الفصل 55: العالم بارد جدًا على أن يعيش فيه الضعيف سعيدًا (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“ أخيرًا أنا طالب في أكاديمية ضوء القمر! ”
“ جهودي لم تخذلني … أنا محظوظ حقًا! ”
“ إسمي هناك مع إسمكِ، أنظري، نحن في الفصل (C)، سوف ندرس معًا يا عزيزتي! ”
“ هوهوهو ~ يبدوا أن شخصًا ما لا يمكنه إخفاء سعادته؟ ”
كانت الأجواء الحيوية في المكان مليئة بالصخب، البعض كانوا سعداء، و البعض كانوا يشتكون، لكن لا أحد من بين نجحوا حزين جدًا.
البعض من الطلاب كانوا يبحثون عن مرتبتهم بين الطلاب بيأس.
كان عدد الأماكن الشاغرة للدخول في السنة الأولى هو 340 مكانًا.
تم تقسيمهم إلى أربعة فصول بعدد 85 طالبًا من الفصل الأدنى و حتّى الأعلى، حيث كان التوزيع يقوم على مبدأ التوازن.
من تقدموا للتسجيل كانوا 1000 طالب، لكن تمت عملية التصفية منذ الإختبار الأول و حتّى الأخير.
عدد الأشخاص المجتمعون كان كثيراً، لكن 34% منهم فقط من كان له الحق في البقاء.
كان هناك خط أحمر يفصل بين المرتبة 340 و 341 بدقة.
ماذا سوف يحصل للذين لم ينجحوا؟
معظمهم سوف يعودون من حيث أتوا بخيبة، أو ربما يتقدمون بطلب للعمل كمساعدين في المتاجر أو يعيشون في الجزيرة، الخيار لهم.
أن تكون طالبًا منخفض الدرجة في هذه الأكاديمية، أو تكون مشردًا في الشوارع، أيهما أفضل؟
الجواب واضح، لم يكن هناك خيار في المقام الأول.
ولكن، الطلاب الذين هم في الموقف نفسه فقط من يفهم ذلك.
“ إبتعد عن طريقي ”
بينما كان طالب من الفصل (D) ينظر في محاولة البحث عن إسمه في قائمة المراتب الفردية، سمع صوتًا باردًا خلفه.
“ ماذا! انتظر دورك …؟ ”
تم دفع الطالب بقسوة وكان على وشك الشكوة، لكن بعد رؤيته للشخص الذي قام بدفعه، أغلق فمه على الفور.
طالب من الفصل (B)، على صدرية القميص يمكن رؤية الكلمات الدالّة على فصله بوضوح.
“ هل قلتَ شيئًا، أيها الطالب الأدنى؟ ”
عيون الطالب من الفئة الأعلى ومضت ببرود، بينما كان يفتح فمه بقسوة، و تموُّج من الرياح الغريب كان يحصل في البيئة حول جسده.
“ أنا … قلتُ … قلتُ! ”
تلعثم الطالب في خوف من ما يحصل، حيث كانت عيون طالب الفصل (B) تشعره بعدم الإرتياح، كانت عيونه تقطر من الازدراء وعدم المبالاة القاسي.
إقترب الطالب من الفصل (B) منه و عيونه كانت تحمل نوايا سيئة.
في أيامه هنا، لقد تعلم شيئًا بسيطًا، كانت جدارة الشخص منوطة بـ فصله، النسب والعائلة ليس لهم أهمية، حتّى أن المعلمون لايتدخلون في شؤون الطلاب.
لقد رأى في الرواق أن هناك طالب من السنة الثانية كان يتم التنمر عليه، لكن لم يساعده أحد، عندما سأل من حوله، هل تعرف ماذا قالوا؟
كان طالبًا من أدنى فئة، في الماضي لم يكن الأمر مهمًا، لكن في السنين المتواصلة، تغيرت الأمور.
ليس للضعفاء حقوق، و ما لم تكن إصابة خطيرة، تم تجاهل أي حركة ضد طلاب الفصول الأدنى.
طالب الفصل (B) كان ساخطًا، مرتبته بين طلاب فصله كانت الأخيرة، من دواعي سروره أنه وجد وسيلة للتنفيس.
