66 - الفصل 66: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (3)

الفصل 66: ضد العالم أو أيًا كان، سوف نمشي معًا (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل عدة ساعات.

وسط القارة، غابة الليل الأسود.

“ أيها الوغد الشيطاني، إستسلم! أترك السيدة الصغيرة، وربما ندعك حيًا! ”

“ هيهيهي، أولئك المنافقين المُدَّعين لا ينفكُّون يضحكونني، إقطعوا الخراء! قاتلوني، هيا، هيا! هاهاهاها—! ”

أدغال الغابة سوداء اللون كانت غريبة الشكل، حيث كانت التربة سوداء، جذوع الأشجار وحتّى الأوراق كانت سوداء.

الحيوانات لم تمتلك عيونًا بيضاء أو فروًا ملونًا، كل شيء أسود.

فقط ضوء الشمس ما كان يضيء البيئة.

في وسط ذلك، كان هناك سبعة أشخاص يقفون بـتعابير غاضبة ونية قتل بلا قيود.

في الجانب الآخر، كان شخصٌ ما عمره 23 عامًا يمسك سيفه الدّامي، بينما كانت فتاةٌ في السابعة عشرة تقف بجانبه، مع تعابير فارغة.

خلف المحارب الشيطاني، كان الطريق مسدودًا بـشجرة عملاقة حجمها حجم الجبل!

“ لقد تم قمعي في العشيرة طوال عشرة سنوات، كل ذلك بسبب خوفكم من أن آخذ منصب زعيم العشيرة عوضًا عن إبنك الأكبر، لأنني إبنٌ غير شرعي، لم أختر أن أكون إبنكَ ولم أرغب، لكن بسبب خوفكَ من العار، قتلت والدتي سرًا وأخذتَني نحو عشيرتك، أيها الضرطة العجوز! ”

“ قلتُ في نفسي، لا بأس، سوف أصبح ذو ولاء لعشيرتي، لكن! في مقابل ما أعطيته، تم قتل من إعتبرتُهم أخًا وأبًا، لأي سبب؟ لأي سبب! هاهاها، لا شيء، لا شيء على الإطلاق—! ”

“ كانت مجرد عداوة ضد عشيرة أخرى لا تفوقكم قوة، لكن لكي تتخلصوا من مقعد آخَر في السلطة، ضحيتم بهما، وبكيتم في جنازتهم أيها العواهر! ”

“ الفوائد هي الأهم، الباقي ليس سوى نتائج فرعية، كنتم تغسلون أدمغتنا كي نحتقر هذه الحقيقة، لكنكم في السر تحتقروننا وتستخدموننا لمصالحكم. ”

“ عندما فهمتُ ذلك، تحررت من قيودكم، عندما بدأتُ أستمتع بالفوائد وحدي، ما ذَكَرتُم عني سوى كلمة شيطان! هاهاها، اليوم هذا الشيطان سوف يغسل ضغينته بدمائكم، لن أموت وحدي! ”

عندما ضحك المحارب الشيطاني، نية قتله الهائلة كانت تطغى على الجميع، كانت الفتاة تقف بجانبه، ولم تنزع عينيها عن هذا الشخص.

الآخرين شعروا بالبرودة في قلوبهم.

لقد كان الجنون وعدم الخوف من الموت في عيونه ببساطة مرعبًا.

بينما كان يتحدث عن ضغائنه، قام المحارب الشيطاني بـضخ جوهر طاقته في الإيجو الخاص به سرًا.

“ لقد كانوا خونة العشيرة! بالطبع سوف يلقون جزاء ما فعلوه! ”

“ خيانة؟ هل تعتقدني طفلاً أحمق، أيها الضرطة العجوز؟ آيا زعيم العشيرة المزعوم، هذه الطفلة في يدي، إني دَارٍ بحقارتك! ”

“ هاجمو! لا تدَعوا له فرصة تشتيت إنتباهكم يا شجعان! ”

رغم قوله ذلك، لم يتقدم العجوز فورًا، لقد كان حذرًا، لكن كي لا يتم كشف عارِه القديم، يجب قتل هذا الشخص!

عندما أكّد العجوز عزمه، هاجمَ نحو الأمام بقوة طاغية!

أخرجَ سيفه وإمتلأت البيئة بالسُّحب السوداء، بين ثنايا تلك السُّحب، كان ضوء أبيض يشع نحو السيف.

قطرات المطر نزلت إلى الأرض، لكنها كانت لامعة كما لو كانت أحجارًا كريمة.

