19 - الفصل 19: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (4)

الفصل 19: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (4)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تميل الحياة لأخذ منعطفاتٍ غير متوقعة غالبًا، و لا تسير الأمور كما تشتهي أنفُسُنا.

في حينٍ تكون قضايا هائلة، كحريقٍ يأتي على بغتةٍ في منازلنا، و يحرق عزيز أملاكِنا و أحِبَّتِنا.

و حينًا أخرى تكون صغيرة، كالقلق من نزول المطر فجأة في يومٍ مُشمِس.

الكثير و الكثير من الأمور غالِبًا ما تحصل على غير ما نرغب.

هكذا فقط هي الحياة.

في مثل تلك المواقف، ما لنا من مخرج سوى الكِفَاحِ و الإتيانِ بالحلولِ.

بدلاً من البكاء على ما فات و شرِبَ منه الزَّمَنِ، الأفضل التكيُّف مع التَّيَّار و جَعلُ الموقِفِ حَسَنِ.

قضيتهم كانت بسيطة و غير مثيرة للإهتمام.

عندما تطوَّعت الأميرة لوسيا لمطاردة ليون، لم يستطيعوا رفضها بِلَا مُبَالاةٍ تامَّة بسبب منصبها عالي المقام.

رغم ذلك، السبب الأكبر كان لأنَّهُ — على الأغلب — لن يتصاعد الموقف.

كان موقفها كأميرة بمثابة رادع لكي لا يتهوَّر ليون كثيراً، لذلك أمر ديوس إمساكه و توبيخه.

كانت قضية غير مهمة.

بالطبع، لم يعني ذلك عدم وجود أجنِدة هفية في القضية.

لم يستطع الأستاذ المشرف ديوس، بسبب منصبه التحدث عرضِيًّا مع ليون، لذلك كان بحاجة لعذر لكي يحادثه على إنفراد.

كل ذلك بسبب أنَّه قد يكون المفتاح.

سليل الجيل السابق للشَّفَقِ الأقدم.

قال المدير أنَّه سيحضر إلى هنا مع رفاقه.

العالم كان على وشك دخول عصرٍ جديد.

هذه معلومة لم تخفى على كبار المسؤولين.

كان ليون و أصحابه قطعة مهمة في مجرى التَّغيير، لذلك أراد تأكيد ما إن كان هو أم لا.

هل هو سليل ذلك الشخص؟

مع موقفه الوقح جداً، أصبح لدى لديوس عُذرٌ لكي يمسك به و يُحادثه بدون أذانٍ تتطفَّل.

لقد إستوطن أوغاد كايرو و نانمان في هذه الجزيرة بعمق، و تلك كانت مشكلةً عَوِيصَة، لذلك لم يستطع التقرُّب من ليون بلا مبالاة.

كانت هناك حاجة لعُذرٍ مقبول.

مع ذلك، للأسف، ذهبت الأمورُ جنوبًا بدلاً من الشمال.

بينما يفحص الأساتذة الطلبة، كان ليون يقف في وسط مجموعة من الأشخاصِ حامِلي المناصِبِ العُليا.

بينما هي جالسة على الرِّمال، كانت الأميرة لوسيا تتلقٌَى العلاج من قِبل نائب ديوس.

دخلت في تفكيرٍ عميق، مُستمِعةً لكلمات ليون، بينما يشرح ما حدث.

قاموا بمطاردتي، أنا هربت.

قاموا بمهاجمتي، أنا قاومت.

بعد أن قمت بالدِّفاعِ عن نفسي، عرضت عليهم تحدي.

الأن أنا واقف، و هم على الأرض مستلقيين، فقد خسروا و أنا فزت.

ملخصٌ شديد، شديدٌ جداً.

هكذا كيف شرح نفسه.

بينما الأستاذ المشرف ديوس يسأل عن هذا و ذاك، يجيبه ليون بهذا و ذاك.

كان ليون ماكِرًا كالثَّعلب، و لم يكُن في كلامه أي شيئٍ خاطئ، بالنظر لعدم إجابة أحد بالنفي بين الضحايا.

كان من الواضح أنَّه يكذب، لكن لم يكن هناك دليلٌ دامِغٌ على ذلك.

إذا أخذنا الأدِلَّة من مسرح الجزيمة و الضَّحايا، فسيكون هناك أدِلَّة كافية.

المشكلة أنَّ الضحايا أبَوا الإعتراف بأي شيئ، مؤكِّدين صِحَّة كلمات ليون بكونِها صحيحة.

ماذا حدث لجعلهم يصمتون؟ هل هو التهديد و الخوف؟

كان من غير المُرجَّح، لأن هناك من يحكم عشيرة، و من يحكم دولة، و أبناء عائلاتٍ دوقِيَّة و أقماط حتّى بين الطلبة. [1]

هل هناك شيئٌ أخر؟

لم يكن أحدٌ من بين الحاضرين بأحمق، لذلك شكَّكوا بأقوالِ ليون.

لا، لم يصدِّقوه و لو قليلاً.

