مع انغلاق الباب الفولاذي خلفه، بدأت الرؤية في الداخل تتضح تدريجياً. كان المشهد داخل الباب لا يختلف كثيراً عن الممر من حيث الطابع الفضي، لكنه كان عبارة عن مساحة ضخمة تبلغ حوالي مئة متر مربع. لم تكن هناك شفرات دوّارة على الأرض، ولكن ما بدا أمامه كان أمراً أكثر تعقيداً وإزعاجاً من تلك الآلات...

رأى "وانغ شياويو" أن تلك الأشياء تعلو رؤوسها أشرطة حياة، فبادر باختبارها مستخدماً مهارة [الاستطلاع]...

> الوحش: كرة ميكانيكية ذات شفرات (محارب)

المستوى: 25

قوة القتال: 35

> الوحش: كرة ميكانيكية ذات شفرات – طافية (محارب)

المستوى: 28

قوة القتال: 43

قال وانغ شياويو بدهشة وهو يحدق في بيانات لوحة النظام الظاهرة أمامه:

"لم أكن أظن أن هذه الوحوش من النوع الآلي..."

والسبب في دهشته هو أنه، رغم أن الميكانيكا ليست نادرة في لعبة "سماء المملكة" (تيان يو)، فإن الوحوش الآلية تحديداً تُعتبر نادرة للغاية، إن لم تكن منعدمة. أغلب الآلات الموجودة في اللعبة من صنع الأقزام داخل مصانعهم الفولاذية، وتُستخدم كأدوات أو أسلحة.

لكن بالنظر إلى هذين النوعين الغريبين من الوحوش الآلية الكروية، أدرك وانغ شياويو سريعاً أن هذا المكان ليس كغيره من الأماكن داخل اللعبة؛ إنه متاهة لا تخضع لأي منطق مألوف، وفيها كل شيء ممكن، لذا ظهور وحوش ميكانيكية ليس مستغرباً.

---

في هذه القاعة الضخمة كان هناك ما لا يقل عن مئة كرة ميكانيكية ذات شفرات، لكن الكرات البعيدة لم تتحرك، بينما كانت هناك ثلاث كرات فضية دوّارة على الأرض، واثنتان تطوفان في الجو تقترب تدريجياً من وانغ شياويو...

كانت هذه الكرات بحجم كرتي سلة تقريباً. سواء كانت على الأرض أو طافية في الجو، فإن كل كرة تحتوي على شفرتين منحنيتين بطول نصف متر تقريباً، واحدة في الأعلى والأخرى في الأسفل.

تدور الشفرات مع دوران الكرة، ما يجعل من منطقة هجومها واسعة وليست مجرد خط مستقيم، نظراً لحركتها الدائرية السريعة ووجود الشفرات المنحنية.

نظر وانغ شياويو إلى هذه الكرات الدوّارة المتجهة نحوه وبدأ يفهم السبب الحقيقي وراء موت ذلك اللص الذي جاء قبله. على الأغلب لم يمت بسبب اندفاعه المتهور للأمام.

بل الأغلب أنه نجح في عبور الممر الآلي الذي يبلغ طوله 50 متراً، وبعد فتح الباب الفولاذي، هاجمته هذه الكرات الميكانيكية، ففرّ عائداً عبر الممر، لكنه اصطدم بآليات الشفرات الدوّارة من الخلف، وتعرض لإصابات متكررة، ثم مات لاحقاً بسبب النزيف الحاد.

في الواقع، مثل هذه الكرات الدوّارة تشكل كابوساً حقيقياً للصوص الذين يعتمدون على الخناجر، لذلك من الطبيعي أن يختار أحدهم الفرار عند رؤيتها.

ومع ذلك، شعر وانغ شياويو أن موت ذلك اللص كان مؤسفاً إلى حدٍ ما، لأن الخطر كان يمكن تفاديه بسهولة. من الواضح أنه ارتبك حين ظهرت وحوش تقضي عليه بسهولة، بينما كان يمكن تجنب ذلك بهدوء.

عاد وانغ شياويو بسرعة ليدير المقبض الدائري بجانب الباب. ومع هدير البخار، بدأ الباب الفولاذي يرتفع بسرعة نحو الأعلى.

كان المقبض سهلاً في الدوران، وبتقدير وانغ شياويو، لو أدار المقبض بسرعة، لاستغرق الأمر أقل من نفسين لإغلاق الباب مجدداً، ولن تتمكن الكرات من الاقتراب.

لكنه لم يغلق الباب تماماً، بل رفعه لأعلى درجة ليمنع الكرات الدوّارة على الأرض من المرور، وسمح فقط لتلك الطافية في الهواء بالدخول. فوفقاً لما أظهرته مهارة [الاستطلاع]، فإن قوتها القتالية ليست مرتفعة جداً.

