49 - الفصل 49: الأشياء تبقى كما هي، لكن الناس يتغيرون (1)

الفصل 49: الأشياء تبقى كما هي، لكن الناس يتغيرون (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وسط الصخب القائم في المدرَّجات و نقاشات الجماهير، كان البعض يراقبون بصمت وحيدين، كما لو كانوا غير مهتمين بالإنضمام إلى حيوية الدردشات الممتعة و البديعة.

“ … تسك ” نقرَت ليليث على لسانها داخليًا، “ لما خصمي ضعيف هكذا! مزعج … أريد خصمًا قويًا، بو بو! هذا غير عادل، غير عادل! ”

رغم تعابيرها غير المبالية خارجيًا، فقد كانت تشتكي كالطفلة في عقلها.

لكن بصراحة!

كانت المباراة سريعة و غير ممتعة، الأخرون كانوا محظوظين، لكنني واجهت حثالة لا فائدة منه!

بينما كانت تمشي خارج الساحة وسط تصفيق الجماهير، توجهت عيونها إلى فتى ذو شعر أسود يجلس مع بعض الناس، يضحك كما لو كان على وشك أن يغمى عليه.

بما أنها محبطة على أي حال … لما لا تقوم بتنفيس إحباطها قليلاً؟

إبتسمَت كالفتاة الطيبة التي هي عليها، و ذهبَت على وجه السرعة نحو المجموعة.

المعارك كانت على وشك الإنتهاء، ولم يبقى سوى القليل.

“ صحيح يا ليون، ماذا حصل مع هؤلاء المعلمين؟ لقد أتيتَ أسرع من المتوقع ”

“ مييه ليس بالكثير، لقد قلتُ لهم أنني لا أنوي المشاركة في أي صراع للسلطة في هذا المكان، و أن ذلك لن يعجب سيدي، لأنه سيغضب لو حصل لي أي مكروه ”

“ ماذا؟ سيد؟ منذ متى تمتلك سيدًا؟ ”. تساءل لويد.

“ ليس لدي أيها الأحمق الذي أصبح ذكيًا، هم يعتقدون أني لدي معلمًا بما أنني قوي لهذه الدرجة، و لأنني غير معروف، فلا يعرفون من هو معلمي ”

“ همم، لا داعي للإهانة في كل مرة، رغم ذلك ” فكر لويد قليلاً في نفسه وأكمل قائلاً: “ فهمتُ الآن، من المنطقي الإعتقاد أن معلمك خبير سري قوي، لقد قمتَ بترسيخ ذلك الإنطباع لكي تجعلهم يتوقفون عن محاولة لمسك؟ ”

“ ليس بالضبط، لكن هناك بعض الصِّحَّة في كلماتك ”

“ ليس هذا ما كنتُ أسأله يا ليون ” هز لوكي رأسه.

“ و؟ إن كان بشأن محاولة القتل، فقد كان ذلك مجرد إجراءات إشكالية، هم لا يهتمون بالأمر، بالذات عندما حاولوا التأكُد بأنفسهم، لم أقم بتخويف الفتى من دون الإحتياط، كما تعلم؟ ”

“ أنا أعرف كل هذا بالفعل، ما أقصده هو بشأن الشخص الذي تلاعب بالخصم الذي واجهني، هل عرفتَ من هو؟ ”

“ ليس بالضبط … لقد قمتُ بتضييق نطاق خياراتي، و يجب أن يكون أحد ثلاثة أشخاص، سوف أقوم بالتحقيق معهم لاحقًا، عليكَ التركيز فقط على ما تركتَه يضيع يا لوكي ”

بقوله ذلك، كانت عيون ليون تتوجه إلى شخصٍ ما.

“ شكراً لك يا أخي … أنت محق، لقد فاتني الكثير بالفعل ”

“ لا عليك، فقط لا تفسد الأمر ”

“ لن أفعل، ليس بعد الأن ”

ومضت عيون لوكي و هو يراها من بعيد.

فتاة شابة ذات شعر أبيض و عيون بنفسجية فريدة من نوعها، كانت جالسة وحيدة، كانت ضائعة في الأفكار.

