65 - الفصل 65: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (2)

الفصل 65: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستنقع السموم الألف.

“ كراااه! ”

“ هسسس! ”

“ ريبييت! ”

الأفاعي ذات الجلد الميت هاجمت مع سمومها تتطاير في الهواء.

الضفادع الطائرة العملاقة تقفز في الهواء و تسبب في هياج مياه المستنقع الضخم.

أسماك قرش المستنقع السام صغيرة الحجم كانت تهاجم الشخصين الواقفين فوق شجرة.

سووش! سووش! سووش!

بوووم!

في نفس اللحظة بالضبط، إتّجهَت السهام المتفجرة نحو بطن الضفدع الطائر، و صوت إنفجار ضخم ملأ البيئة.

ريبيييت—!

نعيق الضفدع الطائر كان عاليًا، أصيب ببعض الجروح، لكنه لم يمت.

سووش!

لسانه الوردي خرج من فمه و إتجه نحو الفتاة الشابة بسرعة قاتلة.

كوانج!

لكن قبل أن يصل لسانه إلى الفتاة و يخترق قلبها، ظهر فتى شاب في الهواء فجأة.

مع تلويحة بـرمحه، تم قطع لسان الضفدع على الفور.

ريبييت!!

تدفق الدم من فم الضفدع و ما تبقى من لسانه، و تدفقت دموع دموية من عيونه، لكن لون الدم كان أسود.

مع تساقط الدم الأسود على الأرض، تمت إذابة المكان الذي تساقطت عليه قطرات الدم فورًا.

“ لم أنتهي بعد ”

تحدث لويد بهدوء، و أمسك رمحه بقبضة عكسية.

سووش!

رماه على الضفدع بقوة، و بدون مفاجأة، إخترق الرمح رأس الضفدع.

درع الهالة كان يغطي سيلينا و لويد، مما منع دم الضفدع المتساقط من الولوج إلى أجسادهم.

“ سيلينا، كوني حذرة، قبيلة الأفاعي الطائرة لم يصلوا بعد، لذلك يجب أن نطهر المستنقع بشكلٍ أسرع و إعادة النظام البيئي قبل وصولهم ”

أومَأت سيلينا برأسها، و لقّمَت الأسهم في القوس.

كانت قبيلة الأفاعي الطائرة تقوم بنشر السموم في القرى المجاورة، مما تسبب في معاناة الناس الأضعف.

لقد أصبح الناس العاديين فئران تجارب لـقبيلة الأفاعي الطائرة، الحيوانات لم تسلم أيضاً، وأصبحوا دمى للتجارب أيضًا.

ذلك جعلَ المناطق المجاورة لـمستنقع السموم الألف منطقة موت.

بحسب المعلومات التي قدمها ليون، كانت قبيلة ذئاب البرق هي من يسيطر على الموقف خلف الكواليس.

مع مثل هذه الخلفية العميقة ورائهم وتقديم بعض الفوائد للسلطات، تم التغاضي عن هذه القضية بالكامل.

كانت عيوب القتال مع قبيلة الأفاعي الطائرة و إكتساب ضغينة ذئاب البرق ببساطة تفوق المزايا.

أتى لويد لوضع حد للأمر.

إذا تركنا قضية أن قطع و عزل قبيلة الأفاعي الطائرة عن ذئاب البرق كان له فوائد هائلة جانبًا، كان لويد غاضبًا.

فقط لمجرد إختبار بعض السموم، تسببوا في وفاة الناس و أجروا التجارب على المخلوقات هكذا؟

هؤلاء السفلة … إلى أي مدى وصلت حماقتهم و جشعهم هذا؟

“ أبناء العاهرات هؤلاء … لن أسامحهم، لن أسامحهم أبداً! ”

صراخ لويد الغاضب كان كـهدير الوحش، صوته جعل الهواء يهتز بقوة.

كوانج! بام! بام!

