41 - الفصل 41: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (18)

الفصل 41: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (18).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في نفس الوقت، عندما بدأت معارك البقيّة و النزاعات، بطبيعة الحال، كانت معارك أخرى تتكشّف.

ما بدا كنسيج شبكية عنكبوتيّة بدء بالتجلِّي، حيث تصادم الحلفاء و الأعداء، المعارف القدماء و الجُدُد.

يمكن تخيل الموقف بسهولة.

كان الفتى ذو عيون التِّنّين مستلقيًا، يشعر بالملل و النُّعاس.

“ … يا ليتني لم أسهر ” تمتم بصوتٍ مرهق.

شعر كستنائي كالحرير، ملامحه بدت كما لو خرج من لوحة نحو العالم.

بدت العيون الذهبية كالياقوت اللامع، لكن يمكن ملاحظة خطورة غير طبيعية في نظرات الفتى.

كما لو أنَّك تقابل مفترسًا و وحشًا لا يرحم.

وحش.

تلك الكلمة، كم مرة سمعها الفتى بالفعل؟

“ إنتظر لحظة.... أنا لا أهتم بهذا الهراء، لما بدأت بالتفكير فيه، همف! ”

شعر برغبة في السخرية، وحش؟ هيهيهي، أنى لأسطورة مثلي أن يهتم بهذا؟ ما تلك سوى أسماء!

من الواضح، هذا الفتى يحب السخرية و الإتيان بالمواقف الغبية بدون سبب.

لم يكن هذا الشخص سوى ڤايرون دراغونا.

حتّى التفكير كان صعبًا الأن، التعب و الإرهاق طغى على وعيه، و كان لديه رغبة للنوم.

في الواقع، سابقًا عندما كان مع الأخرين، لم تبدوا عليه ملامح التعب، لأنه كان مُرَكِّزًا على مهمتهم، لذلك لم يلاحظ.

الأن، عندما أصبح لديه الوقت مع نفسه وحيدًا، شعر بأثر التعب يتسلل إليه.

هذا الفتى العبقري و الذي كان نشيطًا غالب الوقت، لماذا يشعر بالتعب؟

هل كان يحل صيغة معقدة لا يمكن حلها؟ هل كان يجري مسافة ألف ميل بلا توقف؟ هل قام بعشرين جولة قتالية؟

لا! لقد سهِر الليل بطوله يلعب الشطرنج مع نفسه!

نعم، كانت مباراة حامية الوطيس، حيث لا يمكنه خداع خصمه — و الذي هو ذاته، أو لعب الحيل!

من كان يتوقع — أنَّ المباراة ستطول لتلك الدرجة، و سيأتي الصباح عندما إنتهى؟

هذا يُظهِر مدى جديته في اللعب، حيث إستهلك طاقته العقلية كاملة لكي يهزم، يقاوم و يناقض كل إستراتيجية يصوغها.

و مع ذلك، حتّى بعد كل هذه الجهود، إنتهى الأمر بالتعادل!

“ … أريد النوم ”

في النهاية، بقي مستيقظًا ليومين مُتدارِكًا التعب.

إستلقى على يده اليمنى في الجانب، و إستخدمها كوسادة.

لم يهتم من يكون خصمه، لأن النتيجة كانت واضحة، عليه فقط إعلان إستسلامه، و النوم لبعض الوقت بعدها.

كلاك!

صوت الباب المقابل للفتى إنفتح بضجيج.

لم يهتم ڤايرون، و إستلقى بتعب.

دخل شخصٌ ما نحو الساحة.

شعرها أسود قاتم كظلام العتمة، عيون زرقاء باهتة و باردة.

تماشيًا مع تلك العيون، تعابيرها بدت كجليد لا ينصهر مهما حصل.

الفتاة مشت نحو الساحة بتعبير رواقي لا يتغير.

خالية من الدفء و العواطف، طبيعة جليدية.

تلك العيون الباردة بحثت عن خصمها في الأرجاء، سقطت نظراتها على شكل الصبي المستلقي على ذراعه.

تشوي أرين، الفتاة الصغيرة لعشيرة تشوي، لم يتغير تعبيرها كثيراً، لكنها فوجئت بعض الشيء.

