عندما رأى سيد المدينةَ هذهِ الرسالة وكيف كانت موضوعةً

معرؤوس القتلة الذين أرسلهم سقط على الأرض و هو يرتجف و العرق يغطي رأسه

ثم صرخ في الحارس الذي أحضر له الرؤوس: ( م..ما هذا بحق الجحيم )

شعر الحارس بالرعب و التردد لكنه لم يعرف كيف يجب علی سيده بعد قليلٍ من التفكير قام سيد المدينة بأمر خادمه : ( جهز موكبي و أرسل رسولًا للملك ليبلغه أنني سأزوره لشأن مهم )

وفي تلك الأثناء كان يون و يوي يأكلان في منزلهما

قالت يوي: ( هذا غباء لماذا نأكل و قد مات جدي نحن حتى لا نحتاج للشرب و الطعام )

رد عليها يون: ( يوي فلتفعليها تخليداً لذكرى جدنا )

قاطعهما شين: ( يون ، يوي لقد حان الوقت )

يون: ( هيا بنا إذاً )

وضعت يوي الطبق على المنضدةِ ثم خرجا من الكوخ في لمح البصر و بعد دقائق وصلوا إلى بوابةَ المدينة كانا علی فرع شجرة ينتظران ظهور موكب لوو لم ينتظرا طويلًا قبل أن يظهر الموكب كان مليءً بالحراس إستطلعت يوي الحراس فوجدت أن معظمهم في المستوى الثامن من المرحلة البيضاء

فقالت بتهكم : ( ضعفاء مثل الذين سبقوهم لنذهب يا يون )

قبل أن يهجما أوقفهما شين: ( يون ، يوي انظرا أنه يحمل شعار المملكة و ليس شعار مدينته )

رد يون: ( و إن يكن ما معنى هذا )

رد شين: ( هذا يعني أنه في موكب إلى العاصمة أي لملك مملكة تيان نفسه )

رد يون: ( يبدوا أنه هنالك تغير بسيط في الخطةَ يوي لنتبعه للآن )

في هذه الأثناء كان سيد المدينة يشعر بالرضی من نفسه لأنه لم يكن يعرف ما الذي ينتظره عندما يصل إلى العاصمة

كان يفكر و وجه مليء بالإبتسامات: ( أيها اللعناء أروني ما الذي تستطيعون فعله الآن )

و بدأ بالضحك حتى حراس الموكب قد استغربوا و عندما توقف الموكب شعر يون بشيء غريب فسأل شين: ( هذا غريب لما لا أشعر بالرغبة في النوم رغم مطاردتنا للموكب طول النهار )

قال شين: ( يون ألا تذكر خلال هذه السنين أني قلت لك الشيء الوحيد الذي تحتاجه هو الراحة وليس النوم أنت تنام عندما تتعب لأنك كنت متعوداً على هذا)

قالت يوي: ( يبدوا أننا بدأنا نصبح مثل الوحوش أكثر فأكثر )

رد يون: ( لا يهم ما الذي أصبح عليهِ طالما أخذ أنتقامي منهم )

ردت يوي: ( أنت على حق لا يجب أن نزعج أنفسنا بهذه الأشياء التافهة )

كانا ينظران إلى الحراس و هم نائمون بالليل و الشرر يتطاير من عينيهما كانت الفرصة أمامهما سانحة تماماً و كانا يتوقات لمهاجمتهم

لاحظ شين ما يدور في قلبيهم فقال فجاءة : ( أعلم ما يدور في أذهانكم ولكن إنتظروا قليلاً فقط إن فعلتم أي شئ فهذا سيؤخر الموكب )

ردت يوي: ( مع أني اكره الأعتراف بذلك إلا أن شين على حق يبدوا أننا سننتظر لوقت أطول يا يون )

قبل ذلك بخمس ساعات في العاصمة وصلت رسالة إلى الملك من حاكم مدينة لوو دخل الحراس و أعطی الرسالة للملك بكل إجلال

قال الملك بصوت منزعج: ( ما الذي يريده ذلك العجوز النتن إنهُ لا يأتي إلا عندما يقوم بالكوارث)

قرأ الملك الرسالة فكانت كلأتي "أيها الملك فاي هنالك خطر محدق على حياتي أنا في طريقي الى العاصمة أرجو أن ترسل الحرس الملكي بأسرع وقت ممكن"

