34 - الفصل 34: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (11)

الفصل 34: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (11).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد إنتهاء الإختبار الأول، سيستغرق فرز النتائج بعض الوقت.

لذلك كان للطلاب الحرية في ما يفعلون حتّى تتبين مراكز كل شخص.

مثلما كان هناك فئات للموهبة، كان للأكادِيمِيَّة فئاتٌ مختلفة بدورها.

من الفئة (D) صعودًا حتّى الفئة (A)، كانت إمتحانات تحديد الفئة هي ما يحدد أي فصلٍ ينتمي إليه الطالب.

إختلفت معاملة المرء بحسب الفئة المنتمي إليها.

الفئة (D) هي مكب النفايات، بينما الفئة (A) مخزن الجواهر.

بطبيعة الحال، كانت الأكادِيمِيَّة — و التي تتعامل على أساس الجدارة، تُعامِل الذين في القمة بشكلٍ مختلف عن الذين في القاع.

على الأقل، من ناحية الموارد، هذا هو.

“ كان مخيفًا … عندما أتَذكَّر هؤلاء المجانين، أحصل على رعشات في جسدي …! ”

“ نعم…! الفوضى التي حصلت كانت مرعبة، ناهيك عن أنَّ العديد تقاتلوا فيما بينهم كما لو كانوا مجانين ”

“ رغم ذلك، شعرت أنني بذلت جهدي، يا للخسارة … لست سوى موهبة الفئة (C) ”

“ حالك أفضل! أنا أدنى موهبة ”

تناقش العديد من الأشخاص فيما بينهم، متذكرين أحداث الإختبار.

بالنسبة للمراهقين ذوي السبعة عشر ربيعًا، كانت الفوضى التي حصلت مثيرة للقلق، لكن تعامل معظمهم مع ذلك جيدًا.

الأمر الذي أثار الخوف —بطبيعة الحال، لم يكن سوى معركة ليون و لوغان، التي إنتهى بالإثنين للموت الوشيك بسببها.

العديد تم إقصائهم بسبب معركتهِما.

الجنون و الهوس في عيني الإثنين، المخاطرة بحياتهما، ناسيين الإختبار الذي له أهمية كبيرة للكثير.

لقد دبَّ ذلك الرعب في كيان المرء.

بعد خروج الإثنين، كانت هناك ضجة كبيرة تحدث في المكان.

لم تتوقع لجنة التحكيم ذلك.

و كما توقع الإثنين، لم تخاطر الأكادِيمِيَّة و تتركهما للموت.

لقد تم شفائهم بينما يرقدون في غرف الطوارئ.

ستة أشخاص.

عدد الذين حققوا أعلى نتيجة.

الإبنة الثانية لماركوس هارديان، حاكم مملكة كايرو و قديس السيف.

الأميرة الطيبة لوسيا هارديان.

الإبنة الوحيدة لعائلة كرونوس، إبنة سامويل كرونوس، المعروف بأحد أقوى الأشخاص في كايرو.

عبقرية السيف و القلم، ليليث كرونوس.

الإبن الأصغر لعشيرة ماو لي، الفتى الذي بدأ في ترسيخ سمعته بين العباقرة الشباب.

سيف الصلاح، ماو لي تشيو.

عائلة كلوديوس، التي ترتكز على المخلوقات و البيئة، صقل الأسلحة و العربات، ناهيك عن الأدوية و السموم، الإبنة الثالثة لتلك العائلة.

أميرة السموم، لينا كلوديوس.

الإبن الوحيد لبطريرك عشيرة شين، الفتى الذي كانت رجاحة عقله تطغى على من كبروه سِنًّا، بدا للكثير أنَّه ورث خبث أبيه.

قمر عشيرة شين، شين سو.

و أخيراً، النجل الأصغر لعائلة هارڤي، موهبة لم تأتي للعائلة منذ عقود.

الفتى الذي سمي في كايرو بلا منازع بالعبقري.

عبقري السيافة، إدوارد هارڤي.

هؤلاء الستة، جميعهم حقَّقوا موهبة الفئة العُليا، الموهبة (A).

حادثة غير مسبوقة لأكثر من مائة عام، حتّى أنَّه يمكن القول، هذه الأكادِيمِيَّة هي المكان الوحيد الذي حصل فيه هذا.

ليس من غير المعقول إجتماع المواهب في مكانٍ واحد، لكن أن يكونوا جميعًا بنفس العمر؟

يمكن القول، هذه حادثة ستُخَلِّدُها كتب التاريخ لمائة عام أخرى على أقل تقدير.

