31 - الفصل 31: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (8)

الفصل 31: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دقيقة واحدة.

شعور مألوف تذكره فرناندو راوده الأن.

كان رد فعل الطلاب بطبيعة الحال، مشابهًا له عندما قام به أول مرة.

كان هناك من لم يفاجئوا كثيراً.

لما لم يعرفوا الإمتحان منذ البداية؟ كان ذلك بسبب عدم تشابه كشف الموهبة سرًّا و علنًا.

عندما أدَّى فرناندو الطقوس، كان ذلك تحت إشراف المدرسين، و هكذا، قام به معصوب الأعين و الحواس.

كل ما يتذكره هو الضغط الساحق.

كان يعتقد أنَّه قد أتى من شخص ما، لكن لا يبدوا الأمر كذلك.

لم يعني ذلك أنَّه يعرف المصدر.

من هذا المنطلق، قدم العديد تخميناتهم الخاصة.

لكن من كان يعتقد أنَّه صعب لهذه الدرجة!

قام الفتى بجوار معلمه و زميلته المتدربة بمقاومة الشعور الغير مريح بالضغط.

5 دقائق.

“ قاوم … قاوم! أنا سأصبح متدربًا مهما كلَّف الثمن! ”

“ لا تستسلم! هناك الكثير على المحك! ”

الأن هناك العديد الذين كافحوا بقوة الإرادة.

كان البعض قد فقدوا الوعي.

بطبيعة الحال، تم تجريدهم من الأهلية بلا رحمة، و إختفت أجسادهم، كما لو كان الفضاء يتغير.

10 دقائق.

فقد العديدون وعيهم، بينما كان الأخرون يقاومون، سواء بتذكير أنفسهم، أو أساليب كالتنفس المنتظم أو الأدوات السحرية.

للأسف، كل من إستخدم الأدوات الخارجية، زاد الضغط عليه بالضعف!

كان المغزى من الإختبار هو الإعتماد على الذات!

و هكذا، العديد مِمَّن إستخدموا الأدوات السحرية و فقدوا الوعي قبل العشرة دقائق حملوا عواطف الندم.

لو لم يستخدموها فقط … فقد كانت لهم فرصة.

الإختبار الحقيقي يبدأ من هنا.

من تجاوزوا عتبة الفشل، أطلقوا الصعداء، لكن لم يُرخي أحدٌ حذره.

البعض تذكروا ما قيل قبل الإختبار.

يسمح بجميع الوسائل عدى الغش أو القتل.

لمعت أعين البعض ببرود.

يمكن تقليل الضغط أو الوقت بتقليل المنافسين، و ربما سيتم الحصول على بعض النقاط الإضافية!

لم يكن الإختبار الأول فقط لتحديد الموهبة، بل يكون فيه توزيع للنقاط أيضاً.

قد لا يقارن بالإختبارين الثاني و الثالث، لكن سيساعد ذلك بطبيعة الحال!

“ يانغ دوغو! اليوم، سنمحي ضغائننا القديمة و الجديدة! ”

“ أيها الوغد! أنا ليس لي ضغينة معك! الفتاة بنفسها إعترفت لي و رفضتُها، لما ما زلت تحمل الأحقاد؟! ”

“ أنا واثق أنَّك خدعتها! لا تجرؤ على الحديث معي، لندع قبضاتنا تتحدث! ”

“ قل ذلك من البداية و لا تعطي أعذارًا! ”

بينما يتحمَّلون الضغط، بدء الكثيرون في الشروع بالقتال.

كان من الأفضل تقليل المنافسين بسرعة!

“ حفنى من الحمقى … ” شخر ليون بإزدراء، عندما رأى أفعالهم البلهاء.

كانت نوايا الأكادِيمِيَّة خبيثة حقًّا.

عندما تكون في موقف يائس، و فجأة تتذكر أنَّ هناك وسائل كثيرة مُبَاحَة للخروج من الموقف، ماذا ستفعل؟

بطبيعة الحال، كان واضحًا!

