الفصل 48: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (25).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مضت المعارك و تقاتل الخصوم، البعض عرضوا مهاراتهم، البعض لم يستطيعوا ذلك.
“ أعتقد أنه لم يتبقى سواي؟ ”
نظر رافاييل إلى الأخرين كما قال.
كان ليون ينظر بعمق إلى حجرة المعلمين، بينما يجيب، “ على ما يبدوا، يا رفاق، لقد تمت مناداتي الأن، إجعل الأمر سريعًا يا راف ”
“ هل أنت واثق أن الأمر بخير؟ ربما قد تم إكتشافك؟ ”
“ هيهيهي ” ضحك ليون ببرودة: “ إكتشافي؟ هذا مستحيل، لقد أعددتُ لهم هدية ستجعلهم قلقين بما يكفي لعدم الملاحظة، أما عقابي … لم أقم بتوجيه الضربة القاضية بعد للفتى، لا شيء سيحصل ”
“ أنا … لو كنت في مكانهم، سأجعل الإستدعاء مجرد ذريعة للتحقيق فيك، ليون ساهيونج ” كان فرناندو يفكر قليلاً.
“ أنت محق، لكن هذا ليس كل ما في الأمر، على الأغلب، سيقومون بقمعي ”
“ لهذا قلت لك أن الأمر خطير … ” تنهد رافاييل.
“ لا عليكَ، فقط ركز على مباراتك ”
بقوله ذلك، نهض ليون من مقعده، كما مشى خارج المُدرَّجات.
“ هل أنتم متأكدون من رغبتكم في الدخول معنا، يا رفاق؟ ”
بعد رحيل ليون، توجهت عيون ديو إلى الثلاثة الباقيين، لوغان، فرناندو و تشاي نايون.
“ نعم يا معلم، رغم عدم رغبتي، فقد إخترتُ الإستسلام كي لا أضيع وقتي ”
كان فرناندو خائب الأمل قليلاً.
لم تتحدث تشاي نايون، لكن كانت هزت رأسها في الموافقة.
قال لهما ديو أن يقوما بما يريدان فعله، سواء كان اللحاق بهم في خطتهم، أم محاولة الإلتحاق بالفئات العليا.
لكن الإثنين قاما بفعل ذلك على أي حال، واستسلموا في المعركة.
السبب الرئيسي لـ قدوم تشاي نايون إلى هذه الأكادِيمِيَّة كان ذكريات الماضي العابرة، لم تهتم بالتسلسل الهرمي أو ما إلى ذلك،
كان السيف هو مصدر إهتمامها، بما أنها وجدت مُعلمًا قديرًا، كيف لها أن تهتم بالأمور الغير المهمة؟ الفتاة لم يكن لديها منزل للعودة إليه على أي حال.
فرناندو، بطبيعة الحال قام بـ قياس الفوائد و العيوب، بينما لم يعد لديه دعم في الأسرة، و سيتم تحويله إلى أخته الكبرى، لم يكن هناك من معنى في محاولة التخبط في الفئات العليا التي سيتم إستخدامه فيها.
بينما كانت عائلة نيكولا عائلة صاعدة، فالمنطقة لم تكن تخلوا من المنافسين، مع قوته وحدها، لم يكن فرناندو أكثر من مجرد قطعة شطرنج لها بعض الأهمية.
بدون القوة، ماذا لو كان في أكاديمية مرموقة وله علاقات؟ ماذا لو كان من عائلة نبيلة؟
كل ذلك لا معنى له، في هذا العالم، قوة الشخص فقط ما يمكنه الثقة به!
فرصته الأكبر ليصبح أقوى كانت في أن يتبع ديو و المجموعة، حيث أن لديهم خططهم الخاصة، ناهيك عن الطموح.
طالما كان مفيدًا لمثل هؤلاء الأشخاص الأقوياء، قد يصبح أقوى بالفعل، لقد شعر بذلك في إختبار الموهبة، لا يعرف كيف، لكن موهبته تحسنت.
و السيف … لقد أراد أن يتبع قلب السياف الخاص به، لا أن يتقيد بالرغبة المادية التي إستهلكَته منذ أن كان صغيرًا.
لم يرغب في أن يغفل عن ما هو مهم حقًا مرة أخرى.
ما يهم حقًا هو القوة، الباقي ليس سوى مجرد مُلحقاتٍ تأتي مع القوة!
