59 - الفصل 59: هذه هي طبيعة النمو، إنه دائمًا مؤلم (1)

الفصل 59: هذه هي طبيعة النمو، إنه دائمًا مؤلم (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العشب الأخضر تساقطت عليه قطرات الندى من الثلج الذائب بلطف.

رياح الشتاء الباردة كانت تحمل في طياتها لمسة من رائحة الربيع، و الشعور الدافئ كان يغمر القلب قليلاً.

“ الآن …..... لقد وصلنا! قفوا بسرعة! ”

“ هييييك! هواء! أنا أين الهواء! ”

“ ساقي! لقد إنكسرت ساقي! ”

“ ظهري … أنا لا أشعر بظهري! ”

“ السماء … السماء الزرقاء … هل متُّ أخيراً ”

“ شيطان … إبن العاهرة هذا ليس إنسانًا! ”

يمكن رؤية الجثث المتناثرة في المنطقة المحيطة ببؤس.

طلاب الفصل (D)، كانت أجسادهم مستلقية على العشب الأخضر كما لو كانوا قد عقدوا العزم على أن مكان إستلقائهم الأخير هو هنا لا محالة.

أصوات الآهات كانت كما لو أنهم مروا بالجحيم، لا، لقد مروا بالجحيم بالفعل.

“ … ساقي تؤلمني ”

“ ....… أنا لا أعرف أين يؤلمني بعد الأن ”

“ تسك تسك، لقد ركضتم قليلاً فقط و ها أنتم تبكون كالفتيات الصغيرات، مع مثل هذه الأجساد الهزيلة، كيف يمكنكم فعل أي شيء؟ ”

“ هذا الوغد! ”

“ أنت فاسق! ”

“ يومًا ما سوف أقضي على هذا الوغد، أقسم أنني سوف أفعل! ”

“ من تجرأ على شتمي! ”

بام!

“ ااااه! لم أكن أنا، ليس أنا أيها الشرير! ”

“ تجرؤ على الرد؟ هاه؟ ”

“ اااه! مؤلم! يدي-يدي تنكسر! ”

شوه ليون وجهه و نظر إلى المسكين المظلوم كما لو كان شيطانًا.

بام!

“ أمي! أنقذيني- ااااه! ”

تدفقت الدموع من عيون ماي، بينما حاولت إغلاق فمها.

لا تقم بـ إيجادي، لا تجدني أيها اللقيط!

لقد كانت هي من شتمت ليون بدون قصد.

هذا الشخص الفاسد!

هذا اللقيط! بعد أن بذلنا قصارى جهدنا، ماذا قال؟ ماذا؟ ضعفاء؟

ليس الجميع وحوشًا أيها اللعين!

لا و الأكثر أنه مازال يضربنا!

“ … أريد الموت ”

بينما كانت مستلقية ببؤس، صوت ستيلا خرج بالكاد، كما لو كانت على وشك الموت.

ماذا حصل بالضبط؟

عندما خرجوا من أراضي الأكاديمية، نظر ليون و باقي المجموعة إليهم بوجوه تبدوا كالشياطين الذين خرجوا من أعماق الجحيم.

مع قوته الخسيسة، جعلهم ليون يرتدون أثقالاً، لا، لقد أجبرهم!

لنكون صريحين، من البخس قول أثقال، لقد كانت تلك بثقل الجواميس، لم يكن لهم رأي في الأمر حتّى.

ابن الفاسقة هذا، لقد جعلهم يركضون المسافة بأكملها من الأكاديمية و حتّى الجرف بالقرب من الغابة الشمالية!

المقاومة والهرب؟ التكاسل؟

حتّى المساجين في أسوء السجون لهم أبسط الحقوق، حقوق!

لكن هذا الشخص لا يعترف بمثل هذه الكلمات.

كما لو أن حياته تعتمد على ذلك، راقبَهم كالصقر، حتّى أي تأخير بسيط يتم ضربهم بسببه!

هل هناك إنسان يضرب الناس هكذا؟

هذا الشرير ليس إنسانًا!

لقد إعتقدوا أن لوغان و الأخرون سيكونون خارج المعادلة.

لكن لا!

حتّى الشيطان سوف يعترف أن ليون ليس له دماء أو دموع، ناهيك عن الكلمة المسماة بالرحمة!

