63 - الفصل 63: هذه هي طبيعة النمو، إنه دائمًا مؤلم (5)

الفصل 63: هذه هي طبيعة، النمو إنه دائمًا مؤلم (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في أكاديمية ضوء القمر، كان مسموحًا للطلاب التجوال في الليل، و التمتع بالمرافق الموجودة.

سواء كانوا يرغبون بالعمل في جهة معينة، من أجل سداد نفقاتهم كطلاب، يمكنهم ذلك.

سواء كان التجوال و إكتساب الخبرة، أو حتّى التدريب ليلاً في مراكز التدريب، بالطبع، يمكنهم طالما لم يتأخروا في العودة إلى مهاجعهم.

في الآونة الأخيرة، كان طلاب الفصل (D) يتدربون حتّى وقت متأخر، لكن اليوم، تم تركهم يفعلون ما تشاء أنفسهم.

“ … لقد ناداني المعلم فجأة ”

“ أنتَ أيضاً؟ هذا الوغد لوكي قال أن علي الذهاب معه ”

“ كانج وو، سوف أخبر ساهيونج أنك كنتَ تشتمه ”

“ لوغان أيها الفاسق! إن أخبرته، سوف أخبر ليون أنك كنتَ من سرق طعامه أثناء التدريب! ”

“ … تشه، إعتقدتُ أنني إختبئتُ جيدًا ”

“ يا رفاق، لنسرع، قبل أن يبرحَنا ليون ساهيونج ضربًا ”

لكن لم يكن جميع طلاب الفصل (D) من تم إعطائهم راحة.

في الممرات، كان فرناندو، كانج وو، لوغان و وو جين يسيرون بينما يتحدثون.

لماذا كانج-وو، وو جين أيضاً معهم؟

لنقل فقط، في اليوم الثاني من تدريب طلاب الفصل (D)، تم اختطافهما إلى الجحيم.

بينما كان ليون في مدينة كايتونا، كان لوكي و الآخرون قد استدعوهم فجأة.

ليس هم فقط، بل و أيضاً سيلينا، تشاي نايون و ستيلا، ثم كيفن و ماي أيضاً.

في الوقت الحالي، سوف يلتقون في بحيرة الصفصاف القريبة من حديقة الأكاديمية.

“ حدسي يخبرني أن هناك شيئًا ما يحصل … ”

تمتم كانج وو لنفسه.

“ الغابة الشمالية ”

كما لو كان يقرأ أفكاره، قال لوغان غير مبالٍ.

عيون الآخرين غرقت على الفور عند سماع كلماته.

لم يكن الوضع غير المستقر في الغابة الشمالية خافيًا على أحد.

الفهم العميق للوضع كان ينطبق ذلك أكثر عليهم من أي أحد آخر.

كيف لهم، من كانوا يقاتلون في طريقهم حتّى الموت مع الذئاب و الوحوش التي كادت تفترسهم، أن لا يعلموا؟

“ لماذا يقومون بـ جلبنا إلى الغابة الشمالية، و ليس هناك فقط، بل الأماكن الأخرى؟ ” فكر وو جين بجدية.

لم يكن أحمق، من الواضح أن هناك أجندة خفية في الأمر.

“ بمعرفتي لهم، إنها ليست لعبة، أجزم حتّى أننا قد نفقد حياتنا ”

صوت بارد نزل على آذانهم، وكان المتحدث هو بايك كانج وو.

عيونه كانت غارقة في برودة لا توصف، و صوته كان قاسيًا، لم يكن مظهره يحتوي على السخرية المعتادة.

أن يقول كانج وو، وريث عشيرة بايك الكبيرة، قوله هو من بين كل الناس مثل هذا الكلام، لقد جعل تعابير الآخرين تتصلب.

“ … لم أعرفهم سوى لأسبوع فقط، لكن يمكنني الجزم، إنهم ليسوا حمقى ”

“ القضية ليست بالبسيطة بكل تأكيد ”

سواء كان فرناندو، لوغان أو وو جين، شعروا بالضغط من الموقف قليلاً.

ترحالهم في مناطق الجزيرة الخطرة، الوضع في الغابة الشمالية، ذهاب ليون ساهيونج المفاجئ، مناداة الآخرين لهم أيضاً …

لم يكن ذلك من قبيل المصادفة.

هناك شيئٌ ما يختمر وراء الكواليس.

“ لقد بدأ الأمر مع وفاة وريث قبيلة ذئاب العاصفة، ربما هو إنقلاب ”

خبر وفاة راغنار كان منتشرًا على نطاق واسع، و عرف الكثيرون بالأمر، كانوا مصدومين حقًا.

