الفصل 7: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
'شخصٌ غريب'
في المقام الأول، هي لم تأتي بسبب المطاردة، لقد أتت لهذا الشاطئ للتدريب كما فعلت في الأيّام الثلاثة الماضية.
لولا الفوضى التي حدثت بسبب فتىً ما، لم تكن لها الفرصة للتسلل وسط الحشد للقدوم إلى هنا.
لكن في ذلك الوقت رأت ليون يجلس بالقرب من البحر.
لم تعرفه من الوهلة الأولى، لكنّها تذكّرت مظهره بشكلٍ غامض.
بغضّ النظر عن مدى عدم إهتمامها بالبشر الأخرين، من المستحيل نسيان شخصٍ سقط من السماء بين عشيّة و ضحاها بمنتهى السهولة.
ذلك بالذات عندما كان بخير رغم الإرتفاع الشاهق الذي سقط منه.
عندما كانت تحدّق فيه، برزت فكرة ما في رأسها.
'هل أقاتله؟'
إقتربت منه بهدوء، لكن بشكلٍ مسموع إلى حدٍّ ما.
في تلك اللحظة كان قد خرج صوته بينما يمدّد جسده.
ما تلا ذلك كان القتال الذي خسرته بسهولة و يُسر.
لكن هي لم تشعر بالحسرة، هو أقوى، بينما هي أضعف، كانت خسارتها شيئاً طبيعيًّا.
شعرت فقط بالإستغراب، في البداية شعرت أنَّه شخص ثرثار من ما حصل في الساحل عندما حدّث المعلّمين.
حتّى أنها شعرت بكونه أحمق قليلاً.
رغم أنَّ ذلك كان مجرّد تحيز كما تبيّن لاحقاً.
عندما قاتلته، لم يظهر أيّ خصلة من خصال الحماقة أو الثرثرة، كان تعبيره مسترخيًا بينما يرى من خلالها و يذكر عيوبها أثناء القتال.
كلامه ذاك بينما يقاتل هو ما لم تفهمه، يمكن رؤية الأمر كالتّباهي، لكنّها لم تعتقد ذلك و لو للحظة.
في منتصف القتال، بدأ جسدها يتّبع غريزيًّا كلماته، و كانت النتيجة فوريّة.
لم تملك شخصًا يوجّهها من قبل لتحكم على الأمر، لكنها تأكدت أنَّ خصمها يعرف كيف يوجّه الناس.
بعد ذلك، كان الأمر عند ضربها، كانت ضربته مؤلمة بالتأكيد، لكنّها شعرت كما لو أنَّه خفّف من قوّة الضربة لكي لا تتأذّى.
أسقطها و جعلها تطير عدّة مرّات، لكن لم يكن أيٌّ من المرّات قاسيًا جدَّا لوصفه بالضرب المبرّح.
هل هو شخصٌ ليّن مع النساء؟.
'ذلك غير مرجّح'
لقد تعاملت بنفسها مع العديد من المقاتلين الرّجال من قبل، و كان الشخصّ اللين مع النساء في القتال يتحاشى الضرب من الأساس.
كان على الأكثر سيخضعها بدون أذيتها أو يتوقّف بعد إظهار مدى شساعة القوة بينهما.
لكن خصمها لم يتوانى عندما وجه لكمته نحو ظهرها، ناهيك عن أنّه قد حجب بصرها بالرمال.
ذلك يعني أنّ لديه سببًا أخر.
أرادت قتاله مرّة أخرى.
عرفت لأي مدى كبيرة الفجوة بينهما، لذلك لم يكن سعيها للقتال هو الفوز.
لقد أرادت تحسين سيفها فقط.
ربّما ستجد الجواب الذي لم تحصل عليه لفترة طويلة بعد أن تصبح أقوى.
لا يهم كم مرّة يرفض، ستطلب منه مرّة أخرى أن ينازلها.
مع هذا العزم في ذهنها، طلبت منه مبارزتها للمرّة الثانية بعد وقوفها.
