الفصل 47: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (24).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما كان الصمت يعم المكان، مشى لوكي إلى خارج الحلبة، تاركًا الناس مصعوقين.
لم يهتم بما يحصل الأن، فقد فعل ما يريده بالفعل.
اوه، قبل ذلك، نسي ترك هدية للشخص الذي جهز له المسرح.
من الوقاحة تركه خالي الوفاض، أليس كذلك؟
عندما وصل إلى أطراف الحلبة، تحت أنظار الجميع، توجهت عيناه البنفسجية نحو الأعلى.
عيونه كانت تتجه نحو أعلى منطقة في المقاعد.
لم يكن لوكي متأكدًا من هو الشخص الذي تلاعب بنتيجته، أو حتّى ما إن كان تخمين المجموعة صحيحًا.
“ ومع ذلك، هذا غير مهم، إن كانت مجرد أفكار زائدة، فهذا هو الأمر، لا شيء سيحصل، لكن إن كانت أفكارًا صحيحة … ”
إذن من الأفضل إعطاءه إجابة على الفور.
أياً كان، ذاك الشخص يجب أن يكون جالسًا مع المعلمين الآخرين الأن.
لم يكن لوكي أو الأخرون بحاجة للبحث عنه، فهو سيخرج بنفسه في النهاية.
مع مثل هذه الأفكار، كانت عيناه باردة، في تناقض مع إبتسامته الحيوية.
بينما كان يحدق في المبنى الفخم أعلى كراسي الطلبة، و الذي يجلس فيه المعلمون، فتح فمه ببطء.
صوته لم يخرج، لكن شفتيه كانتا تتحركان.
في الأعلى، لم يفهم معظم أعضاء هيئة التدريس ما كان يفعله الفتى، و مازالت صدمة إنسحابه قائمة.
لكن بين المعلمين، كان يمكن رؤية رجل في منتصف العمر، كان — رغم عمره، ذو مظهر شاب في العشرينات.
شعر بذلك على الفور، لقد فهم الفتى من عشيرة الليل الأبدي فعلته.
عندما إستسلم، شعر بالإرتباك و بعض السخط.
بذل جهدًا ليقوم برشوة منسق القتال في الإختبار الثاني، و كانت تلك حدود ما يستطيع فعله بالفعل.
كان ذلك ممكنًا فقط بسبب أن مدير الأكاديمية غير موجود.
لقد ذهب المدير إلى مؤتمر الشؤون العليا في حدود كايرو و نانمان، حيث سيتم مناقشة أزمة البر الرئيسي و إختفاء المخلوقات البحرية، ناهيك عن الوباء الذي إنتشر في قرى البشر، و الذي أصبح مشكلة ذات نطاق واسع، و بعض الأمور الأخرى.
العشائر الكبرى و العائلات ذات أعلى المكانات ذهبوا إلى هناك، كان المدير سيرسل ممثلاً في العادة، لكن لسببٍ ما، قرر الذهاب بنفسه.
ذلك جعل حتّى العائلة المالكة في كايرو و نانمان يفكرون في الحضور بأنفسهم أيضاً، حيث أن ذهاب المدير بنفسه لكن إرسال ممثلين كان وقاحة لا تغتفر.
على أي حال، بعد إعطاء منسق الإختبار الثاني إكسير متوسط الجودة، و الذي جعل قلبه ينزف، تم وضع خصم مختلف عن الأصلي ضد لوكي.
لنضع مسألة كونه سليل عشيرة الليل الأبدي التي تعتبر من أقوى العشائر متوسطة الحجم في نانمان جانبًا، كان هذا الفتى بمفرده جوهرة ثمينة.
في السنين الماضية، حتّى عندما كان معاقًا غير قادر على القتال، إستخدم ذكائه و قام ببناء قواته الخاصة الذين أعلنو له الولاء، وقام بتدريبهم شخصيًا ليقاتلوا بدلاً عنه لأنه لا يمكنه فعل ذلك.
