8 - الفصل السادس: يوم مزعج لكن مريح

همم...

يقال أن طبيعة و سلوكيات البشر غير مفهومة و متناقضة في بعض الأحيان لذلك لا يستطيع الشخص فهم المنطق من وراء تصرفاتهم.

يكون التفكير في الغالب منصب على الشعور و العاطفة لدى المرء، يقول الناس أنه يجب أن تتبع قلبك لكن...

لماذا؟ أعني إن تمت مقارنة الأفكار المبنية على المنطق بتلك التي تنصب على شعور الشخص و عواطفه فستجد على الأغلب أن هذه المنصبة على العواطف هي الأكثر ترجيحا للفشل.

لأنه عندما يكون الشخص عرضة للإنفعال فسيتخذ قرارات قد يندم عليها لاحقاً لذلك يجب على المرء المحافظة على الحيادية بين شعوره و أفكاره لكن القول أسهل من الفعل.

ما يجعلنا بشرا هو إختلاف تفكيرنا و نمط أفعالنا عن المخلوقات الأخرى، فمثلا هناك تصنيف للحيوانات في الغابة لا يمكن تغييره و هو البقاء للأقوى، أيضاً يمكن معرفة ما هو الصنف الأقوى و ما هو الصنف الأضعف على عكسنا نحن البشر.

حتى لو كان هناك من يحكم مكان أو منطقة فهناك دوماً من سيأخذ مكانه، هذا هو النمط للبشرية، لأننا بشر و نتعامل بعواطفنا و منطقنا الخاص فلا يمكن التنبؤ بأفعالنا و الدوافع ورائها دائماً.

هذا ينطبق بشكل خاص على المرأة، النساء أكثر المخلوقات تعقيدا بالنسبة لنا نحن الذكور.

هناك مثل قائل تسلق جبل بذراع واحدة أهون من محاولة فهم إمرأة، منذ غابر الزمان و كانت البشرية تستمر بسبب الولادة و التربية من قبل الإناث و على الرغم من ذلك فقد كان معظم الناس غير راضين بأن تتفوق عليهم النساء في شيء لكن، لو كانت هي السبب في وجودك فما هي الفائدة من محاولة التفوق عليها أو إستحقارها؟

حقوق المرأة، هذه هي أحد المعارك العبثية التي يختلف بشأنها أغلب الناس في الوقت الحاضر، أصبح المجتمع أكثر إستقلالية بشأن النساء في العشرين سنة الماضية.

و كانت هناك جهود مضنية بالذات في الأعوام الخمس الماضية بشأن القضية حتى ولد ذلك بعض الحالات الغريبة مثل تغير أو إنقلاب الأدوار.

فهناك في بعض الدول نساء هن من يدير دور رب الأسرة و هناك أيضاً نساء مسترجلات بينما أصبح يزداد عدد الرجال الذين يتصرفون بأنوثة في الأونة الأخيرة، و إزداد ذلك حتى أصبحت تنشأ حالات حب غريبة بينهم، يمكن تسمية ذلك بالمثلية أوالشذوذ أو كما يقال في بعض الحالات ثنائية الجنس.

كما يعبر عن الكلمة فهي الحالة التي تكون إهتمامات الشخص لأحد من جنسه الخاص بدلا من أحد من الجنس الأخر.

حتى أن بعض الدول أصبحت أكثر إستقلالية بشأن هذا و تقوم بدعم مثل هذه القضايا تحت ستار المساواة و حرية التعبير، ليس و كأنني أهتم حقاً، الحب شيء معقد و يصعب فهمه حقاً، لكن مهما كان عمرك أو شكلك فلديك الحق أن تحب أو يتم حبك بغض النظر عن الظروف في الغالب.

على أي حال، كل ما حصل في لحد الأن يؤكد أن النساء شعب من الصعب أو من اللغط محاولة فهمه.

على ما يبدو أنني أحد الأشخاص الذين قد فهموا المعنى الحرفي لذلك الكلام.

"فوكا"

"ماذا تريد ريو كن~؟"

ردت علي بينما تبتسم بمرح.

"لدي سؤال في الواقع"

"سؤال؟"

"نعم، هل أنت مريضة؟"

"لا، لماذا تسأل؟"

"إذا لماذا أنا هنا الأن؟ لا في الواقع ماذا تفعلين؟"

"ماذا تقصد؟ أنا أكل غدائي بينما أجلس في حضنك"

ردت بلا أي خجل عن سؤالي و كأنه أكثر الأشياء الطبيعية في العالم.

