الفصل 61: هذه هي طبيعة النمو، إنه دائمًا مؤلم (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“ ااااه! ”
“ اللعنة! ليس مرة أخرى! ”
بانغ!
مع صوت السقوط القوي على الأرض، تأوه بعض الصبية الشباب من الألم.
“ هذه التربة البغيضة … لماذا لا يمكنني إمساكها جيدًا! ”
زمجر أحد الطلاب بسخط، و وقف مرة أخرى.
“ كما لو أنني سأستسلم، جسدي يؤلمني من التعرض للضرب بالفعل! ”
عيون الطالب كانت محتقنة بالدماء، و ركض نحو الجرف بكل سرعته!
“ ااااه! ”
صرخة غاضبة خرجت من فمه، و قفز إلى أعلى، مع تموج الفضاء حوله، تم حمله و تثبيته في حائط الجرف.
هذه المرة، لم يتم أخذه على حين غَرَّة من الجذب القوي كالسابق، و أمسك الصخور الترابية بقوة.
مد يده إلى أعلى، و ركز وعيه.
لم يسقط بعد، إذا كان لا يزال في مجال الجاذبية الذي وضعه ليون.
“ عليك اللعنة، التسلق نحو الأعلى بإستخدام طاقة الجوهر النقية فقط؟ هل هذا سهل؟ هل هذا سهل أيها الفاسق! ”
“ هذه الرياح الملعونة أيضاً، إنها تشتت ذهني للغاية! ”
حاول كارل و إيد مد أيديهم و التسلق نحو الأعلى.
ركز الطاقة في جسدك نحو الذراع و الساق، تجاهل باقي الجسد، ركز، لكن لا تبالغ.
مع الشهيق و الزفير، تم تفريغ العقل من المشتتات.
الذراعين و الساقين تم تغطيتهم بطبقة رقيقة من الضوء.
مع إلتصاق سطح اليد في الجرف، سحبوا أنفسهم.
تساقطت حبات العرق من جبهة كارل بينما أصبح تنفسه أثقل.
قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه صعب.
عندما تدور طاقة الجوهر في الجسد، فهي تشبه مياه النهر المتدفقة، تارةً هادئة، و تارةً هائجة.
الجسد هو المصب و النهر، لذلك عليه تحمل تيارات المياه الصاعدة، هذا يضع عبء بطبيعة الحال.
مصدر المياه سوف يكون قلب الجوهر، و مسارات الطاقة هي مثل نقاط التوصيل بين مكان ومكان، ما يجعل التيارات تتصاعد هو الوعي.
ذلك سوف يؤدي، بطبيعة الحال، إلى سحب بعض من تركيز الوعي، و يجب وضع الإهتمام على توجيه الطاقة نحو مكان معين.
هناك خطر من أن يتدفق التيار أعلى من اللازم، نتيجة ذلك هي التضرر، مع دخول الوعي إلى تلك التيارات، يكون التأثير على الدماغ أيضاً.
و مع وجود السترة السوداء الثقيلة أيضاً، العبء على الجسد و العقل كان في أقصى مستوياته.
لمنع حدوث ذلك، يجب إبقاء الذهن صافيًا و خالي من التشتت.
مد كارل يده وساقه، و مثل العنكبوت، إلتصق بالحائط.
تجاوز جسده مجال الجاذبية الذي وضعه ليون، و سقط وزن السترة عليه فورًا!
اااهه!
لكن على عكس الفترات السابقة، لم يكن مرتبكًا و صرَّ على أسنانه بقوة.
ثابر، ثابر و ركز عقلك!
قام بتذكير نفسه و قام بتصفية عقله، و تهدئة قلبه.
نجاح.
لم يسقط هذه المرة.
مع وزن ثقيل على جسده، و مع فشله مرات كثيرة، هذه المرة نجح!
حتّى لو تعب، لحسن الحظ، بسبب تأثير الحبوب الباقي، تم تجديد تعبه على الفور كل فترة، ذلك جعله يستطيع الإستمرار أطول.
عقله الهادئ قد إجتاحته العواطف للحظة.
فقط لحظة واحدة.
ثم في تلك اللحظة الواحدة.
