الفصل 20: أنا أعلمُ ذلِك، لكِن لا يُمكِنُني الإهتِمامُ أقلَّ حتّى (3).
ـــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما يثير الناس ضجَّة بشأن إمكانيّاتهم و يعتقدون أنَّه يمكنهم فعل أي شيئ.
يتفاخر العديد من المخلوقات أمام الأخرين بشأن قدراتهم، و في حالاتٍ كثيرة لا يحصل موقف ينفي أو يؤكِّد تلك القدرة.
لذلك سيعتقد الأخرون أنَّ الشخص محق طالما يواظب باقيًا على موقفه المتفاخر.
طبيعة البشر ضيّقة الأفق كثيراً، عندما يضع الأشخاص رأيًا ما، يكون من الصعب جداً تغييره.
الإنطباع الأولي، وعي العقلية، تحيز الحشود و الأدلة.
هكذا تماماً، و بكل بساطة، يميل البشر لتقييم الأخرين بمثل هذه الإستدلالات.
و هكذا، حتّى مع مثل ما حدث في السّابق، مازال الكثير هنا يعتقدون أنَّ هناك فرصة كبيرة للنجاح في ما أتوا من أجله.
عددهم كثير، و بما أنهم داخل الأكاديمية و يقومون بتنفيذ الأوامر وفقاً لأساتذتها، فلن يمكن للعدو التصرف بتهور.
أمرهم الأستاذ المشرف، و الذي هو صاحب أعلى سلطة بين الأساتذة، لذلك هم واثقون، بينما من المفترض أن يكون الشخص الأخر خائفًا من الطرد.
سيكون متوترًا.
في العادة، يكره أصحاب السلطة أن يكونوا أضحوكة، لذلك قد يطرده الأستاذ المشرف ديوس فقط لجعله غاضبًا.
أكثر من أي شيئ، هناك شخصيات مهمة بين الخمسين شخصًا و الذين أتوا، لن يتحمل شخصٌ عاقل ثمن الإساءة لهم.
لقد أساء ليون لأحدهم بالفعل.
منطقيًّا، يجب عليه تسليم نفسه و مواجهة عقوبة الأستاذ و بعدها محاولة أخذ الصفح و السماح من الشخص الذي أساء له.
المهمة كانت بسيطة في البداية.
من يمسك بليون إيفينيوس و يجلبه إلى الأستاذ المشرف، سيحصل على نقاطٍ إضافيّة في الإمتحان بعد أسبوعين.
كان هذا حافز أولي لبعض الطلبة منخفضي القوّة.
يمكن أن يؤدّي الحصول و لو على نقطة واحدة إضافية إلى تغيير كامل في مركز الشخص، هذه حقيقة مؤكدة.
من كيف سرت الأحداث في البداية، كان يجب أن يكون عدد من طارد ليون قليلاً بالمقارنة مع الأن، لكن كان هناك تغيير بسيط.
من هم الأشخاص الذين كانوا هناك، ذلك ما تسبّب في تغيير العدد بسرعة.
أطفال العائلات مَن ملكوا مِن المناصب العُلى.
بسبب كونهم هناك، فقد تغيّر هدف المهمة جذريًّا.
إدوارد هارفي، النَّجل الأصغر لدُوقِيّة هارفي في دولة كايرو.
لقد كانت عائلة خدمت تحت إمرة العائلة الإمبراطوريّة مباشرةً و أعلنت الولاء لها، و يعتبرون حماة الحدود الشمالّية.
إدوارد هو شاب ذو مظهر رائع و وسيم جداً، كان الشاب موهوبًا جداً في إستخدام السيف، و لديه شخصيّة لامعة تناسب مظهره.
كانت مشكلته الوحيدة هي الغضب عندما يتم تشبيهه بالنساء، لقد كان حسَّاسًا بشأن مظهره إلى حدٍّ ما.
و لديه علاقات غامضة مع إخوته، لقد كانت هناك شائعات بأن نشوب النزاعات بينهم ليس نادرًا، لكن لم يظهر أي موقف ينفي أو يؤكد ذلك.