أنا الأن جالس على سرير في غرفة أحد الطلبة، بشكل أكثر دقة في مسكن الطلبة للفتيات و بالتحديد في غرفة طالبة من الفئة أ، هي طالبة موهوبة في كل من الرياضة و المهارات الأكاديمية، يمكن القول بأنها من الطراز الأول في ما يتعلق بالأناقة و الجمال حتى أنها قد تم تسميتها بالملكة في السنوات الأولى، سمعت أنه قد تم تشكيل نادي مشجعين لها و يضم الكثير من الأولاد من الفئة د حتى أ وقد سمعت أن هناك حتى بعض السينباي قد إعترفوا لها و تم رفضهم بشكل ساحق، هناك بضع الفتيات يحترمونها كثيراً أيضاً و ينادونها بأسماء مثل ني ساما أو شيء من هذا القبيل، كيف عرفت مثل هذه المعلومات؟ يمكن القول أن هناك سيمب في فصلي يقومون بإيذاع أخبارها دوماً، بالطبع لا أحد يجروء على الحديث معها بسبب أنهم يرون أنهم لا يستحقون وقتها و مجرد تحيتها هي حلم لأغلب الطلاب، هذه الفتاة هي كيريوين فوكا.

كل هذا يؤكد أنها من الدرجة الأولى في كل شيء لكن ذلك يطرح علي سؤال واحد.

لماذا بحق الجحيم هذه الفتاة تجلس في حضني؟

إذا رأني أحد نادي معجبيها فأظن أن يوم جنازتي قد إقترب، أعني من سيصدق أنني من بين كل الناس قد تصير لي مثل هذه المواقف؟ حسنا هذا بالفعل غير متوقع.

اليوم هو السادس عشر من مايو و قد تخطيت قبل مدة قصيرة حادثة معينة، لكن ليس هذا وقت التفكير في هذا.

لم يبقى سوى أقل من أسبوع على بدأ إمتحانات منتصف الفصل و الكل يجتهد في دراساته و يكافح من أجل عدم التسرب.

لكن هذه الفتاة بدلا من ذلك هي تلعب في الأرجاء و تقوم بأشياء غير مفهومة، هذا واحد منها.

لفهم الموقف جيداً لنعد بالذاكرة لما قبل ساعة من الأن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يبقى الكثير على إستراحة الغداء هاه؟

قالت فوكا أنها تريد مني فعل شيء اليوم لكن لا أعرف ما هو، هممم.

لنفكر قليلا في الأمر، هل هي ربما تريد بعض النقاط؟ لا هذا مستبعد جداً، فهي من الفئة الأولى بعد كل شيء.

إذا ربما قد تكون في ورطة، فقد كانت جادة لسبب ما بشأن الموضوع.

قد يكون ذلك لكن أشك أنها لا تستطيع حلها بدوني.

قد تحاول تهديدي بشيء ما لكن. هذا أيضا مستبعد لأنها لو أرادت فعل ذلك لكانت فعلته منذ وقت طويل.

هناك أيضاً إحتمال على الرغم من أنه قد يكون شبه مستحيل و هو أنني قد أذهب في موعد غرامي بعد فترة لكن، أشك في هذا فلا أرى أنها من النوع الذي قد يرغب في إصطحاب شخص ما في موعد و لو كان صحيحا فإحتمال أن أن أكون أنا قد يشبه إحتمال أن يحصل ياماوشتي على صديقة، أنتظر أكان ذلك إسمه؟ ربما ياشومتي؟ أو ياتشاومي؟ قد يكون ياماشيت، لا يهم حقاً لكن أتذكر أنه أحد الثلاثي الأبله في الفصل، إنه ذلك الفتى ذو الشعر الأسود و رأس يشبه المسطرة و هو أكثر الأشخاص المنحرفين في الفصل إذا كنت أذكر، يبدوا كشخص قد يدخل السجن مستقبلا بسبب أنه حاول التعدي على فتاة ما في أحد الأزقة في الشوارع لكن قاومته و قد ضربت القرف منه حتى أصبح معوق و دخل السجن و أصبح مشهورا بكونه أول شخص قد فشلت جريمته و أصبح مخصي بسبب فتاة، اللعنة لماذا أتخيل أن ذلك ما قد يحصل في الواقع حقاً؟، همم حسنا ليس و كأنه قد يشبه ذلك لكن فهمت النقطة.