لكن ما فاق تلك الصدمة هي أخبار … أن إبن عمه غونار أصبح هو الزعيم الشاب للقبيلة.

مع تغير الوضع و مالت كِفّة القبائل إلى قبيلة ذئاب العاصفة، أصبح الوضع في قبيلة ذئاب البرق أكثر إلحاحًا.

لقد كانوا قلقين من أن يتم سلب الذين كانوا موالين لهم، لذلك من أجل حل الأمر، أقاموا مسابقة بين السادة الشباب.

المسابقة كانت منوطة بـ قبائل الإلف و الأقزام ذوي اللون الأحمر، الذين عاشوا في بركان المعدن الأحمر.

من يستطيع إقناع هؤلاء القبائل بالتعاون معه، سوف يفوز.

لقد كانت قبيلة الإلف الحُمر هي التي تدير البيئة الحيوية في بركان المعدن الأحمر، أما الأقزام فقد كانوا حدّادين ذوي مواهب عالية.

لقد كانوا بارعين في صقل الأسلحة، و حتّى الإيجو!

يمكن القول أن من يحصل على مساعدتهم، سوف يصبح كالذي حصل على إمدادات حربية هائلة!

“ نواياهم عميقة بالفعل … هؤلاء الأوغاد ” وو جين فهم بعضًا من نواياهم.

لمعت عيون فرناندو كما قال، “ هناك مخطط وراء ذلك، من المستحيل أنهم قد إختاروا تلك القبيلة فجأة ”

“ لكن لا يهم، لأنه في النهاية، من شبه المستحيل إقناع قبائل الإلف و الأقزام هؤلاء ”

سخر لوغان ببرودة، كانت قبيلة الإلف و الأقزام قبائل محبين للبيئة و التفاهم، لكنهم لم يدخلوا في الصراعات السياسية.

من الواضح، أنهم كـ دعاة للسلام، لن يرضوا بإمداد أي قبيلة دون غيرها بالأسلحة.

كان هناك معاملات صغيرة هنا و هناك، لكن ذلك لن يؤثر على الوضع العام.

لقد كان ذلك مختلفًا عن بناء علاقة خاصة مع قبيلة معينة، بالذات عندما تكون تلك القبيلة إحدى قبيلتي ذئاب البرق و العاصفة.

“ من المستحيل أن ذئاب البرق لا يعرفون ذلك، إذًا ما هي نواياهم؟ ”

لم يستطع كانج وو أن يسبر غورهم، كان هذا الوضع مرتبطًا بنجاته و وفاته، آنى له أن يكون جاهلاً بالوضع؟

“ سوف تفهمون كل شيء لاحقًا ”

في تلك اللحظة، سمعوا صوت شخصٍ ما أمامهم.

لقد كان شابًا ذو عيون بنفسجية، شعره الأبيض كان يلمع كالثلج الصافي، إنه لوكي.

خلفه، كان ديو يمسك سيفه و يمسحه بمنديل.

“ فرناندو، وو جين، إستعدوا، سوف نقطع بعض الأشرار الليلة ”

عيونه الشرسة كانت تحدق في القمر، أردف قائلاً، غير مبعِدٍ عيونه عن الضوء في الأفق.

“ سوف تسيل الدماء في سيوفكم أو رِقابكم ”

صوته البارد جعل فرناندو و وو جين يخرج منهما العرق البارد.

لكن …

تعابيرهم كانت مليئة بابتسامات شرسة، و نية المعركة تتدفق في عيونهم.

تشاي نايون وقفت بجانب ديو، تعبيرها البارد كان حاضرًا كالعادة.

عندما تم ذكر الدماء، إرتجفت عيونها للحظة، لكنها عزمت أمرها، و حدقَت في القمر قبل أن تعيد عيونها إلى ديو.

كان قد أخبرها قبل قليل، أنهم سوف يذهبون و يحاربون قُطَّاع الطُرق في الجبل الصغير.

“ على ما يبدو، سوف أذهب وحدي؟ تسك تسك، يا له من ملل أنا فيه ”

نقر رافاييل على لسانه، المكان الذي هو ذاهب إليه يقع في قلب منطقة خطيرة.

ما لم يكن لوكي و الآخرين، كان من غير الممكن جلب أي أحد آخر بين الطلاب.