[ درب محارب دموع القمر: النجم الثاني]

[ مجال الملك: سيوف دموع القمر!]

عندما قام العجوز بـإستخدام أقوى أسلوب يمتلك، أصبحت البيئة ساحته الخاصة.

قطرات المطر المضيئة تحولت إلى سيوف، مئات، بل آلاف السيوف ذات ضوء القمر طارت في المكان!

“ هاهاها، حتّى سبعتكم لم يكن لكم فرصة ضدي، آنى لك جعلي جريحًا، وما أنتَ سوى عجوز أكل عليه الزمن وشرِب؟ أعرف أن أسلوبك المركب يقل تأثيره بالنصف تحت ضوء الشمس، من تحاول خداعه أيها السفيه! ”

لم يتراجع المحارب الشيطاني، مع أسلوب الدم خاصته، أصبحت الفتاة دمية بين يديه، لم تستطع مقاومته.

هاجم المحارب نحو الأمام، والفتاة الشابة هاجمَت أيضًا رغمًا عنها.

عندما قام بـإستخدام أسلوبه المركب، أصبحت عيونه حمراء كما لون الدم.

الغيوم السوداء سابقًا أصبحت ملوثة، واللون في السماء أصبح أحمرًا.

ثم، سقطت قطرات مياه حمراء.

لا، لقد كانت تلك دماء.

السيوف المضيئة سقطت عليها الدماء وأصبح الضوء أضعف.

[ درب محارب القمر الأحمر: النجم الثالث]

[ مجال الملك: مطر دماء الأقارب!]

اصطدم جوهر مسار الدم بجوهر مسار الضوء في البيئة، تسبب التعارض في تآكل الأشجار وموت الحيوانات.

كانت البيئة مقسومة بين مجال الإيجو الخاص بالمحارب الشيطاني ومجال الإيجو الخاص بالعجوز.

ما سوف يحدد الفوز، كان مجال الإيجو الأقوى بين الإثنين.

بام! بام! بام!

هاجمت سيوف الضوء تجاه المحارب الشيطاني، لكنه مد سيفه المغطّى بالدماء وقطع السيوف بسهولة.

هاجمه الستة الآخرون في تشكيل دائري.

“ هاهاهاها —! ”

ضحكة المحارب الشيطاني كانت مشؤومة، تدفق الدم بسرعة في جسده، مما عزز قوته بشكلٍ كبير.

بوووم! بام! بانغ! بوووم—!!

مع كل تلويحة يتم القيام بها، البيئة تتحول إلى خراب.

كرااااه! هدير-!!

أصوات الوحوش البائسة في مواجهة الموت إنتشرت في الغابة!

أي وحوش في التسلسل الأول أو الثاني كان مصيرهم الهلاك، وتحولوا إلى بركة دموية من اللحم المشوه.

وحوش التسلسل الثالث كانت تقبع في الخفاء، منتظرين إنتهاء المعركة، عندما يكون البشر في أضعف حالاتهم، كي ينقضوا عليهم.

كانت المعركة في البداية متكافئة، لكن مع مرور الوقت، انحازت الكفة ببطء نحو المحارب الشيطاني.

بطبيعة الحال، كان هو الأقوى هنا، مع إستخدامه لإبنة زعيم العشيرة ضدهم، إحتياطي جوهره الخاص هو الأكثر أيضًا، تم قمعهم ضده.

كان المحارب الشيطاني في النجم الثالث من القمر الثالث، أما العجوز كان في النجم الثاني، والبقية مجرد محاربين في القمر الثاني.

حتّى مع إختلاف العدد، كانت الورقة الرابحة للمحارب الشيطاني قوية.

مطر الدم هذا كان يزيد من قوته، بينما يقلل من قوة أعدائه.

كان الشرط الأهم كي يمكنه إستخدام هذا المجال المركَّب هو أن يمتلأ الإيجو الأساسي في التشكيل بـدماء أقارب الأعداء.

إن كان الأعداء أقاربه، سوف يكون التأثير أكبر، كلما قَتلَ أكثر، كان أفضل.

حيث أن البيئة تصبح مليئة بجوهر الدم، مما يجعل الساحة مثل فِناء منزله.

ناهيك عن إستخدامه لإبنة زعيم العشيرة، ذلك قام بتقليل وتقويض تحركات العجوز والآخرين.

كانت المشكلة الأكبر، أن معظم هؤلاء الستة كانوا واقعين في حب ابنة العجوز.

