الفصل الرابع
كان مورجان في منزل ليو، جالسًا على السرير يشاهد فيديو، حين سمع صوت ألفريد يتكلم:
"سيد مورجان، سيقتحم أشخاص المنزل، يُرجى الهرب الآن."
قال مورجان بصوت هادئ وخالٍ من الهموم:
"حسنًا."
ولم يتحرك من مكانه.
في لحظة، كُسرت النافذة التي خلفه، ودخل منها أربعة أشخاص، بينما مورجان ما زال جالسًا على السرير يشاهد الفيديو، وملامحه لم تتغير بتاتًا.
تكلم أحد الأربعة وقال:
"تعالَ معنا."
لم ينظر مورجان إليهم، بل حرّك يده نحو الجهاز اللوحي وضغط عليه، فتوقف الفيديو، وتنهد قائلاً:
"يا للإزعاج."
وقبل أن يتكلموا أو يتحركوا، فتح فمه وخرجت منه أصوات عذبة وجميلة.
عندما سمعوا صوته، توقفوا عن الحركة والتفكير، وأعينهم التي كانت تدبّ فيها الحياة أصبحت فارغة، كأنهم دمى بلا روح.
تغيّرت نغمات صوته العذب، وسار الأربعة نحو باب الغرفة. فتحه أحدهم، وخرجوا جميعًا، ثم أغلقوا الباب وراءهم.
هنا توقف مورجان عن الغناء، وضع يده على الجهاز اللوحي، وشغّل الفيديو من جديد، كأن شيئًا لم يكن.
وعندما خرج المغتالون الأربعة من الغرفة، شاهدنا ستة آخرين.
قال أحد الستة، وعيناه مقتضبتان:
"هل رأيتم الشخص المُتبنّى؟"
ردّ أحد الأربعة ببرود، كأنه روبوت:
"لا، لم نره."
تكلم أحد الستة وهو يحكّ رأسه:
"ليس مهمًا، فلنعد الآن."
وكانت ساقاه تتحركان للأمام.
كانت الغرفة كبيرة وفارغة نسبيًا؛ فيها أريكة كبيرة على الجانب الأيمن، وفي الجانب الأيسر درج للدور الثاني، وفي الخلف توجد أبواب الغرف.
قام المغتالون بتشكيلة ثلاثية في الأمام، وواحد في المنتصف، وستة في الخلف، مكوّنين مثلثًا، وقائدهم في رأس المثلث.
قال قائدهم:
"يجب أن نبحث، هل الهدف موجود في المخزن يج..."
وقبل أن يُكمل كلامه، خرج الدم من فمه ومن مكان قلبه. حاول أن يتحرك لكنه لم يستطع بسبب السمّ الذي في الخناجر.
نظر حوله، فرأى مساعده مطعونًا، وبدأ يسمع أصوات ارتطام الأجساد بالأرض.
صرخ القائد:
"متى خنتمونا؟!"
لكن لم يستطع القائد ولا المغتالون الحركة بسبب السم، وسقطوا جميعًا على الأرض، يموتون ببطء من النزيف.
أعضاء الفريق الأضعف فقدوا الوعي.
قال القائد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:
"لماذا فعلتم ه..."
وانتشر السم في جسده بالكامل، شعر بالخوف والظلام ينبش أعماقه... ثم مات الستة الذين على الأرض.
أما الأربعة الباقون، فأمسكوا خناجرهم، واستهدفوا قلوبهم، وانتحروا.
ومات العشرة.
وسبب موتهم؟
رجل يشاهد فيديو فقط... كائن لم يفعل شيئًا.
ثم ظهرت أمام مورجان ورقة عائمة في الهواء.
قال ألفريد:
"سيد مورجان، أمسك هذه الورقة وقطّعها."
أمسكها مورجان وقطعها دون كثير من الأسئلة... فاختفى.
عند ليو وآدم
سُمع صوت تكسير الباب، وطارت شظاياه، وتكلم قائدهم:
"الفرقة الأولى، اصعدي إلى الطابق الثاني!"
تحركت مجموعة مكونة من خمسة أشخاص وذهبوا نحو السلالم.
ثم أكمل القائد:
"والفرقة الثانية، ابحثي في هذا الطابق.
والفرقة الثالثة، اكسري الأرضية!"
تحرك خمسة أشخاص نحو الغرف، والمجموعة الأخيرة بقيت في مكانها.
ضرب الفرسان الخمسة في المجموعة الأخيرة سيوفهم بالأرض، لكنهم لم يسقطوا، إذ لم تكن هناك غرفة مخفية.
قال القائد:
"الفريق الثالث، ابحثوا عنهم في الحديقة!"
تحرك الفريق بسرعة نحو الشرفة الزجاجية، كسروها، بينما القائد يفكر:
"من المستحيل أنهم استعملوا أداة، وإلا لكنا وجدناهم.إذن... هل توقعوا هجومنا؟إذًا بيننا خائن.يجب أن أخبر الإدارة العليا، كي نعرف ما هو الكنز الذي قالت عنه العرّافة... أنه سيكون مع أبناء ميا."
خارج المنزل، كان آدم وليو خلف شجرة في حديقة المنزل، في مكان معزول.
ظهر ليو وتكلم بسرعة وهو يلهث:
"ألفريد، أعطِ مورجان اللفافة المكانية التي أخزنها... بسرعة!"
قال ألفريد:
"كما تأمر يا سيدي."
ثم أضاف:
"لقد تم الأمر يا سيدي، وانتقل."
صرخ ليو وهو يلهث:
"آدم، فعّل التعويذة... وكفّي!"
كانت التعويذة دائرة كبيرة مرسومة على الأرض، وقد تتكسر لو استُعملت مرة أخرى ويصعب إصلاحها.
رمى آدم حجرًا سحريًا على التعويذة، فتكسرت وصنعت بوابة.
كان منظرها مذهلًا — بوابة زرقاء وسط الأشجار، والشجر يحيط بها كالحراس.