كان ردّه في البداية متوقّعًا، لم تعتقد أنَّ ذلك تعجرف منه، فقد كان من حقّه الرفض بعد كلّ شيئ.
ناهيك عن أنَّ الخاسر ليس له حقٌّ في الشكوة من الأساس.
لذلك شرحت أنَّها تفهم الفجوة بينهما، لكنّها مازالت تريد قتاله.
صمت الفتى أمامها كما لو كان عاجزاً عن الكلام لفترة، غمغم بإنزعاج قبل أن يقول لها.
‟ حسناً، هاجميني ”
كان كلامه مربكًا لدرجة أن كلمات التعجّب خرجت بلا وعي.
بعد رؤية مدى إرتباكها، شرح ليون ما كانت ستفعله بتعبيرٍ منزعج.
كان مخيفًا بعض الشيئ رؤيته لنواياها بسرعة.
لكن ذلك كان مرحّبًا به بطبيعة الحال.
‟ على أيّ حال، أنا لا أستخدم فنّ السيف كثيراً لذلك لا أدري بعمق بشأن كيفيّة تحسينه، هذه ستكون مشكلتك الخاصّة للتعامل معه ”
أخرجها صوت الفتى من شرودها عندما بدء في الحديث.
‟ … لا حاجة لذلك، في المقام الأول، أنا لم أتوقّع شيئًا كهذا منك ”
كان طلب شيئٍ إضافة لقبوله قتالها أكثر من اللازم، حتّى بالنسبة لها.
بغضّ النّظر عن مدى هوسها بسيفها، فقد كانت هناك حدودٌ لا يجب للشخص تجاوزها.
كان عدم الدوس على خطّ الحدود هو أحد الأشياء القليلة التي أُنعمت بتعلّمها عندما كانت صغيرة.
‟ أسلوبك وقح بعض الشيئ، لكن هذا غير مهم، إذاً لنبدء بأكبر عيوبك ”
قال ليون بتنهّد كما لو لم يكن يريد مثل هذا العمل المزعج.
‟ بالنسبة لك، ما هو السيف؟ ”
‟ ما هو السيف....؟ ”
خرج صوتها بهدوء كما لو لم تفهم السؤال في البداية.
‟ نعم، ما هو مسار السيف الذي تريدين سلوكه، ماذا يعني لك السيف في المقام الأول؟ ”
فتحت فمها للحديث، لكن لم تخرج أيُّ كلمات.
سقطت في تفكيرٍ عميق.
ما هو السيف.
لقد كان هذا السؤال يدور في رأسها دائمًا.
كم مرّة دار هذا السؤال في ذهنها بينما تلوّح بسيفها؟.
في الربيع أو الصيف.
حتّى بعد مرور الخريف و الشتاء.
لقد لوّحت بسيفها دائماً، من مقتبل الفجر حتّى أواخر الليل، لكنّها لم تعرف الجواب أبداً.
عندما كان النّاس حولها.
عندما بقيت وحيدة.
حتّى بعد رحيل الجميع عنها، السيف فقط من بقي معها.
و هو الوحيد الذي جال في ذهنها.
تلويح، قطع، طعن.
ليلاً كان أم نهاراً، إنّه نفس الشيئ في كلِّ مرّة.
كانت تكرّر الحركات الرّتيبة نفسها كلّ يوم حتّى سئمت.
كانت هناك أيّامٌ كثيرة أرادت فيها الإستسلام و فعل شيئٍ أخر.
لكن في كلّ مرّة حاولت التوقف، وجدت نفسها تلوّح بالسيف مرّة أخرى.
لقد كانت شخصًا عاش بالسيف طوال حياته، و على الأغلب ستعيش به حتّى يوم موتها.
في كثيرٍ من الأحيان، هؤلاء الأشخاص كان مصيرهم البقاء وحيدين طوال حياتهم.
'لا يهم كم مرّة أفكر في الأمر، إنهما متشابهان تمامًا'
برؤية المظهر المرتبك للفتاة و هي تفكّر بجدّيّة في السؤال، مرّت فكرة عابرة في ذهن ليون.