“ لوكي … أنتَ ستأخذ معك كيفن و ماي، صحيح؟ ”

“ نعم، ديو سيأخذ معه تلاميذه الثلاثة، أما أنتَ يا لويد، هل أنتَ واثق من الأمر؟ ”

“ لا تقلق، سيلينا لديها قابلية هائلة لـ تحمّل السموم، لن يحدث شيء طالما نعمل معًا ”

“ حسنًا، كن حذرًا ”

نسمات الرياح كانت تتجمع حول جسد لويد الذي تحدث مع لوكي.

سيلينا، على غير العادة عندما تحمل تعبيرًا مبتسمًا، كانت عيونها تحمل جدية لا توصف.

رمحه لم يكن من الممكن رؤيته في أي مكان.

بدلاً من ذلك، كان يحمل عصاة معدنية صغيرة، لقد كانت هذه العصاة في الواقع سلاحه.

[ إيجو القمر الرابع، النجم الأول: رمح قاطع الرياح المتجول]

كان هذا الإيجو سلاحًا فريدًا إستغرق لويد 4 أعوام من أجل صقله، إن أسلوب صنعه و وصفته غير موجود في العالم بأكمله.

لأن مخترع الوصفة، لم يكن سوى لويد نفسه.

هذا الإيجو هو الوحيد من نوعه في العالم أجمع!

يمكن لهذا الإيجو تغيير شكله و حجمه، طالما كان الشكل رمحًا، يمكن تغيير كل شيء.

ما جعل هذا الإيجو فريدًا أكثر هو أن لويد قام بدمجه مع روح الإيجو خاصته.

نتج عن ذلك إستطاعته دمج فنه القتالي و قدرة سلالته مع الرمح تمامًا.

جعل ذلك الدمج في الجوانب الثلاث قوة معركته تتطور نوعيًا، و زادت قوته عن السابق بفجوة هائلة.

“ إذاً؟ أين سنذهب نحن الثلاثة؟ ”

أشار كانج وو إلى نفسه هو و لوغان، ثم أشار بعدها إلى ستيلا.

“ اوه؟ طلب ليون أن يتم إحضاركم إليه خصيصًا، سوف يأتي من يأخذكم بعد قليل ”

عندما أجاب لوكي، ظهر تموج غريب في الفضاء فجأة.

ظهرت إمرأة ترتدي رداءً أسود اللون، كانت قبعة الرداء تغطي شعرها و عينيها، مما ترك الأنف و الفم فقط يظهران.

“ أيها الأطفال، سوف تأتون معي ”

صوتها كان خاليًا من العاطفة، هالتها الساحقة كانت كما لو أن وحشًا مفترسًا قد أتى.

في تلك اللحظة.

اغغغ!

الهالة الطاغية ضغطت على الجميع.

غريزة النجاة أمرتهم بالتراجع.

الخوف دق في القلب لأقصى درجاته.

سريينج!

تساقط العرق البارد من أجسادهم، لكنهم أخرجوا أسلحتهم جميعًا.

كانج وو أخرج سيفه الأسود، هالته الذهبية غطت السيف، نظراته كانت شرسة و هاجم فورًا دون إنتظار أي ثانية.

إنكسرت الأرض تحته كما إختفى من مكانه

“ إما الكل أو لا شيء! ”

لم يكن هناك حاجة للتفكير في الأمر حتّى، الفجوة بينهم هائلة لا يمكن سدادها.

حتّى مع معرفته لذلك، هاجمها كانج وو، و وضع كل قوته في ضربة واحدة.

كوانج!

بدلاً من سماع صوت تمزق اللحم، إصطدم سيف كانج وو بذراع المرأة الشابة المغطاة بالمعدن الأسود البارد.

بام!

مع مدِّ يدها و التلويح بها، طار كانج وو إلى الخلف و إصطدم بالحائط.

“ أحسنتَ يا كانج وو! ”

لكن الهجوم لم ينتهي هنا.

ظهر لوغان و فرناندو خلفها، مع السيف المغطى بـ الهالة الزرقاء والسيف ذو الهالة الذهبية، تم قطع جسدها في المنتصف.

لا، كان من المفترض ذلك.

“ … ماذا؟ ”

إختفى جسدها فجأة، ما بقي كان الصورة اللاحقة لها، و التي عندما قطعوها لم يشعروا بشيء.

“ جيد، لكن هجومكم متهور جدًا ”

بام!

ظهرَت المرأة خلف لوغان، أمسكَت ذراعه و قامت بلويها بقوة، و مع ركلة قوية، تم جعل فرناندو يطير في الهواء محلقًا.

“ كواااه! ”

تأوه لوغان مع شعور الألم المفاجئ.

“ لا تتحرك، أو سوف يتم كسر ذراعك ”

صوتها البارد إخترق أذنيه.