مع مثل هذه الظروف، آنى لهم القيام بأي شيء؟

عندما كانوا يتحسرون على وضعهم ويلعنون هذا المحارب الخسيس على التخطيط ضدهم هكذا، حدث شيء ما.

باااااااااااام—!!!!!!

الشجرة العملاقة في الغابة أصدرت صوت دوي يصمُّ الآذان فجأة!

سووووش!

موجة الطاقة الهائلة إنتشرت في البيئة!

ومضت البيئة بـهالة طاغية ومرعبة، مما جعل العرق البارد يخرج من جميع المخلوقات بغزارة.

الموت.

إنه شعور الموت.

خطر!

غريزة المحارب الشيطاني ومضت، وشعرَ بالخوف العميق بلا سبب!

علي الهرب!

لم يوقف تشغيل المجال المركَّب، رد الفعل العنيف سوف يسبب له جراحًا هائلة عندما يفعل.

كان من الأفضل ترك المجال حتّى يتوقف تأثيره تلقائيًا.

عندما قام بالهروب، كانت إبنة زعيم العشيرة تلحقه كما لو كانت ممسوسة.

كان الأخرون يهربون أيضًا ويلحقون بالمحارب الشيطاني، لكن لم يهاجم أحد الآخر.

“ أيها الوغد الشيطاني، سوف نذبحك في المرة القادمة! ”

لم يعرهم أي إنتباه، وقام بـتنشيط الإيجو الخاص به للهروب بأقصى سرعة.

مشكلة!

شعرَ أن هذا لا يكفي.

السيطرة على هذه الفتاة كان يستهلك جزءًا من وعيه وطاقته العقلية.

ذلك سوف يقلل فرص هروبه بطبيعة الحال.

هذا لن يجدي!

“ همف! ”

حدق المحارب الشيطاني في الفتاة التي تجري بوجهٍ فارغ خلفه، وتنفسَ ببرودة.

لم يكن يهتم ما إن كانت هذه الفتاة فردًا من عائلته أم لا، هي لم تعني له شيئًا.

كانت رابطته الوحيدة معها مجرد قرابة مشكوك في أمرها، لقد كان يحتقر هذه العشيرة بكل كيانه.

قبل أن يسيطر عليها، كان قد جعلها تقع في حبه عندما تنكّر بـهوية مختلفة، ثم إستخدم عليها إيجو دمية الدم.

كان شرط إستخدام إيجو دمية الدم هو أن تحب الضحية الجاني، ويجب أن يكون ذلك الحب عميقًا غير مصطنع.

لقد استغرق الأمر 4 سنوات من التخطيط والجهد، ويجعل الفتاة تدخل هاوية العاطفة المسماة بالحب، لكنه نجح أخيراً.

هيهيهي.

هذه الفتاة الساذجة، لم تكن سوى قطعة شطرنج في خطته.

هذا الجمال المزعوم، في عينيه لم يكن ذلك أكثر من ضرطة، آنى له الإهتمام؟

مع مثل هذه الأفكار، إبتسم المحارب الشيطاني ببرودة، وصرخ نحو العجوز، “ تفضل هديتي يا زعيم العشيرة-لا، بل يا أبي! هاهاها! ”

بينما كانت تجري، توقفَت الفتاة فجأة.

“ إبنتي! ”

سارع العجوز نحو إبنته، لكن قبل الوصول إليها....

إبتسامة باردة شقّت طريقها نحو فمها.

عيونها الفارغة اخترقت روح العجوز في الأعماق.

ثم بعد ذلك، طعنت نفسها في قلبها.

سريييك.

السيف الأبيض تمت تغطيته بالدماء.

عيون الفتاة الخاوية استعادت رشدها في آخر لحظة.

“ … أبي ”

عيونها حدَّقَت بوالدها في لحظات عيشها الأخيرة.

تدفق الدم من فمها وصدرها بغزارة.

“ … أنا … أكرهك … ”

ثم بعدها.

لقد ماتت.

كل ذلك، حصل فجأة.

لم يفهم العجوز ما حصل.

“ … إبنتي؟ ”

توقف تنشيط الإيجو مؤقتًا وتوقف العجوز عن الجري.

الآخرون أيضًا توقفوا لبرهة.

فقط لبرهة.

“ إبنتي! اااااه!! ”

صرخة بائسة كانت كهدير وحشٍ جريح هزت البيئة.