كان النّاس في الغالب سيجيبون بسرعة بإجابةٍ ما، أو يقولون بسرعة أنَّهم لا يعرفون.
في المقام الأول، كان السيف مجرّد سلاح إستخدمه النّاس للقتال و القتل.
لم تكن هناك حاجة لمعظم الأشخاص في فهم ماذا كان "السيف".
كان القلّة فقط من كانوا سقطوا في التفكير العميق على سؤالٍ بسيط كهذا.
بالنّسبة لليون، كان هناك شخصٌ واحدٌ فقط يعرفه سقط في مثل هذه الحالة.
'ذلك الأحمق المهووس بالسيف، بعد كلّ شيئ، هناك شخصٌ مثله في هذا العالم، هاه؟'
فكّر مبتسماً، الحياة فيها كلّ أنواع النّاس حقًّا.
إنتظر بصمت بينما يراقب الفتاة تغيّر تعابيرها قليلاً بين الفهم و الحيرة.
'إنّها بالتأكيد من النوع الساذج'
ضحك بخفّة لرؤية نضالها الصغير في البحث عن الجواب.
‟ … ما هو السيف، أنا لا أعرف ”
كما لو كانت قد حزمت أمرها، خرج صوت الفتاة بشكلٍ هادئ.
كانت إجابة متوقّعة، لو عرفت الإجابة، لما كان هناك حاجة للتفكير بعمق.
في المقام الأول، لم يكن الأمر يتعلّق بمعرفة ماذا يكون السيف.
جوهر الأمر منوطٌ بالسؤال الثاني.
ما المسار الذي تريد سيفك أن يسلكه.
كما لو كان يخمّن ما بذهنها، قال ليون بصوتٍ عميق.
‟ هذا صحيح، أنت لا تعرفين، لكن لا أعتقد أنَّ هذا كلُّ شيئ، أليس كذلك؟ ”
أومأت برأسها بصمت على حديثه.
لقد توقّفت عن التفكير في كيف يستطيع قراءة عقلها بالفعل.
'ما لا يقطعه سيفي لا يفهمه عقلي'
كان هذا نهجًا إتّبعته بصرامة.
‟ لكن ما هو سيفي … هذا شيئً أنا متأكدة من الإجابة عنه ”
أصبحت عيناها صارمة كما قالت بثقة.
‟ السيف الذي أصبوا أليه هو سيفٌ يقتل عدوّي بسرعة، لا يهم كم هو قوي، طالما نتقاتل بالسيف، سيفي أسرع ”
‟ سيفي سيصبح ليّنًا عندما يجب أن يلين، يصبح قاسيًا عندما يجب أن يقسوا ”
الرشاقة.
سيفها الأسمى و الأكثر إرتفاعًا.
سريع، رشيق، حادٌّ و قاتل.
أرادت أن يمثّل سيفها ذلك النّوع من الوجود.
ركّزت الفتاة أمام ليون على السرعة و عامل المفاجأة في قتالهما حتّى أهملت كلّ شيئٍ أخر.
لابدَّ أنَّه بسبب السنين التي قضتها طول حياتها بالتلويح بالسيف، كانت قد كوّنت فكرة كاملة بشأن أقوى سيف تريد أن تصبوا إليه.
ليس قويًّا، ليس قاسيًا أو طاغيًا.
سريع، رشيق، كتدفّق الماء في النّهر.
‟ هذا هو سيفي ”
كما لو كانت راضية بإجابتها، ختمت كلماتها بمثل هذه الجمل البسيطة.
كان السيف الذي تريده الفتاة أمام ليون جميلاً حقًّا.
يمكنه بطريقة ما تخيّل إمرأة جميلة تتمايل بالسيف برشاقة بينما تتطاير رؤوس أعدائها.
'مع ذلك، لقد نست شيئاً واحداً'
هو لا يفهم السيف بعمق مثل ما يفهمه ذلك "الأحمق"، لكن هناك شيئٌ حتّى هو متأكدٌ منه.
