19 - الفصل 19: أنا أعلمُ ذلِك، لكِن لا يُمكِنُني الإهتِمامُ أقلَّ حتّى (2)

الفصل 19: أنا أعلمُ ذلِك، لكِن لا يُمكِنُني الإهتِمامُ أقلَّ حتّى (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الأقل، هكذا إعتقد العديد من الأشخاص هنا.

خرج صوت الفتى من خلف هؤلاء الأشخاص.

نبرته لم تحمل أيّ نغمة.

السيف لا يحتاج للعاطفة لِلقطع.

و السّيّاف لا يحتاج إليها للمبارزة.

أعينه الشرسة أصبحت باردة.

" ها- هاه؟ ماذا؟! "

" ااغ! إبتعد عنّي! "

زخم المهاجمين إنعكس عليهم و إصطدم العديد ببعضهم البعض.

البيئة المحيطة تجمّدت.

" هـ-هذا ... هذا! "

" هـ-هو الأن ... عيني لم تستطع لحاقه ... "

" أنا متأكد ... لقد كان أمامي قبل لحظة! "

لقد شُوِّب المكان بالصّدمة.

كان من المؤكّد، سواء كان صوت حركته أو مظهر ظِلِّه، لم تتدارك حواسُّهم أيًّا من ذلك، ناهيك عن الشعور بتقلُّبِ طاقته.

كان في مكانٍ ما، و أصبح في مكانٍ أخر، هكذا فقط كيف يمكنهم تفسير الأمر.

" ... حتّى عين البصيرة خاصّتي لم تستطع الإحساس به ... هـ-هذا! "

في الخلف، فتحت إحدى الفتيات فمها بصدمة.

شعرها الذهبي تناسب مع أعينها، كانت عينها تلمع.

بؤبؤ عينيها أظهر نمطًا فريدًا لما يبدو كلغة قديمة.

عين البصيرة

ما هي عين البصيرة؟.

هذه ليست مهارة أو أسلوب قتالي، و ليست حتّى أداة سحرية.

إن عين البصيرة هي شيئٌ ولدت به هذه الفتاة.

أتاحت لها هذه القدرة الشعور بشكلٍ غامض بعواطف و أفكار الأخرين و الإحساس بالماضي.

مدى رؤيتها للماضي منوطٌ بمدى قوّتها، قوّة من تستخدم القدرة عليه، و مدى معرفتها بذلك الشخص.

كان هناك ثمن غالٍ لإستخدام هذه القدرة بطبيعة الحال.

ما لم تستدعي الضرورة، فهي لا تستخدم قدرة عين العقل في رؤية الماضي، و بدلاً من ذلك هي ركّزت على العواطف و الأفكار.

لم تكن قدرة عين البصيرة منوطةً بذلك فقط، أمكن للفتاة بعد جهودٍ لا تحصى إستخدامها حتّى في المعارك.

بدلاً من رؤية الماضي، عندما تقوم الفتاة بإشتقاق اللحظة الحاليّة، و قراءة عواطف و أفكار خصمها، يمكنها رؤية بضع لحظات للأمام لما يفعله العدو.

و هكذا، ستستطيع رؤية تحرّكات عدوّها، إنه أسلوب إخترعته بنفسها.

قدرة عين البصيرة هذه، لم يعرف أحدٌ الكثير عنها سواها.

لم تكن نوايا البشر نقيّة على الدوام.

و هكذا، كانت تقول فقط أنَّها تستطيع الشعور بشكلٍ غامض بالمجرى العام للأحداث.

حتّى ذلك فقط جعلها عرضة لمحاولات الإغتيالات و الإستمالة من جهة الكثير.

الأميرة الثانية لمملكة كايرو، الأميرة لوسيا هارديان.

في المملكة حيث تعيش، تنازع إخوتها و أخواتها على العرش دائماً، كان منظر صراع البشر على السلطة قبيحًا.

ناهيك عن كون هؤلاء المتصارعين إخوة بالدّم.

لم يكن لها رغبة أو جشع في مثل هذه السلطة، لقد كانت راضية بالفعل بما لديها، لكن هل سيصدّقها أحد؟.

طالما لديها دم العائلة المالكة، فكيف سيتأكّدُ أحدٌ من أنَّها لن تقوم بإنقلابٍ يومًا ما؟.

بطبيعة الحال، كان لها موالين كثر بسبب طيبتها و طبيعتها الصادقة.

رغم سنّها، فقد تعاملت هذه الفتاة مع الكثير من أنواع البشر بالفعل.