“ اختي الصغرى! اختي الصغرى!! ”

“ آآآآه … آآآآه … آآآآه! ”

لم يكن هو فقط، الباقون كانوا يصرخون بحزن والدموع تجري في عيونهم كالشلال.

لكن في ذلك الوقت …

بيو! بيو! بيو!

قطرات الدم التي كانت تملأ المساحة أصبحت حادة فجأة.

سهام، الآلاف من سهام الدم كانت تطفو وتطير في الهواء.

ثم، بسرعة هائلة توجهت السهام نحوهم.

اخترقت سهام الدم أجسادهم جميعًا.

دروعهم التي فعلوها على حين غرة بسبب الخطر لم يكن لها فائدة.

الدم الذي كان يمطر حتّى الآن تسبب في أن يكون تأثير قوة دفاعهم أضعف بكثير، بينما كانت أسهم الدم بقايا قوة هجوم في القمر الثالث.

هكذا، اخترقت الأسهم الدموية أجسادهم ثم رِقابهم فـ رؤوسهم بسلاسة.

لم يحصلوا على فرصة للهجوم حتّى.

لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم، وكان الشيء الوحيد الذي استطاعوا فعله هو تدمير الإيجو الخاصين بهم، حيث أن ذلك يتطلب مجرد فكرة.

بينما كانوا يشعرون بالظلم …

تدفق الدم من أجسادهم بقوة، ثم سقطوا على الأرض بلا حراك.

عيون الرجل العجوز أصبحت فارغة بينما سقط على الأرض، شعور بالظلم العميق كان يكتنف كيانه.

“ … ابنتي … لماذا؟ ”

كلمات فارغة لا قيمة لها.

من دون أن تأتيه إجابة، انطفأ وعيه إلى الأبد.

لقد مات الجميع.

“ ما رأيك … أبي؟ هل … أعجبتكَ هديتي؟ ”

الصمت في المكان طغى على كل شيء.

لم يأتي جواب.

بطبيعة الحال، الأموات لا يكرهون أو يحبون.

“ … إبنتك التي تحبها كَرِهَتكَ حتّى عندما ماتت، ما شعورك؟ ما هو شعورك؟ هاهاها!! ”

“ كيكيكيكي … هاهاها! ”

“ كواهاهاهاها—!!! ”

تساقطت قطرات الدم على جسده الساقط، وكانت ضحكاته الجنونية تظهِر أسنانه التي تلطخت بمطر الدم.

لقد نجحت الخطة، لقد حقق انتقامه، وأخيرًا مات قاتل عائلته!

اختلطت دموعه بالدماء المتساقطة على جسده بينما يضحك.

وجوه أشخاص تم دفنهم في قلبه قد تبادروا إلى الذاكرة.

- أخي الصغير! أهرب! أهرب أيها الوغد الصغير!! لن أسامحكَ بكل كياني إن مُتَّ هنا!!!

- راث الصغير، لا تجرؤ على البكاء أمامي! كُن قويًا! في هذا العالم، لن يسمع أحدٌ بكائك! أنت فقط من يهتم بألمِكَ … لا تندم على كيفية عيشك فقط لأنك حزين!

- إياك وتفسير حياتنا وموتنا كما تشاء! هذا قرارنا أنا وأخوك، لا تجرؤ على العيش حزينًا بعد موتنا!!

لا تنسى أبدًا، يا بني هذا العجوز، وأخوك أيضًا يحبانك.

دائًما، وإلى الأبد.

حاربوا ضد الغزاة وجعلوه يهرب رغمًا عن نفسه.

ثم، قبل إفقاده الوعي، كانت تلك آخر كلمات أفراد عائلته الذين أحبهم.

لم يكونوا والده أو أخاه بالدم، لكنهم كانوا كالعائلة، في النهاية، رحلوا عن العالم.

لكن الآن … لا يهم، لقد إنتهى انتقامه.

“ سعال! سعال! سعال! ”

رد الفعل العنيف عندما قام بتغيير الأسلوب المركَّب قسرًا قد أصابه بقوة.

لن يستطيع الحراك لبعض الوقت، لكن لا بأس.

كان هذا ضمن حساباته بالفعل.

الحيوانات المفترسة قد هربت عند سماع صوت الهدير الذي أتى من الشجرة.

أعدائه كانوا منشغلين بالبكاء والصدمة تجاه موت محبوبتهم، لم يكن هناك خطر عليه.

لذلك، قام بالمخاطرة، وحصل على نتائج مرضية!