حتّى تدفّق المياه لا يكون سريعاً كلّ الأوقات.
الماء لا يكون سائلاً دائماً.
‟ من الجيّد تفانيك في سيفك لكن …”
كما لو كان يسقط دلوً بارداً على رأسها، خرجت كلمات ليون ببرود.
‟ لا يهم لأي مدى يكون سيفك رشيقًا أو سريعاً، ماذا ستفعلين عندما يكون دفاعك ضعيفًا؟ ”
كانت تريد فتح فمها للإجابة لكن قاطعها ليون بلا رحمة.
‟ أفهم أنَّه يمكن التخلّص من تلك المشكلة لو قتلت الخصم بسرعة قبل أن يهاجمك، لكن ماذا إذا لم تستطيعي إختراق دفاعه؟ قضي عليكِ ”
لا يهم مدى سرعة الجراد، حالما يقع بين يدي مخلوقٍ أكبر فمصيره الموت.
النّهر يمكنه الإستمرار في التّدفّق لأنّه يتغير مع تغيير المناخ و البيئة.
لا يتدفّق التيّار بسرعة دائمًا.
كان هناك حاجة للإبطاء في بعض الأحيان.
‟ أنت تركّزين على سرعة سيفك و تهاجمين بتهوّر بكلّ قوّتك لمباغتة الخصم، لكنّك تهملين دفاعك جدًا ”
‟ أنا- ”
‟ أنت ماذا؟ لابدَّ أنّك لاحظت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟ لو كنت أنوي هذا حقاً، لكان رأسك مفصولاً عن جسدك بالفعل ”
كانت هذه الحقيقة واضحة تمامًا.
لو كان ليون يريد ذلك، لكانت هذه الفتاة ميّتة بدون أن تعرف كيف ماتت.
كان من الواضح نظراً لفجوة القوّة.
لكن كان هناك سببٌ أكبر.
الدفاع.
كان أسلوبًا ينصّ على حماية شيئٍ ما.
حماية شخصٍ ما، حماية شيئٍ ما، يمكن القول أنَّ كلّ شيئٍ و كلّ وجود هو دفاع عن وجودٍ أخر.
في حالة القتال، كان الدفاع الأفضل هو عندما لا تطالك أيُّ هجمة.
الهجوم البارع ليس سوى نصف الفوز.
و ذلك ما أهملته الفتاة.
صحيحٌ أنَّ الهجوم الجيد يُجرِّد عدوّك من أيّة طرق لحماية نفسه.
ذلك المنطق ليس خاطئًا، بالأحرى، إنّه الفكر الصحيح.
و مع ذلك.
عند إمتلاك الدّفاع الجيد، أنت تمنع عدوّك من الإضرار بك.
هذا الدّفاع بدوره يضرّ عدوك عند التّفكير فيه من وجهة نظر مغايرة، سواء جسمانيًّا كان أم نفسانيًّا.
‟ لا يهمُّ كم كان سيفك سريعًا أم رشيق، لم تطل حافّة السيف حاشية ثيابي حتّى، ناهيكِ عن أنّي لمست كلّ الأماكن التي ذكرتها ”
‟ لقد أخطأت في واحد ”
إحتجّت بصوتٍ هادئ و تعبير راكد، لكن أمكنه سماع بعض الفخر في صوتها.
'هل في الواقع شعرت هذه الصغيرة ببعض السعادة لتجنُّب هجومي؟ إذاً لن أخبرها بالأمر، لنترك الأمر هكذا'
كان الخطأ الذي تحدّثت عنه هو تجنّبها لهجومه على حاشية ثيابها في ذراعها الأيمن.
بالطبع، لم تلاحظ أنَّه قد لمس تلك البقعة عندما تجنّبها.
‟ … على أيّ حال ”
كما لو كان محرجًا، تجنّب ليون الأمر بالسعال قليلاً قبل أن يكمل حديثه.
يمكن رؤية عيون الفتاة تصبح مشرقة بعض الشيئ.
