37 - الفصل 37: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (14)

الفصل 37: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (14).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقل أخضر مغطى ببعض الثلوج.

الرياح الشتوية كانت تلفظ أخر أنفاسها، كما لو أنها تخبر الجميع بقدوم الربيع الوشيك.

و مع هذا، يمكن القول، أن البرودة التي طالت على وشك الإنتهاء.

في البيئة الخالية من المخلوقات، يمكن رؤية مجموعة من البشر.

فتى ذو عيون ذهبية و شعر طويل، يقف خلفه أتباعه، و مجموعة من ستة أشخاص يقفون أمامه.

بدلاً من التوتر، كان لكل شخص رد فعل متباين عن الأخر.

في حين أن فرناندو و تشاي نايون كانا على أهبة الإستعداد، الأربعة الأخرين كانوا أكثر إستخفافًا.

لوكي وضع يديه خلف ظهره بينما عيونه تنضج بالملل.

فايرون جلس بإسترخاء، لم يعر هذه المجموعة أي إهتمام.

ديو تقدم للأمام، بيديه داخل جيوبه.

“ اوه؟ ما كان علي سماع الشائعات البتَّة ” بمراقبة ردود فعل لوكي و الأخرين، ضحك كانج وو بخفة.

“ على ما يبدوا، ليسوا قرودًا كما إعتقدت؟ ”

لا، إنتظر، هذا مألوفٌ قليلاً …

أظهر أتباعه خلفه تعابير باردة، و جهزوا أنفسهم للتحرك.

رفع كانج وو يده، و أوقف أتباعه، “ سأواجههم بنفسي ”

“ لكن يا سيدي … ”

“ لا تجبرني على تكرار نفسي ” وهج قاسٍ في عيونه قد ظهر.

لفتته البسيطة أخافت التابع، أنزل رأسه راضِخًا و تراجع للخلف.

بعد قمع تصرفات كلابه، تقدم كانج وو للأمام في في مواجهة ديو.

“ بينما ننتظر … ” ضحك بشراسة كما قال: “ لا ضير من اللعب ”

سووش!

جسده إختفى فجأة، كما ظهر أمام ديو فجأة!

لم يترك له مجالاً للتصرف، عندما لكم بقوة!

بانج!

صوت إصطدام قوي إنبعث من المنطقة.

أرسلت قوة لكمته الهواء محلقًا!

“ بطيئ … ” صوته هادئ و بلا تموج كالبحيرة الصافية.

في المكان الذي لكمه كانج وو، لم يكن هناك ما خمنه أتباعه.

بدلاً من وجه ديو، كان هناك شيئٌ أخر.

يد تصطدم بباطن القدم.

هذا ما رأته العين.

كان كانج وو يمد ذراعه للأمام مُصطدِمًا برِجل ديو.

ديو، بينما يديه في جيوبه، كانت قدمه مرفوعة تجاه ذراع كانج وو الممدودة.

لم يرى الأخرون ذلك، لكن كانج وو رآه بوضوح.

اللحظة التي ظهر فيها أمام ديو، كانت لحظة فقط و قام بالضرب.

لكن في تلك اللحظة، قفز ديو بخفة للخلف، كما رفع رِجلَهُ و ضرب للأمام بباطن قدمه.

حركة بسيطة، كما لو كان يتوقع حركاته.

على عكس التعبير المصدوم الذي توقعه ديو، كان كانج وو يبتسم.

“ كما توقعت ” ضحك كانج وو بدلاً من الذعر.

“ يا؟ حركتك كانت مفاجئة يا فتى، لكن يا للأسف ~”

صوت ديو بينما يضحك بسخرية كان حاضرًا أمام الجميع.

“ لم تصل إلى المستوى بعد “

“ هذه الوقاحة! ”

“ إعرف مع من تتكلم أيها الوضيع! ”

تحرك أتباع كانج وو بسرعة لمهاجمة ديو.

و مع ذلك، في تلك اللحظة.

“ لا أنصحكم بفعل هذا ”

البيئة العشبية أصبحت باردة.

أمام مجموعة أتباع كانج وو، الأعشاب الخضراء أصبحت زرقاء اللون.

كما لو كانت تشبه الإبر الحادة، نمَت في الحجم بسرعة و شكلت ما يشبه حقلاً من أشواك الجليد.