من كان يتوقع لقاء شخصٍ على وشك النوم، بالذات عندما يكون ذلك في ساحة قتالية؟

شعرت ببعض الإنزعاج، ننسى موضوع أنها هي خصمه، كان ذلك عدم إحترام لأي خصم.

بالطبع، لم يصل الإنزعاج لمرحلة تجعلها توبخه أو أي شيء من هذا القبيل.

“ أحم أحم ” قامت بصوت سعال زائف، كما لو كان لإثبات وجودها.

لم تتحرك من مكانها، و إنتظرت خصمها.

“ آاااهه~ ” تمتم الفتى و يده على فمه قليلاً، بينما يرفع جسده.

توجهت نظرات ڤايرون نحو مصدر الصوت.

جالسًا في المكان بيد على الأرض، و الأخرى على ركبته، راقب الفتاة الشابة أمامه.

كان جسده يتوهج بلون بركاني يغطي بيئته، جسده يصدر حرارة تملأ الجو.

رفرف شعره الكستنائي في الهواء، بدأت السترة التي يرتديها فوق القميص تنزلق قليلاً.

الأزرار العلوية للقميص مفتوحة بعض الشيء، عندما إنزلقت السترة الشتوية عن القميص، كشف ذلك قليلاً عن جسده العضلي.

رغم كون الشتاء على مشارف نهايته، فبرودة الجو المحيط لم تكن بالقليلة.

كان من الطبيعي للطلاب إرتداء زي مدرسي شتوي في هذا الوقت.

وميض جسده بدأ بتسخين الهواء حوله، و كان هناك بخار يظهر عبر المكان الذي يجلس فيه الفتى.

بدأ الضباب يحيط بجثة الفتى الجالس، و كان الجو من حوله مليئًا بجو من الوقار و الغموض.

مع وميض عيونه التي تشابهت مع عيون المفترس، كان هناك إحساس من التعب على وجهه.

بشكله الذي بدا كتنين أسطوري يتخذ شكله البشري، إبتسم الفتى الوسيم بخفّة..

“ مرحبًا ” مع أجواء ودودة، فتح ڤايرون بتعب فمه، صوته مليئ بالإرهاق.

وقف قليلاً من على الأرض أمام ناظري الفتاة.

كراك، كراك.

صوت طقطقة العضلات عند تمديد الجسد يمكن سماعه.

بينما تزلق السترة نحو أسفل ذراعيه، يقوم بطقطقة رقبته المتصلّبة و يمدِّد جسده.

رفع ذراعيه و أعاد السترة التي إنزلقت نحو أسفل ذراعيه إلى مكانها بحركة قاسية.

سووش!

الضباب المنتشر حوله إنتشر و عبر الهواء، كما لو أنه تم دفعه بفعل الرياح.

تفرّقت الهالة الحمراء و السخونة في الجو فجأة بحركته هذه.

بدأ بالقفز قفزات خفيفة بقدمه اليسرى، و بعدها اليمنى.

يداه تتحرك قليلاً عبر الأنحاء كما لو كان لتسخين جسده.

هووف...

قام بالشهيق بعض الشيء، و بزفير بطيء، ظهر الضباب عبر فمه في يوم شتوي.

بشعره الكستنائي و عيونه الذهبية، واقفًا في منتصف الحلبة، تناقض مع شكل الفتاة ذات الشعر الأسود.

بينما البوابة خلفها مفتوحة، تصاعدت الرياح و إنتهكت المكان، يرفرف شعرها الأسود الطويل بحفيف لطيف.

عيونها الزرقاء كالمحيط العميق ومضت بنور مجهول، واقفةً في أطراف الحلبة، تنظر في عيون الفتى الغريب.

كانت تشوي أرين صامتة، تحدق في الظاهرة التي تحدث أمام عينيها.

هذا الوميض الذي يشبه البركان … لم يكن طاقة سحرية.

كان من المستحيل إستخدام التشي في هذه الساحة.