كان لكل شخص مصلحته الخاصة تجاه الأمر، لم يكونوا حمقى، بطبيعة الحال، سيكون لهم أجنِدة خفية.
لوغان … لنقل فقط أن الأمر مثير للإهتمام بالنسبة له.
كان واثقًا من قدرته على الصعود نحو القمة بقوته الخاصة على كل حال.
“ لويد … لم يعد بعد؟ ”
عبِس لوكي قليلاً، أكِل الأعشاب ذاك، ما الذي يقوم بتأخيره؟
“ ربما يقوم بتنظيم أموره، على عكس عازبٍ بائس أعرف؟ ”
“ إخرس يا خبير العلاقات المزيف ”
“ رسائل لمدة أسبوع كامل يا مخدوع … لابد أن الأمر كان ممتعًا، هاه؟ ”
كما هو الحال دائمًا، كانت الدردشة التافهة تحصل بين لوكي و رافاييل.
في ممر خارج ساحة الحلبة، مشى ليون بلا تعابير.
“ إذا كان العجوز قد ذهب إلى المؤتمر من بين كل الناس، فالوقت على وشك الإنتهاء ”
خطتي على وشك البدأ، ناهيك عن أن ميراث البحر المغمور قد بدأت تظهر بعض العلامات على كشفه.
لم تكن تلك معلومات يعرفها ليون وحده.
السبب الأكبر لذهاب رئيس هذه الأكادِيمِيَّة و الزعيم غير الرسمي لهذه الجزيرة هو ذاك الميراث.
أصل المشكلة و الثروة بعينها، حتّى أن ليون كان يبحث عنه لمدة عامين إلى الأن.
نشر القوات و الإختباء لثلاث أعوام، لقد كان من أجل هذه اللحظة.
“ هذا الميراث يعتبر قطعة مهمة لتحقيق أهدافي الخاصة ، لا يهم ماذا، يجب أن أحصل عليه ”
حتّى لو كان علي قتل الجميع للحصول عليه، فلا بأس بذلك.
بينما كان غارقًا في أفكاره، وصل إلى نهاية الممر، و كان أمامه باب يقف على جانبيه شخصين.
“ توقف، عرف عن نفسك، و ما غرضك من القدوم إلى هنا ”
أحد الحراس فتح فمه ببرود.
كانت هذه المنطقة محظورة على الطلاب، و من غير سبب مقنع، كان عليهم طرده.
إبتسم ليون قليلاً، “ أنا الطالب ليون إيڤينيوس، لقد تم إستدعائي، هل لديك مشكلة مع هذا؟ ”
“ كيف تجرؤ … ” أحد الحارسين شعر بالغبطة من موقف ليون.
“ توقف ” الحارس الأخر مد يده لإيقافه.
“ هوه؟ يمكنك على ما يبدو إستخدام عقلك؟ ”
لم يتغير تعبير الحارس، لكنه شعر بالإنزعاج من نبرة الفتى الوقحة.
لكن للأسف، لا يمكنه معاقبة ليون على كلامه أو موقفه.
مهما كانوا أكبر منه سنًا، فالحارس يبقى حارس، و الطالب يبقى طالب.
في هذه الحالة، مكانة الطالب أعلى من الحارس، أيًا كان ما يقوله ليون أو يفعله، ما لم يخرق القوانين، فليس لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم.
إيقاف ليون من التقدم كان ضمن الإجراءات، لذلك لم يكن سيتم الإشارة لـ ذلك بما إنه جزء من العمل.
يمكن إعتبار كلام الحارس الأقل رتبة تجاه ليون مثل الرد على رئيسهم، و هذا غير لائق.
لكن بما أنه صغير، لم يدرك الأمر على الفور، على الأقل، كان هذا ما يتمناه الحارس الأكبر بينهما.
“ أرجوا أن تسامح الحارس الصغير على تجاوزه، فهو عديم الخبرة ”
“ حسنًا، نظرًا لأن ما فعله ليس بالشيء الكبير ” هز ليون كتفيه.
“ شكراً لك على عطفك، بيل، إذهب إلى الداخل و تحقق من صحة كلامه ”
نظر إلى ليون أطول قليلاً، و قال الحارس لـ مرؤوسِه.
“ حاضر ”
لم يفهم لماذا كان رئيسه يعتذر لمجرد طالب، لكنه إمتثل للأوامر، إنحنى الحارس الأقل رتبة و دخل الحُجرة.