“ يا أستاذ، ألا تعرِف المثل القائل: ما يحدُثُ في الجزيرة، يبقى في الجزيرة؟ لا حاجة لكونِنا فضولييِّن كثيراً ~ ”

“ قد لا تعرف، لكن الجيل الشاب يهتمُّ بكبريائه كإهتمامهم بحياتهم الخاصَّة ”

“ لا يجِب على الكبار التَّدخُّل في مشاكل الصِّغار، أو أنَّ هناك ثعالب قديمة قد تتدخَّل ~ ”

في مواجهة الأعين المُتشكِّكة، لم يقل ليون الكثير، و ترك بيانًا كهذا للجمهور.

لم يفكِّر ديوس كثيراً في كلماته، فقد عرف تمامًا ما قصده ليون.

نظرًا للمعلومات المُجزَّأة التي حصل عليها، فهم ما ينوي عليه ليون بشكلٍ ما.

كان من بين هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بالجري كالريح.

من المضيعة محاولة الحديث إليه الأن.

من الأفضل التركيز على إسعاف الطلبة و فهم ما يحصل بأنفِسِهم.

لما لم يلجأ للقُوَّة؟ كانت لديه أسباب عديدة.

الموقف لا يسمح، و ليس هناك عذرٌ كافٍ ما لم يشهد على الحقيقة كاملة.

لكن السبب الأكبر كان …

أنَّ الخصم قوي.

لقد كانت للحظات فقط، لكن كيف سيخفى ذلك عنه؟

العالم كان مختلِفًا في أعين الخبراء.

ثانية واحدة يمكن لها تقريرُ حياتك و موتك.

لذلك عرف بسهولة، كيف كان ذلك ممكنًا؟ مدى عدم واقعية الأمر، كل ذلك لم يهم.

الحقيقة الواضحة بسيطة، ليون قوي.

كانت تلك الحقيقة الوحيدة كافية لكي لا يهجم بتهور.

الآثار ستصيب الطلاب، بعد كل شيئ، إن قاموا بالقتال هنا.

هذا هو تأثير القوة.

بعد أن شهِد على ردود فعلهم، ضحك ليون بإستخفاف.

إن لم يُظهِر مثل تلك القوة الساحقة، هل كانوا سيدَّخِرون الوقت للحديث معه حتّى؟

كان من الأرجح القول، لا!

القوي فقط من له حقوق للحديث، النَّمِر لا يحذر من الأرنب، بل يفترسه!

قام ليون بإظهار القليل مِمَّا يمكِنُه القيام به، هذا سيجعل الأخرين حذرين في معاملته.

كان ذلك الحذر القليل كافٍ له لِفَرزِ قِطَعِه و الإنتهاء من هذه المهزلة.

“ بطريقةٍ ما، الموقف في صالحك، سيدي الشاب ليون ”

وقفت الفتاة بجانبه، كما دخل صوتها العذب أذنيه.

شعرٌ أبيض يُذكِّر المرء بالشتاء، و عيون تحاكي المجرَّة تلمع، كان في بؤبؤ العين لونٌ مختلط.

ليليث كرونوس.

لقد كان ينتظر هذه الفتاة.

معطفه كان معها، بعد كل شيئ.

“ هاهاها! أنا محظوظ دائمًا بعد كل شيئ، سيدتي الشَّابَّة! ”

كما لو يستقبل صديقًا عزيزًا، ضحك ليون بحرارة كما أجاب.

“ تواضعك يخجلني بحق، سيدي الشاب! أنى للحظ أن يفعل شيئًا في هذا الوضع؟ من الواضح أنَّ جبروت قُوَّتِك طغى على الجميع، صلاحك و تواضعك أعجب هذه الصغيرة! ”

بصقت ليليث بعض الهراء بينما تستقبله بحرارة، هي بدورها.

“ هيهيهي! أنى لَرَجَاحَةِ عقل إنسَانٍ أن تكون بهذا العُلِيِّ و الرُقِي؟ لقد كشفتني يا سيدتي الشَّابَّة ~”

رد كما لو كان يشعر بالحرج.

“ همف! أمامكِ ألف عامٍ لتجاريني في هذا يا شقية! ” ضحك ليون بشماتة أمام عيون الفتاة، و بكل وقاحة، رغم أنَّه لم يدلي بأفكاره علانية.

“ ثعلبٌ ماكِر … ” فكرت ليليث بينما تبتسم بغضب قليلاً، بينما تراقب البيئة.

كلماته المُضلِّلة للأساتذة كانت واضحة، كما لو كان يبحث في ردود فعلهم عن شيئٍ ما.

الأحمق فقط من لن يفهم كلماته.

كان من الواضح قصده، هل بين الحاضرين جواسيس لكايرو و نانمان؟

من الواضح أنَّ ما يحصل الأن كان عُذرًا للوصول لغايةٍ ما، ما هي تلك الغاية، هذا ما لم يكن معروفًا.

لم تتوقع ليليث الحصول على شيئٍ من محادثتهم في الأصل.

“ بما أنَّ دوري إنتهى … ” لمعت أعين ليون بضوءٍ غامض، بينما يحدِّق في لوسيا: “ فقد حان الوقت للحديث مع الشخصية الرَّئيسية هنا؟ ”

كما قال ذلك، تقدم نحو لوسيا و المعالج بجانبها، و تبعه الأخرون.

