15 - الفصل 15: المقيّدون بمعايير الأخرين، لا يستحقّون التطلّع نحو السماء (2)

الفصل 15: المقيّدون بمعايير الأخرين، لا يستحقّون التطلّع نحو السماء (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب كان واضحًا.

و هكذا، وقف فرناندو في صمت، لسماع ما أراد ليون منه فعله.

“ للوقت الحالي، سأوقظ هذه الفتاة، أنت إحمل هؤلاء الفتية نحو مكانٍ بعيد عن الشّاطئ ”

“ بينما كنتُ نائمًا، ماذا حصل؟ ”

“ اوه هذا؟ لقد هزمتهم تلك الفتاة ”

بينما يقترب منها ببطئ، أخبر ليون فرناندو بما جرى أثناء غيابه عن الوعي.

كان وجه فرناندو مشوّبًا بالصّدمة، كما لو تذكّر شيئًا، إعتذر له عن ما بدر منه، و عن كلامه المتعجرف سابقًا.

قال ليون أنَّه لا يمانع.

كلامه المهين في السّابق؟ لم يهتم ليون حتّى! طالما وافق فرناندو على فعل ما قاله له، فأين المشكلة؟.

“ … إتّضح أنَّها كانت بهذه القوّة ”

بينما يحدّق في الفتاة النّائمة على شجرة، غمغم فرناندو بصوتٍ خفيض.

ضحك ليون بهدوء على لفتته، يجب أن تكبر صورته في عيون فرناندو الأن.

كيف لا، و بسببه، فازت فتاةٌ وحيدة على عشرة أشخاص؟.

في قصّته، ركّز ليون بشدّة على موضوع عددهم و أنَّهم حملوا الأدوات، و أنَّ المعركة كانت صعبة حقًّا!.

رغم ذلك، بتوجيهٍ منه، هي فازت.

كانت فبركة و مبالغة، لكن ماذا في ذلك؟ ليس كما لو أنَّ هذا الفتى سيسأل الأخرين بلا خجل، صحيح؟.

لنفترض أنَّه سأل كإحتماليّة للشّك، هل هناك كلامٌ خاطئ في ما قاله ليون؟.

بطبيعة الحال، لا يوجد!

على العكس، لو سأل الأخرين و قام بقياس ردِّ فعلهم، ألن تكبر صورة ليون ذهنه حتّى؟.

كان المظهر الذي أظهره ليون للأولاد العشرة اليوم، على أقلّ تقدير، لا ينسى.

طالما يترك الأمر لخياله، ألن يجمح في تخيّلاته، و يعتقد أنَّ ليون أكبر من ما كان يعتقد؟.

حتّى أنَّه سيعتقد بعض الهراء و يعتقده خبيرًا متنكّرًا!

لم تكن تلك مجرّد تخمينات ليون، لقد قابل العديد من أنواع النّاس في حياته، لذلك لم يكن هذا غريبًا عنه.

خيال المرء، لو ترك بدون قيود، فقد كان بلا حدود.

كما قال المثل: لو أحيل المستحيل كإحتمال، فكلّ ما قبي هي الحقيقة!.

طالما تزيل أيّ أدلّة أو لم تستطع التّأكيد على شيئٍ ما، فعقلك سيبدأ تلقائيًّا في وضع إفتراضٍ ما، و مع الوقت، سيقبله العقل كحقيقة مطلقة.

و هكذا، كلّما جامح هذا الفتى و فكّر في الهراء داخل ذهنه، كلّما كان أفضل.

سواء كان هذا أو ذاك، لم يرد ليون التّخلّي عن قطعة مفيدة كهذا الفتى.

السّيف يتمّ صقله في أفضل بيئة و يتمّ شحذه بإستمرار، بدلاً من البقاء صدئًا و بلا قيمة.

السّيف موجود للقتال، و ليس للعرض.

من الخسارة ترك هذا الفتى يتعفّن كالقمامة و يذبل مع الضّعفاء.

إنَّه جوهرة.

ليون، كان سيشحذ هذه الجوهرة لأقصى أفاقها، و قد عرف أفضل شخصٍ لذلك.

