الفصل الثالث

عند ليو، استيقظ ليو باكراً وتنهد قبل أن يقول: "ألفريد، أبلغني بما يفعله طوال اليوم."

قال ألفريد: "كما تأمر يا سيدي."

ارتدى ليو ملابسه وقال: "ونفّذ أوامره إن كانت بسيطة."

كاد ليو أن يخرج من المنزل، ثم توقف وقال: "ضع قناعاً ورسالة لي، وأخبره في الرسالة أن اسمه مورغان."

قال ألفريد: "حاضر، سأكتب بأسلوبك يا سيدي."

خرج ليو من المنزل وأغلق الباب. كان المنزل عبارة عن بيت كبير بطابقين، يحيط به حديقة واسعة، ويوجد موقف سيارات بجانبه. خرج من المنزل وذهب إلى الموقف، واختار سيارة عشوائية وركبها، ثم انطلق بها من القصر.

سار في الطريق لمدة نصف ساعة، وقال ألفريد عبر الاتصال: "سيدي، لقد استيقظ وقرأ الرسالة، وطلب كتاباً فارغاً، فأعطيته إياه."

ارتفع حاجب ليو قليلاً وقال: "عندما ينتهي من الكتابة انسخ ما كتبه."

ثم وصل ليو إلى منزل صديقه آدم، فتح باب السيارة، نزل واضعاً قدمه على الأرض، تبعتها الأخرى، ثم وقف وأغلق الباب وقال: "أغلِق."

فسمعنا صوت السيارة تُقفل، ثم مشى نحو باب المنزل وقال: "افتح أيها اللعين."

فُتح الباب، وسمع صوتاً عالياً يقول: "لو أني مصاب لقتلتك الآن!"

قال ليو وهو يرفع حاجبه بابتسامة صغيرة: "نعم، نعم، أصدقك. دعنا من هذا الآن يا آدم."

دخل ليو المنزل، وشاهد صالة واسعة فيها بيانو وآلات موسيقية أخرى، محاطة بحائط زجاجي من الجانبين. وعلى اليسار أريكة كبيرة يجلس عليها آدم، ذو شعر أبيض طويل قليلاً، وعينين زرقاوين، وجسد عضلي واضح لأنه لا يرتدي قميصاً. أمامه تلفاز وطاولة عليها أشياء عشوائية.

قال ليو وهو يقبض يديه وقلبه ينبض بقوة: "لقد حاولوا اغتيالك، صحيح؟ كنت قادماً البارحة لأتحدث معك عن هذا الوضع."

قال آدم، والعروق بارزة في جبهته، بصوت هادئ مليء بالغضب: "نعم، الأوغاد حاولوا قتلي، وحتى استعملوا أداة الاستعادة."

أمسك كوباً من الطاولة، نظر فيه، ثم رماه على زجاج النافذة. تحطم الكوب وتناثرت شظاياه على الأرض، وساد صمت ثقيل في الغرفة، لا يُسمع فيها سوى صوت الزجاج المتكسر. وبعد لحظات اختفى الصوت.

تكلم ليو وهو يمسك بيد آدم ويعانقه قائلاً: "اهدأ يا آدم. أجل، أنا لا أعرف الشعور، لأني لم أحاول الارتقاء بسبب نصيحة أمي. لكن لا تقلق، لقد قالت إن الفرصة ستأتينا."

وأكمل بصوت هادئ يبعث على الطمأنينة: "هل تذكر يومها عندما كنا في العاشرة؟ قالت أمي: تعاليا. كنا نلعب في الحديقة، وسمعنا كلامها وجئنا إليها، فقالت: سأخبركما سراً… أنا عرّافة. لا يوجد الكثير يعلمون بهذا، فلا تخبرا أحداً. كنا منبهرين، وأكملت: ستأتيكما فرصة عظيمة، فلا ترفعَا مستواكما إلا حين تأتي، ولا تأخذا أي فئة."

هدأ آدم قليلاً، ورد مبتسماً وهو يرفع حاجباً واحداً: "إذن لقد فقدتُ فئتي ومستوياتي من أجل هذه الفرصة؟"

قال ليو بصوت متردد: "نعم… فكر بالأمر بهذه الطريقة. أعلم أن الأمر مؤلم، لقد كنتَ في المستوى 35."

