الفصل 40: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (17).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يكون هناك قتال، فبطبيعة الحال، ينجرف عقل المرء في التفكير في الأمر من وجهة نظر مغايرة لما هو شائع.
لكن مع ذلك، فحتّى هذا كان له حدود.
حتّى غير الشائع كان له قواعد.
الأشخاص الوحشيون لا يكونون مسالمين.
المسالمين لا يكونون وحشيين.
عندما يلتقي شخصين معروفان بقسوتهما، ماذا سيعتقد المرء؟
سينشأ قتال.
كانت وجهة نظر طبيعية.
لذلك، ما حصل قبل لحظات، جعل المرء يتسائل بشأن ما هو طبيعي بعد الأن.
بالنسبة للجمهور في الخارج، عدم قتال وريث عائلة هيرميس، و وريث عشيرة بايك، كان ذلك ببساطة لا يصدق.
لقد كانت فوضى.
كان الشابين، الذين لم يكونا على عِلمٍ — أو إهتمام بشأن ذلك، يدردشان بأريحية.
“ في رأيك، هل علينا أن نقوم بتحليلٍ شامل حول وضع ليون؟ ” إقترح لوغان.
لم يُجِب كانج وو على الفور.
بالنسبة له، كان الإنضمام إلى الفصائل المسيطرة في الأكادِيمِيَّة غير وارِد.
التوافق مع هؤلاء الأوغاد و تلقي الأوامر؟
كان ببساطة مستحيلاً.
كان لديه خططه بعين الإعتبار، الإنضمام إلى الفصول المتقدمة سيبطئ خططه.
فضَّل البقاء في فصلٍ منخفض بعض الشيء و توسيع هيمنته شيئًا فشيئًا.
حتّى لو كان محطّ الأنظار نظرًا لخلفيته، فذلك أفضل من أن يكون في أرض العدو.
كان لوغان عبقريًا، و بدوره، كانج وو هو عبقري أيضاً.
الإثنان كان لهم إهتماماتهم الخاصَّة، لكنهما كانا متفقين بلا وعي على شيئٍ واحد.
أن أكون تحت شخصٍ ما؟
هاها، هذا ببساطة — أبعد من المستحيل…!!
بعد تنظيم أفكاره قليلاً، أجاب بصوتٍ مليء بالتسلية.
“ حسنًا … و لكن مع ذلك، ستجيبني بشأن سؤالي السابق ”
“ لا مشكلة … لكن لما تريد معرفة رأيي؟ ” كان لوغان فضوليًا.
“ بسيط، هل ستكون عائقًا لي أو حليفًا؟ إجابتك ستخبرني بذلك ” إبتسم كانج وو قليلاً.
“ لو كنت عائقًا، فماذا أنت بفاعل؟ ”
“ هيه ” ضحك كانج وو بجفاف، “ سأقوم بسحقك ”
“ اوووه، يا لها من كلمات مُروِّعة لقولها ”
“ على أي حال، لن يتدخّل الكبار في الأمر، و لن يقوموا بحركة ضد ليون ”
بدأ كانج وو الحديث بصوتٍ مستقل و نبرة بلا عاطفة.
“ هذا صحيح ” ومضت عيون لوغان قليلاً، “ حتّى لو أهان الأميرة و نجل عائلة هارڤي و غيرهم، فلن يحدث الكثير ”
بينما يتحدث الإثنان، بدأت أفكارهما تتسارع.
لم يصل الأمر لحد جلب كبار المحاربين و الأساتذة، لكن بالنسبة لمستوى الطلبة، فقد كان من غير الواقعي محاولة الإنتقام من ليون.
هذا هو تأثير القوة.
طالما كان الشخص قويًا بما فيه الكفاية، من هناك ليمنعه؟
ألم يُعِث ليون فسادًا، و مع ذلك، لم يتم سجنه و إستجوابه، و بدلاً من ذلك، كان حرًا طليقًا؟
ذلك لأنَّ الأكادِيمِيَّة بحد ذاتها تقدر قيمة القوة.
