64 - الفصل 64: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (1)

الفصل 64: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور بعض الوقت على ذهاب لوكي و الآخرين.

مبنى طبيب الحقل الأصفر.

“ لقد أتى الملك ”

في القاعة الصامتة، تحدثت إمرأة ذات شعر أسود و عيون فريدة من نوعها فجأة.

“ … حان الوقت أخيراً؟ كاد الملل يفتِكُ بي بين ثناياه، أين هو الزعيم الأن؟ ”

رجل كان يلبس ملابس سوداء جلس على كرسيه واضِعًا ساقيه على الطاولة.

كانت عيونه خضراء غامقة، لمعان العيون كان خطيرًا، سأل طبيبة الحقل الأصفر عن مكان السيد.

“ مدينة كايتونا، أيضاً، أنزِل قدميك عن الطاولة أيها الأحمق”

طبيبة الحقل الأصفر، و كانت طبيبة مشهورة ليس في جزيرة القمر فحسب، بل في القار بأكملها.

“ ليس الآن وقت ذلك، أتركيني أفعل هذا على الأقل، على أي حال … كايتونا ”

تمتم الرجُل و وقعَ في التأمل، كان هذا هو زعيم وحدة الشيطان المجنون.

كانت وحدة الأمن و القانون في جزيرة ضوء القمر تحت سيطرة هذا الشخص، حتّى أن وحدة الأمن في الأكاديمية كانت تحت سيطرته.

تجاهل الشيطان المجنون كلمات الطبيبة، التي قامت بالتنهد و تركَته، بينما كان يحاول فهم الموقف بـ عناية.

“ لا حاجة للتفكير كثيراً، الملك يريد دَحرَ كل شيء، جاعِلاً أرضهم هباءً منثورًا إن لم يخضعوا ”

في تلك اللحظة، تحدث رجل آخر، شعره كان أسودًا، و عيونه سوداء كما الهاوية العميقة.

زعيم قاعة القمر الأسود، لقد كان يحكم فروع التجارة في الجزيرة، و حتّى ذوي السيادة يحاولون بناء علاقة طيبة معه.

هؤلاء الأشخاص الذين تنافسوا علنًا لأخذ مقاليد السلطة، كانوا يجلسون معًا براحة.

إن رآهم شخصٌ ما هكذا، سيعتقد أن الليالي ستُقلَبُ نهارًا.

“ هذا يختصر كل شيء، إذاً، علينا البدأ أيضاً؟ ”

في تلك اللحظة، نسمة من الرياح مرّت على المكان، و انتشر ضباب أبيض في المكان.

عندما إختفى الضباب، ظهر شخصٌ ما فجأة.

شخص يرتدي قناع أبيض، عيونه حمراء من الداخل وسوداء من الخارج، شعره الفضي الطويل كان براقًا.

“ عديم الوجه- لا، هل علينا دعوتك الأن بـ شبح القناع الأبيض، يا ساهيونج؟ ”

لم يتفاجأ أحد منهم.

كان هذا هو زعيم قاعة الضباب، و كانت تلك منظمة معلومات معروفة على نطاق واسع، حتّى العشائر الكبيرة تستمد معلوماتها من قاعة الضباب.

عندما حاول الناس معرفة شيء عن ليون، لجأ الكثيرون إلى قاعة الضباب من أجل ذلك.

“ نعم، إن الإسم له وقع أجمل، على أي حال، يون وو، أنت سوف تذهب إلى حيث يوجد ملكنا ”

“ حسنًا ساهيونج، إني لـ سالِخٌ جلودهم و أرديهم قتلى”

أجاب الشيطان المجنون، الذي إسمه هو تشون يون وو، غير مبالٍ.

“ جين بو، عملكَ هو نشر الشائعات و العبث بها، ثم الذهاب إلى مدينة الهلال الأسود، و إبادة طائفة لهب النسيان، لقد تمادوا في طغيانهم، هذا سوف يسبب الضرر في قواتنا ”

“ ساهيونج، هل يمكنني اللعب معهم قليلاً؟ ”

تساءل تشون جين بو، زعيم قاعة القمر الأسود.

“ أيًّا من سَوَّلَت له نفسه العبث معنا، إجعله عِبرةً للعابرين ”

“ أخيراً سوف نبدأ؟ ”

من تحدثَت هذه المرة هي طبيبة الحقل الأصفر.

أجاب تشون هيونغ مون، الذي هو شبح القناع الأبيض، بينما يفكر قليلاً.

