الفصل 57: العالم بارد جدًا على أن يعيش فيه الضعيف سعيدًا (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“ … أعتقد هذا الشخص ليس بشريًا، بل حيوان غريب بالتأكيد، نعم، نعم، تصرفاته تبدو كتصرفات حيوان ذكر في فترة التزاوج، لا حاجة لي لـ فهمه ”
تمتم المعلم رالف بينما كان يضع يده على ذقنه، مفكرًا بعمق.
“ … المعلم محق ”
“ يا رجل، أنا أراه لـ أول مرة، لكنه أعجبني بالفعل ”
“ من الصعب أن أرى شخصًا يتكيف بتلك السرعة مع تصرفات هذا الحيوان ”
“ … معلم، جيد ” رفعت تشاي نايون إبهامها تجاه المعلم.
مع قول المعلم لـ تلك النكتة، تم كسر الصمت و الجمود.
لم يعرفوا أن المعلم رالف كان جادًا.
“ هاهاها، خافوا و أخضعوا أيها المنحرفون في الفصول الأخرى، إيد ساما بكل مجده سوف يسحقكم! ”
“ … إيد، عندما تقول المجد، هل تقصد موهبة منخفضة مثلك؟ ”
“ اخرس يا كارل، عاميّ مثلك لن يفهم مدى جبروتي! ”
“ نعم نعم ~ أنت الأفضل يا إيد ساما ~ ”
كان الطلاب في الفصل يتحدثون بنشاط.
لقد كان ليون غريبًا، لذا كان من الأفضل لهم معاملته كمخلوق غريب.
“ … هؤلاء الأوغاد؟ ”
بكل تأكيد، ليون لم يعجبه ذلك.
سوف أجعلكم تصرخون كالعاهرات لاحقًا، أنا أقسم!
“ يكفي حديثًا، مؤقتًا على الأقل، لقد قمنا بـ توزيع كل ما يمكن توزيعه، البطاقات تحتوي على نقاطكم و معلوماتكم، الأموال العادية لا تعمل هنا، يمكنكم دفع مشترياتكم فقط عن طريق النقاط ”
“ معلم، هل هناك نقاط للفصول؟ بما أن هناك نقاط فردية و مراكز؟ حتّى أن هناك مثل هذا العناء في ترتيب أسماء الفصول ”
“ نقطة جيدة يا لوغان، نعم، هناك نقاط للفصول، أولاً، لا يمكن تغيير الفصول، جميعكم ستكونون زملاءًا طوال الأعوام التالية إلا في بعض الحالات الخاصة ”
“ حالات خاصة؟ ”
“ هذا لكم لكي تعرفوه بأنفسكم ”
“ تشه ” نقر لوغان على لسانه.
“ ثانيًا، نقاط الفصل تحدد مركزك، مدى الحد الأدنى و الأقصى الذي يحصل عليه كل طالب في الفصل، ماذا يعني ذلك؟ ”
هممم.
وقع فرناندو في التفكير العميق.
هل ربما … نقاط الفصل مرتبطة بما نحصلُ عليه؟
“ لوغان … أعتقد أن هناك شيئًا مفقودًا ”
“ يا ناندو، فكر في الأمر، ما مقدار ما نحصل عليه في الأساس؟ ”
“ الحد الأدنى و … الحد الأقصى ” تمتم لوغان، “ هذا هو يا ناندو! ربما هناك إنقسام متساوي؟ ”
“ أتعني مثل عدد الطلاب المتوازن؟ أعني العدد متساوي جدًا … ”
“ بمعنى آخر … ” لمعت عيون ستيلا و بعض الطلاب.
“ ساهيونج، كم نقطة حصلتَ عليها؟ ” سأل فرناندو و صوته عالي.
أجاب ليون شارد الذهن، و عقله كان يفكر كيف يجعل تدريب الفصل جهنميًا قدر الإمكان: “ 100 نقطة، يجب أن يكون الفرق كبيرًا بيني و بين الأخرين على الأغلب ”
فهم بعض طلبة الفصل ما يقصده فرناندو من السؤال، و قاموا بـ ربط ذلك بمعلومات المعلم و ما قاله ليون.