لما ذكروا قبل بداية الإختبار بالضبط أن جميع الوسائل مُبَاحَة؟

لزيادة الضغط على عقول الممتحنين!

كلَّما كانت الطاقة السحرية للجسد أكثر نقاءً، كلَّما كان تحمل الضغط أسهل للشخص.

بالنسبة لليائسين من هذه الحقيقة، ماذا سيفعلون؟

مهما تطلَّب الأمر، كانوا سيفعلون كل شيئ!

لقد تخطوا بالفعل عتبة الرسوب، لذلك لم يكن هناك ما يتم خسارته.

لقد إنتظر البعض هذه الفرصة قبل مضي فترة العشرة دقائق بالفعل.

من وجهة نظر ليون، كان مثل هذا العمل الأحمق وسيلة تحُطُّ من الإمكانات لا غير، ناهيك عن أنَّه سيؤدي للفوضى.

لم يجرؤ أحد على الإقتراب من ليون.

بعد أن قام بإفقاد أحدهم وعيه بالفعل بسهولة، أصبح من الغباء التفكير في القيام بشيئٍ خبيث له.

كان البعض خائبي الأمل بعض الشيئ، أرادوا أن يتعبوا أنفسهم حتّى يرهق ليون، لكن لم يحصل ذلك للأسف.

ليس ليون هو الوحيد، كان ديو قد أفقد البعض الوعي بالفعل، بينما يبدوا بخير.

الإثنان خلفه تنافسا فيما بينهما، لتحديد من سيبقى واعيًا قدر الإمكان.

الثلاثة الأخرون كانوا يراقبون البيئة.

يمكن رؤية الأميرة لوسيا هادريان، بينما يقف إدوارد هارڤي بجانبها كالحارس.

كان هناك من وقفوا حاولها، كما لو كانوا دروعًا بشرية.

لم يبدوا على تلك المجموعة التعب أو الإرهاق.

ليليث كرونوس، كانت تُطِلُّ عبر المسافة، إبتسمت بلطف كما حيَّت ليون، بدا أنَّها تفعل ذلك عمدًا.

لم يبدوا عليها التعب.

لم يخفى على أحد أنَّها قامت بمراسم تحديد الموهبة من قبل، لكن لم يتمّ كشف موهبتها أبداً.

إختارت على ما يبدوا القيام بشكفها هنا.

كان البعض يحمل أفكاره الخاصة بينما يحرس ليليث كما فعل البعض مع لوسيا.

مرَّ الوقت ببطئ.

خمسة عشرة دقيقة.

ما زال ليون يقف وحده، بينما كان هناك من يتقاتلون فيما بينهم.

البعض مِمَّن يستطيعون إستخدام السحر قاموا بمهاجمة بعضهم بجنون.

لقد فقدوا عقلانيتهم بالفعل.

الضغط لم يكن على الجسد، لذلك يمكنهم التحرك بحرية، لكنه كان على الروح.

الرغبة في الإستسلام و الإنجرار نحو النوم.

الأفكار غير المعقولة، العواطف المكبوتة.

كان الضغط يستثيرهم جميعًا.

كان هناك شخصٌ واحد إقترب من ليون بلا خوف.

ظهرت ضحكة خبيثة على وجه ليون، كما قال: “ هل تريد النوم بهذه الشِّدَّة؟ ”

“ أيها العاَمِّي، أنا أتحدَّاك! ” صوت الفتى كان لا يُظهِر الخوف.

“ تحدي؟ هل تجرؤ على قتالي؟ “

“ هل تستخف بعقلي النبيل؟ لست بأحمق! من الواضح أنَّ ذلك سَيُهلِكُ قدرة تحملي القيِّمة، هذا لا فائدة منه ”

“ يبدوا أن العقل في رأسك يعمل، في ماذا ستتحدَّاني؟ ”

“ الإرادة! من سيبقى بيننا واعيًا أكثر؟ أنت أيها العاَمِّي، أم أنا ذو النبالة الموقَّرة، هذا هو! ”

كان للفتى الصغير صوتٌ جريئ و نبرة متعجرفة غريبة.