تمّ إرسال إدوارد إلى هذه الأكاديمية ليكسب لنفسه سيطًا، و يكسب إستحقاق رئاسة العائلة.
شين سو من عشيرة شين، النَّجل الوحيد لرئيس العشيرة.
عشيرة عشيرة شين هي عشيرة فنون قتالية تتميّز بفنون التّتبّع و الإستخبارات في نانمان.
سيطهم وصل أقاصي الشرق و الغرب، حتّى أنَّه وصل إلى كايرو و بعض الدول المجاورة.
لقد كانت عشيرة متوسّطة الحجم، و هي مقبلة على أن تصبح عشيرة كبيرة.
لم تكن فنون التتبع فقط ما يجيدونه، فقد كانت الفنون القتالية الخاصة بالعشيرة بارزة بدورها.
بكونه النَّجل الوحيد لرئيس العشيرة، فقد كانت تعلّق عليه آمال عديدة من أفرادها، ناهيك عن أنَّ أبناء أعمامه مرشَّحون لرئاسة العشيرة.
نظام التوارث المباشر شيئٌ يخُصُّ النبلاء، و ليس العشائر، الكفاءة هي ما تحدد قيمة الشخص.
بالطبع، مازال هناك هرم طبقي بين القوي و الضعيف.
أكثر من ذلك، مازالت العلاقات و الواسطة تؤثر إلى حدٍّ ما، لا فرق كبير كثيراً بين النبلاء و ذوي شعب كانغهوا.
رغم أنهم لن يعترفوا بذلك أبداً.
رغم الضغوط الخارجيّة من قبل أفراد العائلة، فقد كان الفتى قويًّا و أثبت نفسه بذكاءه و دهائه.
تم إرساله إلى هنا لبناء العلاقات و فهم القوى المحيطة، ناهيك عن فهم أي نوع من الأماكن هي هذه الجزيرة التي لا تنتمي إلى أي قوّة.
أخيراً و ليس أخِراً، الشخص الأكثر أهميّة بينهم.
الأميرة الثانية لمملكة كايرو، الأميرة لوسيا هارديان.
نظرًا لكونها فردًا من العائلة الإمبراطوريّة، فقد كان موقعها و المسؤوليّة و الواقعة على عاتقها بالغة الكِبر.
شخصٌ مثلها بطبيعة الحال كان مهمًّا.
ماذا كان يفعل مثل هؤلاء الأشخاص في البرِّ الساحلي مع الأساتذة؟
لماذا إزداد عدد المطاردين؟ هل السبب هم هؤلاء الأشخاص؟ ماذا كانت نواياهم؟
كشخصٍ سيقلب المكان رأسًا على عقب، فإنَّ هذا شيئّ أثار فضول ليون بطبيعة الحال.
الصدمة الأوّليّة لفعلة ديو لم تزل بعد.
لقد تجمدت البيئة المحيطة من الصدمة، و قد مرّت بضعة أنفاس من الزمن بالفعل.
ليون، بطبيعة الحال، لن ينتظرها حتّى تزول صدمتهم.
‘ سيصل الممثلون الرئيسيون لهذه المسرحيّة بعد قليل، أما لهذه النفس المتواضعة سوى أن تعِدَّ لهم أفضل مسرح؟ ’
يجب أن يفعل ذلك بسرعة!
اااه، إنَّ مثل هذا التفاني سيثير الدموع في محاجر أعين أعظم الفنّانين في العالم.
محدّقًا في المجموعة أمامه، فرد ليون يديه بحركة ترحيبيّة.
“ أنا هنا، أمامكم أقف، فما لكم جازعين آبيين الحركة؟ ”
كانت إبتسامته الإستفزازيّة لا تزال حاضرة.
ما يقارب العشرون شخصًا في مواجهة شخصٍ واحد.
رغم الفرق في الأعداد، لم يجرؤ أحد على الحراك بتهوّر.
لقد إرتكبوا غلطة كبيرة في مواجهة ديو أنتاريوس، و لا يجرؤون على إرتكابها مرَّة أخرى.
لا تستخفَّ بخصمك أبداً، مهما بدا ضعيفًا.