ناهيك عن تجاوزه بطريقة ما مرضه الغريب و قام بعرض مواهبه الكامنة، وفي النهاية، توفي في إنفجار ضخم بينما كان يقاتل وحيدًا جيشًا من الوحوش و البرابرة.
حتّى عندما هرب الجميع، بقي في المكان، وذلك لسبب وحيد، وهو حماية أتباعه الذين بقو معه حتّى النهاية المريرة، و جعلهم يهربون رغمًا عنهم.
على الأقل، ذلك ما إعتقده الناس.
و ها هو الأن يقف سالمًا غانمًا، بالطبع، صدمة رجوعه ستخلق ضجة كبيرة، ضجة سيئة بالنسبة للعشائر المتنافسة ضد عشيرة الليل الأبدي.
إستسلام لوكي جعل الرجل يشعر بالسخط بالطبع!
لكن الأسوأ لم يكن ذلك.
عندما إبتسم لوكي نحو حجرة المعلمون فوق مُدرَّج الطلاب، فتح فمه و لم يخرج أي صوت.
الرجل في منتصف العمر، لعلمه أنه المستهدف، قام بقراءة شفتيه.
“ لست بحاجة لـ شفقتكم، أيها العجائز الحمقى ”
تصاعد غضب الرجل، و الذي كان إسمه هو سانغ هيون جو، لكنه لم يستطع التعبير عنه أمام الآخرين.
قام بحبس سخطه و بدأ بشتم الفتى حتّى وصل إلى أسلافه العشرة داخليًا!
بقول ذلك، مشى لوكي إلى خارج الحلبة، تاركًا الجمهور في الضجيج.
كان سانغ هيون جو على وشك شتم سلف لوكي الخامس عشر عندما دخلت في رأسه فكرة جعلته يهدأ.
لقد قال كلمة العجائز، و ليس كلمة عجوز.
هذا يعني، لم يعرف الفتى بالضبط من كان المتلاعب بالضبط، لكنه عرف أنه من بين المعلمين.
بالطبع لن يعرف، يا لي من أحمق، إنه مجرد طفل عبقري، ليس خبيرًا!
لكن … حتّى لو لم يُخبِر الفتى بالضبط من أكون، فمن قام بإخباره؟
نظر سانغ هيون جو إلى محيطه سِرًا، لكن تعابيره كانت مرتبكة خارجيًا مثل الأخرين، كما لو كان لا يفهم ما قام به الفتى.
رغم قيامي بدفع مبلغ سخي للتقرب منه، فهؤلاء الثعالب كانوا أسرع مني … تسك!
بينما كانت التروس في عقله تعمل بسرعة، كان ضجيج الجمهور يعلو.
“ اااه … هل قام بنفس ما قام به في الإختبار الأول؟ ”
“ أنا … لم أعد أعرف أي شيء، أليس من المفترض أنه إبن عشيرة معروفة؟ كيف له أن يستسلم هكذا؟ ”
“ ليون إيڤينيوس، لوكي رومانوف، بايك كانج وو، لوغان هيرميس، هؤلاء الأشخاص، فقط فيما يفكرون؟ هل أصبحوا مجانين بسبب موهبتهم المنخفضة؟ ”
“ منخفضة؟ ربما، لكن هل هم ضعفاء؟ بالتأكيد لا، لا علاقة للأمر بقوتهم حتّى ”
“ إنها مجرد شائعات لكن … سمعتُ أن هناك آثار جانبية لـ مراسم الصحوة، و هي الوقوع في العواطف السلبية، بعض الأشخاص ذوي الطبيعة الأقل إنضباطًا تظهر عليهم تلك الأعراض، مثل الميول العنيفة، الجنون، و تعطش الدماء ناهيك عن الهلوسات ”
“ لم يتم تأكيد الأمر، لكن ليس كما لوا أن كل ذلك خاطئ، صحيح أن الفشل أو إنخفاض الموهبة يؤدي إلى تلك الأعراض، مما يجعل الشخص يتخذ قرارات غريبة و غير عقلانية ”
في تلك اللحظة، بزغ الإدراك على الجمهور فجأة.
