الفصل 42: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (19).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الفتى ذو العيون الذهبية ينجرف بالتفكير خارج ما ينهمك فيه جسده الأن.
رغم أن جسده يقوم بالصد، و التجنب، و الهجوم بخفة، فهو لم يقم بتركيز عقله في مواجهة خصمه.
كانت هذه المبارزة — في جوهرها، مجرد تمثيلية ليقدم أداءً متوسطًا حتّى ينام.
و مع ذلك، هذه الفتاة كانت غير متوقعة.
أسلوب قتالها كان جميلاً، لكن كان هناك رغبة جامحة و عدم تقيد في قتالها، كما لو كانت شخصًا حرًا.
بالنسبة له، لم يصل مستواها لما يمكن أن يجعله يخرج شهقة، و لكن ذلك لم يكن ما يهم.
الإمكانات، كان هذا هو ما يبني عليه الخبراء رأيهم عند إختيار شخص لصقله و تدريبه.
و من هذا المنطلق، هذه الفتاة، تشوي أرين، كانت جوهرة من الإمكانات.
نظرًا لأن إحدى أهداف المجموعة هو تقييم الكتاكيت الصغار و تدريبهم، فقد كان هذا يخدم الهدف — حتّى لو كان ذلك مُتعِبًا بعض الشيء.
هذا جعله يغير من تكتيكه، و أطال القتال أكثر.
بالطبع، كان يجب على ذلك أن ينتهي.
تراجع ڤايرون أكثر و أكثر، لمحاولة إختبار غرائزها، لكي تلاحظ إن كان هناك خطأ أم لا في سير المعركة.
بدا كما لو أنها تكتسب الزخم أخيراً، و أصبَحَ ڤايرون في وَضعٍ غير مؤاتٍ.
حتّى الجمهور خارج المكان لم يسعهم سوى الإعجاب بأدائها.
“ كما هو متوقع من وريثة عشيرة تشوي المرموقة! إن قدراتها خارج فهمنا نحن الأشخاص البسطاء! ”
“ همف! ذلك المتعجرف لا يعرف حدود السماء حقًا! آنى له مواجهة السيدة تشوي أرين بمهاراته تلك؟ ”
صوت يقطر إزدراء.
بعد رؤية كيف كان الفتى نائمًا، و على عكس تشوي أرين التي تفهمت الوضع و لم تهتم، شعر الجمهور بأن هذا الفتى متعجرف.
عندما نهض و ظهر الضباب الذي يكشف عن جسده العضلي و سقوط القميص قليلاً، ناهيك عن إبتسامته الهادئة، شعر الذكور على الفور بكراهية لا إرادية تجاهه.
رد فعل الفتيات كان الذهول، قبل الصراخ بالثناء نحو مظهره المثالي.
و كراهية الذكور تلك، لقد كانت مبررة!
في النهاية، كان هذا الشخص على ما يبدوا زير نساء!
باه! إحترم مشاعرنا قليلاً أيها الوغد! نحن عُزَّاب، عُزَّاب في بداية شبابنا!
برؤية جنون الفتيات تجاه مظهر ڤايرون الرجولي و المذهل، نزفت قلوب الكثيرين، و شعروا بمدى ظلم العالم.
في البداية، مع سرعة ڤايرون المخيفة ضد تشوي أرين، شعر العديد بالقلق من خسارتها، و مع ذلك، مع تقدم القتال، تغيرت الوتيرة لصالحها.
داخليًا، شعروا بالراحة و زال القلق.
على أي حال، مع شعور الغيرة الجديد، و إبراز مهارات تشوي أرين المتميزة، كان هناك تهجم لفظي على ڤايرون، و ثناء من قِبلِ الفتيات تجاه تشوي أرين.
“ رشاقتها و هجومها المثالي.... إنها كالخالدين الذين نزلوا على هذا العالم! ”
“ إنه وسيم حقًا، لا أريد أن يخسر، لكن أرين ساما هي محبوبتي أكثر، لكن أنظروا لروعته، ااااه~ أسف، أيها الوسيم... قلبي ينزف، لكنني سأشجع أرين ساما! ”
“ كيااه~ تشوي أرين-ساما رائعة حقًا~! ”
بين الطلاب العاديين، كانت هناك فتيات يحمِلن أقمشة كبيرة، مكتوب عليها كلمات تشجيعية، و يرتدون زيًا موحدًا.
كان هناك بعض الفتيات اللاتي شعرن بالتضارب، سواء كان ذلك لتشجيع محبوبتهم الأولى، أم هذا الوسيم الذي ظهر فجأة من اللامكان.
