14 - الفصل 14: أنا أعلمُ ذلِك، لكِن لا يُمكِنُني الإهتمامُ أقلَّ حتّى (2)

الفصل 14: أنا أعلمُ ذلِك، لكِن لا يُمكِنُني الإهتِمامُ أقلَّ حتّى (2).

ـــــــــــــــــــــــــ

كثيراً ما يثير الناس ضجَّة بشأن إمكانيّاتهم و يعتقدون أنَّه يمكنهم فعل أي شيئ.

يتفاخر العديد من المخلوقات أمام الأخرين بشأن قدراتهم، و في حالاتٍ كثيرة لا يحصل موقف ينفي أو يؤكِّد تلك القدرة.

لذلك سيعتقد الأخرون أنَّ الشخص محق طالما يواظب باقيًا على موقفه المتفاخر.

طبيعة البشر ضيّقة الأفق كثيراً، عندما يضع الأشخاص رأيًا ما، يكون من الصعب جداً تغييره.

الإنطباع الأولي، وعي العقلية، تحيز الحشود و الأدلة.

هكذا تماماً، و بكل بساطة، يميل البشر لتقييم الأخرين بمثل هذه الإستدلالات.

و هكذا، حتّى مع مثل ما حدث في السّابق، مازال الكثير هنا يعتقدون أنَّ هناك فرصة كبيرة للنجاح في ما أتوا من أجله.

عددهم كثير، و بما أنهم داخل الأكاديمية و يقومون بتنفيذ الأوامر وفقاً لأساتذتها، فلن يمكن للعدو التصرف بتهور.

أمرهم الأستاذ المشرف، و الذي هو صاحب أعلى سلطة بين الأساتذة، لذلك هم واثقون، بينما من المفترض أن يكون الشخص الأخر خائفًا من الطرد.

سيكون متوترًا.

في العادة، يكره أصحاب السلطة أن يكونوا أضحوكة، لذلك قد يطرده الأستاذ المشرف ديوس فقط لجعله غاضبًا.

أكثر من أي شيئ، هناك شخصيات مهمة بين الخمسين شخصًا و الذين أتوا، لن يتحمل شخصٌ عاقل ثمن الإساءة لهم.

لقد أساء ليون لأحدهم بالفعل.

منطقيًّا، يجب عليه تسليم نفسه و مواجهة عقوبة الأستاذ و بعدها محاولة أخذ الصفح و السماح من الشخص الذي أساء له.

المهمة كانت بسيطة في البداية.

من يمسك بليون إيفينيوس و يجلبه إلى الأستاذ المشرف، سيحصل على نقاطٍ إضافيّة في الإمتحان بعد أسبوعين.

كان هذا حافز أولي لبعض الطلبة منخفضي القوّة.

يمكن أن يؤدّي الحصول و لو على نقطة واحدة إضافية إلى تغيير كامل في مركز الشخص، هذه حقيقة مؤكدة.

من كيف سرت الأحداث في البداية، كان يجب أن يكون عدد من طارد ليون قليلاً بالمقارنة مع الأن، لكن كان هناك تغيير بسيط.

من هم الأشخاص الذين كانوا هناك، ذلك ما تسبّب في تغيير العدد بسرعة.

أطفال العائلات مَن ملكوا مِن المناصب العُلى.

بسبب كونهم هناك، فقد تغيّر هدف المهمة جذريًّا.

إدوارد هارفي، النَّجل الأصغر لدُوقِيّة هارفي في دولة كايرو.

لقد كانت عائلة خدمت تحت إمرة العائلة الإمبراطوريّة مباشرةً و أعلنت الولاء لها، و يعتبرون حماة الحدود الشمالّية.

إدوارد هو شاب ذو مظهر رائع و وسيم جداً، كان الشاب موهوبًا جداً في إستخدام السيف، و لديه شخصيّة لامعة تناسب مظهره.

كانت مشكلته الوحيدة هي الغضب عندما يتم تشبيهه بالنساء، لقد كان حسَّاسًا بشأن مظهره إلى حدٍّ ما.

و لديه علاقات غامضة مع إخوته، لقد كانت هناك شائعات بأن نشوب النزاعات بينهم ليس نادرًا، لكن لم يظهر أي موقف ينفي أو يؤكد ذلك.

تمّ إرسال إدوارد إلى هذه الأكاديمية ليكسب لنفسه سيطًا، و يكسب إستحقاق رئاسة العائلة.

شين سو من عشيرة شين، النَّجل الوحيد لرئيس العشيرة.

عشيرة شين هي عشيرة فنون قتالية تتميّز بفنون التّتبّع و الإستخبارات في نانمان.

سيطُهُم وصل أقاصي شرق و غرب نانمان، حتّى أنَّه وصل إلى كايرو و بعض الدول المجاورة.

لقد كانت عشيرة متوسّطة الحجم، و هي مُقبِلة على أن تصبح عشيرة كبيرة.

لم تكن فنون التتبع فقط ما يجيدونه، فقد كانت الفنون القتالية الخاصة بالعشيرة بارزة بدورها.

بكونه النَّجل الوحيد لرئيس العشيرة، فقد كانت تعلّق عليه آمال عديدة من أفرادها، ناهيك عن أنَّ أبناء أعمامه مرشَّحون لرئاسة العشيرة.