“ سواء كان هو أم مهووسة السّيف هذه، فالأمر نفسه، إنَّهما يستحقَّان أن يكونا معه ”

من كان يتوقّع؟ لقد كلّل حظّه بالنّجاح!

لم يتوقّع آيجاد شخصين موهوبين بهذه السّرعة.

قام ليون بالضّغط على بضع نقاط في جسد الفتاة، و إستيقظت على الفور.

“ ماذا تفعلين نائمةً هنا؟ أمامنا عملٌ كثير ”

إبتسم ليون بإشراق كما قال لها.

ماذا؟ تركها ترتاح؟ أسف، سترتاح هذه الصّغيرة بعد أن أنتهي من العمل!

هيهيهي.

واحد … إثنان … عشرة … ثلاثون … خمسون!

ما يقارب الخمسون شخصًا إجتمعوا معًا، بينما كانت أصوات خطواتهم الجرّارة تملأ الأنحاء.

كان السّاحل الشّرقي يلوح عبر الأفق.

“ أنا سأمسك به أولاً! ”

“ هيهي، لا تحلم! هذا الوغد ملكٌ لي! ”

“ من يصل أولاً يُخدم أولاً! سأصل قبلكم جميعًا! ”

“ هاهاهاها! من كان يتوقّع! في أولى أيامي هنا، حتّى قبل بدأ الفصول الدّراسيّة، سيكون هناك مثل هذه الفرصة! ”

“ يجب أن نشكر ذلك الوغد المعتوه على هذا، بدون فمه الثّرثار، كيف ستتاح لي الفرصة لعرض مهاراتي! ”

كانت أصوات الضّحك تشوب المكان، بينما يجري الشّباب و يقزون بجنون، كمجموعة من الضّباع التي رأت طعامًا دسمًا.

قلق الجميع مرتكز على شيئٍ واحد، من سيمسك به أولاً.

الطّائر المبكّر هو من يحصل على الدّودة.

نظراً لأعدادهم البالغة خمسين شخصًا، لم يكن شخصٌ واحد يكفيهم.

لولا أنَّ شخصًا ما قد نشر مكان ليون على نطاقٍ واسع، لقاموا بمباغتته سرًّا.

ناهيك عن أيّ شيئ، لم يكن الجميع حاضرًا بعد حتّى، معظم الطّلاب كانوا في مهاجعهم داخل الأكاديمية.

إنَّها مسألة وقت قبل أن تصل إليهم الأخبار أيضاً.

إنَّه سباقٌ مع الوقت!

بمثل هذه الأفكار، كان الجميع يجري بسرعة، بينما يعرقل و يخرّب على الأخرين.

“ اللّعنة! هذان الإثنان، إنَّهما سريعان جدًّا! ”

“ كنت ألحق بهم منذ مدَّة، لكن لم أقلّل المسافة قيد أنملة! ”

حدّق الأشخاص بلا حولٍ أو قوّة في الشّخصين أمامهم.

لم يكن هناك تعبٌ أو أرهاق في تعابيرهما، على العكس من ذلك، كانت وتيرتهما تبدو مريحة، رغم السّرعة العبثيّة التي أظهراها.

كانت الأجواء التي حملوها مناقضة للمجموعة خلفهم، و التي كان جميع من فيها يائس للوصول قبل أيِّ أحدٍ أخر.

“ تسك تسك، لماذا أشعر أنَّ ليون خدعني مرَّةً أخرى؟ هذا الموقف، إنَّه غير مريح أبداً ”

“ نفس الشّعور هنا، دعنا نفكِّر بعناية، بمعرفتي لليون، من المستحيل أن يقترب من فتاةٍ تعسّفيًّا، أكثر من أيّ شيئٍ أخر، كان هناك مجموعة أخرى معه ”

بينما قفز الإثنان عبر الأشجار بسرعة عبثيّة، تبادل ديو و لويد أطراف الحديث.