موهبة متوسطة، العنف و القرارات الغريبة.
هذا هو!
يبدوا أن هؤلاء الأشخاص كـ ليون و الأخرين كانوا عُرضةً للآثار السلبية!
توجهت أنظار الناس نحو لوكي الذي خرج من الحلبة، بينما كانوا مرتبكين.
ألم يكن هذا الشخص ذو موهبة الدرجة الأولى قبل 3 أعوام؟ هل إنخفضت موهبته بسبب بعض الأحداث الغامضة؟
شعر البعض بالشفقة، بينما البعض سخروا، و البعض كانوا غير مبالين.
كان هذا مؤسفًا، لكن ذلك كل شيء.
“ تم خداعهم بالكامل ”
“ بكل تأكيد ”
شاهد ديو و ڤايرون- احم، أقصد، شاهد ديو و رافاييل الجمهور بلا مبالاة.
كان ذلك ضمن حساباتهم بالفعل.
أفعالهم الغريبة في وقتٍ لاحق سيتم تفسيرها على أنها أعراض سلبية للفشل و الغضب بسبب موهبتهم المنخفضة، ذلك سيمسح الشك بشأن خططهم.
[ لاحقًا عندما ندخل الفئة (D)، سيعتقد الآخرون أنه بسبب اليأس و الإحباط]
[ أفعالنا العنيفة ستجعلنا نفقد الأهلية لـ دخول الفئات العليا، أراهن حتّى أن المناصب العليا لن يوافقوا على إدخالنا الفصل (A) خوفًا من كسر التوازن، على الأقل حتّى يضمنو السيطرة علينا]
[ بالتأكيد، من المنطقي، عندما لا نقوم بإظهار نتائج تستحق الفئة العليا، سيكون الرهان الأفضل هو الفصل الأدنى، نظرًا لكونه، بطريقة أو بأخرى، مكانًا محايدًا]
إختتم رافاييل تحليله، بينما كان يتناقش مع ديو.
ليون كان يشاهد معركة لويد مع الأخرين.
معركته كانت مثيرة للإهتمام أكثر من تباهي لوكي.
سووش! بام! سووش! بام!
في الحلبة التي يقاتل فيها لويد، يمكن سماع صوت تمزق الرياح القوي.
بينما يقف في أحد جوانب الحلبة حاملاً رمحه، كانت يد لويد تتحرك بسرعة.
سهم في اليمين، سهم في اليسار، سهام تهاجمه من كل مسار!
الرمح تراقص في ذراع لويد كما لو كان فنانًا يرسم لوحة فنية.
تم كسر جميع السهام ببراعة في يد الفتى الشاب، لكن خصمه لم يترك له مجالاً، على الفور تمت مهاجمته بموجة أخرى من السهام!
بام!
قبل أن يراهم حتّى، ضرب لويد أرضية الحلبة بقدمه بقوة.
أمسك برمحه و ثبته على الأرض، ذراعه على الطرف، جاعلاً الرمح موطئًا، قفز بسرعة نحو الأعلى و تشقلب على نحوٍ مذهل.
سووش! سووش! سووش!
زخم الحركة والهواء من دورانه جعل السهام تنحرف عن إتجاهها.
عبِسَت الفتاة التي رمت السهام قليلاً، و قامت بتوجيه ذراعيها نحو لويد، أنزلت اليد نحو الأسفل.
على الفور، و بشكلٍ غريب، إتجهت السهام نحو لويد.
بينما كان معلقًا في الهواء و يحمل نفسه بذراع واحدة عن طريق رمحه، قفز لويد نحو الأعلى.
كراك!
بينما كان في الهواء، مد يده نحو رمحه، و طار الرمح تجاهه على الفور!
سووش!
عندما أمسك بالرمح الطائر بقوة، زخم الحركة الباقي دفع الفتى إلى الدوران في الهواء.
قام بـ تجنب السهام مرة أخرى، قامت الفتاة بتوجيه يديها إلى لويد بصعوبة قليلاً، إنحرف مسار السهام الأصلي في الهواء و إتجه نحو فتى الرمح.