“ نعم، قبل أن تصل الأخبار إلى الأكاديمية و بالتالي يعرف من في الخارج، سوف نفتِكُ بهم أجمعين ”

“ هل علي توصيل ساق الرجل الشاب الذي أحضره الشقي الآن؟ ”

“ أولاً، سوف أوشي بكِ إلى مولانا بشأن شتمكِ له في ظهره يا تشون يو مي، ثانيًا، ليس بعد، للوقت الحالي، لـ نراقب من الهامش، الوضع على وشك الدخول في الفوضى على أي حال ”

كما تساءلَت الطبيبة، نفى شبح القناع الأبيض الأمر، لم يكن الوقت مناسبًا.

لكن بعد خيانة شبح القناع الأبيض لها، نظرَت إليه بإستياء، أكمل شبح القناع الأبيض كلامه و تجاهلها.

“ أنا سوف أسيطر على مستنقع السموم الألف قبل أن تبدي قبيلة الأفاعي الطائرة أي حركة، هذا كل شيء الآن … ”

“ تقرير! ”

في تلك اللحظة، دخلَت إمرأة نحو القاعة.

“ الصغيرة يوي؟ ماذا حصل؟ ”

كانت هذه هي شفرة الغسق.

لم ينزعج أحد، بدلاً من ذلك، سألوا كِنايةً عن الفضول.

“ الأسياد الشباب كلهم في مناطق مختلفة، و على ما يبدوا أنهم يريدون بدأ معارك هناك ”

“ أيضاً، لقد أوصلتُ الإبن الرابع لـعشيرة هيرميس، و وريث عشيرة بايك الشاب، و الفتاة الشابة ستيلا إلى مولانا ”

“ ماذا؟ ”

“ هيهيهي، هاهاها! لقد سبقونا بـ خطوة كالعادة! ”

“ … هذا أسرع من المتوقع ”

كانت ردود الفعل متباينة، و حدقوا في شفرة الغسق، متساءلين عن أماكن تواجد الآخرين ما عدا ليون.

“ السيد الشاب رافاييل يقوم بإبادة سحالي الحمم العملاقة، و على ما يبدوا أنه يجمع دمائهم، السيد الشاب ديو قد وصل إلى الجبل الصغير، و يقوم بـ قتل قُطَّاع الطُرق هناك ”

“ السيد الشاب لويد موجود في مستنقع السموم الألف، و هو يقوم بـ جمع الوحوش و الحيوانات ذات القدرات الفريدة، أما السيد الشاب لوكي، فـ هو قد ذهب لـ قتل زعيم طائفة لهب النسيان في مدينة الهلال الأسود! ”

مع إكتمال التقرير، كان لكل شخص تعابير مختلفة، لكنهم لم يكونوا قلقين.

“ اجمعوا القوّات، بسرعة اجمعوا القوّات! حان وقت السيطرة على مدينة كايتونا و مدينة الهلال الأسود، أما بـ شأن مستنقع السموم الألف، سوف تذهب إليه قاعة الضباب ”

“ نعم! أنا سوف أتعامل مع زعيم طائفة الصقيع الأحمر بنفسي قبل أن يفتِكَ به الملك ”

“ لم أحب زعيم طائفة لهب النسيان ذاك منذ أن وقعت عيوني عليه، و أخيراً سوف أحشُر سيفي في عنقه، هاهاها! ”

كان كل من الشيطان المجنون و القمر الأسود راضيين عن أماكن هجومهم.

“ لا يوجد سوى قبائل الإلف و القزم الأحمر في بركان المعدن الأحمر، و هم ليسوا مهتمين بـ القتال غير الضروري، يجب أن يستطيع السيد الشاب رافاييل التعامل معهم بـ مفرده ”

“ الصغيرة يوي، إجمعي القوّات و اتَّجِهي إلى الجبل الصغير، لا تَذَري عدوًا واحدًا حيًّا! ”

“ حاضرة يا معلم! ”

أجابت تشون يوي، ثم بدَأت تستخدم إيجو تواصل الدم ونشرَت الأوامر والمعلومات للبقية.

في تلك اللحظة، أخرجَ شبح القناع الأبيض إيجو ذو شكل يشبه النجمة الحمراء.

قام بـ صبِّ جوهر الطاقة الخاص به في الإيجو، ثم أضاء النجم الأحمر بـ ضوءٍ أثيري.

طار النجم في الفضاء، و إخترق السقف كما لو أنه نجم شبحي.

بام!

صوت إنفجار قوي تم سماعه، في الخارج، النجم أضاء المدينة بأكملها.

إن البيئة قد أصبحت تنير بـ ضوء أحمر بالكامل كما لو كانت مغطاة بالدم.

تفاجأ الناس، لكن بعضهم نظروا نحو ما يحدث بـ عيون مشرقة.

تاااك! تاااك! تاااك!