و هذا على ما يبدوا أنه يسمى بنادي المعجبين.
كان نادي المعجبين هو مكان يشترك فيه الناس نفس الإهتمام تجاه شيئٍ ما، و يُظهِرون فيه بلا خجل أو شعور بالضغط إعجابهم بذلك الشيء أو الشخص.
في العادة، يكون نادي المعجبين في مستوى صغير و لا يتعدَّى إهتمامهم الكثير.
و لكن مع ذلك، عندما تكون هناك عوامل جديدة في المعادلة، فذلك الإعجاب يصبح أكبر و تزيد العواطف الإيجابية تجاه ذلك الشيء.
سواء كان أن يكون الشخص الذي يصبح محل إعجاب رائعًا، و يقوم بتكديس الإنجازات.
سواء كانت رغبة المعجبين بأنفسهم من التخلص من ضغوط الحياة، و يتم توجيه العواطف إلى معشوقهم.
سواء كان وجود عدو مشترك، حيث يصبح موطئ قدم للمعجبين، و يصبح ذلك العدو وسيلة لتنفيس عواطف الإحباط.
عندما تكون هناك عوامل كتلك، يزداد الإعجاب، و عندما تجتمع معًا، يصبح الإعجاب هوس.
ذلك هو ما يسمى، "نادي المعجبين".
شاهدت ليليث كرونوس الصخب القائم بسخرية، لكنها لم تُظهِر ذلك على السطح.
على الرغم من جميع كلمات الثناء و ذلك الشعور بالتضامن المزيف، معظم الذين يسمون أنفسهم معجبين، ليسوا أكثر من منافقين.
إن حياة المرء تَمُرُّ بالتحولات و التعقيدات، و تتراكم عواطف المرء و الإحباطات مع مرور الوقت.
عندما لا يجد الشخص مُتَنَفَّس في حياته، فهو إما يلقي غضبه نحو الأخرين، أو ببساطة، يجد هواية لنفسه.
يمكن أن تكون تلك الهواية أي شيء.
بعض الناس، سيكونون مثل هذا، و يصبحون متعصِّبين نحو شخصٍ ما، و يقومون بتقديسه و الإعجاب به.
هل ذلك تقديس نقي؟ هل هم معجبون بالشخص حقًا؟
هيهيهي، ذلك هراء.
بالطبع، هناك معجبون طبيعيون، و يكونون معجبين طبيعيين.
ذلك صحيح، و لكن مع هذا، فهناك مثل هؤلاء الأشخاص المخيفون.
التقديس، الهوس، و العشق غير المقيد.
هم أشخاص يلومون كل شيء في الحياة عندما يحدث معهم حَدَثٌ سيء، قائلين أن الخطأ في العالم، و هم مجرد ضحايا.
هؤلاء المخلوقات، يقومون — لكي لا يشعروا بالمسؤولية تجاه أنفسهم، بتوجيه عواطفهم "المقدسة" نحو معشوقهم للهروب من واقعهم.
هم لا يهتمون بمن هو معشوقهم حقًا، لا يهتمون بشخصيته الحقيقية.
إنهم يهتمون فقط بالشخص الذي يرونه و يعجبون به، تجسيد المثالية التي يبحثون عنها.
هم يرون في ذلك الشخص ما ينقص حياتهم.
مواجهة العالم بواقعية، عدم الإستسلام لضغوط الأخرين، الشجاعة، القوة، الجمال، الحكمة، و ما إلى آخره.
هم يحبونهم لأن لديهم القوة.
القوة التي لا يملكونها.
ذلك النوع من التعصب، ليس جميلاً أبدًا، و في الواقع، يمكن أن يكون خطيرًا.
رغم كونه متطرفًا، فيمكن حتّى توقع أن المتعصبين سيقتلون شخصًا ما فقط بسبب إنتقاد مصدر تقديسهم.
حسنًا، من ما يمكن رؤيته — على الأقل، هذا الجمهور لا تظهر عليه تلك العلامات كثيراً.
هزت رأسها تجاه هذه القضية غير المهمة، رغم عادتها في التفكير هنا و هناك، فهي لم تنسى السبب الرئيسي لقدومها.
لقد إنتهت معركتها بالفعل.
بطبيعة الحال، لم يصمد خصمها لأكثر من بضع أنفاس.
كان ذلك مملاً حقًا.
“ موهبة الدرجة (C) .... هذا غير متوقع ”
تَمتَمَت بإبتسامة خفيفة على وجهها.