هذا إحتمال مستبعد أيضاً، من كان يفكر أنني قد أفكر في هذا؟ يبدوا أنه ما زال لدي ما يمكن تسميته هرمونات الشباب بعد كل شيء لكن هل يعني ذلك أنني أريد الذهاب فيه ربما؟ قد يكون كذلك أو قد لا يكون لكن لا أظن فليس لأنني فكرت في هذا الأحتمال أنني أريد حصوله، تنهد أظن أنني سأحصل على إجابتي عندما ألتقي بها.

على أي حال، يبدوا أنني لم ألاحظ أن الإستراحة بدأت، يبدوا أن هوريكيتا قامت بدعوة كيو للغداء على حسابها، هذا غريب فهي ليست بشخص قد يقوم بفعل شيء كهذا عن طيب نية، أظن أن هناك مصيدة، أمل فقط أن لا يلعب دور الغبي و يجعل نفسه يقع في هذا الفخ الغبي، أظنه شيء متعلق بمجموعة الدراسة التي فشلت في المحافظة عليها، ربما هي تريده أن يقوم بجمعها.

يا للسخرية، هي فقط من دعته قبل مدة بالبيدق لكن أنظر، لا تستطيع فعل شيء بسيط كدعوة الناس إلى الدراسة، لنرى كيف سيفيدك فخرك لاحقاً عندما تعرفين الفارق بين النملة و الأسد يا هوريكيتا.

على أي حال أظنني سأذهب.

ذهبت للموقع الواقع أمام سكن الطلبة بما أنه قد تمت دعوتي للمكان.

لم ألتقي بكثير من الناس هناك، لم أرى سوى بعض الناس الذين لا أعرفهم كثيراً، وصلت للمكان الذي يجب علي التواجد فيه و إنتظرت أن تصل فوكا.

على ما يبدوا أنها بحسب المحادثة التي أجريتها معها في الدردشة على هاتفي أنها ستصل بعد ربع ساعة، لماذا قد يستغرق هذا الوقت؟ و لماذا قد تناديني لمساكن الطلبة بالتحديد؟ هذا ينفي إحتمال أن هناك شيء قد أصابها، ما الذي بحق الجحيم حصل؟ هي دوماً ما تحب العبث معي لذلك لم أعرف أنها قد تكون جدية لذلك قد تصلب ظهري عندما قالت لي أن الموضوع مهم.

لا توجد مشاكل بشأن التواجد في مساكن الطلبة في وقت الغداء بحسب كتيب القوانين و لم يكن هناك قواعد تذكر منع أكل الغداء في مسكن الطلبة لكن بسبب كونها بعيدة عن المدرسة لا يذهب إليها الطلبة و أيضاً يكون هناك خصومات في نقاط الفصل للتأخير في حضور الفصل بعد إستراحة الغداء، قد يعني هذا أنها تريد دعوتي لغرفتها أو ربما غرفتي أنا، ناه أشك كثيرا في هذا لكن قد يكون كذلك.

لا يهم بالنسبة لي بما أن نقاطنا هي صفر لكن هل سيؤثر ذلك عليها مستقبلا؟ في الحالات الطبيعية قد يتم نفي الإحتمال لكن ماذا إذا كان هذا هو؟ بوضع أن هذه المدرسة متغير غير معروف في عين الإعتبار و حتى أن القواعد قد وضعت بشكل غريب.

مثل أول يوم، فهم قاموا بتضليل الطلاب بوضع معاني مزدوجة في كلماتهم و أيضاً أظنهم قد وضعوا بعض الثغرات القواعد، السبب الذي جعلني أشك في هذا هم السينبايز الذين قمت بإبتزازهم، كان يجب أن يشتكوا للمدرسة بشأني لكنهم لم يفعلوا، هل يعني أنه لو لم تكن القضية كبيرة و لم تتواجد أدلة تؤكد ذلك فلن يتم وضع عقوبات بشأن هذا؟ حتى لو لم يتم تأكيد صحة حجتهم فيجب أن يكون هناك نوع من العقوبة أو الشكوك بشأني، قد يعني ذلك أن هناك عقوبة غير معروفة إذا تم كشف كذبهم، عقوبة قد تكون أشد من ما نحصل عليها في السنوات الأولى، ربما كالطرد، إذا يبدوا أن إدعائي ذلك اليوم صحيح هاه؟ ظننت أنهم خائفون فقط من أن يحدث ذلك الإحتمال و أرادوا اللعب بأمان لكن ربما هذه هي العقوبة حقاً، فكرت في ذلك بعد أسبوع من تلك القضية و فكرت في وضع عقد بعد رؤيتي لهم يحاولون إبتزاز سودو فقط في حالة........