“ اوي، أيتها الطفلة! ما مقدار ما حصلتِ عليه؟ ”
برؤية الزخم يزداد، و كي يحفزهم قليلاً قبل تعذيبهم، سأل ليون ستيلا.
“ … أنا لستُ طفلة! ” إعترضَت ستيلا.
“ نعم نعم، أيًا كان، كبيرة، صغيرة، من يهتم؟ فقط أجيبي ”
“ … يا لك من غير صبور ” تمتمت ستيلا قليلاً، ثم أجابت قائلة: “ عدد نقاطي هو 1500 … ”
“ إن حاولتي الكذب، سوف أسرق كل ما لديكِ، فقط لعلمكِ ”
قول ذلك أمام الناس و حتّى المعلم، ليون بالتأكيد مخلوق غريب.
“ … تشه، 2300 ”
“ هذا يعني … هناك حواجز متساوية؟ ” كيفن كان هو من يستنتج هذه المرة: “ معلم! كم نقطة حصل عليها فصلنا … لا، بل ما هو الفارق بين الفصول جمعاء؟ ”
كان الطلبة يتناقشون و يحاولون إستيعاب كل معلومة يتم قولها.
“ خمِّن ” إبتسم المعلم رالف كما أجاب.
“ … هذه حركة غير ممتعة تقوم بها يا معلم ”
“ هيا ~ لا تكن مملاً هكذا، من الممتع في الواقع رؤية الأطفال يتخبطون ”
“ فكروا معي يا شباب! لا بد أنكم سمعتم أي شيء؟ ”
قام كيفن بالإستفسار و حاول التضامن مع الآخرين.
البعض حاولوا التفكير، البعض الآخرين كانوا مترددين في المشاركة.
“ أي وغد لا يحاول الإجابة، سوف أقوم باللعب معه شخصيًا ”
مع تحفيز ليون، بدأ الطلاب يخرجون كل ما يعرفونه و ما لا يعرفونه بـ حماسة.
“ … هل مراكزنا الفردية لها تأثير؟ ”
“ فكروا معي كما لو كانت حياتكم على المحك، لأنها كذلك! ”
“ همف، هذا الموقر سوف يشارككم بعضًا من علمه و بلاغته نظرًا لكونكم مثيرون للشفقة … ”
كان ليون غير مستغرب من رؤية أن طلاب الفصل (D)، و الذين من المفترض أنهم الأضعف، ذوي نظرات مشتعلة و يحاولون التحليل هكذا.
في المقام الأول، كان هذا منطقيًا، لم يكونوا في هذا المركز بسبب ذكائهم، بل بسبب الظروف و قدراتهم الفطرية منذ الولادة.
تم قمع معظم ما يستطيعون فعله بسبب العنصرية الحاصلة و الخوف من الإساءة إلى ذوي الأصول العريقة.
في هذا العالم، يمكن للشخص العادي التخبط في المصاعب و تنمية عقله و ذكائه، لكن ليس قدراته الجسدية و السحرية، لأن ذلك يتطلب الموارد.
لم يستطِع الجميع الحصول على القوة.
كانت هذه معاناة عامة الناس.
لكن مع قدوم ليون، تم تغيير عقولهم بلا وعي.
في الأيام السابقة، بسبب ليون و أفعاله التي أثرت على العديد من طلاب الأكاديمية، تم تشويه سمعة عائلات عديدة.
الأخبار إنتشرت في دولتين، ليس دولة واحدة، بل دولتين!
تم هزيمة و سحق الأميرة الثانية لـ كايرو، إدوارد هارڤي، شين سو، جميعهم و ناهيك عن بعض البارزين و الموالين لهم!
هذه الأخبار ببساطة كانت غير معقولة، لكن لم يكن هناك ما ينفيها.
كما يقول القدماء: أقتل شخصًا ما، لكن لا تقم بـ إهانته.
هذه الإهانة كانت قد تسببت في غضب بعض العائلات.
لكن كيف يمكن للطلاب أو هذه العائلات الإنتقام من ليون بتلك السهولة؟
بطبيعة الحال، تقدمت الأمور كما توقعها ليون، تم طمس الفصائل المتعارضة عن طريق بعضها البعض، لكن السبب الأكبر كان واضحًا.
