الفصل 5: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كارثة.
لقد كانت حرباً أسفرت عن وفياتٍ لا تعد و لا تحصى.
مع مرور السنين في الحرب بين الطرفين، سئم الإثنان من القتال الشنيع، لكن لم يرد أحدٌ التراجع.
الذي يتراجع أولاً كان المتضرر الأكبر.
بعد الكرِّ و الفرِّ بين الطرفين، لم يصلوا لحل مطلق.
لذلك، كان الحلّ الأفضل هو إيجاد شيئٍ يبقي مزايا النبلاء.
و في نفس الوقت، شيئٌ لا يتجاهل الشعب الذي لا يملك عائلة أو عشيرة مرموقة.
لكن في خضم هذا، بدأت الشياطين تهاجم القارّة.
إنتشرت المذابح و عمّ الذعر العالم.
لقد مضى عام قبل أن يتلاشى الأرتباك، و خسرت القارة ما لا يُحصى من الأشخاص.
كانت أكبر مأساة حصلت منذ آلاف السنين.
كان للجميع الأن عدوٌّ مشترك.
و بطبيعة الحال، تنشأ بين الفصائل المتعارضة، تحالفات مؤقتة.
خاضت القارّة حرباً يائسة مع الشياطين، و بعد تضحيات هائلة، قضوا عليهم تماماً.
لا، ليون عرف أكثر من ذلك.
الماضي المدفون و المجهول.
سجلات لن تجدها في التاريخ.
لقد كانت مأسآة دم الأسلاف.
و لكن، تلك قصة لوقتٍ أخر.
بينما يجري عبر الأنحاء، ومضت الأفكار في ذهن ليون.
لم يسعه سوى أن يتذكر الحضارة الفريدة في هذا العصر، و التي نشأت في هذا العالم القاسي.
بعد إختفاء العدوّ، لم يكن هناك للأطراف المتحالفة أيّةُ قوّة متبقّية، لذلك لم يواجهوا بعضهم بتهوّر.
إستقرّت الأوضاع بعد التوسّط بين النبلاء و المتمرّدين، و ذوي العشائر و الذين لم يملكوها.
و كان ذلك الحل الوسط هي أكاديميّات السحر، طوائف الفنون القتالية.
مكان يقبل الجميع بغضّ النظر عن خلفيّته.
كان ذلك أفضل شيئٍ ممكن فعله في تلك الأوضاع.
هكذا حصل الجميع على المعرفة.
و مع ذلك، مع تقدّم المعرفة، فستكثر المشاكل و لن يستقرّ النظام.
كلما عرف الناس أكثر، كلما أرادوا أكثر، تصارعوا فيما بينهم أكثر.
الناس مخلوقاتٌ جشِعة.
طالما لديهم المعرفة، فسيسعون بطبيعة الحال، نحو السلطة.
حتّى مع الأكاديمية التي يتساوى فيها الجميع، لم يكن من الممكن التخلّص من سخط العامّة الذي إستمرّ لقرون بتلك البساطة.
ناهيك عن أنَّ النبلاء لن يفكّروا في العامّة على قدم المساواة بسهولة أيضاً.
الأمر كان أكثر وضوحًا في طوائف الفنون القتالية، و التي تُبيح الصراعات فيما بينهم.
طالما هناك مخلوقات، فهناك دائماً صراعات.
السلام هو شيئٌ مرغوبٌ فيه بالفعل، لكن، من المستحيل إبقائه قائماً للأبد.
مع تقدّم السنين، بدء ما يسمّى بالطوائف القتالية و أبراج السحر بتأسيس سلطتهم عبر القارة.
المرتزقة الذين يمكن إستئجارهم، تجارة الأسلحة، المعلومات.
بدأ الإنقسام يحدث بسرعة، ينموا فُصيل و يتفكك عبر السنين.
بدء العامّة يلجئون لتلك الأماكن شيئاً فشيئاً.
أصبح نظام النبالة غير مرغوبٍ فيه بمرور الوقت.
إنقسم العالم — بدلاً من العامّة و النبلاء— إلى فصائل صالحة و فصائل شيطانية.
بالنسبة لهؤلاء الفصائل، فقد كانت السلطة مقسّمة بين أربعة فصائل بدورها.