لكن لم يشعر ليون بالسوء، لقد أعجبه هذا الفتى.

كان جوابه صحيحًا.

يمكن إستخدام هذا التحدي كوسيلة لجعل الشخص واعيًا أكثر.

لم يكن نقاء الطاقة السحرية فقط ما يحدد الموهبة، لقد كان هناك عوامل أخرى، الحالة الجسدية، الحالة النفسية، قوة الإرادة.

هناك المزيد بعد، لكن يمكن القول أنَّ الثلاثي الرئيسي يقبع في هذه الفئات الثلاثة.

لو واجهت شخصًا ما في تحدي، سيشعل ذلك قوة الإرادة لديك، و لن ترغب بالخسارة.

بطبيعة الحال، ما فعله هذا الفتى يعتبر إحدى الأشياء الصحيحة لفعلها في هذا الإختبار.

إبتسم ليون بإستخفاف، كما أجاب: “ همف! نظرًا لكون سيادتي مصابًا بالملل، فسأقبل تحديك على مضض! ”

“ لا تسيئ الفهم، أنا من يتكرَّم عليك بالتحدي! ”

“ هيهيهي، أنا سأفوز! ”

“ بل ذاتي الموقرة من سيفوز! ”

ضحك الإثنان بعجرفة في وجوه بعضهما البعض، بينما يتصبَّبان عرقًا.

لقد مضى الوقت بالفعل، الحمقى الذين قاتلوا قد تعبوا الأن بلا شك.

لذا لا حاجة للإهتمام بهم.

“ يانغ دوغو أيها الوغد! لقد كنت تخدعني! ”

كان الفتى الذي بدء سلسلة المعارك هذه بكونه أول متحدي، محاطًا بالناس.

نظر بأعينٍ كارِهة نحو يانغ دوغو، كما شتم بغضب.

“ لم أخدعك، لقد لاقيت شرَّ أعمالك فقط! و تجرؤ على إلقاء اللوم علي؟ أنت منافقٌ فاسق! ”

“ لا تستمعوا إليه، إنَّه السبب فيما يحصل، لنقصيه على الأقل لتنفيس غضبنا! ”

بدلاً من القتال معه، قام يانغ دوغو بإستدراج الفتى الذي حاول إفتعال معركة معه نحو الأخرين و نشر الكلمات حوله.

ما عزز موقفه هو أنَّه لم يقاتل، و أكَّد على حقيقة سببه التافه للقتال معه.

الفتاة التي أحبها ذلك الفتى إعترفت بمشاعرها نحو يانغ دوغو، و هو لم يقبل بأدب، ما سبب غضبه؟ كان منطقه هراء!

مع مثل ذلك الموقف، كيف لن يغضب الممتحنين؟

بطبيعة الحال، تم توجيه ذلك الغضب إلى الفتى.

يانغ دوغو ترك المكان و ذهب لبيئة فيها مجموعة كان قد تركها من قبل.

“ لقد فعلت ما أمرتني به، سيدي الشاب! ”

كان يقف بصعوبة و يتحمل الضغط، بينما يُحيِّي الشاب أمامه.

إبتسم الشاب بخفة، كما أجاب: “ أحسنت، لديك رجاحة عقل مناسبة، أنا لن أعاملك بسوء أبداً تحت رايتي ”

رفع يانغ دوغو قبضتيه معًا بإحترام: “ شكراً للطفك سيدي الشاب! ”

شين سو من عشيرة شين، لقد كان المحرض الرئيسي للقضية.

كان التحكم بالمعلومات هي نقطة قوته، كيف لن يستطيع التخطيط ضد الأخرين؟

كان من الصحيح أنَّه يجب تقليل المنافسين، لكن من الغباء القتال بتهوُّر.

