12 - الفصل 12: الحياة ليست عادلة دائمًا، لكن هذا ليس عذرًا (4)

الفصل 12: الحياة ليست عادلة دائمًا، لكن هذا ليس عذرًا (4).

ـــــــــــــــــــــــــ

بالعودة للموقع السّابق، كانت نتيجة المعركة تتكشّف للعيان.

‟ آ-آغغ … ”

سقوط!.

سقطت جثّة الشابّ بيأس على الأرض، كما لو كان يفقد الوعي.

‟ … هاه … هاه … هاه ”

بعد سقوط أخر أعدائها، لهثت الفتاة كما سقطت بركبتيها على الأرض.

لقد كانت راضية عن أدائها، من يتوقّع أن تفوز على عشرة أشخاصٍ بمفردها؟.

ربّما كان هناك ظروفٌ عديدة ساعدتها على الأمر، لكن الفوز هو فوز.

حتّى الأشخاص الذين لا يفقهون بفنون الدّفاع عن النفس فهموا ذلك، ناهيك عن الخبراء.

عندما كانت على وشك إظهار إبتسامة رقيقة على إنجازها ....

‟ تسك تسك تسك! بجدّيّة! آخخ! أطفال هذه الأيام هشّون جدًّا! ”

للأسف، يبدوا أنَّ هناك "وغدًا لعينًا" لا يتّفق مع الفقهاء أو الجهلة على حدٍّ سواء.

نقر الشّابُّ ليون بجانبها على لسانه، كما لو كان يرى عرضًا مثيرًا للشفقة.

‟ حتّى بعد وضعي لكِ في مثل هذه الأجواء المريحة، فأنتِ منهكة بالفعل؟ جسدك الهزيل ضعيفٌ حقًّا! ”

هزّ رأسه بخيبة أمل.

‟ … هل أنت جادٌّ الأن؟ ”

لأول مرّة، خرج صوتٌ منزعج من الفتاة.

يمكن القول ببساطة، قامت الفتاة، بعد الفوز الفوري على الفتى الأوّل، بالإستفادة من توتّر الأعداء و قضت على أكبر عددٍ منهم.

للأسف، بعد هزمِ ما يقرب من أربعة أعداء، إستعاد الأخرون رباطة جأشهم.

لماذا لم يفكّروا بالهرب؟ فعلوا، بالطبع فعلوا، كيف لا؟.

أرادو بصدق الهروب، لكن عندما حاول أحدهم الإتيان بأيِّ خطوة، كان ليون يقف وراءه، واضعًا إصبعه على رقبته بالفعل.

سرعته العبثيّة دبّت الرّعب و القلق في قلوبهم.

العدوّ القوي مخيف، لكن العدوّ الذي يمكنه إمساكك كما يشاء أكثر رعبًا.

كما قال الأجداد: لا فائدة من مخالب النّمر ما لم تطال جسدك.

المظهر المخيف للفتى أحمر العينين، بينما يبتسم بخفّة، أثناء حبس فرد مجموعة فرناندو بإصبعٍ واحد تمّ حفره بعمق في أذهانهم.

كان من غير المحتمل أن يفكّروا بأمر الهروب بعد الأن.

إذاً ، ماذا عن الهجوم بشكلٍ جماعي و ترك فرصة لأحدهم بالهروب؟.

إنَّ ذلك أقلّ واقعيّة حتّى.

هل هناك أحدٌ يرغب بالتّضحية بنفسه من أجل هروب الأخرين؟ مستحيل.

ناهيك عن أيّ شيئ، هم مجرّدُ أشقياء مدلّلين من قبل عائلاتهم، فأين روح المبادرة لمساعدة الأخرين؟ يا له من هراء!.

لذلك، بعد أخذ الوقت في تحليل موقفهم، كان الحلّ الوحيد يكمن في الفوز بهذه المعركة.

كان يجب على كلِّ من يواجه الفتاة أن يجهدها قدر الإمكان مع الإصرار على الفوز في نفس الوقت.

كان ذلك هو كلُّ ما يمكنهم فعله في موقف يائس.

السبب هو أملهم في شيئٍ واحد.

عندما إستجمع الممثّل من بعد فرناندو شجاعته الكاملة للحديث، و سؤال ليون فيما إن كان سيتركهم في حال سبيلهم لو فازوا على الفتاة، هو وافق.

لكن في الإتّجاه المعاكس، سيجب عليهم جميعًا تلبية رغبة واحدة له لو خسروا، و أكّد لهم أنَّه لن يطلب أي شيئٍ غير معقول أبداً.