النبلاء حكموا شرق القارّة، و شعب كانغهوا حكموا الجنوب، كانوا في كثيرٍ من الأحيان يتصارعون على الأراضي لذلك كان هناك توتّر بينهما.
كانت الفصائل الصالحة، بإسم العدل، توسع سلطتها بسرعة.
لذلك، كان وقت الشطانيين —الذين عملوا كأفرادٍ فقط، صعبًا.
بالطبع، لم يكن الفُصيلين الأخرَين أفضل في أيّ ناحية.
مجتمع السحرة حكموا الغرب، بينما حكم البشر المتحوّلون كالجان و العفاريت و الأقزام و غيرهم من أنصاف البشر شمال القارّة.
كان الصراع على الموارد في بعض الأحيان يأخذ الهبوط و الصعود، لكن لم تكن هناك حادثة مهمّة تستحقّ الذكر.
كان كلُّ فصيل يقمع الأخر لذلك لم تحدث نزاعات هائلة.
في السنين الماضية، كانت هناك بعض الصراعات البسيطة هنا و هناك.
كانت صراعاتٍ بسيطة تتشكّل نتيجة سخط النّاس.
يمكن تجاهل الأمر كشيئٍ غير مهم في العادة.
لكنّها كانت في الواقع دلالة على قدوم رياح التغيير.
بالنّسبة لذلك المؤسس، فقد أحسّ بالنّهاية الوشيكة لعصر السلام بعد إستمراره لأكثر من مائة عام.
لم يكن سبب إستمرار السلام سوى لتلافي الأضرار على مدى العقود التي سبّبتها الحرب بين النّاس و ضد الشياطين.
بعد إسقرار مواردهم، كان التوازن سينكسر مع مرور الوقت حتّى يبقى أحدٌ ما في السلطة.
لم يكن مؤسس الأكاديمية الذي خمّن ما سيحدث في السنوات اللاحقة مستعدّاً لترك نسله من بعده يترك كعلف مدفع ببساطة.
كان يجب على المرء الإستعداد للقتال عندما يجب عليه ذلك.
‟ لذلك، أنا سأسلك إتجاهاً لم يسلكه أجدادي، أنا بنيت هذه الأكاديمية لهذا السبب "
‟ هذا المكان هو مكانٌ يعلّم الأجيال القادمة كيفية البقاء في هذا العالم "
‟ عسى أن ينقل كلّ من بعدي إرادتي للأجيال القادمة "
لاقى في حياته العديد من المعارضات و النزاعات، لكنّه نجا و إنشقّ عن نظام الأجداد القديم.
هذه الأكاديمية هي ثمرة جهود و دماء، ليس فقط هو، بل و حتّى الأجيال الذين من بعده.
المعرفة العملية و الخبرة، كان هذا ما ركّزت عليه هذه الأكاديمية.
بدلاً من التشبّث بشيئٍ يمكن لأي شخص قراءته في كتاب، فقد كان أفضل مائة مرّة أن تجرّبه بنفسك.
تلويحة واحدة بالسيف تكُفُّ عنك عناء شرح ألف خبير.
بالطبع، هناك العديد مِمّن يفضّلون التقيّد بأعراف الماضي و إنضمّوا للأكاديميات العريقة الأخرى بدلاً من ذلك.
لم تتقيّد تعاليم هذه الأكاديمية فقط بتدريب المانا، حتّى الفنون القتالية و مختلف أنواع السحر العنصري كان مصدر إنتباههم.
لقد كانت القاعدة الوحيد في هذه الأكاديمية هو التكيّف مع العالم.
لذلك إختلف أسلوب التدريس في كلِّ جيل.
من مجرّد مبنى تثقيفي في الضواحي إلى أكاديمية يعترف بها العالم.
لقد كانت رحلة طويلة حقًّا.
على أي حال، رغم الجحود من العديد، كان من تخرّجوا من هذه الأكاديمية أشخاصاً إستثنائيين حقاً.
لسببٍ غريب، إختار العديد الإستوطان في الجزيرة الشاسعة بالقرب من الأكاديمية، لكن هذه حكاية لوقتٍ أخر.
بما أنَّ العديد من الناس الخرّيجين كانوا إستثنائيين، فلم يكن هناك الكثير لقوله عن شخصٍ إنتشرت حتّى شائعات عنه عبر أنحاء القارّة.