كلانج! كلانج! كلانج! تقطيع! تقطيع!
بينما كان في الهواء، بمساعدة من عزم الدوران، قام لويد بـ القطع برمحه في الهواء، و قام بنسج جدار هوائي يحيط به.
مع دوران الرمح عبر يديه، ضرب طرف الرمح جوانب السهام و قطعهم كما يقطع السكين الزبدة.
صوت إصطدام المعدن و رنينه يمكن سماعه، قبل أن تدخل أذان المرء أصوات القطع الخفيف.
تم جرف بقايا السهام بـ فعل الرياح بعيدًا عن لويد.
عبست الفتاة مرة أخرى، لكن يديها لم تتباطأ، قامت على الفور برمي السهام تحت لويد قليلاً قبل سقوطه في الأرض.
عندما شعر لويد بـ إهتزاز الهواء، كما لو كانت المنطقة تدغدغ أذانه، ضرب برمحه نحو الأرض.
كلانك!
تم قطع أرضية الحلبة، و تم حشر الرمح بقوة.
“ هواه! ”
ممسكًا بعصا الرمح العالقة في الأرض، قام لويد بدفع نفسه أفقيًا عن طريق رمحه.
سووش!
الفتاة شعرت بالخطر قبل أن تستطيع الرؤية، في جزء من الثانية قامت تدوير جسدها كما لو كانت تحاول تجنب شيئٍ ما.
بام!
صوت إصطدام قوي.
في حاجز الحلبة الذي تموج بقوة، يمكن رؤية قدم شخصٍ ما ملتصقة به.
“ … مثير للإعجاب ”
تمتم لويد بخفة، عندما دفع نفسه بقوة إلى الفتاة كالسهم، إعتقد أنه يستطيع تقويض تحركاتها، لكن غرائزها كانت مذهلة بالفعل.
“ ها هو يبدأ ”
“ الفتى الأكثر هدوءًا و رمحه، نعم، بدأت هلوساته بالفعل ”
بينما يشاهدون المعركة الممتعة و التي لم يتكلم فيها الإثنان، كان ليون و لوكي يتحدثون ببعض التسلية.
الأكثر طيبة في مجموعتهم هو لويد، على الأقل، كان ذلك فيما يتعلق بمعظم الأمور، لكن لديه جانب شرير حقًا، و هو بنفسه غير مدرك له.
كان ذلك الجانب هو عندما يقاتل برمحه، حركات مذهلة و قتال لا يعلى عليه، كان ذلك بخير، لا بأس.
المشكلة فقط … أنه يبالغ بدون أن يشعر.
تخيل أن يضربك شخص ما، لكن لا توجد أي نوايا شريرة أو سيئة في عينيه، كيف ستشعر؟
الخوف بطبيعة الحال!
في هذا الجانب، في المجموعة بأكملها — إن وضعت ليون المجنون جانبًا — لويد هو الأكثر إرعابًا.
“ و يقول لي أنني أبالغ في ضرب الأخرين … هذا الشرير ليس له أي أخلاق ”
“ أنت ليس لك حقوق في الحديث، فقط اخرس ”
“ تبًا لك ”
بعد عودته من قتاله على وجه السرعة، جلس لوكي مع ليون.
كان راضيًا عن نفسه بعد إسكات ليون عن قول الهراء، هناك حدود لا يمكن تجاوزها في النفاق و الوقاحة، بجدية.
“ إذا لم ينفع هذا … ”
لمعت عيون لويد بخفة.
مد الفتى إصبعه السبابة نحو رمحه.
“ إلى الأعلى ”
طار الرمح نحو أعلى نقطة في الحاجز بسرعة، كما لمست قاعدة الرمح غير الحادة الحاجز، بينما رأس الرمح متجه إلى أسفل.
نقر لويد بأصابعه، و فجأة، قبل سقوط الرمح، تشكلت الرياح حوله، مما منعه من السقوط إلى الأسفل.
“ حسنًا ” إبتسم لويد لنفسه.
نظر إلى الفتاة الصامتة، و التي تقوم بإعداد سِهامها.