الأميرة الثانية لمملكة كايرو لوسيا هارديان — و التي تملك أكبر وضع سياسي بينهم جميعًا — أمرتهم بأخذ الحذر و الحيطة، لكن الكثير لم يمتثِل لأوامرها.
بطبيعة الحال سبعة أشخاص دفعة واحدة الثمن.
سيقف الذين تم رميهم بسرعة، و يصبح عددهم حوالي أربعين مرَّة أخرى، لكن لم تكن هناك ثقة لهم في الإنتصار.
مع القوّة التي أظهرها ديو أنتاريوس فقط، كانوا شبه يائسين، ناهيك عن أنَّ الشخص الذي أتوا من أجله في المقام الأول ليس ضعيفًا.
بالطبع، قِلَّة فقط من أجاد آستخدام دماغه للإنتظار.
“ اااه اللعنة، يا له من إزعاج، هل هذا مضحك لتلك الدرجة؟ ”
بينما هم محاصرون بشأن ما يجب فعله، تقدًّم أحد الأشخاص.
كان شخصًا ضخم البنية، بينما يضع يده على مؤخرة رقبته، و يده الأخرى تحمل فأسًا ثقيلة بسهولة، بدء بالمشي نحو ليون بخطواتٍ واسعة.
لم ينتظره ليون، و بدء في المشي نحوه بدوره، كان يمشي بإسترخاء مع يديه في جيوبه.
وقف شخصٌ ضخم الجسد بطول أكثر من مترين في مواجهة فتى أصغر منه حجمًا بكثير.
كان الأمر كما لو كان فيلًا يواجه نملة.
هذا ما كان مدى فرق الحجم بينهما.
“ اوي، أنا أسألك، يرقة، هل هذا مضحك لتلك الدرجة؟ ”
بينما يحدَّق بعنف نحو ليون، خرج صوتٌ بارد من فم الشخص قويِّ البنية.
كان هذا الشخص أصلع و سمين، لكن عضلات ذراعيه كانت مفتولة، كما لو كانت على وشك التمزّق.
ليون فقط نظر إليه.
كانت العيون الحمراء قاتمة أكثر من الدماء، نظرت الأعين بلا إهتمام نحو خصمه.
لم يحمِّل نفسه عناء إخراج اليدين من الجيوب حتّى.
لم يقم أحد بمقاطعتهما.
من الأفضل قياس قوّة ليون، بينما لم يجرؤ أحد على المبادرة سابقًا، أصبح هناك من يقوم بالأمر.
من الأفضل تشجيع ضخم البنية من الخلف فقط.
إبتسامة ساخرة تكشف عن الأنياب قد ظهرت.
“ اوي؟ ”
خرج صوت تعجّب من فمه.
“ ماذا لو كان كذلك؟ أيها الخنزير؟ ”
“ إذاً … أيها الدَّاعر، يجب عليك الدفع مقابل الضحك ”
“ يا إبن العاهرة، تعتقد أنَّك قوي؟! لقد رأيت الكثير من أمثالك، أيها الروبيان الصغير ”
“ و قد حطَّمتهم جميعًا! ”
ضغطٌ ساحق خرج من جسد الوحش الضخم أمام ليون.
عضلات جسده كبرت و تصلَّبت، لقد أصبح أضخم حتَّى.
“ مت أيها الوغد! لا تلم سوى نفسك على هذا! ”
سووش!
رفع الفأس في يده بيده الضخمة، حتّى مثل هذه الحركة البسيطة قسَّمت الهواء.
كانت هذه وضعيّة يقوم بها عندما يضرب بأقصى قوّة.
لقد أخبرته غرائزه، ليون قوي البنية، لذا يجب أن يضربه بكل قوته.
أرجح يده بقوَّة و ضربها نحو ليون!
بااامم!
إنتشرت الرمال في الأرجاء، و تحطَّمت الأرض تحت القدم و أصبح هناك حفرة صغيرة.
الأرض تحت قدم الفتى ضخم البنية نزلت قليلاً.
كانت هذه ضربة قويَّة!
بسبب سحابة الغبار الضخمة، لم يرى الأخرون أي صورة ظليّة للشخصين.