نظام التوارث المباشر شيئٌ يخُصُّ النبلاء، و ليس العشائر، الكفاءة هي ما تحدد قيمة الشخص.

بالطبع، مازال هناك هرم طبقي بين القوي و الضعيف.

أكثر من ذلك، مازالت العلاقات و الواسطة تؤثر إلى حدٍّ ما، لا فرق كبير كثيراً بين النبلاء و ذوي شعب كانغهوا.

رغم أنهم لن يعترفوا بذلك أبداً.

رغم الضغوط الخارجيّة من قبل أفراد العائلة، فقد كان الفتى قويًّا و أثبت نفسه بذكاءه و دهائه.

تم إرساله إلى هنا لبناء العلاقات و فهم القوى المحيطة، ناهيك عن فهم أي نوع من الأماكن هي هذه الجزيرة التي لا تنتمي إلى أي قوّة.

أخيراً و ليس أخِراً، الشخص الأكثر أهميّة بينهم.

الأميرة الثانية لمملكة كايرو، الأميرة لوسيا هارديان.

نظرًا لكونها فردًا من العائلة الإمبراطوريّة، فقد كان موقعها و المسؤوليّة و الواقعة على عاتقها بالغة الكِبر.

شخصٌ مثلها بطبيعة الحال كان مهمًّا.

ماذا كان يفعل مثل هؤلاء الأشخاص في البرِّ الساحلي مع الأساتذة؟

لماذا إزداد عدد المطاردين؟ هل السبب هم هؤلاء الأشخاص؟ ماذا كانت نواياهم؟

كشخصٍ سيقلب المكان رأسًا على عقب، فإنَّ هذا شيئّ أثار فضول ليون بطبيعة الحال.

الصدمة الأوّليّة لفعلة ديو لم تزل بعد.

لقد تجمدت البيئة المحيطة من الصدمة، و قد مرّت بضعة أنفاس من الزمن بالفعل.

ليون، بطبيعة الحال، لن ينتظر حتّى تزول صدمتهم.

‘ سيصل الممثلون الرئيسيون لهذه المسرحيّة بعد قليل، أما لهذه النفس المتواضعة سوى أن تعِدَّ لهم أفضل مسرح؟ ’

يجب أن يفعل ذلك بسرعة!

اااه، إنَّ مثل هذا التفاني سيثير الدموع في محاجر أعين أعظم الفنّانين في العالم.

محدّقًا في المجموعة أمامه، فرد ليون يديه بحركة ترحيبيّة.

“ أنا هنا، أمامكم أقف، فما لكم جازعين آبيين الحركة؟ ”

كانت إبتسامته الإستفزازيّة لا تزال حاضرة.

ما يقارب العشرون شخصًا في مواجهة شخصٍ واحد.

رغم الفرق في الأعداد، لم يجرؤ أحد على الحراك بتهوّر.

لقد إرتكبوا غلطة كبيرة في مواجهة ديو أنتاريوس، و لا يجرؤون على إرتكابها مرَّة أخرى.

لا تستخفَّ بخصمك أبداً، مهما بدا ضعيفًا.

الأميرة الثانية لمملكة كايرو لوسيا هارديان — و التي تملك أكبر وضع سياسي بينهم جميعًا — أمرتهم بأخذ الحذر و الحيطة، لكن الكثير لم يمتثِل لأوامرها.

بطبيعة الحال دفع سبعة أشخاص دُفعةً واحدة الثمن.

سيقف الذين تم رميهم بسرعة، و يصبح عددهم حوالي أربعين مرَّة أخرى، لكن لم تكن هناك ثقة لهم في الإنتصار.

مع القوّة التي أظهرها ديو أنتاريوس فقط، كانوا شبه يائسين، ناهيك عن أنَّ الشخص الذي أتوا من أجله في المقام الأول ليس ضعيفًا.

بالطبع، قِلَّة فقط من أجاد آستخدام دماغه للإنتظار.

“ اااه اللعنة، يا له من إزعاج، هل هذا مضحك لتلك الدرجة؟ ”

بينما هم محاصرون بشأن ما يجب فعله، تقدًّم أحد الأشخاص.

كان شخصًا ضخم البنية، بينما يضع يده على مؤخرة رقبته، و يده الأخرى تحمل فأسًا ثقيلة بسهولة، بدء بالمشي نحو ليون بخطواتٍ واسعة.

لم ينتظره ليون، و بدء في المشي نحوه بدوره، كان يمشي بإسترخاء مع يديه في جيوبه.

وقف شخصٌ ضخم الجسد بطول أكثر من مترين في مواجهة فتى أصغر منه حجمًا بكثير.

كان الأمر كما لو كان فيلًا يواجه نملة.

هذا ما كان مدى فرق الحجم بينهما.

“ اوي، أنا أسألك، يرقة، هل هذا مضحك لتلك الدرجة؟ ”

بينما يحدَّق بعنف نحو ليون، خرج صوتٌ بارد من فم الشخص قويِّ البنية.

كان هذا الشخص أصلع و سمين، لكن عضلات ذراعيه كانت مفتولة، كما لو كانت على وشك التمزّق.