هجوم!
المعدن الأسود البارد!
توجه على الفور إلى الأمام، تحولت أيدي الفتى إلى اللون الأسود.
سووش! سووش! سوووش-!!
لم تنتظر الفتاة لمعرفة ما كان يفعله، و هاجمته على الفور بأقوى سِهامها.
بينما كان يجري نحوها، تجنب الفتى السهم الأول عن طريق التحرك إلى الجانب قليلاً بسرعة فائقة.
“ الآن! ”
بوووم-!!
في نفس الوقت عندما تم سماع صوت إنفجار، إختفى الفتى من مكانه، و إصطدمت السهام بشيئٍ صلب.
عندما إصدمت تلك السهام بالشيء الغريب، إنفجروا على الفور.
وسَّعَت الفتاة عينيها قليلاً.
أين هو؟
كما لو كان الإدراك يبزغ في عقلها، و في جزءٍ من الثانية، نظرَت إلى الأعلى.
قبل أن تتدارك عينيها تحليل ما رأته بالكامل، على الفور قامت الفتاة بصرير أسنانها و توجهت يدها بقوة إلى الأعلى!
الضغط نزل على الفتاة و شعرَت أن ذراعها كادت تنكسر!
تحمّلَت الفتاة الألم و ركزت أفكارها نحو إحداثيات الهدف.
السهم فائق السرعة الذي تفاداه لويد لأول مرة، تم تحريف مساره بالقوة وإتجه عموديًا إلى أعلى نقطة في وسط الحلبة قبل أن يصطدم بالحاجز.
سووش! باااام!!
في لحظة واحدة من الثانية، أمكن للفتاة رؤية إبتسامة على وجه لويد.
باااك! باااام-!
في اللحظة التالية من الثانية، إختفى الفتى لويد من مكانه بسرعة.
كل ما أدركَته الفتاة هو سماعها أصوات الإنفجارات.
لم تعرف بالضبط ما حدث.
الرياح العاتية جرَفَت الغبار الأسود للإنفجار و غطّى دخانٌ أسود وسط الحلبة.
“ هذا … كيف لقتالهما أن يكون ممتعًا، حتّى دون أن يقول الإثنان أي كلمة؟ ”
“ هل تتذكرين عندما كنا نتدرب أنا و أنتِ في الغالب؟ ”
“ أوه … أفهم قصدكَ الأن، التفاهم في المعارك ”
“ أحسنتِ الفهم، لكن هذا … إنه قتال ممتع حقًا ”
“ نعم، أراهن أنه حتّى القراء سيوافقون على كلامك ”
“ بكل تأكيد ”
بدأ الدخان الأسود ينقشع عن الحلبة شيئًا فشيئًا.
يمكن رؤية شخصين واقفين.
فتى ذو شعرٍ أسود و عيون برتقالية ممزوجة بالأصفر الفريد، نظرت عيونه نحو خصمه ببعض الإرتباك.
فتاة ذات شعر أزرق غامق و عيون سوداء عميقة، لقد كان موقفها نفسه، حيث شعرت بالإرتباك داخليًا رغم تعابيرها الراكدة.
في وسط الحلبة، كان لويد يمسك بخصر الفتاة كما لو كان يمنعها من السقوط.
الفتاة كانت تمسك بمؤخرة رقبة الفتى بينما أصابعها متشابكة في ما يشبه العناق.
قوس الفتاة كان على الأرض، و رمح الفتى كان على الأرض أيضاً.
في تلك اللحظة … عم الإرتباك.
شعر لويد برأسه يصبح ساخنًا بينما لم يعرف ما يفعله.
في لحظة هجومه، عندما كاد أن يلكم وجهها، شعر على الفور بشيئٍ خاطئ، و ذراع الفتاة التي كانت تقوم بحماية رأسها فيما يشبه دفاع تلقائي جعلتها تتراجع و كادت تسقط أرضًا.
قبل أن يفهم لويد ما يحدث، قام بتخفيف سقطته عن طريق التحكم بالرياح، و أمسك بخصر الفتاة قبل سقوطها.