مظهر الفتى و هو يحشر يده داخل بطنه، حيث يكافح للبقاء واعيًا لثانية إضافية بعد.
ذلك شيء لن يتم نسيانه بسهولة.
كان وضعًا لا يمكن الضحك بشأنه، و كاد يودي بحياته حقًا.
إن ليون ببساطة مجنون.
هو، و لوغان هيرميس، إنهما مجنونين.
حسنًا.... لنكون منصفين، لكي يرتقي الشخص في هذا العالم، كان هناك حاجة لبعض الجنون.
جوهر الأمر الأن هو موهبة ليون، و التي تعتبر متوسطة.
“ أن يكون مجرد موهبة متوسطة، فقط الطلبة العاديين و الذين في أسفل الهرم سيصدقون هذا، حتّى هو على الأغلب يعرف ذلك ”
نواياه كانت غير مفهومة.
الأن، أشعر بالندم لعدم محاولة سؤاله عندما قمنا بكتابة العقد ....
بالنسبة لها، كان من المهم معرفة إتجاه شريكها التجاري، لكي تقوم بقياس الفوائد و المخاطر.
و لمعرفة أين يمكنها الإستفادة و أين لا، كان من الطبيعي أن الحصول على المعلومات أمرٌ أساسي.
للأسف.... البحث في خلفية ليون، كان ذلك غير مفيد.
لا توجد سوى معلومات بسيطة.
حقًا، بسيطة جداً.
[ فتى يتيم كان يعيش في البراري، خرج إلى قرية في الضواحي، ثم عاش فيها لبعض الوقت، قبل أن يأتي إلى جزيرة القمر، و يدرس في أكاديمية ضوء الهلال ]
هذا كل شيء، خلفية يملكها أي شخص.
لو لم يقم بإظهار قدراته بالفعل، لخدع الجميع بهذا النوع من القصص البسيطة.
القوة، الذكاء، الخبث، الجرأة و الجنون.
بلا قيود على سلوكه، بدلاً من قول أنه متعجرف، يمكن القول، هو يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة.
نبيل أو عامِّي، كبير أم صغير.
تعامل معهم كأناس طبيعيين، و لم يفكر فيهم كأشخاصٍ مميزين.
كانت خبرته في التواصل شيئًا مخيفًا، ناهيك عن فهمه العميق لمن يتعامل معهم، كما لو كان يقرأ أفكارهم.
ذلك لا يتماشى مع مجرد شخص كان يعيش في الغابة.
يمكن القول، هذا الشخص سيدخل الفصل (A) بلا شك.
الأن بعد القيام بحركته الغير متوقعة، تم كسر وجهة نظر الجميع تجاهه، و لم يعودوا يفهمونه.
أصبح ليون — المجهول في الأصل، يحوم حوله الغموض.
بالنسبة للتاجر، كانت هذه علامة غير مريحة.
جوهر العلاقات هو التواصل، و معرفة الشخص الذي تتعامل معه إحدى ركائز الحفاظ على علاقة جيدة.
إعرف عدوك و إعرف نفسك، لا تخف من مئات المعارك.
إعرف نفسك لا العدو، فكل نصر تحرزه، ستقابله هزيمة أخرى.
كان الوضع يشبه ذلك، كانت ليليث كرونوس معروفة في أنحاء القارة بأكملها، و معظم المعلومات عنها معروفة.
ذلك على عكس ليون، الذي هو مجهول الأصل تمامًا.
هذا سيكون مقلقًا بالنسبة للتاجر.
و مع ذلك، هذا بالنسبة للشخص الطبيعي.
“ رائحة الأموال تكمن في المخاطرة، رائحة المخاطرة تكمن في الأموال ”
بالنسبة لشخص قوي مثل ليون، من الخسارة جعله عدو.
في الجانب المعاكس، فوائد جعله حليف .... كانت لا تُقاس.
لنأخذ وقتنا بهدوء.
شيئًا فشيئًا، حتّى ينقشع الضباب حوله تمامًا.
سوف أفهم هذا الشخص أكثر.
جالسة في كرسي مرتفع بعيدًا عن الحشود، تنظر نحو الشاشة ثلاثية الأبعاد أمامها، بينما يحيط بها حراسها.
كانت الفتاة الشابة تضع يدًا على ذقنها، بينما اليد الأخرى ممسكة ببعض الأوراق.
بشعرها الذي بدا كالثلج النقي، لمعت عيونها الجميلة ببريق من الفضول.
