الفصل 56: العالم بارد جدًا على أن يعيش فيه الضعيف سعيدًا (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برؤية نظرات الطلبة اللامعة، قام الأستاذ رالف بـ تقويم نفسه كما بدأ في الحديث.
“ بعد أن تم إستخراج مواهبكم، لم ينتهي الأمر، إنها مجرد البداية، الشخص الذي يوقظ موهبته يسمى بـ محارب الإيجو، و في سعي محارب الإيجو، هناك أربعة جوانب رئيسية يجب أن يهتم بها، ما هي؟ ”
بعد قوله ذلك، إبتسامة صغيرة شقّت طريقها نحو شفتيه، حيث كان يرى التردد في وجوه الطلاب، لكنه إنتظرَ أن يتم إجابة سؤاله.
رفع طالب يده، و كان ذلك الطالب هو كيفن.
“ تفضل ”
“ الموهبة؟ ”
“ صحيح ” قال المعلم رالف، و أكمل، “ الموهبة هي عِماد التقدم، حيث أن الموهبة تتضمن أربعة نقاط مهمة تحدد رتبة موهبة الشخص، قوة الإرادة، الحالة النفسية، الطاقة السحرية، و القدرة الجسدية ”
“ حتّى داخل هذه الجوانب، فهي عميقة و واسعة كالبحر، حيث أن البعض يركزون على تنمية كمية و نوعية طاقتهم السحرية في إتجاه معين يتماثل مع ميولهم و بنيتهم الخاصة، يجب مراعاة أن الموهبة ليست كل شيء ”
الموهبة، و هي مثل الوعاء الجسدي الروحي والعقلي لاستيعاب كل المعرفة و التغييرات في حياة المحارب، حيث أن لها تأثير على مستقبل و آفاق الشخص.
كلما زادت موهبة الشخص، زادت سعة الوعاء، حيث يمكنه إستيعاب طاقة سحرية أكبر، بشكل أسرع، و تجديدها أسرع.
طاقته السحرية تكون أكثر نقاءًا، أعلى جودة من الأقل منهم.
حتّى أن زيادة الموهبة يقلل من الشذوذ الجسدي و يصلح العيوب الجسدية و يزيد المناعة، بالطبع، ذلك ينطبق على ما إذا اتخذ المرء طريقًا يعتمد على استخدام الجسد.
مثلاً، من يمشي في درب النيران له قدرة تحمل عالية، و يتحمل جسده الضغوطات و الحرارة العالية، من يمشي في درب السيف له قدرات جسدية متوازنة، مرونته و تكيفه الجسدي عالي و هلم جرًا …
الجانب العقلي و النفسي أيضاً يتبين وضوحه كلما كانت موهبة الشخص أعلى.
لكن مع ذلك … لا تزداد خصائص المرء عندما تزداد موهبته، موهبته تزداد فقط عندما تعلوا خصائصه.
عندما يتدرب بقسوة، عندما يتعلم أكثر، عندما يتكيف مع الطاقة السحرية أكثر، عندما يتحكم في دوافعه و رغباته أكثر، فقط عندها، سوف تزداد موهبته.
لا يمكن للجميع فعل ذلك، لأن ذلك يتطلب التضحية.
لأن التضحية مؤلمة، لأن التضحية تسبب الخسارة، لا يقوم الجميع بخوض غمارها.
لكن الموهبة، رغم أهميتها، لا تشكل سوى 25% من التسلسل الكامل لـ قوة محارب الإيجو، حيث أن هناك أشياء أخرى تعوض المرء عن افتقاره لها.
“ عفوًا يا أستاذ، هل الجانب الآخر له علاقة بالإيجو؟ ”
بعد أن صمت الأستاذ، فهم الطلبة أنها علامة على أنه دورهم، طالبة ذات شعر أسود و عيون ذهبية قامت بالحديث.
“ أحسنتم، هيه، هذه السيدة العجوز ليس لها عيون حقًا، هناك الكثير من العوامل التي لا يتم رؤيتها في قيمة الناس، لكنهم غافلون عن البحث عنها ”
لم ينسى رالف أن يشتكي ضد المعلمة المسؤولة.