فتى أبيض الشعر وقف وحيدًا.

عيونه البنفسجية ومضت ببرودة تحاكي الجليد، صوته الخالي من العاطفة إخترق الأذن بقسوة.

بينما يقف بأريحية، لمع ضوءٌ أرزق يشبه الجليد خلفه، حقلٌ من الأشواك الباردة بحجمها المهول شكَّلت لوحة فنية جميلة.

حتّى أن العديد من الأشخاص قد تمت محاصرتهم بهذه الأشواك الحادة، مانِعةً إياهم من الحركة.

رغم أنَّهم لم يُظهِرُوا مهاراتهم في الأيام الستة الماضية، بعد بداية الإختبارات، ما عدى نتائجهم الدراسية، فلم يكن هناك ما يمنعهم.

ليس الأمر كما لو أنهم ليسوا أقوياء لحماية أنفسهم.

على العكس، هم أقوياء، أقوياء بشدة.

لهذا، لم يكن هناك ضيرٌ من اللعب قليلاً.

إبتسم لوكي بخفة، كما قال: “ إن كان هناك رغبة لصبغ العشب بالدماء، لا مانع لدي البتَّة ”

أزداد عدد أشواك الجليد مع كلماته، و قمعت حركة أتباع كانج وو على الفور.

“ لهذا قلت لكم أن لا تتدخلوا، أيها الحمقى ”

تراجعت قبضة كانج وو عن ساق ديو، كما قال ببرودة.

أنزل ديو ساقه بهدوء، بينما يبتسم.

عرف الأن الشعور الغريب الذي راوده.

“ أنتم أضعف من فعل أي شيء في المقام الأول ”

لقد كانوا يعتقدون على الأغلب أنَّه منعهم من التدخل في متعته.

هيهيهي، يا لهم من حمقى!

“ كانج وو، يا لها من طريقة للتحية، على ما أعتقد؟ ” كان صوت فايرون من خرج.

“ كيف تجرؤ على منادات السيد الشاب بأسمه هكذا؟! ” زمجر أحد أتباع كانج وو.

“ كيف أجرؤ؟ هاهاها! ” ضحك فايرون كما لو سمع نكتة.

“ كانج وو، بسيط، لقد فتحت فمي لقول: كانج وو ”

غضب الشخص أكثر، لكن لم يجرؤ على الحركة، لأنه، كان هناك ما يمنعه.

“ هل أنت خائف؟ إنها نارٌ خفيفة، في الواقع ”

صوت فايرون أتى من خلف الفتى الشاب.

نيرانٌ شاحبة زرقاء اللون ظهرت في الهواء خلف الصبي ذو الشعر الكستنائي.

عيونه الوامضة بدت كعيون التنين.

سبب عدم حركة الشاب هو الغريزة.

أخبرته الغريزة بشكلٍ صارخ، هذه النيران ليست مزحة.

“ هاه؟ هاهاها، يبدوا أنَّ هؤلاء ليسوا أتباع الأسرة، أليس كذلك يا كانج وو؟ ”

برؤية الفتى الخائف، ضحك فايرون بإستخفاف.

“ أيها الأوغاد … ألم تموتوا قبل ثلاث سنين؟ ” رد كانج وو بصوتٍ منزعج.

“ تسك! مناداتي لك بإبن عائلة بايك، ألم تفهم التلميح أيها الوغد؟ ” قال لوكي بإنزعاج بدوره.

“ ذلك يعني: نحن لا نعرفك، إذاً أنت أيضاً لا تعرفنا، ألا تفهم؟ لا! من المستحيل عدم فهمك للأمر، همف! ” أكمل ديو بغطرسة.

“ كيف أحوالك يا كانج وو؟ “

خلف أتباع كانج وو، صوتُ الفتى الهادئ قد مر عبر الأذن بلطف.

ما يشبه موجة من الريح … لا، من الأنسب قول أنَّها عاصفة تَختَمِر بهدوء.

لويد يقف بيديه خلف ظهره، كان هناك لونٌ أخضر يختلط مع الريح خلفه.

بينما لم يلاحظوا، كان الفتى لويد قد وقف خلفهم، في إستعداد للضرب على الفور.

لقد فهموا كلمات زعيمهم أخيراً.

لم يكن هؤلاء الأشخاص من في خطر.

لقد كانوا هُم.

قشعريرة تسيل عبر الجسد.