“ هيهيهي، ممتع، ممتع بالفعل! ”

لم يشعر لوغان بالهلع، لقد ضَحِك، موقف كاد يتم كسر ذراعه فيه.

كراك!

لم يتراجع، دار بقوة و طعن سيفه في وجهها.

ذراعه التي تم إمساكها تم كسرها.

مع شعور الألم الجديد، صر على أسنانه و زاد زخمه.

سووش!

قطع سيفه الهواء للأسف.

المَرأة كانت قد تراجعت بالفعل.

لكن غطاء رأسها قد تم قطعه، و ظهرت عيونها.

عيونها كانت خليطًا بين الأزرق و الذهبي، شعرها أسود صافٍ و ناعم كالحرير.

كانت هذه الشابة في الواقع هي شفرة الغسق، تعابيرها أصبحت مصدومة قليلاً.

“ … لقد كسرَ في الواقع ذراعه؟ ”

بالطبع، لم يسمح لها الآخرون بإكمال تسلسل أفكارها.

ثلاثة سهام هاجمتها من الخلف، شخص ما قفز فوقها، بينما يحمل مطرقة من الرمال.

فتاة شقراء هاجمتها بـ سيف مغطى بالمياه، منجل طويل هاجمها من الجانب.

فتاة شابة تحمل سيوف مزدوجة هاجمتها من الأمام، و أخيراً فتاة تحمل الخناجر هاجمتها خلف السهام مباشرةً.

هذا خطير!

قامت شفرة الغسق بـ تفعيل الإيجو بسرعة، ثم غطّت ذراعيها المعدنية بهالة ذهبية.

بام! بام! بام!

تقدمَت نحو الأمام ثم ضربَت السيوف المزدوجة مباشرة، مما جعل ستيلا تطير إلى الخلف بقوة.

دارت بجسدها، مع تلويحة قوية، تم تحريف إتجاه الأسهم نحو لوغان.

ركلَت المطرقة التي كان أقرب إليها من كل شيء، و قوة الزخم حطمت المطرقة، مما جعل حامل المطرقة يتراجع في الهواء.

أمسكت بذراعيها كيفن الممسك بمنجله مِن عنقه، و رمَته على شجرة.

الفتاة الشقراء تشاي نايون، تم رميها نحو ستيلا التي كانت تتراجع للخلف بقوة.

ثم مع قفزة بهلوانية، أمسكَت برأس ماي في الهواء، ضربَت جسد ماي من الوراء مما جعلها تطير.

حدث كل شيء في لحظة.

“ هذه السهام اللعينة! ”

“ كوااه! ”

“ كيا! هذا مؤلم! ”

“ … كاد يتم قطعي، أسفة، نايون ساغو ”

“ … لا بأس، إبتعدي ”

“ إنها قوية جدًا اللعنة! ”

كانج وو كان يلعن بسخط.

كيفن حكَّ رأسه الذي إصطدم بشجرة قريبة، كان هذا مؤلمًا.

إصطدمَت ماي بـ سيلينا البعيدة، كادت ستيلا و تشاي نايون يقطعون بعضهما البعض، و في خضم التردد، إصطدمت رؤوسهم بقوة.

لوغان الذي تم كسر ذراعه تفادى السهام بصعوبة، أمّا وو جين فقد إصطدم بالحائط.

“ … مذهل ”

تمتمَت شفرة الغسق في نفسها.

لم يكن لهم فرصة أبدًا في القتال، كانت تختبرهم فقط.

و إن تقاتلوا مائة معركة، لن يستطيعوا هزيمتها في مائة.

كانت هذه هي الفجوة بين محارب إيجو في القمر الأول، و محارب إيجو في القمر الثالث.

لا يمكن سد تلك الفجوة حتّى لو توافرت البيئة المناسبة.

إنه مثل الطلب من طفل رضيع مقاتلة نمر، كان من السخرية فعل ذلك حتّى.

لكن …

“ إنهم مذهلون حقًا ”

هذا التناسق الضمني بينهم، هذا العزم و الهجوم بدون تردد، و حتّى المخاطرة بالكثير لـ كسب القليل …

إنهم يفتقرون إلى القوة و الخبرة، لكن طالما يتم رعايتهم جيدًا …

سوف يصبحون محاربين عظماء.

“ إن أطفالنا مذهلون، أليس كذلك؟ ”

“ بكل تأكيد، سيدي الشاب ”

عندما سمعَت شفرة الغسق كلمات رافاييل الضاحكة، إنحنَت على الفور.