لكن يبدوا أنه تم تأكيد شكوكي، ربما ذلك ينطبق على الأشياء الأخرى، مثل ما قد قالته تشاباشيرا سينسي في أول يوم، قالت أن المدرسة تعاقب على التنمر إن تم الكشف عنه، إذا ربما لو كان بعيداً عن أعين المدرسة فلن يتم القيام بإجرائات حول ذلك.

هذه المدرسة مثيرة للإهتمام حقاً، بالطبع هذه مجرد تكهنات من عندي فقط لكن أظنها أقرب شيء للحقيقة، لا طريقة للمعرفة سوى تجربتها و مشاهدة النتيجة.

"مرحبا~ ريو كن~"

شعرت بشيء ناعم يلمس ظهري وتمت معانقة رقبتي.

"تنهد، كم مرة قلت أن تتوقفي عن هذا؟"

"لا تكن لئيما جداً ~ فأنا رحبت ريو كن الخاص بي بعد كل شيء~"

"نعم نعم أياً كان"

هذه الفتاة تحب مضايقة الناس حقاً، أفضل شيء يمكن فعله هو تقبل مصيرك فقط و عدم التفاعل مع إنتكاساتها الطفولية، إن أخطأت فهم معنى كلامها على أنها تعني حقاً ما تقول فأظن أنه يجب علي الإستعداد لدخول نادي المرفوضين منذ الأن.

"حسنا، على أي حال قلت أنك لديك شيء تريدين الحديث بخصوصه، ما هو؟"

"همم، لنذهب لغرفتي أولاً"

اللعنة أنت تقول؟ هل الأن تحقق إستنتاجي فقط؟

هذا غريب بشكل ما، ربما تعودت على سلوكياتها لا إراديا و بدأت بفهمها بلا وعي.

تكون السلوكيات الذي يظهرها المرء عند التعود أو محاولة التعود على شخص ما تطابق الصورة التي يحاول إظهارها لذلك الشخص، لذلك يظهر فهماً إلى حد ما حول عقليته و تصرفاته التي إعتاد على التعامل معها، ينطبق ذلك بشكل خاص عندما يقوم الشخص بتحليل الأخر لإظهار مدى فهم أكثر و أعمق لتصرفاته.

على أي حال يجب علي الرد.

"حسنا لكن، هل هو بخير حقاً أن أدخل غرفتك؟"

لم أتوقع أن تدعوني حقاً لذلك يجب أن أتأكد، لم أدعوها لغرفتي لذلك لا أرى أنه من المناسب أخذ المبادرة.

سمعت في أحد الكتب التي قرأتها أن هذا أحد الأحداث التي يتطلع نحوها الأولاد المراهقون في سن الثانوية بشكل خاص لكنني لا أرى ما هي الصفقة الكبيرة في ذلك.

هل هكذا هي الرغبات التي يبدي الأولاد في عمري إهتماما نحوها؟ أرى.

حسنا لست على دراية بمثل هذا حقاً.

"نعم~ لاتقلق بشأن ذلك~ و أيضاً يجب أن تفرح بشأن أخذ فرصة كهذه لدخول غرفة عذراء جميلة مثلي~"

قالت كلماتها الأخيرة في أذني بلهجة مغرية بينما ما زالت تعانقني من الخلف، نعم هذا يجعلني أكثر ترددا بشأن ما إذا كان يجب علي الذهاب حقاً، أخاف أن لا أبصر نور الغد لو دخلت غرفتها.

"همم، بعد التفكير في الأمر نعم، أنا سأرحل"

حاولت الذهاب لكنها منعتني، إنها تعني بهذا أنه لا خيار سوى الذهاب معها، يبدوا أن علي تقبل مصيري فقط.

اللعنة عليك يا ياماوشتي، بمجرد أنني ذكرته في أفكاري فقد حصل هذا، يا له من نحس.

"تنهد، حسنا لكن هلا تتركينني"

"إيه~؟ لا، أريد الذهاب هكذا~"

يا له من تصرف طفولي،هاه يا وجع الرأس،حتى أنها قد قطعت رجليها حولي.