“ أولاً، أنا قوي، لا يمكنهم الإنتقام مني في المقام الأول، ثانيًا، لقد إعترفتُ حتّى أن لدي معلم مهيب، و موقفي غير الحذر يجعلهم بلا وعي يفكرون أن معلمي أقوى منهم، هذا سوف يجعلهم حذرين، ثالثًا، كشفي العرضي للإيجو في الأيام الماضية كان محسوبًا، كل ذلك سيؤدي إلى إستنتاج واحد”
هناك قوة خفية تدعم ليون، قوة هائلة بما يكفي حتّى يستطيع إظهار مثل هذه القوة الهائلة و الثروة.
هذا يكفي ليتم إيقاف هؤلاء العشائر و يحبسون غضبهم.
هذا الغضب، أين سيتم تنفيسه؟
من الواضح أين، خيبة الأمل سيتم نقلها إلى أبناءهم.
مدفوعين بالضغط من قِبل عائلاتهم، دفع الطلاب أنفسهم إلى أقصى الحدود بيأس، ذلك جعلهم قساة من غير وعي.
جون كان مجرد مثال واحد، الضحايا كانوا بالطبع عامة الناس الأضعف.
في الجانب المعاكس، سمعة ليون كانت جبارة، و الشائعات حوله كانت تنتشر كالنار في الهشيم.
إستشعار الخطر هو غريزة يمتلكها كل مخلوق، نفس الشعور أصاب طلاب هذا الفصل.
مع كون ليون هنا، الطالب الأقوى، لم يدرك الطلاب ذلك، لكن خوفهم تجاه النبلاء أصبح أقل قليلاً.
ذلك جعلهم متحفزين.
لقد كان ليون مثل اللوح الخشبي الطافي بالنسبة لشخصٍ غارق.
“ لكن ذلك لا ينفي كونهم شجعان قليلاً ”
فكر ليون في نفسه صامتًا، بينما ينجرف تفكيره نحو المعلومات التي تلقاها منذ مدة وجيزة.
“ … تعادل “
صوت منخفض و بلا عاطفة، كانت تشاي نايون هي من أجابت.
كانت قد سمعت سابقًا كلامًا غريبًا قد قاله أحد طلاب الفصل (B) عندما كانت تبحث عن مركزها في قائمة الترتيب.
“ يا شباب، إن عمي يعمل كمعلم مساعد، قال لي أن لا أخبر الآخرين، لكنني أثق بكم، لذا سأخبركم، قال أن الترتيب الجماعي متساوي في القاع دائماً لأن الأشخاص يبدأون دائماً متساوون … على أي حال، من الغبي قول أننا متساوون، صحيح؟ ”
لقد فهمَت تشاي نايون المعنى الأن فقط.
“ … ماذا قلتِ، الأخت نايون؟ ”
سمعها فرناندو، لكنه لم يعرف بالضبط ما قالت.
“ الترتيب الجماعي، متساوون في القاع، دائمًا ”
تعابيرها كانت باردة، لكن صوتها كان راضيًا بعض الشيء، يبدوا أن لقب الأخت أعجبها.
“ متساوون … ” تمتم فرناندو تحت أنفاسه.
“ في القاع؟ ” فكرت سيلينا في نفسها.
رآها لويد، و همس في أذنها قليلاً.
لمعت عيون سيلينا مع إعطاء لويد التلميح لها.
أمسكت سيلينا [ إيجو الأفكار المكتوبة] كما فكرت في ذهنها.
[ الترتيب في البداية متساوي القيمة!]
رفعت سيلينا الحجر الأبيض في الهواء، مما جعل زملاءها يرونه بوضوح.
“ هذا هو! ”
“ أحسنتِ أيتها الأخت نايون! ”
“ زوجة أخي أيضاً! ”
تحدث لوغان و فرناندو بـ نفس الوقت.
لم تعتاد تشاي نايون و سيلينا على لقبيهما بعد، لذلك إرتجفت شفاههما من البهجة قليلاً.
“ الفصول متعادلة! وبالتحديد …”
كان صوت فرناندو و لوغان متزامنًا.
فتاة ذات شعر أخضر قاطعتهما، “ قيمة النقاط ليست موجودة! ”
“ تبًا لكِ أيتها الطحلب! ”
“ هاه؟ هل تبحث عن قتال أيها القط القبيح؟”
لوغان و الفتاة ذات الشعر الأخضر زمجروا في وجوه بعضهم البعض.