أخته الكبرى، الشخص الذي عاش معه بشكلٍ أطول من أي أحد في عائلته.

شخص ضحى بحياته الخاصة لكي لا يفقده، وفي نفس الوقت، إنها من ندم على عدم تقضية الوقت معها بما فيه الكفاية.

[ على أي حال، لم يكن هناك داعي للتخطيط لهذه الدرجة حقًا، لقد قلتُ لـ هؤلاء العجائز أنني ذاهب للفصل (D)، وكانوا يقومون بإظهار تعابير متفاجئة، لكنني أعرف أكثر من ذلك لـ كي أنخدع، إنهم يعرفون بالفعل]

“ ماذا؟ ”

“ بالفعل؟ ”

بـ سماع الأخرين لـ كلماته، تنهدوا جميعًا بـ سخط.

إذاً كل هذا الإرباك كان بلا فائدة؟

“ هذا مزعج، لقد قللتُ من تقديرهم بحق، لكن لا يهم، لن يتدخلوا في الأمر على أي حال ” ومضت عيون ليون ببرودة.

[ الصراع السلطوي في الأكاديمية له علاقة بنتائج الطلاب و الصف ككل، إنها مجرد بعض الموارد البحرية، ليس كما لو أن حربًا ستندلع بسبب ذلك، لا حاجة للكبار في التدخل]

[ على الأكثر، سيحاولون الحصول علينا ببعض الأساليب القمعية، لكن هذا كل شيء، لن يبالغو]

بينما كان يلعب حجر ورقة مقص مع لوغان، اختتم رافاييل التخمين.

“ يا رفاق، أنا ذاهب لمكانٍ ما، سوف آتي بعد قليل ” قال لويد و هو يقف.

“ إلى أين؟ ”

“ سوف تعرفون ذلك بعد أن أرجِع ”

نظر الآخرون إلى لويد قليلاً، و عادوا لفعل ما كانوا يفعلونه.

“ لقد كنتُ أبالغ بالتفكير بلا داعٍ ” تنهد ليون.

“ فيما كان السيد الشاب يبالغ بالتفكير به بالضبط؟ ”

همسات من خلف أذنه أمكنه سماعها، صوت الفتاة الهادئ و العذب دخل أذنيه.

“ سيدتي الشابة … أليس من غير المهذب مفاجئتي بـ سماحة صوتك هكذا؟ هذا الشاب هنا قد يرتبك ”

“ اوهوهو، آنى لـ مثل هذه الشابة المتواضعة أن تستطيع مفاجئة السيد الشاب الموقر؟ ”

قد بدأت محادثة الإثنين الروتينية هكذا في كل مرة يلتقيان فيها.

“ بليغ، ماذا ترى أذناي ”

“ رؤيته يتصرف هكذا تجعل الأعمى يكون شاكرًا لكونه كذلك ”

“ الأخت التوأم لـ ليون، إنها بالتأكيد أخته التوأم! ”

“ تجاهلوهم … دوري الأن! ”

الأخرون لم يرغبوا بالإشتراك في حديث هذين، أو الإنتباه لـ صرخات الجماهير المتفاجئة من الموقف.

لقد أكملوا لعب حجر ورقة مقص فيما بينهم، لـ تحديد من سيذهب لـ جلب الطعام.

“ هل هما يعرفان بعضهما حقًا؟ ”

“ تبدوا علاقتهما قريبة بالفعل … أنا غيور! ”

“ لكن … منذ متى تعرف الأميرة الشابة ليليث هذا المتوحش؟ لا توجد شائعات أو أخبار بـ شأن الأمر ”

“ قد تكون علاقة سرية، مثل تلك في القصص؟ كياا~ ”

“ هناك تاريخ فيما بينهما بالتأكيد، تذكروا عندما قالت سابقًا أنه لا يجب أن يفسدوا ما عملوا عليه لـ فترة طويلة، ماذا يمكن أن يكون؟ ”

[ لقد إنتشرت النميمة كالنار في الهشيم حقًا]

[ بكل تأكيد، هؤلاء الحمقى سوف يكونون محفظتي المستقبلية، كيكيكي]

[ همف، ماذا تقصد بمحفظتك؟ إنها محفظتنا!]