“ تشون يوي! لا تنحني هكذا، نحن عائلة بعد كل شيء، قِفي، قِفي! ”

برؤيتها تنزل رأسها، تقدم الآخرون بحرج و جعلوها تقف.

“ شكرا على عطفكم ”

“ … ذراعي تؤلمني، اللعنة! لكن ما يغضبني أكثر أنني لم أثقب عيونها! ”

لوغان صرخ بـ غضب، كاد ينجح، حتّى أنه ضحى بيده من أجل إرخاء حذرها.

للأسف، يا للأسف، لم ينجح!

مشى كانج وو مترنحًا قليلاً، “ لا تغضب يا لوغان، إنها نتيجة واضحة، إن كان من الممكن ذلك، لفعلت ذلك بنفسي ”

تنهد لوغان بسخط، “ أعرف أعرف، لكن ذلك لن يقلل من سخطي ”

“ … أفهم شعورك، أيها القط ”

“ اخرسي يا طحلب، ليس الوقت لذلك ”

“ حسنًا حسنًا، لا تنزعج لتلك الدرجة ~ ”

بينما كان لوغان يشفي ذراعه، كانت ماي تمازحه قليلاً.

“ … قوية ”

عندما نظرَت تشاي نايون إلى شفرة الغسق، لم يسعها سوى مقارنتها بنفسها الحالية.

فرق شاسع.

لا، من السُّخف حتّى مقارنة ذلك بالفرق الشاسع، إنه لا يستحق المقارنة حتّى.

“ أنا ما زلتُ ضعيفة جدًا ”

كما لو كانت تحكي عن شعور الجميع هنا، قالت ستيلا بصوت منزعج.

لا، صوتها كان محبطًا جدًا.

تعابيرهم غرقت، وقع هؤلاء التسعة في تفكير عميق.

بالطبع، من غير الواقعي التفكير في مواجهة و هزيمة شخص أكبر منهم، كان فارق الخبرة و القوة كبيرًا.

لكن، أليست محاولة السعي إلى القوة تعني مواجهة مثل هذه الإحتمالات غير الواقعية؟

إن بذلوا جهدهم، سوف يتفوقون على أقرانهم، هذا لا شك فيه.

بعضهم مثل لوغان، وو جين و كانج وو قد تفوقوا على أقرانهم بالفعل، و قريبًا سيلحق بهم الستة الآخرون في ذلك.

لكن … هل الحياة سهلة لتلك الدرجة حقًا؟

التفكير أنهم لن يكونوا في مواقف يتعين عليهم فيها قتال من هو أقوى منهم، ما مدى حماقة ذلك؟

هاها، هذا هو الغباء بعينه!

مواجهة شخص لا يمتلكون أمامه فرصة.

كانوا جميعهم قد واجهوا موقفًا واحد أو إثنين على الأقل من مثل هذا الموقف.

كانت نتائج ذلك كلها خسارة فادحة، كانوا محظوظين في الواقع، لأنهم لم يموتوا!

بعد تجربة ذلك مرة أخرى، ما مدى سخطهم تجاه أنفسهم؟

“ نعم، هذه هي العيون المناسبة للمحارب ”

“ هذا محبط، أليس كذلك؟ هاهاها، هذا محبط جدًا، أليس كذلك، أليس كذلك! ”

تحدث رافاييل و ديو ضاحكين.

ما مدى حظهم، كي يواجهوا مثل هؤلاء الأشخاص المتعطشين للقوة هكذا!

كان ديو مليئًا بالإبتسامات، ليس هو فقط، بل الآخرون كذلك.

حتّى أن شفرة الغسق كانت مبتسمة.

“ كونوا أكثر غضبًا، مواقف مثل هذه لن تكون نادرة في المستقبل، و على عكسي أنا … ”

لمعت عيونها ببرودة، كما أسلفَت قائلة، “ سوف يقتلونكم ”

إرتجفت أجساد الطلاب التسعة.

كلماتها هذه، هل أصبحوا خائفين بسببها؟

بعض الشيء، نعم، كيف لن؟

لكن ما طغى على ذلك هو الغضب تجاه ضعفهم!

“ يكفي حديثًا، أين هو ساهيونج الآن؟ ”

عيون لوغان كانت باردة، صوته جعل الهواء المحيط به يرتجف.

غطّى كانج وو نفسه بهالة ذهبية، كان تعبيره غير مبالٍ عندما أردف قائلاً، “ لنذهب يا ستيلا ”

غمدَت ستيلا سيوفها، تحركت طاقة الجوهر في جسدها بقوة كما أجابت، “ نعم ”

هجوم شفرة الغسق عليهم كان له معنى عميق.