التشي، و المانا، لماذا قامت الفتاة بتسمية الطاقة السحرية بتسمية التشي، بدلاً من المانا؟

فرناندو كان ينادي الطاقة السحرية بالمانا، كانج وو كان يناديها بالتشي، ما هو سبب الإختلاف؟

هل التشي لا تتشابه مع المانا؟

هل يوجد إختلاف جوهري لظهور تسميات مختلفة، بدلاً من الثبات على إسمٍ واحد؟

لفهم ذلك، لنفكر في الإنفصالات الحضارية و العِرقيّة عبر هذه القارة.

الطاقة السحرية، كانت هناك أربعة تسميات منقسمة عبر هذه القارة لها.

كانت هذه القارة تسمّى بقارة الإيجو.

هناك ثقافات عديدة و مختلفة قد نشأت في قارة الإيجو عبر ألاف، بل و عبر مئات الألاف من السنين.

نشأت حضارات، و إختفت حضاراتٌ أخرى، في النهاية، ما بقي الأن لم يكن سوى القليل الموجود في خبايا هذا العالم.

لحفظ التوازن عبر القرون، كانت التحالفات تنشأ — و مع الوقت، تنكسر.

في وقتٍ ما، كان نظام العشائر هو السائد، حيث القريب بالدم له الأولوية، و لا يتم التسامح مع الغرباء من خارج العشيرة، و كانوا يفضلون القدرة و القرابة العائلية معًا، و إحتقروا الجبناء و النبلاء بطبيعة الحال.

في وقتٍ أخر، كان أنصاف البشر هم المسيطرون، و قاموا بإستعباد البشر كما حصل معهم، و كانت قواتهم المختلفة — بسبب كون البشر هم العدو المشترك، يشعرون بالقرابة و اصبحوا موحدين.

في وقتٍ ما، كان النبلاء هم سادة العالم، و النسب ذو الدماء النقية فقط من لهم أحقيّة العيش برخاء.

تم إحتقار قرابة العشيرة و كانوا يفضلون حكم شخص واحد على الرأس، بينما الأخرون بلا قيمة، ناهيك عن عامة الناس و البشر المتحولين.

كان هناك وقت، حيث ذوي المكانة الأعظم هم الأبراج السحرية و نقابات المغامرين، حيث كان يتم إحتقار فنون القتال الهمجية و أساليب فن السيف و الأسلحة قريبة المدى.

و بالطبع، تم إحتقار تفضيل سلالة الدم لشعب كانغهوا الهمجيين، و تفضيل دماء الشخص كشيء مقدس لشعب النبلاء، ناهيك عن كرههم الفطري للبشر المتحولين.

بدلاً من ذلك، فضلوا السحرة على غيرهم، و الذين كانوا رمزًا للتعلم و الفضيلة، و القتال بذكاء، و يتم تمجيدهم كحكماء، كمقاتلين على المدى البعيد و يقوم فهمهم للعالم على المساواة بين بعضهم البعص.

كل شعب كان لديه طريقته في العيش، كل منهم حكم كما يراه مناسبًا.

في كل حقبة مختلفة، كان هناك من يحكم فوق الجميع و لم يتطور الجميع بعدل.

و مع ذلك — لأي سببٍ من الأسباب، عندما يتطورون و ينموون معًا، ماذا سيحصل؟

ستنشأ الإختلافات، و لكون البشر مخلوقات إجتماعية، فسيحاولون في البداية التفاهم.

و لأنهم — في نفس الوقت أيضًا — يخافون من المجهول، فسيتحول ذلك الخوف إلى حذر، و بعد الحذر تأتي الكراهية، و ذلك سببه هي عقلياتهم التي نشأت في بيئاتٍ مختلفة.

بالطبع، عندما تتعارض المصالح و الأفكار، عندما تتعارض سُبُل العيش، تكون هناك صراعات.

سواء كان حكم أنصاف البشر، سواء كان نظام نقاء الدم أو قرابة الدم، سواء كان السحرة، فقد كانت النتيجة نفسها.

نشأ حكمهم و تفكَّك، البعض بقيت بعض بقاياه المنسية، و البعض مِمَّن قد إنتقلت أفكارهم للأحفاد.

و لكن — كما كل شيء في الحياة، فقد إختفى حكم الواحد من بينهم كالسراب .