وقف ليون و الحارس بصمت، منتظرين الكلمات من الداخل.
“ أتركه يدخل ”
صوتٌ مهيب يتردد في الأذان أمكن لـ ليون سماعه.
تغير موقف الحارس على الفور، فتح الباب بأدب و انحنى قليلاً تجاه ليون.
أومأ ليون برأسه للحارس، كما دخل إلى الغرفة.
عندما دخل، أمكنه رؤية الحارس الأقل رتبة يتصبب عرقًا.
“ أيها الحارس، لا حاجة لك في الوقوف، يمكنك أن تبقى في الخارج ”
“ حاضر … حاضر سيدي ”
الحارس بيل شعر بأنفاسه التي كادت تتوقف، الجو هنا كان خانقًا لمجرد حارس مثله.
خرج من الغرفة و أغلق الباب خلفه.
“ مِن المضحك، كيف أنهم يَعرِضون سلطتهم عن طريق مجرد حارس ”
فكر ليون بينما تتوجه عيونه إلى الأشخاص الجالسين في الكراسي الفخمة.
شعور خانق و ضغط ساحق كان يملأ الغرفة.
لم ينزعج ليون، انحنى بأدب، “ الطالب ليون إيڤينيوس يحيي لجنة المعلمين الموقرين ”
“ مثير للإعجاب، كيف يمكنه الحفاظ على هدوئه في هذا الموقف؟ ”
كان سانغ هيون جو بلا تعابير، لكنه فوجئ داخليًا.
في الكرسي الأوسط، جلس ديوس و خلفه المعلمون المساعدين.
في الصف الأيمن كان سانغ هيون جو و الأساتذة في قسم لجنة الإنضباط.
في الصف الأيسر كان أساتذة قسم العقوبات يجلسون مع تعابير باردة.
“ الطالب ليون إيڤينيوس، هل يمكنك معرفة سبب إستدعائك إلى هنا؟ ” تحدث ديوس بصوت غير عاطفي.
“ للأسف، هذا الطالب المتواضع لا يمكنه معرفة السبب، هل لي … بالجرأة لمعرفة ذلك؟ ”
موقفه قد تغير عن ما كان قبل يومين، حيث كان باردًا تجاه الأساتذة على وجه الخصوص.
ومع ذلك … يقول بكل وقاحة أنه لا يعرف؟ كما لوا أنهم سيصدقون!
“ وقح! ” أحد الأستاذة ضرب الطاولة كما لوا أنه غاضب، “ أنت تعرف ما قد إقترفته، ومع ذلك تدّعي أمام لجنة التعليم عدم معرفتك؟ هل أعتبر هذا تقليل إحترام تجاهنا؟ ”
[ ذلك العجوز تشي تشانغ … يا له من ماكر!]
[ … أن يضع سمعة لجنة المعلمين في بيت النار، هكذا سيمنعنا من معارضة كلامه، و سيكون لديه المبادرة في إستجوابه أولاً]
كان المعلمون يتناقشون سرًا فيما بينهم، بينما يراقبون ليون ببرود.
“ كيف يجرؤ هذا الطالب “غير المنتسب بعد” إلى هذه الأكادِيمِيَّة على فعل ذلك؟ هذا الفتى الصغير جاد أيها الموقر، حتّى الأن، أنا لم أقم بتجاوز أي قوانين أعرفها، أم هناك شيء لا أعرفه؟ أرجوا منك تنويري ” انحنى ليون أكثر من السابق، و قال بصوت مرتبك.
[ يا له من طفل ذكي]
[ أولاً جعل القضية تافهة و التقليل من أهميتها، قام بتأكيد عدم إنتسابه التام إلى الأكادِيمِيَّة بعد، ناهيك عن أنه أكد على عدم إختراقه لأي قوانين يعرفها بعد، و ترك الحكم إلى العجوز تشي تشانغ]
[ هكذا لم يلمس وقار لجنة التعليم بعدم ذكرها، و قام بتحويل اللوم إليه وحده]
[ أنتم أيها الثعالب، ألستم تبالغون في تقدير ذكائه؟ إنه مجرد شاب صغير]
[ تسك تسك، لهذا أنت لا تنتصر علي في الشطرنج البتة، أنت ضيق الأفق حقًا! تأمل في كلماته وحسب، لقد كانت تضرب لب الموضوع، هل تعتقد أنه نسجها بتلك الطريقة بالصدفة؟ فكر في الأمر!]