في إنسجام تام، تم إغلاق المتاجر في المدينة بأكملها!

في تلك اللحظة، تغير الجو في المكان، البعض من الناس خافوا قليلاً قبل إدراك شيء، و تغيرت عيونهم تمامًا.

في ذلك الوقت، تغير شكل الضوء الأحمر في السماء إلى وجه إنسان.

“ آيا جميع محاربينا الشجعان، اسمعوا كلماتي! أطفالنا قد بدئوا غزواتهم أخيراً، لقد كبروا، أضحوا أقوى و أشدّ بَأسًا مما سبق، لهم من عتيِّ القوة ما جعل بلدًا كاملًا رمادًا بعد رفات! ”

وجه شخص يرتدي قناع ظهر في السماء، صوته مهيب و تم سماعه في المدينة الضخمة بـ كاملها.

صدى صوته كان مسموعًا على بُعدِ كيلومترات.

“ لكن بينما هم يهتمون بذلك، سيكون هناك فئران تسعى إلى محاولة إزعاجهم، لا حاجة للقلق منهم، لكننا كـ أتباع مخلصون، كـ إخوة في السلاح، كـعائلة، آنى لنا رؤية عائلتنا يتم إزعاجها؟ ”

“ أنا لا أقبل! فَـيا كل من في قلبه الولاء لـ أسيادنا الشباب، اليوم سوف نبدء غزواتنا بـ تحرير وطن والدنا، أرض من كان معلمًا لأسيادنا، والدنا جميعًا، اليوم سوف يبدء تحريرها! ”

“ اوووه—!! ”

“ إني لـ محوِّلهم إلى رفات لا يقوى على تحمل نسمة هواء! ”

أصوات المواطنين كانت هديرًا حماسيًا، و ردُّهم لم يخلوا من الشجاعة.

محاربين ذوي بأس الأُسُود كانوا، آنى لهم أن يكونوا جبناء؟

“ عندما يشرق ضوء الفجر، لا تسمع آذاني سوى كلمات النصر! قاتِلوا يا محاربين، أعدائكم إذبحوا، أيًا من وقفَ في طريقكم أقتلوا، لا تخسروا، بل فوزوا، أخبار هلاك طغيان أعدائنا إجلبوا! ”

صوته كالهدير يصمُّ الآذان، كطبول الحرب رنّ في المكان.

“ اووووه—!! ”

تم الرد عليه بـ صرخة مدوية، تغيرت ثياب جميع الساكنين في المدينة.

أردية سوداء ذات شعار أحمر، سيوف إختلط في لونها لون الليل و الدم، عيون أشخاص تلهفوا للموت في سبيل الهدف.

الجنود الأقوياء، الذين نذروا في أرواحهم إنتقام الدماء، الذين تمردوا على طغيان العالم أجمعين.

محاربون حتّى الممات، لا ندم على أمرٍ فات.

عدوكم إذبحوا، هِمَّتكم لا تخسروا، أخبار النصر إجلبوا!

حيث أن هذه المدينة كانت المقر الرئيسي للمنظمة، جميع القوات الرئيسية كانت تجتمع هنا سرًا على مدار 3 سنوات.

لم يكن هناك أي شخص عادي، الجميع هنا كانوا محاربي إيجو، من لم يكن تابعًا لهم في السابق تم التأثير عليه و ضمِّه إلى جانبهم.

تمت رعايتهم سرًا بموارد هائلة، تم تدريبهم وصقلهم.

لقد أمسوا شجعانًا لا يهابون الموت، مفترسين لا يهابون جيوشًا!

هذا الجيش الآن كان يتبع الأوامر، و حان وقت التحرك أخيرًا.

سووش! سووش! سووش!

“ يا أفراد وحدة الشيطان المجنون! تجمعوا! تجمعوا بسرعة! ”

“ هيا! إلى مدينة الهلال الأسود! سوف نطيح بهم أجمعين! ”

“ آن الأوان! سوف نصبغ الجبل الصغير بدماء أعدائنا! ”

البعض تحولوا إلى ظلال و إندمجوا مع السواد القاتم، البعض تحولوا إلى نيران تنير البيئة و طاروا.

البعض كانوا يطيرون ببساطة، و سرعتهم هائلة، و البعض كانوا يقفزون قفزات هائلة.

البعض ركضوا و الشرر من ورائهم، الصوت الجرَّار لأعداد هائلة من الناس كان طاغيًا في المكان!

لم يكن هناك عدم إنتظام، جميع القوات تحركوا بإنضباط، و كل شخص كان ينتمي إلى وحدة مختلفة.

مع إنتشار الأخبار بسرعة، ذهبوا لتلقي باقي الأوامر مِن قِبل زعمائهم.

