان الحذر، سيسبب ضرراً للشخص عندما يضرب كليتيه، كانت منطقة شديدة الحساسية.
.
أنين من الألم المثير للشفقة لاح في الأفق، حتى أن بعض الدموع خرجت من محاجر عينيه، و بدأ بالسعال، كان من الواضح للعيان المخاط و اللعاب الذي غطى وجهه، كانت بضع حركات، لكنها إستهدفت اهم الأماكن الحيوية.
.
في الواقع، عندما أسقطه ريو، و قبيل أن يضرب ساقيه، كان قد إستهدف حلقه، و ثم اسقطه.
.
كان يركز على عدم ترك ندوب على الجسد، للأسف إحدى أصابعه كسرت، لكن الحوادث تحدث، أليس كذلك؟.
.
تاراكاً الفتى المسكين على الأرض، إلتفت ريو إلى الفصل، بما بدى تعابير باردة.
.
”منذ اليوم، لا أحد، أعني لا أحد هنا، سينعم بالسكينة ”
.
كما لو كان بياناً من الأخبار، سقطت الكلمات فوق رؤوسهم مثل المياه المجمدة.
.
كان المكان يعمه الصمت.