"إذا لن أذهب"

أفضل شيء أستطيع فعله هو عدم الرضخ في مثل هذه المواقف لأنه لو سمحت لها بفعل هذا مرة واحدة لأنا متأكد أنه قد ينتهي بها الحال لفعل هذا في المدرسة أو ربما أسوء، قد تأتي للفصل و تفعل هذا.

و صدقني عندما أقول أنني لا أريد إنتباه أكثر من ما أتلقاه حالياً، حاول الكثير من زملائي الإعتماد علي لكن هيل ناه، كالجحيم سأتعب نفسي لفعل هذا، ما عدى مجموعة أصدقائي فلا أهتم حقاً من يتم طرده.

بقيت في مكاني أنتظرها حتى تتزحزح لكن لم يحصل شيء، تنهد إن لم أتحرك فسيحصل شيء أسوء.

بدأت بالتحرك و سمعت ضوضاء سعيدة من جانب الفتاة التي أحملها على ظهري، حتى لو تم إيجادنا فسأقول فقط أنني وجدتها مصابة ببعض الحمى و أقوم بنقلها لغرفتها، لا أظن أنه قد يصدق الكثير منهم إن صادفت بغضهم لكن أشك في أنه قد يقوم أحد بالتحقيق كثيراً في هذا.

ذهبت للمصعد و ضغطت على الطابق الخامس، غرفتها هي الغرفة 605، كنت في الطابق الأول لذلك كان مسكن الفتيات على بعد أربعة طوابق من هنا، تحتوي مساكن الطلبة على سبعة طوابق، ستة للأولاد من السنة الأولى و حتى الثالثة، ينطبق الأمر نفسه على الفتيات، هناك ما مجموعه ثمانين طالبا في كل طابق من الأولاد و حتى الفتيات.

يحتوي الطابق الأخير على غرف المعلمين و الموظفين الذين يعملون في الحرم الجامعي و المتاجر الموجودة داخل حدود المنطقة التي تتواجد بها المدرسة، يحظر على الطلاب التوجه نحو تلك الطوابق إلا لو كان هناك حالة طارئة، على الرغم من تسميتها بمساكن الطلبة إلا أن هذا المكان يعيش فيه تقريباً جميع من يوجد في منطقة المدرسة، ربما بسبب أن أكثر من يعيش هنا هو الطلاب.

وصلت للطابق المطلوب و خرجت من المصعد، ما زالت فوكا راكبة على ظهري.

"أين يجب علي أن أتجه الأن؟"

"إذهب نحو اليمين سترى رواق هناك و بعد ذلك إتجه نحوه بعد نهاية الرواق ستلاحظ أنه يوجد على يسارك بعض الغرف و بعد ست غرف ستراها هناك"

إتبعت التعليمات التي تم إلقائها علي و إتجهت نحو المنطقة المخصصة، لم ألاحظ على وجه الخصوص أي طالب أو موظف في طريقي لغرفتها لحسن الحظ لذلك وصلت بلا عوائق.

وصلت للغرفة 605 و حاولت جعلها تنزل عن ظهري لكن.

"إفتحه أنت"

"إفعليها أنت، أليست غرفتك؟ و أيضا لا أرى سبب لذلك"

"هناك سبب مهم لذلك، عليك فتحه"

"و ما السبب المهم؟"

"ما هو غير ذلك؟ إنه متعب"

هل هي جادة حقا؟ تنهد يا للإزعاج، أظن أنه ليس علي إطالة هذا أكثر.

"حسنا لكن أعطيني بطاقة الهوية لكي أفتح الباب"

نزعت يدها اليمنى عن رقبتي و أخرجت بطاقة هويتها من جيبها و أعطتني إياها، لم ترد تركي على الرغم من ذلك، كان صدرها الناعم يقوم بالضغط علي بقوة لكنه لم يكن قاسيا كما ظننت، يمكن القول أن الشعور يشبه إلى حد ما الإستلقاء على وسادة لكنه أكثر راحة.

"هل ربما تفكر في شيء بذيء~؟"

"أنت تتخيلين"

"لا أظن رغم ذلك~"

كانت على ما يبدو تستمتع بنفسها.

وجهت إنتباهي نحو القفل الموضوع على الباب أمامي.