صادم و غير معقول.

لم يستطيعوا تصديق ما سمعته أذانهم، ما قالته الأميرة كان على عكس جميع توقُّعاتهم.

لقد أكَّدت بنفسها على صِحَّة بيانِ ليون.

شرحت بالتفصيل كل ما حدث.

من وقت هروبه، إلى وصولهم و هجوم البقية عليه.

لم يهاجم أولاً، لقد هجم على من حاول ذلك فقط.

و قد تفحصت ذلك بنفسها، لم يكن هناك سوى إصابتين خطِرتين، و ذلك يُعزى لكونهم حاولوا فعل المثل لليون.

لكي يخرج من الموقف بدون الإساءة كثيراً للشخصيات البارزة هنا، فقد عرض عليهم تحدي.

إن فازوا، فسيُسلِّمُ نفسه، إن خسِروا، فلن يُضمِروا له ضغينة.

فحوى التحدي كان غير معقول، لمسة واحدة و يخسر.

من كلماته السابقة، الجميع هنا خسِروا، بلا إستثناء.

لو كان قتالا، فقد يصبح قبول الأمر أيسر للعقول، لكن الأمر ليس كذلك.

مجرد لمسة كافية و ينتهي الأمر.

هذا … هذا …

فقط غير معقول!

كان للأمر وقعٌ أكبر على أعضاء مجلس الطلبة، فقد كانوا بدورِهم طُلَّابًا.

هل إستطاع أحدهم فعل ذلك؟ من الواضح الجواب، لم يكن لهم الجُرأة حتّى لمحاولة ما فعله ذلك الفتى.

لقد عرفوا حدودهم، كان لديهم تفاهمٌ تام بشأن ما يستطيعون فعله، و ما لا يستطيعون.

“ ر- رئيسة … هل لكِ القدرة على القيام بذلك؟ ”

همس أحد الأعضاء لأوليفيا، بصوتٍ مذعور.

“ … أنا أعرف ذلك بمجرَّدِ النَّظر، ما فعله هذا الطالب، لا يمكنني القيام به ”

كان صوتها صافِيًا و واضِحًا، و لم يظهر ذعرها على وجهها.

لقد قبِلت حقيقة أنَّ هذا الشخص قوي بسهولة، و لم تُحبط.

منصبها في هذه المدرسة لم يكُن من فراغ.

التكيف مع مواقف الحياة غير المتوقعة.

لقد كانت أهم مهارة يجب إمتلاكها للعيش في هذا العالم المليئِ بالمكائد.

إكتفى ليون بالبقاء صامتًا.

تواصل بصريًّا مع ديوس و رئيس قسم الإغاثة.

وقف الثلاثة بلا تعابير، كما لو كانوا يُقيِّمون بعضهم.

بدا من السخيف لفتى مراهق أن يُقَيِّم أشخاصًا أكبر منه، لكن ذلك يحصل الأن.

كانت ليليث الواقفة خلف ليون عميقة في التَّفكير.

كيف ستتعامل مع ليون منذ الأن؟ لماذا كانت فضولية بشأنه؟ و كيف ستستفيد من الموقف الحالي؟

التُّروسُ في عقلها عملت بسرعة.

في النِّهاية، ظهرت إبتسامة خفيفة على شفتيها الرقيقتين.

همهمت بصوتٍ غير مهموم خلف ليون، بينما تنتظره لأكمال صفقاته الصغيرة.

لقد عرفت بالفعل ما هي هوية رئيس قسم الإغاثة، كلمات الأستاذ المشرف ديوس الغير مكتملة، و زِد عليهم القرائن هنا و هناك، ضع رشَّةً أخيرة من حكمها الخاص.

ذلك سيؤدي لإجابة واحدة، مدير هذه الأكادِيمِيَّة.

لقد كان متنكِّرًا.

مجيئه للسفينة للإجلاء … ذلك فقط أكَّد خطورة الوضع.

كان هناك العديد من الأعضاء المهمين في السفينة الضخمة، وفاة أحدهم فقط سيكون كارِثِيًّا، لكن موت الجميع؟

سيثور غضبٌ لا يُحتمل، و كان على أحدٍ ما تحمل اللوم.

من هو أفضل من هذه الأكادِيمِيَّة لتحمله؟ بطبيعة الحال كان أوغاد المملكتين سيُلقُون اللوم عليهم!

كان هناك عدة أسباب واضحة، لكن جميعها كان باهِتًا أمام السبب الأكبر.

الفوائد.

كانت فوائد الأمر عالية.

لم تتوقع ليليث أن يتدخل حتّى المدير في الأمر.

لكن بما أنَّه قام بالتنكر، فهذا يُظهِر أنَّ هناك أجنِدة خفية في القضية.

لقد شرح لها لوكي في وقتٍ سابق عبر التخاطر بعض الأشياء، و في المقابل، كان يجب عليها تقديم بعض المعلومات.

في البداية فكرت في تجنب الأمر و عدم الإهتمام به، لكن في اللحظة التي عرفت فيها جُزءًا مِن المعلومات، عرفت مدى أهميتها.