“ … السحب جميلة ”

“ … هيهي، ناندو، أنظر، هناك سحابتين تبتسمان لي “

“ لوغان؟ لوغان! إبقى معي! إي! بجدية! هذا الشخص! ”

سلاب!

“ … أيها العاهر، أنا لم أمت بعد ”

توجهت عيون ستيلا نحو فرناندو و الأخرين.

“ … موت، شيطان، موت ”

كانت تشاي نايون مستلقية تلفظ أخر أنفاسها، تتمتم كما لو كانت تعويذة لعنة.

سيلينا، التي كانت لطيفة في العادة، تحدق نحو السماء الزرقاء كما لو كانت قد استسلمت عن العيش.

ماي كانت تكتب كلمات مشوهة على الأرض، كما لو أنها تخُّطُّ وصيتها قبل الموت.

“ جدي؟ جدي! أنا أرى جدي الراحل! ”

كيفن فقد الأمل في الحياة، و على ما يبدوا كان يستعد للذهاب إلى قبره.

لم يكن أحد بالكاد واقفًا.

كانت مدة الركض هي 5 ساعات.

لا، لم يكن ركضًا، بل كان زحفًا بحثًا عن النجاة.

أي شخص رفض التحرك، قام ليون على الفور بضربه كخرقة بالية!

“ قوة؟ القوة؟ هيهيهي ….. نعم، صحيح ”

الدموع كانت تهدد بالخروج من عيون ستيلا، بينما كانت تشتم نفسها على الدخول إلى الجحيم بقدميها.

إستخدام الطاقة السحرية في أجسادهم أنت تقول؟

للأسف، يا للأسف، قام ليون، بطريقة لم يعرفوا كيف بالضبط، بـ سد مسارات الطاقة في أجسادهم، مما جعل أجسادهم فقط ما يمكنه فعل شيء.

لم يكن أي أحد منهم في حالٍ أفضل.

لكن بصراحة … كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص التحرك هكذا؟

توجهت عيون الطلبة بضعف نحو الذين بقوا واقفين.

“ إنهم يشتكون من هذا فقط؟ ”

“ يا إلهي، لقد كان ليون محقًا، أطفال هذه الأيام، إنهم ناعمون جدًا! ”

“ مع مثل هذا العزم الهش، كيف يمتلكون الوقاحة حتّى للشكوة! ”

“ لقد كان مثل هذا التدريب في ذلك الوقت مثل النعمة، نعمة! ”

" لا تذكر ذلك يا ديو، تصيبني القشعريرة فقط عندما أتذكر كيف كان المعلم يبرحنا ضربًا.... ”

الأشخاص الوحيدون الذين بقوا واقفين كانوا ستة أشخاص.

لم يرتدوا فقط الأصفاد المعدنية التي تغطي الأقدام مع الأذرع و البدلات الثقيلة، حتّى أن صخرة بحجم أكبر من أحجامهم كانت مربوطة على ظهورهم.

إن قمنا بتنحية العرق المتساقط بسبب النشاط البدني، بدا ليون والأخرون بخير، على العكس، كان الأمر كما لو أنهم أصبحوا أكثر نشاطًا.

الشخص السادس … لم تكن تلك سوى هيليا.

كانت الأثقال التي إرتدَتها أقل ثقلاً من التي يرتديها ليون و الأخرون.

لكن ومع ذلك، من المثير للإعجاب أن قدرتها على البقاء ساكنة من غير السقوط كانت لهذه الدرجة.

لم تشتكي هيليا، و لكن، كانت تلهث بشدة، و تحاول عدم السقوط.

“ … إن تركتُهم هكذا، لن ننتهي أبدًا ”

هز ليون رأسه كما لو كان خائبًا أمام الطلاب.

لكن في الواقع، أدائهم كان أفضل مما كان يتوقع.

بالتأكيد، قدراتهم الجسدية كانت مخيبة للآمال، من المنطقي فقط أنهم ضعفاء.

لكن المثير للإعجاب، لم يكن قدرتهم، بل مثابرتهم، حيث أنهم رغم شكواهم، لم يستسلم أحد.

حتّى إيد ڤيلدي، الذي كان يشتكي أكثر من الجميع، قاوم و ثابر جيدًا.