وضع يده على كتف طالب الفصل (D) الخائف، كما قال بإبتسامة، “ أنت … مجرد حشرة، آنى لك محاولة المقاومة؟ ”
حاول الطالب الأخر إخراج أي كلمات، لكنه أغلق فمه، كان ينظر في الأرجاء في محاولة لطلب المساعدة.
هو لم يكن قويًا، و من الواضح أنه كـ مجرد شخص من عامة الناس، بلا دعم أو أموال، يختلف عن طالب من الفصل (B)، طلب المساعدة من الأخرين للهروب من الموقف منطقي أكثر.
آاااه، يا للأسف، هذا الفتى ساذج جدًا.
ما وجده طالب الفصل (D) لسوء حظه أنه لم يلاحظه أحد.
كان الطلاب القريبون يتحدثون مع بعضهم بسعادة و ينظرون في جميع الأماكن.
لكن الزاوية التي كان فيها، كان ذلك مكانًا محظورًا للرؤية، التورط يعني المشاكل.
في أيامهم هنا، لقد عرف الجميع هنا ذلك، ما يعنيه محاولة مقاومة طالب أعلى منك فئة.
ناهيك عن أنه، هذا الطالب من أقحم نفسه في المشكلة، كان عليه إفساح الطريق لـ من يعلوه مقامًا فقط.
“ إيه؟ مرحبًا؟ أرجوكم- بااااع! ”
مستغربًا، حاول الطالب فتح فمه لطلب المساعدة، لكن شعور حار و مؤلم بشكلٍ غريب كان يجتاحه من جهة بطنه.
“ سعال! سعال! سعال! ”
أمسك طالب الفصل (D) بطنه في مفاجئة، و عيونه كانت واسعة، جثم على الأرض و ضاق تنفسه.
الشعور بالاختناق و السعال هو كل ما تم تركيز عقله عليه، حيث لم يفهم سوى الآن أنه تم ضربه.
“أغلق فمك ”
شخر طالب الفصل (B) ببرود، يده كانت لامعة بضوء أحمر و إختفت الهالة التي تغطيها، حيث كان يتنهد بشفقة على هذا الأحمق.
لو أنه صمت فقط، لما كان عليه التعرض للضرب هكذا، لكن بصراحة.....
كان هذا ممتعًا.
إبتسامة غريبة شقّت طريقها نحو فمه، الأخرون كانوا يتجنبون رؤية ما يحدث، لكن كان ذلك واضحًا، يمكن رؤية بعض العرق على وجوههم.
الطلاب في نفس الصف أو أعلى؟
نظروا إلى الموقف ببرودة و إزدراء، لكنهم لم يتدخلوا، حيث أن ما يحصل كان غير مهم في نظرهم.
كانت متعة الدوس على شخص ما مبهجة دائمًا.
“ عليك معرفة مكانتك، أيها الضعيف ”
بينما كان يدوس على الطالب من الفصل الأدنى بقدمه، ضحك طالب الفصل (B) بصوتٍ عالٍ.
“ هل تعتقد أنه يمكنك الحديث مع من هو أعلى منك فقط بسبب أنك في نفس المكان معهم؟ يا لها من نكتة ”
“ سعال! ااااه! ”
بام!
قبل أن يحاول الطالب الأخر إبداء أي مقاومة، داس بدمه بقوة عليه، حيث تم تمريغ وجهه على التراب.
كلماته كانت تمر في الحشود بأكملها.
“ يا له من منظر قبيح يا جون، لهذا أنت الأخير في الفصل ”
“ لنذهب، هذا المنظر يؤذي عيني، أنت يا جون، إن بالغت، فـ سوف يتم نبذك في الفصل، إعرف هذا ”
بعض الطلبة من نفس فصل الطالب الذي كان يتنمر على زميله يشخرون بإزدراء، و ذهبوا في طريقهم.
“ تبًا لكِ يا كريستينا … ”
إنزعج الطالب، و الذي كان إسمه هو جون بينوس، لقد كان إبن فيكونت في غرب كايرو، موهبته كانت من الدرجة (C).