قال الملك فاي: ( لم أرى ذلك العجوز المتعجرف خائفاً هكذا من قبل يبدوا أنه قد أزعج أشخاصاً لم يكن عليه إزعاجهم ، و لكنه يظل أحد رجالي لا أستطيع أن أتركه يذبح كالكلب داخل مملكتي و إلا سيبدأ الناس بالإستخفاف بهيبتي و أيضاً أنا لدي ضيوف مهمين قادمين من مملكةِ لونغ سيتعقد الأمر لو حدث شئ قبل مجيئهم )

أرسل الملك مرسوماً يأمر به الحرس الملكي بالذهاب إلى موكب سيد المدينةَ لوو و الحافظ على سلامتهِ إلى أن يصل إلی العاصمة و بالفعل بدأ الجنود بالتحرك

في الوقت الحاضر كانت كتيبة من الحرس الملكي تقترب من مكان الموكب

قال شين: ( أحترسوا يبدو أن 25 جندي من المرحلة الصفراء قادمون وأيضاً أستشعر طاقة قائدهم ويبدوا أنه في المرحلةِ البرتقالية )

قالت يوي ( مهما كان عددهم لا زالوا ضعفاء إتهم يعطوننا مصادر طاقة أكثر و حسب )

عندما وصل الحراس الملكين نزل قائدهم من حصانه ليعرّف بنفسه كان شخص ذو شعر أسود وبنيةً قوية

أنحنی إنحناءة خفيفة لسيد لوو ثم قال له: ( مرحباً سيدي أنا هاي فاي قائد الحرس الملكي جئنا بناءً على مرسوم من الملك لمرافقتك إلى العاصمة الملكية )

قال لوو: ( مرحباً لقد كنت في أنتظاركم )

و بعدها ركب هاي داخل العربة مع سيد المدينة و أحاط الحراس الملكيون العربة من كل جهاتها ثم واصلوا طريقهم إلى أن وصلوا إلى المدينة و بينما الموكب يدخل العاصمة ظهر يوي و يون أمام البوابة

قال لهما حارس البوابة و هو يتثأب: (أيها الأطفال ما الذي تفعلونه أبتعدوا من هنا )

بدأت يوي بالإقتراب من الموكب بينما كان سيد المدينة يشعر بالإنزعاج من التأخير فأخرج رأسه من النافذة و صرخ في البواب: ( ما الذي يؤخرك….)

و عندما دقق النظر وجد أن هؤلاء الأطفال الذين تسببوا في تأخير موكبه هم نفسهم القتلة الذين وصفهم له الحارس تحولت تعبيراته للرعب و الصدمة كأنه رأی شبحًا و بدأ الصراخ بشكلٍ هستيري: ( إنهم هم ....هؤلاء هم القتلة.....ِ اقتلوهم الآن )

تردد الحراس لفترة قبل تنفيذ الأمر العجيب ثم ضحك أحد الحرس الملكيين بصوت عالي و قال بإستهزاء : ( إنهم مجرد أطفال هذا الرجل العجوز مجنون أكثر من ما تصفه الشائعات هل هؤلاء الأطفال هم السبب الذي جعله يهرب من مدينته )

لم يستطع سيد المدينة تحمل هذه السخرية اللاذعة فستشاط غضباً و بدأ الصراخ بصوت أعلی : ( أقتلوهم الآن ألم تسمعوني )

بدأ الجنود بسل سيوفهم علی مضض

نظر لهم هاي فاي باشمئزاز ثم صرخ فيهم بأسلوب صارم ( هل أنتم جنودٌ أم فرقة مرتزقة كيف تستلون سيوفكم في وجهِ الأطفال أعيدوها لغمدها حالاً )

أقترب هاي فاي إلى يون و يوي و هو ينظر إليهما بشفقة و يخشی أن يكونا خافا عندما وصل إليهما إبتسم هاي فاي و أنحنی لكي يوازي طوله طولهما و قال : ( أعذرا جنودي و السيد لوو إنهم فقط ينفذون الأوامر )

قالت يوي : ( أنت تبدو كرجل جيد أبتعد الآن و سنعفو عنك أنت وجنودك )

قال سيد المدينة بينما هو ما يزال يرتجف: ( أرأيت إنهم قتلةِ )

نظر هاي فاي الی السيد لوو و هو يحاول أن يخفي إنزعاجه من تصرفات السيد لوو الهيستيرية : ( سيدي هم مجرد أطفال أرجوك فقط تجاهل كلامهم و أتركهم يذهبون حتی لو أرادوا إيذاءك في النهاية هم مجرد أطفال و ليس لديهم القدرة ليكونوا خطرًا عليك)