“ أطفال هذا الجيل … لما هم أذكياء جدًا؟ ” فكر المعلم رالف، لكنه أجاب، “ صحيح جدًا، و بالتحديد، نتائج الفصول الجماعية تساوي … ”
“ … هل ربما هو صفر؟ ”
أجاب شخص لم يتوقع أحد منه أن يجيب.
لقد كان إيد ڤيلدي، قال وصوته غير متأكد.
الصمت إنتشر.
نظر الجميع بعيون واسعة نحو إد.
حتّى أن ليون كان يحدق به بغير تصديق!
“ … إنه … إنه … يستخدم عقله؟ ”
“ هل تسمع عيناي ما تراه أذناي؟ هل ترى أذناي ما تسمعه عيناي حقًا! ”
“ غير معقول … المعجزات تحصل في الحياة ”
“ … أنا ذكي لدرجة لا يمكنكم فهمها فقط لعلمكم! ”
أصيب إيد بـ الإحراج، و قال بصوت غاضب كما لو كان منزعجًا، لم يكن معتادًا على نظرات الآخرين المندهشة.
“ … على غير المتوقع، جوابك صحيح ”
“ نقاطكم الحالية تم توزيعها بسبب إمتحانات القبول، لكن نقاط الفصول الفعلية هي صفر، إختباركم الأول سوف يكون بعد أسبوعين، عليكم الإنتباه حول بيئتكم حتّى ذلك الحين ”
" هذا كل شيء لليوم، إفعلوا ما تشتهي أنفسكم و إستمتعوا بـ مرافق الأكاديمية! ”
سووش!
مع قوله ذلك، أخذ المعلم رالف أغراضه، و بفرقعة، إختفى جسده تاركًا وراءه غبار النجوم البنفسجي المبهر في القاعة.
“ بما أنه ذهب، هل نقوم بما علينا فعله؟ ”
إبتسامة ليون كانت مشؤومة.
“ يا فتيات، هل نذهب للتسوق؟ ”
إحدى الفتيات كانت تصفق بيديها، بينما تقترح للأخريات في الفصل.
بعض الفتيات إنضممن إليها، حيث كُنَّ يتجهن نحو الباب.
“ لن يغادر أحد ”
في تلك اللحظة، سمع الجميع في الفصل صوتًا باردًا.
شاب أحمر العينين كان يتكئ على جانب الباب، مغلقًا عينيه.
في تلك اللحظة، تموّج الفضاء عبر الباب بشكل خفي.
“ أنتم يا قِطع القرف الضعيفة، سوف تأتون معي، ليس لديكم أي حق للرفض ”
صوته جعل الهواء يتجمد كما لو أن الوقت قد توقف.
“ كيف … كيف تجرؤ! ”
الفتاة الأقرب إلى ليون كانت خائفة، لكنها شعرت بالإهانة في نفس الوقت.
تقدمَت بينما حاولَت صفعه.
“ بالطبع أجرؤ، دمية بالية مثلكِ، ماذا يمكنها أن تفعل بالضبط؟ ” سخر ليون بإزدراء.
قبل أن تُقدِم الفتاة على خطوة إضافية، تم تثبيت جسدها بشكل غريب في الهواء.
“ ااااه … سعال! ”
شعور غريب كما لو أن يدًا تخنق رقبتك، تم رفع جسدها في الهواء من رقبتها، كان الفضاء حول رقبتها ينضغط قليلاً.
وقف ليون أمامها، يديه في جيوبه، تعبيره كان فارغًا كما لو أن ما يراه لم يكن شيئًا مهمًا.
الفتاة الشابة قامت بإمساك رقبتها كما لو كانت تريد إزالة ما يمسك بها، لكنها لم تستطع الوصول إلى أي شيء.
تم خنقها وهي تطفو.
“ … سعال! ”
عيونها بدأت تصبح حمراء شيئًا فشيئًا، و الهواء في صدرها كان محبوسًا و ينفذ ببطء.
“ ماذا تفعل! ”
“ أتركها حالاً! ”
تم أخذ الطلاب على حين غرّة.