- أريد أن ينتهي عذابي … أريد للموت أن يعانقني … أريد له إحتضاني، و من العذاب يخلصني!
- مؤلم، هذا يؤلم، لماذا دائمًا يؤلم؟ توقف، توقف، الألم، أرجوك توقف!
- أريد الموت، أشتاق إلى الموت، أرجوك توقف، لـ ينتهي عذابي و أموت!
هبت الرياح بلطف.
همسة خفيفة على الاذن، هادئة و مشؤومة.
دخلت الأصوات المشؤومة إلى الذهن فورًا.
هاجمت همسات الرياح الملعونة عقله و شعر بالألم.
أصبحت رؤية كارل ضبابية، إنقطع وعيه عن البيئة لجزء من الثانية.
لكن، ذلك الوقت يكفي بالفعل.
“ اللعنة! ”
“ ليس مرة أخرى! ”
انطفأ الضوء الموجود على الأذرع والسيقان، ثم تراجع الجسد نحو الأسفل.
سقطوا مرة أخرى.
بام!
“ اوتش! هذا مؤلم في كل مرة، هذا مزعج حقًا اااه! ”
“ هذا الوغد يعتقد أن عملنا سهل حقًا! ”
“ أيها الأوغاد، إن كان لديكم وقت للشكوى، فانهضوا بسرعة قبل أن أبرحكم ضربًا! ”
في تلك اللحظة، بينما كانوا يشتمون عمدًا كتمويه من أجل الراحة، ظهر ليون أمام كارل و إيد الذين كانا يتذمران.
قام ليون بإظهار تعبير مرعب يجعل الشياطين في العار، و أمسك الساطور في يده.
سلاب! سلاب!
“ اااه! اااه! سوف أنهض-سوف أنهض لذا أتركني! إي! يا ويلي!! ”
“ أمي! جدتي! أي شخص! أنقذوني- كواااه! ”
جلَدهم ليون كما لو أن الغد لن يأتي، و صرخاتهم البائسة كانت مسموعة في الأنحاء.
“ تتكاسلون؟ أيها الأوغاد بلا تربية! حتّى الوحوش تعرف الإمتنان، لكنكم تبكون بسبب هذا فقط و تضيعون وقتي؟ أيها الفاسقون أبناء الساقطات! ”
“ … عن أي امتنان يتحدث؟ ”
“ ألم يكن هو من اختطفنا و جلبنا إلى هنا؟ ”
“ … لا، هل نسيت؟ إنه عديم العار، ماذا تتوقع؟ ”
الآخرون، بينما يشاهدون المشهد الذي اعتادوا عليه بعد مرور ساعتين حتّى الأن، نظروا بغباء نحو ليون.
إمتنان … نعم، هذا الشخص يجيد بصق أكثر أنواع الهراء وقاحة عندما يريد.
“ … هذا صعب ”
وقفت ستيلا بينما كانت لاهثة، و قفزَت نحو الأعلى بدون تردد.
ركزت وعيها و تسلقَت أعلى الجرف.
خطوة واحدة، خطوتين … ثلاث خطوات …
بعد عشر خطوات إلى أعلى، شعرَت بالتعب، وكان الضوء في يديها وساقيها يصبح خافتًا.
حتّى مع تأثير الحبوب التي أعطاها إياهم ليون، كان إمتصاصها للطاقة من الحبوب غير كافية، و ذلك على الأغلب يعزى لنقص الخبرة.
بسبب ذلك، أصبح الأمر مثل أن قدرة تحملها قد زادت، و ليس أن لديها مصدر تجديد مستمر.
في تلك اللحظة من الضعف.
- إستسلم … ما فائدة المقاومة، سوف تفشل في النهاية … هذا أسهل
إخترق صوت الرياح عقلها، مما جعلها تتشتت.
“ تسك! ”
نقرت على لسانها ساخطة، و تركت نفسها تسقط.
عندما إقتربت من مجال الجاذبية، أصبح جسدها أخف قبل أن يتوقف في الهواء، ثم بعد ذلك، تم إسقاطها.
لم تتفاجأ ستيلا، و سقطت برشاقة على قدميها.
هذه السترة الثقيلة و همسات الرياح المشتتة للذهن.