[ نعم نعم، محفظتي، محفظتك، ما الفرق؟]

[ هناك فرق بالتأكيد، لا تفسر الكلمات كما ترغب! على أي حال … هل أنت تنوي حقًا دخول الفصل الأدنى؟]

[ نعم بكل تأكيد، ماذا؟ هل أنتِ فضولية؟]

جلس ليون في مقعده بغطرسة، عندما إنزعج من نظرات الناس المتطفلة، زمجر في وجوههم كالوحش.

إلى ماذا تنظرون أيها الأوغاد …غرر!

“ شو شو، السماء جميلة اليوم ”

“ نعم … القمر يجعل الليل أكثر وضوحًا حقًا ”

“ إنها الظهيرة ”

“ إخرس فقط و جاريني، ألا ترى أن ذلك الوحش ينظر إلينا كما لو أنه يريد قتلنا؟ تجاهلني فقط! ”

بدأ الجماهير يدّعون أنهم يهتمون بشؤونهم الخاصة، في محاولة لتجنب نظرات ليون القاتلة.

وضعت ليليث يدها إمام فمها كما ضحِكَت قليلاً، و جلسَت بجانب ليون.

عندما جلسَت بجانب الفتى، تم تقليل الشراسة في وجه ليون تجاه الجمهور، رغم أن وجهه لا يزال عابسًا.

“ همف ” شخر ببرود، بينما ينظر بعيدًا عن ليليث.

[ واو، يا له من تمثيل متقن، على أي حال، بالطبع أنا فضولية، أليس علي معرفة ما يفعله شريكي؟]

[ اووه، يا له من شيء جميل لـ قوله]

سخر ليون قليلاً.

[ بالطبع هو جميل، من هو المجنون الذي يتخلّى عن كنز متنقل؟ يجب علي معرفة ما يفعله شريكي لِكي أستطيع استحصال الفوائد!]

[ يا له من شيئٍ وقح لـ قوله بمثل هذه الإبتسامة … أحببت هذا]

[ حسنًا حسنًا، السيد الشاب، لذا، ما هي نيتك في الدخول إلى الفصل (D)؟]

[ إن الأمر بسيط يا سيدتي الشابة، أنا أرغب في بناء قواتي الخاصة، الفصل الأدنى هو أفضل مكان لي، لا يوجد نبلاء ذوي عائلات ترغب بالسيطرة، ناهيك عن المعايير المنخفضة للتواصل، على عكس الضعفاء في الفئات العليا، أفضِّل الضعفاء في الفئات الأدنى]

[ … يا له من سبب بسيط حقًا، لكن لـ يكون صادرًا منك أنت، لدي شعور مشؤوم …]

[ هذا هو الأمر … إنتظري! أي شعور مشؤوم؟ أنا شخص نبيل و صادق، لا تشكِّكي في صدقي!]

ومضت ذكريات عديدة في عقل ليليث عن ليون منذ مجيئه، الضرب العنيف، السخرية المبالغة، مسرحيته في الحلبة سابقًا و الكثير.

[ نعم، أنت صادق جدًا، سوف تشرق الشمس من الشرق إن كنتُ أشكك في صدقك، أيها السيد الشاب]

… ألا تشرق الشمس من الشرق في الأساس؟

[ بالتفكير في الأمر، أين حراسكِ؟ أنا لا أراهم معكِ اليوم]

[ اوه، ليس بالكثير، لقد أرسلتهم نحو أميرة كايرو الشابة]

توجهت نظرَات ليون نحو مكان جلوس أميرة كايرو، أمكنه رؤية أنها تبتسم بـ غموض تجاه الأشخاص الراكعين أمامها.