حتّى أنهم على إستعداد لتحمل سخط الجمهور لأنهم لم يعطوا ليون صفعة أو إثنتين لقيامه بإهانة مواهب كايرو و نانمان!
بسببه كان هناك إضطرابات كبيرة، و البعض أصيب بصدمة لن يتعافى منها بسهولة.
و مع هذا، ماذا في ذلك؟
ألم يثبت ليون قوته بالفعل؟
ضحك لوغان بإزدراء، “مواهب كايرو و نانمان؟ هيهيهي مواهب، أجل، بل قل خراء كايرو و نانمان! ”
“ كانوا حمقى، و من غير قصدٍ منه، ذلك الوغد ساعدني في خططي ”
لم يكشف معنى كلماته، لكن ضحك كانج وو بدوره.
كانت هذه الجزيرة تعتبر دولة مستقلة بطريقةٍ ما، لم يكن من السهل — حتّى لو وصلت الأخبار للعشائر الكبرى، إرسال الأشخاص بسهولة.
السبب الأكبر كان، هو مدير هذه الأكادِيمِيَّة.
ما لم يكن شخصًا بمستوى زعيم عشيرة كبيرة أو رئيس دولة، فلا أحد له الجرأة لمواجهته.
و مع ذلك، هل كانوا أغبياء لهذا الحد؟ كسر التوازن الذي طال لأكثر من مائة عام، فقط بسبب سقوط بعضٍ من ماء وجوههم؟
لم تكن مناصب الزعماء للزينة!
هكذا، سواء أخذوها بطعمٍ حلوٍ أو مُر، فعليهم قبول الأمر.
و مع ذلك، كان عليهم رد الضربة لهذا الشقي الوقح!
طفلٌ وقح، بمثل هذا السلوك، سيكبر ليصبح مثالاً سيئًا لأجيال المستقبل، و ذلك غير مقبول!
كان من واجبهم تعليم الجيل الأصغر الإنضباط و الإحترام، تم إيكال تلك المهمة للوسطاء، و الذين هم أساتذة في أكاديمية ضوء الهلال.
“ همف، بالطبع، ذلك مجرد عذر. ” هزَّ كانج وو رأسه.
“ بالنسبة لهؤلاء الثعالب القدماء، ما هو الأهم من السمعة؟ الحصول على هذا البيدق المفيد للغاية! ”
حتّى لوغان و كانج وو، لو كانوا في مكان هؤلاء العجائز، فسيشعرون بالإغراء.
هذا الفتى ليون إيڤينيوس.
طالما كان قويًا ليطغى على خمسين طالبًا بمفرده، و الذين يعتبرون من بين أقوى المواهب، فلأي مدى ستكون أفاقه المستقبلية؟
بالطبع سيتصاعد الجشع في قلوبهم!
عرف كانج وو عن ليون أكثر من لوغان، و مع ذلك، حتّى لوغان يمكنه القول بسهولة.
“ لن ينصاع ليون … في الواقع، لا يمكن جعله ينصاع مِنَ الأساس ”
كان متأكدًا، السبب؟
لأنه شعر بذلك، سواء كان هو، كانج وو، أم ليون، فقد كانوا نفس النوع من الأشخاص!
لا يمكن للأسد أن يرضا بحكم مساحة صغيرة، و لا يمكن للنار في الغابة عدم الإنتشار.
هذه هي أفكارهم بعد التفاعل معًا و إمتلاكهم لعقلية لا يملكها حتّى هؤلاء العجائز.
و لكن مع ذلك، بالنسبة لمن لم يكونوا بنفس شخصية ليون أو لم يعرفوه، فلن تراودهم تلك الأفكار.
في وقتٍ أقلَّ من يوم، في فترة بقاء ليون في قاعة المعلمين، قام الثعالب القدماء بمبادرتهم بجعل الأساتذة يرغبون في معاقبة ليون.
لكن كانت الأكادِيمِيَّة كالثعلب العجوز الماكر.