مع كل تلويحة بـرمحه، تطايرت جثث الوحوش في الأنحاء.

كان الأمر بالضبط مثل ذلك الوقت.

أفراد الطائفة الذين ماتوا ظلمًا لأن العالم يعتبرهم سيئين.

كانوا مجرد أشخاص أرادوا العيش معًا و البقاء في سلام.

كان ذلك ما كان يفترض حصوله، لكن الواقع كان قاسيًا عليهم.

لأنهم كانوا أقوياء، خاف تحالف القمر الأزرق منهم، حتّى أنهم قاموا بـغلطة حمقاء بسبب خوفهم ذاك.

فقط لأن الأمر كان مناسبًا لهم، هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم بالصالحين جعلوا إخوتهم أشرارًا أمام العالم.

بالطبع، لم يكن لويد منافقًا و يقول عن نفسه أنه طيب.

لكن هناك حدود.

هؤلاء الأوغاد، هؤلاء الفاسقون ضعاف العقول، لقد إرتكبوا أكبر أخطاء حياتهم.

غلطتهم الأولى، كانت أنهم تركوا من لا يجب أن يكونوا موجودين أبدًا يدخلون هذا العالم.

غلطتهم الثانية، كانت أنهم تركوا بقايا الطائفة أحياء.

من بين الذين بقوا أحياء، كان هناك أسوأ عدو يمكن للشخص صناعته، شيطان لا يذَرُ رحمة لـمخلوق حي أبدًا.

حتّى لويد عليه الإعتراف بذلك.

كان ذلك الشيطان هو ليون.

مع العداوة الحالية، لم يكن من الممكن إقناع ليون بعدم سفك الدم.

في الواقع، لا لويد أو أي أحد يريد إيقافه، لم يكن هناك أي نية في إيقافه، بل و على العكس، كانوا هم أيضًا على إستعداد لذلك.

إنها ضغينة لا يمكن حلها.

- لويد الصغير … كما هؤلاء الذين يحكمون في العالم، نحن لسنا طيبين، نحن نقتل أيضاً.

- لكن هل تعرف لما نحن مختلفون؟ لأننا نرد البِرّ الذي نتلقاه، بالطبع، مثلنا مثل الجميع يغلب علينا الجشع …

- لكن، لا بأس، الصدق مع الذات هو أنقى أشكال الصدق، طالما تفعل ما يريح قلبك، أنت لن تندم.

- لويد الصغير، إن أتى يوم تريد فيه الإنتقام، لا تدع العواطف العابرة تطغى على عقلك.

- لا تنسى أحقادك، لكن لا تنسى أيضاً عطفك، لـيكن قلبك دافئًا كما الربيع، يقبل الجميع، لكن عقلك باردًا كما الشتاء، قاسيًا مع الجميع.

- هذا هو طريق طائفتنا، لا تنسى ذلك أبداً.

- إييي … ليون أيها الوغد الصغير! هل أنت من سرق حذائي؟ هذا الفاسق! تعال إلى هنا!

أصبح وجه لويد حزينًا، كلمات قديمة لم يعطيها إهتمامًا كبيرًا في السابق عادت لتضرب فؤاده.

“ معلم … “

معلمهم الذي كان أقوى من عرفوه يومًا.

كان أقوى من الجميع، كان الأكثر طغيانًا ولطفًا أيضاً.

حتّى في مواجهة أعداء لا حدود لهم ولا في القوة هم ناقصون، لم يتم هزيمته.

فقط لو لم يكونوا ضعفاء في ذلك الوقت …

عض لويد شفتيه بينما سال الدم منهما.

سووش!

لم يلاحظ ذلك الأمر، لكن البيئة حوله كانت تتدمر.

الفتاة الشابة راقبَته بقلق، أيديها لم تترك سلاحها أبدًا، ولم ترخي حذرها.

لم توقفه سيلينا، لقد كانت تفهم ما في قلبه.