“ كانت خطواتي في إضعاف أداء معظمهم جيدة بكل تأكيد ”

معظم هؤلاء الطلاب، كانوا ينتمون في الواقع إلى فصول أعلى، لكن مع تلاعب ليون ما وراء الكواليس، تم طمس أدائهم من غير أن يدركوا.

حتّى أنه قد أثَّر على وعيهم سرًا من أجل تقديم أداء سيء.

كان العيب الوحيد هو أن ثقتهم في نفسهم قد إنخفضت بسبب ذلك.

لكن بصراحة، لا بأس.

لم يجمع ليون المعلومات عنهم فقط من أجل فهمهم، بل كان أيضاً حتّى يقوم بإستخدامهم.

هم مثيرين للإعجاب بالفعل.

أي شخص يراهم سوف يصفق في إعجاب.

ذلك إذا كان الشخص الطبيعي هو من يدربهم.

على أي حال، ليون كان شخصًا بعيدًا كل البعد عن كلمة “طبيعي”.

“ إن تركهم هكذا فقط و تدريبهم بمهل سوف تأتي معه نتائجًا مقبولة، لكن هذا بطيئٌ جدًا ”

الأساليب الطبيعية لن تؤتي المطلوب هكذا، غير مقبول!

سوف تقتربون من الموت، لكن هذا من أجل مصلحتكم يا صغار!

قام بتركيز وعيه قليلاً، و تشوه الفضاء حوله قليلاً.

مع تشوه الفضاء، خرجت حقيبة سوداء صغيرة الحجم من اللامكان.

هناك أنواع من الإيجو التي يمكنها تخزين الأشياء.

هذه الحقيبة، كانت واحدة من هذه الإيجو.

[ المستوى الثالث، النجم الثالث: إيجو حقيبة دواء الجريح]

هذا النوع من الإيجو له إستخدام في جانب واحد، لا يمكن تخزين الطعام أو الأسلحة فيه، لكن هذا الإيجو يختص في تخزين الأدوية و الأعشاب الطبية، و بالطبع أدوات العلاج.

لم يكن يعني أنه كلما زاد مستوى الإيجو، فهو أكثر تنوعًا، بل على العكس، تصبح أكثر تخصصًا و تفرعًا في الجوانب.

هذا الإيجو يمكنه الحفاظ على المواد الطبية آمنة، و من دون أن تتلف، لمدة ليس لها أجل محدد.

سعة التخزين ببساطة مهولة و كبيرة جدًا، في الرحلات و الأسفار، يمكن القول أن هذا الإيجو منقذ للحياة.

في المغارات و الغابات الخطيرة، لا يمكن للشخص معرفة متى وأين يمكنه التعرض للجروح.

إذ أنه في بيئة حيث يمكن أن تضيع أو تتلف المواد الطبية التي يحضرها معه، إيجو حقيبة دواء الجريح يعتبر ببساطة منقذًا للحياة.

بالطبع، يمكن للشخص الإعتماد على إيجو من نوع الشفاء.

لكن حيث لا يتوفر مورد دائم، تزداد قيمة السلعة.

الطريقة الوحيدة لتجديد الطاقة السحرية بسرعة ليست سوى أحجار الأيجو، بكل صراحة، سوف تنفذ الأحجار يومًا ما، و ما لم تكن تلك حالة طارئة، فضَّل المحارب إستخدام الأعشاب و الأكاسير الطبية.

رغم أنها باهظة، فهي لا تستهلك الطاقة على الأقل.

كان هذا الإيجو نادرًا بعض الشيء، من الصعب الحصول عليه حتّى مع إمتلاك المال، ناهيك عن صقله.

قام ليون بصب جوهره الداخلي في الإيجو، و توسَّع حجم الحقيبة بسرعة.

مع فكرة من ذهنه، بصقت الحقيبة كما لو كانت تتقيأ.

بليغ … بليغ … بليغ.

في كل مرة تتقيأ الحقيبة، تخرج بعض الأشياء من الداخل.

لقد كانت زجاجات بيضاء صغيرة، في داخلها حبوب سوداء اللون.

كان عدد الزجاجات هو 4، و هناك أيضاً بعض الأشياء مثل الأقمشة الطبية و الأعشاب و ما إلى آخره.