قبل أن يُبادر أحدٌ من بين وسطاء نانمان و كايرو في إلقاء عقوبة على ليون ليظهروا للجمهور كمن كبحوا جماحه قبلهم، و جعلوا العقوبة كافية لكي لا يكون لهم عذرٌ كافٍ للشكوة.
بالله عليك، من الواضح أنَّ تلك العقوبة قاسية من الخارج فقط!
شخصٌ قوي مثل ليون، سيكون لديه داعمٌ من الخفاء.
السكن الطلابي؟ المنحة؟ كانت تلك الفوائد مجرد جزرة لجذب الأطفال السُذَّج بدون دعمٍ فقط، و لم يكن لها فائدة لأطفال العشائر الأقوياء!
من المستحيل أن يكون ليون فقيرًا.
و مع ذلك، لم يستطيعوا الإعتراض لأن العقوبة كانت بما فيه الكفاية بالفعل.
ما أثار غضبهم هي حركة المدير الخبيثة بجعل نائبة رئيسة مجلس الطلاب ترافق ليون طوال الفصل الدراسي.
هكذا، و بسبب العقوبة، لدى الأكادِيمِيَّة عُذرٌ لمراقبة ليون و إبعاد محاولاتهم العلنية لتجنيده!
كانت الفصائل التي تحكم الأكادِيمِيَّة منقسمة بين أربعة.
فصيل كايرو، فصيل نانمان، فصيل الأكادِيمِيَّة بحد ذاتها، و أخيراً، الفصيل المحايد.
فصيل كايرو، بطبيعة الحال كان بقيادة عائلة هارديان الملكية.
و مع ذلك، فقد كان هناك عائلات بارزة أخرى تكبح جماح العائلة المالكة، و لم يكونوا سوى القادة بالإسم لحفظ التوازن في الفصيل.
فصيل نانمان، كان بقيادة العشائر الكبيرة، و تنافست تلك العشائر فيما بينها لِتَقَلُّدِ الحُكم، على عكس النبلاء، كان لديهم شعور بالقرابة أكثر منهم رغم الصراعات.
و مع ذلك، بسبب كثرة العشائر و إختلافهم في الفصيل، لم يكن لهم الثقة الكاملة في بعضهم البعض.
فصيل الأكادِيمِيَّة، و الذي كان يقوده مدير الأكادِيمِيَّة في الخفاء، تألَّفَ الفصيل من سكان الجزيرة و بعض سكان نانمان و كايرو الذين إستوطنوا هنا.
كان هذا الفصيل، رغم مظهره الضعيف، بنفس قوة فصائل كايرو و نانمان، و مع ذلك، لم يتكوَّن سِوى حديثًا و لم يتركه الفصيلان الأخران ينمو بسلاسة.
أخيراً، الفصيل المحايد، و ذلك الفصيل يتألَّفُ من هؤلاء من لم يريدوا الدخول في الصراعات السياسية بين الثلاثة الأخرين، و حافظوا على علاقة ودية مع الفصائل الأخرى.
لم يستطع أي فصيل قمع الفصائل الأخرى قمعًا ساحقًا.
و مع ذلك، ظهر ليون فجأة!
قوَّة ساحقة، عقلٌ خبيث مع شخصية غير مقيدة و سلوك لا هوادة فيه!
كانت تلك العقلية المناسبة للملوك!
من يسيطر عليه سيفوز في صراع السلطة هذا!
في المعركة الخفية الأولى، كانت الأكادِيمِيَّة متقدمة على الفصائل الأخرى بخطوة، و كانوا يملكون المبادرة مع ليون.
قمع الفتى؟ هاها، هذا النوع من الأشخاص، كان يكره القيود و لا يحب أن يسيطر عليه أحد.
كان نهج السيطرة البطيء هو الوحيد المفيد مع هذا النوع من الأشخاص.
بينما يدرس في الأكادِيمِيَّة، فسيتفاعل مع الطلاب، سواء أراد أم لا.