قام بإستخدام جوهر الطاقة الإحتياطي في جسده، ثم تحول جسده ببطء إلى بركة دموية، قبل أن يتسرب الدم داخل التربة.

رد الفعل العنيف جرَّاء تغيير هجوم مطر الدم كان قويًا، أصيب بشدة وخسر إيجو هجومي ذو مدى بعيد.

لكن لا يهم، الآن سوف يرتاح تحت الأرض حتّى تتعالج الجراح بنفسها.

كان هذا مجال مركب يستخدم إيجو شفاء في القمر الثالث كـجوهر، وثلاثة من الإيجو في القمر الثاني والأول كـ تكميل.

تفعيل تشكيل الشفاء المركَّب هذا يتطلب 20 نفسًا من الزمن، من الواضح أنه يتطلب وقتًا وبيئة آمنة.

هذا التشكيل يساعده على الشفاء، حيث يتحول إلى بركة من الدم ويمتص الدماء الموجودة في مساحة 5 كيلومترات ثم يشفي نفسه.

كانت العيوب هي أنه لا يستطيع فعل شيء أو الدفاع عن نفسه طوال فترة العلاج، الموت كان إحتمالاً.

لكن فترة العلاج لن تكون بطيئة، نظرًا لمطر الدم وعدد الجثث التي تتناثر في الأيام القادمة.

“ … الميراث كان حقيقيًا، سوف تكون هناك فوضى حقيقية، لن أترك الفوائد تضيع مني! ”

“ بعدها … إلى يوم مجيء القمر الأحمر … ”

عندها …

سوف نَصبُغُ العالم دماء …

وبعدها، توقفت أفكاره، كما توقف كل شيء في جسده الذي أصبح بركة دماء، حتّى يعالج نفسه.

ــــــــــــــــــــ

بالعودة إلى ليون، قبل وصول تشون يوي والثلاثة الآخرين.

كل شيء حدث في لحظة.

الوحش هاجمَ واحدًا من أقوى الأشخاص في طائفة الصقيع الأحمر، وكاد يموت ذلك الشخص ضده.

ثم بعدها، توقف عن الهجوم، الآن، هو يقف أمام الشيخ تشيو بينما يبتسم.

غير واقعي، ولا يمكن تصديقه.

هذه هي الفكرة الأولى.

مخيف وطاغية.

هذه هي الفكرة الثانية.

و … قوة وحش.

هذه هي كرامة الملك.

كانت تلك هي الفكرة الثالثة.

“ … حيث ينتشر الصمت ”

تحدث الوحش أحمر العينين بهدوء.

لا، هذا الصوت ليس هادئًا فقط، إن الصوت خالي من النغمات تمامًا.

كان يقف أمام الشيخ تشيو، يحيط به العديد من الناس.

مجرمون، قتلة، محاربون صالحون، أبطال وشياطين.

كانوا أقوياء، كان لديهم سمعة واسم ينتشر في السماء.

كانوا يعرفون الشعور بالضغط والموت في مواجهة الوحوش جيدًا.

لكن هذا الفتى الشاب، حتّى مع أنه كاد يقتل ثاني أقوى شخص في طائفة الصقيع الأحمر......

لا غضب، لا فرح، لا متعة أو ملل.

لا شيء.

كان هذا هو التفسير الوحيد لهذا الصوت، لم يكن هناك فخر تجاه ما يحصل.

إنتقل صوته في المكان بأكمله.

فقط صوته كان كافيًا.

ثم، أتى الرعب نحو قلوبهم.

“ حيث ينتشر الصمت ”

نفس الكلمات السابقة.

رفعَ يده اليسرى في الهواء.

[ درب ملك الكابوس الأسوَد: النجم الأول]

[ مجال الملك: همسات الموت]

ثانية واحدة مرت.

ثانيتين … ثلاثة … خمسة ثوانٍ مرّت.

لا شيء حدث.

الصمت الذي يجعل المرء يشعر بعدم الإرتياح.

الشيخ تشيو كان يشعر بذلك، كان هذا الصمت مختلفًا عن السابق.

لم تأتي أي هالة من جسد ليون، على عكس السابق تمامًا.

لكن هذا الصمت …

إنه أشبه بـ...

“ إنه بجانب الموت، دائمًا، إلى الأبد ”

في تلك اللحظة، فتح ليون فمه، كما لو أنه يحكي ما في بال العجوز تشيو.

تاك.

سقطت الجثث في المكان بهدوء.

رجالٌ كانوا أم نساء.