كان كل هذا الحوار يدور بينما الحرس الملكيون منشغلون بالضحك من أن السيد لوو هرب من مدينته خوفًا من طفلين طول أطولهما لا يصل لصدره و عمر أكبرهما لا يصل للعاشرة و عندما أدار هاي فاي رأسه مجدداً لم يجد يون او يوي أمامه و فجاءة توقف صوت الضحك خلفه ليتم إستبداله بصراخات العذاب و رؤوس و أيدي و أحشاء تتطاير و دمٍ يسيل ليصبغ الأرض باللون القرمزي لكن رغم هذه المجزرة الوحشية لم يتم أذيةَ أي من الحراس الملكي فقد لوو كل شجاعته عندما رأی هذا المنظر المفزع أمامه فنزل من العربةَ و بدأ في الهرب متجاهلًا السائل الذي يقطر من سرواله و هو يصرخ بأعلی صوته و الدموع في عينيه : ( اقتلوهم أحموني )

قام هاي فاي بإستلال سيفهِ رغم الصدمة التي كان يشعر بها فهو في النهاية جندي مخضرم رأی الموت في ساحات الحروب طوال حياته ( بصفتي حارساً للمملكة لا يمكنني ترككما تفعالان ما يحلوا لكما و أنتم قتلتم جنودا الأنً إستسلما و ربما تستطيعان تجنب عقوبة الإعدام )

قالت يوي بأسف: ( إن كان الجنود الذين التقيناهم و الذين التقی بهم جدي مثلك لم نكن لنصل لهذا الموقف اليوم )

تفاجئ هاي فاي بما قالته يوي و قال: ( أنت لا تزالين صغيرة لا تخربي حياتك وأياً كان ما فعله لوو يمكن حله في المحكمة )

ردت يوي: ( هذه أخر فرصة لك لا تتدخل في هذا لأنني لا أريد أن أقتلك )

رفع هاي فاي سيفه و قبل أن يقول كلمة و أحدة أقترب يون منه بسرعةٍ لم يلمحها قائد هاي فاي و في أقل من ثانية قام يون بقطع سيف هاي فاي بيده

قال له يون بلهجة باردة : ( أنا حقاً لا أريد قتلك يا هذا أذهب الأن و سأتركك )

بينما كان الحراس الملكيون مذهولين أمتص يون و يوي طاقة الموتى فبدأت الجثث تجف و تتخشب و شعرها يتحول للون الأبيض حتی أصبح مظهرها مخيفاً و مرعبًا كالأشباح و أكتسب يون و يوي مهارات كثيرة مثل مهارة الرماية و الفروسية و المبارزةِ و ازدادت طاقتهم بشكل مخيف لتصل للمستوى الثامن من المرحلة الحمراء واحد من الحراس الملكيين لم يعد يستطيع تمالك نفسه أكثر من هذا فقام بمهاجمة يوي : ( أيها الشياطين )

قبل أن يقترب من يوي قام يون بظهور أمامه بحركة رشيقة و قطع يده قال: ( لا مانع لدي من قتلك إذا أردت الموت نحن هنا من أجل رأس حاكم المدينة و رأس كل من يحاول حمايته )

وفي هذه الأثناء وصلت سفينةِ كانت عليها سفير مملكة لونغ وأميرةِ مملكة لونغ البالغ عمرها 6 سنوات و معهما حراس أقوياء لحماية الأميرة و قد خرج الملك بنفسه لإستقبالهم قال بإبتسامة عريضة : ( مرحباً بكم في مملكة تيان أنه لشرف لي أن أستقبل الأميرة في مملكتي المتواضعة)

رد السفير و قال: ( حسناً ، هيا بنا يا أميرة )

قالت الأميرة: ( ولكني أردت أستكشاف المكان قليلاً )

في هذه اللحظة كان يون يقوم بقتل جميع الحراس الملكيين و؟إمتصاص طاقتهم و بقي فقط هاي فاي قالت يوي بصوت بارد بطريقة غير مبالية: ( يمكنك أن تذهب الأن فنحن لن نقتلك ما لم تحاول أنت البحث عن الموت بنفسك )

كان هاي فاي يشعر بصدمة و هو يقف أمام هذا المنظر المرعب من الدماء و الجثث المشوهة و هو عاجز عن ربط صورة هذه الطفلة بصورة الوحش المتعطش للدماء الذي قام بقتل جنوده دون أن تطرف عينه …..

2020/08/23 · 377 مشاهدة · 1588 كلمة
Vine
نادي الروايات - 2024