“ … معك حق، ناهيك عن أنَّه، مع إستشعاره المخيف للطّاقة في أيّ مكانٍ و زمان، من المستحيل عدم معرفته بوجودنا ”

“ يجب أن. يملك نوايا من نوعٍ ما، إنتظر … هذا هو! ”

بينما كان لويد يقوم بتحليله، ومضت فكرة في عقل ديو كما صرخ.

“ هل إكتشفت شيئًا؟ ”

“ فكّر في الأمر، لماذا، بالضّبط عندما هرب منَّا و رأيناه، كان برفقة فتاة و بدا كما لو أنَّه يتحدّث معها؟ ”

“ أليس فقط لأنَّه … ااه، هذا ما تقصده! ”

كان لويد مرتبكًا في البداية، لكن فهم جوهر الأمر أخيراً.

في المقام الأوّل، من غير المنطقي معرفة ليون لشخصٍ ما في بداية دخوله لهذا المكان، ناهيك عن أنَّه مطارد تقنيًّا من قبل الطلبة، كيف سيملك مثل هذا الشّخص الرّفاهيّة للحديث مع فتاة؟.

لماذا إذاً لم يبدي أيّ ردّ فعل عندما كانوا بالقرب منه؟.

هل تقول لي أنَّه لم يلاحظ وجودهم لأنَّه يتجاذب أطراف الحديث مع فتاة؟.

هل كان من النّوع المحب للفتيات، في المقام الأوّل، هل يعترف بالفتيات كإناثٍ من البداية؟.

أكثر من أيّ أحدٍ أخر، ذلك الشيطان مهتم بفتاة؟ هاه؟ مستحيل!

يجب أن يكون لديه نوايا أخرى بكل تأكيد!

“ هذا يعني شيئًا واحدًا! ”

“ ذلك النّذل! مرَّة أخرى، هو لم يخبرنا بما يخطّط له! ”

لقد تلاعب بهم، هو يعرف شخصيّتهم، مع مكوثهم برفقة فايرون، الذي لديه حظٌّ سخيف مع الفتيات، سيثير ذلك الحنق، لكن ما هو الأسوء؟.

قدوم ليون و حديثه مع فتاة قبلهما!.

كيف يعرف ذلك؟ أنَّهما لم يتحدّثا مع أيّ إمرأة؟.

لم يكن ذلك مهمًّا، إن كان مخطئًا، فهذا هو كلُّ شيئ.

لكن ماذا لو كان على حق؟ سيثار حنقهما.

هم يقبلون أن يحادث فايرون الفتيات، و في حالٍ أسوء، سيكون ذلك هو لوكي، لكن ليون؟.

هذا غير مقبول!

لماذا؟ لأنَّه من البداية، ليون ليس مهتمًّا بالنّساء، على العكس، رجلاً كان أم إمرأة، الأمر نفسه بالنّسبة له.

لم يكن يعامل النّاس على أساس الجنس الخّاص بهم أو أيٍّ من تلك المعايير الشّائعة.

إنَّ له معاييرًا غريبة للحكم على الأشياء، مثل هذا الشّخص، إستطاع الحديث مع إمرأة لأي سببٍ من الأسباب، أليس هذا مهينًا لكبريائهم؟.

لم يكن لويد أو ديو من الأشخاص الذين ينجرفون وراء شهواتهم أو لديهم إهتمامٌ خاص بالنّساء، لكن هل هذا يعني أنَّه ليس لديهم أي إهتمام؟

بطبيعة الحال، مازالو رجالاً، سيكون لهم بعض الإنجذاب تجاه النّساء.

ذلك الوغد؟ لقد شكّو في كونه بشريًّا في مناسباتٍ كثيرة.

و هكذا، سينزعج هذان الشّخصان، و لتخريب موعده، سيحضران بعض له “الجماهير”، و سيتمُّ إفساد وقته اللّطيف مع الفتاة.

هل كان هناك قلقٌ من القبض عليه؟ ذلك أقل همومهم.

مهما كثرت الأرناب في الأعداد، ماذا يمكنهم فعله للأسد الضّاري؟ القلق عليه يبدو كالوقاحة هكذا.