ليس واحِدًا أو إثنين، ستة.

كانت التوقعات الأكبر، هي الحصول على ثلاثة مواهب.

لا تَغُرَّنَّكَ الأرقام أبداً.

قد تبدوا صغيرة، لكن في هذا العالم، حيث القوة تتغلب على الجماعات، كان لمواهب الفئة (A) قيمة عالية.

قد تتم المجادلة بقول أنَّ الموارد تكفي لبلوغها، لكن ذلك غير ممكن بهذا فقط.

بالطبع، ببعض الأساليب المتقدمة، يمكن تحسين الموهبة، على أقصى تقدير، إلى الفئة (B) مع الموارد الكافية، ذلك ممكن.

لكن الموهبة (A)؟ هاهاها، غير ممكن!

إن أعطيت الذهب للعصفور، فليس له قيمة، أن أعطيت الدودة للإنسان ليستخدمها كالذهب، فليس لها قيمة أيضاً.

كان هناك حاجة لثلاثة من أصل أربعة أمور رئيسية على الأقل لبلوغ الموهبة العُليا.

الطاقة السحرية، الحالة النفسية، القوة الجسدية، و قوة الإرادة.

بين هؤلاء الأربعة، يجب على الشخص إمتلاك ثلاثة، ليصل بالكاد إلى عتبة الفئة العليا.

بالموارد الكثيرة، ربما يمكن إمتلاك القوة الجسدية و الطاقة السحرية الفائضة.

الحالة النفسية، قوة الإرادة، مع ذلك، لا يمكن إمتلاكهما بهؤلاء.

كانت تلك أشياء يقررها المرء مع نفسه فقط، و لا يمكن لأحدٍ مساعدته بشأنها.

الصدمة لم تنتهي بهذا، كان هناك عددٌ لا بأس به من مواهب الرتبة (B) بين الطلبة أيضاً.

حتّى مع ذلك، ما يزال الكثير في له أسوء موهبة و موهبة متوسطة.

“ هل حفِظتم وجوه من لهم قيمة؟ ” فتح لوكي فمه، مع صوته البارد المعتاد.

“ إلى حدٍّ ما، نعم، للأسف، مازلت لم أرى ما يثير الإهتمام لتلك الدرجة ”

رد عليه ڤايرون بصوتٍ ناعس، بينما يشعر برغبة للنوم.

كان الشيئُ الوحيد الممتع في الإختبار الأول هو حركة لوغان و ليون المتطرِّفة، لذلك كان مملاً إلى حدٍّ ما.

“ لم ننتهي بعد، يمكننا الجموح في الإختبار الثاني إذا كان تخميني صحيحًا، ليس كما لو أنَّ النتيجة تهم بعد الأن، عندما تم قبولنا ”

بينما يقف بجانب تلميذيه، فتح ديو فمه بنبرة متحمسة قليلاً.

“ يدي تحكني بالفعل … أريد حقًّا اللعب! ”

لويد كان صامِتًا، بينما ينجرُّ تفكيره نحو الأُفُق.

بدا شارد الذهن.

كان الأخرون على عِلمٍ بالسبب، لذلك لم يدخلوه المحادثة.

“ على أي حال، لنذهب نحو ليون، بينما هو مصاب، لنراقبه، هؤلاء الثعالب الأوغاد قد يحاولون فعل شيء ”

“نظرًا لمدى القوة التي أظهرها، فسيكون هناك شكاوي كثيرة، و قد يفعلون شيئًا ”

بينما يراقبون الدردشات هنا و هناك، مشت المجموعة، عندما قال لوكي ذلك.

كانوا ذاهبين الأن للمستوصف، حيث يرقد ليون و لوغان.

موهبة الستة من العائلات المرموقة؟ هاهاها، لم يهتموا حتّى قليلاً!

كل الفضل في نجاح المرء هي موهبته.

الموهبة و الموهبة.

إبتسم لوكي بسخرية.

لو لم يعيشوا حياة المعاناة، هل سيكونون مثل هؤلاء الحمقى الأن؟

في مرحلةٍ ما، عندما يعيش المرء تجارب الحياة، سيدرك بِضعة أمور.

الوقت يُدارك المرء في معيشته، و لا يعلمُ متى سيموت.