ما أنتم بصدده لا يختلف عن هذا، بل و هو أسوء حتّى.

كان معنى ذلك محفورًا في أرواحهم.

آنى لهم المزاح بعد هذا؟

“ تفضلوا هذه الإيجو، سوف تتحركون أسرع عندما تستخدمونهم ”

لوح لوكي بيده، و طارت أحذية سوداء في الهواء.

[ إيجو القمر الأول، النجم الرابع، النجم الثاني: أحذية البرق]

كان هذا الإيجو متخصصًا في السرعة و الرحلات الطويلة، كان نادرًا في السوق، فقط عشيرة كبيرة يمكنها إمتلاك عدد منه.

كان لهذا الإيجو 4 مستويات كبيرة، و بالطبع هناك مستويات فرعية متداخلة.

لم يتم صقل إيجو من المستوى الخامس، حيث أن وصفته ضاعت قبل ألف عام.

لبِس كل شخص بين الطلبة التسعة الإيجو المناسب لـ مستواه.

مع كونهم معتادين على المطاردات و الرحلات منذ صغرهم، لم يحتاج الأمر منهم الكثير للتعود على الأحذية.

كانج وو، وو جين و لوغان كانوا في النجم الرابع.

ستيلا كانت على وشك الوصول إلى النجم الثالث، لكنها مازالت بعيدة أيضاً.

البقية أصبحوا جميعًا في النجم الثاني.

في المراحل الأولى، طالما يمتلك الشخص ما يكفي من الموارد، يمكنه كسر حاجز العوالم الصغيرة حتّى مع موهبة قليلة.

ناهيك عن كل شيء، تم جعلهم يدخلون مواقف الحياة و الموت في الأسبوع الماضي عشرات المرات.

“ هيا بنا، فرناندو، وو جين، نايون، سوف نذهب إلى الجبل الصغير ”

تحدث ديو بينما يغطي شرر البرق جسده.

“ نعم معلم—! ”

سووش! سووش! سووش!

مع كونهم في الخارج، قفزوا عبر الأشجار، متجهين نحو الجبل الصغير في الغرب.

“ سيلينا، لنذهب، هدفنا يقبع في مستنقع السموم الألف ”

أومَأَت سيلينا برأسها، و تبِعَت لويد الذي تشكلت الرياح حوله، إتجاههم كان نحو الجنوب.

“ الرحلة إلى مدينة الهلال الأسود تستغرق ساعتين، لذلك لنذهب بسرعة، كيفن، ماي، الحقوا بي ”

“ نعم ساهيونج! ”

نفس جليدي خرج من فم لوكي و الضباب البارد قام بتغطيته، ذهب مع كيفن و ماي إلى الشمال.

“ أنا سوف أذهب إلى الشرق، طريقكم نحو كايتونا يقبع في الشمال الغربي، صحيح؟ ”

“ نعم أيها السيد الشاب ”

“ حسنًا، نلتقي بعد بزوغ الشمس يا رفاق ”

إشتعل رأس رافاييل فجأة بنيران ذهبية، و ظهرَت أجنحة من اللهب على ظهره فجأة.

سووش!

ثيابه لم تحترق، مع رفرفة أجنحة اللهب، طار في السماء بسرعة هائلة.

“ الطريق نحو مولاي طويل، لذلك لنذهب بسرعة ”

“ ليون ساهيونج! أنا قادم! ”

قفزَت شفرة الغسق نحو الشمال الغربي، و لحق بها لوغان.

“ لنذهب بسرعة، سوف أشهد بنفسي على ما يحدث! ”

“ أنا قادمة، أيها الشيطان الغريب! ”

سارع كانج وو، خلفه كانت ستيلا أيضاً.

غطّى الجميع أنفسهم بطبقة من الهالة الخفيفة أثناء الرحيل، حيث أن أجسادهم لن تستطيع تحمل السرعة الهائلة بدون ضرر.

لولا التدريبات القاسية طوال حياتهم و بالطبع، الحياة الجهنمية سابقًا، لما كان الأمر سهلاً.

مع دخولهم في تفكيرٍ عميق، ذهب كل من الطلاب التسعة في طريق مختلف.

ـــــــــــــــــــــــــــ

في حانة نبيذ الصقيع.

“ سيدي الشاب، من هذا الطريق ”

قادت المضيفة تحت أنظار الناس، ليون المغطى بالدماء.

في العادة، كانوا يبادرون بالتساؤل بكل وقاحة عن ماذا يحصل.

لكن في هذه اللحظة، لم يكن ذلك ممكنًا.