حتّى مع مثل هذا الموقف، لم يكلّف ديو نفسه عناء النظر خلفه، لقد مشى وحسب نحو الفتى و الفتاة الشاردين.
لم يكن الإثنين في حالة تسمح لهما بإعارة إنتباه لما يحدث.
يجب عليه جعلهما يحلبان كلُّ ما يمكن حلبه من مواهبهما الأن قبل أن ينسوا حالة التنوير الأن.
سريينج!
قام بسحب السيف من الغمد.
حان وقت التدريب.
بدأت سحابة الغبار تنقشع ببطئ، و كان الجماهير شاهدون بتوق، حالما تنقشع، ستكون الفرصة.
سأُمسِك به و أهرب!
هذه كانت أفكار البعض.
يجب علي المراقبة لوقتٍ أطول.
و هذه كانت أفكار أخرين.
“ ماذا؟ هل هذا كلُّ شيئ؟ ”
خرج صوتٌ ساخر من داخل سحابة الغبار.
لا أكثر من ساخر، كان صوته خائب الأمل.
بيدٍ واحدة فقط.
ليس بيديه الإثنين، بدون صعوبة تذكر.
كما لو كان يمسك بورقة، بتلك السهولة.
إنه يمسك فأسًا بيده العارية.
“ ألم تقل: يجب عليك الدفع مقابل ذلك؟ ”
قبض.
زاد ليون من قوَّة يده قليلاً.
تشقّق! تحطّم!
يد الفتى الضخم كانت ترتجف، لم يستطع الدفع بيده للأمام و لو قليلاً.
بدلاً من ذلك، كانت فأسه هي من تضرّرت.
“ أليس سلاحك العزيز هو من دفع الثمن في المقابل؟ إذاً من ستضرب الأن؟ هل ستضرب نفسك بعدها؟ هاهاهاها! ”
بينما يمسك بالفأس بيده و يقوم بتحطيمها، وضع يده الحُرَّة على وجهه و ضحك بشدّة.
لقد كانت ضحكته مجنونة بحق.
“ الضعيف ليس له حقوق للحديث، فبما تهذي أيها الدَّاعر الصَّغير؟ ”
خرج صوت ليون ببرود بينما يزيل يده ببطئ عن وجهه.
“ هكذا يكون دفع الثمن الحقيقي أيتها الحشرة!! ”
نزع بوحشيّة الفأس من يد الفتى الضخم و حطّمها!
لقد رما المطرقة نحو الأرض كالقمامة.
بووووم!!
قبل أن يبدي خصمه أي حركة، أرجح يده للأمام و ضرب الدب الضخم في بطنه!
في الأحوال الطبيعية، لا يمكن لمثل هذا الجسد الصغير أن يسبّب ضررًا لجسد ضخم كهذا.
لكن هذا الوضع منذ البداية ليس طبيعيًّا.
“ بووااااااااععهه!! ”
قبل أن يتدارك الفتى الضخم أي شيئ، دخلت اللكمة في عمق في أحشائه.
بدا الأمر كما لو أن اليد ستخترق جسده نحو الجانب الأخر.
أعينه أصبحت بيضاء، خرج اللعاب من فمه كما لو كان يتقيَّأ.
شااااا!!
سريع.
بما لا تتداركه العين، حلَّق جسد ضخم في الهواء بسرعة هائلة.
كان يبدو كالقذيفة بمثل هذا الزَّخم!
لكن لم ينتهي الأمر هنا!
قفز ليون من مكانه، الأرض تحته تحطّمت و طارت الرّمال نحو الأعلى كما لو كان يتم جرفها!
“ أو-أوقفوه بسرعة! ”
بعد التجمد لثانية من ما حدث، صرخت الأميرة لوسيا بصوتٍ مرعوب.
بسماع أوامرها، بادر الأخرون بالتَّحرّك بسرعة.
“ متأخرّة جداً!! ”
قبل أن يصطدم جسد الفتى الضخم بالأرض، ظهر ليون وراءه.
أرجح برجله و ركل ظهره نحو الأعلى بقوّة تكسر العظام!