كانت أبواب مساكن الطلبة تحتوي نظام أمني لا يفتح إلا عن طريق بطاقة الهوية للطالب، السبب أن هناك رمز إستجابة خاص على بطاقة الهوية و يقوم القفل بمسح الرمز لفتح الباب و بالطبع كل بطاقة هوية تحتوي على رمز إستجابة مختلف لكل باب لذلك لن يقلق أحد من أن يدخل الأخرون غرفهم.

لكن يمكن شراء بطاقات الهوية التي تقوم بفتح أبواب الغرف بالنقاط الخاصة، همم لماذا يا ترى؟ هذا يتناقض مع ما يقال عن أن المدرسة تحمي الطلاب من إختراق الخصوصية الخاصة بهم، يجب أن يكون هناك سبب لهذا، قد يكون قانون أنه يسمح للطلاب بتناول الغداء في غرف الطلبة و هذا الموضوع علاقة ببعضهما البعض، ااه اللعنة، تركت فضولي يسيطر علي مرة أخرى.

حسنا على الأقل وجدت فكرة قد تفيدني بشأن هذه المعلومات.

على أي حال، كم مرة قلت هذه الكلمة اليوم؟ حسنا لا يهم، دخلت للغرفة رأيت ما لم تصدقه عيناي، كان تصميم الغرفة مثل ما يمكنقوله عن الملكة، تصميم أنيق، كان لون الجدار أحمر مع بعض الخطوط البيضاء في الجوانب أما الأمام و الخلف فهو باللون الأبيض الصافي، الأثاث على الرغم من كونه ليس مكلفا إلا أنه مرتب بشكل رائع و قد تم تعديله بعض الشيء، هل هي من قامت بذلك؟ يمكن رؤية شاشة تلفاز بالقرب من السرير.

إذا كنت تملك النقاط الكافية فيمكنك تصميم الغرفة بالشكل الذي تريده، بالفعل هذه المدرسة ليست كباقي الأماكن، من الصعب إيجاد مكان قد يترك الحرية للفرد بهذا الشكل.

لكن ذلك ليس ما إستغربت منه بل هو هذا.

كان السرير مغطى بدمى محشوة، كانت مثل الأرانب و الدببة و ما إلى أخره من هذه الأشياء.

لا يصدق! كيف يمكن هذا؟ من بين كل الناس لم أستطع تصديق أنه فوكا قد تكون شخصاً يحب الألعاب المحشوة؟

هذا شيء غير متوقع لكن....

كيف أقول هذا، إنه يناسبها كثيراً.

"هلا تتركين ظهري الأن؟"

"ضعني على السرير~"

لسبب ما كانت متحمسة عندما قالت هذا.

هاه، يا لوجع الرأس.

قمت بما تم أمري به و وضعت الفتاة في سريرها، جلست بجانبها بما أنني لم أرى ضيراً في هذا، كانت الأريكة مقابلة للسرير لكنها ملتصقة بالحائط لذلك لا يوجد عائق في الطريق.

"حسنا، بما أننا هنا ما رأيك في أن نبدأ في تناول الغداء؟"

"حسنا لكن، لم أحضر شيئا معي فقد ظننت أننا سنذهب للكافتيريا لذلك لم أقم بأخذ الغداء أو تحضيره"

أنا قلت لها، في الواقع لقد نسيت تحضيره لكن لن أقول هذا لها بالطبع.

"توقعت أن تقول هذا لذلك قمت بإحتياطاتي"

قالت بإبتسامة لا تبديها عادة، ربما هي سعيدة؟ لا أعرف حقاً.

بقول ذلك وقفت من مكانها و أخرجت صندوقين من المطبخ و رجعت للسرير و أعطتني أحدهما و بدأنا بتناول الطعام بعدها.

يبدوا أنها قد خططت لكل هذا هاه؟ حسنا يبدو أن هذا شيء مهم بما أنها قد كلفت نفسها عناء فعل كل هذه الأشياء، الغرفة نظيفة، أرى أيضاً بعض أثار المسح الحديثة لذلك أظن أنه تم تنظيف الغرفة قبل فترة ربما في الصباح أو نحو ذلك، حتى الطعام الذي نتناوله الأن أقل ما يمكن قوله بشأنه هو أنه مذهل.

طعمه رائع جداً، قد يشك المرء في كونه طعام معد منزليا.

بينما كنت أستمتع بتناول الطعام سألتني فوكا فجأة.

"ريو كن هل لي بسؤال؟"

كانت لديها نبرة جادة بعض الشيء و لمحة من التوتر؟ إنتظر قليلا، هل هي في مشكلة حقاً؟ هذا ليس مثلها بالتأكيد.