“ هناك. شيئٌ ما ناقص، لكن ما هو؟ لماذا أخطئُ في كل مرة؟ ”
لقد كان ذلك مزعجًا.
لولا هذه الحبوب، لإنهارت من التعب بالتأكيد قبل مضي الساعتين حتّى.
“ هؤلاء الكسالى، هل تعرفون الكبرياء؟ حتّى الحيوانات لديهم عار، العار! يا إلهي، هل تجرؤون على قول أنكم بشر مثلي، مع مثل هذا الضعف، لما لا تموتون فقط! ”
كلمات ليون جعلت الناس يغضبون بطبيعة الحال.
نحن نبذل جهدنا فقط، و هو يتهمنا بالتكاسل، إنه وغد بحق!
كما لو كان لكلماته تأثير، وقف جميع من سقطوا بعيون محتقنة بالدماء و ركضوا كما لو كانوا مجانين.
“ اورياااا! ”
“ أيها الجرف اللعين! سوف أتسلقك، حتّى لو متُّ هنا! ”
“ ابتعدوا عن طريقي! ”
“ أنت ابتعد أيها الفاسق! ”
“ كلماتك لها تأثير حقًا ” تعجب لوكي قليلاً.
“ في الواقع، أدائهم يتحسن حتّى الأن، لكن الرضا بالذات سوف يقلص رؤيتهم، ذلك سيؤدي للفشل ”
بالطبع، السبب الأكبر هو ثقتهم بالنفس التي انخفضت بلا وعي بسبب ليون، و رغبتهم بإثبات قوتهم لأنفسهم.
لم يقل ليون ذلك، و ذهب يراقب الطلاب.
“ اوي! يا ذات شعر الصبَّار، من سمح لكِ بالإستلقاء! ”
سلاب!
“ أتركني! انقِذوني-اااه! ”
مع الساطور في يده اليمنى، قام ليون بجلد ماي، و التي قد سقطت للتو على الأرض.
يا لها من مسكينة …
“ بصرف النظر عن ذلك … أشعر أنه تغير ”
تمتم لوكي بينما يراقب ظهر ليون المبتعد.
“ نعم، لم يستخدم يده اليسرى في ضربهم كما يعتاد على فعله مع الناس، الأمر كما لو أنه … ”
“ أصبح أكثر مراعاة؟ ”
قال رافاييل، قبل أن يكمل ديو من بعده.
“ حسنًا، الناس يتغيرون ” حدق لويد في السماء المظلمة في هاوية الجرف العميقة، “ ناهيك عنه هو، الذي يتغير باستمرار وينمو ”
“ لقد كانت فترة صعبة ” تنهد لوكي عاطفيًا.
“ منذ الصِغر، كنا نكافح للعيش، ثم بعد أن كبرنا، واجهنا الصعاب، مواقف كان من المفترض أن نموت فيها، حروب تم جرنا إليها، مؤامرات كثيرة مررنا عبرها ”
كما شد رافاييل عضلات جسده، إستعد ديو للقفز نحو الأعلى كما أجاب عليه.
“ لكننا نجونا، كافحنا في التراب، تمرَّغنا في الوحل من دون شكوى، أليس هذا ما تدور حوله الحياة في الأصل؟ ”
“ رحل من كان عليهم الرحيل، و بقى من كان عليهم البقاء، في النهاية، ها نحن مرة أخرى ”
في نهاية كلامه، ضحك لويد قليلاً، و تسلق أيضاً.
“ … ضعيف، ضعيف جداً و مثير للشفقة ”
تمتم لوغان تحت أنفاسه، بينما كان يراقب الساهيونج الخاصين به يتسلقون بكل سهولة و يُسر.
بدا شكلهم كما لو كانوا عناكب تتسلق نحو بيتها، وتيرة مريحة و بسيطة.
لقد كانوا يفعلون ذلك لفترة، سوف يتسلقون حتّى القمة، قبل أن ينزلوا إلى أسفل، و يتسلقوا مرة أخرى.
ما مدى قوتهم الجسدية بالفعل؟ كي يستطيعوا فعل ذلك؟
شعر لوغان بالغضب.
ضعيف، لطالما كان الأمر هكذا.
