* * حينما يتحدث أو يفكر في ذهنه

" " التحدت

يفتح باب سوبر ماركت ويخرج رجل سمين يرتدي لباس رياضي مع شعر أشعت وقذر، ووجه منتفخ مثل كرة سلة وبدون حلاقة، وبشرة مليئة بالعيوب، يمكن تصنيفه على أنه قبيح للغاية لاكن أكثر مايميزه هو نظرته الباردة والحادة والتي تفتقر إلى المشاعر

أثناء الخروج من السوبر ماركت لايسع جيمس سوى تذكر نظرة الإحتقار والإشمئزاز على الموظفة أثناء محاولته سؤالها عن قسم المشروبات

*مجموعة من الحمقى يحكمون على الكتاب من غلافه، ربما تعتقذ أنني أحاول التقرب منها أو شئ ما، كما لو أنني لا أعرف مظهري فتاة حمقائ*

اعتاذا جيمس منذ الصغر على أن يتم تخويفه والتنمر عليه في المدرسة بسبب مظهره ودرجاته السيئة وأن ينظر إليه باحتقار، لذالك فهو معتاذ على الأمر، لاكن ذالك لا يعني أن جيمس هو شخص فاشل بل العكس

فلطالما كان جيمس شخصا ذكيا ومنطقيا يتخد قراراته بدون تذخل من مشاعره، فذكائه ليس من ناحية الدراسة فقد كان أصلا لايدرس أو يهتم بواجباته لأنه منذ البداية يعلم أنه حتى لو درس وتخرج فمن المحتمل أن يعيش حياة بائسة فناس في هذا المجتمع لاتهتم سوى بالمظهر والمال وجيمس منذ الصغر يعلم بذالك

لذالك فهو لم يضيع وقته في الدراسة، ولاكن بدلا من ذالك إهتم بالإستفادة والتمتع بطفولته عن طريق مشاهدة الأنمي وقرائة المانغا والروايات، والعمل في الأنترنت بطبع فقد تسبب ذالك في خيبة أمل والديه لاكنه لم يهتم

وبعد بضعة سنوات أصبح يتقاضى أموالا محترمة من استثماراته وأعماله، وحاليا فهو يعيش لوحده في شقة اشتراها، بعد أن طرده والده من المنزل

بينما يحمل جيمس مشترياته ويمشي في الشارع يلاحظ رجل يسرق حقيبة امرأة ويجري في اتجاهه والمرأة تصرخ "لص أمسك اللص" جيمس يتوقف وينظر إلى الص ثم المرأة ثم يحلل الموقف

*لنرى هل أوقفه أم لا، أولا هناك فرصة ضئيلة أني أستطيع إيقافه حتى وإن كان الص يجري في اتجاهي فمع وزني يصعب علي الحركة وحتى إدا حاولت التحرك لإمساكه فقد لا أمسكه، حينها ألن يكون الأمر محرجا

ثانيا من المحتمل أنني لن أكسب شيئامن مساعدة المرأة، ليس مثل أنها ستكافئني بالمال فمن المرجح أنها ستشكرني وتغادر وثالتا المرأة جميلة، مع شعر أشقر وبشرة بيضاء وملابس ضيقة تبرز منحنياتها

لطالما كانت الفتيات الجميلات مغرورات وينظرن للأسفل على من هم غير جميلون وأنا بالتأكيد لا أحب أن أساعد هذا النوع من الأشخاص

ومن يدري إذا ساعدتها فقد يحقد علي الص ويأتي مع عصابته للإنتقام مني فرصة حدوث ذالك منخفضة لاكني لا أخاطر في النهاية الكثير من السلبيات وإيجابيات شبه منعدمة لذالك لن أوقفه*

كل هذا التفكير والتحليل ولم يستغرق سوى ثانيتين، وهذا أكثر مايفتخر به جيمس ألا وهو سرعة تفكيره وتخاد القرارات