حيث يوجد هناك أشخاص، سيكون هناك إهتمامات، حيث هناك إهتمامات، سيكون هناك إعتراضات.

عندما تتشابك الإهتمامات و التعارضات، سيكون هناك مصالح مشتركة و متعارضة.

حيث هناك مصالح، سيكون هناك حلفاء.

حيث هناك مصالح، سيكون هناك أعداء.

هكذا تنشأ الصراعات في العالم!

في القرون الأخيرة، مع هجوم الشياطين و الصراعات الداخلية، نشأ الإنقسام و أصبحت قوى الجميع هشة.

الخوف من القضاء على بقاياهم، و بسبب القلق من إختفائهم مع كتب التاريخ، و للحفاظ على التوازن، كان هناك تحالف يضم القارة بأكلمها.

و من هناك، نشأت التسميات بعد دخولهم في تحالف جميعًا.

في جنوب القارة، التي يحكم قانون سلالة الدم و القدرة— العشائر و الطوائف — داخلها، تمت تسميتهم بشعب كانغهوا، و يسمونها [التشي].

كان ذلك هو، الأسود الجنوبي.

في شرق القارة، التي يحكمها النبلاء، يسمون أرضهم بـ — كما قد يتوقع المرء منهم، عالم النقاء، كانت الطاقة السحرية تسمّى [المانا].

كان ذلك هو، الشرق الذهبي.

في الشمال، حيث كان البشر المتحولون الأعلى في السلسلة الغذائية، و كانت أرضهم تسمى بالعالم الأصلي.

كانت الطاقة السحرية تستخدم بطريقة خاصة بهم، تتناسب مع سمات الوحوش و البشر المندمجة، و كانت تسمّى الهالة، و بشكلٍ جمالي أكثر [الآورا].

و كان ذلك هو، الأبيض الشمالي.

في الغرب، حيث كان مزيجًا بين نظام التعليم بشكلٍ ضئيل و إلى حدٍّ أكبر النقابات — التي يديرها السحرة، هناك الأبراج السحرية.

أرض السحرة.

نقابات المرتزقة و نقابات المغامرين، و أبراج السحر على رأسهم، قد كان لديهم تسمية أبسط، تلك التسمية هي [السحر].

و ذلك كان هو، الأزرق الغربي.

و هؤلاء التحالفات معًا كانوا [ عالم القمر الأزرق].

و أخيراً، المقاتلون الشيطانيون، و الذين كانوا الحلقة الأضعف — و مع ذلك زادت سمعتهم بإطراد في السنوات الأخيرة.

كانت تسميتهم منسوبة إلى إسم القارة بنفسها، و الذي يكون [الإيجو الشيطاني].

الفيلق الدموي، كانت قواهم مجهولة و غير معروفٌ أصلها.

كان تاريخ القارة للأسلاف مجهولاً و غير معروف.

ناهيك عن الألفيات الماضية المبهمة، ما حدث بالضبط في الحرب قبل 300 عام، لا يزال مبهمًا بالنسبة للكثير.

على أي حال، تشوي أرين، عندما رأت هذا الفتى يخرج هالة بركانية من جسده، إستغربت بعض الشيء.

لا يمكن إستخدام التشي هنا، بعد كل شيء.

و مع ذلك، إرتباكها الأولي تمت إزالته، و حل محله الهدوء.

لم يكن ذلك مهمًا، على الأغلب، إنها قدرة السلالة الخاصة به.

“ يبدوا أنك لا تريدين الدردشة، هاه؟ ” إبتسم ڤايرون بسخرية.

لم يمانع في سلوكها هذا، على العكس، كلما كانت قليلة الكلام، كان أفضل، ذلك سَيُجَنِّبُه عناء الدردشة أو تضييع الوقت.

[ الطالب ڤايرون دراغونا، الطالبة تشوي أرين، المعركة ستبدأ بعد قليل، يرجى الإستعداد ]

سريينج!

بسماع الصوت الميكانيكي، أخرجت السيف على خصرها من غمده، و إتخذت وضعية قتالية.

نظرت نحو خصمها بهدوء.

لم يكن هناك غطرسة، لم يكن هناك تواضع، لم يكن هناك توتر، لم يكن هناك إستعجال.