عندما يتعلق الأمر بالقوة، كان دائمًا يفتقر إلى شيئٍ ما، لم يبلغ القوة التي يريدها مهما حاول.
موهبة الدرجة (A)، سواء كانت الطاقة السحرية أو القوة الجسدية، ناهيك عن قوته العقلية، فقد كان بلا شك موهوبًا.
رغم أنه لا يزال شابًا صغيرًا، فقد وصل إلى النجم الرابع من القمر الأول، ليس الثالث أو الثاني، بل الرابع!
تحت النجم الخامس، يعتبر هذا المستوى هائلاً، قوة كهذه يمكنه بها بناء عشيرة صغيرة الحجم و يصبح حاكمها.
يمكنه التنافس على موقع شيخ كبير في عشيرة متوسطة، حتّى أن يصبح شيخًا عاديًا في عشيرة كبيرة الحجم.
إعترف الجميع بذلك، لوغان بدون شك يمتلك موهبة هائلة.
لكن ماذا في ذلك؟
لكن ماذا في ذلك!
حتّى مجرد تسلق جرف كان عملية صعبة عليه، آنى له أن يفخر بنفسه بعدها؟
“ لقد كنتُ راضيًا عن نفسي كثيراً ”
هذا الشعور غير مريح، غير مقبول، و لا يمكن التعايش معه!
“ اووريااااا—! ”
كما لو كان يلبي النداء لـ قلب لوغان الساخط، أمكن سماع صوت صرخات فرناندو العالية.
شكله كان يرثى له.
لقد ضغط على نفسه و زاد تركيز تيار الطاقة في يديه و ساقيه، و بذلك وصل حتّى 20 خطوة!
لكنه دفع الثمن.
كانت عيونه دامية، و نزف فمه و أذنيه، كان يشعر بالدوار، عيونه الملطخة بالدماء كانت تؤلمه، و رأسه بدأ ينبض كما لو كان على وشك الإنفجار.
لكن رغم ذلك، لم يشعر بالرضا عن نفسه.
حتّى مع إصاباته البالغة، قفز نحو الأعلى و حفر أصابعه في الصخور الترابية كالمجنون!
كان فرناندو ضعيفًا، هذه حقيقة يعرفها حق المعرفة.
كـ شخص ضعيف، هناك طريقة وحيدة يعرفها فرناندو لبلوغ القوة.
يجب أن يخاطر بنفسه، يجب أن يتخطى حدود ما يستطيع جسده تحمله.
فقط عندما يتدحرج في الوحل أكثر، فقط عندما يترك مخاوفه تتناثر بعيدًا، عندما يترك منطقة راحته، سوف يصبح أقوى!
“ نعم! هذا هو، هكذا ينبغي، هكذا ينبغي أن تكون الأمور، فقط بالمخاطرة تصبح الحياة مثيرة، هاهاهاها! ”
رفع لوغان رأسه إلى السماء، و ضحك كما لو كان سخيفًا.
ضحكاته كانت مسموعة في البيئة.
“ اورااااا—!! ”
صوت هديره كان كالوحش، و قفز نحو أعلى نقطة يمكنه أن يصل إليها.
لم يكن حاجز ليون في تلك المنطقة، وكان عليه الإعتماد على نفسه لعدم السقوط!
حفر ذراعيه في الصخور، من دون حماية المعدن الأسود البارد، تشققت أصابعه على الفور بسبب الزخم القوي، و تدفق الدم من الشقوق.
حتّى مع ذلك، لم يتوانى لوغان و حفر أصابعه أعمق!
مع هجوم همسات الرياح نحو عقله، بدأ الدوار يعتريه، ركز على مقاومة هجوم همسات الرياح.
مع زيادة تركيزه على تقوية عضلات جسده لتحمل وزن السترة الثقيلة في جهة، و التحكم في تدفق طاقة الجوهر في جهة أخرى، أصبح عقله ساخنًا و ينبض في ألم!
مع تقدمه، زاد الضغط، عندما وصل إلى الخطوة 25 فوق، بدأت أذانه تنزف، و عيونه تصبح أكثر ضبابية بسبب التعب.
لكنه تجاهل ذلك، نظراته باردة كالجليد، و قلبه كان أكثر برودة حتّى.