العمر لا يحدّد مدى نضج المرء، بل كانت التجارب، بالنسبة لها، فقد كانت التجارب عديدة بالفعل.

بسبب طبيعتها الخيِّرة، كرهت الفتاة بشكلٍ طبيعي الأشخاص ذوي الشخصيّات المزدوجة.

هؤلاء الناس هم من سيطعنونك في ظهرك، و على وجههم إبتسامة.

لو عرف الناس بقدرتها على قراءة العواطف و الأفكار، حتّى و لو كان بشكلٍ خافت، هل سيدَّخرُ إخوتها، و كُلُّ من يملك نوايا خفيّة في القصر الملكي، أيَّ موارد في سبيل إغتيالها؟.

كان ذلك غير محتمل!

لو عرفتَ أنَّ بجوارك شخصًا يمكنه قراءة نواياك و فهمها، بالذات عندما يكون عدوًّا محتملاً، فهل ستبقي عليه؟.

الجواب واضحٌ بالفعل، حتّى والدها البيولوجي لم يعرف بقدرة عين البصيرة الشّاملة.

موضوع رؤيتها لعواطف الأخرين لم يكن شيئًا عرف عنه الجميع.

عندما أتت أول مرّة إلى هنا، تمركزت في الخلف لفهم نوايا هؤلاء الخمسة أشخاص أمامهم.

أكثرهم أهميّة هو ليون إيفينيوس.

الفتاة الشقراء مع الفِتية الثلاثة الأخرين شعرت بمشاعر معقّدة.

كانت عواطفها غامضة، إسشعرت عواطفها بشكلٍ خافت فقط، رغم شعور الفتاة الشقراء بالحيرة، لم تشعر لوسيا بتوتر منها.

كانت أفكارها كالورقة البيضاء الفارغة، لقد أخفت تلك الفتاة مسار أفكارها كما عواطفها بشكلٍ مذهل.

الفتى الأشقر، و الذي إمتلك بنية عضليّة، لمعت عيناه الزرقاء ببريقٍ خافت.

عواطفه في هذه اللحظة حملت التّرقّب و التطلّع فقط.

أفكاره كانت نفس الشيئ.

كان الفتى صاحب الرمح هادئًا، عواطفه لم تخن مظهره البتَّة.

لم تستطع الولوج لأفكاره.

هو قوي.

من ما شعرت به، كان من النوع الذي يبقى هادئًا مهما كانت الظروف.

" من الغريب هذا ... لكن لا يمكنني الشعور بالقلق منهم "

لم تفهم الفتاة لوسيا ردَّ الفعل هذا، هل كان هناك منبع لهذه الثّقة؟.

الفتى، و الذي مشى نحوهم بهدوء، لم تستشعر منه أيّ عاطفة، لقد كان هادئًا كالبحيرة الساكنة، حمل سيفه بغمده و مشى ببطئ.

هذا هو فقط، الهدوء، عدم المبالاة، هذا ما يمكن الإحساس به من الفتى.

مع ذلك ... كان هناك شيئٌ واحد لم تستطع فهمه.

أنا لديَّ شعور.

الشخص الأخير نضج بذلك الشعور الذي أحسَّت به الفتاة.

شُعورٌ بالخطر و المجهول يكتنِفُك في بعض الأحيان.

هو وقف هناك ببساطة.

شعره الأسود كسواد اللّيل، إنَّ أعينه حمراء، لقد كانت تلك الأعين أكثر قتامة من الدماء، أنيابٌ حادّة يمكن رؤيتها بشكلٍ خافت من المسافة.

إنَّ تعابيره كانت بلا طعم.

لا فرح، لا حزن، لا غضب أو أيُّ عاطفة صادرة.

حتّى عدم المبالاة كان يمكن إعتبارها عاطفة، عدم المبالاة بشيئٍ ما يعني أن لا تكترث له.

أن لا تكون مباليًا بشيئٌ ما يعني أنَّ أولويّاتك منوطة بأشياء أخرى.

الرغبة في عدم الإهتمام هي في حدِّ ذاتها رغبة.

و من نفس المنطلق، الشعور بعدم التعاطف هو أيضاً شعور.

العاطفة هي إرادة، طالما هناك إرادة لفعل شيئٍ ما، فهذا يعني أنَّ هناك عاطفة.

مع ذلك.

و مع ذلك ... ما هذا الشعور الفارغ؟.