“ هذا صحيح، الإيجو، أحد الجوانب الخاصة في العالم، و هي كالسلاح، الإيجو لها أهمية لا تقل عن الموهبة، حيث أن أنواع الإيجو لا تعد و لا تحصى، لكن هناك 3 أنواع رئيسية ”
“ مخلوقات الإيجو، و هي متعلقة بـ جانب الذات، إيجو العالم، و هي متعلقة بـ جانب الطبيعة، و أخيراً، الإيجو المصقولة، حيث تلك هي التي يتم صقلها … و تسمى بـ جانب الحياة ”
“ في الثلاثة أنواع، ما هو أسهل نوع للإستخدام؟ ”
لم يتم الإجابة على الفور.
أرواح أو مخلوقات الإيجو [ الذات]، إنها التي تولد من الذات، إن مخلوق الإيجو مثل الشبح الطيفي الذي أخرجه وو جين و ديو في قتالهم.
يتكوّن مخلوق الإيجو و يتطور بحسب طبيعة المرء، دربه و نوعية طاقته السحرية، بنية جسده و موهبته و رتبته أيضاً.
إيجو العالم [ الطبيعة]، موجودة بـ جميع الأنواع، و لها شروط معينة للإستخدام، و طرق إستخدامها لا حصر لها.
البعض لهم وعي خاص، حيث على الشخص خوض إختبارات غريبة قبل أن يتم الموافقة عليهم.
مثلاً، هناك إيجو ذئب البراري الذي يجعل الشخص يتعلم لغة الذئاب و يمتلك بعض خصائص الذئاب الجسدية، حيث على الشخص أن يعيش كـ ذئب لفترة معينة قبل أن يقبله الإيجو.
البعض يتطلب وقتًا للنمو قبل النضوج، مثل إيجو الكهف الصغير، البعض يتطلَّبون نوعًا خاصًا من الغذاء حتّى يكونون راضيين، البعض لا يأكلون بشكل خاص، لكن لهم شروط متعددة …
أخيراً، الإيجو المصقولة [ الحياة]، هذا النوع يجمع بين الإثنين الآخرين، حيث أنه يهتم بكيفية صناعة الإيجو و صقلها سواء في جانب الذات أو الطبيعة.
هناك محاولات فاشلة و نسخ معيوبة، مثل الأدوات السحرية، و التي تعطي تأثير أضعف، ناهيك عن أنها لا تحمل أسماء حتّى.
كان هناك العديد من محاولات تحسين جوانب الذات، بعض الناس حاولوا إستخراج أرواح الإيجو من أجل إستخدامهم لأنفسهم و زيادة تنوع قوتهم.
لكن باء كل ذلك بالفشل، حيث أن بعض الخبراء قالوا أن الذات تعني التفرد، إستخراج الروح من الفرد لا يختلف عن فقدان هويته، هكذا لن توجد ذات، لن توجد روح إيجو.
بالطبع، لم يكن ذلك فاشلاً تمامًا، و كان هناك بعض النتائج.
تم تركيز معظم الجهود على جانب الطبيعة، حيث تم صقل و إنتاج أنواع جديدة من الإيجو، مثل إيجو الفكرة اللاحقة، الذي يحبس الأفكار لوقت لاحق مما يزيد من كميتها على حساب اللحظة الحالية.
إيجو الفكرة اللاحقة يمكن إستخدامه كـ مكمّل لـ إيجو دموع الأمطار الكئيبة الذي يجب فيه وضع كمية كبيرة من العاطفة الكئيبة فيه، و هو يقوم بـ توليد كمية كبيرة من الدموع التي تثبط معنويات العدو و تشتت أفكاره.
في هذا العالم، كان هناك العديد من الإستخدامات المتجانسة و المتضادّة للإيجو.
“ هل هو جانب الذات؟ ”
بعد الإستماع إلى شرح الأستاذ، قال أحد الطلبة بـ بعض التردد، لقد بدا هذا هو الأسهل في الشرح.
“ أحمق، بل جميع من يعتقد أن هناك جانب مهم أكثر من البقية أحمق أيضاً، ألا يمكنكم تشغيل عقول القرف الخاصة بكم؟ ”
قبل أن يجيب الأستاذ رالف، سمع الطلاب صوتًا ناعسًا من الخلف.
طالب جالس بالقرب من النافذة كان يفرك عينيه كما لو كان قد إستيقظ للتو، لقد كان ذلك هو ليون.
تجاهل ليون نظرات الطالب غير السارة، و تحدث إلى المعلم، “ يا لها من طريقة قاسية، أن تقوم بتقديم مثل هذا السؤال … بالذات عندما لا يكون له أي جواب صحيح ”
“ اوه؟ ماذا تقصد أيها الطالب؟ ” إبتسم المعلم رالف بدلاً من الغضب، و كان فضوليًا تجاه هذا الفتى الشاب.