وجود ساحق.

في هذا المكان حيث تنتشر المتعة …

لقد أتى وحش.

إنها غريزة يمتلكها كل مخلوق حي.

هالة شريرة و طاغية كانت تلوث الهواء، مما جعل التنفس حتّى عسيرًا.

لون أحمر مختلط بالسواد كان ينتشر.

محارب إيجو في ذروة القمر الثالث؟

لم يتطابق ذلك حتّى مع هذا الشعور.

هذا … هذا …

شيء لا يمكنهم كبحه، شيء لا يمكن معارضته.

لقد كانوا يشعرون أنهم حشرات تواجه نيزكًا.

من أجل ماذا عاشوا حتّى الأن؟

هل تدريبهم ومواجهتهم للموت حتّى هذه اللحظة، كان تافهًا؟

عدم الأهمية.

إن هذا الشعور، أصبح يسيطر على قلوبهم.

مصدر ذلك لم يكن سوى فتى شاب.

فتى شاب لم يصل إلى نصف عمرهم حتّى.

مع مثل هذا الضغط الساحق، آنى لهم، مجرد حشرات تافهة، أن يصدروا أي صوت؟

كان مستحيلاً.

فقط المضيفة كانت بخير، و بدلاً من الخوف، عيونها كانت تحمل ولاءًا و توقيرًا لا يوصف.

لقد أصبح الملك أقوى.

ملكهم و حاكمهم، أخوهم و عائلتهم.

لقد أصبح قويًا مرة أخرى.

“ علي بذل جهد أكبر ”

كما فكرت المضيفة في نفسها، تقدمت بـ ليون نحو الطابق الثاني.

كان هناك حيث ينتظر زعيم الحانة.

بالطبع سينتظر هناك.

لولا الرسالة التي أوصلَتها المضيفة عندما كانت في الخارج، لكان قد خرج و إستقبل ليون بالفعل!

“ اوه صحيح، أنتم هناك ”

في ذلك الوقت، فتح الفتى الشاب فمه- لا، لقد فتح الوحش فمه.

“ … أوامرك، أيها السيد المحترم ”

من أجاب كان محارب إيجو في ذروة القمر الثاني، كان هذا هو الشيخ الأكبر في طائفة الصقيع الأحمر.

“ لا، ليس بالكثير، أنا أكره عندما تكون هناك ضجة، الصمت دائمًا أفضل، يمكنكم فهمي، أليس كذلك؟ ”

“ هاهاها، كيف لن أفهم، بالطبع، سوف أحفر كلمات السيد المحترم في قلبي! لن يكون هناك إزعاج، أليس كذلك أيها الشجعان؟ ”

“ هيهي، لا تقلق أيها السيد المحترم، لن يكون هناك طنين ذبابة حتّى! ”

“ سوف أجعل الصمت شعار قبيلتي منذ اليوم، أيها السيد المحترم! ”

كلمات المجاملة و الموافقة كانت تملأ الأنحاء، و لا كِناية عن الرفض تم التعبير عنها.

إبتسم ليون بصمت.

عندما قال أنه يفضّل الصمت …

كان المعنى الذي قصده حرفيًا.

و في الحياة …

“ لا صمت أفضل من صمت الموتى ”

بداية المذبحة سوف تبدأ.

مع لمعان عيونه ببرودة، تم إغلاق أبواب الحانة فجأة.

إبتسامة باردة شقت طريقها نحو فم ليون.

“ الشيخ الأكبر في طائفة الصقيع الأحمر، مسؤول عن أعمال تجارة العبيد و الفتيات الصغيرات في مدينة كايتونا، إن لم أكن مخطئًا؟ ”

“ … اممم؟! ”

لم يعرف الشيخ تشيو ما يقول، و كان يتعرق عرقًا باردًا.

لا تقل لي …

هل هذا الوحش يريد سلب عملهم؟

لماذا هو مهتم بعمل غير مهم مثل هذا؟

“ هذا خطير، خطير جداً! هل أبلغ زعيم الطائفة؟ لكن ربما ذلك لن يكفي! قد أموت قبل أن أحاول فعل شيء، لا، علي فهم نواياه أولاً، ربما لم يأتي بنوايا سيئة، ربما يريد فقط بعض العبيد لنفسه؟ ”

أفكار الشيخ تشيو كانت تتسارع كالبرق.

لا يمكنه الهرب، لا حاجة حتّى لوجود الفكرة الغبية المتمثلة في الهرب.

عليه الأن التواصل معه بحذر، و إن كان محقًا، سوف يعطي ليون من العبيد ما شاء و طاب.