" لما يبدوا هذا الشعور كما لو ... "

كما لو أنَّ الشخص محتجزٌ في ظلام الهُوَّة؟.

كلّما نظرت إليه بعمق، شعرت لوسيا بأنَّها تُبتلع في الهاوية، لم تستشعر الفتاة أيّ عواطف صادرة منه.

نية القتل مرعبة، الضغط الصادر من المفترس مرعب.

لكن ما هو مرعب أكثر هو مصادفة المجهول.

أنظر إلى الهاوية، و الهاوية بدورها ستنظر إليك.

كان شعورٌ غريزي بالخوف يكتنفها.

" هو ... هل هو دمية أم ماذا؟! لا يمكنني الشعور بأيِّ شيئٍ منه...! إنَّه كما لو كان هذا الشخص ... "

مجرًّدا من العاطفة.

هذه أول مرّة يحصل هذا.

هذه أول مرَّة ترى هذا.

إنَّه مخيف.

كما لو كان يشعر بشيئٍ ما، توجّهت أنظار الفتى نحوها فجأة.

إبتسامة تقشعرُّ لها الأبدان.

الأنياب برزت بوحشيّة.

ظهرت على شفتيه إبتسامة جعلت دمها يبرد، كما لو كانت تقابل مفترسًا طبيعيًّا، إبتعدت أنظارها عن الفتى ليون.

عندما هاجم الأشخاص الفتى صاحب السيف، توجّهت أنظارها نحوه.

هل هو بسبب ترقّبها لما سيحصل؟ أكثر من ذلك كان بسبب خوفها من التواصل البصري أكثر مع ذلك الشخص المخيف.

إختفى الفتى الماشي ببطئٍ فجأة.

بعدها ظهر خلف المهاجمين، لسببٍ أو لأخر، سقط بعضهم على بعض بسبب الموقف المفاجئ.

سواء كان الإدراك أم عين البصيرة، لم تستطع الفتاة تدارك حركته بهما.

كان هناك حالة واحدة حصل فيها مثل هذا الشيئ.

" عندما يكون فرق القوّة هائلاً "

هل تقول لي أنَّ فرق القوّة بهذه الضّخامة؟!

هذا- هذا غير منطقي!

فقدت الفتاة رباطة جأشها، لقد كانت سريعة في الحكم على المواقف، لم تحتج للدخول في معركة لمعرفة قوّة هذا الشخص.

لم تكن حمقاء، ستتضرّر فقط إن دخلت في هذا.

من الأفضل تحذير الأخرين!

حاولت الفتاة فتح فمها، لكن لم تستطع!

الجسد أبى الحركة، شعرت البيئة بالثقل، كما لو كانت تخضعها.

شعورٌ بيدٍ تمسك بفمك، هكذا هو الإحساس.

كان الأمر كما لو أنَّ هناك شيئًا يجبرها على الصّمت، بزغ الإدراك في عقلها، و توجّهت أنظارها بصعوبة نحو إتجاهٍ ما.

" هـ-هذا الشخص! كيف؟! "

كيف يمكنه إغلاق فمي كما لو كان يمسك به رغم المسافة بيننا؟!

وضع فتى أحمر العينين إصبعه على فمه، كما لو كان يشير لها بالصمت.

كانت إبتسامته لطيفة و نبيلة، لكنها تُشعِر المرء بالخوف طبيعيًّا!.

لم يسع الفتاة سوى الشكوة في صمت، جسدها بالكامل أبى الحركة، و بسبب الموقف المفاجئ في ساحة المعركة، لم يلاحظ أحدٌ معاناتها.

حتّى حرّاسها لم يأتوا معها، فقد كانوا في حالة خاصّة.

لقد تمّ إستدعائهم للقصر بشكلٍ مفاجئ.

للأسف، لم يكن من الممكن لهم تحدّي الأوامر،.

فقط هكذا، لم يبقى معها سوى حارستها الأكثر ثقة معها.

لقد كانت حارستها مريضة اليوم بسبب التعب و عبئ العمل و التمارين، بقيت في فراشها بعد أن أجبرتها لوسيا على ذلك.

فهمت موقفها و بقيت صامتة، هذا كل ما أمكنها فعله.

تحرّر جسدها فجأة.

تحرّكت شفتي الفتى البعيد ببطئ.

" لا تفسدي المرح، هذه المسرحيّة على وشك أن تنتهي "

صوته الهادئ رنَّ في أذنها عبر المسافة.

لم يسعها سِوى أن تعبّر عن ظلمها بصمت.