نصف سكان المدينة إختفوا في لحظة، من تُرِكوا فقد بقيوا هنا، يحرسون موطنهم من العداوة التي قد تأتي حين غرَّة.

جيشٌ قوامه 30 ألف محارب، تقسموا فيما بينهم إلى فيالق و مجموعات.

المحاربون بعيدوا المدى، المحاربون قريبوا المدى، أسياد الشفاء، أسياد الدفاع، أسياد الهجوم.

أسياد التشكيل، الإستراتيجيون، حتّى المعشعشين في جنود العدو.

مع الإصرار و التعطش للدماء في عيونهم، ذهبوا نحو أسيادهم.

أخيراً، سوف يبدأ الخراب.

في هذه اللحظة، كانت بداية الخراب.

خراب تسيل فيه الدماء حتّى فجر الغد.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بركان المعدن الأحمر.

كوانج!

الحمم البركانية كانت تصدر أصوات تشبه التنفس.

الأرض كانت سوداء كالفحم، لكن بين الشقوق السوداء، كان من الممكن رؤية ضوء برتقالي يضيء البيئة.

بام! بام! كوانج!

“ كرااااه! ”

في تلك اللحظة، إصطدمت سحلية عملاقة بصخور الحمم، مما جعل السحلية تقوم بالهدير بأسى في ألم.

الشقوق كثُرَت، و تحطمت الأرض تحت السحلية، مما كشف عن بحيرة صغيرة من الحمم.

صوت الإصطدام كان قويًا، و أسماك الحمم الصغيرة في البحيرة الحمراء تحت السحلية بدأت تَفِرُّ هربًا.

“ هذا متعِب يا رجل ”

كرااااه!

هجوم هائج مليء بغضب الساحلي أتى من خلف الفتى الشاب.

تجنب الفتى الشاب هجوم السحالي الضخمة، و عندما أصبح ذيل إحدى السحالي قريبًا منه.

أمسك رافاييل بالذيل و رمى الجسد العملاق نحو بقية السحالي.

بام!

كراااه!

صرخات السحالي البائسة كانت تملأ البيئة.

لكن لم ينتهي الأمر بهذا فقط.

“ ليس بهذه السرعة! ”

أمسك رافاييل برأس سحلية عملاقة كانت قد هاجمته من الخلف، و مع رمية قوية، طارت السحلية في الجو.

سووش!

بعد طيران السحلية، قفزَ رافاييل نحو السماء.

[ إيجو القمر الرابع، النجم الثالث: قفازات شعلة الشمس]

ظهرَت قفازات سوداء مضيئة بلهيب أحمر فجأة على أيدي رافاييل.

ثم بينما يمد يده، سكَب جوهر الطاقة الخاص به في الإيجو.

[ إيجو القمر الأول، النجم الخامس، النجم الثالث، النجم الرابع: قنبلة اللهب، الفحم الصلب، الجليد الأحمر]

مع إقترانهم مع إيجو أخرى، إستخدم قدراته الفريدة في حركة مختلطة.

ثم قام بالضرب نحو الأسفل بقوة.

لمست ذراعيه السحلية العملاقة فقط، لكن السحلية تبخرت في الهواء قبل أن تصرخ في ألم حتّى.

ثم مع تشكل نواة نيران جليدية على يديه، نزلت القبضات إلى أسفل.

[ درب ملك لهب السماء: النجم الثاني]

[ إنفجار شمس الجليد!]

شمس مهيبة قد ظهرت في المكان.

درجة حرارة هذه الشمس كان كما لو أن جليد الألف عام قد حلَّ فجأة على المكان.

إن لون الشمس أحمر، حمراء كالدماء التي تضخمت في المنطقة.

ثم بعد ذلك …

باااااااام—!!!!

إنفجار هائل، لا، إنفجار ضخم في بحيرة الحمم العملاقة قد نزل على المنطقة!

بوووووم—!!!

ما لحِق ذلك هو إنفجارات الحمم في المكان، و انتشر الدمار.

مع كل إنفجار، ينتشر الجليد الأحمر في المكان بأكمله!

منطقة طولها 10 كيلومتر في منطقة الحمم القريبة من بركان المعدن الأحمر أضحَت بلا حياة.

جميع ما في البيئة قد مات، الأرض أصبحت جرداء، لا زرع فيها أو ماء.

فقط جحيم من الجليد الأحمر.

نباتات الحمم، الأسماك أو السحالي العملاقة، لقد تمت إبادتهم، الحمم المصهورة أضحت صلبة كما لو كانت زجاجًا أحمر.

ما لم يتحول إلى رماد تم تجميده حتّى الموت.