تقدم نحو الأمام، مهما كان الثمن!
في أعلى نقطة، كان لوغان، ثم كان بعده فرناندو.
“ … لن أخسر ”
أظافر تشاي نايون كانت في غير مكانها، بالكاد ملتصقة بجلدها، الدم يقطر من الفم و الأنف كل مرة تنفست فيها.
مع كونها حافية الأقدام، يمكن رؤية جلد باطن قدميها المقطوع و أظافر الأقدام المكسورة.
رغم أن الحبوب التي أعطاها لهم ليون ذات فاعلية كبيرة، إلا أن الإمتصاص كان بطيئًا جداً نظرًا لكونهم يركزون عقولهم على التدفق للتسلق بدلاً من الإمتصاص.
نتيجةً لذلك، التجدد كان بطيئًا جداً أيضاً، مما جعله مؤلمًا كثيراً.
الضغوط العقلية و الجسدية في أقصى حالاتها.
لكن حتّى مع ذلك، لم تتردد تشاي نايون، و قفزَت نحو مجال الجاذبية فوقها، و أمسكت بالحائط رغم الألم المبرح.
ليس هنا فقط.
في جميع الأماكن هنا، كما لو أن الزخم في قلوبهم تم إشعاله، قفز طلاب الفصل (D) بجنون و عدم أي ضبط للنفس، نحو الأعلى كانوا يتسلقون.
لا يهم كم مرة يسقطون فيها، سوف يعاودون الوقوف.
“ اوراتشااااا! ”
“ هورااااا! ”
أصوات الصراخ في الوادي كانت كالهدير.
هدير يشبه هدير الوحوش التي تحاول الخروج إلى العالم.
مع التآزر بين حبوب النعيم بعد العذاب، شفاء ليون لهم في كل مرة يصابون فيها بجروح بالغة، و عزيمتهم الهائلة، أدائهم كان يتحسن بسرعة.
ابتسم ليون قليلاً.
“ هكذا ينبغي أن تسير عليه الأمور ”
فقط بالكفاح، سوف تحصل على نتيجة.
ــــــــــــــــــــــ
في قاعة كبيرة داخل الأكاديمية.
“ ماذا؟ السيدة هيليا لحقت به؟ ”
صوته كان باردًا، عيونه القاسية توجهت نحو الشخص الذي قدم المعلومات.
شعر المرؤوس بالخوف، و خفض نظراته راكعًا.
رغم كونه خائفًا، قال بصوت مليئ بالإخلاص بينما يضرب رأسه الأرض بقوة: “ لقد أخطأ هذا التابع الوضيع، يرجى معاقبة هذا التابع الوضيع بالموت على خطيئته التي لا تغتفر! ”
“ تسك، عبد وضيع عديم العار ”
شخر الشاب الجالس على الكرسي بإزدراء داخليًا، لكنه كان خالي التعبيرات في الخارج.
“ لا يهم، ليست غلطتك، ماذا يمكن لك فعله في الأساس؟ حتّى موهبة مثل الأميرة الموقرة لم يمكنها فعل شيء، ناهيك عنك، أغرب عن وجهي فقط الأن ”
تنهد الشاب كما لو كان أمر تابعه غير مهم.
“ أشكر اللورد على سماحته و عطفه على هذا التباع المتواضع! ”
تراجع المرؤوس إلى الخلف بضع خطوات راكعًا، قبل أن يرفع رأسه ببطئ، و تلك علامة على التوقير.
لم يلتفت الشاب إليه، و غرق في تفكير عميق.
لقد كان طالب في نفس العام مع هيليا، من عائلة ديميتري، و هي العائلة التي كانت خلف عائلة جون بينوس، و هي في نفس المقامة مع عائلة هيرميس.
كان هذا الشاب هو وريث العائلة، أوريون ديميتري، كان أحد المواهب الصاعدة في القارة، حيث كانت سمعته منتشرة على نطاق واسع.
كان متخصصًا في درب النار والمعدن، مما جعله لا يقهر في الهجوم و الدفاع، حيث جمع بين الدربين، مما أسفر عن امتلاكه لمجموعة مميزة من الإيجو و الأساليب الغير عادية.