“ الجوانب الثلاثة لها عمقها الخاص، كل جانب لم يتم استكشافه بالكامل، ناهيك عن تأثير الجوانب الأخرى على إستخدام الإيجو بشكل خاص، أن تقارن بينهم هكذا، هل تقوم بقياس عقليات هؤلاء الصغار؟ ”
“ … ليون، أنت بنفس عمرهم ”
“ هيه، كما لو أنني أهتم ”
نظرات الطلبة نحو ليون كانت متفاجئة، حيث أن كلمات كـ تلك كان من الغريب أن تخرج منه …
أنت تعرف، بربري؟
“ ماذا؟ ”
“ لا شيء … أنت محق قليلاً، على أي حال، بقي جانبين لم نتطرق لهما “
برؤية وجه ليون الوقح كما لو كان يشعر بالإهانة من رد فعله، تجاهله المعلم رالف و أكمل قائلاً.
“ هذه المرة، أنا من سيشرح الباقي ”
“ بقي الأن، الرتبة، أو الأقمار الثمانية كما يشير إليها معظم الناس في العالم، هناك 8 مستويات لـ محارب الإيجو، مقسمة من الأدنى و حتّى الأعلى، و هي: القمر الرمادي، القمر الأزرق، القمر البرتقالي، القمر الأخضر، القمر البنفسجي، القمر الأبيض، القمر الأسود، القمر الأحمر ”
“ القمر الأول و الثاني يعتبرون قوى رئيسية في المعارك، الثالث و الرابع هم ذروة ما يستطيع معظم الناس في العالم بلوغه، حيث أن القمر الثالث يكفي للشخص كي يصبح زعيم عشيرة متوسطة أو فيكونت لـ عائلة نبيلة ”
“ القمر الرابع يعتبر زعيم عشيرة كبيرة، في عائلة نبيلة، يمكنه تغيير انتمائه ويصبح دوقًا عن طريق الزواج في العائلة الملكية، يمكنه حتّى بناء عشيرته أو طائفته الخاصة، و إن كان له إهتمام، يمكنه أن يصبح رأسًا لأحد الأبراج السحرية ”
“ القمر الخامس، يمكن اعتباره حاكم دولة على أقل تقدير، هم ذروة المحاربين و أقلهم عددًا، فوق ذلك المستوى، إنه ببساطة خارج نطاق فهمنا ”
هناك عوالم فرعية للأقمار، و هي خمسة نجوم، لا يوجد اختلافات كبيرة بين الأقمار في هذه النقطة.
لكن بالطبع، هناك تغييرات نوعية تحدث للشخص عند بلوغ القمر الثالث، بعد ذلك يأتي التغيير الأكبر في القمر الخامس، ما بعد ذلك، غير معروف.
“ نظرًا لكونكم طلابًا، منذ الأن و حتّى التخرج، يجب عليكم تنمية رتبتكم و موهبتكم، تقدم دربكم، و إختيار الإيجو الخصين بكم بعناية حتّى تصلوا للقمر الثاني على الأقل ”
“ … معلم، لماذا القمر الثاني فقط؟ ”
أجاب المعلم رالف بهدوء على سؤال إحدى الطالبات.
“ في تاريخ الأكاديمية، لم يصل أحد إلى القمر الثالث من قبل في نهاية دراستهم، لكن أعلى تقدم كان الوصول إلى النجم الخامس من القمر الثاني، و ذلك المستوى كان عبقريًا، إنه الأن مدير الأكاديمية ”
“ ووووه، هذا صعب لتلك الدرجة؟ ”
“ بالطبع، إنه ليس سهلاً البتة، هناك طريقة لـ زيادة القوة بـ سرعة لكن … ”
“ المخاطر مهولة ببساطة ”
الشخص الذي أجاب لم يكن سوى ليون.
“ … صحيح، من أجل أن يزيد مستواك بسرعة، عليك أن تخاطر بحياتك مع إحتمال قليل للنجاح، و لهذا السبب، من الأفضل تنمية أنفسكم بثبات، و النتائج ستأتي في الوقت المناسب ”
عند سماع نبرته الجادة، أومأ معظم الطلبة برؤوسهم في فهم.