كانت عائلته على علاقة سيئة مع عائلة نيكولا و عائلة هيرميس.
رغم أن العائلتين أعلى رتبة من عائلتهم، إلا أن عائلة جون كان لها دعم من وراءهم في نفس المقامة مع العائلتين، هذا الدعم ترك جون يصبح غير خائف.
كانت كريستينا جزءًا من عائلة هيرميس، و هكذا العداء بينهما واضح.
بام! بام! بام!
تم توجيه غضب جون نحو الطالب حيث داس عليه أكثر.
رغم ضربه للطالب، لم يستخدم المانا خاصته، حيث أن تحذير كريستينا لا يزال يقمعه، حتّى لو لم يرغب بذلك.
كان جسد الطالب الذي تم دوسه يرتجف، لكنه عض على شفتيه و لم يصرخ، لقد رفض أن يخرج منه أي صوت!
قام بعض شفاهه لدرجة أن الدم خرج منهم، لكنه قاوم!
“ هل تعتقد نفسك بطلاً؟ هاه؟ أيها الضعيف! ”
مظهره البطولي جعلَ جون يغضب أكثر، حيث كان يضربه أكثر، كان يضحك في كل مرة يرى فيها.
كان من المضحك كيف أن الفرحة السابقة تم تغييرها في ثانية، لكن من المضحك أكثر أن الجميع كانوا يتجاهلون ما يحدث كما لو أنه لم يحصل شيء.
لم يبادروا بمساعدة الطالب، لأن ذلك له عيوب أكثر من المزايا.
من حاولوا مساعدة الطالب حتّى يشعروا بالتفوق الأخلاقي تم إيقافهم من قِبل زملائهم.
كانوا يعرفون أن جون هو إبن فيكونت، حيث أن الطالب الأخر هو مجرد شخص من عامة الناس، كان من الخطر التدخل ببساطة.
و هكذا، نظرات ازدراء وشفقة الناس كانت على المشهد، لكن لم يساعد أحد.
كان في ذلك الوقت.
“ ضعيف؟ هاهاها، هل تعتقد سمكة السردين أنها مفترس جبار فقط لأن الروبيان سهل الأكل؟ ”
صوت ساخر، لا، كان ببساطة صوت ضاحك بنبرة عالية.
“ من يجرؤ! ”
جون، الذي لم ينتهي من التنفيس عن نفسه، قام بإدارة رأسه بقوة نحو الصوت.
في ذلك الوقت، رأى طالب شعره أبيض و عيون ذهبية، يحمل على وجهه نظرة ازدراء، و كان يحدق نحو جون كما لو كان مهرجًا.
“ أنت، أيها الصعلوك الأحمق، إبتعد عن زميلي ”
صوته البارد كان يتردد في الأنحاء، مما جعل الصخب يتناقص على الفور.
عرف الجميع من هو هذا الشخص، الشخص المجنون و المهووس بالإثارة.
شخص لا يتفاهم إلا مع من يعجبه، خبيث عبقري، مجنون معارك متهور.
لوغان هيرميس، الإبن الرابع لـ رئيس عائلة هيرميس، بعد الإبنة الثالثة ببضعة أسابيع فقط، حيث ولد الإثنان من زوجات مختلفة.
الشاب الموهوب في عائلته، لكنه أيضاً الأغرب من بينهم.
لقد كان هو من يتحدث إلى جون.
“ … أيها الطالب منخفض الدرجة، هل تتحدث معي؟ ”
شعرَ جون ببعض الحذر، لكنه لم يكن خائفًا، لم يلتقي بـ لوغان أبداً.
كان يسمع عنه فقط من الأخرين، كريستينا التي هي الإبنة الثالثة فقط من إلتقى بها في مناسبات عديدة.
دخوله إلى الفصل (D) أكبر دليل على أنه ضعيف، لديه موهبة متوسطة أيضاً، حتّى أنه إستسلم في مناسبات عديدة في الإختبارات!
لم يكن هناك سبب للخوف منه.
“ تنهد، لقد كان ساهيونج محقًا ”
هز لوغان رأسه محبطًا، لقد كان فهم تسلسل أفكار هذا الأحمق أمامه بكل سهولة.