على أي حال، مثله مثل كل الأبطال الشباب، لقد أحب الجمال، و كان له عاطفة حب من جانب واحد تجاه هيليا.
لقد أزعجه سماع أنها هي، من لم تعطيه نظرة واحدة طوال السنة الماضية، كانت تتابع ليون ببساطة.
الجميع في الأكاديمية عرف أن أوريون كان يلاحق هيليا، و بسبب سُمعته، ناهيك عن كونه قد وصل إلى القمر الثاني مؤخرًا، لم يجرؤ أحد على ملاحقتها.
عندما ينتشر خبر لحاق هيليا بـ ليون، كيف سينظر الجماهير تجاه أوريون؟ سمعته ستتضرر بطبيعة الحال!
في الحالة الطبيعية، سوف يستخدم أوريون قوته و يقمعه ببساطة.
المشكلة هي أن ليون كان قويًا و شخصيته مجنونة، لم يكن يعرف لأي مدى ذلك، لكن أوريون لم يرغب بأن يصبح فأر تجارب حتّى يعرف.
أيضاً، لم يكن الأمر كما لو أن هيليا تحب ليون أو أي شيء.
لقد عرف أوريون طبيعة شخصيتها بعض الشيء في فترة محاولته جذب إنتباهها، و عرف أن هيليا ليست شخصًا يقع في حب قوة المرء أو وجهه.
لكن كيف يمكن أن يهتم الناس بالحقائق؟
هيهيهي، كل ما يريد الناس رؤيته هو شيء ممتع!
ناهيك عن كل شيء، بسبب ليون في الأصل، تم تشويه سمعة عشائر عديدة — العشائر الكبيرة القليلة التي شوه ليون سُمعتها كانت هناك عشائر أخرى تحت حكمها — و تم تفريغ الغضب تجاه أطفال هؤلاء العشائر.
طالما يمكنهم التنفيس عن غضبهم و لو قليلاً، و من دون التدخل حتّى، هل سيتركون الأمر بسهولة؟
ببساطة — مستحيل!
“ حتّى لو تجاهلتُ الأمر، فهو ليس بتلك البساطة، سوف يضعون سمعة عائلتي على المحك، نظرًا لمعرفة الجميع أنني كنت أقمع جميع من أحبوا هيليا مثلي، إن تراجعتُ هكذا، سوف يضر ذلك بي ”
مع تفكيره في السيناريو الذي سيحصل عما قريب، لم يسع أوريون سوى التنهد.
لقد كانت هذه هي ضريبة ملاحقة الشخص للجمال.
لكن مع ذلك، لم يندم.
“ لا بأس، أنا أعرف عنه، لكنه طالب جديد و ليس لديه دعم في هذا المكان، ناهيك عن كونه أصغر مني، آنى له فهم الوضع بسرعة مثلي؟ علي التحرك قبل أن يعرف هذا الوغد أي شيء! ”
هدأ أوريون عقله، و زادت ثقته بنفسه التي انخفضت، مما مسح السحب الغائمة على رأسه.
لقد كان يعرف أنه لا يستطيع التحكم بتحركات هيليا، و لا من يمكنه الوقوع في حبها، ناهيك عن الشائعات و كلمات الناس.
لو كان يستطيع فعل ذلك، لكانت هيليا بجانبه منذ وقت طويل.
الحب و العاطفة، كان الأحمق فقط من يعتقد أنه يستطيع كسب الجمال بهذه الأشياء.
كما يقول المثل: إن الجمال هي مشكلة.
كان الأمر مجرد أن هيليا لحقت بـ ليون، لكن بسبب أن العلاقات البشرية متشابكة دائمًا، أصبح لديه مشكلة مع أوريون.
الأن، بسبب الوضع، ليس لدى أوريون خيار سوى المخاطرة وقمع ليون، حتّى لو كان مجرد طالب جديد.
إن نجح، سوف تزداد سمعته عدة مرات، إذ أن ليون كان قد هزم أبناء ثلاثة من المواهب الصغار الأكثر شهرة، هذا سيكون كما لو أنه قد داس عليهم!
بالطبع، لو قاتلهم أوريون، سوف يفوز، لكن بسبب الوضع العام، لا يمكنه فعل ذلك.