تلك التفاعلات، ستتحول مع الوقت — إلى صداقات و عداوات، الحب و الكراهية سيتَكوَّنُ في قلب الفتى.
طالما يربطونه مع الأخرين و يلزمونه بعلاقاتٍ مثل الحب و الصداقة أو القرابة، فستصبح تلك العلاقات قيوده.
مع مرور الوقت، سيصبح أكثر حذرًا و ينسجم مع المجتمع، و سيصبح لديه أشياء يخاف عليها و يقلق بشأنها، سيخاف على أصدقاءه و أحِبَّائه.
مع مثل هذا الموقف الذي سيحدث، ألن ينصاع لهم في النهاية؟
يمكنهم عرض الفوائد عليه، يمكنهم كسب صداقته.
يمكنهم حتّى عرض بناتهم للزواج منه أو جعله يقع في حبهن.
لنأخذ ماركوس هارديان كمِثَال، طالما أنَّ الفوائد كافية، حتّى لو أعطى إحدى بناته إلى ليون، فماذا؟
طالما ينجب من إبنته وريثًا، أفلن ينصاع؟
من أجل مصلحة كايرو العظمى، يجب على الملك تقديم التضحيات بطبيعة الحال!
ماذا لو ضحوا ببعض النساء أو سعادة أطفالهم في سبيل الوضع العام، ألن يكون هذا للأفضل؟
“ حسنًا … هناك موقف رقصة ليون و أميرة كايرو، ربما هو معجب بها؟ يمكن للأميرة إستغلال ذلك، أليس كذلك؟ ” تساءل لوغان.
يقع القوي في حب الجميلات، لم يكن ذلك غريبًا على الإطلاق.
“ بفف! ” بصق كانج وو فجأة و كاد يسعل!
“ الأن، ماذا قلت؟ وقع بحبها؟ هاها، اااه هذا صحيح، أنت إلتقيت به للتو ”
“ همم؟ ماذا تقصد؟ ” كان لوغان في حيرة.
ما الغريب في كلامي؟
“ لقد حاولت ذلك بالفعل ”
“ … ماذا؟ ”
نظر إليه لوغان بعدم فهم للحظات.
“ أنت! إبتعد عني! لست أتأرجح بهذه الطريقة! ” كما لو فهم شيئًا ما، إبتعد بمسافة عنه.
“ لم أعتقد أنَّ لديك هذه الميول ” نظر لوغان نحوه كما لو أنَّه يرى قمامة.
“ هذا الوغد؟! ” وسَّع كانج وو عينيه بغضب.
“ يا إبن العاهرة! ليس لدي هذا النوع المقرف من الأفكار! ”
كشّرَ كانج وو عن إستياءه و شعر بالإهانة بطبيعة الحال!
هناك حدود لكون الشخص مقرفًا و حثالة، قمامة بلا فائدة أو ذليلاً، أحمقًا أبلهًا مشكوكًا في أمره.
لكن ماذا ماذا؟ أن أكون شاذًا! لا تمزح معي! حتّى عديم الحيّاء له كبرياءه الخاص!
هذا مثل أن يكون لديك مال و سلطة العالم و عائلة تُحِبُّك، لكنك ترميها ببساطة لأن إمرأة عشوائية قالت لك أنَّك روميو الخاص بها، أو بسبب الإكتئاب.
هذا ببساطة مقرف!
“ حسنًا … لكن إلى أن تشرح نفسك، فسأكون على أهبة الإستعداد، رغم المظاهر، فأنا لن أخسر في قتال! ” ما زال لوغان متشككًا.
“ سوف أقتلك يا إبن الوغدة إن لم تتوقف عن مزاحك هذا! ”
“ على أي حال! ” سعل لوغان، و غير الموضوع، “ ماذا تقصد بأنك حاولت؟ ”
“ عندما شهدت عشيرتي على قوته، أصابهم الجشع، و حاولت أختي إيقاعه في شِباكِها من قبل، لكن لم يفلح شيء ”
“ ألا يعني ذلك أنَّه مثلي الجنس لا غير؟ ”
شعر لوغان بالخيبة من ليون فجأة.