“ تفضلوا، إبتلعوا، سوف تشعرون باختفاء التعب على الفور عند إبتلاعكم هذا ”

فتح ليون الزجاجات، ثم مع نقرة من إصبعه، طارت الحبوب السوداء نحو طلاب الفصل (D).

“ … ما … هذا … سعال! اااه! ”

“ سعال! سعال! أنا أختنق! ”

“ برفق! برفق امممغ! ”

قبل أن يتسنى للطلاب الوقت كي يفهموا ما يحصل، طارت الحبوب السوداء الصغيرة نحو أفواههم بسرعة.

بطبيعة الحال، لقد إختنق الحلق من الضيف الأجنبي الذي دخل بلا إذن، و أمسك الطلبة برِقابهم بينما يسعلون.

لكن لم يخرج شيء من الفاه، و بقيت الحبوب عالقة، آبيةً الخروج.

مع قدوم الرفض الغريزي و زواله، و بسبب التعب فوق ذلك، لم يحاول الطلاب بصق الحبوب الغريبة، و تركوها تذوب مع اللعاب في الفاه.

“ … طعمها مُر ”

لم يكن لهم طاقة للشكوة حتّى، لكن مثل هذه الفكرة جالت في أذهانهم.

في البداية، كان الطلاب مليئين بالشكوك، ماذا بالضبط هذه الحبوب المُرَّة؟

غير أن طعمها لاذع، ما هو المميز فيها؟

لم يرى طلاب الفصل (D) الحبوب جيدًا نظرًا لكونهم متعبين، لذلك كان أصلها مجهولاً بالنسبة لهم.

في تلك اللحظة، شعور غريب بالخمول كان يجتاح أجسادهم.

لا … بدلاً من الخمول، كان شعورًا لطيفًا أكثر، الشعور كما لو أن نسمات الربيع الدافئة كانت تداعب الجسد بهدوء.

الشعور كان غامضًا في البداية، لكن مع مرور الوقت، إنه يزداد دفئًا و يصبح واضحًا.

“ … مريح ”

“ أشعر … بالإنتعاش؟ ”

أصوات الرضا كانت منتشرة، و علامات الإستفهام معها قد أتت.

بطريقةٍ ما ...... أجسادهم المتعبة كانت تزداد نشاطًا.

العضلات التي كانت منهارة، العظام التي ربما قد إنكسرت، لقد تعافت أضلاعهم بسرعة.

ما هذه الحبوب بالضبط؟

لولا الأصفاد التي تقيدهم، لـكان الشعور أكثر راحة.

نظر إليهم ليون بسخرية.

هؤلاء اليرقات، متفاجئون بسبب هذا فقط؟

يمكنه فهم حالاتهم المادية و سوء وضعهم من هذا فقط.

كانت هذه الحبوب إحدى إبداعاته البسيطة، و سماها ليون بـ حبوب النعيم بعد العذاب.

الإسم يشرح الكثير عن تأثيرها.

مثلما قام بـ تجديد الطاقة الجسدية في جسد تشاي نايون عندما كانت متعبة في اليوم الذي أتى فيه، كان لهذه الحبوب تأثير أفضل حتّى.

على عكس الطريقة حيث ينقل طاقته عن طريق الضغط على مسارات الطاقة في الجسد، و التي لها أمد مؤقت و التسبب في التعب، كانت هذه الحبوب أكثر فاعلية و لها تأثير دائم.

كانت وظيفة الحبوب هو تجديد طاقة الجسد و إصلاح العضلات المنهارة، ذلك يساعد على تسريع عملية الشفاء.

كان تأثيرها خياليًا عليهم لأنهم مجرد صعاليك في النجم الأول و الثاني فقط من القمر الأول.

حتّى أنهم على الأغلب لم يمتصوا سوى أقل من 20% من تأثير الحبة، من الأفضل إستخدام التأثير الباقي قبل زواله.

لمعت عيون ليون بينما كان يراقب وجوه زملائه الذين إعتقدوا أنها النهاية.

أخيراً … هذا الجحيم إنتهى.

إبتسامات متعبة كانت ملتصقة على وجوه الطلبة.

لكن على عكس باقي زملائهم، كان لوغان و فرناندو يشعران بالعكس.