كان للأمر تأثير على القوى المستوطنة.

بإعتبارها إبنة أقوى عائلة تجارية عبر الدولتين، فقد كان للأمر تأثير عليها أيضاً.

مخيف … المعلومات التي يحملها هؤلاء الأشخاص، و قُوَّتُهُم … لقد كان مخيفًا بعض الشيئ.

رغم ذلك … لم يسعها سوى إشتمام رائحة العملات النقدية.

كان هناك عملتان يتم تداولهما في العالم.

النوع العالمي، و النوع المحلي.

الأحجار السحرية التي تسمى: أحجار الإيجو.

كانت أحجارًا مشبعة بالطاقة السحرية تستخدم في تعبئة المخزون الناقص من الطاقة السحرية للمخلوق، تستخدم في الأسلحة، المركبات و وسائل أخرى.

و هي عملة يستخدمها الأشخاص الخارقين في جميع أنحاء القارَّة.

كانت هذه القارَّة ضخمة جداً.

إن قارنَّاها بكوكب الأرض، فقد كانت أكبر بقليل منه.

هذا هو مدى ضخامتها.

على أي حال، بالنسبة للإنسان العادي، حجر الإيجو الواحد يكفيه هو و أسرته للعيش لسنة كاملة برخاء.

كان لتلك الأحجار قيمة عالية، ليس فقط في التجارة، بل و في التدريب أيضاً.

كانت الأحجار السحرية أحد الشروط الأساسية للتقدم في الرتب، و حتّى لزيادة رتبة السلاح، فقد كان هناك حاجة إليه.

و هناك العملة المحلية، و التي تختلف بحسب الدولة: العملات النقدية.

كان هناك عملة تستخدم في معظم الدول.

لكن بشكلٍ عام، تستخدم بعض الدول عملتها الخاصة لكي لا تتدخل دولة أخرى في إقتصادها.

الذهب لم يكن له قيمة في هذا العالم، و بدلاً من ذلك، كان هناك معادن أخرى لها قيمة.

على الأكثر، كان البعض يستخدم الذهب كحُلِي، و الأطِبَّاء يستخدمونه في علاج بعض الأمراض.

الفولاذ أغلى من الذهب بكثير، نظرًا لخصائصه القيِّمة.

على أي حال، لمعت أعين ليليث عندما قامت بفرز المعلومات الموجودة داخل ذهنها.

كانت قيمة معلومات لوكي … لا تُقاس.

بعد بعض المشاورة و الكَرِّ و الفَرِّ بين الإثنين، أقاموا صفقة بشروطٍ متساوية بعض الشيء.

[ … يا إلهي … ما الذي أدخلني هذه المعمعة حتّى، كله بسبب ذلك الوغد]

[ أفهم الأن قليلاً ما تقصد … هذا مرهق]

لو لم يكن بسبب ضيق الوقت، لإستغرقوا ساعات لتلافي جميع التفاصيل، لكن على الأقل، تمَّت تغطية الأشياء المهمة.

ستساعد ليليث ليون و مجموعته في الشروع بالتجارة مع فرع نقابة كرونوس التجارية داخل هذه الأكادِيمِيَّة كزبون خاص.

التفاصيل سيتم الحديث عنها بالكامل مع الشخص المعني.

باقي المفاوضات سيتم التَّكفُّل بها من قِبلِ ليون.

في المقابل، سيقوم جانب ليون بإعطاء ليليث باقي المعلومات التي تحتاج إليها.

الشروط الأخرى سيتم الحديث عنها لاحقًا، نظرًا لضيق الوقت.

في البداية، لم تكن ستفكر بالشروع في صفقة معهم.

ذلك لولا القوة التي أظهرها ليون، ناهيك عن بعض تفاصيل مخطَّطِه العميق.

ماذا لو إستغلَّت المعلومات لخيانتهم؟

كان الجواب على الحجر بالفعل.

[ إن نشأ موقف و كسرتِ الصفقة و لم تُصِبكِ أثار كسرها، قد نكون متساهلين، لكن ليون … بكل تأكيد سيقتلكِ]

[ قول ذلك لإبنة عائلة كرونوس … هذا مثير للإهتمام]

[ هذا ليس كلامًا عن عبث، بل يأتي من شخصٍ قوي، لا يهم من هو العدو، في اللحظة التي يصبح فيها ليون هو العدو، فلم يعد هناك مجال للتسوية، أنتِ فقط من سيعاني]

[ ناهيك عنَّا نحن أيضاً، فنحن لسنا كالصعاليك النَّائمين هناك]

قول ذلك عن مواهب القارة … كان سخيفًا بعض الشيء.

كلماته عنت أنَّه سيواجه عائلة كرونوس بالكامل؟ هل له الجُرأة لفعل ذلك؟

كان هذا شيئًا غير مؤكد.

لكن بسبب ما قاله لوكي، فهمت شيئًا.

ليون إيڤينيوس، إنَّه شخصٌ لا يخاف من أحد.

و له قوة تدعم عدم الخوف ذاك، ناهيك عن المكر الذي لديه.