تحركوا جميعًا في نفس الوقت.
كيفن قام بتحريك المانا في جسده، حيث كان على وشك إستخدام القوة.
قفز بعض الطلاب الذكور تجاه ليون بسرعة.
الطالبات الإناث لم يكُنَّ بطيئات أيضاً، كانت فتاة ذات شعر أخضر تقودهم و تمسك بـ خنجرين في يديها.
لكن في تلك اللحظة.
“ إن حاول أحد التحرك، سوف ترون رقبتها تسقط ”
الذين قفزوا نحو ليون تم إيقافهم في الهواء.
لم يسقطوا، بل تم تثبيت أجسادهم بشكل حرفي في الجو!
ضغط ساحق، لكن أقوى حتّى من السابق نزل على الفصل كاملاً.
أولئك الذين لم يطيروا سقطوا على الأرض عاجزين!
كيفن سقط على الأرض بـ سقطة قوية!
“ اغغغ! ”
تمتم تحت أنفاسه ساخطًا من الألم.
الطالبات لم يسلمن من طغيان ليون، تم جعلهن يسقطن بقوة في الأرضية الباردة للفصل!
الشابة التي أمسكت بالخناجر سابقًا تم إيقافها و هي تطير، و سلاحيها كانا يطيران في الجو، ثم تم توجيه أنصال الخناجر نحوها!
“ يا إلهي! ما الذي فعلتُهُ حتّى! ”
كان إيد يشعر بالظلم، هو لم يتحرك من مكانه، لكنه سقط على الأرض أيضاً.
“ ها هو يبدأ ”
بطبيعة الحال، لم يصل الضغط إلى لوكي و البقية.
“ … في بعض الأحيان، أفكر في نفسي، لما لا يكون أكثر لطفًا، لكن ماذا ماذا؟ إنه ليون بالطبع! ”
لم يعجب لويد كثيراً بما يحصل، لكنه كان يعرف أفضل من أن يتدخل.
قد يكون ليون ساديًا، لكنه لن يضيع الوقت في فعل هذا الشيء غير المفيد مثل التنمر على الضعفاء من دون سبب.
لا بد أن لديه شيئًا ما في عقله.
تم سحب أكمام لويد قليلاً من الجانب.
لقد كانت تلك هي سيلينا، عيونها كانت قلقة، و هي تشير إلى ليون.
“ لا … هو ليس غاضبًا منهم، و لا يقوم بالتنمر عليهم، قد يكون ذلك صعبًا، لكن شاهدي حتّى النهاية ”
لم تستجب سيلينا على الفور، لكنها أومأت برأسها ببطئ.
“ ماذا يفكر فيه ساهيونج؟ ”
كان لوغان يحاول فهم ليون في الأيام الأخيرة، لكنه كان شخصًا مليئًا بالغموض.
حتّى مع إعترافه بأنه هو وليون نفس النوع من الأشخاص، فقد كان ليون إنسانًا غريب الشخصية.
لقد أراد معرفة ما سيفعله مع مثل هذا الفصل المليء بالضعفاء.
" … ساهيونج، غريب، ” تمتمت تشاي نايون، غير راغبة في فهم ما يفعله ليون.
“ هل سوف يبدأ التدريب الأن؟ ”
لمعت عيون ديو قليلاً، حيث كان يخمن تصرفات ليون.
“ بدلاً من التدريب، من الأفضل أن نقول، تعذيب؟ ”
“ مثل ما قام ساهيونج بفعله معهم في الأيام السابقة؟ ”
“ بينغو ”
“ هل نذهب و نساعد؟ ” سأل فرناندو.
“ لا، على الأغلب هو لا يرغب ”
“ اللعنة، إنه يستمتع في الواقع! ”
“ … كما أفعل الآن، من البسيط فعل هذا لأي شخص منكم، الفصول الأخرى يمكنها فعل ذلك ببساطة ”
مع قول ليون لـ تلك الكلمات، تذكَّرَ بعض الطلاب ما حصل في الصباح، حيث أن طالب من الفئة العليا قام بالتنمر على زميلهم، لكنهم لم يفعلوا شيئًا، كان لوغان من أنقذه.
البعض قاموا بصرير أسنانهم، كلمات ليون كانت صحيحة، لأنها كانت صحيحة، فهي غير مريحة.