إبتسامة ماكرة تشبه الثعلب شقت طريقها إلى شفتيها.
في الجانب الأخر من الشاشة، بدا أن المعركة على وشك الإنتهاء.
“ غريب ”
كان السيف في يدها يتراقص عبر الهواء.
خصمها يتراجع شيئًا فشيئًا.
يمكن القول، ببساطة، أنها مُقبِلة على الفوز.
تلك نتيجة جيدة لأول معركة.
على أقل تقدير، كان نزالاً مُرضِيًا.
لكن مع ذلك .... مازال الشعور بعدم الإرتياح قائمًا.
الشعور بأن هناك شيئًا ناقصًا.
شيء لا يمكنها فهمه تمامًا، و مع ذلك، إنه موجود بالتأكيد.
“ غريب ”
قامت بالضغط عليه أسرع، رغم أفكارها المتشابكة، السيف في ذراعها لم يتباطأ.
هجوم متقن مصدره التلويح بالسيف آلاف المرات، مئات الساعات من التدريبات و الإحباطات، تم صقله بالعرق و الدموع، و حتّى الدم.
أسلوب قتال جميل، و في نفس الوقت، أسلوبٌ قَاتِلٌ.
كان ڤايرون يصد الضربات بقدمه اليسرى، يتراجع، يتجنب، و مع ذلك، حركاته تتباطأ.
بالنسبة لأي شخص، من الواضح، أنَّ اليد العليا كانت لصالح تشوي أرين.
السعادة أو الفخر التي تأتي من ذلك، لم تكن موجودة.
غريب.
ذلك فقط، غريب.
“ ... حان الوقت الأن ” تمتم ڤايرون بصوتٍ خافِت.
صوته غير مسموع، كلماته غير مفهومة.
بام!
بهجوم أخير من قِبلِ تشوي أرين، تراجع ڤايرون بضع خطوات نحو الهواء.
السترة التي كانت كالرداء، رفرفت في الهواء مع طيرانه في الهواء.
بالكاد تشقلب في الهواء لإستعادة موطئ قدمه.
ومضت عيون الفتى الذهبية بضوء غير مفهوم، عيونه المتعبة كانت تميل نحو النوم.
“ .... أنا أستسلم ”
صوته لم يتغير، كما لو كان غير مهتم بشأن قراره، قال الفتى الشاب كلماته.
لم يكن هناك أثر لخيبة الأمل.
“... ماذا؟ ” لأول مرة، كان صوتها مرتبكًا.
تَوَقَّعَت أن يقاوم حتّى النهاية، قبل أن يخسر، أو يكون عازمًا على الفوز.
و مع ذلك، ها هو الأن، يعلن إستسلامه.
تم أخذها على حين غرَّة، و وقفَت لبعض الوقت، تُحَدِّقُ نحوه بتعبير أحمق.
ضحك ڤايرون بخفة، و تجاهل لفتتها المليئة بالإرتباك.
بالنسبة لمن بالخارج، كان إستسلامه طبيعيًا، و لا يوجد ما هو غريب بشأنه.
لكن بالنسبة للفتاة الشابة، كان غريب، فقط غريب جداً.
رغم إمساكها بزمام المبادرة في منتصف المعركة حتّى أواخرها، كان الشعور بالتفوق ناقصًا.
كما لو أن هذا الشخص أمامها يلعب معها.
“ حسنًا، وداعًا ” بقوله ذلك، ذهب ڤايرون في طريقه.
[ الطالب ڤايرون دراغونا قام بالإستسلام، الفوز للطالبة تشوي أرين ]
بإعلان النتيجة، إستيقظت تشوي أرين من ذهولها.
“ إنتظر ... ”
غير متأكدة من ما تفعل، قامت بمناداته فجأة.
“ همم؟ ”
إلتفت ڤايرون نحو مصدر الصوت، و رأى الفتاة تتجه نحوه.
بخطوات مستعجلة، و إلحاح إلى حدٍّ ما، تتجه إلى الفتى، مصدر شعورها الغريب.
“ لماذا؟ ”
وقفَت بالقرب منه، مسافة قريبة جدًا.
نظرَت في عيونه الفريدة، بتعبير يبدوا كالإستجواب.
لم تتغير ملامح وجهه، بقي ڤايرون غير متأثر.
“ آنستي، لا أعتقد أن الأمر مهم بعد الأن ”
ترددت كلماته في أذني الفتاة، مزعجًا إياها.