أصبح ينادي ليون بـ الساهيونج الخاص به أيضاً كما يفعل فرناندو، و تدربوا معًا.
في الأيام الماضية كان يتدرب كالجحيم، هذا التدريب كان مؤلمًا يا رجل!
بينما كان فضوليًا بشأن ترتيبه بعض الشيء، لقد رأى زميلاً له في الفصل يتم التنمر عليه.
هل هو يشفق عليه؟
هيه، كان من المستحيل، العالم ليس مكانًا دافئًا لـ تلك الدرجة حتّى يبتسم فيه الضعفاء بسهولة.
لوغان لم يكن شخصًا يتعاطف مع الآخرين، لم يتعاطف مع الناس لأنه لم يفهم طبيعتهم.
قل هل تستطيع الإستجابة مع ما لا تفهمه؟
من المؤكد، لا يمكنه سوى هز رأسه في الرفض ببساطة.
لكن رغم ذلك … لا تخطئ في فهم الأمر بتلك البساطة.
لمعت عيون لوغان ببرودة.
كان هذا الطالب المستضعف زميلاً له، هذا يعني أنه تحت جناحه، كيف يسمح للضعفاء بتجاوز حدودهم و لمس ما هو له؟
ناهيك عن ذلك … ساهيونج سوف يوبخني إن تركتُ الأمر كما هو.
“ لوغان، الحل لجميع المشاكل يَكمُنُ في الضرب أولاً ثم السؤال ثانيًا، الحمقى لا يستمعون إلا عندما تضربهم! ”
كان ليون يقوم بضرب القرف منه بحجة التدريب عندما قال ذلك، لكنه محق!
“ أنتم أيها الحشرات ببساطة حمقى لا يُقدِّرون مدى لطفي عندما أطلب بأدب ”
لم يكلف لوغان نفسه عناء الحديث.
خطوة.
خطوة واحدة نحو الأمام.
سووش!
إختفى من مكانه في لحظة، و في اللحظة التالية كان أمام جون بالفعل.
كانت قدمه موجودة في الهواء، حيث كانت تقترب من وجه الصبي.
“ هاه؟ ”
لم يفهم جون ما يحدث، لكنه كان يرى شخصًا ما أمامه.
بام!
كوووه؟؟!
شعور غريب ساخن في وجهه، أصبحت رؤية جون غير واضحة كما أطلق صوتًا غريبًا من فمه.
شيء صغير؟ لا، هل هو كبير؟ حذاء؟ هل كان حذاءًا؟
لما هذا قريب جدًا من عيوني؟
كانت تلك هي أخر أفكاره، قبل أن تتراجع عيونه إلى الخلف، و ينطفئ وعيه.
لم يحصل على الوقت لحماية نفسه حتّى.
جثة كانت تطير في الهواء أمام عيون الناس، يمكن رؤية علامة واضحة على وجه الجثة.
بام!
سقطت الجثة على الأرض كما لو كانت دمية بالية.
هاه؟
عيون الناس كانت واسعة، سريع … هل قام بضربه؟
“ أحمق غبي، كان عليك تركه عندما أخبرتك … إنتظر، أنا لم أخبره بذلك؟ آااه أيًا كان، لقد غضبتُ فجأة، أيها الوغد! ”
لم ينتهي لوغان، قفز نحو الطالب الفاقد للوعي بسرعة، و قام بركله بين ساقيه.
“ اوووووه—!!!! ”
صرخة بائسة، الفتى الذي فقد وعيه رجع إلى عقله لكنه صرخ كالفتاة في محنة.
الضربة جعلَت جسده يطير في الهواء قبل أن يسقط على الأرض.
“ اووووووه … ”
خرجت الرغوة من فم جون، كان يمسك بالمنطقة بين ساقيه بينما كانت الدموع تخرج من عيونه و المخاط يخرج من أنفه بغزارة.
كانت الضربة أكبر من ما يستطيع تحمله.
“ … تشه، ضعيف ”
بصق لوغان على جثته، و ذهب في طريقه.