ناهيك عن …
كان هناك الوقت الذي طغى فيه ليون على الجميع قبل يومين، و هزمهم جميعًا في قتال بدون أن يكلف نفسه عناء ضربهم بيديه حتّى.
لكن ماذا قال عندما توجهت نحوه أصابع الإتهام؟
قال ضاحكًا كما لو أنه سمع نكتة: “ أنا أدرب زملائي ببساطة، هل تشككون في صدقي أيها الأوغاد؟ ”
مع وجود مثل هذا العذر و أيضاً عدم شكوى الكثير من زملائه، تم طمس القضية.
كان هناك أيضاً عدم وجود دلائل سوى كلماتهم، لم يتم إيجاد أية إصابات.
لكن السبب الأكبر هو — أن ليون قوي، بينما هم ضعفاء!
“ سعال … ماذا … ماذا تعرف ، أنت لا تفهم ما نعانيه نحن الذين بلا دعم حتّى … سعال! ”
الفتاة التي تم خنقها قاومَت قليلاً لقول كلماتها.
شعرَت بالسخط، حيث أن شخصًا مثل ليون لن يفهمهم أبداً، لقد كان قويًا و موهوبًا، آنى له معرفة معاناتهم؟
“ هيه، لستُ بحاجة لفهمكم، أعرف ببساطة أن ضعفاء مثلكم لا يمكنهم النجاة هنا ”
“ مثل هذا الضعف هو سبب معاناتكم، الحياة تصبح دافئة فقط عندما يتحمل الشخص برودتها، مثل هذه الأعذار الواهية لـ تعيشوا حياة الضحية لا معنى منها ”
“ لهذا السبب بالتحديد، أنتم ضعفاء أيها الحقراء يا قِطع الخراء! ”
“ ما فائدة أن تبقوا على هذه الحال؟ ألا تريدون رفع رؤوسكم بدلاً من خفضها أيها البائسون! ”
مع قوله ذلك فيما يبدوا أنه صوت غاضب، سقطت الفتاة المحتجزة في الهواء على الأرض.
تم أخذ الآخرين على حين غرة بسبب زخم ليون و كلماته القوية.
“ … سعال! سعال! سعال! ”
الباقون تم تحريرهم.
الشعور بالخوف يأتي عندما يدركه المرء.
لقد كان العرق البارد يتساقط على رِقابهم، التنفس الثقيل بسبب مقاومة الضغط من قِبل الجاذبية يمكن سماعه.
كان البعض يكافحون من أجل الوقوف.
“ … ضعيفة جدًا ”
لم تعرف ستيلا لماذا، لكن الضغط كان يشملها أيضاً.
لقد. حاولَت أن تقاوم، لكنها ببساطة أضعف من أن تستطيع.
ماذا ماذا؟ النجمة الثانية؟
ما النجمة!
هيهيهي، اللعنة على سذاجتكِ يا ستيلا!
إنها ضعيفة جدًا، ضعيفة لدرجة أصابتها ببعض السخط.
“ … أريد أن أصبح أقوى ”
غير مدركة أنها كانت تفكر بصوت عالٍ، تمتمَت ستيلا و هي تحدق نحو الأرض، و يدها مشدودة.
كان ليون يحدق في الفصل، لم يقم بإصدار أي هالة، و لم يقم حتّى بالتحرك من مكانه.
لكن هذا الموقف فقط كان كافيًا لـ جعل الطلاب ينظرون إليه بحذر.
لا، لقد كانت العاطفة التي شعروا بها في الواقع هي الخوف.
“ … هل أنت سعيد الآن؟ نعم نحن ضعفاء، إذاً ماذا؟ هل تقول أن نصمت و لا نقاوم ببساطة؟ ”
صاحبة الشعر الأخضر كانت هي التي تحدثَت، صوتها كان محبطًا و باردًا.
“ إبتلعوا الطُعم ”
إبتسم ليون ببرودة على السطح قائلاً: “ هذا هو مصير الضّعيف، للأسف، ما تقولينه صحيح ”
كلماته الباردة جعلت الأشخاص ينظرون إليه بشكل صحيح، كان البعض خائفين، والبعض كان صرير أسنانهم مسموعًا.