تؤ تؤ تؤ، ليون … لم أعتقدك هكذا.
بدون علمه، أسوء تهمة يمكنه الحصول عليها، فكر فيها لوغان تجاه ليون.
“ هو بنفسه صرَّح بإحتقاره العلني للشواذ، لكنه يرى النساء كمخلوقات كغيرهم، و ليس كأشخاصٍ من الجنس الأخر ” أكمل كانج وو قائلاً.
ااه، بطريقةٍ ما، أنا أسف، ليون.
لقد كنت مخطئًا بشأنك.
على أي حال.
“ إيه؟ هل هذا ممكن حتّى؟ ” شعر لوغان بالحيرة.
لا يرى النساء كنساء؟ لكن كمخلوقات؟
ماذا يعني ذلك حتّى؟ هل هو فضائي؟
“ ستفهم الأمر مع الوقت، في الواقع، حتّى لو وقع في الحب، فذلك غير مفيد أيضاً، فهو لا ينصاع أمام العواطف العابرة و يتحكم فيها تمامًا ”
بعد قوله ذلك، صمت كانج وو، غير متأكد مما يقوله أكثر.
“ إنسى ذلك، ما لا يمكن فهمه لا يجب التفكير فيه ”
“ أنت محق ”
“ الصداقة و القرابة، لماذا يتم التأكيد عليها في المجتمعات بكثرة؟ ” سأل لوغان.
فهم كانج وو إلى ما يرمي له، و فكر في الأمر بنفسه.
لماذا يتم إحتقار السلوك الجامح و الإبداعي في المجتمع؟
“ هاهاها يا لها من سخرية، أكثر من يؤكدون على التضامن هم أكثر الأشخاص إحتقارًا له ” قال لوغان بإزدراء.
“ لماذا تُؤكِّدُ الحكومات في عالمنا على الأخلاق؟ ذلك للسيطرة على الشعوب! ” عرف كانج وو الجواب بطبيعة الحال.
كان ضمن الصراعات السياسية منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن المكائد و الغدرات التي شهِدها عبر حياته.
لوغان، بطبيعة الحال، لم يكن غبيًا أيضاً.
بالنسبة للفرد، طالما كان جزءًا في النظام، فعليه الإنصياع للنظام، لأن هذا ما هو عليه العالم!
أفضل سجن، ليس ذلك الذي يملك أفضل حراسة.
في الواقع، السجن الأفضل هو السجن الذي لا يدركه الشخص، و يعتقد أنَّه نعيم.
المجتمع ليس أكثر من سجنٍ كبير لا يدركه الناس.
و مع ذلك، هم أنفسهم يكونون أول من يتدافع لحماية ذلك السجن عند وقوع مشكلة.
هؤلاء الأشخاص يرثى لهم بالفعل.
“ الأساليب التي يمكن إستخدامها لتسريع السيطرة عليه عديدة، و مع ذلك … ”
سرق لوغان الكلمات من فمه، “ المشكلة الوحيدة — هي داعم ليون غير المعروف. ”
تسلسل الأفكار العام بسيط في هذا الموقف.
طالما ليون بهذه القوة، الشخص الذي يدعمه من وراء الكواليس، لأي مدى تصل قوته؟
كان هذا أيضاً أحد الأسباب التي منعت ذوي السلطة من التحرك بتهور.
لم تكن هناك حاجة للإستعجال، طالما يسيطرون على ليون، أو حتّى يمسكون بنقطة ضعفه، و طالما أنَّ الفوائد ترضي الجميع، فيمكنهم حتّى جذب داعمه إلى جانبهم!
في هذا العالم، لا يهم إن كان الشخص صَالِحًا أم طَالِحًا، ما يهم ليس سوى القوة!
العدو الأبدي، الحليف الأبدي، مثل هذا الشيء، لم يكن موجودًا.
ما يبقى هي المصالح، لكن الناس تأتي و تذهب.