ليون فقط نظر إليه.

كانت العيون الحمراء قاتمة أكثر من الدماء، نظرت الأعين بلا إهتمام نحو خصمه.

لم يحمِّل نفسه عناء إخراج اليدين من الجيوب حتّى.

لم يقم أحد بمقاطعتهما.

من الأفضل قياس قوّة ليون، بينما لم يجرؤ أحد على المبادرة سابقًا، أصبح هناك من يقوم بالأمر.

من الأفضل تشجيع ضخم البنية من الخلف فقط.

إبتسامة ساخرة تكشف عن الأنياب قد ظهرت.

“ اوي؟ ”

خرج صوت تعجّب من فمه.

“ ماذا لو كان كذلك؟ أيها الخنزير؟ ”

“ إذاً … أيها الدَّاعر، يجب عليك الدفع مقابل الضحك ”

“ يا إبن العاهرة، تعتقد أنَّك قوي؟! لقد رأيت الكثير من أمثالك، أيها الروبيان الصغير ”

“ و قد حطَّمتهم جميعًا! ”

ضغطٌ ساحق خرج من جسد الوحش الضخم أمام ليون.

عضلات جسده كبرت و تصلَّبت، لقد أصبح أضخم حتَّى.

“ مت أيها الوغد! لا تلم سوى نفسك على هذا! ”

سووش!

رفع الفأس في يده بيده الضخمة، حتّى مثل هذه الحركة البسيطة قسَّمت الهواء.

كانت هذه وضعيّة يقوم بها عندما يضرب بأقصى قوّة.

لقد أخبرته غرائزه، ليون قوي البنية، لذا يجب أن يضربه بكل قوته.

أرجح يده بقوَّة و ضربها نحو ليون!

بااامم!

إنتشرت الرمال في الأرجاء، و تحطَّمت الأرض تحت القدم و أصبح هناك حفرة صغيرة.

الأرض تحت قدم الفتى ضخم البنية نزلت قليلاً.

كانت هذه ضربة قويَّة!

بسبب سحابة الغبار الضخمة، لم يرى الأخرون أي صورة ظليّة للشخصين.

حتّى مع مثل هذا الموقف، لم يكلّف ديو نفسه عناء النظر خلفه، لقد مشى وحسب نحو الفتى و الفتاة الشاردين.

لم يكن الإثنين في حالة تسمح لهما بإعارة إنتباه لما يحدث.

يجب عليه جعلهما يحلبان كلُّ ما يمكن حلبه من مواهبهما الأن قبل أن ينسوا حالة التنوير الأن.

سريينج!

قام بسحب السيف من الغمد.

حان وقت التدريب.

بدأت سحابة الغبار تنقشع ببطئ، و كان الجماهير شاهدون بتوق، حالما تنقشع، ستكون الفرصة.

سأُمسِك به و أهرب!

هذه كانت أفكار البعض.

يجب علي المراقبة لوقتٍ أطول.

و هذه كانت أفكار أخرين.

“ ماذا؟ هل هذا كلُّ شيئ؟ ”

خرج صوتٌ ساخر من داخل سحابة الغبار.

لا، أكثر من كونه ساخر، كان صوته خائب الأمل.

بيدٍ واحدة فقط.

ليس بيديه الإثنين، بدون صعوبة تذكر.

كما لو كان يمسك بورقة، بتلك السهولة.

إنه يمسك فأسًا بيده العارية.

“ ألم تقل: يجب عليك الدفع مقابل ذلك؟ ”

قبض.

زاد ليون من قوَّة يده قليلاً.

تشقّق! تحطّم!

يد الفتى الضخم كانت ترتجف، لم يستطع الدفع بيده للأمام و لو قليلاً.

بدلاً من ذلك، كانت فأسه هي من تضرّرت.

“ أليس سلاحك العزيز هو من دفع الثمن في المقابل؟ إذاً من ستضرب الأن؟ هل ستضرب نفسك بعدها؟ هاهاهاها! ”

بينما يمسك بالفأس بيده و يقوم بتحطيمها، وضع يده الحُرَّة على وجهه و ضحك بشدّة.

لقد كانت ضحكته مجنونة بحق.

“ الضعيف ليس له حقوق للحديث، فبما تهذي أيها الدَّاعر الصَّغير؟ ”

خرج صوت ليون ببرود بينما يزيل يده ببطئ عن وجهه.

“ هكذا يكون دفع الثمن الحقيقي أيتها الحشرة!! ”

نزع بوحشيّة الفأس من يد الفتى الضخم و حطّمها!

لقد رما الفأس نحو الأرض كالقمامة.

بووووم!!

قبل أن يبدي خصمه أي حركة، أرجح يده للأمام و ضرب الدب الضخم في بطنه!

في الأحوال الطبيعية، لا يمكن لمثل هذا الجسد الصغير أن يسبّب ضررًا لجسد ضخم كهذا.

لكن هذا الوضع منذ البداية ليس طبيعيًّا.

“ بووااااااااععهه!! ”

قبل أن يتدارك الفتى الضخم أي شيئ، دخلت اللكمة في عمق في أحشائه.