رد آدم وهو يرفع يده مستسلماً: "حسناً، لقد هدأت. اترك كفي الآن، واجلس بجانبي يا أخي."

تركه ليو وجلس على الأريكة، وأسند كتفه على ظهرها. ثم سمع صوت ألفريد يقول عبر الجهاز: "سيدي، لقد نسختُ كتابه، ومعك نسخة الآن. يبدو أنه أحرق الكتاب وأعاد القناع إلى مكانه، وبدأ تائهاً يقول أشياء مثل: أمّ الأقنعة، والوحوش البدائية. وقال أيضاً: أريد أن أتذكر بسرعة من أنا. من رأيي أنه بدأ يتذكر أشياء. نصيحة مني: اقرأ الكتاب يا سيدي."

قال آدم وحاجباه مرفوعان: "هل يتحدث عن الشخص الذي صدمته؟"

تنهد ليو وقال: "نعم، شككت أنه مغتال، وسنتأكد الآن."

ثم رفع يده، فتوَهّج السوار في معصمه، وظهر مجسّم هولوغرامي للكتاب. كان مكتوباً في الصفحة الأولى:

"أنا حتى لا أعرف لماذا أفعل هذا. تقريباً، هذه عادتي قبل فقدان الذاكرة. أفحص نظام القوة وأرى ما الطاقة المستعملة وسبب قوتها."

قال آدم وهو يحك رأسه: "ماذا يقصد بنُظم القوة؟"

رد ليو: "لا أعلم، مثلي مثلك. لنستمر."

أكملا القراءة:

"لا يهم الآن. وجدت نظام قوة مثيراً للاهتمام يسمى (أقنعة الفئات). اكتشفت أنها تحول إرادة الشخص إلى طاقة، وهذا يجعلها مخفية عن أصحاب أنظمة الطاقات الأخرى. هذا ليس المهم الآن، القناع يعمل برموز تُجسّد إرادة المضيف، ثم عند اختيار الفئة، يُحوّر القناع إرادة المضيف ويمنحه خصائصها."

هنا توقف آدم، واتسعت عيناه وضعف صوته وهو يقول: "أخذ العلماء مئة سنة لاكتشاف أن القناع يحول الإرادة إلى طاقة، وهو اكتشفها في يوم واحد!"

رد ليو وعيناه تضيقان: "قال إنها الصفحة الأولى، لنكمل القراءة."

وفي نهاية الكتاب كان مكتوباً:

"هذا كل شيء عن اللغة التي يستعملها القناع. لو أردتم تعليمها لأحد، غيّرتُ الرموز قليلاً في هذه الصفحة لتتعلمها الكائنات."

بعد أن فهم الاثنان الكتاب تماماً، بدأا في التفكير باللغة المكتوبة فيه، واسمها لغة أسترا . وبمجرد أن شرعا في التفكير بها، شعرا بشيء غريب… إرادتهما تتحور وتتغير، كما لو أنهما اختارا فئة جديدة. صحيح أن مستوى الإرادة في المستوى الأول، لكنهما تمكنا، بدون قناع، من استعمال كل الفئات.

حاول آدم، الذي كان ساحر نار، استعمال كرة نار بدون القناع… واستطاع ذلك! سقط على ركبتيه، وقد أتت الفرصة التي كانا ينتظرانها.

لكن قبل أن يرتاحا، سرت رعشة عبر جسديهما. تكلم آدم بسرعة، وعيناه مركزتان على مكان ما: "أعرف، أنا وأنت سعداء لأننا تعلمنا لغة أسترا وأصبحنا نفكر بها بدل لغة لومي. المهم الآن، فكر في الاختفاء… أو قلها بلغة أسترا. لكن احذر، سوف تستهلك الكثير من الإرادة!"

ثم اختفى.

رد ليو: "حسناً."

وقال كلمات بلغة أسترا، واختفى هو الآخر. وفي اللحظة التالية، ظهر فرسان يحيطون بالمنزل من كل مكان.

2025/10/09 · 3 مشاهدة · 819 كلمة
Amer Osma
نادي الروايات - 2025