[ هل قررتِ أنكِ ستدعمينها أم ماذا؟]

[ لا … مازال الوقت باكرًا على إختيار أحد لـ دعمه في معركة الخلافة، لكن بالطبع، حسب قرار السيد الشاب، هذه الصغيرة سوف تغير رأيها]

[ كفى عن محاولتكِ الواهية، أنا لن أقرر بعد]

[ هيهيهي، متحفظ كـ عادتك]

[ نعم، تقولين هذا أنتِ، التي كانت على وشك البكاء عندما لم تجد خصمًا قويًا لـ قتاله؟ لقد كان واضحًا لي ذلك من تعبيركِ الذي حافظتِ عليه باردًا بصعوبة في الحلبة]

[ متى … متى كنت على وشك البكاء، لم أكن كذلك!]

[ نعم نعم، صحيح~]

نظرَت ليليث بعبوس طفيف نحو ليون، بينما ازدادت ابتسامته إتساعًا.

[ … إزعاجكِ ممتع]

[ ليس كذلك!]

“ أيا جميع الطلاب الخاضعين لامتحانات تحديد الفئة، هناك إعلان جديد ”

صوت مهيب و ثقيل، جعل الصوت الهواء.

إنتهت أخر معركة في الساحة، و توجهت الأنظار نحو مصدر الصوت.

شخص ذو شعر أسود قصير كان طافيًا في الهواء، عيناه السوداء كانت كالبحر الأسود العميق.

فوق حُجرة المعلمين كان يمكن رؤيته، إخترق صوته البارد أذان الجميع، صائد البرابرة، الأستاذ المشرف ديوس.

“ … همم؟ ”

نظر ليون و ليليث في بعضهما البعض، ثم توجهت عيونهما نحو ذلك الشخص.

الأخرون الذين لم يكملوا قرعتهم، نظروا أيضاً إلى الشخص الذي يطفو في الهواء.

لويد، الذي لم يكن هنا سابقًا، بدا أنه كان يمشي مع شخصٍ ما.

على وجه الخصوص، كان يمشي مع فتاةٍ شابة.

شعرها الأزرق كان يرفرف مع نسيم الريح الشتوية، كانت عيونها السوداء العميقة هادئة.

زيها المدرسي كان طويلاً و محتشِمًا، حيث كان جسدها مستورًا، إرتدت الفتاة وشاحًا أزرق اللون.

مشت الشابة خلف لويد في صمت، و الفتى كان صامتًا بدوره، جو من الهدوء و السكينة كان يسيطر على الإثنين.

“ إنهم هنا! إنها الشابة التي قام لويد بـ قتالها سابقًا و شككنا أنهما في علاقة! ”

“ من المستحيل أن يستطيع فعل شيء مثل التوافق مع فتاة ما، هذا صعب عليه … أيها الوغد، ماذا كنت تفعل غائبًا كل هذا الوقت؟ ”

“ آكل الأعشاب، يبدوا أنك تستمع، هاه؟ ”

“ صغيرنا كَبِر، صغيرنا كَبِر، أشعر بالفخر كـ والد … ”

“ راف، أنت لست أبًا، أنتما في نفس العمر، و أيضاً توقف عن هذه الدموع المصطنعة، هذا مقرف ”

كان الجو هادئًا، على الأقل، قبل أن يرى الأخرون الأجواء بينهما.

تعابير الإثنين الهادئة إختفت على الفور، و أصبحت وجوه الإثنين مرتبكة و مُحرَجة.

“ يا … يا شباب، أمهلوني لحظة كي أشرح … ” تحدث لويد بصوت خافت مرتبك.

“ توقفوا يا شباب، إنهما مرتبكان ”

وبخ لوكي الأخرين، و تقدم نحوهما.

نظر لويد بامتنان نحو لوكي، على الأقل هناك أحد عاقل …

وضع لوكي يده على كتف لويد، و تحدث بصوتٍ صادق، “ قد لا يكون الشاب الأفضل، لكنه شخصٌ طيب، آمل أن تعتني به جيدًا ”

إنسى ذلك، إنه أسوأ!

الشخص الذي كان يتحدث إليه لوكي، لم يكن سوى سيلينا.

بووش!

الفتاة، إستغرقت لحظة لـ فهم كلمات لوكي، و عندما فهمَت، شعرت أن رأسها قد إنفجر، وجه الفتاة أصبح ورديًا جداً.