مرة أخرى......؟

“ … لا، لا، لماذا أنا بخير مرة أخرى! ”

“ هل أكسر ساقي؟ لا، هذا الوغد يمكنه شفاؤها ببساطة! ااااه! ”

رغم أنها لم تتحدث، ارتجف جسد تشاي نايون و إختبَئت خلف صخرة كما لو كانت قطة قد رأت كلبًا شرسًا.

سيلينا كانت تحاول الزحف و الهرب.

لكن كيف يمكنهم أن يهربوا من ليون ببساطة.

من كان ليون؟

إنه شخص يكمل ما يبدأه معك حتّى على حساب حياتك!

“ هوهوهو، ماذا أرى هنا؟ تحاولون الهرب؟ تسك، أطفال هذه الأيام، ليس لديكم أي شجاعة ”

وقف ليون أمام الطلاب الذين يحاولون إستيعاب سبب نشاطهم المفاجئ.

كان جسده بلا قميص و تغطيه سترة سوداء ثقيلة، و الأصفاد على يديه و ساقيه كانت كالدروع.

عيونه الحمراء الدَّامية كانت تحدق في الطلاب بنظرة مشؤومة.

مع وجود الصخرة العملاقة التي يحملها على ظهره واضحة أمام من يرونها، بدا شكله مثل الشيطان.

إبتسامته كانت مثيرة للقشعريرة بينما خلفه كانت التربة القاحلة.

خلف العشب الأخضر الذي تغطيه الثلوج، كانت الرياح الجافة تهمس بكلمات غريبة.

لا توجد شجرة حية أو أعشاب تنمو، ناهيك عن حيوانات تتجول.

كما لو كان لإثبات أن هذا المكان قاحل بلا حياة، تشققت التربة في نهاية الغابة الفاصلة بينهما.

لقد كان هذا المكان جرفًا.

بشكل أكثر دقة، لقد كان جرفًا مشهورًا في هذه الجزيرة.

إنه جرف همسات الرياح المفقودة.

كان لهذا الجرف قصته الخاصة، حيث كان و على نحوٍ غريب تتردد فيه أصوات العويل و الهمسات الغير مفهومة.

لم يعرف الكثيرون لماذا بالضبط، لكن مع مثل هذه الأجواء المشؤومة حوله، تمت تسميته بذلك الإسم.

هز فرناندو رأسه مرارًا و تكرارًا بالرفض.

لا! إلا هذا، ساهيونج، أرجوك إلا هذا!

مثلما أنه لم يستمع لصرخات فرناندو البائسة، مد ليون يده نحو الأمام.

“ واااه! ”

“ ليس مرة أخرى! ”

" ماذا الأن! ”

طفت أجساد الطلبة على حين غرَّة في الموقف المفاجئ، و كانت الشكاوي تلوح في الأفق.

مع تحكم ليون بهم، جعلهم يقفون على حافة الجرف.

هييييس!

على الفور، الرياح الهامسة عوت على وجوههم.

العيون كانت مفتوحة على مصراعيها.

كان مظلمًا.

مظلمًا و بدون ضوء.

مثلما أن حاسة البصر تم حجبها، تاركةً السمع فقط يعمل في أقصى حالاته.

لو كانوا في حالة التعب السابقة، لن يكون الصوت واضحًا جدًا.

لكن عندما جعلهم ليون يبتلعون الحبوب الغريبة، إستعادوا نشاطهم.

حتّى أنهم في الواقع قد أصبحوا أكثر نشاطًا من السابق.

ركضت القشعريرة في أنحاء أجسادهم.

“ الأن، اقفزوا ”

بوجهٍ بريء كما لو كان يقول الشيء الأكثر وضوحًا، وقف ليون بجانب الحافة أيضاً كما قال.

“ …… ماذا؟ ”

“ اقفزوا ”

“ من؟ ”

“ أنتم ”

“ … بجدية؟ ”

حدق كيفن في قاع الجرف، ثم حدق في ليون، و أعاد تنفيذ الإجراء مرارًا و تكرارًا كما لو كان يؤكد أن هذا ليس حلمًا.

“ … هل تقصد بـ أقفزوا، أن نقفز حقًا أم...... ”

“ هل ابدوا كما لو كنتُ أمزح؟ ”

هذه هي المشكلة في الأساس أيها الفاسق!