لكنهم لم يتحدثوا.
عندما يسمع الجميع نباح الكلب، يضربونه بالنِّعال ثم يشتمون.
عندما يسمع الجميع زئير النمر، يصمتون و على أنفسهم يخافون!
“ أنت لن تفهم ”
هزت الفتاة ذات الشعر الأخضر، التي كان إسمها سانو ماي، رأسها تجاه كلمات ليون.
“ أفهم ماذا؟ ”
مشى ليون خطوة نحو الأمام، الفتاة الشابة التي كانت تسعل سابقًا قد طاف جسدها مع تقدمه نحو الأمام.
هذه المرة، لم يتم خنقها.
“ أتركني! ”
كانت على وشك الشكوى، لكن شيء غريب حصل، و لم تستطع فتح فمها.
مع تقدم ليون نحو الأمام، تراجع الباقون إلى الخلف.
فقط ستيلا و كيفن و ماي، بالطبع لا ننسى إد الذي كان متجمدًا من الخوف في مكانه، و قلة قليلة من بقيوا في أماكنهم.
كانت ماي تحدق بحدة نحو ليون.
“ نحن مجرد أشخاص يكافحون من أجل العيش في هذا العالم البارد، هل تعتقد أنني لا أعرف ما قلتَه بالفعل؟ لكن ماذا يمكنني أن أفعل! بسبب أشخاص مثلك يتنمرون علينا، لم يعد بإمكاننا فعل شيء! ”
لقد وصل صوتها إلى الغضب لدرجة أنه كان يرتجف.
“ ليس لدي دعم و لا عائلة تدعمني، أرغب بالمقاومة، كيف لا أفعل؟ لكن ما الذي يمكنني فعله؟ ”
“ إن قاومَت فتاة عادية مثلي شخصًا من أصول عريقة، عشرة أشخاص من أصل عشرة سوف يقولون أنه خطئي، هذا هو العالم الذي نعيش فيه، إسترجاع الحق من المظلوم هو رفاهية و قانون، و الأشخاص مثلنا لا يمكنهم تحمل رفاهية طلبه أبداً … ”
“ على أي أساس أو وجهٍ تتحدث؟ شخص مثلك لا يمكنه فهمنا! ”
صوتها على نحو غريب إرتجف كما لو أنها تريد أن تبكي.
نظرَت ستيلا إلى الموقف، غير مهتمة كثيراً.
مثل هذه الأشياء، لقد كانت تعرفها بالفعل، حتّى أنها جربت ذلك الظلم بنفسها.
لكن … لقد فهمَت ستيلا حقيقة أخرى في الحياة تبين لها لاحقًا أن الناس لا يحبونها.
بدون القوة، أنا مجرد ضحية لا يمكنها التعبير عن ظلمها، مع القوة، يمكنني إكتساب حقوقي دائمًا.
لقد عانت ستيلا في حياتها، لكنها لم تعطي نفسها أي أعذار، لقد كانت تبذل قصارى جهدها، لذلك لم تكن عديمة الحيلة تمامًا.
جهودها هي ما أتى بها حتّى وصلت إلى هنا.
الصمت في المكان كان طاغيًا.
لقد كانت كلمات ماي غير متوقعة، و جعلَت زملائها ينظرون إليها عن قرب.
“ نعم نعم أيًا كان، فقط أخفضي اللعبة خلفي أو سوف أكسرها ”
“ … تشه ”
كان هناك خنجر يطفو وراء ليون، حيث تم توجيه حدِّ الخنجر نحو رقبته.
كانت ماي تأمُل في جلب إنتباه ليون حتّى تهاجم، لكن كان ذلك عقيمًا.
نقرت على لسانها محبطة، و إستعادَت الخنجر في الجو، مما جعله يطفو عائدًا إلى يدها.
“ إنها بارعة في التمثيل حقًا ”
فكر كيفن في نفسه، بينما كانت ساقيه على إستعداد للتحرك و مهاجمة ليون في أي لحظة.
“ هذا ممل حقًا ” هز ليون رأسه قليلاً، كما لو كان غير راضٍ من إستسلام الطلبة السريع.