رغم أن الهجمة تصل إلى النجم الثاني فقط في الأسلوب، مما يعادل قوة محارب إيجو في القمر الثاني، إلا أن القوة التدميرية كانت أكبر.

هجوم إيجو قفازات شعلة الشمس في المستوى الرابع، إقترانًا بـمزيج آخر من الإيجو، وطاقة الجوهر النقية، نتج عنه أسلوب قاتل مركّب ذو قوة هائلة.

المتسبب في تلك الكارثة، كان يطير في السماء.

أجنحة من اللهب الذهبي كانت ترفرف بخفة في الهواء.

شعره الذهبي كان يحترق بالنيران، يميل مع الهواء مثل الشعلة المجيدة.

عيون التنين الخاصة به كانت تحدق في المكان تحته.

مع رفرفة ردائه المهيب، كان يبدوا كـ تنين آتى نازِلاً بـ عِقابه على من يدنوا في طغيانه و أذآه عن العالم.

كانت هذه منطقة خطيرة، إن تم ترك السحالي تتكاثر أكثر من هذا، سوف تحدث كارثة تسبب وفاة شعب الإلف و الأقزام هنا.

“ مع طبيعتهم المهووسة في الحِدادة و عدم التركيز على السياسة، لن يلاحظوا ذلك، من المؤكد أن هناك من له يد خفية في تكاثر هذه السحالي، نظرًا للإمدادات التي زادت في منطقتهم فجأة ”

كان أمثل شخص لـ فهم الوضع البيئي في المناطق الملتهبة هو رافاييل، لذلك كان قد أتى إلى هنا.

زعيم السحالي العملاقة لن يخرج الآن بعد مثل هذا التدمير.

كان زعيم السحالي العملاقة هو سحلية صخور الحمم، و هو زعيم قطيع كبير، يمكن القول أن قوته تكافئ محارب إيجو في القمر الثالث.

القوة التي أبادت المكان أكبر من أن يستطيع هذا الوحش التعامل معها، لذلك سوف يختبئ.

أي شخصٍ آخر سيتوقف هنا، و لن يخاطر بمواجهة زعيم السحالي العملاقة.

لكن …

لم يكن رافاييل مفترسًا يسمح لفريسته بالهروب.

النيران بدايتها شرارة صغيرة.

كما اليوم عندما خسِر رافاييل إخوته، إشتعلت شعلة اللوم في قلبه.

- أهرب … ساهيونج … لن نسمح لك … بالموت...

- ساهيونج … سعال! لا تلُم نفسك … إنه قراري …

عندما كان يحدق في الحمم المتجمدة أسفله، ذكريات قلبه المدفونة خرجت.

“ أيها الحمقى … آنى لي عدم تحمل مسؤولية ذلك؟ إن لم أفعل، فـبأي وجه يسمح لي بالموت بعدها؟ ”

عندما يأخذ الإنسان على عاتقه فهم الآخرين، فهو كـقابض المسؤولية عنهم.

لن يكون رافاييل ضعيفًا، لن يهرب من مسئوليّته.

مدّ يده للأمام، و ظهرت شعلة ذهبية هائلة في الفراغ أمامه.

- هواه! أيها الشقي، لقد كبرتَ فعلاً!

- يا راف! البرد يقتلني! أشعل النار بسرعة!

- ساهيونج! إنك مذهل! سوف تطير يومًا هكذا!

إخوته الكبار و الصغار الذين ماتوا، لن يتم نسيانهم.

إخوته الكبار و الصغار الذين بقوا، سوف يحميهم هذه المرة بالتأكيد.

هذه المرة بالتأكيد …

“ آيا كل من سَوَّلت له نفسه إزعاج عائلتي، إنِّي لـجاعِله رمادًا بعد رفات ”

“ و إن كان أقوى شخص في العالم أتى مهدِّدًا … ”

لمعت عيون رافاييل ببرودة بينما يحدق في القمر الأزرق.

“ سوف أقتله بنفسي، حتّى لو كلفني ذلك حياتي، لأحرقنُّه حتّى الممات ”

حتّى على حِساب حياته، لن تتكرر المأساة، لن يأخذوا منه إخوته مرة أخرى.

هذه المرة، شعلته أصبحت أقوى.

لذلك …

ـــــــــــــــــــــــــ

الجبل الصغير.

سووش! سووش! سووش!

ظلال غير واضحة كانت تطير بين الأشجار بالقرب من جبلٍ صغير.

كان شكل الجبل غريبًا، حيث كانت الأشجار عليه مترابطة مع بعضها مثل شباك العنكبوت.