قد تموت فجأة بسبب سكتة قلبية، قد تهاجم جحافل من الوحوش قريتك بلا سابقِ إنذار، قد تُقتل غدرًا من قبل شخصٍ ما.

بإختصار، الحياة غير متوقعة البتَّة، و لا يمكن للمرء التَّنبُّوء بما سيحصل له فيها.

لماذا الكثير من المخلوقات مهووسون بالحديث عن الأخرين و الموهبة، و يضعون فضل النَّجاح على الأمور الخارجية؟

لأن أصعب شيئٍ في العالم، هو أن تعتمد على نفسك فقط.

قد يكون ما تعتمد عليه هي قوتك المُهيبة، قد تكون فطنتك و رجاحة عقلك، ربما تعتمد على نسبك.

عند الوقوع في المشاكل، سيكون لديك خيارات صعبة، لكنها دائماً أسهل من “االإعتماد على الذات”.

و مع ذلك، الواقع ليس لطيفًا لتلك الدرجة.

في يومٍ ما، أنت ستدرك الأمر.

ليس من الخاطئ الإعتماد على المصادر الخارجية، لكن الأولوية يجب أن تكون على شيئٍ واحد.

لا عائلة أو مساعدة تنفعك في ذلك الوقت.

لا أصدقاء أو حلفاء سيكونون في الجِوار.

لا موارد أو موهبة يمكن لها البقاء معك.

الوحيد الذي يبقى معك حتّى النهاية.

إنَّه ليس سوى ذاتك.

في النهاية، الوحيد الموثوق أكثر من الأخرين، كان ذلك الشخص هو نفسك فقط.

عرف جميع الستة في المجموعة ذلك بعمق.

لذلك كان من الممكن لهم الضحك ببساطة على جهل الآخرين.

إختفى الشبان الخمسة و الفتاة عبر الحشد، متجهين إلى مكانٍ يرقد فيه الفتى أحمر العينين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبيض.

كبياض الثلج في منتصف الشتاء.

لا، لقد كان أكثر بياضًا حتّى.

بيئة مصبوغة باللون الأبيض يمكن للمرء رؤيتها.

الجدران و الأرض، حتّى السماء بيضاء ناصعة.

ذلك اللون الذي يدل على النقاء، عدم التَّلوُّثِ و النَّجَاسَة.

عندما يرى المخلوقُ شيئًا ما، تنشأ العواطف بشكلٍ طبيعي.

الأشياء ليست سوى جماد، رغم ذلك، فكل شيئٍ في العالم ينقل نوعًا ما من العواطف.

حتّى في هذا المكان خالي الألوان، لم يكن هناك إستثناء.

عاطفة غريبة تنشأ عندما تراه بعينيك.

لقد كانت تلك العواطف السعيدة لرؤية معظم الأشياء في العالم … غير موجودة.

العدم و الفراغ.

يصبح ذهن الإنسان فارغًا مع مرور الوقت.

الخوف و الجنون يطغى على المخلوق.

في هذه البيئة البيضاء … يمكن رؤية أطفالٍ صغار.

إذا كان المكان يحمل بياضًا لا تشوبه شائبة، بطبيعة الحال، يصبح تغيير الألوان واضحًا جداً.

إرتدى الأطفال أردية بيضاء في الحقل الأبيض.

في البداية، الشيئُ الوحيد الزاهي الذي تلاحظه العيون قليلاً هو شعر الأطفال و عيونهم باهتة العواطف.

وجوهٌ باردة بلا عواطف تتماشى مع البيئة الخالية من الألوان.

لكن حتّى في هذه البيئة، فقد كان من المستحيل عدم ملاحظة الشذوذ.

لونٌ قرمزي قاتم يلطخ المنطقة.

السائل الأحمر كان دَافِئًا، يسيل مرورًا بالجسد، وصولاً إلى الأرض، مُلطِّخًا إياها.

رسم اللون الأحمر ما يشبه لوحة.

كان ذلك ببساطة … جميلاً.

كان العديد من الأطفال بلا تعابير و عيونٍ ميتة.

الأموات — في نهاية المطاف، تختفي تعابيرهم تدريجيًا، حتى تصبح خالية.

ساقطون على الأرض بلا حياة، مات هؤلاء الأطفال في سنٍّ مُبكِّرة.

يا للأسف … لن يكبروا أكثر من هذا ليروا العالم.

بين العديد من الموتى، إثنان فقط من بقوا أحياء.