بدا الأمر كما لو أن اليد ستخترق جسده نحو الجانب الأخر.

أعينه أصبحت بيضاء، خرج اللعاب من فمه كما لو كان يتقيَّأ.

شااااا!!

سريع.

بما لا تتداركه العين، حلَّق جسد ضخم في الهواء بسرعة هائلة.

كان يبدو كالقذيفة بمثل هذا الزَّخم!

لكن لم ينتهي الأمر هنا!

قفز ليون من مكانه، الأرض تحته تحطّمت و طارت الرّمال نحو الأعلى كما لو كان يتم جرفها!

“ أو-أوقفوه بسرعة! ”

بعد التجمد لثانية من ما حدث، صرخت الأميرة لوسيا بصوتٍ مرعوب.

بسماع أوامرها، بادر الأخرون بالتَّحرّك بسرعة.

“ متأخرّة جداً!! ”

قبل أن يصطدم جسد الفتى الضخم بالأرض، ظهر ليون وراءه.

أرجح برجله و ركل ظهره نحو الأعلى بقوّة تكسر العظام!

“ غرااااه!!!!!! ”

صرخة مأساويّة تخرج من الفم.

“ هل تعتقد أنني إنتهيت؟ لقد بدأت توًّا!! ”

قفز ليون لأعلى حتّى و أخرج هدير وحشي، ضحكته المجنونة كانت حاضرة، ومضت أعينه بقسوة.

دار بجسده في الهواء و قام بركلة في خصره نحو الأرض.

بااااام!!!!!

إصطدام!! إصطدام! إصطدام!

الركلة جعلت الفتى الضخم يصطدم بالأرض بقسوة، إرتدَّ جسده عدَّة مرَّات كاللعبة المكسورة عند رميها.

طاف جسد ليون في الهواء، و نزل ببطئ و وزنه يبدو كوزن الريشة.

بعد الإستقرار بجانب جسد “ الدمية المكسورة ” مشى ليون نحوه ببطئ، و أمسك به من شعره.

“ تسك تسك! فقد الوعي بهذه السرعة؟ هاه؟ يا لوهن و ضعف بدنك هذا! ”

صفعه بضع صفعات لجعله يستيقظ، لكن لا شيئ حدث.

أمسك بأصابع جسد الخنزير الفاقد للوعي.

كسر!

“ ااا-ااااه! ”

“ لقد إستيقظت؟ أخبرني، العديد كانوا مثلي، صحيح؟ ”

كسر!

“ تـ-توقف ااااه! اصابعي!!! ”

“ حطّمتهم جميعًا، الأشخاص مثلي! أليس هذا ما قلته؟! حطّمني! هيا! أرني! أرني ما ستفعله و أنا أفعل بك هذا!! ”

كسر! كسر! كسر!! كسر!!!

“ااااااااااااهههه!!!!! ”

أمسك بأصابع يديه معًا و كسرها جميعًا!

لقد فقد الفتى الضخم وعيه من الألم بينما تخرج الدماء من فمه و أنفه.

هذا الشخص مجنون!!

بينما كان ليون يكسر أصابعه، توقف المهاجمون فجأة بينما شعروا بالرهبة، لكنهم هاجموا نحوه مرّة أخرى.

رفع فتى صغير الحجم شخصًا أضخم منه بعدّة مرّات بيدٍ واحدة نحو الهواء.

رمي!!

رما بجسده كالصاروخ نحو المجموعة الأتية نحوه.

لقد تجنبوا الرمية بصعوبة، و أكملوا الهجوم بزخم أعلى.

نظر نحو الذين كانوا ينطلقون نحوه، و كشف عن ضحكة ساديَّة.

إنحنى جسده نحو الأمام.

ضرب ليون بقدمه على الأرض بقوّة و قذف نفسه نحو الأعداء.

سريع جداً!

لم يتدارك الشخص الذي في المقدّمة أي شيئ قبل أن يرى ظِلًّا فوقه.

جمع ليون يديه معًا و ضرب الشخص الغافل على ظهره.

بااام!

إصطدم الفتى بالأرض بقوة وحشية!

بدلاً من رؤية الفتى، كل ما يمكن رؤيته هي حفرة على الأرض!

لقد دُفِن الفتى المسكين بشكلٍ حرفي في الرمال!

ضرب! ضرب! ضرب!!!

عندما تداركوا وجوده، كان ليون يلقي على الأخرين باللَّكَمات و الرَّكَلات بلا رحمة.

تطايرت أجسادهم كالقذائف يمينًا و يسارًا.

لقد رأى فتاة تهاجمه ببسالة، و ركلها في منتصف بطنها.

هذه الركلة كادت تجعلها تفقد الوعي.

لكنها كافحت.

“ أسف، لكن هذه ليست قصة خيالية، لذا لا توجد رقابة على ضرب النساء ”

بينما يتجنّب هجماتها بسهولة، تحدث ليون بضحكة ملتوية.

“ أنا لست أسفًا! ”

لكمة! لكمة! لكمة!

“ الخصر! الرأس! الظهر! رجلك! ”

في كل مرَّة يلكمها، كان يذكر جزء محدد من جسدها و يضربه.

رغم كونها فتاة جميلة بما لا يقاس، فلم يكن رحيمًا.

