الفصل الأول
نجد فتىً مغمىً عليه في الغابة، ويستفيق الفتى ويجلس على جذع شجرة ساقط، ورفع رأسه إلى السماء الزرقاء والغيوم البيضاء، ووضع يده خلفه على الجذع ليسند جسده. وفكّر: "من أنا؟ وأين أنا؟"
يحاول تذكّر أيّ شيء… لا يستطيع. ينظر حوله فيجد نفسه محاطًا بالأشجار في كل مكان، ويفكّر: "حاليًّا أنا في غابة."
ثم ينظر إلى ملابسه فيجدها ممزّقة قليلًا لكنها مقبولة: كان يرتدي بنطالًا أزرق وقميصًا أبيض ممزّقة أكمامه.
يسمع البطل قليلًا من الأصوات، فكر: "ما هذه الأصوات؟"
كانت قادمة من الأمام، تأتي وتذهب بسرعة.
دون أن يفكّر، ذهب في اتجاه الصوت، يمشي على العشب ويتفادى الأشجار. مشى لمدة خمس دقائق حتى وجد طريقًا، وتوجد عليه أشياء تسير على أربع عجلات مسرعة، أول مرة يراها.
أتته فكرة مجنونة: "ماذا لو سرت أمام إحدى السيارات فدهستني وأخذتني عند الطبيب؟ عندها سأكون قادرًا على التسلّل إلى مجتمعهم."
ارتعفت شفتاه قليلًا دون أن يشعر بعد هذه الفكرة، هو نفسه لا يفهم الكلمات التي استعملها، ولم يهتم.
ثم وضع قدمه الأولى على الطريق، وتبعتها الأخرى، وسار على الطريق الأسود وفي منتصفه خط أصفر طويل.
...........………
من جهةٍ أخرى، نرى شخصًا ذو شعرٍ أحمر مائل قليلًا إلى الأصفر، عيناه زرقاوان، يقود سيارة ويكلّم شخصًا على الهاتف الموضوع على الكرسي بجوار السائق والمتصل بالسيارة.
نسمع صوت الشاب الذي يقود، يقول بصوت هادئ وجميل:
"هل أنت بخير؟ سمعت أنّك طريح الفراش."
فيردّ الشخص الآخر:
"أجل، أنا مريض، لكن لا تهتم يا ليو…"
ثم فجأة يرى ليو خيالًا على شكل جسمٍ بشري، فيضغط بكل قوّته على الفرامل، فترتجّ السيارة بعنف للحظة.
شعر وكأنّ الزمن قد توقّف، لا يسمع سوى صوت الزجاج المتشقّق وصورة الجسد وهو يُقذف أمامه أمتارًا في الهواء.
تجمّد عقله عن التفكير حتى أيقظه من صدمته ذلك الارتطام العنيف بالجسد وهو يسقط على الأرض.
ليو يتعرّق ونبرة صوته ترتعش، ويقول:
"لقد صدمتُ شخصًا يا آدم…"
هنا توقّفت السيارة تمامًا، فتح ليو الباب ووضع قدمه على الأرض وجرى ناحية الشخص. الصوت الوحيد في المكان هو صوت خطواته.
نظر ليو إلى الشخص فوجده فاقدًا للوعي، غارقًا في دمائه. رأى شعره الأسود المجعّد وملامحه الجيدة.
انحنى ليو بسرعة، وضع يده تحت عنق الفتى والأخرى تحت ظهره ورفعه، عاد به بسرعة إلى السيارة.
بدأنا نسمع صوتًا قادمًا من الهاتف بشكل أوضح، كان آدم يسبّ لليو بشكل واضح، لكن ليو تجاهله.
فتح الباب الخلفي ووضع الشاب الفاقد الوعي على المقعد الخلفي، ثم أغلق الباب بإحكام، وذهب إلى باب السائق، جلس وأغلق الباب بقوة، وقال:
"آدم، اسكت!"
ضغط على دواسة الوقود بكل قوّته، وسارت السيارة على الطرقات بسرعةٍ مجنونة.
استمر الطريق السريع لفترة، ثم عند أوّل منعطف انعطف يمينًا، واستمرت السيارة بالسير، ثم انعطف انعطافةً حادّة نحو اليمين في التقاطع الثاني، واستمرّ في القيادة حتى وجد ثلاثة مبانٍ عملاقة.
توقّف أمام المبنى الأوسط، وعندما وصلوا إلى المستشفى فتح باب السيارة ونزل منها مسرعًا حتى إنه نسي السيارة مفتوحة وتعمل.
دخل المستشفى ورأى ممرضةً في غرفة الاستقبال، قالت بابتسامة:
"هل تريد عمل……"
قاطَعَها قائلًا بسرعة:
"معي حالةٌ خطيرة، لقد دهسته بسيارتي وأريد أن تحضري الطبيب بسرعة!"
ارتبكت الممرضة وشحب وجهها، وقالت:
"أين المريض الآن؟"
صرخ ليو:
"في سيارتي! أحضري الطبيب بسرعة!"
ركضت الممرضة مسرعةً لإحضار أيّ طبيبٍ فارغ في الحال، بينما ينظر كلّ من في غرفة الاستقبال إلى ليو وهو يتجاهلهم.
حضرت الممرضة بسرعة مع أطباءٍ وسريرٍ نقال، وخرجوا من المستشفى إلى موقف السيارات، أخذوا الفتى ونقلوه إلى المستشفى.
بعد الانتهاء من كل الإجراءات من فحص الفتى وعلاجه، قال أحد الأطباء لليو:
"أيوه، الفتى المريض الذي أحضرته أصيب بكسورٍ في الضلوع وكسرٍ في اليد. كان المفترض أن تكون حالته أسوأ، لكنها معجزة. حسب ذكرك للتفاصيل، أنك كنت تقود بسرعة 150، وعندما رأيته أبطأت إلى سرعة 60، إصابته تعتبر الحدّ الأدنى من إصابات الحوادث."
جاءت ممرضة وقالت:
"لقد أفاق المريض."
ذهبوا معًا لرؤيته، فوجدوه جالسًا على السرير، وقال للطبيب بصوتٍ هادئ:
"من أنا؟ وأين أنا؟ ومن أنت؟"