في نفس الوقت، شجعت نفسها على المثابرة، كي لا تكون عبئًا عليه.

كانت هذه الوحوش هائجة و لا تهرب، كما لو أنها وحوش مجنونة.

بحسب المعلومات، كانت هذه وحوش تم التحكم بها مِن قِبل قبيلة الأفاعي الطائرة.

تم تعذيبهم و إستخدامهم في التجارب، وكانت الدموع تتدفق من عيونهم في رثاء.

سابقًا لم يكن هؤلاء الوحوش سوى مخلوقات تعيش في الطبيعة، كان لهم عائلاتهم و نظامهم الخاص.

ما لم يكن ضروريًا، لم ترغب الوحوش في القتال حتّى الموت، هذا جعل الطبيعة تستقر.

لكن الأن …

تدخلت مخلوقات خارجية في حياتهم.

بعد تعذيبهم سرًا لسنوات عديدة، أصبحوا ذوي عقول بلا أجساد.

أصبحوا مجرد دمى يتم السيطرة عليها، و تم إجبارهم على ذبح أبناء جنسهم.

لم يستطع مخلوقات المستنقع السيطرة على شيء سوى تدفق دموعهم، يراقبون أنفسهم يقتلون أطفالهم و آبائهم.

لكن في هذا اليوم، بعد مرور عشرات السنين … أتى شاب و شابة إلى هنا.

قام الفتى الشاب ذو الرمح بقتلهم، ولكنهم لم يشعروا بالاستياء.

في هذا العالم حتّى الوحوش لهم عواطف خاصة بهم.

إنهم يعرفون الإمتنان، إنهم يعرفون الأحقاد.

بـماذا كانوا يشعرون عند وفاتهم؟

فقط … الراحة.

لم يقطعهم لويد بسبب غضبه، لكن لأنه فهم عذابهم.

لم يكن هناك سبيل لهم للرجوع كما كانوا سابقًا، و فقط إغلاقهم لـعيونهم كان رحمة لهم.

مع كل مخلوق يموت، غضب لويد تجاه الأفاعي الطائرة هؤلاء يتصاعد إلى السماء.

كل مخلوق تم قطعه، لم يصرخ متألمًا، بل أغلق عيونه كما لو كان قد وجد الخلاص.

“ آآآآه—! ”

كان لويد شخصًا عاش في الغابة في وقتٍ ما من حياته، حارب الوحوش و تصادق معهم، لقد فهمهم بعمق.

مع الإقتران بالمعلومات المفصلة و المشهد الحالي، فهم في قلبه الموقف بوضوح.

تشابكت صور هذه المخلوقات مع أفراد طائفته.

مخلوقات مختلفة كانوا، لكن … كانوا متشابهين.

لقد عانوا ظلمًا.

صرخة بائسة وجدت طريقها إلى فمه.

سيلينا هاجمَت بقوتها الكاملة، و كانت تراقب لويد الذي عبر عن حزنه المدفون في قلبه.

كانت تعض شفتيها في كل مرة تطلق سهامها، لقد كانت ترى و تشعر بذلك بوضوح.

الدموع التي خرجت من عيون هذه المخلوقات لم تنبع عن الخوف، إنها عواطف معقدة و متعددة.

الحزن … الآسى … الذنب و … الراحة.

لم تلاحظ سيلينا ذلك، قبل أن تعرف الأمر، وجدت الدموع طريقها إلى عينيها.

في مستنقع السموم الألف، من ماتوا وجودوا خلاصهم.

لكن رغم ذلك …

الذين بقوا أحياء، كانت في قلوبهم أحزان لم تجد مكانًا لتستقر فيه.

الناس العاديون، بسبب التجارب و جشع من في السلطة ماتوا.

الوحوش تحولوا إلى دمى و أخيرًا ماتوا.

و أخيرًا …

الصغيران الذين قتلو الوحوش، كان الحزن العميق يجرف قلوبهم.

مأساة.