لذلك، ما مدى أهمية أن يعطيك الأستاذ المشرف ديوس تقييماً إضافيًّا في أول أيام تسجيلك هنا؟.
بطبيعة الحال، لقد كانت الأهمية بلا قياس.
بالتفكير في الأمر من وجهة النّظر هذه، لم يكن سلوك الطلبة الشبيه بقطّاع الطرق غريباً حقاً.
الناس ينسون عقلانيٌتهم أمام الفوائد، بعد كلّ شيئ.
ليون، الذي كان يقفز عبر الأشجار بسرعة لم تلحقها العين المجرّدة، يفكّر في تاريخ هذا المكان العريق.
فهم جنون الطلبة إلى حدٍّ ما.
'أنا أفهم هذا، أنا أفهم هذا لكن ...'
... أليس هذا كثيراً جداً؟.
عبس عند التفكير في الأشخاص الذين يبحثون عنه في جميع أنحاء الجزيرة.
أنا أفهم أنّني تماديت قليلاً، لكن أنتم بأنفسكم وحشيّون جداً!.
تنهّد ليون بسخط، لكن لم يكن له القوت لتنفيس إحباطاته.
‟ أمسكوا بهذا اللقيط يا رفاق! أموالنا قابعة في يديه! "
‟ من أجل عدالة العالم! يجب علينا أن نقبض عليه من أجل شرف و سلامة العالم! "
‟ تبًّا لشرفك و عدالتك! أتركوني أيها الأوغاد! "
كان ليون تتّم ملاحقته بلا هوادة.
كان ليكون الأمر جيّداً لو كان الصعاليك الرّعاع هم من يطارده، لكن للأسف، ما كان يسمّى بأصدقاء هم من طاردوه بحماس.
‟ و تسمّون أنفسكم بالصالحين! اللعنة على الصداقة! أليس لديكم أيُّ خجل؟! "
‟ هاه؟! ماذا؟! خجل؟ من؟ أنت من يقول هذا؟؛ ألست من كان يقول دائماً أنَّ الأخلاق لن تملأ بطنك، بل الأموال! "
بينما كانوا يتحدّثون و يطاردونه، زاد ليون سرعته ببطئ.
‟ صحيح أنني قلت هذا! لكن الصداقة! البر! ألم تتمّ تربيتكم على البرّ أيها الأوغاد في وقت فراقنا؟! "
‟ أصمت! أنت تذكّرني بأيامٍ لا أريد الخوض في غمارها مرّة أخرى! "
‟ ديو! لا تثرثر معه! هو يحيك شيئاً ما بكلّ تأكيد! ‟
‟ بكلّ تأكيد و إلاّ لن يثرثر معك حتّى! "
'تسك، كشفوني في النهاية، لكن ... لقد فات الأوان'
‟ ... اللعنة ... لو بقي لديّ بعض المانا لكنت ركلت مؤخرات هؤلاء الأوغاد! "
غمغم بصوتٍ منخفض بينما تعابيره أصبحت قبيحة.
لسوء الحظ، سمعه أحد اللذين كانوا في المقدّمة و زاد سرعته.
‟ إنها فرصتي! سوف أقبض عليك! "
‟ تبًّا! لقد تحدّثت بما في ذهني مرّة أخرى! ‟
صرخ ليون بغضب كما زاد سرعته أيضاً.
سووش! سووش!.
كان الأفق خلف الأشجار يتكشّف و يمكن تحديده عبر الأبصار.
'سأمسك بك!'
فكّر الفتى الذي يلاحق ليون عندما إكتشف ثغرة.
ليون الذي كان يطلق الشتائم و الغضب من قبل بدى كما لو حسم أمره، تغيّرت تعابيره بالكامل.
لم يعد من الممكن رؤية التّوتّر السابق في أيّ مكان.
كشف عن إبتسامة شرسة قبل أن يغيّر إتجاهه فجأة!.
‟ كييهيهي! للأسف! أنتم وقعتم في فخٌي بالفعل! "
إصطدام!.
ضربت رجله الهواء كما لو كانت تضرب الحائط!.
ليون، الذي كان يقفز عبر الأشجار سابقاً غيّر إتجاهه عن طريق الهواء كما لو كان أرضاً صلبة!.
مستفيداً من الزخم، قذف ليون جسده مباشرةً نحو الإتجاه المعاكس.