لم يساعد ذكره للمكان الذي سيضربه، حاول العديد الهجوم عليه بغتة، لكنه تجنبهم و رماهم ببضعة ضربات، لكن بقي يضرب الفتاة.

حتّى مع ذلك، مازالت واقفة تقاوم.

“ أنظروا لهذا؟ لما أنت تقاومين؟ ”

“ لا أعتقد أن لدينا علاقة ببعض، لكي تكوني بهذا الحماس لإمساكي؟ ”

بينما يتجنب الضربات و يضرب بقسوة بين الحين و الأخر، حادثها ليون بصوتٍ فضولي.

بقيت صامتة لفترة بينما تحاول مباغتته و إيجاد ثغرة، ثم تحدثت.

“ لأنك قوي ”

“ قوي؟ ”

“ لأنك قوي، أنا أريد قتالك ”

“ مثير للإهتمام، مثير للإهتمام! ”

بدء الضرب بعنف أكثر بينما يستمتع.

“ اوي ليون! لا تبالغ أو سأتدخل! ”

رغبة منه في عدم رؤية المزيد من هذا، تحدث لويد بإنزعاج إلى ليون، لقد كان بجانبه بالفعل و يمسك بيده.

“ تسك تسك! لقد كانت أستمتع، لو لم يعجبك الأمر فأغلق عينيك، أيها المزعج! ”

“ … لا تتدخل ”

تحدث الإثنان في نفس الوقت.

“ … حسنًا، لكن سأتدخل حقًا لو بالغت، يجب عليك أن تعامل النساء برقي أكثر ”

إستغرب من موافقة الفتاة له، لكن ترك بضعة كلمات و ذهب لمواجهة أخرين.

كاانج! كاانج! كاننج!!

صوت تصادم السيوف يمكن سماعه.

“ أنت تضيِّع وقتك يا لويد، هو لا يعتبر النساء كنوع من الأجناس حتّى! ”

بينما يقاتل الإثنين الذين غابا عن الوعي و في نفس الوقت واعيين، تحدث ديو بينما يضحك.

“ أعرف هذا، لكن ماذا يمكنني فعله؟ مازلت لا أحب رؤية النساء يتعرّضن للأذى! ”

“ حسنا، أنت رمَّاحٌ نبيل، بعد كلِّ شيئ ”

تحدث ديو بالموافقة، رغم أنه ليس بنفس الطريقة، فهو بنفسه لا يحب ضرب النساء.

بالطبع، لن يذهب لنُصحِ ليون، كما فعل لويد للتو.

لقد كان إعطاء مثل هذه الكلمات لليون مضيعة للوقت و الأكسجين على حدٍّ سواء.

لم تنفع معه مثل هذه الأساليب في النُّصح.

“ لقد كنت أريد قتالكِ لفترة أطول، لكن يا للأسف! ليس لدي وقت طويل، سأقاتلك أيتها الفتاة لاحقًا، ما هو إسمك؟ ”

تجنب، ضرب، ركل، رمي نحو الأرض.

هكذا فقط، و بسهولة، لقد إتبع نهجًا بتلك البساطة للقتال، لكن لم تجد الفتاة ثغرة واحدة.

لقد كان مثل جدار لا يمكن عبوره.

لم يكن قويًّا.

‘ هذا الشخص له من عتيِّ القوّة ما لم أره في شخصٍ من نفس عمره في حياتي ’

حتّى في مواجهة كهذه، فهي لم تشعر بالإحباط.

هي فقط تطمح لأن تكون أقوى، و بالصدفة وجدت الشخص الأقوى، كيف هو شعورها؟.

لقد كان الرضا على الأغلب.

لم تكن من عائلة مرموقة، لذلك خاطرت في حياتها كثيراً لمواجهة الأقوياء.

و الأن، في هذه الأكاديمية، لقد واجهت قوّة لا يمكن قياسها.

هذا فقط هو الأفضل.

“ أنا … إسمي هو … ستيلَّا ”

بينما هي تحارب، فقدت الفتاة الوعي فجأة.

لقد كان ذلك من التعب و الضرب المبرِّح.

“ إرتاحي الأن، عسى أن نتقاتل لاحقًا ”

مشى نحوها و حملها لمكان بقيّة الجثث، و جعلها تستلقي بينهم.

بقي ليون فقط واقفًا في مكانه، في مواجهة بقيّة الأشخاص.

كان هناك كومة من الجثث.

جلس على كومة من جثث الأشخاص الفاقدين للوعي.

نظر بكلِّ عجرفة و إزدراء نحو الأشخاص أمامه.

“ أنتم هناك، هلَّا تكرّمتم عليَّ بسبب مجيئكم إلي؟ ”

نقر.

وضع يدًا على ذقنه، بينما نقر باليد الأخرى على رجله، و خرج صوته بقسوة.

نقر.

أليس من الواضح لماذا؟.

كان أحدهم يريد قول ذلك، لكن إبتلعوا كلماتهم قبل قول أي شيئ.

نقر.

توقف النقر، و حدث الأمر على حين غَرَّة.

لماذا توقّفوا؟

ذلك سببه هو ما حصل فجأة.