لقد كانت مجرد مأساة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مدينة الهلال الأسود.

بانغ!

طارت الجثة و إصطدمت بالحائط الصخري، مما ترك حفرة كبيرة في الحائط.

رقبة شخص ما طارت في الهواء، عيونه المفتوحة على مصراعيها كانت مليئة بعدم التصديق.

مات 5 أشخاص في لحظة.

“ هاجموا، هاجموا يا أعضاء طائفة لهب النسيان! لا تخافوا من مجرد أطفال صغار! ”

“ هذا الطفل متعجرف للغاية، أن يأتي و يطلب رأس زعيم الطائفة، إنه ببساطة لا يعرف علوّ السماء! ”

“ الشقي الصغير، إستسلم و قدم لي الإيجو خاصتك، و سينسى هذا العجوز أن أي شيء حدث، و إلا لا تلمني على التنمر! ”

المشهد كان فوضى ببساطة.

أمام مبنى طائفة لهب النسيان، وقف فتى شاب ذو شعر أبيض و عيون بنفسجية بهدوء.

تحت ضوء القمر، كان يمسك سيفًا أسود يتوهج بضوءٍ أرجواني بارد.

عندما أتى، لم يتحدث لوكي بالهراء، طالب برأس زعيم طائفة لهب النسيان على الفور.

بطبيعة الحال، تم رفضه و حاول أعضاء الطائفة قتله بسبب شعورهم بالإهانة.

إن هذا الطفل ببساطة لا يعرف العالم، ساذج و متعجرف للغاية!

كانت مسألة يمكن نسيانها ببساطة و تركها جانبًا في العادة.

ذلك لولا الكارثة التي حدثت فجأة.

مع تلويحة واحدة من سيفه، تم قتل 5 محاربي إيجو في القمر الأول.

حتّى أن أحدهم قد كان على وشك خوض محاكمة الإختراق، ويصبح في القمر الثاني!

مع هالته التي قام بـقمعها، أظهر لوكي هالة طاغية لكن ليس لدرجة تطغى على هالة زعيم طائفتهم.

من دون أساليب الكشف، لم يكن سهلاً معرفة مستوى قوة الآخرين إلا عن طريق التخمين.

بطبيعة الحال، كان كل مستوى له لونه الخاص، حيث أن هناك لونًا لكل قمر.

لكن عندما يتخصص شخص ما في دربه، تتغير طبيعة الهالة، ذلك جعل من الصعب كشف مستوى الشخص من اللون فقط.

على سبيل المثال، أن يكون الشخص معتادًا على مراقبة هالة الشخص و حساب حجمها، إعتياده على الطاقة السحرية وما إلى آخِره …

ناهيك عن ذلك، إن كان للشخص الآخر أساليب إخفاء أقوى من أساليب الكشف، لم يكن من الممكن معرفة قوته.

هذا الإستفزاز الصارخ جعلهم يجمعون قواتهم و يهاجمونه.

لكن على عكس السابق، كانت قواتهم منظمة.

ما يقارب 12 محارب إيجو وقفوا بفخر و غطرسة أمام ثلاثة أشخاص.

10 محاربين في القمر الأول، أحدهم وصل إلى الذروة، و إثنين وصلوا إلى القمر الثاني، أحدهم في النجم الأول بينما الآخر في الثاني.

بينما في الجهة الأخرى، كيفن و ماي كانوا على الأكثر في النجم الثاني من القمر الأول.

في العادة، كانت النتيجة لا غبار عليها، سوف يموتان بدون جثة لائقة.

ماذا ماذا؟ من المفترض أن طائفة لهب النسيان من المسار الصالح؟

هيهيهي، لم يكن ذلك الموقف سوى عندما كانوا ضعفاء!