لذلك، إستخدم القتال كوسيلة لجمع المواهب و إقصاء الضعفاء.

و ذلك ما يسمى أيضاً بجوابٍ صحيح.

“ لا تستسلموا! تذكروا أنَّنا أقوياء طالما قناعاتنا قوية! أبقوا في بالكم أن الذهن الصافي هو ما يقود المرء! ”

“ نعم سيدي الشاب! ”

“ كلماتك من ذهب سيدي الشاب! ”

فتى وسيم ذو شعرٍ طويل بنِّي يقف مع مجموعة، بينما كانوا يشجِّعون بعضهم البعض.

إذا إقترب أحدٌ ما من فردٍ بينهم، سيقاومونه جميعًا.

هكذا كانوا يحافظون على وحدَةِ الفريق.

ماو لي تشيو، النَّجل الأصغر لعشيرة ماو لي، كان الفتى طيب القلب بطبعه و لطيفًا مع الأخرين.

هل كانت طيبته نقطة ضعف؟ لا، على العكس، بسبب طيبة قلبه، فقد كان ذو إرادة حديدية.

لا تخدعك المظاهر، هناك فرق بين أن تكون طيبًا و أحمق.

لقد كان يعرف الحدود بينهما جيدًا، لذلك لم تنفع المكائد ضده.

إستخدم هذا الفتى ذكائه و طبيعته الصادقة و الجريئة لتجميع مجموعة، لكي يستخلص أكبر إمكاناتهم قدر المستطاع.

و كانت هذه هي الإجابة التي توصل إليها.

الفتاة من عائلة الخيميائيين، لينا كلوديوس، إستخدمت الأدوات السحرية بطريقة فريدة.

دسَّت الفتاة الألغام حول منطقتها.

حالما يقترب أحدٌ ما، ستتفاعل الألغام مع الشخص على الفور، و ذلك سيعطي تأثيرًا ما.

التجمد أو الإحتراق، الشعور بالدوار و ما إلى أخره.

ذلك سيضعف الأعداء، إن لم يفقدوا القدرة على القتال، لا بأس، فهناك المزيد.

كانت لديها شكوكها الخاصة.

القاعدة غير المُعلنة.

حالما يتم إستخدام الأدوات، سيزيد الضغط على الشخص.

ما هو معنى إستخدام الأدوات؟ هل يعني أن تكون هي مالكة الأداة، أم هناك ما يعاكس ذلك؟

ماذا لو لم يكن الضغط عليها، بل على الأخرين؟

هذا يعني أن ما يسمى “بإستخدام ” الأدوات السحرية، لا يعني بالضرورة أن تكون مِلكَ الشخص.

طالما تتفاعل مع الطاقة السحرية في جسد المرء، فالضغط و العِبئُ سيقع عليه!

كانت مقامرة بعض الشيئ، لكن كما توقعت، ثَبُتَ أنَّ تخمينها صحيح!

إستخدمت لينا فطنتها للتعامل مع أعدائها، بينما تحافظ على طاقتها قدر الإمكان.

و كانت تلك إجابة صحيحة أخرى.

الأميرة لوسيا هارديان و بجانبها إدوارد هارڤي.

ماو لي تشيو من عشيرة ماو، تشين سو من عشيرة شين، و لينا كلوديوس من عشيرة الخيميائيين.

ليليث كرونوس،وريثة نقابة كرونوس التجارية، ليون إيڤينيوس مجهول الهوية.

هؤلاء الأشخاص حكموا مناطقهم الخاصة كالزعماء، بينما كل منهم يستخدم طريقته.

فقط ليون من بقي وحيدًا و يرفض أن يقترب منه أحد.

تمامًا كما لو كان ….

حاكِمًا بلا رعايا.

2024/10/11 · 17 مشاهدة · 1571 كلمة
نادي الروايات - 2025