كان يتّجه مباشرةً نحو المطاردين!.
كان هناك إرتباك طفيف في تعبير الفتى الذي يقترب من ليون، لكن كان ذلك لوقتٍ وجيز.
‟ كواهاهاها! هل سئمت من الهروب أخيراً؟! واجهني! "
تقدّم أحد المطاردين للأمام و سبق المجموعة.
شعرٌ أسود، عيونٌ صفراء برتقاليٌة حادّة كعيون النّمر، كشف الفتى عن أسنانه و هو يضحك بشراسة نحو ليون المتّجه نحوه.
‟ تعال! "
ردّ ليون بنفس الروح المتحمّسة و هو يتّجه نحو الفتى أمامه.
سرريينج!.
تمّ إخراج السيف من الغمد.
بينما يقترب الشابُّ المسمّى "ديو أنتاريوس" بسرعة من ليون، كان قد أخرج سيفه و يستعِدّ للهجوم بالفعل.
سيفٌ لامع، كان ضوء الشمس المنعكس من السيف فضّي اللون.
في ثانية واحدة، بدى أنّ شخصاً أعزل سيصطدم بمقاتل يحمل سيفاً حادًّا.
يمكن التنبؤ لحدٍّ ما بالنتيجة بنظرة واحدة.
على الأقل، كان ذلك من الوهلة الأولى فقط.
‟ أحمق "
إبتسامة.
ظهرت إبتسامة غامضة على شفتي ليون قبل أن يمُدّ يده.
ديو أنتاريوس، الفتى الذي شابهت عيناه أعين النّمر في حدّتها، عندما كاد أن يقوم بتلويحة بالسيف، تفاجأ بالتغيير الذي حدث، لكنّه غيّر على الفور وضعيّة السيف و قام بالصد نحو يد ليون الممدودة.
للأسف، كان الأوان قد فات بالفعل.
‟ أنت متأخرٌ جداً! "
أطلق ليون ضحكة قبل أن يدفع بيده نحو الأمام كما لو أنّه يقوم بدفع الرياح!.
عندما كادت أجساد الشّابّين تصطدم ببعضها بالضبط.
دفع.
كقوّة دافعة تقوم بقذفك، لا يمكن مقاومتها أو إمساكها بالجسد المادّي.
حركة بسيطة، لا تحتوي على الكثير من القوّة، لكنّها بالنسبة للفتى ديو أنتاريوس، إحتوت على قوّة دافعة هائلة.
قذف!.
يمكن في الهواء رؤية جسدين يتمّ قذفهما في الإتجاهات المعاكسة لبعضهما.
لكن كيف تمّ قذف كلٍّ منهما، فقد كان ذلك هو ما حدّد نتيجة المواجهة القصيرة.
‟أ-أككك! "
إصطدام!.
على حين غَرّةٍ و غفلة، توجه جسد ديو الذي حاول حماية جسده من الصدمة بجسد الثلاثة الأخرين.
و بطبيعة الحال، كان الإصطدام بهم شيئاً حتميًّا.
‟ كيااك! ‟
مع الزخم الباقي من قوّة الدفع، أكمل جسد ديو و رفاقه الطيران حتّى إصطدموا بشجرة قريبة.
تمّ سماع صوت أنينٍ متألّم يخرج من فم أحد الأفراد الساقطين.
‟ إ-إبتعد عنّي ... أنت ثقيل "
‟ رأسي ... أعتقد أنَّ رأسي يدور "
لم يكن يمكن رؤية ليون في أيّ مكان.
‟ ... ذلك اللقيط اللعين، لقد إستخدم قوّة زخمه و زخمي لدفع نفسه للخلف و الهروب، ناهيك أيضاً عن أنّه حوّل قوّة الوقفة المفاجئة في الهواء لضربي "
تذمّر ديو بحسرة بينما يقف و يحدّق في الإتجاه الذي إختفى فيه ليون.
‟ لا تنسى أنّه خدعنا بقول أنَّ المانا الخاصّة به نفذت، كلّما تذكّرت تعابيره يتصاعد غضبي ..."
تنهّد ديو قليلاً.
‟ ماذا كنت تتوقع من ذلك الوغد؟ "
تحدّث فتىً وسيم ذا شعرٍ كستنائيّ و عيون ذهبية كعيون التنين، بصوتٍ محبط.