في السنوات الأخيرة، كانوا يقومون بتوسيع أراضيهم، و كان محارب إيجو ذو مستوى ثالث في طريقه، أي هراء هو هذا المسار الصالح؟

كان إبن زعيم الطائفة الأكبر على وشك الخضوع لـكارثة فضاء القمر، كانت تلك كارثة يمر بها محارب الإيجو عندما يتقدم كل مستوى معين.

و مع وصوله إلى القمر الثالث، من يجرؤ على إنتقادهم؟ سواء قتلوا أو نهبوا، من سيشير إليهم؟

طالما لا يلمسون مصالح الأكاديمية، من له القدرة على مواجهتهم؟

لا أحد!

لا أحد سوف يفعل، هكذا هو العالم، إنهم يعرفون الفوائد فقط، ليس الصالح أو الشيطان!

مع مثل هذه الأفكار، كانوا يعتقدون أن الشخص الآخر مع كيفن و ماي مجرد محارب قد وصل إلى القمر الثاني مؤخرًا و يريد كسب بعض السمعة.

كانت معركة صعبة قليلاً، لكن لا بأس.

أن يكون في ذلك المستوى في هذا السن، إنه عبقري!

بالطبع، لم يعتقدوا أن له خلفية ما، لماذا؟

لأن مثل هذه المعلومات لن تهرب منهم، لقد كان لديهم بعض العلاقة القريبة مع قاعة الضباب، آنى لفتى شاب غير خبير أن يخفي نفسه عنهم؟

لكن يا للأسف، يا للأسف حقًا …

كانوا يعلمون القليل جدًا.

“ سوف تقاتلان بعد قليل، يجب أن لا تموتا، حسنًا؟ ”

لم يلقي لوكي لـهؤلاء المحاربين نظرة، تحدث بملل تجاه كيفن و ماي.

“ حسنًا ساهيونج! ”

لم تكن قوة لوكي خافية عليهم.

في الأسبوع الماضي، كم مرة قتل هو والآخرون في المجموعة الوحوش القوية، رغم ذلك لم يتعبوا؟

كانت هذه الوحوش قوية لدرجة يمكنها عندما تجتمع، أن تسبب كارثة لمعظم محاربي طائفة لهب النسيان!

مع مثل هذا، لم يكونوا قلقين.

سريينج!

أخرج كيفن منجله، و ماي شحذت خناجرها، تم إستخدام الإيجو الخاص بهم لأقصى قدراتهم، منتظرين الوقت المناسب.

أغلق لوكي عينيه قليلاً، بعد التجوال في شرق القارة لـثلاثة أعوام، أتى إلى هنا أخيرًا.

- الصغير لوكي، رأيتكَ جالسًا وحيدًا فجر اليوم، لماذا؟

- … كنتُ أفكر، يا معلم.

- في ماذا بالضبط؟

- عن الحياة، عني، عنك يا معلم، عن طائفتنا، لماذا نعاني من الإضطهاد بالضبط؟ في المقام الأول، لماذا تم إنشاء هذه الطائفة … مثل هذه التساؤلات لا تنفك تدور في قلبي.

- أعتقد أن الجميع يكبرون بـطريقتهم الخاصة، الصغير لوكي، إنه فقط … الكثير من الأمور دائمًا غير مريحة، أن يصبح الشخص أقوى لا يعني سوى تغيُّر تلك الأشياء.

- المشاكل لا تنقص، إنها تتغير عندما نَحلُّها … لقد سمعتُ هذا من قبل.

- هاهاها، لابد أن ذلك الشخص حكيم.

- … عجوز خرِف.

- ماذا قلتَ؟

- لا شيء-اوتش!

- على أي حال، لماذا؟ إن هناك كلمة لماذا تتبع المرء في حياته دوًما، لدرجة تجعل المرء يتساءل عن نفسه.

هكذا هي الحياة، يصبح الشخص غير مرتاح بسبب أعدائه، بسبب عائلته، بسبب الآخرين، سوف يكون الشخص مرتبكًا دائمًا.