بطبيعة الحال، لم يتوانى أحد و وافقوا جميعًا.

كان الوعد شفهي فقط، لكن هذا لا يهم!.

هناك طرق عديدة يمكن للمال إستخدامه فيها لإبقاء الوعود محفوظة و المعاهدات باقية.

لقد سجّلوا المحادثة بالفعل.

تغيّر الأسلوب الذي قاتلوا به عن ما كان عليه، عندما رأو الأمل بعد اليأس، أصبحوا أكثر شراسة.

بدأت الموازين تتغيّر ببطئ، و الإرهاق بين ثناياه أصاب الفتاة برفق.

أصبح أسلوب الأعداء أكثر إنتحاريّة مع مرور الوقت، ذلك جعلها تركّز على الدّفاع في قتالها، سواء شاءت ذلك أم أبت.

عند ذلك التّغيير، بدء ليون يتتابع في الحديث كما لو توقّع ذلك بالفعل، توجيهه الصّحيح جعلها تتجنّب الخسارة في حالاتٍ كثيرة.

عندما كادت تصاب، أخبرها بالصّد مع وضع الوزن في مركز ثقلها لأسفل، في بعض الأحيان، بتوجيهٍ منه، رمت الرّمال على أعدائها و إستفزّتهم بالكلمات.

حسنًا، كان أسلوبها في الكلام مستفزًّا أكثر من الكلمات نفسها.

مع تواتر المعركة حامية الوطيس، تكيّفت الفتاة بسرعة مع تكتيك العدو، و تسارعت شفرة السّيف.

إندمج الإرهاق الذي أصابها، و العدو الذي يهاجم بغضّ النّظر عن الخسائر، و حتّى توجيه ليون لها، معًا و حصلت على الإلهام.

كيف يمكنها دمج الدّفاع و السّرعة معًا؟ هل ذلك ممكن في المقام الأول؟.

إذا كانت السّرعة تشكّل الهجوم، إذاً، بتطبيق نفس المبدء، ألا يمكنها عندها القيام بهجماتٍ محدّدة بنفس الطريقة، و بسرعة هائلة و تشكيل جدار دفاعي بلا ثغرات؟.

إنَّه صعب، لكن خبرتها في التّلويح السّريع بالسّيف على مدى السنين منذ الصّغر، سيجعلها تتدارك الطّريقة.

مركز الثّقل ثابت، الوضعيّة لأسفل، حرّكِ السّيف بقوّة، كما لو كان لتحطيم الهجوم.

ردّ الهجوم بهجوم أسرع، إبقاء النّطاق على شكل دائرة حول الجسد.

عن طريق الوهم و الهجوم السّريع، هذا سيشكّل الدّفاع.

بدت في نشوة، كما لو كانت غير واعية، تحرّك سيفها لهزيمة العدو فقط، و عندما تتمّ هزيمته، تهاجم غير مهتمّة.

لولا ليون، لربّما قُتل أحدهم.

قام بتغيير العدو في كلّ هزيمة من أجل الفتاة، و تطوّر سيفها تماماً.

هذا كلّ ما حصل، عاد وعيها عندما هزمت أخر واحد.

يمكنها القول بفخرٍ أنَّ لا شائبة في معركتها، إذاً بماذا يهدي هذا الشّخص؟.

‟ حسنًا حسنًا، رغم ذلك، لقد أبليتِ جيدًّا ”

عندما كادت أن تشكو، خرجت كلمات الثّناء من فم ليون.

'… كان عليك قولها من البداية'

إنهارت على الأرض، كما لو كانت تفقد الوعي، عندما عبرت فكرة في دماغها.

‟ أخيراً قد نامت الصّغيرة … إنتظر، هي ربّما أكبر منّي ببضعة أشهر؟ ااه حسنًا هذا غير مهم ”

عند مشاهدة وقوع الفتاة في نومٍ عميق، لم يتفاجأ، و بدلاً من ذلك، كان مرتاحًا.

‟ لو أرهقت نفسها أكثر من ذلك لأصيب دماغها بضرر ”

إنَّ أسوء ما في إستخدام المانا، أو التشي كما يحب ليون تسميتها، كان الإرهاق العقلي.

لا يهم كم كانت كميّة التشي في الجسد، أكبر ضغطٍ ينصبُّ على العقل، لذلك ينصح في المعارك دائماً الإبقاء على ذهنٍ خال الهموم.