شبابًا أم كبارًا في السن.

عيونهم المليئة بالحياة كانت خائرة كالدمى والتماثيل.

أصوات التنفس لم تعد موجودة، العرق البارد جفّ أيضًا.

عيونهم المفتوحة كانت مليئة بالسلام كما لو كانوا أحياء.

لكن بكل تأكيد، لم يحتاج العجوز تشيو إلى التفكير كي يفهم.

لا، لم يستطع سوى أن يفهم، جسده كان يصرخ له أنه يفهم.

هؤلاء الناس الذين استلقوا على طاولاتهم كما لو كانوا نيامًا، لم يفتحوا عيونهم مرة أخرى.

وبشكلٍ أكثر دقة …

لم يعد ذلك ممكنًا.

لقد ماتوا.

بدون قتال أو صراع، بدون فهم أو وداع للأقارب.

ببساطة غير واقعية، كانت تلك نهاية حياتهم.

فقط ليون، المضيفة لونا، و العجوز تشيو من كانوا أحياء في الطابق الأول.

قلب العجوز تشيو كاد يتوقف عن ضخ الدم فجأة.

كان ليون يحدق فيه.

العيون الحمراء كانت كما لو أنها تخترق روحه، تكشف أسراره وأعمق ظلامه.

في تلك اللحظة، أدرك الشيخ تشيو ذلك.

طائفة الصقيع الأحمر.

ضد هذا الوحش …

سوف تصبح الطائفة رماد.

رمادًا ليس بعده رفات.

في هذا المكان المتواضع …

لقد أتى ملك حقيقي.

في مواجهة أعين ليون، لم يستطع سوى إنزال عينيه.

لم يستطع مواجهة تحديق ليون، لم يرغب في ذلك.

وأكثر من كل شيء … لم يستحق ذلك.

أمام هذا الوحش، كان مخلوقًا بلا قيمة.

مخلوق سوف يموت أو لا يموت، كانت رغبة الفتى أمامه هي ما يحكم.

نظر إليه ليون، وتحدثَ بهدوء: “ ما رأيك؟ هل تقبل عرضي؟ ”

طوال حياته، كان العجوز تشيو شخصًا يتكيف مع بيئته.

سواء كانت الأفعال الطيبة أو السيئة، لقد مرّ عبرهم جميعًا، وكانت قوته الحالية دلالة على جهوده.

بسبب سوء حظه، كان يقع في مواقف خطيرة دائمًا، مما تركه عاجزًا، غير قادر على التفكير في التدريب أو جمع الموارد.

موهبة متواضعة، بدون خلفية مهمة، ماذا يمتلكه هذا الشخص؟

“ سواء كان القتال طوال العمر أو الكفاح في أسوء البِقاع، هذا العجوز المتواضع سوف يتبع إرادة الملك! ”

ركع العجوز تشيو وضمّ يديه معًا، صوته كان مليئًا بالإخلاص.

ما يمتلكه هو العجوز تشيو هو تكيّفه.

معرفة مقامه وقدراته، أن يكون موضوعيًا تجاه نفسه أكثر من أي أحد.

كان هذا ما تركه ينجوا إلى الآن.

الخطر أكبر بكثير من أي حادثة سابقة، لكن لا بأس، إنه نفس الشيء دائمًا.

لم يكن هناك يوم لطيف معه، لقد تأقلم و إعتاد على ذلك.

بدون القوة، لا يسعه سوى التمسك بـالأقوياء، على أمل أنه يومًا ما … سوف يكتسب القوة أيضًا.

ولائه تجاه طائفته؟

هاهاها، يمكنكم الموت لكل ما يهمني!

“ حسنًا … دوركَ لم يحن بعد، إلحق بي ”

مشى ليون بهدوء نحو الطابق الثاني، لم يلحق به العجوز على الفور، بل كان ينتظر قبل الذهاب.

في بيئة الموت، كان يمشي العجوز نحو وحش مخيف.

بينما كان الصمت المبشر بمصير الآخرين خلفه، عيونه لم تتوجه إلى الخلف.

كان قلقًا حول الظلام الذي سوف يسير فيه بعد هذا، لكن أكثر من ذلك …

كان يتطلع نحو ما يخبئه المستقبل.

شيئٌ كان يتمنى حدوثه منذ زمن بعيد.

مستقبل حيث يصبح فيه قويًا وأخيرًا.

2025/01/08 · 12 مشاهدة · 2749 كلمة
نادي الروايات - 2025