أحدهما كان واقفًا، وجهه لم تكن فيه عواطف، العيون الحمراء كالدماء كانت سمته الوحيدة في المكان.

لقد تماشت عيونه الحمراء مع الدماء التي تصبغ المكان.

حتّى مع البيئة البيضاء التي تصيب المرء بالجنون، حتّى مع الجثث العديدة عبر الأنحاء، لم تخن تعابيره أي عاطفة.

تعبيره هادئ، كتلة متراصة خالية من الحقد أو السعادة.

بالنسبة للفتى صغير العمر، بدا كل ما يحدث ليس من شأنه، كما لو كانت مشكلة شخصٍ أخر.

نظر نحو الشخص الأخر أمامه بملل.

الصبي الأخر كان راكِعًا، يمسك بمكانٍ كان في وقتٍ من الأوقات يده اليسرى.

أمسكت يده الهواء، لم تكن اليد موجودة، تدفق الدم الأحمر النقي عبر مكان اليد.

نظر بعواطفٍ معقدة نحو الفتى الواقف أمامه.

عيون الفتى الواقف أمامه ومضت بقتامة، كما لو أنَّها تخترق أعماق الروح.

أشعرته تلك العيون بخوفٍ غريزي.

“ ألديك كلماتٌ أخيرة؟ ”

صوتُه لا يشبه الهمس أو الصراخ، فتح الفتى أحمر العينين فمه بهدوء.

عرف الفتى الآخر أنَّ لا فائدة مهما فعل، فقد خسر مع الأخرين المعركة بفرقٍ شاسع.

لم يكن هناك جدوى للقتال أكثر، كُسِرت أطرافه بالفعل، ناهيك عن يده المقطوعة.

في النهاية … حتّى مع تخطيطه العميق، لم يستطع القضاء عليه.

“ … فقط سؤالٌ واحد ”

بعد الصمت لبفترة، قال له الفتى أحمر العينين :“ إن كان ذلك أخر شيئٍ لك في العالم، فقد أجيبك ”

لم يعد للعدو خدع أخرى، كان يمكنه قتله فورًا، لكن بينما هو في الأمر، فقد يجيبه على الأقل.

لم يكن رده الإيجابي من باب الشفقة في الأساس، أراد فقط إشباع فضوله.

“ … لماذا؟ ”

بعد أن كبروا في نفس البيئة، عرف الفتى الصغير أحمر العينين المعنى الكامن وراء كلماته.

لماذا قام بقتالهم؟ لماذا قام بقتلهم، هم من عاشوا معه في هذا المكان البغيض؟

لماذا و لماذا؟ لماذا فقط؟

كان للفتى الآخر الكثير من الأسئلة، لكن عرف أنَّ هذا كل ما يمكنه قوله.

“ إنه بسيط في الواقع ”

لم يفكر الفتى أحمر العينين كثيرًا في الأمر.

جوابه كان واضحًا بالفعل.

“ هذا لكي أفوز ” نظراته كانت هادئة كالمياه الراكدة.

بسيط، و لا يحتاج للتعقيد.

كان للفتى في الواقع الكثير من الأعذار لقولها.

مثل أنَّهم قاموا بمحاولاتٍ عديدة للتمادي ضده، أنَّه منذ البداية، كان سيتم الإبقاء على شخصٍ واحد فقط حيًّا.

حتّى أنَّه قد عرف بالهلوسات التي عانى منها هؤلاء الأطفال الأخرين بسبب المكان.

لقد أصبحوا من دون أن يدركوا كالدمى المكسورة و المشوهة.

لكن لم يفعل.

لأنه في هذا المكان، ما هو السبب أو العذر، كل تلك الأشياء لا تهُم.

النتائج فقط ما كان له حق الحديث هنا.

الفائز أو الخاسر.

قيمة الشخص تتحدَّد في هذا العالم ذو البياض الناصع بهذين الأمرين.

الأن، كان هو الفائز، و خسر الأخرون بالفعل.

في الحياة، سيكون هناك دائمًا تعارض في الآراء و المصالح، و في بعض الأحيان، لا يمكن التوفيق بينها.

لذلك سيكون هناك — بطبيعة الحال، صراع.

الفائز يأخذ كل شيء، الخاسر يخسر كل شيء.

في النهاية، الأشخاص الذين كانوا في يومٍ من الأيام، خسروا كل شيئٍ و ماتوا ميتةً بائسة.

لم يكن هناك مُسحة من الندم في قلبه.