كيف عرفت بمكره؟ ذلك لأن …

[ كدت أنسى القول، شروط هذه الصفقة، لقد كان ليون من قام بوضعها منذ البداية … قبل أن نلتقي حتّى]

[ لم يعد لدي كلمات للتعبير]

لقد فهمت أنَّها كانت في يد ليون بالفعل.

ربما المعطف كان عذرًا لجعلها تلتقي به، و هذا الموقف كان من تخطيطه.

التخطيط ضد الأكادِيمِيَّة في أول بضع ساعاتٍ منذ قدومه … ناهيك عن هزم المواهب و عقد الصفقات.

الأن كانت متأكدة تمامًا.

رائحة مألوفة للغاية.

شعرت الفتاة بقشعريرة تمُرُّ عبر جسدها.

رائحة الأموال!

لم يسعها سوى النظر لليون بأعين برَّاقة.

هذا الشخص … لقد أصبح الأجمل في عيونها فجأة!

ليون، كما لو كان غير متدارك للأمر، لم يلتفت إليها.

“ ردُّ فعلها غير متوقع ”

“ قلت لك، هي قد تكون حقًّا الأخت المفقودة له ”

تهامس لوكي و فايرون بينما ينظران إلى ليليث و هي تحدق نحو ليون بأعيُنٍ مِلأُهَا الجشع.

مشى الإثنان نحو ديو و لويد.

كان لويد يحدق في ديو بأعين مستاءة.

“ يو … لويد … ماذا تفعل؟ ”

“ أنظر لهذا الوغد الخائن … لقد جعلني أجالس فتى بينما يستمتع بوقته مع فتاة! ”

“ هوه؟ هل الربيع أتى نحو مهووس السيف الخاص بنا؟ ”

برؤية ديو يحمل فتاةً فاقدة للوعي بين ذراعيه، إشتكى ديو، بينما نظر فايرون للأمر بأعين ساخرة.

“ ربيع مؤخرتي! … لم يحصل … شيئ ”

“ ما بال صوتك؟ مريب … ”

“ اهاهاها! بالله عليك، ما الذي سيحصل؟ ليس كما لو أنَّها عانقتني أو شيئٌ من هذا القبيل! ”

“ … هذا الوغد ” إبتسم فايرون بأناقة شاتِمًا بهدوء.

بالنظر لضحكة الشماتة على وجهه، عرف أنَّ هذا الأرعن يقول هذا عمدًا!

كانت تعابير لويد قبيحة، و هو يتذكر مرَّة أخرى، أنَّ الربيع لا يأتي بسهولة.

“ الأستاذ المشرف! لقد إنتهينا من الفحص! ”

أتى أحد المسعفين بسرعة نحو ديوس، و الذي لم يكسر التواصل البصري مع ليون.

“ النتائج كانت … ”

همس بصوتٍ شاحب نحو ديوس.

للحظة، ظهرت نظرة غير مسبوقة على وجه الأستاذ المشرف ديوس، قبل أن تعود تعابيره لسابق عهدها.

“ ما تقوله هو أنَّ الجميع … ما عدى شخصين … لم يصابوا بأذى؟ ”

كلمات غير معقولة خرجت من فم الأستاذ المشرف ديوس.

ظهرت تعابير غير مُصدِّقة على تعابير الجميع، كما لو أنَّهم لم يسمعوه جيدًا.

“ أستاذ … ماذا قلت الأن …؟ ”

صوتها مرتبك، سألت رئيسة مجلس الطلبة بنبرة مشكوكة.

“ شخصان فقط من أصيب … ”

“ لحظة … الطالب ليون إيڤينيوس! تعال بسرعة! ”

نادى عليه الأستاذ المشرف ديوس بصوتٍ مذعور.

“ حسنًا~” مشى ليون بخطى خفيفة و تماثل لأوامره كطفلٍ مطيع.

“ ها هو قد بدء ”

“ لن يفهموا حتّى لو شرح الأمر، قوته فريدة من نوعها بعض الشيئ ”

“ أنظروا إليه يتصرف كطالبٍ وديع يستمع بإهتمام لمعلِّمه، هذا يؤلم بطني فقط لرؤيته ”

“ اغغ! أشعر بالغثيان … لا تذكر ذلك مرَّة أخرى! ”

تشاور أربعة أصدقاء فيما بينهم، بينما يشتمون بصوتٍ عالٍ صديقهم العزيز.

يا له من مشهد تدمع له العين … الصداقة شيئٌ رائع حقًّا.

“ أيها الطالب، أظهر جوهر المانا الخاص بك ”

“ نعم~! ”

إمتِثالاً لأوَامِر الأستاذ المشرف ديوس، قام ليون بإظهار جوهر المانا الخاصِّ به.

اللون هو خليطٌ بين الأسود و الأحمر.

كمية صغيرة بحجم قبضة اليد، كما لو كان معتادًا على الأمر تمامًا، لعب بجوهر المانا الصغير في يده.

بدا الجوهر كمجالٍ غريب يتداخل مع بعضه البعض، و في الوسط، كان هناك كرةٌ شديدة السواد.