ذلك الإرتباك يتحول إلى أعباء ثقيلة على أكتاف الشخص، هذا ما يسمى بالمسؤولية.

- … لماذا تم تشييد طائفتنا، لماذا يتم إضطهادنا إن السبب بسيط، في الواقع.

- بسيط؟

- نعم يا لوكي الصغير، بسيط، بسيط لدرجة أنكَ لن تلاحظه.

- … همممم.

- لأننا نريد العيش.

الناس، أنا، أنت، الجميع.

ليس مجرد البقاء أحياء، إنه أكثر.

الرغبة في العيش و التطلع نحو معنى حياتنا.

- بالنسبة إلي، هذه هي طائفتنا، لا تشغل بالك بـهذا، على أي حال! سوف نذهب إلى ذلك البركان! عليكَ السباحة في الحمم و البقاء حيًا!

- معلم؟ معلم؟! باه! هذا العجوز الفاسد! ااااه! أمي-!!

إن الصور لا تختفي، مهما مضى الزمن و جرى، كان نفس الشيء دائمًا.

في كل مرة يغلق عينيه، أفراد طائفته، معلمه، و أيامهم التي عاشوها هناك، دائمًا يظهرون في عقله.

لم يتحدث لوكي و بقي صامتًا بلا حراك.

فقط في الصمت هناك، لم يتحدث.

“ هذا الطفل! إن عجرفته لا تعرف حدودًا! ”

“ سوف يعلمك الكبار معنى التواضع، إفهمه جيدًا في قبرك، هاهاها! ”

عندما رأوه يخفض رأسه، هاجم خمسة محاربين تجاه لوكي فورًا.

اللهب تصاعد في البيئة!

أحدهم قام بتشكيل درع ناري حول جسده، و حبل من اللهب يدور في يده.

الثلاثة الأخرون كانوا يهاجمون في تشكيل ثلاثي، حيث كان مثلث من اللهب الخطير و المهيب يتضخم.

الفرد الأخير هاجم مباشرةً، يمتطي ذئبًا ملتهبًا ضخمًا، بينما يحمل سيفًا أحمر يتوهج بضوءٍ يسبب الرعب!

كل ذلك حصل في لحظة.

لكن رغم الموقف الخطير.

لم يكن هناك ذعر في عيون لوكي، و على العكس، الهدوء و الملل الغريب ملأ الأجواء حوله.

مد يده إلى الأمام، لم يستخدم الإيجو حتّى، مجرد موجة من طاقة الجوهر كانت كافية.

كان الفرق بينه و بينهم بساطة شاسعًا جدًا.

في الواقع، كان من الشائع أن لا يستخدم المحاربون الخبراء الإيجو دائمًا، فهم لم يكونوا عاجزين من دون الإيجو.

الطاقة السحرية الهائلة، القوة الجسدية الطاغية، الأساليب التي يتم حفرها في أجسادهم.

أرواح الإيجو خاصتهم، و قدرة السلالة خاصتهم.

كانت مثل هذه الأشياء كافية لقتل الأعداء طالما تم إستخدامها جيدًا.

الأن، لم يستحق هؤلاء الأوغاد المنافقون أن يستخدم لوكي أي قوة خاصة ضدهم.

سوف يكتسحهم بالفجوة الهائلة فقط.

بام!

في هذه اللحظة، هالة طاغية و مرعبة إنتشرت في الفضاء بأكمله.

فجأة، بحر من الجليد ظهر واكتسح ما يوجد أمامه!

كانت عيون البشر واسعة و على مصراعيها مفتوحة.

ما هذا … بحر- بحر؟

هل هذا بحر … من الجليد؟

متى … كيف؟

الشعور عندما يرى الشخص بيته يحترق، الشعور عندما يحدث فيضان في قريتك فجأة.

إنهم لم يذوقوا ذلك الشعور أبدًا.

لكن بطريقةٍ ما …

إنه نفس الشعور.

كارثة طبيعية.