شعورٌ غريب بالثقل ضغط على الأشخاص أمام ليون.

ليس شيئًا يمنعك عن الحركة كالخوف الغريزي.

لا، بل هو شيئٌ أكثر مادّيّة.

يمنعك عن الحراك حرفيًّا، بغض النظر، حتى لو كنت خائفًا أو لا مباليًا، فالأمر كله سيّان.

كما لو أنَّ الهواء يجعلك تنحني، حتى الوقوف كان صعبًا.

“ ككغغ …! ”

“ اغغغ! ”

معظم الأشخاص فقدوا القدرة على الوقوف، و إنحنت أجسادهم نحو الأرض.

الكثير من الضعفاء سقطوا، بدون أي قدرة على الوقوف.

حتّى الذين كانوا سيدعمون المجموعة بعد إستجماع قوّتهم بعد رمي ديو لهم حصل لهم نفس الشّيئ.

كان لويد يتحاشاهم و يتفاداهم بسهوبة، ثم يسقطهم بإفقادهم وعيهم، لكن الأن مشى بينهم كما لو كان في نزهة.

هذا الضغط لم يطال ديو و الإثنين الأخرين.

و بطبيعة الحال، لم يطال الذين فقدوا وعيهم.

يبدوا كما لو كان هذا الضغط الغريب يطال كل ما يريده ليون فقط، و يتبع أوامره.

كان مستوى التحكم الذي لدى ليون في هذه القوّة عبثي، عبثي للغاية.

الجميع، بما في ذلك الضعفاء.

تمَّ ضغطهم جميعًا على الأرض.

فقط شين سو، إدوارد هارفي، مع بعض الأشخاص الأخرين الأقوياء من بقي واقفًا في مواجهة ليون، و لو كان بصعوبة.

كانوا ينظرون بحذر و خوف تجاه ليون.

أكثرهم حذرًا هو إدوارد، كان له تجربة سابقة مع ليون، و أراد إبراحه ضربًا أكثر من أي أحدٍ أخر هنا.

لكن هذه الفكرة إختفت طبيعيًّا من عقله.

كان يكافح فقط للوقوف الأن، ناهيك عن القتال.

‘ هـ-هذه القوة الوحشية!! ’

لقد كان إدوارد خبيرًا بالسيف و قويًّا بطبيعة الحال، لذلك رأى مدى الفجوة بين ليون و من ضربهم.

لقد كانت كبيرة!

ناهيك عن أنَّه لا يرحم!

كان من بين المهاجمين في الأمام فتيات، لكنه لم يتوانى و ركلهم بقسوة في بطونهم و أجسادهم!

لقد قدَّر إدوارد الجمال بنفسه، لذلك كان سيفكّر مرّتين قبل أن يضع يده على إمرأة.

لكن يبدوا أن هذا اللِّيون ليس كذلك!

أدار إدوارد المانا في جسده بسرعة ليقلّل الضغط على نفسه و يبقى صامدًا.

كان شين سو واقفًا بحذر، لقد مَلَكَ هذا الفتى الشاب عينًا ثاقبة للأمور و يلتقط أصغر التفاصيل.

سابقًا، لاحظ شين سو الموقف و لم يترك تفصيلة تضيع من عينيه.

لاحظ أنَّ ردود فعل الأخرين في مجموعة ليون كانت هادئة من البداية.

ناهيك عن أهم شيئ.

إنهم الأشخاص الذين سقطوا.

الأجساد المرميّة على الأرض ليست كما تبدو.

ضربهم بقوّة، لكن لا يمكن رؤية كسور واضحة في أجسادهم، ناهيك عن أنَّ تدفق التشي الذي يمكن إستشعاره منهم ما يزال يتدفّق بسلاسة.

عندما يتعرض الشخص للإصابة، يمكن الإحساس بتدفق التشي في جسده يضعف، و بالإستدلال بنفس مسار التشي، يمكن رؤية مدى إصابة العدو.

لا يمكن للجميع رؤية ذلك المسار، الأمر منوط بمدى إستطاعة المرء الشعور بالطاقة السحرية.

لعشيرة أهم مصدر للدخل تملكه هي المعلومات، بطبيعة الحال فنونهم القتالية تتعلق بتدفق الطاقة و الشعور بها.

لكن لا يعني ذلك أنهم جميعًا بارزون في الشعور بها.

كان البعض فقط منهم بارزًا، و شين سو كان أحدهم.

كان من غير المنطقي، كيف إستطاع ليون ضربهم جميًعا و عدم التَّأثير على التشي في جسدهم؟!

ضربهم بقوّة، لكن تجنّب الأعضاء الحيويّة، بالطبع، ذلك لا ينفي أنَّ الضربات كانت مؤلمة جداً.

حتّى الفتاة التي ضربها أكثر من الأخرين، لم يكن على وجهها ندبات.

الوحيد المصاب حقًّا هو الخنزير العملاق، كان مدمَّرًا تماماً.

قبل لحظات، كان واثقًا إلى حدّ ما.

و الأن، شعر غريزيًّا ببعض الخوف و القلق.

هذا الشخص أمامه قوي و مستبد حقًّا.

ما هذا الضغط المريع! و كأنَّ العالم يريدني أن أركع و أسقط في مواجهته!