“ … شكراً ”
صوت صغير و بائس، طالب الفصل (D) قام بالشكر، رغم أنه تم ضربه، فهو لم يقم بالتوسل نحو من هاجمه مرة واحدة.
حاول طلب المساعدة من الأخرين للهروب من الموقف لأنه خيار منطقي أكثر، لكن ليس بسبب الخوف فقط، لم يعتقد أنه سيتم تجاهله.
كان يفضل تجنب الألم، لكن عندما تم ضربه على أي حال، لم يرغب بالتوسل مهما كان السبب!
عندما كان يتحسر على نفسه و يقاوم الضرب، لوغان ساعده.
على الأقل، كان تقديم الشكر شيئًا يجب فعله بغض النظر.
“ تسك تسك، أنت بهذا الضعف بالفعل؟ لا تقلق، سوف تستعيد شكرك لاحقًا! ”
لم يلتفت لوغان إليه، ضحك و أكمل طريقه.
تم ترك المكان في صمت.
الناس كانوا مرتبكين، لكن كان هناك شخص منزعج.
“ هذا الأحمق! لم يُسَلِّم علي حتّى! ”
كريستينا كانت تشتكي، حيث أن أخوها لم يلاحظها، كانت سوف تعطيه تأديبًا ممتازًا لاحقًا بكل تأكيد!
رغم تفكيرها هكذا، فهي كانت تبتسم، لم تتدخل في مشكلة الطالب، لأنه سوف يسبب مشاكل للطالب الذي أنقذَته.
عندما تحميه، سوف ينزعج جون و يقوم بتصعيب حياته أكثر، و سوف يطلب الطالب منها مساعدة مرة أخرى، و سوف تصبح المشكلة أكبر.
قد يبدوا ذلك و كأنه مجرد عذر، لكنها كانت حقيقة.
الأشخاص الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم سوف يفعلون أي شيء من أجل أن يتم حمايتهم، لقد رأت ذلك مرة بالفعل.
بمعرفتها لشخصية لوغان، كان سيتدخل بالتأكيد، لأن أخوها كان شخصًا من هذا القبيل.
غريب الأطوار و غير مهتم بـ تداعيات أفعاله، لكن عبقري بحيث يمكنه التعامل مع التداعيات أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
“ يا رجل، طلاب، هاه؟ ”
“ لم أعتقد في حياتي أنني سوف أصبح طالبًا ”
“ بالتأكيد يا ساهيونج، إنه نوع من الغرابة، كنتُ رافضًا لفكرة أن أصبح طالبًا، لكن أنظر الأن؟ ”
كانت المجموعة في حديث بين بعضهم البعض، حيث يتم اقتيادهم نحو فصلهم بعد مراسم الدخول و نقش التعهد.
كان التعهد بسيطًا، إلقاء أي ضغينة خارجية و عدم إستخدام الفروقات الإجتماعية هنا، عدم إخبار أي معلومات عن الأكاديمية للخارجيين، و أشياء أخرى متعلقة بالأكاديمية.
تم القيام به و ها هم الأن يذهبون نحو فصولهم.
“ لم يمضي الكثير من الوقت منذ حادثة ذلك الأحمق الضعيف … آمل أنه لم يخيب آمالي، و لكن … يجب علي حل هذه القضية بسرعة، إن هؤلاء الصعاليك يضيعون وقتي ”
كان وجه ليون ناعسًا، كان مستيقظًا منذ الأمس يتدرب، في الأيام الماضية بالكاد وجد وقتًا لـ تدريب نفسه، و ذلك كان غير مقبول ببساطة.
كانت أيديولوجية ليون الكبرى تتمثل في أن كل شيء يتم فعله يركز على هدف واحد، مصلحته الخاصة.
بـ طبيعة الحال، تم تأخير تدريبه بسبب قضية التغييرات غير القليلة التي تحدث في الأيام الأخيرة، كان عليه حل القضية بأسرع وقت ممكن.
حتّى أنه كان يتدرب على أسلوب قتالي جديد من أجل حرب غابة الشمال.
توجهت عيون ليون نحو الصخب و الحيوية في المكان.