“ ذلك يترك لنا جانب أخير، و هو الدرب، هذا الجانب هو الأكثر غموضًا و تنوعًا، حيث أن هناك الكثير من الأساليب المترابطة في العالم و التي تقوم بـ تكوين الدرب، نهج المحارب يعتبر الأكثر أهمية من حيث الإمكانات و المستقبل ”
كان صوت المعلم رالف أكثر جدية بينما أكمل.
هناك أشياء يجب مراعاتها، مثل التقنيات، و التي تنقسم إلى نوعين، التقنيات العادية، و التي يمكن الوصول إليها مع الحظ و الموارد الكافية.
و هناك النوع الآخر، شظية الذكريات، و ذلك النوع هو الأكثر صعوبة في الفهم و أكثر خطورة، حيث أن الإسم بنفسه يخبر القليل عن ما يعنيه ذلك.
يجب مراعاة أيضاً أن للدرب مستويات أيضاً، حيث تسمى بالنجوم، و عادة ما يصل الحد الأقصى للدرب إلى 8 نجوم، الدرب له تنافر و تقارب، كل درب مميز، و لا يمكن أن يخوض أي شخص نفس الدرب بنفس الطريقة.
هناك جوانب غريبة و نظريات كثيرة، مثل أن قدرة السلالة مرتبطة إرتباطًا وثيقًا بالنهج، حيث أن الجميع لهم قدرة سلالة خفية، البعض تستيقظ قدرتهم منذ الصغر، البعض لا تستيقظ إلا بعد مواقف معينة.
الدرب له تفرعات لا تعد و لا تحصى، لنأخذ درب النار على سبيل المثال، حتّى داخل الدرب نفسه، هناك جوانب مختلفة يمكن للشخص التخصص فيها.
هناك جوانب مثل: الهجوم، الدفاع، الحركة، الشفاء، التخزين، الصقل، الكشف، و جانب له علاقة بالتطور نفسه.
هناك جوانب لا تتعلق بالقتال، و تتخصص في الحياة اليومية، مثل التنمية، البناء، الزراعة وما إلى ذلك …
درب المحارب عميق بلا حدود.
إذا تخصص المحارب في الشفاء، لا يعني ذلك أنه لا يمكنه إستخدام أساليب الهجوم، لكن الخلط العشوائي سوف يقلل قدراته.
عندما يختار الشخص دربه و تخصصه، يحتاج إلى النظر بعناية لـ عدة أمور.
يجب عليه فهم نوعية موهبته و ميوله الخاصة، بنية جسده و قدرة سلالته، هل تتناسب مع الدرب الذي يخوضه؟
يجب أن يقيس بعناية أنواع الإيجو التي يستخدمها وعددهم، الأكثر لا يعني بالضرورة الأفضل، حيث أن الإيجو بـ حاجة لطاقة سحرية و إرادة للعيش، ذلك يعني بطبيعة الحال، إحتياجًا لـ أحجار الإيجو.
الأمور التي تؤثر على طريق المحارب هي الموارد، الحظ، الذكاء و العوامل الخارجية، لهذا يفضل العديد من المحاربين الإعتماد على العشائر التي تحتكر الموارد.
و لهذا السبب أيضاً، هناك عدد غير قليل من أفراد الفصيل الشيطاني.
لقد كانوا يعانون من أجل تطوير أنفسهم، و هكذا إختاروا القتل و النهب كونه أسهل من البحث في غوامض العالم و أخطاره.
العشائر المتحدة أقوى من الأفراد الشياطين المتفرقين، بسبب هذا بالتحديد، أسوأ عدو لـ محارب شيطاني ليس سوى شخص من نفس فصيله.
العالم لم يكن لطيفًا مع الضعفاء.
يمكن للشخص الإعتماد على جانب واحد للتقدم، لكن إمكاناته الكاملة لن تظهر إلا عند جمعهم معًا.
“ هذه هي الانعطافات الأربعة التي تنفصل و تترابط في حياة المحارب، الأن، سوف أشرح على مضض الأشياء المملة مثل القوانين و ما إلى آخره … ”
رغم أن المعلم كان يشرح، إلا أن الكلمات كانت ببساطة تتوه في عقول الطلاب مثل الضائع في متاهة.
عقولهم كانت تحاول استيعاب المعلومات العديدة التي كان لها تأثير على عقولهم.
لم يستمر المعلم رالف في الشرح، لقد كان يفهم عقلياتهم، و من الغريب، على عكس السنوات الماضية، كان طلاب هذا الجيل أكثر إنضباطًا.