هذا هو التفسير الوحيد لما تراه أعينهم.

مع مثل هذه الأفكار، سقط فيضان الجليد على جدران طائفة لهب النسيان المهيبة.

بام! بانغ! بووم!

“ ماذا-ماذا أراه! ”

“ اهربوا! اهربوا بسرعة! ”

النار التي كانت مهيبة سابقًا أضحت كما الشمعة التي انطفأت مع نسيم الرياح الخفيف.

الخمسة محاربين الذين هاجموا جرفهم فيضان الجليد الضخم.

الذين استعادوا حواسهم هربوا إلى داخل الطائفة.

ظلال المياه الجليدية الهائلة غطت الطائفة بأكملها!

إنها النهاية.

“ لا … مستحيل … ”

“ نحن … سنموت؟ ”

كلاك.

سقطت السيوف بين أيديهم ببطء، أصوات اليأس تخرج من أفواههم بخفوت.

الذين يهربون، الذين استسلموا عن الهروب، لقد راقبوا بحر الجليد الضخم عليهم.

وعندما أغلقوا عيونهم أخيرًا …

[ إيجو القمر الثالث، النجم الثالث: فضاء اللهب الفارغ]

[ إيجو القمر الثاني، النجم الرابع، النجم الخامس: درع الساعة الملتهبة، قانون قوة النسيان]

[ مجال الإيجو المركب: درع لهب النسيان!]

تشوه الفضاء المحيط بالمكان فجأة!

درجة حرارة الفضاء أصبحت أعلى، فيضان الجليد أصبح أبطأ فجأة، كما لو أن الوقت يتوقف بهدوء.

في فترة الجمود تلك، بدا كما لو أن المياه الجليدية قد أصبح لها إرادة خاصة بها.

وعلى غير المتوقع، إنعكس التيار ضد بعضه البعض!

معظم تيار فيضان الجليد فقد زخمه، أما الباقي توجه نحو مبنى الطائفة.

لكن في تلك اللحظة.

درع غير مرئي تموّج في دائرة على مبنى الطائفة!

بوووووم—!!

إصطدمت هجمة لوكي بـتشكيل حماية طائفة لهب النسيان.

صوت الإنفجار كان عاليًا جدًا، و تم سماع الصوت في مساحة 100 كيلومتر!

تم جرف البيئة حول مبنى طائفة لهب النسيان، فقط لوكي وقف بهدوء، خلفه كان كيفن و ماي.

درع أزرق بارد غطّى المساحة حولهم.

“ مجال إيجو مركَّب من المستوى الثالث؟ يبدوا أن هذا الوغد يمتلك بعض المهارات ”

لم يتفاجأ لوكي كثيرًا، كان هدفه من الهجوم هو إخراج زعيمهم، و قد تحقق الهدف بالفعل.

“ أيها الغازي الصغير، هل هناك عداوة تضمرها لطائفتي؟ ”

داخل الدرع الغير مادي في الطائفة، صوت يشبه الهدير جعل الهواء بأكمله يرتجف.

نيران زرقاء تصاعدت في السماء!

فوق الحاجز، كان هناك شخص يطير في السماء.

النيران الزرقاء كانت تتموج حول جسده، شعر أزرق طويل يشبه النيران تحرك مع الرياح.

كانت عيونه زرقاء لامعة، داخل البؤبؤ توجد شعلة سوداء تتحرك كما لو كانت حية.

تحت ضوء القمر، ردائه المهيب كان يلمع، و سيفه يشبه حجرً كريمًا يضيء في الظلام.

هالته الطاغية كانت تسبب الإختناق.

اللهب الأزرق غطّى المنطقة بأكملها!

“ زعيم الطائفة! ”

“ زعيم الطائفة! نحن نشعر بالعار، لم نستطع إيقاف الغزاة! ”

“ هيهيهي، مع قدوم زعيم الطائفة، تم حل المشكلة! ”

عند رؤية الشخص الذي يطفوا في السماء، هلَّل أعضاء الطائفة بفرح، بينما أصواتهم تهز الفضاء.