هذه الفتاة، يمكن القول أنَّ رأسها به الكثير، لكن بسبب هوسها بالسّيف، هي لا تلاحظ ذلك الإجهاد الذي يقع عليها.

منعها من إستخدام الهالة من أجلِ جعلها في موقف أكثر صعوبة، هذا سيضع ضغطًا إضافيًّا على الذهن.

أراد ليون إرهاقها لحدّ التّعب، لكي يرتاح ذهنها و يكون لديها عذرٌ للرّاحة.

‟ أشكُّ أنَّها ستستريح، لذا يجب أن يلزمها مهووس السّيف الأخر و يجبرها على إراحة نفسها ”

كان كلُّ ذلك من أجل الأحمق، هو غير مدرك للأخرين بشدّة، و تهوّره يسبّب المشاكل، يجب أن يلتزم بشخصٍ أخر يعتني به، هذا سيكبح جماحه.

ناهيك عن أنَّ الفتاة بنفسها ستتدارك المعرفة الجديدة التي إكتسبتها و تحلّل أخطائها في المعركة.

عصفورين بحجر واحد.

من بين ثلاثة عشر شخصًا، بقي واحدٌ فقط صامدًا،بلا أيّ إصابة أو بقعة ظاهرة عليه.

وقف ليون إيفينيوس، كما يسمّي نفسه الأن، مع سقوطه في التّفكير العميق.

‟ بالنّظر للوقت، من المفترض أن تقترب السّفينة من المرسى، و الأخرون يتعاملون مع الأمر ”

لم يبقى الكثير حتّى بدء المسرحيّة.

الأن، بقي أن يأتي لويد و ديو مع الفراخ، و بعدها ما عليه سوى القيام بعمل مشهد يغضب هيئة التّدريس، لكن ليس لدرجة التّسبّب في الطّرد.

‟ هذا سيجعلهم أكثر تركيزًا علي، ناهيك عن أنَّه سيؤثّر على تقييمي في مراسم الفصول الدّراسيّة ”

شخصٌ قوي في موقعٍ أدنى، ألن يثير ذلك الشّكوك؟.

كسر ما يسمّى بالنّظام و القواعد، لأي مدى ستكون هناك فوضى، هذه السنوات لن تكون سهلة.

بالطبع، ذلك بالنّسبة للأخرين.

هيهيهي.

أطلق ليون ضحكة عند التّفكير في المتاعب التي ينبغي أن ينظّفها شخصٌ أخر بدلاً منه.

بينما يحرّك الأجساد غير الواعية للأشخاص قبالته، تحرّكت التّروس في رأسه و إبتسم بنبل، كما لو كان قدّيسًا.

ـــ ـــ ـــ

لم يبقى الكثير لتصل السّفينة العائمة نحو الجزيرة إلى البر.

في إستمرار الصّمت الخانق، ما بدا كجولة قتال بالعيون كان يحدث.

ديوس أورفيوس، الأستاذ المشرف لهيئة التدريس، و الشخص الأكثر كفاءة في الأكاديمية.

فتى أبيض الشّعر، مع عيونه ذات لون البنفسج اللّامعة ببرودة فريدة من نوعها، يحمل إبتسامة بسيطة.

و أخيراً، رئيسة مجلس الطّلاّب، أوليفيا رومانوف، الطّالبة صاحبة أكبر قدرة إستثنائية، سواء كان ذلك عقليًّا، أم جسديًّا.

هل كان ذلك إتِّفاقًا غير مُعلن؟ لأي سببٍ من الأسباب، حدّق الإثنان في الفتى أبيض الشّعر، و إن كان بطرق مختلفة.

'… هلّا تكرّمتم علي ببعض الخصوصيّة؟ نظراتكم مزعجة يا رفاق'

إستنشق لوكي بلطف بينما يتمتّع بالمناظر، كما لو أنَّه لا يمانع تحديقات الفردين الأخرين.

إستمرَّ الصّمت، مع سماع صوت الموج و الرِّياح من حينٍ لأخر.

‟ يا له من أمرٍ ممل ”

كان ذلك قبل أن يكسره الفتى أبيض الشّعر.

صوته إنتشر عبر المجموعة بأكملها، و بطبيعة الحال، علامات الإستفهام لاحت في الأفق.

‟ رغم أنَّي أزعجت نفسي بالمجيئ حتّى، لكن تجاهلي بتلك الطّريقة … هذا الأخ الأصغر يشعر بالحزن ”

خرج صوته الهادئ، كما لو كان يشعر بخيبة أمل.