لا يتقارب أكثر من اللازم، لا يتباعد أكثر من اللازم، بالضبط كما يجب أن يكون عليه، تحرك المجال في تناغم.

قام بتقريب يده نحو المسعف ليفحصه.

حصول جوهر المانا على شكلٍ خاص يعني شيئًا واحِدًا.

ليون إيڤينيوس، بطريقةٍ أو بأخرى، لقد قام بالفعل بمراسم كشف المواهب.

لقد كانت موهبته … غير معروفة.

يبدوا أنَّه أخفاها ببعض الوسائل، وسائل لم يسعهم حتّى هم كشفها بسهولة.

هذا لم يكن المهم في الوقت الحالي.

“ هل هذه هي؟ ”

سأل الأستاذ المشرف ديوس المسعف بجانبه، بنبرة مستعجلة.

“ … بكل تأكيد، من الأثار الباقية القليلة على الطفلين المصابين، فهي نفسها ”

“ ماذا عن الأخرين؟ هل هناك أثار؟ ”

“ بحسب التقرير الذي جمعته من الأخرين … لا أحد، لا بوجد أثارٌ باقية على أحدٍ بينهم ”

“ هذا غير معقول … ” تمتم ديوس بصوتٍ مذهول.

لم يكن الوحيد، شعر الجميع هنا بشعورٍ بارد.

ليليث، أوليفيا، أعضاء مجلس الطلبة، أعضاء هيئة التدريس، و حتّى الأميرة لوسيا و من معها.

الجميع شعروا بالبرد.

كان الأمر كما لو كان الشخص في المياه الساخنة، و فجأة، يتم إلقاءه في مياه الشمال الجليدية.

“ فقط لعلمكم … حتّى لو قتلتُموني، فأنا لن أخبركم بشيئ، هذا لكم لتكشفوه بأنفسكم ” إبتسم ليون بخِفَّة.

الشخص المعني بجميع الأحداث، كان أمامهم يقول كلماتٍ غير مفهومة.

ما علاقة قتله بالأمر؟

من الواضِح معنى كلامه، هو، لم يثق بهم و لوا قليلاً.

كان ذلك لدرجة أنَّه قام بإحتياطاته لكي لا يتقدَّموا على أنفسهم.

بطريقةٍ ما، شعر بعض الأساتذة بخيبة أمل طفيفة.

كان ذلك بسبب عدم ثقته بهم.

لكن بعد التفكير قليلاً، كان من المنطقي.

لقد تسبب في جلبة، و من غير المعقول توقع مثل هذه الثقة من مراهق في البالغين.

كانت الثقة شيئًا يُبنى مع مرور الوقت.

بمثل هذه الأفكار، هدَّأ الأساتذة عقولهم.

يجب عليهم القيام فقط بواجبهم.

في هذا العالم المليئ بالفساد، أرادوا جعل هذا المكان بيئةً يمكن لهؤلاء الأطفال الإبتسام فيه بلا هموم.

و هكذا، قام الأستاذ المشرف ديوس، بتقديم أوامره.

“ … أمسكوه ”

“ ماذا؟ أستاذ، ألا ترى؟ كان كله دفاعًا عن النَّفس؟ ”

“ لا تحاول التملُّص، قف مكانك، لن أعاقبك كثيراً! ”

برؤية الإبتسامة الشيطانية على وجه ديوس، إبتسم ليون بمرارة، كما حاول الرجوع للوراء.

“ هذا الوغد … ” نظر ليون إليه، كما فكَّر: “ هل كان من الخطأ محاولة الشروع في التخطيط معه؟ ”

“ بسرعة! أمسكوه! ”

كان أول الأشخاص أمامه هم أصدقائه.

“ أيها الأوغاد … أقصد أصدقائي الإعزَّاء! ما بكم فجأة هكذا؟ ”

“ هيهيهي! لا تقلق يا ليون، لن أفعل شيئًا! ضربة واحدة فقط! ”

“لا خيار أخر بعد كل شيئ! الظروف هي ما أجبرتني! ”

“ صحيح، صحيح! يجب على الطالب الإستماع لأستاذه! ”

“ لا تصعب الأمور علينا و دعنا نمسكك، نحن أصدقاء بعد كل شيئ! ”

بعد قول أشياء سيقولها ثعالب المسار الصالح، إقترب أربعة أشخاصٍ من ليون بتعابير تجعل قُطَّاع الطرق يحفرون وجوههم في العار.

كان هناك حاجة لمبرِّر في كل شيئ.

اليوم، كان الجميع يتحرَّكون بعد قول أشياء تبرِّر أفعالهم.

هذا كان مضحكًا.

بدوا كالأشخاص من المسار الصالح و هم في مهمة للقبض على شيطان.

ليس فقط هم الأربعة، سواء كان الأساتذة أم أعضاء مجلس الطلبة، فقد إنضمُّوا إلى المطاردة.

حتّى أنَّ ليليث قد إنضمَّت إليهم.

“ أمسكوه! ”

“ بسرعة! ”

“ من أجل مصلحته، يجب الإمساك به و توبيخه! ”

راقبت الأميرة ما يحصل، بينما هي تفرِز أفكارها.