الفتاة التي كانت تطفو قد تم تحريك جسدها في الهواء، و عندما وصلَت إلى مجموعة من الفتيات، تم إنزالها برفق.
“ أنتم، كل من يرغب في تغيير الأمور بالنسبة لنفسه، إلحق بي، ليس لدي إهتمام في التعايش مع الضعفاء ”
“ … ماذا؟ ”
“ لا تعطوني مثل هذه الوجوه الحمقاء ”
“ إلحقوا بي بسرعة ”
مع قول ليون ذلك، تموّج الفضاء في أنحاء الفصل، كما فتح الباب، خارجًا منه.
“ أيها الطفل الأحمق، أنت ليس لديك خيار، تعال بسرعة ”
“ لماذا دائمًا أنا! ”
إيد الذي كان على وشك الهروب، تم إيقافه بصوت ليون البارد، مما جعله يشعر بالظلم.
تم ترك الفصل يدخل في الصمت مرة أخرى.
“ نايون ساغو، سيلينا ساغو، ناندو، هيا نذهب. ” [1].
وقف لوغان كما نادى على الآخرين.
“ لنذهب ”
وقف فرناندو، حذَت تشاي نايون و سيلينا حذوهم.
“ أعتقد أنني ذاهبة أيضاً، إنتظروني ”
نادت ستيلا عليهم، نظروا إليها قليلاً و قالوا أنه لا بأس.
“ … ليس الأمر كما لو كان لدينا خيار في المقام الأول ”
غمغم كيفن و لحق بهم.
“ إذا كانت هذه نيته منذ البداية، ألا يمكنه الطلب فقط؟ ”
ركضَت ماي و خرجت من الباب أيضاً بينما تشكوا.
البقية في الفصل كانوا مترددين قليلاً، و بقوا واقفين في حالة إرتباك.
“ لن ينتهي الأمر على خير إن كنتم خائفين دائمًا، ألم تأتو إلى الأكاديمية لأنكم تعرفون قسوة العالم بالفعل؟ ”
تحرك لوكي و البقية، تاركين كلماتهم لزملائهم.
“ إن بقيتم خائفين هكذا، سوف تعانون دائمًا كما حصل اليوم، من الأفضل على الأقل تجربة الأمر، أليس كذلك؟ ماذا هناك لخسارته؟ ”
البعض كانوا يحدقون في بعضهم، و مع بعض العزم، تقدموا نحو الخارج.
“ …ذلك اللقيط الوقح! سوف أرى بنفسي ما تقوم به بعد خنقي هكذا! ”
قامت الشابة التي تم خنقها سابقًا بالجري بسرعة نحو الخارج.
إن تقدمَت الفتاة التي كان من المفترض أن تخاف من ليون بشجاعة هكذا، هل بقي للآخرين أي وجه للرفض؟
“ نعم يا رفاق! لنذهب … نحن في الحضيض بالفعل! ”
“ تسك تسك تسك، آنى لكم الخوف في مثل هذه اللحظة؟ لهذا بقيتم عزابًا بائسين ”
“ همف، سوف نرى! ”
تقدم البقية، و بقي قليلون فقط في الفصل، غير راغبين في الذهاب بسبب خوفهم وعدم تصديقهم ليون.
لكن هل يعتقدون حقًا أن ليون كان شخصًا يأخذ كلمة لا كـ إجابة؟
“ واااه! ”
“ أتركني … أتركني! ”
“ أمي أنقذيني! ”
“ … اللعنة! كان علي الذهاب بهدوء فقط! ”
الأشخاص الذين لم يذهبوا تم سحب أجسادهم نحو الهواء بـ قوة لا شكل لها، و طارت أجسادهم في الهواء قسرًا.
“ … اوتش! ما اللعنة! ”
“ اااه! بلطف! بلطف أكثر يا ابن الفاسقة! ”
“ هذا الفاسق شيطان! فيما كان أهله يفكرون عندما أنجبوه! ”
سواء كان بقصدٍ أو غير قصد، اصطدمت أجسادهم بالحائط قبل أن يرتطموا بالباب، ثم يخرجون بينما يطيرون في الهواء.
تم سماع أصوات الشتائم في الرواق الكبير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]: ساغو تعني التسمية الأخت الكبرى على غرار ساهيونج الذي يعني الأخ الأكبر.