“ هيه، أنا أتساءل قليلاً، كيف يقوم الناس هنا بـ تدريب أنفسهم؟ ”
كان ليون يتمتم قليلاً بينما يحدق نحو السماء الصافية في الخارج.
الوقت الذي إستخرج ليون موهبته … لا، الوقت الذي تم إستخراج موهبته فيه كان في سن مبكرة جدًا.
هل كان في عمر السادسة، أم الخامسة؟
على حسب ما يتذكره، كان في وقت بين السادسة والخامسة.
الدماء المنتشرة و جثث الأطفال الذين فشلوا كانت منتشرة بالمئات على الأقل، لم ينجوا الكثيرون في ذلك اليوم.
في الواقع، بدلاً من قول أنه لم ينجوا الكثيرون، لم ينجوا أحد.
لقد كان ليون هو الناجي الوحيد في مجموعة الأطفال الذين كانوا معه، البقية ماتوا ميتةً بائسة.
حتّى أن عدد الأطفال ذوي مواهب الدرجة (B) و (A) الذين تم قتلهم لم يكن بـ مزحة.
النجاح أو الموت، لم يكن الفشل خيارًا أبدًا.
لا وقت للراحة، لا وقت للفهم، على جسدك التحرك في نفس اللحظة التي تسمع فيها الأوامر.
مواهب محتملة؟ الأشخاص الذين يمسكون مستقبل العالم؟ موهبة الدرجة (A)؟
في المكان الذي أتى منه ليون، لم يكن هناك شيء من هذا القبيل.
تفوز أو تموت، إنه بتلك البساطة!
بسبب طبيعة ولادته في ذلك المكان، لم يفهم بالضبط كيف يتدرب الناس الطبيعيون بمثل هذا التكاسل و الأمان، معتمدين على الأخرين أكثر من أنفسهم.
حتّى مع تخصصه في إستخراج الذكريات عن طريق الكوابيس، لم يفهم عقليتهم.
الحاجز الذي يمنع ليون من فهم باقي الناس كان يسمى بالعاطفة.
كان منذ بضع سنوات فقط عندما ذاق ليون العواطف الأساسية، مازال هناك شوط طويل لـ نقطعه بعد.
كفاحه اليومي حتّى لا يموت في مواجهة ظروف غير معقولة كان ببساطة …
آاااه ~ لقد كانت أيامًا جميلة.
“ بما أنني في هذا الفصل على أي حال، أعتقد أن علي اللعب قليلاً؟ ”
الشرح بشأن جوانب المحارب؟
هاهاها، كـ شخص قتل عددًا لا يحصى من الناس و سلَب ذكريات و خبرات عديدة.
كـ شخص تم تلقينه كل شيء عن القتال و القتل منذ سن الرضاعة، كـ شخص قام بـ تنمية دربه الخاص بدلاً من السير على خطى الأخرين، كيف لن يفهم ليون تلك الجوانب بعمق؟
يمكن حتّى القول أن فهمه العميق لكل الجوانب الجسدية والنفسية في الانعطافات الأربعة غير مسبوق!
المعلم رالف صمت قليلاً، قبل أن يفتح فمه لإعطاء الأوامر.
“ الأن وقت معرفتكم بـ شأن مستواكم، و درجة موهبتكم ”
مع سماعهم كلماته، على الفور إختفى شرود الطلاب السابق.
“ حسنًا، سوف أنادي عليكم بالإسم … كيفن أتريوس، تقدم ”
“ نعم! ”
الصبي الذي كان يجاوب واعترض على كلمات المعلمة المسؤولة رغم الضغط الذي أصدرته تجاه الفصل، وقف الفتى الشاب و توجه نحو المعلم رالف أمام نظرات الطلبة.
“ الطالب صاحب ثاني أعلى درجة في الفصل، و صاحب الموهبة الأعلى … هووه، يراودني الفضول بـ شأن مستواك “
“ على أي حال، ضع يدك على هذه الكرة، فكر في كلمة الموهبة، مستوى، و سوف يظهران ”
“ … حاضر ”
كما لو كان غير راضٍ قليلاً عن كلمات المعلم، إرتجفت شفتي كيفن، لكنه تقدم على أي حال.
وضع يده على كرة غريبة سوداء اللون، داخل الكرة، كان هناك مجال أحمر يدور مع بعضه البعض كما لو كان مليئًا بـ غبار النجوم.