كانت تعابير لويد لطيفة، لكن بالإقتران مع العاصفة خلفه، بدا كالوحش.

“ هيهي، توقعت ذلك، كيف لأوغادٍ مثلكم الموت بهذه السهولة؟ تسك! ” نقر كانج وو على لسانه، كما لو كان منزعجًا.

“ أنت تعرف بالفعل هويتنا، ما مع محاولة التمثيل هذه؟ ”

منذ البداية، عرف لوكي و الأخرون أنَّها تمثيلية من قِبلِ كانج وو، لكي يقوم بتأكيد هويتهم تمامًا.

لم يكونوا يحاولون إخفاء أنفسهم في المقام الأول، و إلا لن يأتوا بمظهرهم الحقيقي.

كانت هويتهم ستنكشف مع الوقت.

لذلك هذا لا يهم.

“ على أي حال …” ومضت عيون كانج وو بمعنى، كما قال، “ مجيئكم لهنا بين كل الأماكن، ما هي نواياكم؟ ”

كانت المجموعة التابعة لكانج وو مرتبكة، و لم يفهموا شيئًا.

“ ليس هذا هو الوقت المناسب، العيون تراقب ”

بينما يقول ذلك، نظر فايرون نحو الأفق.

“ تسك! لحق بي هؤلاء الأوغاد حتّى اليوم … يا للإزعاج! ”

كان من الممكن لهم من بعيد رؤية مجموعة من الأشخاص يقتربون.

أظهر كانج وو و مجموعة ليون تعابير قبيحة على السطح، لكن تحدثوا مع بعض سرًّا.

[ هل حاولوا تجنيدك أيضاً يا كانج وو؟]

[ نعم … هيه، يعتقد هؤلاء الأوغاد أنَّ لهم الحق في فعل ما يشاؤون، همف!]

[ على أي حال، في إختبار الصيد، يمكننا التحدث بأريحية، لننهي تمثيليتنا]

كان لوكي هو الذي يتحدث مع كانج وو، لكن على السطح أظهر تعبيرًا مصدومًا لرؤية المجموعة الجديدة الآتية.

كما لو كان يفهمون شيئًا ما، نظروا بإنزعاج نحو كانج وو.

بدا الموقف من تخطيط كانج وو، و تم أخذ لوكي و الأخرون على حين غرَّة.

عرض القوة السابق كان لجذب المجموعة التي تتربص من بعيد.

كانوا هم من أراد لوكي إخراجهم في الأصل، دخول كانج وو للصورة كان غير متوقع، لكن لم يكن غير مرحبٍ به.

“ أيها الوغد! هذا فخ، يا رفاق، أهربوا! ” صرخ لوكي بصوتٍ مذعور.

لم ينتظر الأخرون، أمسك ديو بتشاي نايون و فرناندو بين ذراعيه و قام بالجري.

قفز لويد بينما يخطوا على الرياح، أمَّا فايرون قام بالوثب عبر الحقل.

“ سأرد هذا الإذلال يومًا ما! ” ببينما يهرب، قال لوكي بصوتٍ محموم.

“ همف! حاول إن إستطعت! ” صرخ كانج وو مستمتعًا.

[ سأطيح بهؤلاء المتطفلين الأوغاد، ركز على الخروج من الصورة للوقت الحالي]

[ شكرا لك، سأردها لك لاحقاً ]

[ هيهي، لا تنسى كلماتك هذه! ]

كما قال ذلك، أرسل سرًا نحو أتباعه.

[ لا تنشروا كلمة حول ما حصل اليوم]

[ طلباتك أوامر، مولاي]

أتباعه الذين كانوا مرتبكين، بعد سماع صوته الخطير، وافقوا على الفور.

لا يهم ما حصل، الأهم تلبية أوامر زعيمهم.

إختفى لوكي و الأخرون عبر الأفق، و تركوا كانج وو واقفًا في صمت.

“ ثلاث سنوات، هاه؟ ” ضحك قليلاً، و توهجت أعينه ببرودة قاسية.

لديه بعض التخمينات بشأن سبب مجيئ ليون و مجموعته إلى هذه الأكادِيمِيَّة.

الفوضى على وشك البدأ.

‘ إن رجعنا أحياء، فهذا يعني إكمال خطتنا لكي لا تجرفنا أمواج العصر الجديد! ’

كلمات قيلت له قبل ثلاثة أعوام.