كما هو الحال مع إدوارد، كافح شين سو لتدوير التشي في جسده، لمقاومة الضغط الصادر.

هذا موقف مزعج.

أكثر من ذلك، هو موقف صعب.

“ ليون إيفينيوس، أيها الطالب ليون إيفينيوس، يمكنني شرح الأمر، لذا هلَّا قلَّلت من هذا الضغط من فضلك؟ ”

صوت واضح.

صوت حازم.

و هو غير خائف.

هذا هو صوت الأميرة لوسيا.

لقد كانت شخصًا طيّبًا، خيِّرًا و حكيمًا.

حتّى في خضم هذا الموقف، في أعين الأخرين، هي لم تفقد هدوءها.

“ الأميرة لوسيا هارديان، الأميرة الثانية لمملكة كايرو، إن كنت أتذكر؟ ”

نهض من كومة الجثث، و بدء يمشي في الهواء.

نعم، ليس يمشي عبر الأرض.

ليس يطفو، و ليس يطير أو يسقط بخفّة.

كما لو يمشي على درج، خطوة بخطوة.

بتلك البساطة، هو قد مشى على الهواء.

أصبح الجميع على أهبة الإستعداد.

هو لم يكن حذرًا أو خائفًا.

هل هو أحمق؟

لا، كان هذا الإستنتاج هو الأبعد عن الحقيقة.

سواء كان كيف كان يحبط كلمات الأخرين بسهولة، أو كيف قام بإستدراجهم عن طريق هؤلاء الإثنين الأخرين، أو حتّى أسلوبه في الهيمنة، هم لم يعتقدوا أنَّه أحمق.

هذا يعني شيئًا واحدًا.

المتغير المجهول، و الذي تجاهلوه لمدّة طويلة، قد أتى.

لكن لقد كان مخيفًا.

لماذا هو لا يتعامل بحذر؟ هل لديه دعم قوي؟ هل هو مجرد متغطرس؟

لم يعلم أحد أيًّا من ذلك.

“ نعم، هذه هي أنا، يا ليون إيفينيوس ”

في محاولة لقمع مخاوفها، تحدثت بصوتٍ حازم، نوايا هذا الشخص غير معروفة.

أكثر من أي أحد، هي خافت منه.

لقد كان الوحش الذي رأته بعين البصيرة مرعبًا.

لكن لا يمكنها التراجع في موقف كهذا.

كانت إحدى أقوى الأشخاص هنا، لذلك تحملت الضغط الصادر من ليون بشكلٍ أفضل مقارنةً بالأخرين.

“ أيتها الأميرة، لعلمك فقط، أنا لن أنحني أو أظهر لباقة تناسب العائلة الحاكمة لمملكة كايرو ”

“ أنا لا أحب ماركوس، بعد كل شيئ ”

بقوله لبيان قد يتسبب في إعدام لكامل عائلة الشخص لو قاله شخصٌ في كايرو، مشى ليون و إقترب من الأميرة.

“ كـ-كيف تجرؤ!!!!! ”

صوت غاضب و هالة قاتمة.

تعابيره كانت باردة، و عيونه كانت قاسية.

إدوارد قد غضب حقًا.

بصفته حاميًا للأميرة لكونه من عائلة هارفي، فقد كانت هذه الكلمات إهانة لشرف العائلة التي يخدم تحت إمرتها، و بالتالي، فهو إهانة لشرف عائلته.

و هذا هو شيئٌ غير مقبول!

ماركوس هارديان، حاكم كايرو، و أقوى شخصٍ فيها.

لقد كان شخصًا مستبدًّ في مواجهة أعدائه، و طيبًا لحلفائه، هو مثال ممتاز لما يسمّى بالقائد.

لا، لقد كان إمبراطورًا.

سريينج!

أخرج سيفه من غمده، لكن لم يستطع الحركة.

مهما قاوم، فهو لن يمكنه التحرك.

“ هذا هو، أنتم أيها النبلاء الأوغاد تعقّدون كل شيئ، و تغضبون بسهولة ”

لون عينيه باهت.

ما رأته الأميرة سابقًا قد ظهر مرَّة أخرى.

هو بلا لون.

أعينه الداكنة بدت بلا حياة.

و صوته كان بلا نغمة.

لقد راقبه لويد بينما يجلس القرفصاء، بجانب أشخاصٍ واقعين في النوم.

لم يفعل لهم شيئًا، لقد أفقدهم الوعي فقط.

صامتًا، حدق في ليون.

حتى هو يشعر بشعور غريب، عندما يرى ليون هكذا، في بعض الأحيان يعتقد أنه أمام دمية، و ليس بشري.

كان لديو نفس الأفكار.

بينما يقاتل الإثنين الذين غابا عن الوعي، تسارعت أفكاره و ومضت الذكريات في ذهنه.

في حالاتٍ كثيرة، كان ليون يقوم بهذا، رغم أنه قد يكون تمثيله الخاص، فقد كان هناك أوقات شعروا هم بالإنفصالية عنده.

منفصل عن الواقع و العالم.

لقد بدا كشخص يرى العالم بأعين خاوية.