أقوم بإفصاح الطريق أمام الص وأتصرف وكأنني لم أره، حالما يمر الص بجانبي أكمل مسيرتي، ولا أهتم حتى بالنظر إلى الخلف

"إبتعد عن طريقي" حالما أسمع الصوت يمكنني أن أخمن لمن يعود لاكنني لا أهتم

فجأة يبدأ صراخ الناس، أتوقف ثم أنظر للوراء، ما أراه يجلب لي صدمة، شاب ممدد على الأرض وقد غرست سكين في بطنه وينزف كمية كبيرة من الدمائ، النظر إليه يجلب لي قشعريرة في عمودي الفقري

يمكنني بالفعل تخيل ماحدث، أقوم بفحص المنطقة ولا يوجد أثر للص أشكر الله أني لم أتذخل أو كنت سأكون مكان المراهق

لا أحب أن أنظر إلى الدماء لذالك ألتفت وأغادر المكان، أمر من عدة شوارع حتى أبتعد عن مكان الحادث ثم أتوقف أمام الطريق بينما أنتظر إشارة العبور

فجأة ألاحظ فتاة صغيرة تقطع الشارع لوحدها وشاحنة على وشك الإصطدام بها، فجأة ينطلق شاب بالقرب مني في اتجاهها ربما لإنقاذها فقط عندما اقترب من الوصول للفتاة، فقد غير صاحب الشاحنة الإتجاه ليصطدم به

في تلك اللحظة كل مايمكنني التفكير فيه هو ماللعنة أثناء النظر إلى جثت الشاب وهي تحلق حتى تتحطم بالقرب مني، أنظر إلى وجه الشاب ويمكنني أن أرى الصدمة في عينيه

*ربما لم يتوقع أن صاحب الشاحنة سيغير اتجاهه في أخر لحظة، ياله من شاب فقير، أنا متؤكد من أنني سمعت صوت تكسر عظام* رؤية أن الشاب واعي ومازال يتنفس بصعوبة، لا يمكنني تخيل الألم الذي يمر به، وبتؤكيد لا أريد أن أعرف

فجأة بدأ الناس بالصراخ، *حسنا مالذي سأفعله الأن، كوني أقرب شخص للشاب يتوقع مني الناس أن أساعده*

ياله من إزعاج، أخرج هاتفي من جيبي وأتصرف وكأنني أتصل بسيارة إسعاف أثناء التراجع ببطئ وسط الحشود حالما أتؤكد أن لاأحد يراقبني أضع هاتفي في جيبي، وأخد زقاقا مظلما، طريقا مختصرا للبيت

بينما أمشي في زقاق المظلم أفكر في كل ماحصل في هذا اليوم المجنون، *في ساعة واحدة شاهدة موت إتنين من الشبان الذين حاولا أن يتصرفا كأبطال، لاكن في نهاية توفيا والأسوأ من ذالك بدون تحقيق بطولتهم

الأول توفي دون أن يمسك بلص أما الثاني فقد كانت الفتاة ستنجو بدون تدخله، ئامل فقط أن أصل إلى المنزل بدون مشاهدة مسرحية أخرى*

بينما أمشي بدأت أسمع صوت صراخ الناس، أتوقف في مكاني وأتنهد "أمل ألا يكون بطلا أخر" حالما أخرج من الزقاق ألاحظ مجموعة من الناس التي تفر وتصرخ

*مالذي يحصل هنا* حالما أردت أن أوقف أحدهم لسئاله عما يحصل أسمع صوت طلقات نارية

"اللعنة" أستدير بسرعة من أجل العودة إلى الزقاق، طلقات نارية تعني شيئا واحدا فقط في هذه المدينة، حرب عصابات سخيف

لاكن للأسف يبدو أن جيمس لم يكن محضوضا هذه المرة فقذ أصابته رصاصة في مؤخرة جمجمته، مما أعطاه على الأقل موتا سريعا

2020/01/25 · 2,062 مشاهدة · 831 كلمة
jawade15
نادي الروايات - 2024