سواء كان بسبب ما حصل اليوم، أو الشخص الذي يكون عليه ليون، أو النُّبوءة التي رأتها.

كان لديها الكثير لفعله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنتهى الحدث الطويل بعد عناء، في النهاية، أمسكوا بليون، و تم إحضاره بعد يوم إلى غرفة المدرسين.

لم يكن من المعروف ما كان يحادث الأساتذة ليون به في اليوم السابق.

لقد تم حبسه طوال اليوم و حتى اليوم التالي في غرفة المدرسين.

كان ذلك في اليوم التالي، يمكن رؤية ليون النَّائم و المقيَّد بكرسي.

بعض الأساتذة كانوا لاهِثين، و البعض الأخر يُدَاوِي جسده بعد التَّعرِّض للعَضِّ مِن قِبلِ ليون.

كان أصدقائه الأربعة يجلسون بهدوء في الكراسي بالخلف.

يمكن رؤية بعض الطلاب يختلسون النظر عبر الشقوق في النوافذ و الأبواب.

بطبيعة الحال، كان ذلك لمعرفة ما هي العقوبة التي ستُصدرُ بحق ليون.

بما أنَّ الجِهات المَعنِيَّة لم تشكوا مباشرةً لبعض الأسباب، فقد كان من غير المعروف للطلاب كيف سيعاقبه الأساتذة.

كان للمدير بعض الأعمال في مكانٍ أخر، لذلك لم يتدخَّل في الأمر، و فوَّض السُلطة إلى الأستاذ المشرف ديوس.

لم يكن هناك إعتراضٌ كبير سِوى من قبل القِلَّة.

كانت محاكمة الطالب على وشك البدأ.

إستيقظ الفتى بعد نصف ساعة من تنويمه بالمُخدِّر.

“ ااااه~ هذا النوم كان مريحًا بحق ~ ”

بعد أن إستيقظ، إستقبلته نظرات بعض الأساتذة الباردة.

“ هؤلاء هم الفئران المُتسَلِّلة لأخذ الجبن؟ ” فكَّر بينما ينظر إليهم بأعين ملل.

“ الطالب ليون إيڤينيوس، هل تُقِرُّ، بموجب كونك طالب في هذه الأكادِيمِيَّة، أنك ستتحمَّل مسؤولية أفعالك؟ ”

بعد الصمت لبعض الوقت، فتح ديوس فمه ببرود.

مهما كانت نواياه تجاه ليون، فلا يجب كشفها، و هكذا، توصل مع المدير للعقوبة المناسبة لهذا الطالب.

هكذا لن يكون لهؤلاء الثعالب الحق في التَّدخُّل بسهولة.

كان يجب منعهم بأي ثمن.

“ نعم، مهما كانت أفعالي، فأنا أُقِرُّ بتحمُّلِ المسؤولية التَّامَّة ”

أجاب بصوتٍ ميكانيكي كالألة، بينما لم يُظهِر وجهه أي تعابير.

من الأفضل في الوقت الحالي عدم الضحك أكثر، لقد رسَّخ موقفه بالفعل.

بقي إنتظار الأسماك لِبَلعِ الطُّعُوم.

كان يعرِف بالفعل نوع العقوبة التي سيتلقَّاها، كانت قاسية بما فيه الكفاية لطالب في السابعة عشرة.

لذلك لن يتدخَّل أوغاد المملكتين بسهولة.

لكن على الأغلب، سيكون هناك بعض السخط، لكن ذلك لم يكُن من شأنه.

مهما كانت أفعال ليون شديدة، فهُم، بمنصبهم البسيط في هذا المكان، ناهيك عن كونهم خارجيين، لن يستطيعوا التصرف بلا مبالاة.

ذلك حتّى يكون لديهم ما يبرِّرُ أفعالهم.

“ إذاً، و بموجب السلطة التي خوَّلها لي المدير، سأُصدِر عقوبة في حقِّ الطالب، ليون إيڤينيوس ”

“ في إمتحانات تحديد الفئة، مهما كانت درجة الطالب ليون إيڤينيوس، سيتم خصم ما يُعادِل 50% منها، و إذا في حالة ما حقَّق درجة عالية، فستسحب منه حقوق كفالة الحقوق الدراسية. ”

“ و مهما كانت الفئة التي يدخل إليها، سيسحب منه حق العيش في السكن الطلاب، خوفًا من دخوله في الشغب مع الأخرين حتّى إشعارٍ أخر ”

“ أخيراً و ليس أخِرًا، ستتم مراقبته طوال الفصل الدراسي من قبل نائبة رئيس مجلس الطلاب ”

عقوبة قاسية!

مهما كانت درجة الطالب، نصف نتيجته سيتم سحبها على الفور، هذا يعني، لو كان في المركز الأخير، فنصف ما جمعه سيتم إلغاؤه، و ذلك على الأغلب سيكون ضربة قاتلة للشخص.

بالطبع، لشخصٍ بقوة ليون، كان ذلك غير مهم، لكن المشكلة أنَّه من الصعب الحصول على درجة عالية بهذا، نصف عملك الشاق يصبح غير مفيد على الفور.