“ غرااااه!!!!!! ”
صرخة مأساويّة تخرج من الفم.
“ هل تعتقد أنني إنتهيت؟ لقد بدأت توًّا!! ”
قفز ليون لأعلى حتّى و أخرج هدير وحشي، ضحكته المجنونة كانت حاضرة، ومضت أعينه بقسوة.
دار بجسده في الهواء و قام بركلة في خصره نحو الأرض.
بااااام!!!!!
إصطدام!! إصطدام! إصطدام!
الركلة جعلت الفتى الضخم يصطدم بالأرض بقسوة، إرتدَّ جسده عدَّة مرَّات كاللعبة المكسورة عند رميها.
طاف جسد ليون في الهواء، و نزل ببطئ و وزنه يبدو كوزن الريشة.
بعد الإستقرار بجانب جسد “ الدمية المكسورة ” مشى ليون نحوه ببطئ، و أمسك به من شعره.
“ تسك تسك! فقد الوعي بهذه السرعة؟ هاه؟ يا لوهن و ضعف بدنك هذا! ”
صفعه بضع صفعات لجعله يستيقظ، لكن لا شيئ حدث.
أمسك بأصابع جسد الخنزير الفاقد للوعي.
كسر!
“ ااا-ااااه! ”
“ لقد إستيقظت؟ أخبرني، العديد كانوا مثلي، صحيح؟ ”
كسر!
“ تـ-توقف ااااه! اصابعي!!! ”
“ حطّمتهم جميعًا، الأشخاص مثلي! أليس هذا ما قلته؟! حطّمني! هيا! أرني! أرني ما ستفعله و أنا أفعل بك هذا!! ”
كسر! كسر! كسر!! كسر!!!
“ااااااااااااهههه!!!!! ”
أمسك بأصابع يديه معًا و كسرها جميعًا!
لقد فقد الفتى الضخم وعيه من الألم بينما تخرج الدماء من فمه و أنفه.
هذا الشخص مجنون!!
بينما كان ليون يكسر أصابعه، توقف المهاجمون فجأة بينما شعروا بالرهبة، لكنهم هاجموا نحوه مرّة أخرى.
رفع فتى صغير الحجم شخصًا أضخم منه بعدّة مرّات بيدٍ واحدة نحو الهواء.
رمي!!
رما بجسده كالصاروخ نحو المجموعة الأتية نحوه.
لقد تجنبوا الرمية بصعوبة، و أكملوا الهجوم بزخم أعلى.
نظر نحو الذين كانوا ينطلقون نحوه، و كشف عن ضحكة ساديَّة.
إنحنى جسده نحو الأمام.
ضرب ليون بقدمه على الأرض بقوّة و قذف نفسه نحو الأعداء.
سريع جداً!
لم يتدارك الشخص الذي في المقدّمة أي شيئ قبل أن يرى ظِلًّا فوقه.
جمع ليون يديه معًا و ضرب الشخص الغافل على ظهره.
بااام!
إصطدم الفتى بالأرض بقوة وحشية!
بدلاً من رؤية الفتى، كل ما يمكن رؤيته هي حفرة على الأرض!
لقد دُفِن الفتى المسكين بشكلٍ حرفي في الرمال!
ضرب! ضرب! ضرب!!!
عندما تداركوا وجوده، كان ليون يلقي على الأخرين باللَّكَمات و الرَّكَلات بلا رحمة.
تطايرت أجسادهم كالقذائف يمينًا و يسارًا.
لقد رأى فتاة تهاجمه ببسالة، و ركلها في منتصف بطنها.
هذه الركلة كادت تجعلها تفقد الوعي.
لكنها كافحت.
“ أسف، لكن هذه ليست قصة خيالية، لذا لا توجد رقابة على ضرب النساء ”
بينما يتجنّب هجماتها بسهولة، تحدث ليون بضحكة ملتوية.
“ أنا لست أسفًا! ”
لكمة! لكمة! لكمة!
“ الخصر! الرأس! الظهر! رجلك! ”
في كل مرَّة يلكمها، كان يذكر جزء محدد من جسدها و يضربه.
رغم كونها فتاة جميلة بما لا يقاس، فلم يكن رحيمًا.