[ كيف سيخرج العجوز تشي تشانغ من مثل هذا الفخ؟]
لم يتدخل الأساتذة الأخرون، و بقي ديوس صامتًا، كانت الأنظار على العجوز تشانغ و ليون.
“ شقي ماكر ” كان تشي تشانغ يشتم ليون داخليًا، لكنه إبتسم بحرارة، “ اهاهاها! لقد عرفتُ أنك شهم، كان ذلك ينبع من قلقي تجاه الصغير، و كنتُ أقوم بإختبارك فقط، أمل أنك لم تشعر بعدم الإرتياح من مزاح هذا العجوز ”
“ … هكذا إذاً، هذا الصغير يشكر لك على تنويره، لقد فتحت لي آفاق جديدة بفضل تعاليمك ”
نظرًا لأنه قام بتحويل القضية، ترك ليون الأمر، قبض ليون قبضتيه إحترامًا تجاه العجوز تشانغ و إبتسم.
لقد بصق الإثنين الهراء بينما يبتسمان بحرارة.
ماذا؟ تنوير؟ هيهيهي.
داخليًا، كانت أفكارهم الحقيقية ظاهرة.
“ هذا العجوز ليس سيئًا، ثعلب عجوز وقح ”
“ أيها الشقي الماكر، آنى لك بصق الهراء بمثل هذا الوجه الصادق؟ ”
كان الجميع يعرف ما فعله ليون، و ليون يعرف أيضاً، لكن إن لم يقله بنفسه، فلن يمكنهم تحويل اللوم إليه لكشف نواياهم.
إن فتحوا القضية بأنفسهم، سيكون الأمر كما لو أنهم يتحملون مسؤولية عقابه أو أي شيء آخر، هكذا سَيُمكِنُهُ الإفلات و عدم كشف ما يريدون.
“ للأسف، مهما كنتم غير راغبين، لا يمكنكم سوى أن تفتحوا الكتاب ”
ليون فهم أفكارهم الداخلية، لقد كانت نواياهم واضحة كوضوح الشمس، الأحمق فقط من لن يدرك ذلك.
لقد أرادوا كشف قلب الجوهر الخاص بـ ليون.
“ الطالب ليون إيڤينيوس، طالب غير منتسب بعد يقوم بإجراء إمتحانات تحديد الفئة، معاقب بسبب الشغب، أذِيَّة الطلاب، عرقلة العدالة و المقاومة، تم إستدعائك الأن بسبب محاولة قتل طالب أخر أثناء مراسم الإختبارات المقدسة ”
رجل عجوز ذو لحية طويلة كان يتحدث، وجهه كان شاحبًا و مليئًا بالتجاعيد كما لو أنه لِحاف شجرة.
“ هذه هي غلطة الطالب، هل أنا مخطئ؟ ”
جو خانق، نبرته الباردة جعلت الهواء يرتجف، عيونه المغلقة إنفتحت قليلاً، مما كشف عن عيون سوداء ليس فيها أي علامة عن وجود اللون الأبيض.
شعر ليون بالأمر على الفور.
عاطفة غريبة كانت تريد إخضاعه، شعور غير مريح يتسلل إلى قلبه.
أفكار غير عقلانية إنتشرت كالنيران في عقله.
لقد كان ذلك هو الخوف، الخوف من إكتشاف خططه، الخوف من الموت خائف من أنه… لن يحقق هدفه أبداً.
أي الشخص في مثل هذه الحالة، سيهتز و يحاول مقاومة تلك الأفكار.
“ لا خطأ في كلمات الموقر، هذا الطالب يُقِرُّ أنه فعل مثل تلك الأشياء ”
ولكن ليون لم يقاوم، ترك تلك الأفكار تسبح في بحر عقله بِحُرِّية.
قلب الفتى لم يهتز ولو قليلاً.
الخوف أو القلق، لقد كانت مثل هذه العاطفة مفهوم غريب عني.
لم يحتاج حتّى إلى إستخدام دربه الخاص لمقاومة هذا الهجوم العقلي الضعيف، كان من الواضح أنه كان فقط لإختباره.
حدقت عيون ليون بهدوء إلى الأشخاص أمامه.
هل هكذا يتم إستخدام القدرة الغريبة؟
على ما يبدوا، عيون الرجل العجوز كانت لها القدرة على تحفيز الهلوسات و المخاوف في قلب الشخص.