بينما كانت مرتبكة، حركَت يديها في الهواء على عجل، كما لو كانت تقول أن الأمر سوء فهم.

“ هذا … هذا سوء فهم، أتركني أشرح الأمر! ” صرخ لويد بارتباك و أراد الشرح.

عبس لوكي و قال، “ هيا يا رجل، لا داعي للكذب معي، أنا أتفهم الأمر، جميعنا كذلك، أليس صحيحًا يا رفاق؟ ”

“ مائة بالمائة ”

“ أنا أدعمك يا ساهيونج، قد لا أمتلك الكثير من المال، لكن بقي لدي البعض في منزل عائلتي، سوف أدعمكم بكل ما عندي! ”

“ هذا الوغد … لقد كبِر كثيراً بينما لم ألاحظ ”

سقطت دموع أبوية من عيون رافاييل، بينما يمسحها بمنديل.

“ كما قال لوكي، إنه شاب طيب رغم المظاهر، إعتني به جيدًا يا زوجة أخي ”

“ ليس كذلك! نحن مجرد معارف، يا شباب، لا تقفزو نحو الأشياء بسهولة، أنا أعرفها منذ فترة لا أكثر! ”

لم يعد لويد يحتمل الإحراج، و صرخ بـ سخط.

… بكل جدية، هؤلاء الرفاق، لا يستمعون أبداً.

“ نعم نعم، قصة المعارف القدماء و كل شيء، لا بأس يا رجل ”

بينما بدا كما لو أنهم لم يصدقوه، كان لويد يحاول إيجاد حفرة يضع نفسه فيها.

هذا الإحراج كان أكثر من اللازم!

سيلينا، التي كانت مرتبكة حتّى الأن، برؤية تفاعل لويد مع أصدقائه، تذكرَت كلمات لويد سابقًا.

“ قد يكونون مندفعين بعض الشيء، لكنهم أصدقاء طيبون … معظمهم على الأقل، آمل أن تنسجمو معًا ”

لقد فهمت الفتاة ما يقصده، ظهرت إبتسامة صغيرة على شفتي الفتاة، كانوا أشخاصًا طيبين حقًا.

“ بذكر ذلك … زوجة أخي- أحم، أقصد أيتها الأخت سيلينا، لما لم تتحدثي بعد؟ ”

تساءل ديو، جالسًا مع تشاي نايون، يحاول تفادي نظراتها القاتلة بعد اكتشافها أنه غش في لعبة حجر ورقة مقص.

“ هيه؟ و هل تركتم لها يا رفاق فرصة للحديث؟ ”

قال لوكي، الذي بدأ المشكلة من الأساس بصوت توبيخ.

نظرَت سيلينا نحو المجموعة بصمت، لم تتحدث، لكنها أظهرت إبتسامة إعتذارية.

“ الأمر ليس أنها لا تريد … بل أنها لا تستطيع ”

نظر لويد إليها لـ بعض الوقت، كما لو كان يطلب موافقتها، بعد أن أخذ الموافقة، قال لويد بصوتٍ هادئ.

انتشر الصمت قليلاً في المكان.

بالنسبة لـ سيلينا، رد فعلهم كان متوقعًا.

كان هذا هو مصير الأشخاص الذين يعانون من إعاقةٍ ما، لقد كانوا يتلقون “الشفقة ” دائمًا.

لم تشعر سيلينا بالانزعاج، لقد اعتادت على الأمر بالفعل.

بينما كانت على وشك القيام بإشارة أنها لا تمانع …

فتح الآخرون أفواههم في تلك اللحظة.

“ هذا هو؟ الحمدلله، لحسن الحظ، إعتقدتُ أنها تكرهنا للحظة! ”

“ الجميع يواجهون مشاكلهم في الحياة، لا بأس لا بأس، سيدتي الشابة ”

“ نعم ” أومأت تشاي نايون برأسها قليلاً.