“ هاهاهاها! ”

ضحك كانج وو بشراسة.

“ لتعم الفوضى العالم! ليندثِر الأغرار في غياهِبِ النِّسيانِ! فاسحين طريقًا للقوي يوم بزوغِ فجر عصرٍ جديد…! ”

بصوتٍ كان مُهيبًا، هدر كانج وو كالوحش الكاسِر.

إلتفت نحو المجموعة الجديدة الآتية، كما مشى بإسترخاء.

كان يتجه الأن للقضاء على المتطفلين.

كما فعل ديو، لقد كره الضعفاء الذين لا يعرفون مكانتهم بدوره أيضاً.

ما عدى هؤلاء الوحوش، في نظره، لا أميرة كايرو و لا أي أحدٍ أخر يستحق وقته.

لم يخف من الفصائل التي سيطرت على الأكادِيمِيَّة قليلاً حتّى.

في هذا العصر حيث بدأت الحروب تتفشّى شيئًا فشيئًا، كيف له الخوف من مجرد ثعالبٍ أمسوا ذائقين للسلام لزمنٍ سحيق؟

بالنسبة له، من خاض غِمار الحروب مع لوكي و الأخرين و ذاق الصراعات السياسية القاسية منذ نعومة أظفاره، لم يكن هناك ما يثير القلق.

“ بمجيئ ذلك الشيطان الوغد، يمكنني بالفعل رؤية الأيام تصبح ممتعة، هيهيهي “

مع شخصية ليون المتطرفة، لم يكن السلام خيارًا، ناهيك عن الخضوع للفصائل المتمركزة في هذه الجزيرة.

ليون الذي يعرفه، سيُشعِل العالم أجمع في لهيب الفوضى على أن يخضع لأحد.

لم يكن للأمر علاقةٌ بالكبرياء حتّى.

الكبرياء، ماذا؟ هل هذا الشيء يباع بسعرٍ جيد؟

هكذا سيكون جوابه لو سألته عن كبريائه.

الأمر أكثر جوهرية، لقد كان شخصًا يعيش بحسب رغباته بصدقٍ تام.

هكذا هو ليون.

كانج وو، لقد كان يتطلع إلى الإختبار الثاني بفارغ الصبر بالفعل، أراد التخلص من بعض التوتر المتراكم بالفعل.

الإختبار الثالث، حيث سيلتقي بلوكي و البقيّة، لم يحن الوقت للحديث عنه بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما يمشي عبر الأشجار في الغابة، قام ليون بوضع تخميناته الخاصة.

“ على الأغلب أنَّ الشقي كانج وو قد إلتقى بالآخرين، المعلومات التي أعطيتها له كانت لها فائدتها، بعد كل شيء ”

سبب عدم إنتظاره لكانج وو، كان ذلك لتركه يجتمع مع الأخرين.

لكن بسبب لحاق أوغاد الفصائل الأخرى بالجميع كما لو كانوا يراقبونهم، كان بحاجة لعذر ليلتقي بمجموعته.

في رأي الأخرين، هم يعتقدون أنَّ لوكي و الأخرين ضعفاء، و كانوا فقط أتباع ليون.

و هكذا، لم يكن من الغريب، مع شخصية كانج وو السادية، أن "يلعب بهم".

كان البعض فقط من يتذكر القوة التي أظهرها ديو، لقد طغى أداء ليون على ذلك و نساه البعض، ناهيك عن أنَّه قام بالقمع فقط، و لم يفعل ما يعتبر كتهديد.

ماذا تقول هو أظهر قوته في الإختبار الأول؟

هاها، الإختبار إنتهى قبل بضع ساعات، و لن تنتشر المعلومات بتلك السرعة!

ناهيك عن أداء الأميرة لوسيا و الأخرين من مواهب الدرجة (A)، ما لم يعطي الشخص إهتمامه بشكلٍ خاص تجاه مجموعة ليون، لن تصل المعلومات بتلك السرعة.

من الطبيعي بالنسبة للأخرين أن يقترب كانج وو من مجموعة ليون، سيعتقدون أنَّه وجدهم بدلاً من ليون، و سيحاول معرفة شيئٍ عن ليون منهم.

كان أفضل وقت للقائهم هو قبل الإختبار الثاني.