“ لـ كي يستطيع الولوج إلى عقلي بهذه السهولة … إما أنها قدرة السلالة الخاصة به، أو أنه مرتبط بـ دربه، لا، عائلة كلوديوس مرتبطة بالسموم وليس العواطف و الأفكار ”
“ وهناك دائماً جوانب سلبية تعمل كالقيود على قدرات السلالة، من المستحيل أن يستخدمها علي و أن تعمل بدون أن يتضرر، ربما إنها قطعة إيجو نادرة؟ مثل سيف الحلم الغابر في مقبرة البحر المغمور؟ ”
هذا العجوز، الأن تذكر ليون الشائعات بشأنه، تلك القطعة الأثرية النادرة التي وجدها في الأنقاض المهجورة قبل سنوات.
بينما كان العجوز في معركة ضد محارب شيطاني و أصيب، دخل الأنقاض لمحاولة إيجاد فرصة للنجاة.
للأسف، قام المحارب الشيطاني بتدمير بوابة الأنقاض المهجورة، و تم حبسه العجوز هناك، رغبةً منه في الخروج، إستكشف تلك الأنقاض و واجه الفخاخ و الوحوش الغريبة.
في النهاية، نجح و حصل على قطعة إيجو أثرية.
كانت تلك القطعة الأثرية، إيجو عين الكابوس والحلم، لها تأثير يزيد الهلوسات في الخصم بغض النظر عن مستواه، و لها تأثير في زيادة قوة الحلفاء لفترة مؤقتة.
بالطبع، يمكن للقطعة الأثرية تجاوز مستويات صقل الخصم فقط، وليس القدرات العقلية، كلما كانت القوة العقلية للشخص أكبر، كلما قل تأثير العيون.
هذا… أصبحتُ فجأة مهتمًا.
بينما كان ليون يفكر في كيفية سرقة هذه القطعة الثمينة، تفاجأ المعلمون داخليًا.
كيف … كيف يمكنه البقاء هادئًا في مواجهة إيجو عين الكابوس و الحلم؟
رغم أنه لم يتم إستخدام سوى مستوى يتناسب مع فتى صغير مثله كي لا يفقد عقله، إلا أن الأمر ليس بالهيِّن!
الرجل العجوز الذي كان يستجوب ليون، رئيس لجنة العقاب كيليان كلوديوس، أومأ برأسه قليلاً كما لو كان يمدح ليون.
لقد فهم الأن سبب إيلاء الأخرين إهتمامًا لهذا الطفل.
مثير للإعجاب.
لديه ثبات عقلي مثير للإعجاب حقًا.
لو علِم العجوز كيليان أن ليون كان يفكر كيف يقتله ويأخذ القطعة الأثرية خاصته، كيف سيكون تعبيره؟
“ إذا كنتَ تعرف فعلتك، إذاً لما قلت أنك لا تدري ما هي خطيئتك؟ ” قال العجوز كيليان ببرودة.
لقد كان الإتفاق الأصلي هو أن يتحدث مع ليون، لكن العجوز اللعين تشي تشانغ قام بالتدخل.
“ هذا لأنني ببساطة … ” فتح ليون فمه ببرودة مطلقة.
“ لم أرتكب أي خطيئة من الأساس ”
عم الصمت المكان، و توجهت العيون نحو الفتى الشاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف رافاييل في حافة الساحة، بينما كان ينتظر خصمه.
مضى معظم الوقت المخصص بالفعل، لكنه لم يأتي بعد؟
شعر رافاييل ببعض السخط، كان يريد إنهاء الأمر بسرعة.
هذا ممل بحق.
نظر الحكم إلى ساعة الجيب في يده، كما فتح فمه قائلاً، “ الطالب تشو يانغ، يرجى الحضور إلى الساحة الرابعة، أكرر، الطالب تشو يانغ، يرجى الحضور إلى الساحة الرابعة قبل إنتهاء الوقت المخصص، أو سيتم إعتبار إنسحاب الطالب تلقائيًا ”
“ هنا هنا، لقد كان لدي بعض الأشياء الأهم للقيام بها، أتمنى أن تعذروني ”
ظهر فتى طويل الشعر، مع إبتسامة معتذرة على وجهه، قام بقبض قبضتيه معًا كعلامة على الإعتذار للحكم.