“ لا تقم بـ إخافتنا هكذا يا لويد! أنظر إلى ليون، إنه غريب أطوار و قصير، لكنه صديقنا على أي حال! ”

“ اخرس أيها الوغد، لا تظن أنني لا أعرف أنك تتحدث مع سيفك مثل المجنون كلما سنحت الفرصة! ”

رد فعلهم كان غير متوقعًا، و تجاهلو الأمر كـ مشكلة بسيطة.

في العادة، يمكن إعتبار هذا عدم احترام تجاه الناس ذوي الإعاقات، لكن هذا كان خاطئًا.

لم يحتاج الناس ذوي العجز الشفقة، ما أرادوه كان أن يعاملهم الناس كـ أشخاصٍ طبيعيين.

لقد عرف الجميع ذلك، لهذا لم يلتفتو لـ حقيقة أنها لا تستطيع الكلام، ولم يتعمّقو في القضية.

بقيت سيلينا واقفة في مكانها، غير فاهمة لـ لحظة ما حدث.

إبتسم لويد للفتاة قليلاً، “ هؤلاء هم أصدقائي، أمل أنكِ لم تنزعجي؟ ”

خرجت الفتاة من جمودها عندما سمعَت كلمات لويد، هزت رأسها على الفور كما لو كانت تقول أنها لا تمانع.

“ اوه، نسيت تعريفكم بها، هذه صديقتي العزيزة سيلينا أرثر ”

قام لويد بتقديم سيلينا نحو رفاقه.

قامت سيلينا بـ الإبتسام بأدب كما حيَّتهم.

“ سيلينا، هؤلاء أصدقائي الأعزاء، هذا هو لوكي ”

“ اوس ” رفع لوكي يده في تحية.

“ ديو و راف ”

“ سعيد بلقائك يا زوجة أخي ” قال ديو.

“ كأب، أنا فخور، إعتني به جيدًا ” مازال رافاييل يمسح دموعه بـ منديل.

حاول لويد قمع إحراجه عن طريق إكمال كلامه، و هو الذي كان موضع ترحيب بالنسبة لـ سيلينا التي كان وجهها أحمر بالفعل.

“ الأخر … لنتخطاه ”

“ اوي! هذه وقاحة! ” اشتكى ليون من الجانب.

“ زوجة أخي- احم، أقصد، الأخت الكبرى سيلينا، أنا هو فرناندو، أمل أن ننسجم معًا ”

“ تشاي نايون، يمكنكِ مناداتي نايون ”

“ هاه؟ أنتِ لم تسمحي بمناداتك هكذا، هذا غش! ” إشتكى ديو أيضاً.

“ هيه ” ضحك ليون في معاناته.

“ أنت غير مسموح لك، ذلك حتّى أسمح لك ” قالت تشاي نايون.

“ إذًا متى تسمحين؟ ”

“ لن أخبرك ”

“ أنا هو لوغان هيرميس، لا تترددي في طلب أي شيء مني، سواء ضرب الذين يحاولون التنمر عليكِ أو إزعاجك، أو ضربهم! رغم المظاهر، فأنا قوي حقًا ”

إبتسم لوغان بطريقته الخاصة كما قدم نفسه.

“ سيدتي الشابة سيلينا، هذه الفتاة المتواضعة هي ليليث كرونوس، آمل أن نبني علاقة صداقة جيدة ”

كما كل مرة، قامت ليليث بالإبتسام بـ أدب.

“ تسك تسك، بما أنه لن يقدمني أحد، سأقوم بذلك بنفسي، زوجة أخي، سأقول هذا منذ الأن، هذا الشخص أحمق لكنه طيب، و لن تجدي شخصًا أفضل منه، أنا ليون، كأخ أكبر له أقول أنني أقبلكِ- بواغ! ”

في المقعد بجانبه، ضربَت ليليث جانبه برؤية أنه لن يتوقف.

“ … أنتِ تفعلين هذا عمدًا، أليس كذلك؟ ”

لم يقبل ليون بالأمر، و نقر على جبهتها في المقابل.

“ … مؤلم ” عبسَت الفتاة، بينما تحدق في ليون بإستياء طفيف.

قام ليون بالضحك فقط.