لم يساعد ذكره للمكان الذي سيضربه، حاول العديد الهجوم عليه بغتة، لكنه تجنبهم و رماهم ببضعة ضربات، لكن بقي يضرب الفتاة.
حتّى مع ذلك، مازالت واقفة تقاوم.
“ أنظروا لهذا؟ لما أنت تقاومين؟ ”
“ لا أعتقد أن لدينا علاقة ببعض، لكي تكوني بهذا الحماس لإمساكي؟ ”
بينما يتجنب الضربات و يضرب بقسوة بين الحين و الأخر، حادثها ليون بصوتٍ فضولي.
بقيت صامتة لفترة بينما تحاول مباغتته و إيجاد ثغرة، ثم تحدثت.
“ لأنك قوي ”
“ قوي؟ ”
“ لأنك قوي، أنا أريد قتالك ”
“ مثير للإهتمام، مثير للإهتمام! ”
بدء الضرب بعنف أكثر بينما يستمتع.
“ اوي ليون! لا تبالغ أو سأتدخل! ”
رغبة منه في عدم رؤية المزيد من هذا، تحدث لويد بإنزعاج إلى ليون، لقد كان بجانبه بالفعل و يمسك بيده.
“ تسك تسك! لقد كانت أستمتع، لو لم يعجبك الأمر فأغلق عينيك، أيها المزعج! ”
“ … لا تتدخل ”
تحدث الإثنان في نفس الوقت.
“ … حسنًا، لكن سأتدخل حقًا لو بالغت، يجب عليك أن تعامل النساء برقي أكثر ”
إستغرب من موافقة الفتاة له، لكن ترك بضعة كلمات و ذهب لمواجهة أخرين.
كاانج! كاانج! كاننج!!
صوت تصادم السيوف يمكن سماعه.
“ أنت تضيِّع وقتك يا لويد، هو لا يعتبر النساء كنوع من الأجناس حتّى! ”
بينما يقاتل الإثنين الذين غابا عن الوعي و في نفس الوقت واعيين، تحدث ديو بينما يضحك.
“ أعرف هذا، لكن ماذا يمكنني فعله؟ مازلت لا أحب رؤية النساء يتعرّضن للأذى! ”
“ حسنا، أنت رمَّاحٌ نبيل، بعد كلِّ شيئ ”
تحدث ديو بالموافقة، رغم أنه ليس بنفس الطريقة، فهو بنفسه لا يحب ضرب النساء.
بالطبع، لن يذهب لنُصحِ ليون، كما فعل لويد للتو.
لقد كان إعطاء مثل هذه الكلمات لليون مضيعة للوقت و الأكسجين على حدٍّ سواء.
لم تنفع معه مثل هذه الأساليب في النُّصح.
“ لقد كنت أريد قتالكِ لفترة أطول، لكن يا للأسف! ليس لدي وقت طويل، سأقاتلك أيتها الفتاة لاحقًا، ما هو إسمك؟ ”
تجنب، ضرب، ركل، رمي نحو الأرض.
هكذا فقط، و بسهولة، لقد إتبع نهجًا بتلك البساطة للقتال، لكن لم تجد الفتاة ثغرة واحدة.
لقد كان مثل جدار لا يمكن عبوره.
لم يكن قويًّا فقط.
من هو القوي؟
إنه شخص تدرك مدى بعده عنك.
عندما تستطيع قياس الفجوة بينك و بين شخص أخر، فستدرك أنه قوي.
ماذا عن الهاوية؟ هل يمكنك قياس عمقها؟
هل لك الشجاعة لقياسها؟
هذا هو ما يسمّى بالهاوية.
عندما لا تتدارك الفجوة بينكما، فهذه هي الهاوية!
‘ هذا الشخص له من عتيِّ القوّة ما لم أره في شخصٍ من نفس عمره في حياتي ’
حتّى في مواجهة كهذه، فهي لم تشعر بالإحباط.
هي فقط تطمح لأن تكون أقوى، و بالصدفة وجدت الشخص الأقوى، كيف هو شعورها؟.
لقد كان الرضا على الأغلب.