بل أكثر من ذلك، يبدو الأمر ظلمًا تجاه تلك الأرانب!

“ أسرع … أسرع! إنَّه يخطّط لشيئٍ ما، يجب أن أعلم ما هو! ”

حثَّ لويد ديو و زاد من سرعته.

“ أيّها الوغد! إنتظرني! ”

هدر ديو كما زاد من وتيرته بدوره!.

كان حديثهم غير مسموع للمجموعات خلفهم، كلُّ ما سمعوه هو هدير ديو الذي هزَّ الأركان، قبل أن يختفي الشّخصان من أمامهم.

بدا الأمر كالإنتقال الآني!

هذا سريعٌ جداً يا رجل! أبطئ قليلاً!.

إشتكى الجميع في قلوبهم، و زادو بيأس سرعتهم، كانت المانا تدور في الجسد بقوّة.

سوويش! سوويش!.

في الشّاطئ، وقف ثلاثة أشخاص بهدوء، كما لو كانو ينتظرون.

في المكان قبالة هؤلاء الثلاثة، سحابة من الغبار إرتفعت، كما سُمع صوت الرّياح.

الفتاة الواقفة بجانب أحد الإثنين الأخرين، رفرف شعرها الأشقر بفعل الرّيح القادمة بلا سابق أنذار.

كانت عيونها بلا عاطفة، و حدّقت بهدوء، بلا أن تنبس ببنت شفاه.

كانت أردية الثلاثة ترفرف بقوّة.

هذا أظهر لأي مدى كانت سرعة الأشخاص الذي أتوا.

رغم ذلك، لم تلامس أيّ حبّة رمال الأشخاص الثّلاثة.

حاجز غير مرئي تصاعد و منع الرّمال من الإصطدام بهم، إصطدمت الرّمال بالحاجز و سقط على الأرض.

توجّهت أنظار الإثنين على الشّخص الواقف بينهما، بلا وعي.

إنقشعت سحابة الغبار ببطئ، و ظهرت صورة ظلّيّة لشخصين.

“ لقد تأخرتم ”

كان لليون إبتسامة باهتة، كما قال بسخرية.

“ ذلك الوغد … كنت أعرف! ”

“ كفى ثرثرة! أخبرنا، على ماذا تنوي يا ليون! ”

إنقشعت الرّمال تمامًا و ظهر شخصان وسيمان يحملان علامات على الإنزعاج في وجوههما.

أحدهما حمل السّيف، بينما الأخر وقف برمحه.

لقد وبّخوا بصرامة و أعينهما تحدّق بشراسة في ليون، الواقف بين فتاة جميلة شقراء و فتى ذو بنية متناسقة مع وجهٍ وسيم إلى حدٍّ ما.

ومضت التّسلية عبر عينيه كما رد: “ أوه؟ أنا لا أدري ماذا تقولان، رغم ذلك؟ ”

“ الكلام لن يجدي معه ”

“ نعم، أنت محق! ”

بدلاً من الحديث أكثر، سيتمُّ تأكيد كلّ شيئٍ في المعركة.

لنتحدّث بقبضاتنا بدلاً من أفواهنا!

ضحك ليون بشراسة كما قال: “ هاهاها! هكذا هي الرّوح! ”

الشّخصان بجانبه قد أخرجا سيوفهما من أغمادها بالفعل.

كانا مستعدان للقتال.

“ أنتما، إبقيا في الخلف ”

خرج صوت ليون البارد، كما لو كان يخرجهما للواقع.

“ إنَّه محق، لا أريد أذيّتكما حقًّا ”

“ على الضعفاء البقاء متفرّجين ”

تحدّث لويد و ديو بإنسجام.

هذين الإثنين سيتعرّضان للإصابة فقط لو قاما بالقتال.

لذلك لا يجب عليهم التّدخّل.

كان فرناندو سيجيب عندما قاطعه ليون.