"إن أمكنني الإجابة فتفضلي"

"امم، حسنا كيف أقول هذا-"

كانت تحاول إيجاد الكلمات لقول ما تريد أنا فقط إنتظرتها للحديث.

"هل يمكنك أن تذهب معي في موعد بعد إنتهاء الإمتحانات؟"

"إيه؟"

صمت...

.

.

.

.

.

هذا كل ما يمكنني قوله، هل هي قالت هذا حقاً؟ لم يمضي سوى شهر على معرفتي لها، صحيح أنني أقضي معظم الأوقات معها و نتشارك في الحديث لكن أليس هذا سريعاً بعض الشيء؟

و. أنت تقول لي أن تخميني الأخر قد كان مصيبا، هل تم إستهلاك حظي؟

ربما لم أسمع جيداً، نعم هناك مشكلة في سمعي.

"هل يمكنك إعادة ما قلته؟"

أنا قلت مرتبكا بعض الشيء.

"هاه؟ امم، أنا قلت أنني أريد الذهاب معك في موعد"

قالت هذه الكلمات هذه المرة بوضوح بينما تنظر للأسفل.

نعم أنا أحلم هذا هو كل شيء، لكن لا أظن ذلك، إذا هي الأن فقط. قد سألتني من بين كل الناس في الذهاب لموعد أليس كذلك؟

إذا كان هذا ما في الأمر كيف يجب أن أجيب؟ لا أعرف حقاً.

كما لو لاحظت هدوئي بدأت تلقي نظرة قلق.

"همم، حسنا كيف أجيب على هذا؟"

تسربت مني هذه الكلمات.

"أنا لا أعرف، أنت من عليه الإجابة أليس كذلك؟"

هي ردت بتلعثم طفيف.

"أنا، امم"

لم أجد الكلمات الصحيحة، لم أعرف ما إذا كنت أريد أن أقبل بهذا أم لا فهذه هي أول مرة أتفاعل بهذه الطريقة مع شخص من الجنس الأخر لذلك لا أدري كيف أتفاعل مع هذا.

لم يسمح بأن نتعلم أشياء كهذه لأنها كما قيل لنا غير مفيدة للبقاء.

"هل...... هذا يعني لا؟"

نظرت إلي بأعين الجرو المترقب، مرحباً لا تنظري إلي بهذه الطريقة، هاه، يبدو أنني محاصر.

"تنهد، حسنا لا أرى مانعا حقاً"

"حقا؟"

"نعم"

"هيهيهي ~"

إبتسمت فوكا برضى، كانت إبتسامة حلوى تجعلك ترغب في الإبتسام بعدها، بالطبع لم أستطع ذلك.

يمكنك تزييف المشاعر لكن لا يمكنك جعلها حقيقة.

بعد أن تم حل المشكلة التي ظننت أنها خطيرة عدت لتناول طعامي.

بعد أن ظننت ذلك فقط شعرت بشيء دافئ يضغط على جسدي و لون أحمر يغطي رؤيتي المحيطية.

نعم، يبدوا أن هناك شخصا ما جالسا علي، بشكل أدق فوكا جالسة على حضني.

و هذا كيف حصل كل هذا، الأن نشأت مشكلة جديدة، لماذا هي تجلس في حضني؟

"مرحباً"

"ماذا؟"

"لماذا تجلسين على حضني الأن؟"

"لماذا؟ لا أرى أنك غير راض رغم ذلك"

"الأمر ليس مسألة ما إذا كنت راض أم لا"

"هل هو كذلك؟"

"تنهد، ألم تكوني قبل دقيقة فقط متوترة؟"

"لا أذكر هذا رغم ذلك~"

قالت ببنما تبتسم لي بخبث.

إنتظر إن لم تكن كذلك فهل أنا فقط؟ ااه لقد تم خداعي، يبدوا أنها قد قامت بالتخطيط حرفياً لكل هذا.

حسنا لا يهم حقا.

لم الاحظ أنها تحمر خجلا قليلا بسبب انها تنظر للجانب المقابل.

هاه، كيف حال كيو على أي حال؟ لم يبقى الكثير على بدأ الحصة التالية لذلك يجب أن ينتهي الموضوع الذي أراد إنهائه مع هوريكيتا.

2022/10/26 · 282 مشاهدة · 3458 كلمة
نادي الروايات - 2025