لِمَا لم يستخدم الرياح لتخفيف سقوطها فقط؟
لم يعرف السبب، و لم يهتم بالسبب.
الفتاة، كان وجهها يتحول إلى اللون الوردي قليلاً.
عيونها أصبحت باهتة، بينما كان عقلها في فوضى، عندما تعثرت بسبب قوسها، شعرَت بِيَد شخص على خصرها، وأمسكت برقبته إنعكاسيًا بدون تفكير.
الإثنين بقيوا على تلك الحالة في جمود.
“ وووه! هذه حركة واحدة للذهاب! مذهل يا لويد! ”
“ هل تعلمت القتال أو السلاسة في غيابك؟ هاه؟ أيها الوغد الرائع! ”
ليون و ديو، لكونهم أصدقاءًا صالحين، على الفور صرخوا وسط الإرتباك في جهتهم.
الحلبة التي قاتل فيها لويد كانت قريبة من مدرج الكراسي الخاص بهم، لذلك كانت البيئة هادئة قليلاً.
“ يا آكِل العشب القذر! كيف لك جعل قتالي باهتًا هكذا! ”
لم يترك لوكي الفرصة أيضاً، و إنضم إلى الإثنين.
الأخرون نظروا إليه لفترة، قبل الإنضمام أيضاً.
“ قتال رائع مع خاتمة رائعة! هذا هو ساهيونج الذي أعرفه! ”
“ فرناندو، أنت تعرفه لـ يومين فقط ”
“ أعرف، إخرس يا لوغان ”
“ همم! همم! ”
رفعَت تشاي نايون يديها كما قامت بإيماءة تشجيعية.
كانت كما لو أنها تقول “ لا أعرف ماذا يحصل، لكن عمل جيد، لويد ساهيونج ”.
بينما كانت عيونه تحدق في قزحية عين الفتاة السوداء، إخترقت كلمات المجموعة آذانه.
كل كلمة يتم قولها، تجعله يرغب أكثر فأكثر في حفر حفرة و يدفن نفسه فيها.
بجدية! توقفوا، فقط توقفوا!
بالطبع، لم يتوقف لا ليون أو الأخرون، و على العكس من المتوقع، إنضم الجمهور إليهم، طالما هناك ترفيه، من لن ينضم إلى ذلك؟
كلمات الجماهير التشجيعية جعلت الإثنين يحمرَّان خجلاً أكثر من السابق!
“ … أستسلم ”
لكي يتوقف مثل هذا الإحراج، تمتم لويد بصوت منخفض.
“ همم؟ ”
الحكم، الذي كان ينظر نحو الإثنين بدفء كما لو كان أبًا، أمال رأسه قليلاً.
هل قال الطالب لويد دانيال شيئًا؟
“ أستسلم! قلت أستسلم! الأن توقفوا أرجوكم هذا محرج! ”
كما لو أنه قد طفح الكيل به من التشجيعات الدافئة، صرخ لويد كما نظر نحو الحكم ببعض الإستياء.
كل ذلك، بينما لا يزال يعانق خصر الفتاة.
هذا جعل كلماته تبدوا غير مُقنِعة حقًا.
“ … الفوز للطالبة سيلينا أرثر ”
بإبتسامته الدافئة التي لم تفارق وجهه، قال الحكم.
بعد تحليل موقفه قليلاً، شعر لويد على الفور بغباء موقفه.
إنتظر قليلاً …
وجهه أصبح أكثر إحمرارًا من السابق.
باه! ما هذا الغباء يا عقلي! هل نسيت أن تعمل من أجلي قليلاً؟ هاه؟ إنني بشكلٍ حرفي أعانق سيلينا، ماذا أتوقع أن يقول الأخرين حتّى، بالطبع رد فعلهم سيكون هكذا!
سيلينا لم تلتفت نحو نتيجة النزال، و كانت تحدق في الفتى الذي يعانق خصرها.
لم تستطع إبعاد عينيها عنه.
في مثل هذا الموقف، إبتسمَت قليلاً.