“ شاهدا فقط، إنَّه أسرع من المتوقّع، لكن اليوم سأريكما ما هو القتال الحقيقي، ”

“ ناهيك عن أنَّه، يجب أن تريا بأعينكما الشّخص الذي ستتبعانه، أليس كذلك؟ ”

نظر إليهما بإبتسامة، لم يكن خائفًا من هجوم لويد و ديو عليه بينما يتحدّث إلى الفتاة و الفتى وراءه.

كان هناك بعض التّردّد في عيني الإثنين، لكن وافقوا على مضض، بينما تراجعوا للوراء.

“ الأن، هلّا بدأنا؟ كما تريان، عضلات جسدي متصلّبة جداً! ”

طقطق ليون بأصابعه، بينما يحرّك رقبته من جهة لأخرى.

ضحك ديو بحرارة، كما أصبح صوته شرسًا: “ كاهاهاها! هكذا إذاً! أمل منك أن تستطيع جعلي أتعرّق حتّى! ”

“ رمحي مستخدم للقتل، لذا سأقاتل بقبضتي ”

ردَّ لويد بهدوء، كما لفَّ رمحه بقماش، حذا ديو حذوه.

أخذ ليون السّيف و الرّمح من الإثنين، و جعل فرناندو يمسك بالرّمح، بينما الفتاة تمسك بالسّيف.

علامات الإستفهام ومضت عبر رؤوس الفتاة و فرناندو، أليسوا أعداء …؟

ضحك الثلاثة على منظرهم، قبل أن يحدّقوا في بعضهم بشراسة.

المعركة ستبدأ في أيّ لحظة.

سووش ~.

مرّت الرّيح الباردة، و لامست مسام البشرة.

كانت الأجواء صامتة، و لم يتحرّك أحد.

نبض! نبض!.

إنَّ الجوُّ هادئ، هادئ لدرجة سماع صوت نبض القلب.

شعر فرناندو و الفتاة بعرقٍ بارد يتساقط عبر وجوههما.

رغم أنَّ الجوَّ صامت، فقد كان في الصّمت شعورٌ خانق بالخطر.

لم يصدر الثلاثة أي هالة أو نيّة للقتل.

رغم ذلك، ما هو هذا الشعور؟.

كما لو أنَّ المرء يشهد معركة بين المفترسات؟.

حدّق الثلاثة في بعضهم، بلا أي حركة.

لكن كان الجوُّ من حولهم مرعبًا.

بام! بوم! بوم! بوم!.

قبل أن تتدارك العين أيّ شيئ، الأذن سمعت صوت دويٍّ عالٍ.

إختفى الثلاثة من أماكنهم، سحابة الغبار و أصوات الإصطدام هو كلَّ ما يمكن الشّعور به.

الحفر تملأ الأنحاء بسرعة.

كانت هناك ظلال تظهر و تختفي من حينٍ لأخر!.

أصبح الشّاطئ بالكامل ساحة معركة بين الثلاثة!.

يا إلهي!.

فتح فرناندو فمه غير مصدّق، لقد شهد بعض المعارك بين الخبراء في حياته.

لكن هل كان هناك شيئٌ كهذا؟ لم يرى شيئًا كهذا منذ ولادته!

كانوا بشكلٍ حرفي يختفون في مكانٍ و يظهرون في مكانٍ أخر.

الدلالة الوحيدة على معركتهم هو دويُّ الأصوات و الحفر التي تملأ الأنحاء!

هو لا يستطيع تداركهم بعينه حتّى!.

الخوف من أن تصله أثار المعركة إجتاح كيانه!

باه! في ماذا كنت أفكّر! المشاركة؟.

مشاركة مؤخرتي! سأنوت إن تدخّلت في هذا!.

لم تكن الصّدمة أقل على الفتاة، تعبيرها لم يتغيّر، لكن عينيها فتحت على مصراعيها!

وميض الضربات في السّماء و الأرض يمكن رؤيته.

هذه قوّة وحشيّة!.

في اللّحظة التي كانت ستتراجع فيها غريزيًّا …

ظهر الثّلاثة في مدِّ البصر فجأة.

عشرة ثوانٍ.

هذا هو ما إستغرقته المعركة.

لا أكثر، لا أقل.