ملمس الكرة كان دافئًا بشكل غريب، على عكس البرودة التي تحيط بالجو، أغلق كيفن عينيه، و حاول تفريغ عقله، مع فكرتين فقط.
موهبة، مستوى.
مع تشكل الأفكار في عقله، بدأت الكرة الحمراء تلمع بضوء مشرق.
“ لا تفتح عينيك، و لا تقم بتشتيت دماغك حتّى يختفي الضوء ”
عندما لاحظ المعلم رالف أن كيفن على وشك فتح عينيه، ذكَّره من الجانب.
الضوء المشرق كان يلمع في الأنحاء، لكن بدلاً من التشتت في الفضاء، حصلت ظاهرة غير طبيعية.
الضوء المشرق باللون الأحمر كان يتجمع فوق رأس الطالب كيفن أتريوس، كلمات غير واضحة تتشكل ببطئ.
موهبة الدرجة (B): [ الفئة المنخفضة]
المستوى 1، القمر الرمادي: [ النجم الأول]
الكلمات تركت الناس مصعوقين قليلاً … صاحب موهبة عالية، لكنه لا يزال في النجم الأول؟ ببساطة لا يصدق!
كيفن كان ساخط قليلاً، و وعد نفسه بالتدرب بشكل أقوى بعد الفصل اليوم.
أصيب ببعض خيبة الأمل، لكنه لم يكن محبطًا، موهبة أعلى تعني ترقي أسرع في الرتب.
مع رؤيته لـ ردود فعلهم، إبتسم المعلم رالف بخفة.
كان قد إختار كيفن عمدًا، من أجل خلق الانطباع الذي يريد إيصاله، و في نفس الوقت كسر خيالهم الساذج تجاه الموهبة.
بالطبع، ذلك ليس سهلاً لكن … يمكن تغييرهم مع الوقت.
الكلمات في الجو لمعت بإشراق أعلى و بدأ الضوء يتناقص.
عندما إختفى الضوء، تم تشكيل لوحة صغيرة، كان مكتوبًا فيها معلومات كيفن و مستواه، فصله و التفاصيل الأخرى.
البطاقة كانت تطفو أمام كيفن، عندما فتح عينيه، شعر برابطة غريبة بينه وبين اللوحة، عندما مد يده للإمساك بها، تحولت البطاقة إلى ضوء و دخلت جسده.
“ … ماذا؟ ” أصيب كيفن بالذهول.
“ هذه هي بطاقة هويتك في الأكاديمية، و إعتراف صريح أنك خطوت خطواتك الأولى كـ محارب إيجو، تحتوي البطاقة على مركزك الفردي، عدد النقاط التي تمتلكها يكون بحسب إنجازاتك، يمكنك إظهارها عن طريق التفكير في البطاقة نفسها، والعكس صحيح ”
النقاط، لقد كانت وسيلة الصرف الوحيدة في الأكاديمية، حيث أن النقاط هي العملة الوحيدة الصالحة للإنفاق هنا.
لا يسمح للطلاب بـ تبديل أموالهم الخارجية بأي شيء، و عليهم كسب النقاط بالجدارة فقط.
بالطبع، يمكنهم مبادلة الأدوات السحرية و الإيجو الخصين بهم للحصول على النقاط.
ماذا تقول هذا غباء؟
هيهيهي، لـ نَقُل فقط، اليأس يجعل حتّى العباقرة أشخاصًا حمقى بلا عقول.
كانت هذه وسيلة لـ جعل الجميع متساويين في البيئة، و ذلك سيعطي للطلاب ضغطًا عقليًا لجعلهم لا يتكاسلون أو يتخلفون عن الرتب.
حتّى أن المعلمين لم يتم إستثنائهم من القاعدة، حيث كان مصير المعلم و الطالب في نفس القارب، كان ذلك هو الصراع الطبقي، صراع أكاديمية ضوء القمر.
العملة الوحيدة الصالحة للإنفاق غير النقاط هي حجارة الإيجو.
لكن بكل صراحة … من الحماقة صرفهم بدون معنى منذ البداية فقط.
سوف يفهم الطلاب ذلك مع الوقت، لكن للوقت الحالي، من الأفضل تركهم يعيشون في نعيم البذخ و التبذير.
تم تقسيم النقاط في الوقت الحالي لـ جميع الطلاب بـ حسب مراكزهم، المركز الأخير، 100 نقطة، المركز الأول، 10 آلاف نقطة.