حدق الحكم ببرودة نحو الفتى، الشخص الذي يجب أن يعتذر له هو الطالب ڤايرون دراغونا، و ليس هو، كان من الواضح أنه فعل ذلك عن قصد.
لم ينظر تشو يانغ حتّى إلى رافاييل، بل كان ينتظر الحكم ليتحدث.
“ الطالب ڤايرون دراغونا، الطالب … تشو يانغ، يمكنكما البدء ”
بقوله ذلك، قام الحكم بهز رأسه كتحية لـ رافاييل، و لم يلتفت نحو تشو يانغ.
قام رافاييل بالمثل، لقد كان هذا هو الإحترام المتبادل بينهما، لأن رافاييل قام بواجبه كمحارب و الحكم أيضاً، حيث لم يقم بالشكوة حتّى عندما تأخر تشو يانغ.
شعر تشو يانغ بالإهانة.
لقد أراد إستفزاز رافاييل، لكن بسبب الحكم، حصل العكس.
برؤية تعبيره الذي تحول إلى قبيح لثانية، ضحك الحكم داخليًا و خرج من الساحة.
“ سررت بلقائك … الطالب ريافون ذو العائلة غير المعروفة ” بدلاً من القتال، قام تشو يانغ بفتح فمه بأدب.
بالطبع، كان من المفترض أن تكون تحية مؤدبة، لولا أنه أخطأ عمدًا في تهجئة إسم رافاييل و تهجُّم العائلة.
“ بدأ مرة أخرى … تشو يانغ ذو اللسان سيء السمعة! ”
“ لقد كان يفعل هذا دائمًا، الإستهزاء بخصومه و إستفزازهم لـ كي يرخوا حذرهم و يعتقدوا أنه ثرثار، قبل أن يقوم بعرض مهاراته ضدهم و يفوز ”
“ أنت أيضاً، سررت بلقائك، يانغ بدون أب ” لم يغضب رافاييل، و رد عليه بأدب شديد.
” اووه شيت! ”
“ ما هذا يا أودا! لقد حرقته حرقًا! ”
تفاجأ الجمهور برد رافاييل.
مد لوكي يده إلى لويد، كما قال “ إنتظر قليلاً … دعه يطبخ ”
“ الطالب ريافون … أنت لا تعرف حتّى من هو والدي ”
إهتزت إبتسامة تشو يانغ قليلاً، لكنه حاول المحافظة على هدوئه.
ضحك رافاييل بحرارة، “ ماذا؟ لَم تخبرك أمك؟ ”
برااه!
“ لا لا لا، هذا … هذا مؤلم! ”
“ كيف سيرد؟ ما هو رد تشو يانغ؟ هذا القصف ليس له رد من الأساس! ”
“ … اوتش ” تمتم ديو، “ على الأقل لم يخبره بقصة ذهاب والده لـ جلب الحليب ”
ظهرت الأوردة على رقبة تشو يانغ.
“ كيف تجرؤ! ”
هذا إبن العاهرة … لقد تمادى في كلامه!
سريينج!
نزع سيفه من الغمد و هاجم في غضب.
هز رافاييل رأسه في خيبة، هل يعتقد أن تغيير إسم شخص ما يعتبر إهانة حتّى؟
كلانج!
في مواجهة هجمة تشو يانغ السريعة، تحرك رافاييل بضعة خطوات إلى اليمين بخفة.
إصطدم السيف بأرضية الحلبة، مما نتج عنه صوت الإصطدام و تطاير الشرر.
إبتسم رافاييل في تلك اللحظة، “ يبدوا أنها لم تخبرك حقًا ”
“ إخرس أيها الدنيء الحثالة! ” إستهجن تشو يانغ.
رفع سيفه عن الأرضية التي تشققت قليلاً و هاجم أفقيًا نحو جانبه الأيسر كما لو كانت علامة منحنية يتم رسمها في الهواء.
سووش!
الهواء تم شقه من قِبل حدِّ السيف، تم قطع جسد رافاييل أمام عيون تشو يانغ.
لا، كان ذلك وهمًا.
إختفت صورة رافاييل من أمام تشو يانغ كما وصلت تلويحته إلى نهايتها.
“ بطيئٌ للغاية، أعتقد أنني أعرف لماذا لن تحبك أي إمرأة ”
أمكن لـ تشو يانغ سماع صوت شخص ما يضحك بسخرية خلفه.