عندما ينظر الشخص من فوق، سوف يلاحظ أن ذلك التشابك يمتزج معًا، مما يقوم بتشكيل حروف مرتبطة.

الجبل الصغير، لقد كان هذا ما تمت كتابته.

منطقة سيطر عليها القتلة و المجرمون، حيث كان طريق الجبل أقل خطرًا من ناحية الوحوش المفترسة.

ناهيك عن ذلك، كان يعتبر الجبل الصغير منطقة تجارية، و كان يربط مدينة الهلال الأسود مع الأكاديمية، ذلك جعل المرور به ضروريًا.

مع سيطرتهم على المكان، إستخدم محاربوا الإيجو الشياطين المكان لاستحصال جزية من هؤلاء التجار لتركهم يمرّون.

إن رفض التجار دفع الجزية؟ هيهيهي، يمكنهم فقط لوم أنفسهم.

لم يخاف المحاربون الشياطين من الآخرين، و كانوا مجَانين يذبحون أي عدو، آنى لهم الخوف من العشائر القوية؟

لكن … عدوهم كان أنفسهم في الواقع.

رغبةً منهم في ملكية الجبل، أولئك القتلة تصارعوا على من يحكم المكان.

بعد الخلاف لـسنوات، شكلوا عصابة تحت سيادة محارب إيجو شيطاني في القمر الثالث، لقد كان إسمه هو شبح الأحلام الأسود.

لقد كان مخادعًا يجيد تضليل العقول، في الصراع السابق، لم يرفع إصبعًا حتّى عندما جعل الجوانب الأخرى تتصارع فيما بينها حتّى الموت.

عندما عرف المحاربون الشياطين ذلك، أقسموا له الولاء على الفور.

مع عبقريته و مكائده، أنشأ شبح الأحلام الأسود منظمة قُطَّاع الطُّرق، و كانت قوة مسيطرة في الجبل الصغير.

مع تعاون شبح الأحلام الأسود و زعيم طائفة الصقيع الأحمر، أصبحت تجارة العبيد و الفتيات الصغيرات، و حتّى تبادل الإيجو سرًا أكثر سلاسة.

لقد كانت التجارة تستهدف البشر العاديين فقط، لم يتم لمس أي محارب إيجو، لذلك مع بعض الرشوة، تجاهلت السلطات الأمر.

مع قوة القمر الثالث و أساليبه التي تتلاعب بالعقل، ناهيك عن بنائه العلاقات مع الطوائف والعشائر المختلفة، من يجرؤ على الهجوم على شبح الأحلام الأسود؟

ذلك جعل إبادة الأشرار في هذا المكان أكثر صعوبة، و لم يرغب الآخرون في عداوتهم.

“ لكن اليوم … هاهاها، سوف يذوقون طعم سيفي! ”

كان ديو يقف فوق شجرة أكبر من البقية، تلاميذه الثلاثة وقفوا في صمت.

“ كما قلتُ سابقًا، إما أن نَقطع أو نُقطع! آيا أيها الأوغاد أبناء العاهرات، تعالوا، إني لـذابحكم اليوم! ”

سووش!

في لحظة حديثه، خرج ظل من داخل الأشجار المتشابكة و العالية في الجبل الصغير.

“ أيها الوغد الصغير، ما مدى حماقتك، حتّى تختار الموت هنا؟ ”

رجل ضخم البنية، له جروح في وجهه و تعابير قاسية.

لقد كان محارب إيجو شيطاني في النجم الخامس من القمر الرمادي.

وقف عند مدخل الجبل الصغير، يضخ نيته القاتلة تجاه ديو.

تم أمره بالمجيء و قتل الأوغاد الذين جاؤوا ودخلوا في منطقتهم بكل غطرسة.

راقبه ديو و سخِر، لم يكن من الممكن للعدو معرفة مستواه.

لقد قام بكبح هالته عن طريق إيجو في المستوى الثالث، آنى لهم معرفة قدومه حتّى؟

كان ديو قد فضح هالة ضعيفة قبل الوصول، ذلك سيجعل خروجهم أسرع.

“ هذا الوغد الشبح أيًا يكن ليس سيئًا، يحاول اختباري بصعلوك مثلك؟ هاهاها ”

في تلك اللحظة، وضع يده على رأسه بينما يضحك.

ثغرة!

لمعت عيون الرجل الضخم ببرودة، و قفز بينما يستخدم الإيجو الخاص به.

[ إيجو القمر الرمادي، النجم الرابع: مطرقة أشواك الأرض الثقيلة!]

عندما كان ديو يضحك، ظهرَ رجل ضخم يحمل مطرقة ذات أشواك ترابية، لكن اللمعان المعدني جعلها تبدو أكثر صلابة.

سووش! بام!