بيع؟ هاهاها، حتّى التفكير في هذا كان محرمًا، ناهيك عن تطبيقه!

“ … نعم، هذا الشيخ المتواضع يدير بالفعل هذه الأعمال الشائنة، هل يمكن لهذا المتواضع السؤال عن نية السيد المحترم؟ ”

“ اوه؟ ”

لمعت عيون ليون بالتسلية، نوايا هذا العجوز كانت واضحة كما الكتاب بالنسبة له.

تقدم ليون إلى الأمام خطوة واحدة.

ثم في لحظة، إختفى من مكانه، قبل الظهور أمام الشيخ تشيو فجأة.

“ ليس بالكثير، فقط … حياتك ربما؟ ”

كما قال ذلك، ظهر نصلٌ أسود مختلط باللون الأحمر من يده فجأة.

ضرب نحو رقبة الشيخ تشيو على الفور.

موت!

[ إيجو القمر الثاني، النجم الثالث: درع الجليد الدموي!]

شعر الشيخ تشيو بهالة الموت، و ضخَّ طاقة الجوهر الخاصة به بالكامل في الإيجو الدفاعي خاصته.

تمت تغطيته بطبقة سميكة من الجليد الأحمر الغامق على الفور.

مع غريزة البقاء في أقصى مستوى، و مع ضخه كل طاقته في الإيجو، أصبح مستوى درعه يتطابق مع قوة درع في ذروة القمر الثاني!

لكن …

كراك! بام!

لم يكن الدرع يتطابق مع قوة ليون الساحقة.

النصل المغطّى بهالة ليون، و التي تتفوق بطبيعة الحال على القمر الثاني بأشواط، إخترق الجليد و حطمه.

ما بعد ذلك كان واضحًا.

تم قطع رقبة الشيخ تشيو.

لا، كان ذلك ما كان يفترض حصوله.

قبل أن يتم قطع رقبته، تراجعت ذراع ليون فجأة.

قوة زخم الرياح سوَّت بالطاولة على الأرض، تطايرت زجاجات النبيذ الغالية و الأواني العديدة في الهواء.

“ أم ربما لن أفعل؟ ”

تراجعت يد ليون عن رقبة الشيخ تشيو، و تساءل في نفسه.

سعال! سعال!

شهقة قوية خرجت من الشيخ تشيو كما خرج الدم الكثيف من فمه بعد السعال.

تدمر الإيجو الدفاعي الخاص به بسبب إستخدامه لأقصى درجة، ناهيك عن ضربة ليون التي قامت بتحطيمه.

رد الفعل العنيف تسبب له في إصابة داخلية مؤلمة.

“ … لم أمت ”

لكن، بدلاً من الإستياء، شعر الشيخ تشيو بالسعادة.

لماذا؟

لأنه لم يتم قتله!

يمكن دائمًا تعويض الأشياء، لكن ليس الحياة!

“ لونا ”

“ نعم سيدي الشاب ”

قفزَت المضيفة ذات الشعر الأبيض من السلالم و ركعَت بجانب ليون.

“ قومي بشفائه، و أعطيه إيجو دفاعي أخر بدلاً من الذي حطَّمتُه ”

“ حاضر ”

ماذا؟

حاولَ قتله، ثم تراجعَ بعدها عن ذلك، و الأن يقوم بشفائه؟

هل هو خائف من طائفة الصقيع الأحمر؟

مستحيل.

ضربة واحدة منه كانت كفيلة بـقتل الشيخ تشيو، الذي هو بالفعل في ذروة القمر الثاني.

مثل هذا الشخص، مما قد يخاف بالضبط؟

من الواضح أن هناك أكثر من ذلك!

“ هل سوف يعذبني قبل قتلي؟ لا، لما فكرتُ في هذا الإحتمال حتّى! شفاء إصابتي و إستبدال الإيجو الخاص بي، حتّى المضيفة الشابة لونا تعامله بِوَقار و ولاء خالص، من يكون هذا الوحش … ”

لم يكمل العجوز تشيو أفكاره عندما سمِعَ صوت ليون.

“ أنت، هل تريد أن تصبح مَلِكًا؟ ”

“ … عفوًا؟ ”

في ذلك الوقت، إبتسم ليون ببرودة.

لقد خطرت له فكرة للتو.

فكرة تجعل من المذبحة أسرع و أقل جهدًا.

شعرَ الشيخ تشيو فجأة بعدم الإرتياح من نظرات ليون.

2024/12/28 · 14 مشاهدة · 3907 كلمة
نادي الروايات - 2025