“ إخرس إخرس! ”
لقد كان من المثير للسخط قليلاً أن يتم إهانتك، كان ذلك بخير، يمكن تجاهله ببساطة.
لكن أن تتم إهانتك و لا تأتي برد أقوى أمام جمعٍ غفير من الناس، و في مجال خبرتك فوق ذلك … لقد كان هذا مثيرًا للغضب حقًا!
كل شيء إلا الوالد!
تجرأ هذا الوغد على إهانة أبي!
سووش! كلانج! سووش!
قام بالقطع أمامه، فوقه و تحته، لكنه لم يستطِع لمس رافاييل قيد أنملة.
سوش!
“ متأخر ”
كلانج!
“ يمكنك القيام بأفضل من هذا، يانغ بدون أب! ثابر! ”
بام!
“ إخرس! فقط إخرس و لا تقم بالهرب كالجبان! ”
“ تؤ تؤ، الصغير يانغ، الصغير يانغ، لا يوجد أحمق في العالم يترك نفسه يصاب، ألم يعلمك والدك ذلك؟ اوه … أسف، نسيت أنه ليس لديك والد ”
يتحرك قليلاً نحو الوراء، يقفز بسهولة فوق الفتى، حتّى أنه يقترب نحو السيف ثم يقوم بتحريف مساره بخفة.
لم يضطر رافاييل إلى إستخدام قدراته السحرية أو سلاحه حتّى.
كان هذا سهلاً جدًا.
بام!
كان السيف إما يصطدم بأرضية الحلبة أو يقطع الرياح الباردة فقط.
في كل مرة يهاجم، ما أمكنه رؤيته لم يكن سوى إبتسامة رافاييل الساخرة و عيونه خائبة الأمل.
بام!
تصاعد غضب تشو يانغ عندما لم يلمس سيفه حتّى حواف ملابس رافاييل، و قام بإستخدام الحركات الرئيسية في دربه.
لا، لقد حاول القيام بذلك.
فجأة، ظهر رافاييل أمامه.
“ ضربة الألف عام من المعاناة! ”
بقوله ذلك، هاجم بساقه المغطاة بالمعدن الأسود البارد مكانًا لا يجب أن يلمسه أي شخص.
منطقة حساسة للغاية.
باااك!
“ اوووووه—!!! ”
صرخة بائسة و حزينة يمكن سماعها.
كل شخص شاهد هذا شعر بالألم على الفور، الكثيرون أغلقوا أعينهم و أمسك الرجال بالمنطقة وسط الفخذ لا إراديًا.
كان هذا الهجوم شريرًا جدًا!
“ … هذا مؤلم حقًا ” كان ديو مرعوبًا.
“ ما هذا الشر يا راف … هل أنت تريد إنهاء نسل هذا الشخص ” لوكي أشاح بنظره.
كان هذا المنظر أفظع من أن يراه.
“ و أنا من كان يعتقد أن ليون ساهيونج خسيس بما فيه الكفاية … لكن رافاييل ساهيونج لا يقاس ”
إرتجف فرناندو من فكرة أن يضربه أحد ما في هذا المكان.
بالطبع، كان هناك من كان يعتقد العكس.
“ باهاهاهاها! ” ضحك ليون، الذي أتى من يعرف منذ متى، “ هاهاها … اااه، سعال! سعال! يا له من مسكين، بواهاها سعال! سعال! ”
كان يضحك لدرجة أنه إختنق.
“ الماء! أعطني الماء يا لوغان! ”
غلوب غلوب!
بعد الإنتعاش بالمياه، قلَّ السعال، لكن ليس بالكامل.
في الساحة، كان رافاييل ينظر بلا مبالاة نحو البائس المسكين.
لقد كان جسد تشو يانغ يرتجف بلا حسيب أو رقيب، و كان على بعد بضع لحظات من فقدانه الوعي.
“ أنا أستسلم ”
كان صوت رافاييل ساخرًا، كما لو كان يعطي متشردًا ما بعض المال.
“ مبارك لك الفوز، يانغ الذي تركه والده! ”
ضحك ليون كما صرخ، يقوم بتهنئة تشو يانغ على فوزه.
في مقاعد الجمهور، كان البعض يشعرون بالشفقة تجاه تشو يانغ، البعض كانوا يضحكون، البعض مرتبكون من إستسلام مجموعة ليون بأكملها ما عدى ليون نفسه و ديو.