مع تلويحة هائلة من ذراعه، ضربت المطرقة ديو بقوة طاغية!

تم إقتلاع بعض أغصان الشجرة بقوة الإنفجار وحدها، و تناثرت بعض أشواك المطرقة الترابية بعد تحطمها.

“ هيهيهي، ساذج أحمق، مت و دعني أهتم ببقية الصعاليك ”

إبتسم الرجل الضخم لنفسه، كان قد رأى فتاة شابة جميلة بين هؤلاء الأطفال … ربما يلعب معها قبل قتلها.

“ … مخيب للآمال ”

بينما كان يبتسم لنفسه، سمع صوتًا ساخطًا.

كان ذلك هو ديو، وكان تعبيره قبيحًا عندما كان يحدق في الرجل الضخم.

ممسكًا بالمطرقة ذات النتوء الضخم بسبب إمساكه لها بقوة، شتم بغضب.

“ حتّى أنني تركتك تضربني متوقعًا شيئًا ما، لكن أنظروا لهذا الداعر الصغير! تنظر إلى تلميذتي بعيونك القبيحة هذه؟ ”

تصاعد الغضب في قلب ديو.

“ يا ابن العاهرة- ”

“ اخرس ”

لم يكمل الرجل الضخم كلماته، عندما لاحظ شيئًا غريبًا.

لماذا … العالم مقلوب؟

هاه؟ من هذا؟

رأت عيونه شخصًا غير مألوف، لكن في نفس الوقت، شخص مألوف أكثر من أي أحد.

هل هذا هو … أنا؟

لقد رأى جسده الخاص، و الذي كان إجراءً مستحيلاً من دون مِرآة.

لكن ذلك الجسد، كان من دون رأس، الرأس … أين هو رأسي؟

انطفأ وعيه مع مثل هذه الفكرة.

تااك.

سقط رأس قاطع الطريق الضخم على الأرض بهدوء.

كلاك!

الجسد الذي كان واقفًا سقط مع ضجيج.

لم يكن هناك صرخة للمعاناة أو حتّى وقت للقتال.

بتلك السهولة، لقد مات.

“ هذا مجرد مثال بسيط، هذا هو نوع الأشخاص الذين نتعامل معهم ”

بينما يحدق الثلاثة الآخرون في ما حدث بعيون واسعة، سمعوا صوت ديو البارد.

“ إنهم ليسوا أشخاصًا تستطيعون التردد في مواجهتهم، ثغرة واحدة كانت كافية بالنسبة لهم، التردد هنا يعني الموت، واضح؟ ”

على عكس سلوكه الكوميدي و المرِح في العادة، كان تعبير ديو باردًا و غير مبالٍ.

لم يكن معروفًا متى بالضبط، لكن سيفه غير المغمود كان مغطى بالدماء.

سيف أسود يلمع بضوء ذهبي.

السيف الجميل تلطّخ بالدم القبيح، لكن بطريقة ما …

كان ذلك مناسبًا للسيف أكثر.

“ حاضر ”

“ لا تقلق يا معلم، لن يحصل لي شيء! ”

“ … لن أتأذى ”

في محاولة منهم لـ تجاهل عدم الإرتياح في قلوبهم، أجاب الثلاثة بثقة.

“ لا تكونوا مخطئين ”

لكن ما أتاهم في المقابل هي نظرات ديو الهادئة.

هادئة لدرجة تثير القلق.

“ لا يوجد مجال للخطأ، هنا، الخطأ له نتيجة واحدة، أنتَ تموت ببساطة”

لم يعد يمكنهم نطق كلمة واحدة.

“ … لن أفعل ”

لكن في تلك اللحظة، تحدثَت نايون بصوت غير مبالي كالعادة.

نظرَت في عيون ديو، ثم قالت بهدوء، “ أنا لن أموت ”

“ يا معلم، لا تقلق، نحن لن نرخي حذرنا، حتّى لو متُّ هنا، لن أهرب! ”

ثم تحدث وو جين بعدها.

“ سوف أقتلهم جميعًا، لن نصبح عبئًا عليكَ يا معلم! ”

كان فرناندو يفهم ما كان ديو يقلق بشأنه، و عاهد نفسه على مسح ذلك القلق.

كانت العلاقات البشرية غامضة حقًا.

في بعض الحالات، يحتاج الناس إلى سنين عديدة من أجل فهم بعضهم فقط، لكن بعض الناس، لم يحتاجوا إلى وقت حتّى من أجل أن يفهموا بعضهم.

كلماتهم جعلَت ديو ينظر إليهم لـ بعض الوقت.

- هاهاها، ساهيونج، أنظر إلي! سيفي يلمع!