شعر ليون ببعض الإنزعاج من ردِّ فعلها.
' … هذه الصعلوكة، هل تتعمّد الأمر؟ أم هذه مجرّد صفاتها؟ عندما يتعلّق الأمر بالسيف تصبح حمقاء؟ حقاً؟'
إنّها تشبه النسخة الأنثوية من ذلك الأبله في هذا الجانب.
غير أنَّ هذه الفتاة أكثر صمتًا و برودة.
‟ هذا لا ينكر أنَّ أكبر الأسباب لذلك هو إهمالك لدفاعك ”
لولا إهمالها لدفاعها و ركّزت بعضاً من إنتباهها على الدّفاع عندما تهاجم، لكان من الأصعب الهجوم عليها بسهولة.
لكن لا يمكن لومها، ربّما لم يكن لها معلّم من قبل.
لو كان لديها لفهمت بالفعل أهميّة الدفاع في المعركة.
يمكنّه الإنجراف في تخميناته و التجرؤ على القول أنَّه لم تقاتل من قبل خصمًا قويًّا ليجعلها تلاحظ ذلك القصور الخاص بها قبل ليون.
لأنّه لو واجهت مثل هذا الخصم، فعلى الأغلب كانت لتكون ميّتة بالفعل.
ليس الجميع في العالم لطيفًا لتوجيه الأخرين.
كان الجميع يعاني للبقاء على قيد الحياة، من سيضيّع وقته لتعليم شقيّة كهذه؟.
بطبيعة الحال، مِمّا يراه الأن، لم يكن هناك مثل هذا الشخص.
لسببٍ غير معروف، شعرت الفتاة بقشعريرة في عمودها الفقري بشكلٍ غير طبيعي.
لكنّها لم تظهر ذلك في تعابيرها.
‟ بالطبع، أنا لا أتوقع منك فهم هذا بسرعة، في المقام الأول، الكلمات لن تجعلك تفهمينه بسهولة ”
بعد رؤية مظهرها غير المقتنع بعد، لم تخرج سوى هذه الكلمات من فمه.
لو كانت قد إقتنعت فقط لأنّه قال لها ذلك، ألن يعتبر ليون نفسه أعظم معلّم في العالم بالفعل؟.
كان يجب عليها تجربة الأمر لفهمه جيداً.
تلويحة واحدة بالسيف تختصر عليك قول ألف كلمة.
مهما كان الأمر، و مهما كان المكان أو الزمان، فالقاعدة هي نفسها.
الأفعال دائماً أبلغ من الكلمات.
خسارتها المخزية أمام ليون ستكون هي الحافز للتفكير في ما ستفعله بعد ذلك.
‟ … إذاً، هل سنتقاتل؟ ”
كما لو أنّها جمعت أفكارها، عبّرت الفتاة عن ما يدور في ذهنها.
‟ كنت سأودّ هذا، لكن كما ترين … ”
خطوة، خطوة، خطوة!.
أمكن للفتاة سماع صوتٍ صاخب للخطوات، كان الأمر كما لو أنَّ الشخص، أو الأشخاص القادمون تعمّدوا جعل صوتهم مسموعًا.
إبتسم ليون بخفّ كما قال.
‟ لديَّ ضيوف ”
ظهرت مجموعة من النّاس يتحرّكون بعجرفة في الأنحاء.
كان لليون تعبيرٌ مبتسم صادق، لكن عيونه إمتلأت بخباثة مخيفة.
كانت الفتاة قد بدأت بالفعل بالشعور بالشفقة على هؤلاء الأشخاص لسبب غير مفهوم.
‟ تسك تسك تسك، كنت أبحث عنك مستميتًا، لكنّك مختبئٌ كالدجاجة الخائفة و تتغزّل بفتاةٍ هنا؟! ”
صوتٌ متعجرف عالٍ دخل أذان الفتاة الواقفة بلا تعبير.
كان الشخص الذي تحدث يحمل تعابيراً فخورة، كما لو أنَّه حصل على الجائزة الكبرى.