أراد الكثير قول شيئٍ ما و تنشيط الموقف الجامد.

مع ذلك، لم يكن للفتى ديو الوقت أو الرغبة في سماع مثل هذا الهراء.

فتح فمه بملل كما قال: " سيسقط ستّة أشخاص "

" يجب أن تناموا "

" هذا الوغد! هو يهيننا فقط لتجنّبه لنا مرّة واحدة! "

" نـ-نعم! لنهاجم بسرعة! "

كما لو كانوا يستجمعون شجاعتهم، صرخ بعض الأشخاص من بين الذين تجاوزهم ديو.

قفز العدو نحوه مرَّةأخرى،و إن كان بأعدادٍ أقل.

مُبدِيًا عدم إهتمامه، رفع سيفه للأمام.

لم يخرج سيفه من الغمد حتّى.

لا حاجة للقتل، يكفي أن يناموا فقط.

لو أخرجت السيف من الغمد، فلا يمكنني التأكد من عدم إصابتهم بجروح قاتلة.

قتالي بالسيف كثيرٌ بالفعل.

الفتاة راقبته بينما يعدُّ وضعيّته.

شعورها بالخوف من وحدة العيش، لقد جسّد هذا الفتى كلَّ ما هو عكسه.

لقد كان بنفس عمرها، و قد كان سيّافًا.

رغم ذلك، فقد ذكر ليون أنَّه أكثر هوسًا منها بالسّيف، لماذا صدّقته؟.

لأنَّها سيّافة، لقد فهمت بعمق السيف، و إفتخرت بفهمها للسّيّافين أيضاً.

لم تهتم بالأخرين، لكن فهمها هذا تم إكتسابه بعد محاربة الكثير لتنمية سيفها.

كانت وضعيّته مثالية.

مثالية، أكثر من ما رأته منذ ولادتها.

مثالية، أكثر من ما حاولت القيام به من قبل.

مثالية، لم تعهد مثلها أبداً في عمرها.

الجزء العلوي من الجسد مشدود و مرن كتدفق النهر.

الجزء السفلي للجسد ثابت كالجبل.

رِجلٌ واحدة للأمام، رِجلٌ واحدة للخلف.

السيف المرفوع للأمام، تم توجيهه للخلف، و أرخاه على الكتف.

كانت إحدى يديه موجّهة للأمام.

توجّهت أنظاره نحو العدو.

بهدوء، عيونه أصبحت مغلقة.

هالة خافتة تصاعدت من الجسد.

غطّت الهالة جسده، وصولاً إلى السيف.

إنَّها زرقاء، لون الهالة ومض عبر الأنحاء.

شهيق، و زفير.

أصبحت هالة الفتى صامتة.

لقد نضجت الهالة بخطرٍ صامت.

راقبيني بتمعُّن.

يمكن للفتاة سماع صوته، حتّى عندما لم يتحدّث.

لقد كان من السهل للأقوياء القيام بالتخاطر مع الأخرين.

ليس أنتِ فقط.

لم يكن ما يفعله للفتاة فقط.

الفتى المكافح رغم نهش الحياة له، إنَّه سيّافٌ أيضاً.

هذين الإثنين يجب أن يعرفا معنى رفع السيف بفخر.

متعة أن تكون سيَّافًا، هذا ما سيعلّمه لهما.

" كمعلّم مستقبلي، كمرشد، و أكثر من ذلك، كسيّاف، سأريكما "

صوته حمل ثقة لا تتزعزع.

هذا هو سيفي.

خفض جسده قليلاً.

إحدى الأرجل ضغطت على الأرض بقوّة.

طقطقة! طقطقة!

شرارة كهربائية تصاعدت عبر جسده.

في البداية، كانت مسموعة بالكاد.

طقطقة! طقطقة! طقطقة!!

لكن مع مرور الوقت، أصبح صوت الطقطقة كالهدير.

هالته أصبحت صاعدة، و غطّت المنطقة التي وقف فيها بالكامل.

الضغطُ الساحق إكتنف الحضور جميعًا.

هل كان ذلك سابقًا؟ عندما تجاهلوا شعورهم بالخطر؟.

خمسون شخصًا كانوا.

في السّابق، كان القلق هو أن يتمَّ خطف الفريسة.

كان من المنطقي، العدد أكثر من كافي بالفعل.

لكن الأن، شعروا أنهم لا يمكن أن يكونوا مخطئين أكثر.

هذا الشعور بالرّعب.