ذلك لتأكيد إستمرار الخطة.

كان لقائه بهم يخبره بنواياهم، إما أن يكون حليفًا أو عدوًا.

وصل ليون إلى منطقة عليها صخرة خضراء بسبب الطحالب.

شكلها لم يكن خارجًا عن المألوف، يمكن رؤية جدول مائي بالقرب من الصخرة الضخمة، كانت هناك بعض الحيوانات الصغيرة تشرب المياه.

سووش…!

المظهر السلمي تلاشى مع وصول ليون على حين غرَّة.

برؤية الشخص الذي ظهر فجأة، شعرت الحيوانات الصغيرة بالذعر و بادرت بالهرب.

“ بعد هذا … هذا هو المكان؟ شفرة الغسق، ما زلتِ هنا؟ ” فتح فمه المنطقة الخالية.

لم يكن هناك أحد.

سووش.

و فجأة، تموَّج الفضاء كما ظهر جَسدٌ بشري خلف ليون.

“ شفرة الغسق تحيي السيد ” صوت أنثى خلفه تحدث.

كانت إمرأة راكعة بركبتها على الأرض، و يدها مغلقة في شكل قبضة تلمس سطح الصخرة الطحلبية.

كان صوتها البارد خالي من العاطفة.

ملامحها كانت غير واضحة تحت غطاء الرأس الذي ترتديه.

كان فمها و بعض ملامح أنفها فقط واضحًا.

بشرتها البيضاء أشرقت في ضوء الشمس الذي يتسلل عبر الأشجار.

إنحنى رأسها نحو الأسفل كعلامة على الخضوع و التوقير.

“ لا حاجة للرسميات، هل أحضرتِ ما طلبت؟ ”

“ نعم أيها السيد، معلومات عن قواعد الأكادِيمِيَّة و الطلبة الذين أولى السيد إهتمامًا خاصًّا بهم ”

“ معلوماتٌ مُفصَّلة حول الفصائل المتعارضة، من يدعمهم خلف الكواليس و غيرها من المعلومات ذات الصِّلة ”

“ مِن خلفياتهم إلى أحداث حياتهم، سِرًا كانت أم علنًا، جميعهم هنا معي ”

كما قالت ذلك، نقرت على الخاتم في يدها، و ظهرت مجموعة من الاوراق في رزمة في يديها.

طارت الرُّزمَة من يديها عبر الهواء وصولاً إلى ليون.

لم تُبادر شفرة الغسق في الرحيل على الفور، لقد كانت تنتظر أوامر سيدها.

“ حسنًا … هذا جيد، أعطِ الرُّزمة إلى عديم الوجه ليقوم بتلخيص التقرير، سأخبرك بأوامري للوقت الحالي ”

“ نعم، سيدي ”

أمسك ليون بالرزمة و قام بتقييمٍ أولي، ثم أعادها إلى شفرة الغسق.

لمعت أعينه بضوءٍ أثيري، و مع فِكرة، طارت ورقة سوداء عبر الهواء.

“ قومي بتجهيز هذه الأشياء، أنا سأستقرُّ في الغابة الشمالية ”

وصلت الورقة إلى أمام شفرة الغسق، و لم تسقط، طافت الورقة عائمةً في الجو.

إنفتحت الورقة ببطئ، كاشفةً عن محتواها لشفرة الغسق.

بعد أن إنتهت من قراءة المحتوى، أمسكت شفرة الغسق بالورقة السوداء و قامت بحفظها.

“ كما تأمر، سيدي ”

كان من المُسلَّم أن توافق على ما يأمر ليون مهما كان، كانت تلك هي مُهِمَّتها كتابع.

“ مَرِّرِي للبقية أوامري التالية ”

أصبح صوت ليون أكثر برودة، بينما لمعت عيونه الحمراء بضوءٍ مشؤوم.

خفضت شفرة الغسق رأسها و فتحت أذنيها جيدًا.

كان صوت سيدها يصبح هكذا عندما يصبح جادًّا.

ذلك يعني أنَّ أوامره الآتية، لا يجب أن يكون هناك فشلٌ في تنفيذها.

“ بعد أن عشنا في ظلمات هذا العصر لفترةٍ طويلة، أخيراً دقَّت عقارب الساعة ”

طفى جسده في الهواء لفترة، كان ضوء الشمس ينعكس على جثة الشاب الصغير.