'عن ماذا يتحدّث هذا الشخص؟'

'هل أصبح مجنونًا؟'

'أخٌ أصغر؟ هل هو الأخ الأصغر لشخصٍ ما هنا؟'

كما لو كانوا يشعرون بالغبطة، كان الأشخاص ينظرون يمنةً ثم يسرى.

‟ … هل هذا صحيح؟ ”

لأول مرّة منذ مجيئ الصبيّان، خرج صوتها كالهمس، يمكن الشّعور بالمرارة من صوتها.

أوليفيا رومانوف، الفتاة التي كانت تحدّق منذ وقتٍ بالشّاب أبيض الشّعر لوكي، شعرت بعواطفها تصبح معقّدة.

'لم أكن متأكّدة من قبل … لكن كلامه يؤكد هذا لي … إنَّه أخي الأصغر'

عقلها أصبح فارغًا، و لم تكن تعرف لوهلة ما يجب أن تفعله.

‟ آوه؟ صوتكِ خرج أخيراً؟ إعتقدت أنَّه تمّ نسيان هذا الأخ الصغير تماماً، هاهاها! ”

ضحك الفتى بحرارة بينما يوجّه عينيه الباردة تجاهها.

شعرت أوليفيا بدمها يبرد للحظات، عيونه كانت تحدّق فيها بطريقة لم تألفها من قبل.

الأخ الأصغر، و الذي عهدت التواصل معه، أصبح مختلفًا.

عضّت شفتيها كما إعتقدت في ذهنها: “ … لقد كبر حقًّا، كبر حتّى أصبحت لا أعرفه ”

ربَّما هو كذلك، ربّما ليس كذلك، لكن من هذا التّفاعل البسيط، شعرت بشيئٍ مختلف بشأنه.

'لما يتحدّث هذا الفتى إلى رئيسة مجلس الطّلاّب؟'

'إنتظر … أخ أصغر … هل هو أخوها؟!'

'كيف يمكن؟! ألم يكن لها سوى أخٍ واحد، و قيل أنَّه مات قبل ثلاث سنين؟!'

'يبدوا أنَّ هناك شيئًا ما يختمر وراء الكواليس …'

كانت عيون الجمهور مليئة بالإرتباك، الحيرة و الفضول.

‟ ر- رئيسة … هل هو يقول الأن…؟ ”

‟ أسف يا فتاة، لكن هل يمكنك منحهم بعض الخصوصيّة؟ هذا ليس شيئًا يمكن للجمهور التّدخّل فيه ”

الفتاة، التي كانت تحاول التّواصل مع رئيسة مجلس الطّلاّب أوليفيا، تمّت مقاطعتها بصوتٍ صارم.

“ … أنت، ما شأنك في الأمر؟! ”

“ الأمر نفسه بالنّسبة لكِ أيضاً، هل تحاولين تخريب لمّ شمل الإخوة؟ أنظري لرئيسة مجلس الطلبة، تعابيرها لا تبدو جيدة، أليس ذلك نظرًا لتدخّلك غير الضُّروري؟ ”

هزّ الفتى، و الذي يكون فايرون، كتفيه بلا مبالاة، كما قال بنبرته غير المهتمّة.

“ … أنت ”

ظهر وريد على جبهة الفتاة كما قالت بغضب، لكنّها لم تقل شيئًا أكثر.

“إنَّه يعرف كيف يجعلها تصمت ”

“نعم نعم، أخيراً، وجدنا عدوّها الطبيعي ”

“ لكن بالتّفكير في الأمر، إعتقدت أن شحوبها بسبب المقابلة مع أخوها، من كان يعتقد أنَّ السبب هي شياو يوي … ”

“ تسك تسك تسك، إنَّها لا تعرف إحترام الخصوصية! ”

كان زملاء الفتاة في مجلس الطّلاّب يتهامسون بهدوء، بينما رفعوا الإبهام للفتى، و في نفس الوقت توجّهت نظراتهم المشبوهة إلى الفتاة.

من المنعش إخراس الثّرثارين و المتملّقين!

و هذه الفتاة؟ لقد كانت الإثنين.

على عكس القلق الذي أبدته هذه الفتاة، فقد كانت من النّوع الذي يلعق الأحذية جداً، لم يكن هناك موقف لم تغيّر فيه جوانبها أبداً.

ربّما صمتها الأن سببه الموقف الذي لا يجب عليها دخوله، ناهيك عن حملها لبعض للشكوك بالفعل.

2024/10/11 · 14 مشاهدة · 1779 كلمة
نادي الروايات - 2025