مع فهمه الجديد لليون، شعر لوغان أنَّه من المستحيل لليون عدم ملاحظة هذا الأمر.
خطوته في دخول الفصل (D)، كانت بالتأكيد تحمل معنى عميق.
مثيرٌ للإهتمام … حقًا مثيرٌ للإهتمام!
“ مثير للأهتمام … لا، ممتع و مثير! ”
لمعت أعينه بضوءٍ برّاق.
“ كانج وو! ” نظر إليه بنظراتٍ مشتعلة.
“ ماذا؟ هل حسمت أمرك بشأن شيئٍ ما؟ ”
كانج وو لا يزال مستلقيًا، أجاب بينما يراقب السقف.
“ نعم ” كانت نظرات لوغان رسمية: “ ما رأيك أن تتعاون معي؟ ”
“ حليف، هاه؟ ذلك يعتمد على ما تريد التحالف بشأنه ”
“ فوضى! ”
“ فوضى؟ ” نهض كانج وو، بينما يحلِّل كلمات لوغان.
لم يكونوا قلقين بشأن الإستماع لكلماتهم.
للحفاظ على الخصوصية بين الطلاب، و لكي لا يحرض الجمهور مشاحنات الطلاب بعد المعارك، تم عزل الصوت في القاعة.
“ نوايا ليون، بما أنني قابلته للتو، لا يمكنني فهمها بالضبط لكن … أعرف شيئًا واحدًا ”
“ سيتم كسر الجمود، و ستحدث الفوضى ” بأخذ الكلمات من شفتيه، إبتسم كانج وو قائلاً.
“ هذا الوغد المُتَبَجِّح … على أي حال، هذا صحيح، لما لا نساهم في ذلك؟ ”
“ هيهيهي، لقد قلت ما كنت أريد طرحه منذ البداية ” لمعت عيون كانج وو ببرود.
كان الإثنان متشابهين، لذلك فهموا بعضهم البعض على الفور، و كان المعنى واضحًا — لننشر الفوضى!
“ و هكذا، أنا ذاهب لنفس المكان! ” قال لوغان بصوتٍ هزلي.
“ و؟ ماذا ستفعل الأن؟ هل ستقاتل؟ ”
“ همف، منذ البداية، لم تكن لديك نية للقتال ”
نظر الإثنان في بعضهما البعض للحظات، بينما هما جالسين.
“ حجر … ورقة … ”
“مـ- ماذا! أيها الوغد! لا تفاجأني! ”
مِقَص!
بدأ كانج وو فجأة لعبة حجر، ورقة، مقص، و أخذ لوغان على حين غرَّة.
لوغان: ورقة.
كانج وو: مقص.
الفائز، كانج وو.
“ هيهيهي، هذا يعني أنني سأستسلم ”
رفع يده بإبتسامة، ينظر بشماتة نحو لوغان، الذي غضب من حركة كانج وو الحقيرة.
“ أنا أنسحب ”
لم يرد الفوز بهذه الطريقة.
هذا الحقير إبن التي فتحت أرجُلَهَا للعابرين سبيلاً! لقد جعل الأمر كما لو أنَّه يتصدق لفقير!
[ الطالب بايك كانج وو، قام بالإنسحاب، بموجب هذا، الفوز للطالب لوغان هيرميس. ]
الصوت الميكانيكي عبر أذان لوغان، خرج كانج وو تاركًا له بضع كلمات.
“ أنا ذاهبٌ للفصل (C) ”
“ أبذل أقصى جهدك حتّى لا تُطرد، أو سأكون حزينًا، كيكيكيكي”
صوته ساخر، بينما يمشي بيديه في جيوبه.
رفرف ردائه مع الريح، بينما أغلقت البوابة خلفه ببطئ.
“ هيهيهي، سنرى ” بدلاً من الغضب، إبتسم لوغان ببرودة.
وقف في المكان وحيدًا لفترة من الوقت، قبل أن يغادر من الباب المعاكس، للمكان الذي خرج منه كانج وو.