كان الفرق بين المركز الأول و الثاني هو ألف نقطة، أما الفرق بين المركز الأخير و ما قبل الأخير هو 200 نقطة كاملة.
هذا نوع من المعاملة التفضيلية للناجح و قمع للخاسر.
مع تسارع الأفكار في دماغه مثل البرق، كان المعلم رالف يخطط لـ خطواته التالية، حيث أن المعركة الطبقية تبدأ منذ اليوم.
كان قد قال كلماته للتو عندما إنتهى تسلسل أفكاره، و قام بـ مناداة الطالب التالي.
“ الطالبة ستيلا هيرون، صاحبة المركز 256، تقدمي إلى هنا ”
عيون الطلاب كانت تتوهج، بما أن المعلمة المسؤولة قالت أن صاحب الموهبة الأعلى في الفصل كان هو كيفن … هل تفوقت عليه ستيلا رغم أن موهبتها أقل؟
تقدمت الفتاة الشابة إلى الأمام حيث كان عقلها مركزًا على الضغط الذي مارسه ليون سابقًا.
كان شعور الخوف الذي يستثيره ليون بتلك السهولة ساحقًا، قال في السابق أنه قد يقاتلها مرة أخرى … إذًا هي ربما تستطيع أن تطلب ذلك …
وصلت أمام الكرة عندما قامت بتفريغ ذهنها، نفس الحادثة السابقة يمكن رؤيتها.
موهبة الدرجة (C): [ الفئة العليا]
المستوى 1، القمر الرمادي: [ النجم الثاني]
اندلع الصراخ، حيث كان الطلاب متفاجئين.
“ إنها في الواقع أعلى منه! ”
“ همف، أنا إد ڤيلدي ساما، سوف أثني عليكِ أيتها العامية ”
“ ناندو، أعتقد أن لدينا منافسة في الفصل، ربما لن يكون ذلك مملاً؟ ”
“ ربما يا لوغان … لكن بجدية، توقف عن مناداتي بهذا الإسم ”
الطلاب ناقشوا فيما بينهم بحماسة.
لقد كانت صاحبة الموهبة الأقل … أعلى من كيفن في المستوى!
لم تكن ستيلا متفاجئة، على العكس، كانت عابسة قليلاً.
من أجل زيادة موهبتها … يبدوا أن عليها التخبط كثيرًا.
سوف يكون عائق الموهبة مزعجًا مع التقدم و أصعب في زيادتها، لذلك كانت ترغب في تحسينها في أسرع وقت بينما ما زالت ضعيفة.
لكن يا للأسف، هي لم تعرف كيف تقوم بذلك.
بعد أخذ بطاقة هويتها كطالبة، ذهبَت إلى مقعدها، حيث كانت تفكر بجدية في أن تطلب من ليون القتال.
ربما هي ستفهم شيئًا عندما تقاتل أقوى شخص هنا؟
كان المعلم رالف ينظر إلى ستيلا ببعض الإعجاب.
الوصول إلى النجم الثاني في مثل هذا العمر … رغم موهبتها، فهي تعتبر في المجمل أفضل من بعض طلاب الفصل (C) حتّى.
كان من الغريب أن هذه الطالبة في هذا الفصل، لكن هذا غير مهم كثيرًا.
لماذا زاد مستواها على عكس كيفن؟
عندما يستخرج الطلاب مواهبهم، بعد إنتهاء الإختبارات، يتم إعطائهم أحجار إيجو بـ حسب مركزهم، و يتم أمرهم بـ إستيعاب الأحجار و الصقل.
كان إستخراج الموهبة هو إستخراج للإمكانات، عندما يتم إقتران أحجار الإيجو مع ذلك، يتم تفجير الطاقة السحرية و تزداد سعة قلب الجوهر، مما يجعل الصقل يزداد سرعة مؤقتًا حتّى يصل إلى حدٍّ ما.
كانت تجارب ستيلا أكثر خطورة من كيفن، حيث كانت عائلة كيفن ميسورة الحال قليلًا، لكن ستيلا عاشت بينما تحاول إكتساب طعامها و عدم الموت جوعًا.
تلك التجارب المؤلمة تم تكديسها مما جعل الفتاة الشابة في وضع أفضل عندما قامت بالصقل و زيادة مستواها، مما جعلها تصل إلى النجم الثاني قبل كيفن، صاحب الموهبة الأعلى.