“ من المثير للإهتمام، كيف أن عقليات الناس تتغير و تختلف سلوكياتهم كلما زاد عمرهم، لكن المضحك بشأن الأمر هو أن معظم تلك التغييرات، لا تخدم مصلحتهم، بل مصلحة مجتمعهم ”
بنية العالم الحالي خانقة جدًا و مليئة بالقيود، و القوانين السائدة ببساطة لا تتناسب مع ميول ليون، التغيير سوف يبدأ في هذه الأكاديمية، و سيشمل ذلك باقي العالم.
الممرات مليئة بالصخب، كان هناك طلاب يتهامسون مع بعضهم البعض، و كان نجم الحدث غافلاً عن ذلك.
الطالب الأكثر إثارة للجدل، ليون إيڤينيوس.
كانت الأنظار متوجهة نحوه، لكنه كان متعبًا على أن يهتم بمثل هذا الشيء التافه.
[ السنة الأولى: الفصل (D)]
يمكن رؤية لوحة ذهبية أمام باب الفصل، دخل الطلاب إلى الداخل بفضول.
الكراسي العديدة مرتبة بدقة، قاعة واسعة، حيث أن 85 شخصًا لم يكونوا كافيين لجعل المكان ضيقًا.
تم تشكيل المجموعات بالفعل، و كان معظم الطلاب يجلسون معًا، القليلون فقط من جلسوا وحدهم في صمت.
جلس ليون في مقعد بالقرب من النافذة في الصفة الأخيرة عرضًا، و أغلق عينيه كما لو كان يأخذ قيلولة.
كان وضعًا يبعث على السخرية، حيث أنه عندما جلس ليون، صمتت الحشود، و نظروا بتردد نحو المقاعد أمامه.
حاول معظمهم الإبتعاد عنه قد الإمكان، مما ترك الكثير من المقاعد أمام ليون و يمينه فارغة.
“ هناك ”
قامت تشاي نايون بسحب يد سيلينا و جلست في الصفة المقابلة، حيث كان الكرسيان المقابلين للأخير فارغين.
تركت سيلينا نفسها يتم سحبها، رؤيتها لـ عيون تشاي نايون المسرقة جعلها تضحك قليلاً، شكلها كان يبدوا كالطفلة الصغيرة.
إختار كل واحد من المجموعة مكانه للجلوس، لوغان مع فرناندو، ديو و لويد مقابلين للفتاتين، لوكي و رافاييل أمام مقعد ليون.
بقي هناك مقاعد شاغرة، و على مضض قام الطلاب بالجلوس، لحسن الحظ، كانت مقاعدهم بعيدة عن مقعد ليون.
“ أريد هذا الكرسي ”
صوت شخص قاسي و فظ يمكن سماعه، حيث كان يريد الكرسي في الخلف، و ذي جلس فيه طالب آخر.
“ لكنني جلست أولاً؟ ”
بام!
قام الآخر بضرب الطاولة ردًا على الإحتجاج.
“ هل ترد على كلامي؟ ”
كان على وشك رفع يده و ضرب الطالب عندما …
“ … مزعج ”
في تلك اللحظة، شعور بارد و خانق إجتاح القلب، غير مريح، بل و لاذع حتّى.
“ ما … ماذا! ”
تم لصق وجوه الناس على الكراسي و سقطوا على الأرضية الباردة للقاعة.
كان الأمر كما لو أن شخصًا ما يضع وزنه عليهم.
ليس شخص واحد، ليس إثنان، الجميع تقريباً شعروا بذلك.
لم تكن حتّى نية قتل، إنزعاج، بكل تأكيد ما شعروا به هو إنزعاج شخص ما.
لكن لماذا …
لماذا هذا ثقيل جداً؟
رغبة في الخضوع، لا، لقد كان كما لو أن العالم يجبرهم على الخضوع.
“ من أصدر هذا الصوت؟ ”
سؤال بسيط، لكن إجابته، هل كان من السهل قولها وسط هذا الخوف؟
فتى أحمر العينين كان يفرك عينيه بإنزعاج، و تعابيره لم تكن لطيفةً البتة.