نظراتها خالية من العواطف، وجهت إنتباهها نحو خصمها.

قبل شروعه في القتال، بينما لديه الوقت، فكر ڤايرون في شيئٍ ما، ثم إبتسم.

“ هكذا... و هكذا ” كانت تمتمة حديثه هادئة و تحمل صوتًا لطيفًا.

نزع سترته الشتوية، و قام بوضعها حول جسده بدلاً من إرتداء الأكمام.

إبتسم برضا، و تقدم نحو الفتاة.

تقدم الفتى للأمام بخطوات خفيفة.

لم تفهم تشوي أرين ما كان يفعله، لكن لم تتشتت أو تفقد إنتباهها نحو خصمها.

“ يمكنك البدء كما يحلوا لكِ ”

صوته كان ناعِسًا، وقف الفتى على مسافة قصيرة من الفتاة.

الفتى ذو الأجواء الغامضة، ڤايرون دراغونا، الفتاة الباردة، صامتة تحدق في خصمها، تشوي أرين.

كان الإثنان صامتين بدون كلمات.

كانج!

فجأة إختفت الفتاة من أمام ناظريه.

صوت المعدن يضرب شيئًا صلبًا تردد عبر أذني الفتاة.

“ من المؤكد أنك قوية، هاه؟ ”

كلمات الإعجاب تم همسها عبر أذنيها، جسد الفتى يلقي بظلاله خلف الفتاة.

“ ؟!!!! ”

قبل أن يفهم عقلها شيئًا، كان جسدها يتفاعل بالفعل.

على الفور، قامت بتدوير السيف في يدها نحو الخلف بقطع أفقي لقطع خصمها.

و مع ذلك، قام ڤايرون بالتراجع بضع خطوات للخلف، و قام بالتشقلب للخلف بخفة.

“ حركتكِ هذه، إنها مثيرة للإهتمام ~”

مع قفزه في الهواء، صوته الناعس بدا مستمتعًا.

كانت تشوي أرين واقفة تراقب خصمها بلا تعابير، و مع ذلك، شعرت داخليًا بالقشعريرة.

هاجمت الفتى بحركة لحظِيَّة سريعة جانبيًا و قامت بالقطع عموديًا.

بتلك الحركة، حتّى لو لم تهزمه، فيجب على الأقل أن تكسر توازنه.

كانت متأكدة أن حركتها سريعة و لا يمكن التنبؤ بها، و مع ذلك، بالكاد لاحَظَتهُ و هو يقف خلفها.

كان ذلك....

“ لا يمكن إستشعاره ”

كان الفتى أمامها، و مع ذلك، كان هناك شعور كما لو كان غير موجودًا في نفس المكان معها.

كما لو أن هذا الفتى مندمج مع الطبيعة و البيئة، موجود في كل مكان، لكنه ليس في أي مكان.

قوة لا يمكن فهمها، على الأقل في هذا التبادل القصير.

حتّى لو لم يقم بهزمها تمامًا، كان يمكنه توجيه ضربة مباغتة تُكسِبُه الأفضلية.

لكن بدلاً من ذلك، قام بتجنب هجومها و أطلق كلمات التعجب.

كان من الواضح.... هو لم يأخذها على محمل الجد.

هل كان ذلك بسبب العجرفة؟ أم الثقة؟ أم فقط لا يريد مهاجمة فتاة؟

لم يبدوا كذلك.... على الأقل.

الشخص المتعجرف لن يكون مؤدبًا في الحديث مع الأخرين.

ناهيك عن ذلك، الشخص المغرور دائمًا ينظر للأخرين بعيون غير آمنة و متعالية.

.... و من ناحية أخرى، هناك هذا الشخص، ماذا يمكن القول تجاهه بالضبط؟

الملل على تعابيره ينجلي، و في نفس الوقت، بعض التسلية تختبئ تحت مظهره الوسيم.

تعابير الفتى المتراخية، و عينيه التي تظهر عليهما ملامح الإرهاق و التعب.

حتّى مع مظهره المرهق، كان يتحاشى هجومها بسهولة و بإسهاب، هذا الشاب.... بلا شك، قوي.