رأت سيلينا تفاعلاتهم، و شقّت الإبتسامة شفتيها.

“ نظرًا لـ بعض الظروف في الغابة الشمالية، تم تغيير محتويات الإختبار الثاني ”

وصل صوت الأستاذ المشرف إلى أذان المجموعة.

“ … حسنًا، يكفي دردشة، سنتحدث لاحقًا كما نرغب ”

بـ سماعهم كلمات ليون، نظر الأخرون إلى الأعلى.

جلس لويد و سيلينا معًا، بينما كان ليون يجلس بين لوغان و ليليث.

تشاي نايون جلسَت في الجانب الأيمن من ديو، و فرناندو جالسًا على يساره.

لوكي كان يجلس في المقدمة، أما رافاييل جلس في الكرسي العلوي.

بسبب الخوف من ليون، لم يكن هناك جماهير قريبين منهم، و تم ترك معظم الكراسي فارغة.

“ لن يكون هناك قسمٌ ثالث من الإختبار الثاني، و سوف يتم تغيير القواعد، قبل الإنتقال إلى الإختبار الثالث، يجب على جميع الطلاب الذهاب إلى قاعة تطهير الشياطين العقلية، هذا كل شيء! ”

بعد قوله لـ تلك الكلمات، تحول ديوس إلى وميض أصفر من الضوء في الهواء، و إختفى فجأة.

لم يترك لـ أحد مجال للحديث أو الإستفسار.

“ بقوله الغابة الشمالية … أتساءل، ماذا حصل؟ ”

ومضت عيون ليون ببرودة.

لم يكن ذلك من أفعاله، و بما أنه قرر العيش هناك، أراد بـ طبيعة الحال معرفة ما حصل في منزله الجديد.

آيا أنت مهما كنتَ، إن قمتَ بـ لمس أشيائي، لأقتُلنَّكَ أبشع قتلة!

“ محتويات الإختبارات تغيرت؟ ماذا حصل؟ ”

“ لا أعرف أيضاً، لكنها ليست المرة الوحيد … رغم أنه ليس شائعًا، فقد كانت هناك بعض المرات التي يحصل فيها مثل هذا الشيء ”

كان الناس يتناقشون فيما بينهم.

“ااه صحيح، ليون، بما أن هؤلاء العجائز تم ردعهم بـ معلمك، هل يمكننا التصرف بـ حرية أكبر في الإختبار الثالث؟ ”

بينما كان يحاول إستخدام فرناندو كـ درع ضد تشاي نايون، سأل ديو بجدية.

“ نعم، في الأساس، لدي خطة تضمن أن أحصل على أموال كثيرة، و في نفس الوقت أدخل إلى الفصل (D)، هيهيهي ”

ظهرت ضحكة مشؤومة على وجه ليون.

لم تكن سيلينا مرتبكة، و على على ما يبدو أن لويد شرح لها الأمر.

“ الأمر و ما فيه أننا سوف … ”

قام ليون بـ شرح خطته للباقي.

في كل مرة يستمر في الكلام، تتغير تعابير البقية شيئًا فـ شيئًا.

“ خطة جميلة حقًا، سيدي الشاب، هوهوهو ”

“ في بعض الأحيان، عليَّ أن أشيد بك، كيف لك أن تكون مراعيًا لهذه الدرجة؟ هاهاها ”

“ أعرف أعرف، هاهاها، أتفوق على نفسي حقًا في بعض الأحيان ”

لوغان، لوكي، ليليث، الجميع ما عدى ثلاثة أشخاص.

كانت ضحكات مشؤومة تخرج من أفواههم.

“ بجدية … كيف لهم أن يضحكوا على مثل هذا الأمر الشائن بـ مثل هذا النقاء … ”

“ صحيح … ”

تمتم لويد و تشاي نايون.

هزت سيلينا رأسها في خيبة رغم إبتسامتها الهادئة.

عندما قال لويد أنهم أشخاص مندفعون سابقًا، فهمتُ الأمر الأن بشكلٍ أكثر وضوحًا.

2024/11/23 · 14 مشاهدة · 3086 كلمة
نادي الروايات - 2025