أكثر من ذلك، و هالاتهم كانت ستنتشر بشكلٍ أوضح، لقد قاتلو بقوّة أجسادهم مع كبح هالاتهم قدر الإمكان.

لو قاتلوا أكثر، فربّما ستطال المعركة الصّبي فرناندو و الفتاة الأخرى بجانبه.

ناهيك عن أنَّ الأشخاص القادمين خلف سيخافون إن رأو المعركة.

لقد نسوا ضبط أنفسهم قليلاً.

نعم، قليلاً!

بعد سنين الفراق هذه، لقد أرادوا إختبار بعضهم قليلاً.

رغم أنَّ المعركة كانت ظاهريًّا إثنين ضدّ واحد، لكن في الواقع قاتل الثلاثة بعضهم البعض.

الوحيدون المدركون للأمر هو الثلاثة منهم فقط، بينما قاتلوا في الهواء و الأرض، لقد كانوا يقيّمون مهارات بعضهم البعض.

في الثّانية الواحدة، ربمّا تمّ تسديد عشرات الضّربات، ذلك إن جمعنا عدد ضرباتهم معًا.

“ يا له من أداء، لقد كنت سريعًا يا لويد، بالكاد إستطعت تدارك ركلاتك! ”

“ أنت مذهلٌ أيضاً يا ديو! أسلوبك في المعركة أصبح أكثر شموليّة! ”

كان لويد و ديو يطريان على بعضهما، و هما يضحكان بسرور!.

“ بصرف النّظر عن ذلك … ”

“ ذلك الوغد … ”

مزاجهما تعكّر عند رؤية الإبتسامة المتعجرفة على وجه ليون.

“ هاهاها! كما هو متوقّعٌ منّي! ”

كان يضحك و وجهه نحو السّماء.

“ تسك، أدائه أفضل من السّابق بكثير! ”

“ هذا جيّد و سيّئ في نفس الوقت ”

“ في هذه النّقطة، أنا أتفق معك تماماً ”

أثناء المعركة قصيرة الأجل، إستخدم ليون اللّحظات التي كاد الإثنلن يتصادمان فيها لمباغتة أحدهما.

أكثر من أيّ شيئٍ أخر، ما يغضب المرء حقًّا هو كيف يستخدم أحدهما كدرع عندما يهاجمه الأخر!.

لقد كانا يتميّزان بسرعتهما الهائلة، لذلك تدارك الأثنان الوضع بسرعة.

لكنَّه قام بمجاراتهما حتّى مع ذاك.

الكلُّ في الكل، إنتهت المعركة بالتّعادل، إذا تمَّت تنحية سخط الإثنان البسيط، فقد كانت النَّتائج مرضية.

“ عن ماذا يتحدّثون؟ ”

“ أنا لا أعرف ”

بينما إبتلع الإثنان ريقهما، تحدّثا لبعضهما بإرتباك.

متجاهلاً إرتباكهما، صرخ لهما ليون: “ أنتما، تعاليا! ”

تقدّم الإثنان بتردّد.

“ أمعن النّظر يا ديو، هذان الإثنان مواهب نادرة وجدتهما بالصّدفة! ”

صرخ ليون بصوتٍ فخور.

“ ماذا ماذا؟ أنا لا أرى ما تقصد؟ ”

حدّق ديو فيهما، لكن لم يستشعر أيّ شيئٍ غريب أو خارج عن المألوف.

“ في الواقع هذان الإثنان … تسك! ”

كان يتحدّث عندما شعر بشيئٍ ما، و نقر على لسانه.

“ هؤلاء الصّعاليك، لقد أتوا، سنكمل الحديث لاحقًا، أنتما الإثنان، تمركزا! ”

أشار ليون للفتاة لكي تقف بجانب ديو، بينما الفتى فرناندو يقف بجانب لويد.

كان ليون يقف في الوسط، و خلفه أربعة أشخاص.

شعر الأربعة بهالات أشخاص عدّة تأتي من الغابة.

كانت المعركة ستبدأ بعد ثوانٍ.

2024/10/11 · 13 مشاهدة · 2438 كلمة
نادي الروايات - 2025