“ ليون، توقف، إنهم خائفون بالفعل ”
“ همم؟ اوه نسيت ”
كلاك!
صوت فرقعة أصابع واضح في البيئة الصامتة، ومع الصوت، اختفى الضغط الغريب.
“ نظرًا لكوني طيبًا اليوم، سوف أتجاهل ما يحصل، لكن لا تزعجوا نومي، قد ينتهي بي الأمر بـ سحق الذبابة الطنّانة من دون قصد ”
مع قوله لهذا، رجع ليون إلى قيلولته.
شعر الناس بالإهانة من كلمات ليون … لكن لم يجرؤو على الرد، حيث قاموا بـ حبس عواطفهم.
كان البعض غير مصدقين، البعض خافوا، و البعض كان صرير أسنانهم في سخط مسموعًا.
في لحظة فقط، في لحظة أخضع ليون الطلاب، بدون مجهود أيضاً قام بتحريرهم.
هذا الواقع جعل الناس يشعرون بالبرد في قلوبهم.
ألا يعني ذلك أن ليون أقوى منهم بأشواط؟
لم يكن ليون فقط، الأخرون في مجموعته كانوا بخير … هل كانوا أقوياء لتلك الدرجة؟
بدأ الطلاب يجلسون في مقاعدهم، و كان الأدب في أفعالهم جَلِيًا عكس السابق.
“ … سوف أترك الكرسي لك، لم أكن أريده على أي حال ”
برؤية نظرات الطلبة غير السارة نحوه، لأنه كان سبب ما حدث، تذمر الطالب الأصلع، ترك المقعد و ذهب إلى مقعد شاغر أخر.
“ هوووو … أتساءل ما هو الدرس اليوم؟ ”
“ لا أدري، لكن بما أننا خضعنا لـ عِدة إمتحانات غريبة، ربما شيء مفاجئ؟ ”
“ ما رأيك يا لوغان؟ ”
“ لا أعرف يا ناندو، لكن آمل أنه غير ممل ”
“ إيه؟ ناندو؟ ” بدأ فرناندو الشكوى.
يا رجل، أعرف أن إسمي ليس طويلاً، لكن ما هذا؟ ناندو؟ بحقك؟
“ هيهيهي، هذا إسم جيد يا لوغان، ناندو، قل لي، هل لديك معجبات؟ أخبرنا عن حياتك العاطفية! ”
“ … ليس أنت أيضاً يا معلم ”
بعد إنتهاء توزيع الكراسي، مضى بعض الوقت، حيث أن الضغط السابق كان يتلاشى شيئًا فـ شيئًا، و السبب كانت مجموعة ليون، حيث كانوا يدردشون بدون إهتمام بالأجواء.
“ ليجلس الجميع في أماكنهم ”
في تلك اللحظة، دخلت إمرأة إلى الفصل ورائها رجل في منتصف العشرينات من عمره.
“ أنا المعلمة المسؤولة عن شؤون فصلكم، لكن من سيقوم بـ تدريسكم هو المعلم رالف ”
بعد أن كانت تأخذ لحظة من الصمت تمسح محيطها، فتحت المعلمة المسؤولة عن شؤون الفصل فمها ببرود.
لم يهمس أحد، و لم يجرؤ أحد على الحديث، الهالة التي أطلقتها كلماتها كانت كافية للمرء حتّى يشعر بالتهديد.
“ إن كان علي أن أكون صريحة … ليس لدي آمال عالية تجاهكم، أنتم، طلبة الفصل (D)، ما يرمز له هذا الشعار هو الفشل، المنتج المعيب ”
كلماتها لم تكن أقل برودة من صوتها، تعابيرها عندما كانت تتحدث لم تكن لطيفة بأي حال من الأحوال.
“ معلمة … أليس قول ذلك كثيراً … ”
حاول أحد الطلاب أن يعبر عن عدم رضاه تجاه الكلمات القاسية، باقي الطلاب كانت تعابيرهم غير سارة، لكن لم يتحدثوا.
“ كثير؟ ما الخطأ في كلماتي؟ أنا لا أفهم ”
عيون المعلمة المسؤولة عن شؤون الفصل توجهت نحو الطالب الذي قام بالمعارضة.