و ربما … ربما أيضاً، إن قام بهزيمة ليون أمام هيليا، قد يزداد إعجابها به و تقع في حبه!
لمعت عيون أوريون ببرودة قبل أن تشق ضحكة شريرة طريقها عبر شفتيه.
“ لا تلمني على كوني قاسيًا، لُم نفسك على إكتساب عداوة الآخرين ”
في القاعة الكبيرة الفارغة، كان شاب قوي البنية و ذو مظهر حسن يبتسم ببرودة، حيث كانت التروس في عقله تتسارع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
“ خطوة واحدة! خطوة واحدة بعد! ”
“ لن أسقط، حتّى لو تم كسر هذه الذراع، لن أسقط أبداً! ”
“ اااااه—!! ”
كانت الشمس قد غربت بالفعل، و أصوات الرياح العاصفة في الأرجاء مسموعة.
هووووو …
صوت عواء الذئاب كان يملأ الغابة الشمالية، و القمر الذي كان غير مكتمل بعد يسقط ضوءه على أوراق الشجر المغطاة بالثلوج.
في مثل هذه البيئة الخطيرة و الهادئة نسبيًا، يمكن سماع أصوات الصراخ العالية و الوحشية، مما يهدد باختفاء السكينة.
بعض الأشخاص كانوا مستلقين في التربة الجافة بجانب جرف همسات الرياح المفقودة.
أجسادهم مجروحة و دامية، الثياب ممزقة و سوداء اللون من كثرة الدماء عليها، عقولهم كانت تنبض و تؤلم بشدة.
الذين لم يخرجوا بعد، كانوا يكافحون من أجل أن يرفعوا أنفسهم.
خطوة واحدة فقط، و سينتهي الأمر.
منذ بداية الصباح، و حتّى أواخر الليل.
كانت تلك هي المدة التي بقوا فيها يتدربون.
حتّى أنهم، عندما كانوا قريبين من نهاية الجرف، كانوا قد خمنوا أنهم تأخروا في العودة إلى مهاجعهم.
ستكون هناك دورية تبحث عنهم قريبًا.
لكن آنى لهم الإهتمام بمثل هذا الشيء التافه؟
مع حسم أمورهم، تركوا جميع أنواع الهراء مثل القلق او مشاكلهم، و ركزوا على الخروج من حفرة الجحيم هذه.
“ أخيراً … أنا حي ”
“ … جدي … أنا قادم ”
“ ...... لم يعد يمكنني البكاء ”
بعد رفع نفسه بذراعه التي لم يعد يشعر بها، خرجَ آخر طالب من الفصل (D) من الجرف العميق.
بعد دخول فكرة أنهم خرجوا أخيراً إلى عقولهم، بعد استقرارها في الدماغ تمامًا، الجسد فقد كل قوته.
لم يعد لديهم القدرة على رفع إصبع حتّى.
هذه المرة، لم يشتكي ليون.
“ يا صغار، أحسنتم ”
على العكس، لقد قام بمدحهم.
هذه الحقيقة وحدها كانت كافية لهم كي يظهروا إبتسامة طفيفة.
همممم … شوووو …
بعد ذلك، سقطوا في النوم العميق.
“ هييه، أن يناموا بينما هم في غابة خطيرة كهذه، هل هي الثقة، أم التعب الشديد؟ ”
سخر ليون قليلاً، قبل أن تتجه عيونه نحو الذئاب التي كانت تقترب.
نظرته كانت غير مبالية، و اخترقت عيونه الباردة غرائز النجاة في قلوب الذئاب.
ذئاب البرق، و التي تختلف بعض الشيء عن ذئاب الرعد، كانوا يتميزون بسرعتهم الفائقة و قدرتهم الكهربية.
ذئاب من التسلسل الأول، قوة ذئب برق عادي واحد تساوي قوة محارب إيجو في النجم الثاني من القمر الأول.
كان هناك قطيع يبلغ عدده حوالي 90 من ذئاب البرق.
من بين القطيع، كان هناك ذئب أكبر حجمًا قليلاً من البقية، و خطوط زرقاء سماوية كانت تزين وجهه مثل الوشم.