ديو، لوكي، فايرو، و لويد، هم عاشوا رحلات من التقلبات معه، و عرفوا بعضهم البعض أكثر.

لقد عرفوه أكثر من الجميع.

و على عكس كل أحدٍ أخر، لم يخافوا منه.

لقد كانوا إخوة بعد كل شيئ.

إقترب من الفتى المحتجز و همس في أذنه.

لم يستطع إدوارد فعل شيئ في هذا الموقف.

“ في موقف كهذا، حتى لو قتلتك و هربت، من يمكنه إيقافي؟ ”

كلماته كانت موجزة، لكنها كافية بالفعل.

شحبت بشرة إدوارد من الخوف.

عاطفة واحدة كانت تتملك المرء في بعض الأحيان.

ذلك يحدث عندما يتفق عقل المرء و عواطفه على ما يجب في الموقف.

و الأن، لقد كان جسده و روحه متفقين على الأمر.

هو شعر بالخوف.

لهذا، لم يحاول إمساك سيفه مرة أخرى.

تركه ليون و ذهب نحو الأميرة.

“ لذا، هلَّا نبدء أخر مراحل عرضنا؟ ”

كانت صامتة.

لم يكن السبب هي قوّته، بل هي كلماته.

أنا أكره ماركوس.

ماذا كان يقصد.

مهما كان السبب، لقد تركها في صدمة و رعب بسبب ما رأته في عين البصيرة خاصتها، و ما أظهره للجميع.

لقد وقف شخصٌ مجهول الأصل في مواجهة أميرة لمملكة قويّة.

و على عكس ما كان يحدث عادةً، فمواقفهم كانت متعاكسة.

الشخص الذي كان يجب أن يكون في أهبة الإستعداد يقف بأريحيّة.

و من كان يجب أن ينظر بلا خوف نحو ذلك المجهول حدق فيه بخوف مخفي.

“ أيتها الأميرة، أنا أعرف من أنتِ، لكن أتعرفين؟ أنا لا أهتم أقل ممَّا أنا عليه الأن حتّى بذلك ”

“ لذلك، كوني صريحةً معي، لماذا جمعتِ هذه الأعداد لإمساكي؟ ”

“ … أنا لا أفهم ماذا تقصد، أيها الطالب ليون إيفينيوس ”

بموقف لا يتزعزع، تحدثت بلا خوف، على أمل خداعه.

يجب أن لا يعرف أنها خائفة.

أو سيستغل ذلك.

“ هل سنلعب لعبة الدفع و السحب الأن؟ أنت الوحيدة هنا من يمكنها فعل ذلك، بما أن الوريث الأصغر لعائلة هارفي كان معك، يمكنك أمره ببساطة ”

ومضت أعينه بقسوة و إقترب أكثر.

كانت المسافة بينهما قريبة جدًّا.

“ ناهيك عن، بما أن عشيرة شين هي الأفضل في الإستخبارات، فسيتعاون معكم و يجمع الطلبة ليلقى إستحسانك ”

مد يده للأمام و أمسك بالهواء كما لو كان يسحقه.

لكن على عكس المتوقع، لم يحدث شيئ.

تجاهل رد فعلها عندما حاولت الدفاع عن نفسها، و أكمل حديثه.

“ ما حصل بعدها هو أنكم تبعتم تعليمات الأحمقين ورائي، و وصلتم لهنا، بدلاً من جلب الأستاذ بنفسه ”

“ اوي! أنت هو الأحمق! يا إبن الشريفة! ”

“ تتصرف بروعة فقط لأنك تطير في الهواء! أيها اللقيط! ”

“ لست أنا من جمع أشخاصًا ليأتوا بسبب شعوري بالغيرة، أيضاً، تباً لشرفكم! ”

“ تسك! هذا الوغد! ”

“ تجاهله يا ديو، لقد فسدت أجواءه الرائعة، عملنا كان متقنًا! ”

“ تشه! أفسدوا علي حركتي الرائعة! ”

بينما سخر ديو و لويد منه، نقر ليون على لسانه.

أبناء المحترمات هؤلاء، عليكم اللعنة!

“ آحم! ”

“ على أي حال! هذا ما كان الأمر، لماذا جمعتِ هذه الديدان لملاحقتي؟ ”

سعيًا منه لإزالة الحرج، سعل ليون بهدوء و تحدث بصوتٍ أجش.

كانت أعين الأميرة واسعة.

هذا … غريب.

غريب أمره، شخصٌ بدا بلا عاطفة كالدمية، لكن تصرفاته كانت مليئة بالعواطف، أكثر مِمَّن هنا حتّى.

غريب كيف يتصرف، تارةً مخيف، و تارة يضحك، و تارةً يبدوا كالأحمق.

غريب هو، هذا الشخص.

هو شخص غير طبيعي، و في نفس الوقت، هو كذلك.

كان شخصًا غير قابل للتفسير.

ضحكت.

بشكلٍ غير متوقع، خرجت ضحكة من فم الأميرة.

كان هذا موقفًا غريبًا بدت فيه، و على عكس توقعاتها، لم تكره ذلك.

ليون إيفينيوس.

فقط من أنت؟.

2024/06/22 · 17 مشاهدة · 4279 كلمة
نادي الروايات - 2025