لماذا لا يموت هذا الشخص؟ هاه؟ لماذا لا يموت فقط!

اشتكى الطلبة في أذهانهم.

“ كيفن ”

“ … نعم ”

" إقفز، قبل أن أبرحك ضربًا ”

“ … نعم ”

مع الدموع التي هددت بالخروج من عينيه، نظر كيفن تحته.

“ لم أعتقد يومًا أن حياتي ستنتهي هكذا ”

“ أتمنى أن يموت أبشع ميتة ”

“ … كانت حياةً جميلة ”

الأخرون، مدفوعين بالخوف من التعرض للضرب، وقفوا مترددين أمام الجرف.

“ … هاه، هذا مزعج ”

تنهد ليون بسخط، فرقع إصبعه و تحررت أيدي و أقدام الطلاب من الأصفاد الثقيلة.

بمثل هذه الأجساد الضعيفة، لن يمكنهم التسلق من الجرف و سوف يكسرون عظامهم فقط.

للوقت الحالي، من الأفضل تركهم مع السترة الثقيلة فقط.

“ … هاه؟ هل أصبح لديه ضمير أخيراً؟ ”

“ مستحيل، ربما يفكر في طريقة أسوأ لقتلنا؟ ”

“ هذا يشعرني بعدم الارتياح ”

إجراء ليون هذا جعلهم ينظرون إليه بريبة.

“ إن لم تقفزوا، سوف يصبح خيالكم واقعًا يا أبناء العاهرات! ”

مع نظر ليون إليهم بوجه يشبه الشيطان، تم طمس المعارضة على الفور.

“ الحقوا بي بسرعة! ”

قفز ليون نحو الأسفل على الفور، مع حركة تشبه السباحة في البحر.

“ نلتقي في الأسفل يا رفاق! ”

“ إلى الهاوية أنا أسير! ”

“ ياهوووو! ”

“اوراتشااااا! ”

لوكي قفز بشقلبة أمامية، رافعًا ذراعيه كما لو كان يحمل مشاعل.

قفز ديو و وضع يديه خلف رأسه، مد قدميه فوق بعضهما البعض، فيما يشبه وضعية الإستلقاء.

رافاييل قلب جسده، نظر إليهم، و مع تحية تشبه تحية الجنود سقط نحو الخلف.

لويد مشى مثل الروبوت بخطوات بطيئة، ثم أسقط نفسه نحو الأمام مع شقلبة لولبية.

لم تتحدث هيليا، لكنها قفزت بدون تردد.

“ … تنهد، أيًا كان! ”

كما لو كان لـ كسر خوفها، تقدمت ستيلا نحو حافة الجرف.

“ هوووف … هذا مخيف بالفعل ”

تمتمَت بتردد بعض الشيء.

لكنها عضت على شفتيها قليلاً، ومضت عيونها بعزم كما حزمَت أمرها.

“ هيهيهي، هذا مزعج، لكنه مثير! ”

“ سوف أصل قبل الجميع ”

أصوات لوغان و فرناندو كانت مسموعة بجانبها.

“ … هذا القط القبيح، أين تعتقد أنك ذاهب من دوني؟ ”

“ هيه، الطحالب أصبحت وقحة حقًا هذه الأيام ”

ماي أيضاً كانت على يسار ستيلا.

تشاي نايون و سيلينا كانتا صامتتين، لكنهما وقفتا في الحافة أيضاً.

“ اووريااااا! ”

“ هاهاهاها! ”

“ أنت صاخب، أيها القط! ”

“ اخرسي ايتها الطحلب اللعينة! ”

قفزوا إلى الجرف على الفور بدون تردد.

“ يا رفاق! الخوف لن يساعد في فعل شيء، لنعد أحياء، و نري هذا الشرير أننا لسنا ضعفاء كما يعتقد! ”

تردد صوت كيفن في المكان، وسمعه الآخرين بوضوح.

كان الجميع هنا يعرفون، لقد كان كيفن يرتعش قليلاً، من الواضح أنه خائف.

لكنه لم يتراجع.

ليس هو فقط، في الأيام السابقة، كانوا يتساءلون في أنفسهم.