كان ذلك هو ذئب برق السماء، حيث كان له القدرة على الطيران مؤقتًا، و كان أسرع و أقوى من ذئاب البرق العادية.
كان هناك تصنيفات للوحوش كما كان لدى البشر تصنيفات أيضًا، الزعيم الأصغر، الزعيم الأكبر، الزعيم الفائق، الملك، الإمبراطور.
كان هذا هو زعيم القطيع الأصغر، و كانت قوته تساوي قوة محارب إيجو في القمر الثاني.
لو كان الطلاب وحدهم، بطبيعة الحال، سوف يبادون بسبب الفرق الهائل في القوة و العدد.
حتّى لو كانوا موهوبين، حتّى لو عملوا معًا، ما لم يكن لهم وسيلة للهرب من سرعة هذه الذئاب، سوف يموتون ميتة شنيعة.
كان الذئب برق السماء يمتلك بعض الذكاء، وفهم ضعف هذه المجموعة، لذلك كان يرغب في الانقضاض عليهم.
لكن لسوء حظ هذا الذئب، كانت مجموعة ليون هنا.
و على عكس باقي رفاقه، الذين قد يطردون الذئاب و يتركون الأمر، ليون لم يعرف ما يسمى بكلمة “الرحمة”.
مد ليون يده نحو الأمام، و أصبحت عيونه أكثر برودة.
كفه المفتوح، انغلق في شكل قبضة على الفور.
كان الذئاب الذين يرغبون بالهجوم يشعرون بوجود شيئٍ خاطئ، و أرادوا الهرب فورًا.
لكن.
بام! سلاش! كراااه!
في جزء من الثانية، تم سماع أصوات السحق و الإنفجارات في الأرجاء.
لم يسع للذئاب حتّى الفرصة للصراخ أو المقاومة، إنفجرت أدمغتهم و تناثرت الدماء في المكان.
90 ذئب برق كاملين، لم ينجو منهم أحد.
تناثرت الأدمغة في المكان إلى أشلاء، و يمكن رؤية اللون الوردي لسوائل الدماغ يختلط بالدم الأحمر.
“ هممم، لا يمتلك أحد منهم قدرة فريدة يمكن سلبها ”
لم يهتم ليون بالمنظر، و مع إستخدامه لـ إيجو من نوع الكشف، راقب كالصقر جثث الذئاب، لكنه سحب عيونه عنهم فورًا عندما لم يجد ما يريد.
لوكي و الأخرون لم يتحدثوا، على العكس، نظراتهم أيضاً كانت غير عاطفية.
توجهت عيون ليون نحو السماء الغائمة قليلاً.
في وسط الصمت البارد، بدأ يتلو بهدوء.
عندما تنتشر الدماء، جثث الضحايا تنتشر، الطبيعة تصبح حمراء، العالم أيضاً يصبح أحمر.
عندما يسيل الدم الدافئ، العقل يصبغ باللون الأحمر.
عندما يقتل المرء عدوه، يصبغ روحه باللون الأحمر.
تحت ضوء القمر المبهر، عندما انقشعت الغيوم التي تحيط به، تم إظهار أشكالهم.
تعابير باردة و عيون رصينة خالية من العاطفة، ثياب مغطاة بـ دماء الوحوش الذين قتلوهم منذ وقت و حتّى الأن.
الآخرون بدأو بتلاوة الترنيمة أيضاً.
تحت القمر الأزرق تارة، الذي يصبح أبيض تارة أخرى، سوف أصبغ العالم باللون الأحمر.
مع سلاحي في يدي مرتديًا ردائي، سوف أقتل جميع أعدائي.
هذا هو طريق القتال والقتل، هذا هو طريق القوة.
“ في طريق التمرد، في طريق الحرية، في طريق الدم ”
سوف نصبغ العالم بدماء أعدائنا.
أشكالهم التي كانت مغطاة بالدماء كانت مرعبة.
أصواتهم كانت مختلفة عن المعتاد، حيث كانت مليئة بنوايا القتل العميقة.
هذا هو وعدنا، هذا هو عهدنا.
“ مع السلاح في أيدينا، وعد الدم سيتحقق، جميع أعدائنا لا محالة هالِكون ”
و بدمائهم، هذا العالم سوف يصبِغون.