بفعل هالته الساحقة، كانت الأنهار الجليدية تذوب، الأشجار إحترقت إلى رماد، والحيوانات الصغيرة لم يبقى منها عظام.

فقط لوكي داخل درعه من لم يصاب بأذى.

“ زعيم طائفة لهب النسيان، إذا كنتُ أتذكر، إسمك هو سينو هان؟ ”

لم يشعر لوكي بالانزعاج، تحدث بهدوء كما يفعل في العادة، عيونه الباردة لم يكن فيها أي قلق.

الهواء البارد انتشر حوله، طاف في الهواء ببطء.

“ أنتما، سوف تحصلان على فرصة للقتال بعد أن أنتهي، ابقيا هنا، أو قد تموتون ”

مع تركه لكلمات بسيطة، لم يلتفت لوكي إلى كيفن و ماي.

“ … إنه … قوي ”

“ ليس فقط قوي … ”

إن قوته طاغية.

الكلمات الأخيرة تم حبسها في أفواههم، لم يشعر كيفن أو ماي بالواقعية.

إن هذا ببساطة لا يصدق.

لكن …

حدقوا في ظهر لوكي بعيون لا ترمش.

هذه المعركة.

يجب أن يروها بأعينهم، العتبة.

العتبة التي يجب أن يبلغوها يومًا ما.

لأي مدى يبلغ البعد بينهم؟ ما مدى الفجوة الهائلة؟

بعيونهم، بعقولهم، وقلوبهم، سوف يحفرونه عميقًا.

“ لقد كنتُ أراقب تحركات مشبوهة في غابة الشمال الآونة الأخيرة، هل يعقل أن هذا يعزى إليك؟ ”

طاف زعيم طائفة لهب النسيان أمام لوكي في الهواء، لم يكن غاضبًا أو متوترًا.

فقط إبتسامة صغيرة تم لصقها على شفتيه.

إبتسم لوكي في المقابل، “ في الجانب الآخر، وصل لمسامعي أن فأرًا ما كان ينشر الأمراض في القرى المجاورة، يا سينو هان ”

“ هاهاها ” ضحك سينو هان بحرارة، “ إذا كان الفأر ينشر الأمراض في البيئة، أليست غلطة القط لأنه لا يقوم بواجبه؟ ”

“ إذًا … من واجب المالك طرد الفأر و القط، ألا توافقني الرأي؟ ”

تحت النجوم الساطعة كما اللّؤلؤ، تم تسليط الضوء على شخصين يطفوان في الهواء.

الناس الآخرون أصبحوا فجأة غير مهمين.

في هذا المسرح، كان هناك شخصان فقط نظر إليهم الناس.

“ هل من الآمن حقًا أن يستفز المالك هذا القط؟ ربما مالكه الأصلي يغضب فجأة؟ ”

إبتسم لوكي و لم يجيب.

نظر إليه سينو هان أيضًا بهدوء.

في خضم الصمت، إبتسامة لوكي كانت هادئة.

لكن على عكس ابتسامته الهادئة، أفكاره كانت باردة.

في ذلك الوقت، لم يستطع فعل شيء.

لم يستطع … إنقاذ إخوته.

معلمي، كبار الطائفة، ساهيونج، إخوتي الصغار.

“ ذلك لن … ذلك لن يحدث مرة أخرى ”

رحل الكثيرون و تركوه، أغلقوا أعينهم بلا نية لـ فتحها مرة أخرى.

لكن الآن لن يسمح لهم.

بالتأكيد لن يسمح.

سواء كان الشياطين أو تحالف ضوء القمر، أو أي شخص آخر.

لن يأخذ أحدٌ منه إخوته بعد الآن.

ليس بعد الآن …

2024/12/31 · 18 مشاهدة · 3297 كلمة
نادي الروايات - 2025