“ إد ڤيلدي … لوغان هيرميس … فرناندو نيكولا … تشاي نايون … سيلينا أرثر … ”
بدأ الطلاب يخرجون واحدًا واحدًا.
كانت موهبة فرناندو في الفئة المتوسطة من الدرجة (C)، بينما كان لوغان في الفئة العليا.
بالطبع، ليون قام بـ مساعدة لوغان في تقليل موهبته الطبيعية، كلاهما في النجم الأول.
باقي المجموعة كانوا في الفئة المتوسطة، فقط سيلينا التي كانت في الفئة العليا.
معظم طلاب الفصل كانوا مواهب الدرجة (D)، لكن لم يكن هناك أي طالب حاصل على الفئة المنخفضة، أقل فئة كانت الفئة المتوسطة.
عدد الطلاب ذوي موهبة الدرجة (C) كان لا بأس به.
لم يظهر طالب وصل إلى النجم الثاني، و كانت ستيلا هي المنفردة في الصدارة.
كان ذلك حتّى أتى دور ليون.
“ الطالب ليون إيڤينيوس، المركز 340 … تقدم إلى الأمام ”
كلام المعلم تم قوله بنبرة عدم ارتياح، حيث أنه لم يخفى على أحد أن ليون كان معترفًا به كـ أقوى طالب في السنة الأولى!
لم يصدق الطلبة أنه كان صاحب المركز الأخير.
“ هل … هل هذه مزحة؟ ”
“ إنه يلعب، بكل تأكيد هو يلعب! ”
“ لا تنسوا … لقد كان صاحب عقوبة عالية، حيث أن نصف علاماته تم خصمها في الإختبارات ”
“ … هذا صحيح لكن ”
مركز ليون جعل الطلاب يشعرون بعدم الارتياح، أكثر منه شماتة، لأن قوته كانت معروفة للجميع، حتّى أن شعورًا بالنقص كان ينشأ بلا وعي.
“ قادم ”
كان ليون يتثاءب، لم يكلف نفسه عناء المشي، لقد كان متعبًا، لذلك إستخدم قواه الخاصة، مما جعله يطفو نحو المعلم بدلاً من ذلك.
كان فتى شاب ذو شعر أسود و عيون حمراء قاتمة كالدماء يطفو نحو الأمام فوق الطلبة.
وصل إلى أمام كرة زجاجية ذات لون أسود و غبار نجمي أحمر داخلها.
وضع يديه في الكرة، لم يغلق عينيه حتّى، على الفور و بدون عائق إنتشر ضوء النجوم الأحمر.
هذا الموقف جعل حتّى المعلم رالف ينظر إلى ليون قليلاً.
مع تجمع الضوء، ظهرت الكلمات.
موهبة الدرجة (D): [ الفئة المنخفضة]
المستوى 1، القمر الرمادي: [ النجم الأول]
الكلمات التي تلت ذلك، جعلت الجميع منعقد اللسان.
“ … أنت، بدون مزاح، منذ متى كانت موهبتك منخفضة؟ ”
كان المعلمون يحملون معلومات طلابهم، و عرف أن ليون كان صاحب موهبة الدرجة (C).
من المستحيل أن تصل موهبته إلى الحضيض بكل بساطة!
ضحك ليون بخفة، كما أجاب قائلاً: “ منذ الأن ”
ركز دماغه، و تم سحب الضوء قسريًا إلى جسده.
لم يقل شيئًا آخر، طاف و عاد إلى مقعده، تاركًا الآخرين في حالة من الصمت و الصدمة.
كانت تلك الكرة الزجاجية هي إيجو معلومة المحارب، إنها إيجو من نوع الكشف، حيث كانت وظيفتها كشف رتبة و موهبة الشخص.
لم يكن ليون بحاجة لـ بذل أي جهد، من أجل أن يقوم بـ سحب معلوماته بسهولة و التلاعب بها، إذ أن هذا الإيجو كان في المستوى الأول فقط.
لكن على الأغلب هناك نسخة إحتياطية في الكرة الزجاجية، و سيسبب المتاعب فقط إن قام بتغيير المعلومات في البطاقة.
“ بعد هذا، أعتقد أنه علي أخذ الصعاليك إلى جرف قريب و تدريبهم ”
لم يكن ليون في قلق بـ شأن المال، إذ أن الرهان الذي فاز فيه كان قد أدرَّ عليه بالمال الكثير، و الذي لن يجعله يقلق لفترة قصيرة.