‟ لهذا قلت لك أن لا تتحدّث معه ... كان يتحدّث لجعلك ترخي حذرك، لولا ذلك لما إستطاع خداعنا ... لكن ما يهم في ذلك؟ ما حدث قد حدث بالفعل "
‟ إخرس فقط يا ڤايرون، لا تزد من إحباطي أكثر "
صبيٌّ ذو شعر أبيض و عيون بنفسجية حادّة، قام بالتذمّر و هو يقف و ينظّف جسده.
‟ تسك، كما لو أنني أهتم يا لوكي "
نقر ڤايرون بلسانه للفتى ذو الشعر الأبيض، و المسمّى لوكي، كما لو كان يحتَجّ.
تشاجر الشّخصان اللذان وقفا بجانب ديو قبل أن يتنهّد الإثنان معًا.
لقد خسروا في المعركة، لذلك لا شيء يمكنهم فعله سوى قبول الأمر.
‟ ذلك الوغد، أعتقد أنَّه سيستغِلّ حقيقة تمكّنه من الهروب كوسيلة لفرك الملح على الجرح لاحقاً "
تنهّد أخر الفتية الواقفين بصمت.
‟ أنت بسيط التفكير حقًّا يا لويد، لن يفعل ذلك فقط، ربما يجعل حتّى الأمر كما لو كنّا نحاول سرقته أيضاً "
قال ديو بإنزعاج قليلا بينما ينظّف سيفه بمنشفة.
‟ هذا لا يهمّ الأن، ديو، هل نذهب الأن للمشاهدة؟ "
تنظيف، تنظيف.
‟ أعتقد هذا؟ "
تنظيف، تنظيف.
كان صوت الممسحة مزعجاً بعض الشيئ بالنسبة للويد.
‟ قبل ذلك يا ديو، لما تمسح سيفك بالمنشفة رغم عدم إتِّساخه إلاّ قليلاً؟ "
‟ همف، تقول هذا بينما يلمع رمحك بكلّ وقاره من شدّة مسحك له، حتّى عندما لم تقاتل به من البداية؟ "
" أسف يا ديو، لكن على الرّجل فعل ما على الرّجل فعله "
‟ أنت ... كلامك يتحرّى الصدق تماماً! "
بعد مسح سيفه تماماً، وقف ديو بجلال بجوار لويد و يديهما خلف ظهورهما.
‟ تنهّد، تقلّبات العالم حقًّا- "
‟ ماذا يفعل هذان الأحمقان؟ "
تحدّث لويد بصوتٍ عميق عندما قاطعه صوت ڤايرون المزعج.
‟ أتركهما، لابدّ أنَّ بعض البراغي مفكوكة في أدمغتهما "
سخر لوكي بصوتٍ ضاحك و هو يحدّق في الغبيّين الواقفين و أيديهما خلف ظهورهما.
' ... هذان الوغدان'
كان لويد يبتسم بلطف عند المقاطعة الغير مرغوبة من الإثنين خلفه.
‟ تبًّا لكما! "
صاح ديو بغضب قبل أن يحدّق في إتّجاهٍ معيّن.
على أيّ حال، لم ينجحوا في اللحاق بليون، و هذا محبط قليلاً.
لكن ذلك لا يهم.
رغم إحباط فشلهم في الإمساك به، إلاّ أنَّ المرح لم يبدأ بعد.
كان الصباح في أوج عطائه، مازال هناك متّسع من الوقت لكي يقوموا بما طاردوا ليون من أجله.
‟ على أي حال، دعنا نذهب يا لويد! ”
حمل ديو سيفه في خصره، و قام بالقفز نحو الأشجار قبل أن يسمع أي جواب من لويد.
الصبي ذو الشعر الأسود و العيون التي كانت بين البرتقالي و الأصفر، قام بحمل رمحه و قفز بالإتجاه الذي إختفى فيه ديو.
حدّق ڤايرون و لوكي لبعض الوقت قبل أن يلحقا بالإثنين الأخرين.
بالنّسبة لليون، هذا أول يوم في الأكاديمية، لكنّه الثالث بالفعل للطلّاب الواصلين من قبل.
بطبيعة الحال، بسبب هذا عرفوا تضاريس الجزيرة إلى حدٍّ ما بشكلٍ أفضل من ليون.
إحتمال ضياعهم كان غير وارد.