---

أمسك وانغ شياويو رمحه الطويل وانتظر بصبر. وما إن دخلت الكرات الطافية من الفتحة العلوية في الباب الفولاذي، حتى عاجلها بضربة من رمحه الأسود المشبع بهالة جليدية، مطيحاً بها إلى الحائط الفولاذي.

بوووم!

اصطدمت الشفرات الدوارة بالحائط بقوة محدثة شرراً وصوتاً صاخباً...

كانت الكرة الميكانيكية الطافية تملك دفاعاً لا بأس به، إذ أن الاصطدام العنيف أنقص فقط عشر صحتها، قبل أن تدور كدوّامة وتعود للهجوم مجدداً.

لكن لا يمكن إنكار أن رمح وانغ شياويو يملك ميزة واضحة ضد هذا النوع من الوحوش. لم يكن بحاجة لأي مهارة خاصة؛ يكفي أن يضربها بهالة قتال قوية ليسقطها.

وفعلاً، لم تمضِ فترة طويلة حتى دخلت كرة طافية ثانية، لكن الأمر لم يكن مشكلة أيضاً. بهجوم عادي مدعوم بهالة القتال، كان قادراً على إحداث ضرر فعال.

بعد عدة دقائق، سقطت الكرتان الطائرتان أرضاً واحدة تلو الأخرى، واستمرتا في الدوران قليلاً قبل أن تتوقفا تماماً. وعبر مراقبة وانغ شياويو اختفى شريط الحياة لكل منهما، ما يعني أنهما ماتتا فعلاً.

أمسك بإحدى الكرات الفضية القاسية وتفحصها. كانت مكونة من قطع معدنية مركبة، لكنها لا تشبه الآلات السحرية المعتادة في اللعبة. لم يكن يعرف ماهيتها بدقة، فهو في حياته السابقة لم يكن لا كيميائياً ولا مهندس آلات.

حاول باستخدام طرف رمحه الأسود أن يفتح الكرة ليكتشف ما بداخلها، لكن طرف الرمح كان أعرض من اللازم...

سرعان ما تحوّل وانغ شياويو إلى [الهيئة الأصلية]، ثم مدّ مخالبه الحادة من نوع [مخلب مصاص الدماء]، وغرسها في شقوق الكرة الفضية. ساعده "ليد" الذي كان بجانبه بتحول إلى هيئة السرعوف القرمزي العميق، مستخدماً أرجله لتثبيت الكرة.

وبعد قليل، تمكن وانغ شياويو من تفكيكها بالكامل.

كان داخل الكرة مملوءاً بدارات معقدة متصلة بقطع معدنية لم يفهمها، لكنه لاحظ شيئاً مهماً في المركز: وعاء كروي شفاف ينبعث منه ضوء أزرق، وفي داخله سائل معدني يشبه الزئبق.

قال وهو يرفع الوعاء بمخالبه ويتأمله:

"هل هذا هو نواة هذه الكرة الميكانيكية؟"

لكن هذا القلب الآلي لم يكن له أي فائدة، فقام بتجربة تحطيمه. وسرعان ما تسرب السائل المعدني على الأرض، ناشراً رائحة غريبة زكية.

جرب وانغ شياويو تذوق القليل منه، وتفاجأ بمذاقه الرائع. فأسرع وشرب الكمية كلها.

كان طعم هذا السائل المعدني يختلف عن اللحوم والنباتات التي اعتاد أكلها والتي كانت معظمها ذات نكهة حلوة أو حامضة؛ أما هذا فكان بطعم يشبه الحساء الحار المالح مع نكهة عطرية مميزة. وبالنسبة له، بعد تناوله الكثير من النكهات الحلوة، كان هذا التغيير رائعاً. للأسف، لم يمنحه ذلك أي نقاط خبرة.

لكن وانغ شياويو لم يشعر بخيبة أمل؛ فهو لم يتوقع أصلاً أن يكتسب خبرة من أكله، وكان الهدف التسلية لا أكثر.

بعد فترة، شرب أيضاً السائل الموجود داخل الكرة الثانية، ثم حرّك جسده الشبيه بالحشرة قليلاً، وقرر استخدام [مخلب مصاص الدماء] لتكسير بقايا الكرات المفتوحة إلى قطع أصغر...

خطته كانت استخدام هذه القطع المعدنية كطُعْم لرميها واستدراج مزيد من الكرات الطافية، ليقوم بقتلها واحدة تلو الأخرى.

لكن أثناء تحضيراته، صدرت أصوات متتالية من النظام:

> دينغ! لقد اختفت مهارة [الهضم القوي].

دينغ! لقد اكتسبت مهارة [الهضم الفائق القوة].

دينغ! لقد ارتفع مستواك.

دينغ! لقد حصلت على اللقب: أكل كل شيء.

2025/07/27 · 13 مشاهدة · 981 كلمة
نادي الروايات - 2025