كلامه كان صحيحًا، لم يكن مهمًا بعد الأن، سواء قال السبب، أو سواء إشتكت بشأن الأمر.
عرفَت كل ذلك.
بالطبع، معرفة شيئٍ ما و قبوله، إنهما أمران مختلفين تمامًا.
لم تساعد معرفة الحقائق في خفض إنزعاج الفتاة الشابة.
بقيت تحدق في عيونه لفترة، غير آبِيَةٍ الحركة.
لم يتحرك ڤايرون من مكانه، رغم كونه متعبًا، فقد كان فضوليًا بشأن ما ستفعله الفتاة الشابة أمامه.
كانت الوجوه على بعد بوصات من بعضها البعض.
بدا كما لو أن الوقت توقف للحظات.
بطبيعة الحال، كانت الأجواء في الخارج محمومة.
“ ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا تراه عيناي! ”
“ كيااه~! أرين ساما إستباقية حقًا! ”
“ لا مزيد، أيها الوغد ... أرجوك، لا مزيد من لحظات زير النساء المحظوظ ... ااغغغ! ”
“ ايه؟ ايه؟ لا تغِب عن الوعي، إستيقظ! مياه، أحضروا المياه بسرعة! هناك فاقد للوعي هنا! ”
من كيف سيراه شخص خارجي، كانت المسافة التي وقف الإثنان من بعضهما فيها، كمسافة شخص مُقبِل على التقبيل.
قبلة.
بالنسبة للبعض، هذا شيء كثير، بالنسبة للبعض، إنه بسيط.
شباب في السابعة عشرة، في هذا العالم، يعتبر مثل هذا العمر كافيًا لإعتبارك كبيرًا بالفعل.
و مع ذلك، كان ذلك من ناحية الشروع في مواجهة العالم فقط.
عندما يأتي الأمر إلى العلاقات الغرامية، فهي قضية مختلفة كل الإختلاف.
معظم الطلاب هنا نشئو في بيئة محمية، أو ببساطة عاشوا من الكربِ ما جعلهم يبتعدون عن تلك القضايا.
و بكل تأكيد، خبرتهم في علاقات الذكر و الأنثى لا تتعدَّى التعليم النظري.
و من هذا المنطلق، يمكن بالفعل التخمين.
كان عالم العلاقات الغرامية عالمًا مجهولاً بالنسبة لهم.
خطوة جريئة كخطوة تشوي أرين تكفي لجعل خيالهم يطير بالفعل.
“ ماذا؟ هل ستقومين بتقبيلي الأن؟ أنت قريبة جدًا ”
كان صوته ضاحكًا.
قام بتحريك إصبعه و نقر على جبهتها.
الحركة المفاجئة، النقرة على الجبهة، و الألم البسيط على حين غرَّة، جعلها ذلك تتراجع بإرتباك.
. ... اوتش ” صوتها خرج كالهمس.
حدَّقَت بإنزعاج طفيف نحوه، بينما تمسك جبهتها بيديها.
اللون الأبيض الصافي لجبهتها تم تشويبه بالقليل من اللون الأحمر.
عيونها المنزعجة، العبوس الطفيف على شفتيها بينما تمسك بجبهتها الحمراء، و صوتها الخافت.
مظهرها ذاك كان لطيفًا بعض الشيء.
“ على أي حال ” بينما يضع يديه في جيوبه، فتح ڤايرون فمه، “ إذا كنتِ فضولية حقًا تجاه الأمر، إنتظري حتّى النهاية ”
لم ينتظرها لتستوعب كلماته، غادر المكان بخطوات خافتة.
“ قد تفهمين الأمر عندها ”
بينما يرفرف رداءه الأسود — السترة الشتوية في الواقع، يضع يديه في جيوبه، يمشي بثقة.
كانت الأزرار العلوية للقميص الأبيض مفتوحة، مبيّنة لمحة طفيفة عن جسده العضلي.
شعره الكستنائي الذهبي، عيون التنين التي كانت كالمفترس، و الإبتسامة المميزة على فمه.
لم تكن هناك لمحة طفيفة عن الشعور بالخسارة.
كما لو أنَّه لم يخسر منذ البداية، كما لو أنَّ خسارته كانت غير مهمة.
قال الفتى كلماته الأخيرة للفتاة الواقفة وحدها.
و بهذا، غادر القاعة تاركًا إياها في صمتٍ مُحدِق.
إنتهت معركتها مع خصمها و فازت.
و لكن مع ذلك، لم تشعر بأي بهجة.
فقط ... الإرتباك.