- حتّى لو كان العالم كله ضدي، أنا لن أهرب لأنني خائف! هذا ما علمتني إياه، كيف لي الهرب! أفضل الموت على ذلك!

- أخي ديو! لا تقلق، أنا لن أموت هنا أبداً!

إنهما متشابهين.

بطريقةٍ ما، كانوا مختلفين جدًا.

لكن … لماذا يرى ظلالهم في هؤلاء الأشخاص الثلاثة؟

كان يعرف، الموتى لن يعودوا مهما فعل.

كان يعرف ذلك حقًا لكن …

لا يعني ذلك أن ينساهم.

أغلق ديو عينيه.

“ حسنًا … إستلّوا سيوفكم! ”

سريونغ!

على الفور، أخرج الثلاثة سيوفهم.

حمل وو جين سيفًا في ذراع، و فأسًا في ذراع أخرى.

“ أنا لا أهرب من معاركي يا معلم، سوف يقطعهم سيفي! ”

فرناندو حمل سيفًا أبيض اللون، تمت تغطية السيف بـهالة زرقاء.

“ سوف أحمي ظهوركم يا رفاق ”

تشاي نايون كانت تحمل السيف، وقفَت بجانب ديو، و قالت بهدوء.

“ قلق، لا يوجد ”

“ نعم … ”

إبتسمَ ديو قليلاً.

لن ينساهم أبدًا، ذكراهم سوف تبقى في قلبه دائماً.

و هذه المرة …

“ لا تقلقوا، قاتلوا كما ترغبون، طالما أنا حي، لن يحدث لكم شيء ”

لا يعرف كيف يصبح المرء معلمًا عظيمًا.

سوف يخطئ، ربما ليس لديه الخبرة، حتّى أنه عندما أحضرهم ليون إليه، وجد الأمر مزعجًا.

إنه مزعج حقًا لكن …

لن يبقى حبيس الماضي.

سوف يتعلم و ينموا.

“ هاجموا، هاجموا! لا تدعوا لهم فرصة التنفس حتّى! ”

“ نعم يا معلم—! ”

سووش! سووش!

و هكذا، دخل الأربعة منهم في الغابة المتشابكة، حيث كان يعيش القتلة و المجرمون.

لن يموت المزيد من الناس، هذا العالم قاسٍ بما فيه الكفاية.

لقد رأى ديو و شهِد ما يكفي، لن يحصل ذلك مرة أخرى.

سوف يعيش، سوف يطير و يصبح أفضل كما لم يسبق أبدًا.

العالم سينساهم، حتّى عندما يذكرونهم، سيقولون أنهم كانوا أشرارًا.

من دون معرفة الحقيقة، سوف يشتمونهم.

حتّى لو عرف البعض الحقيقة، هم في قلوبهم يدفنونها.

بعد كل شيء، في مواجهة العالم أجمع، من يجرؤ على أن يقول الحقيقة؟

كان الأمر مجرد فهمٍ بسيط.

يجب تجاهل الموتى و العيش … هذا ما سيقوله الأخرون.

لكن ديو مختلف، لا، ليس هو فقط.

لوكي و لويد، رافاييل … و حتّى ليون، الذي كان الأكثر قسوة بينهم.

هم لن يسمحوا بذلك.

إخوتهم و كبار الطائفة، أولئك من ماتوا ظُلمًا.

لن تُدفن ذِكراهم أبدًا.

مع سيفه في يده، سوف يتأكد ديو من ذلك.

حتّى لو كان عليه صبغ العالم بدماء أعدائه.

حتّى لو مات ألف مرة، حتّى لو أصيب و عانى من ألم لا يوصف.

لأن هذا هو طريقه الذي اختاره.

طريق أسلافه كان خاصًا بهم.

مثلما فعلوا، سوف يفتح طريقًا جديدًا.

“ أليس كذلك، يا معلم؟ ”

تحت ضوء القمر، تحدث الشاب لـلا أحد على وجه الخصوص.

لقد كان للحظة وجيزة …

وجيزة للغاية، بحيث أنه يمكن تجاهل الأمر.

لكن في عيون الثلاثة بجانب ديو، لقد رأوه.

تعبير لايوصف عن الحزن.

عندما تحدث ديو بصوتٍ خافت، سمعوه رغم أنه للحظة.

و بينما كانوا صامتين ينظرون إلى الأمام.

لم يأتي جواب لكلمات ديو.

ضحِك ديو قليلاً من سخافته.

كيف يمكن أن يجيب المعلم؟

بعد كل شيء …

الموتى لا يتحدثون.

2024/12/29 · 10 مشاهدة · 3959 كلمة
نادي الروايات - 2025