الفصل الثاني

نظر له الطبيب ورفع حاجبه وقال:

"إلى أي مدى تتذكر؟"

قال الشاب الجالس على السرير وهو يرفع يده وينظر إليها بصوت هادئ:

"لا… أذكر."

نظر الطبيب إلى الممرضة وقال:

"ابقي هنا واعتني بالمريض."

ثم نظر إلى ليو وأشار إليه قائلاً:

"تعالَ معي."

نظر ليو إلى الممرضة، ثم إلى الشاب الجالس على السرير وهو يقبض يده بقوة، وقال:

"حسناً."

سار الطبيب في الغرفة إلى الباب وفتحه، خرج ليو خلفه، ثم سارا قليلاً في الممر.

قال الطبيب بينما يسيران:

"لقد استعملنا معالجاً من المستوى العشرين لعلاجه."

تنهد ليو وقال:

"ماذا تريد؟ لا تعتقد أن قناعاً صغيراً من المستوى العشرين يساوي الكثير."

ثم نظر إلى الطبيب. عندها تجعّد حاجبا الطبيب وتوقف عن المشي وقال:

"ألا تنوي الدفع؟"

قال ليو دون أن يتوقف عن المشي أو يغيّر تعبير وجهه:

"سأدفع، لكن أسلوبك يشعرني كأن معالجاً من المستوى العشرين يساوي ذهباً."

استمر الطبيب في المشي. ظهر ممر عن اليمين وآخر عن اليسار، لكنهما تجاهلاهما.

قال الطبيب بعد أن اعتدل وجهه:

"عموماً، ستكون الوصي على الفتى لأنه لا يذكر شيئاً، وأنت السبب. لو لم نجد أحداً من أقاربه ستكون الوصي عليه."

قال ليو ويداه ترتعشان قليلاً:

"حسناً… هل أستطيع أخذه الآن؟"

قال الطبيب وهو يفكر في المال دون أن يلاحظ ارتعاش يدَي ليو:

"نعم، انتظر قليلاً لننهي الأمور الرسمية، نسجله وندفع ثمن العلاج."

وأشار بيده بعلامة النقود.

تنهد ليو وهو يكبح صوته عن الصراخ في وجه الطبيب، وظهر له عرق في جبهته وقال:

"فلنسرع، أريد العودة إلى بيتي."

رد الطبيب وهو يتوقف أمام أحد المكاتب:

"هذا مكتبي."

ثم دخل المكتب، ودخل وراءه ليو، وتنهد قائلاً:

"أخيراً… لنوقّع وننهي."

---

عند عودة الشاب مع الممرضة:

قالت الممرضة بابتسامة وهي ترفع يدها:

"سأبدأ لك من البداية. في هذا العالم ظهرت شقوق مكانية لم يعرف العلماء وقتها ما هي، لكن عندما خرجت الوحوش منها وبدأت المجازر… كان الكوكب يستعد لهذه اللحظة، وأُعطينا الأقنعة. هي عبارة عن رابط بيننا وبين النظام، وهو مثل كمبيوتر عملاق لكن بقدرات خارقة، مثل منحنا القدرات والمهارات والفئات. ثم تأقلمنا مع الوضع الحالي وبدأنا في بناء المستعمرات.

يوجد نوعان من الفئات: فئات من نوع حياة، وفئات من نوع قتال، ويوجد فئات خاصة. الأهم… ما هو قناعك؟ ابحث حولك."

كانت عينا الممرضة تلمعان من الحماس.

وضع الشاب يدَيه في الأماكن التي يمكن أن يوجد فيها القناع مثل رقبته وحزامه، لكنه لم يجد شيئاً.

قالت الممرضة:

"للأسف، لكن لا ته…"

قاطعها ليم وهو يمسك الباب قائلاً:

"تعالَ معي."

كانت الممرضة تفكر:

"هل سيقاطعني في كل مرة؟"

نزل الشاب من السرير واستمع إلى ليم وخرج من الباب، وأغلق ليم الباب.

وقفت الممرضة وفكّرت:

"لم ينظر إليّ، حتى لم يسلّم عليّ… كأني هواء."

جلست على الكرسي بجوار السرير، ثم مشت بجوار السرير حتى وصلت إلى الجهة الأخرى منه، وخرجت من باب الغرفة وأغلقته خلفها.

---

من جهة ليم:

خرج ليم من المشفى ومعه الشاب، وذهبا إلى موقف السيارات.

هناك وجدا سيارة ليم، سيارة فخمة، لكن زجاج المصباح الأمامي مكسور من الحادث، ويوجد على السيارة قليل من الدماء.

قال ليم بقليل من التهكم والسخرية ويداه ترتعشان:

"الآن أمامي تصليح سيارة ورعاية شخص… متى أصبحت أباً وأنا لا أعرف؟"

ركبا السيارة ووصلا إلى المنزل. أخبر ليم الشاب ألّا يزعجه اليوم وأن ينام، وسيخبره بما عليه فعله في الصباح، ثم نام كلاهما.

---

في حلم الشاب:

ظهرت مجموعة من الفراشات تتحد وتكوّن شاباً، قال:

"في الغالب لن تستطيع سوى الاستماع لي، إنه مسجّل.

لكن يا أخي… في الغالب تسأل: من أنت؟

أنا وضعتُ ختماً على ذكرياتك لأن جسدك ضعيف حالياً. انتظر شهرين وستتذكر قليلاً، لكن سيفيدك لحل مشكلة النسيان.

ولا تبرز مهما حدث، كن مستتراً عن الأنظار.

والإخوة مثلك لم يتذكروا شيئاً، لذا اعملوا بجد يا إخوتي، ولا تقولوا أسماءكم أبداً حتى لو تذكرتموها."

كان الصوت يختفي تدريجياً، ثم قال:

"كدت أن أنسى… لا تستعملوا أي مسار قوة يا إخوتي أبداً."

2025/10/09 · 2 مشاهدة · 601 كلمة
Amer Osma
نادي الروايات - 2025