إنَّه لم يكن يأتي من شخصٍ ضعيف.

[فنون السيف الإبتدائية: القطع الأمامي.]

[سيف الوميض.]

قفز الفتى نحو الأمام.

السيف المغطّى بالبرق تمَّ التلويح به.

سوووش!

المنطقة أصبحت مضيئة.

ضوءٌ أزرق يسبّب العمى أحاط المنطقة.

رغم أنَّها شمس الظهيرة بالفعل، فقد أصبحت البيئة مصبوغة باللون الأزرق.

باام! باانغ!!

هدير صوت الإصطدام عَبَرَ الأرجاء.

" ااااااههه! "

" اااغغااااا! "

الجثث تطايرت في الأرجاء.

صوت الألم يمكن سماعه.

سحابة من الغبار إرتفعت.

لا، من الأكثر دقّة وصفها كعاصفة.

رمال الشّاطئ أصبحت ساخنة.

لحظة واحدة.

لم يستغرق الأمر سوى لحظة واحدة.

و قد كانت تلك الفترة تكفي.

الفتى الذي كان في الخلف، لم يمكن لأحدٍ رؤيته.

" لا تتحرّك، أو رأسك سيسقط "

خرج صوته ببرود.

" ... آ- ااه "

صوت الفتى كان مثيرًا للشفقة.

توجّه سيفٌ مغمود نحو رقبة أحد الأشخاص.

بينما يترك خطًّا واضحًا عبر الرمال، كان الفتى بالفعل يقف مع عدد يتم إحصائه بالأصابع.

ستة جثث ساقطة.

لم يتمَّ سماع أي صوت صادر منهم.

لقد كانوا غائبين عن الوعي.

و أخيراً، وقف شخصان فقط في المكان.

أحدهم ممسك بالسيف على رقبة أحد الأشخاص، و الأخر وقف بخوف، غير قادرٍ على الحركة.

كان ذلك شيئًا لا يصدّق.

تصفيق! تصفيق! تصفيق!

" مذهل، لا يصدق، لا يقاس! هذا أكثر عرضٍ ممتع شاهدته منذ وقتٍ طويل "

بينما يصفّق بيديه، ضحك ليون بحرارة على وقفة الجمهور المرعوب.

" إنَّه عرضٌ حي يظهر مدى قوة المواهب الشابّة لهذا العصر، هاهاها! حضرتي خائب الأمل بشدّة! "

قفزة!

قفز قائلاً مثل هذه الكلمات بصوتٍ خائب.

ظهر أمام باقي المجموعة، بينما وقف ديو خلفه.

" ديو، هل أريت الصغار ما يجب عليهم رؤيته؟ "

" إنهم في نفس عمرك، كما تعلم؟ على أيِّ حال، أعتقد هذا، يمكنك البدء كما تشاء الأن "

ناظرًا نحو الفتى و الفتاة التّائهين في الأفكار، أومأ ديو برأسه في رضا.

ماذا كان الشرود الذي دخل إليه الإثنان؟

هل هي الحيرة، أم الإرتباك؟.

ليس كذلك.

لقد كانت تلك العيون الغائرة من شخصٍ دخل في حالة نشوة.

وصل هذان الإثنان إلى مرحلة إنتقالية في فهم السيف.

لقد بذلوا جهودًا لا تحصى في طريق السيف، و أخيراً، حان وقت مكافأة تلك الجهود.

حتّى من دون توجيه ديو الذي لا يجدر بالذكر، فقد كانت مسألة وقت قبل أن يصلا إلى تلك المرحلة.

ذلك طالما لا يستسلمان، أو يشكّكا في إرادة سيوفهما.

" هكذا هو الأمر الأن " ومضت أعينه الحمراء و ضحك برؤيتهما: " إذاً سارِع في جعلهما يقاتلان، هذا أفضل درس لشخص يبزغه الإدراك "

إستجابة لحديث ليون، قام ديو بضرب رقبة الفتى المتجمِّد أمامه بيده و أفقده الوعي.

" فقط لا تبالغ "

مشى نحو الإثنين بخطى بطيئة، كما ترك نصيحة بسيطة تجاه ليون.

" لا يمكنني أن أعِدك بشيئ "

طقطَقَ أصابعه بينما تُظهِر ضحكته أنيابه الشرسة نحو الفرائس أمامه.

ومضت أعينه بقسوة.

" من الممتع دائمًا كسر الدمى "

2024/10/11 · 14 مشاهدة · 2221 كلمة
نادي الروايات - 2025