“ مواهب شبه معدومة، أنت الطالب ذو التصنيف 257، الطالب الوحيد في الفصل ذو موهبة الدرجة (B)، كيفن أتريوس، إذا كنتُ أذكر؟ ماذا في ذلك؟ رغم موهبتك الفذة، فأليس فصلك هو الأدنى؟ من المضحك قليلاً أن تقول أن كلامي كثير ”
“ … هذا ”
تم إخراس كيفن، حيث رغم عدم رضاه، فهو لم يستطع نفي الكلمات.
إبتسمَت المعلمة بإزدراء، كما أكملت قائلة: “ أيًا كانت حياتكم السابقة، في هذه الأكاديمية، لم يعد ذلك مهمًا، النتائج فقط ما يهم، لكن بصراحة، منتجات معيبة مثلكم، كيف لي وضع أي آمال عليكم؟ هذا غير عملي البتّة ”
“ بالطبع … ذلك لا يعني أن الجميع متشابهون ”
كما قالت ذلك، توجهت عيونها نحو شخص ما.
تتبّع الطلاب مسار التحديق، و ما رأوه لم يكن سوى مجموعة ليون.
“ محاولة الضغط علينا عن طريق المدح، مما يجعل الفصل يركزون إحباطهم أو آمالهم تجاه مجموعتنا، هيه ”
لم يكن أحد في المكان أحمق، لقد عرفوا لما قامت المعلمة المسؤولة بقول كلماتها القاسية.
إنه لتحفيز الطلاب أو ببساطة تخويفهم.
“ أنا لا أحبها ”
لوغان قال بصراحة، حيث كان تعبيره باردًا، لم يكن يحب الأشخاص الثرثارين، و المتعجرفين في مرتبة أعلى حتّى!
“ إن سلوكها متعالي جدًا ”
تعبير فرناندو لم يكن لطيفًا، مهما كان شخصًا عمليًا و يعرف ما عليه فعله أو لا، فهو يكره الأشخاص ذوي هذا السلوك.
لم تتحدث تشاي نايون، لكنها كانت عابسة.
حتّى سيلينا اللطيفة كانت عابسة، هذا دليل فقط على أن سلوكها غير محبب!
باقي المجموعة؟
لم يستمعوا لما يحصل أصلاً، حيث كانوا نائمين تقريبًا منذ فتحها لفمها،كلماتها مملة جدًا يا رجل …
“ على أي حال، لم آتي من أجل إعطاء آرائي الشخصية، اليوم الأول ليس درسًا، بل هو شرح كامل للنظام الدراسي و ما عليكم فعله في دربكم منذ الأن وصاعدًا ”
“ أيها الأستاذ رالف، يمكنك الحديث الأن ”
لم تعطي أي فرصة لأحد حتّى يتحدث، و خرجت المعلمة المسؤولة من الفصل تاركةً الصمت.
“ … على أي حال، إنها في السن حيث تغضب من كل شيء، تجاهلوا كلماتها يا قوم، العجائز خجولات و لا يمكنهن قول مرحبًا ببساطة، شييش”
قام المعلم رالف بتطهير حلقِه كما قال.
بفف!
ضحكات مكتومة يمكن سماعها بين الطلبة.
الفرق بين البرودة الخاصة بالمعلمة مقارنةً بمزاح المعلم رالف كان مثيرًا للإهتمام.
“ أنتم الأن، بغض النظر عن هويتكم سابقًا، طلاب فخورون لـ أكاديمية ضوء القمر، حيث سوف تكملون رحلتكم في السعي نحو القوة و المعرفة ”
التباين بين كلمات المعلم رالف و المعلمة المسؤولة كان شاسعًا، ذلك جعل لكلماته وزن أثقل.
إنتبه الطلاب لـ كلماته.
“ هناك جوانب مختلفة للعمل عليها، لكن لنضع تركيزنا على ما تريدون سماعه وما أريد قوله، حسنًا؟ “
لمعت عيون الطلاب في كلمات المعلم رالف، حيث كان ما إنتظروا لمعرفته حتّى الأن على وشك أن يتم قوله!