مع تدفق الكلمات عبر الفم، تحرك الجسد متخطِّيًا الصخرة تحته، و وصولاً إلى النهر الذي كان صافيًا.

“لقد كنتم صابرينَ في درب الشقاء حاملين أوزار الدمِ على ظهورِكم! فها أنا اليوم أُعلِن…! ”

ببطئٍ و ثبات، هبط على المياه، و وقف الفتى فوقه مباشرةً، لامست أرجله المياه الهادئة.

بدلاً من الغرق في مياه الجدول، إستقرَّت رجليه على المياه كما لو كانت أرضًا صلبة.

تموَّجت مياه النهر الهادئة تحت قدميه.

إنعكس جسد الشاب المراهق عبر النهر.

إستدار نحو الصخرة بينما يضع يديه خلف ظهره.

حركاته كانت رشيقة و سلِسة.

كان السيد في الأسفل، واقفًا على مياه النهر ينظر لأعلى نحو صخرة.

الخادمة كانت راكعة بساقٍ واحدة على صخرة، تنظر لأسفل نحو سيدها.

مع إنعكاس ضوء الشمس في الخلفية، تم رسم لوحة فنية بديعة.

صورة لفتى شاب واقف ينظر لأعلى و إمرأة نصف راكعة تحدق بخنوع و إحترامٍ نحو الشاب.

نظر الفتى الشاب نحو تابعته، بينما يقول كلماتٍ إنتظروا طويلاً ليقولها.

“ سنكون نحن الفاتحين الأوائل للغزوات في فجر هذا العصر! آن الأوانُ ليُكشِّرَ الليثُ عن أنيَابِه…! ”

“ … نعم ” صوتها الخالي من العواطف حتّى الأن قد تذبذب بعض الشيء.

أوامر سيدها، كم إنتظرت لتسمعها أخيراً؟

ثلاث أعوام، لثلاثة أعوام إنتظروا جميعًا في الظلام لم يروا النور!

المأسآة التي حصلت و لم ينتقموا لها، كان السبب الوحيد لعدم الإنقضاض هي أوامر السيد!

و أخيراً … أخيراً دقَّت الساعة كاشفةً عن نهاية إنتظارٍ بدا كمرور الأبديَّة.

آن الأوان ليَظهَرُوا للعالم بعد جمع قُوَّاتِهم سرًا لفترةٍ طويلة!

كان من غير المقبول إظهار رجفات الفرح أمام سيدها، لذلك سيطرت شفرة الغسق على رعشاتها.

لم تستطع قمع سيل العواطف بسهولة، لكن أوقفت نفسها بصعوبة!

كان رد فعلها و حركات جسدها واضحة لِلِيون.

“ هذا كل شيء للوقت الحالي، نلتقي بعد إمتحانات تحديد الفئة ”

كما قال ذلك، طاف جسده عبر الهواء، في لفتةٍ للمغادرة.

تموج المياه عكس بشكلٍ مشوه تعابير شفرة الغسق.

كان غير واضح، لكن ظهر تعبيرٌ حزين على وجهها.

“ نعم سيدي ”

أجابت شفرة الغسق، كان من المخيب للآمال قليلاً هذا اللقاء القصير، و مع هذا، لا يهم بعد الأن.

لم يكن الوقت المناسب لمثل هذه العواطف.

“ آه صحيح، كدت أنسى ” قبل الذهاب، تذكر ليون شيئًا ما.

إستمعت شفرة الغسق بإهتمام.

إبتسم ليون بلطف، قبل أن يقول، “ من المريح أن أراكِ بصحة جيدة ”

لم يسع شفرة الغسق الرد لفترة.

كلمات سيدها الصادقة دغدغت فؤادها.

كانت صامتة لفترة قبل أن تقول.

“ شكراً على لطفك، أيها السيد ”

خلف الغطاء على رأسها، يمكن رؤية إبتسامة طفيفة.

كانت سعيدة بلقاء سيدها بعد الفراق الطويل.

“ حسنًا، أراكِ لاحقًا ”

ضحك ليون قبل أن يطير بعيدًا.

من المفترض بدأ الإختبار الثاني بعد قليل.

لم يرغب بالتَّأخُّر كثيراً.

2024/10/11 · 11 مشاهدة · 2711 كلمة
نادي الروايات - 2025