الفتى الوحيد الباقي، لم يكن لديه سبب خاص لإبقائه كأخر شخص.

الأمر فقط … هو أنَّ علاقتهما كانت تعتبر خاصة.

حتّى مع ذلك، لم يعد هناك مجال للرجوع، و لم يكن ينوي التراجع.

كان قلبه هادئًا، و نطق ببرودة.

“ لديكم أسبابكم الخاصة، أنا لا ألومكم ”

لكل شخصٍ في هذا العالم قواعده و أحكامه الخاصة، إهتماماته و مكروهاته.

الشخص يحكم على العالم بقواعده الخاصة.

لم يكن الفتى أحمر العينين مستاءًا بشكلٍ خاص و لا غاضبًا.

هم فقط فعلوا ما عرفوا أنَّه صحيح.

و في الجهة المعاكسة، كان لديه أيضاً مفاهيمه الخاصة.

خطتهم المحكمة للهروب من هذا المكان، خطتهم للتعاون و القضاء عليه في هذه التجربة لكي ينجوا بحياتهم.

كل نواياهم، لقد رأى من خلالها بالفعل.

النتيجة كانت بسيطة.

هُم دفعوا ثمن قرارهم ذاك.

“ لو لم تكونوا ضعفاء، فسأكون الشخص الخاسر “

“ كل ما في الأمر أنني الفائز، إنَّه بتلك البساطة ”

كما قال كلماته الأخيرة، تقدم الفتى نحو العدو أمامه ببطئ.

“ … هل لديك حلم؟ ”

كما لو كان يتقبل مصيره، لم يتراجع الفتى المصاب، لكن بدلاً من ذلك تسائل بصوتٍ عالٍ.

لم يتوقع إجابة، لكنه قال ما في ذهنه.

لقد فهم الفتى أمامه أكثر من الجميع، في البداية، كانت عواطف الخوف و الكراهية قد نشأت من شعور الخيانة.

لكن بعد معرفة السبب، إختفت تلك العواطف ببساطة.

على عكس الجميع هنا، كان أحمر العينين هو الوحيد من تم سلب ذلك منه.

ما يجعل من المرء مخلوقًا فريدًا.

هذا الفتى لم يكن لديه عواطف.

ذلك الشيئ البسيط، لقد سُلب أحمر العينين من عواطفه.

بعد أن أجابه بصدق، فهم الفتى المصاب لأي مدى أصبح هذا الشخص فارغًا.

كان هناك مسحة من الحزن تنشأ.

عرف منذ البداية بشأن الهلوسات و الجنون الذي أصابه هو و رفاقه، لذلك أرادوا رؤية العالم الخارجي مرة واحدة قبل الموت.

كان لديه طموحات أكثر من ذلك، تدمير المُنشأة، التجول في العالم و تذوق مختلف أنواع التجارب.

للأسف، ذلك لم يتحقق.

لكن ذلك لم يعد مهمًّا.

كانوا صغارًا في العمر، لذلك لم يكن من المعتاد كونهم ناضجي العقل هكذا.

و مع ذلك، في هذه البيئة غير الإنسانية، إن لم يكبر المرء و يتكيف بسرعة.

التخلص منه هو مصيره الوحيد في نهاية الأمر.

كان الفتى هادئًا بالفعل، و رأى من خلال مواقف الحياة و الموت مراتٍ عديدة، ذلك أجبره على النضوج باكرًا.

فهم موقفه تمامًا، و غريزته أخبرته بالفعل، كان سيموت هنا.

الهلوسات و الجنون بسبب البيئة البيضاء الخالية.

التدريبات القاسية — و التي كانت أشبه بالتعذيب على الصعيد الجسدي و العقلي في الواقع.

كل ذلك يكفي لكسر الشخص، ناهيك عن أسلوب العيش الصارم و الرتيب، كما لو أن حياة المرء و كيفية عيشه تم تحديدها بدقة.

لقد تم كسر العديد هنا بسبب ذلك.

كان الشيئُ الوحيد الذي ترك الكثير هنا عاقلين هو رغباتهم و طموحاتهم، أملاً في الخروج يومًا ما.

الكثيرون ماتوا على طول الطريق، و الكثيرون قد أصابهم الجنون و أصبحوا كالدمى الفارغة.

و مع ذلك، هو الوحيد الذي بقي عاقلاً، حتّى أنَّه أصبح الأقوى.

2024/10/11 · 15 مشاهدة · 2288 كلمة
نادي الروايات - 2025