لماذا بالضبط هذا الشيطان في نفس الفصل معهم؟

الخوف و القلق سيطر عليهم، إن كان قويًا، لكنه دخل إلى فصلهم، ألا يعني ذلك أن لديه مشكلة ما؟

مع إنتشار السيئة الشائعات حول مصدر قوته، لن يشعروا بالراحة تجاهه.

لكن …

كان هذا الشخص غير متوقع.

بالتأكيد، هو وقح، خسيس، نصاب، بدون رحمة و لا يمتلك أي خجل.

لكنه لم يعاملهم بسوء كما كانوا يعتقدون.

إن تركنا مسألة الوقت عندما هزمهم جميعًا، فهو لم يتنمر عليهم.

كانت هذه التصرفات غريبة عن شخص إعتقدوا أنه قاسٍ.

ناهيك عن كل شيء، لقد كانوا يفكرون في إمكانية الأمر….

هو لا يفعل هذا فقط من أجل اللعب.

على العكس، كانوا، رغم شكواهم، يعرفون أن ليون يقوم بتدريبهم و يعتني بهم.

لم يكونوا بحاجة إلى التفكير حتّى لمعرفة أن هذه الحبوب باهظة الثمن، من المستحيل أن يكون لها هذا التأثير المذهل و أن تكون رخيصة الثمن!

جميعهم يعرفون الألم الذي يأتي مع الضعف، قد يكونون قد أيقظوا مواهبهم قبل فترة فقط، لكن هل كانوا قبل ذلك كسولين؟

لقد كانت الموهبة المستخرجة مجرد نتيجة لـ تدريباتهم منذ الصغر.

ومضت عيون البعض بضوء عازم.

“ صحيح! سوف أنجو بالتأكيد، سوف أنجو و أكسر توقعات هذا الشرير! ”

“ أتطلع لرؤية وجهه مصدومًا من رؤية وقاري، أنا إيد ساما! ”

“ بما أنني في خضم ذلك، سوف أفعله على أي حال! ”

إختفى التردد من عيونهم، و قفزوا بدون أي تأخير.

“ وااااه! ”

" لن أموت مهما كلف الأمر—!! ”

“ اللعنة!! ”

في فترة أواخر الظهيرة، الشمس أشعت بحرارتها كما لو كانت تبتسم للعالم.

في الحياة، كانت حيوية البشرية دائمًا غير متوقعة، حيث لن يعرف الشخص أبداً أين بالضبط سوف يشتعل حماسًا.

في جرف همسات الرياح، يمكن سماع صرخات شبان في السابعة عشرة من عمرهم.

في غابة بعيدة عن أكاديميتهم هم قد ذهبوا.

عندما ينظر الشخص من فوق، يمكنه رؤية 85 نقطة سوداء صغيرة تقفز داخل الجرف العملاق.

حيث الظلمة التي لا تنتهي و الرياح التي تعوي كما لو كانت تبكي.

كانت تلك بداية تدريبهم من أجل أن يصبحوا أقوى.

نحو طريقٍ يمشون فيه معًا، خطوة بـخطوة.

تدريب قاسٍ غير مألوف.

قاسٍ و غير مرغوب، جميعهم شعروا أنه مبالغ به حتّى.

لكن.

بكل تأكيد، مع تراكم تلك التدريبات القاسية يومًا بـ يوم، مع تراكمها بصبر، سوف تأتي النتيجة ولو بعد حين.

و ربما.....

ربما يومًا ما، سوف ينظرون إلى الوراء مع إبتسامة خفيفة.

هذا اليوم قد يكون يومًا مميزًا في قلوبهم، كان هو اليوم الذي سيفتح فيه المستقبل لهم طريقهم.

طريقٌ يضعون فيه بصمتهم.

بصمة سوف تؤثر على العالم بأكمله.

“ اللعنة على كل شيء! ”

“ سوف أموت! سوف أموت ااااه—! ”

بالطبع...... الآن لم يكن أكثر من مجرد بدايتهم.

لذلك في الفترة القادمة، لن يكون هذا التدريب أكثر من مجرد جحيم سوف يمرون به.

جحيم تم جعلهم فيه يصرخون كالفتيات الصغيرات.

2024/12/14 · 12 مشاهدة · 3161 كلمة
نادي الروايات - 2025