بالنسبة لتشوي أرين، مثل هذا الشخص، فقط ماذا في العالم قام بفعله ليجعله يشعر بالإرهاق هكذا؟

لم يسعها سوى الشعور بالقشعريرة لتخيل الأمر.

مهما كان ما فعله ليصل لهذه المرحلة من التعب، فهو بلا شك، مُـخِـيـف.

بعد الوقوف لبعض الوقت، في إنتظار الثغرة المناسبة، قامت تشوي أرين بالهجوم.

سووش~

“ أنتِ متأكدة من رغبتكِ في الفوز بلا شك، أليس كذلك؟ ”

هجوم السيف الحاد أتى من الخلف، بالكاد يمكن للشخص ملاحظة هجومها، ناهيك عن تجنبه.

بينما جسدها بدا كجنية تتراقص بأقدامها في الهواء و بيدها سيف، هجمتها المتسللة كانت خبيثة.

لم يتغير تعبيره ليتشكل الذعر، و بدلاً من ذلك، إبتسم الفتى قليلاً.

قبل أن تصطدم به الضربة، قام بالتحرك نحو الأمام بخفة، في جزء من الثانية، رفع ڤايرون قدمه، و بتدوير جسده بسرعة، قام بركلة خلفية.

السيف الحاد قام بالهجوم على قدم الفتى التي تتجه نحو السيف بدورها.

بام! كانج!

إصطدم المعدن باللحم، صدر صوت إنفجار الهواء من قوة الصدمة.

كما قد يتوقع المرء، المعدن أكثر صلابة من اللحم على جسد المخلوق، ناهيك عن نصل السيف الحاد، و الذي كانت وظيفته متمثلة في قطع الأشياء.

من الطبيعي أن يتم سماع صوت تمزق اللحم في هذه اللحظة.

و مع هذا، و لدهشتها، تردَّدَ صوت إصطدام المعادن داخل أذنيها.

بينما خصره ينحني نحو اليمين، قدم واحدة ثابتة على الأرض، لم تفارق الإبتسامة الهادئة فمه.

قدمه الأخرى كانت في الهواء، بينما يغطيها لون أسود، مرورًا بحذاءه، و حتى فخذه كان مغطى بمعدن أسود.

كان الجزء الخلفي من ساقه مُصطَدِمًا بسيف الفتاة.

لم ينزف الجزء من ساقه الذي قطع سيف الفتاة تجاهه، و بدلاً من هذا، كان الأمر كإصطدام النصل بالفولاذ القاسي.

تطاير الشرر في الهواء.

لم ترتجف قدم الفتى، و كانت تتنازع مع السيف بوتيرة جيدة.

لم يكن هجوم الفتى بدون سلاح متكافئًا فحسب، حتّى أنَّ سيف الفتاة كان يرتجف بعض الشيء، كما لو كان يفقد زخمه.

“.... المعدن الأسود؟ ”

صوتها مرتبك بعض الشيء، كما لو كانت في حيرة من أمرها.

“ أنت تعرفين هذه القدرة؟ هيهي، حسنًا، أنتِ محقة~ ”

سووش!

قام الفتى بإكمال حركة قدمه، و قام بدفع زخم الفتاة نحو الخلف، مُكمِّلاً دورة كاملة.

تراجع جسدها بضع خطوات بسبب قوة الدفع المفاجئة، و مع ذلك، لم تفقد توازنها أو تتعثَّر من قِبَلِ زخمه القوي.

دارت بجسدها في الهواء بحركة لولبية رشيقة و هي ممسكة بسيفها.

مستفيدة من زخمها المفاجئ، عندما إصطدمت أقدامها بالأرض، دفعت للأمام بقوة.

كانج! كانج! كانج!

هجوم متتالي لا ينتهي، تهاجمه الفتاة بسيفها، و هو يصد الهجوم بقدمه حالكة السواد.

قطع، طعن، تصدي، تجنب، عرقلة.

قامت تشوي أرين بعرض جوهر مهاراتها المتعددة في هذه المبارزة.

2024/10/11 · 11 مشاهدة · 2602 كلمة
نادي الروايات - 2025