و حتّى لو حصل على مركزٍ عالٍ، ستسحب منه حقوق الكفالة الدراسية، و ذلك بمعنى أنَّه لن تتِمَّ تغطية تكاليف الدراسة، يجب عليه دفعهم بنفسه.

لقد كان الأسوء هو الطرد من مهاجع الطلبة حتّى إشعارٍ أخر.

ناهيك عن المراقبة من قبل نائبة رئيس مجلس الطلاب، قد يبدوا الأمر أخف إن نظرنا من وجهة نظر العقوبة أعلاه، لكن لم يكن أخف حتّى.

باردة.

لقد كانت نائبة رئيس مجلس الطلاب شخصًا باردًا بحق، لم تتحدث كثيراً و كانت تطبق القوانين تمامًا كالمهووسة.

بالطبع، مواهبها كانت فريدة من نوعها، ناهيك عن كونها ذات أصلٍ مجهول.

لقد كانت شخصًا غامضًا، حتّى بالنسبة للمدرسين هنا.

هذه العقوبة … أليست مُبالَغة بعض الشيئ؟

حتّى الطلاب شعروا بالأمر، كانت هذه العقوبة قاسية جداً بالنسبة لشخصٍ قد أتى لأول مرة.

“ … هذا مبالغٌ به بعض الشيئ ” بالنظر حوله، قال ليون بصوتٍ مُعترِض.

كان الأمر كما لو أنَّه ينتظر الطلبة ليعبروا عن شكوكهم ليكون لديه الجُرأة للتعبير عن رأيه بدوره.

مهما كان ذكيًّا و قويًّا، فهو سيتماشى مع محيطه.

بعد رؤية رد فعله، بعض الأساتذة إبتسموا بسخرية داخليًّا، لكنهم نظروا إليه ببرود على السطح.

عدم رضاه كان منطقيًّا، لذلك لم يشُكُّوا بشيئ.

كانوا سيقترحون عقوباتٍ ما بأنفسهم، لكن ما طرحه ديوس أرضاهم.

رغم كونها عقوبة مبالغًا بها بعض الشيئ، لكن لا يهم.

كان هذا كافيًا لكبح جماح الطالب.

بالطبع، كان هناك العديد من الأساتذة الذين عبروا عن عدم رضاهم، و قولهم أنَّ العقوبة مبالغ بها كثيراً.

لم يستمع ديوس إليهم، إغتنامًا للفرصة، قام الأساتذة الأقلية بدعم ديوس.

تخويف الطلبة، السخرية من هيئة التعليم، الأذِيَّة الشديدة لطالبين، ناهيك عن كونهم أبناء عائلات مهمة، و ذلك سيسبب للأكاديمية تقديم تفسير لائق للقضية.

لقد سبب الكثير، لذلك، رغم إعترافهم بكونها عقوبة قاسية بعض الشيئ، فقد كان الحل الأوسط الأمثل.

“ لا أهتم، مهما كان السبب، فهذا مبالغ به! ” إهتز جسده المربوط بالكرسي بشدة، كما لو كان يعبر عن غضبه.

“ ألم تقل أنَّك ستتحمل مسؤولية أفعالك؟ أم كانت تلك مَجرَّد كلماتٍ فارغة؟ ” حدق ديوس ببرود.

صمت ليون قليلاً في كلماته، كما لو كان يحاول الإعتراض، لكنه إختار الصمت.

فتح فمه لقول شيئٍ أخير: “ هل لا مجال حقًّا للرجوع عن هذا العقاب؟ ”

“ لا يوجد، يجب عليك، مهما كان ذلك مريرًا، قبول الأمر ”

“ حسنًا … ” لمعت أعيُنُه ببرود، ضحك قليلاً كما أصبح صوته قاسيًا: “ يمكنني الأن رؤية أي نوعٍ من الأماكن هي هذه الأكادِيمِيَّة ”

بسهولة و يُسر، قام بفك نفسه، كما وقف من مكانه.

هالة شريرة تصاعدت عبر جسده، كما لو كان بلا وعي.

أصبح الجميع على أهبة الاستعداد.

نظر إليهم بصمت، عيناه الحمراء كانت بلا حياة.

“ الإمتحانات بعد يومين، أليس كذلك؟ ”

بعد قوله ذلك، لم يجب أحد.

أخذ صمتهم كمواقفة، و واصل بنبرة خالية من العاطفة: “ بما أنَّ الأمر هكذا، فسأريكم شيئًا مثيرًا للإهتمام، فقط إنتظروا ”

بعد هذا، إتجه الفتى نحو الخارج.

“ أيها الطالب! إلى أين تعتقد أنـك ذاهبـ”

لم يستطع سوى إبتلاع كلماته، ذلك الأستاذ، نزل عليه ضغطٌ رهيب.

لم يقم الفتى سوى التحديق به، لكن شعر بالرغبة في الهروب.

الجاذبية ضغطت عليه بقوة، بالطبع، كان جسده يستطيع التعامل مع الأمر إلى حدٍّ ما، لكن العامل النفسي كان ما أثقله.

بعد بضع ثوانٍ غادر ليون ببرود المكان، تارِكًا الجميع في صمت.

“ … ألن يلحق به أحد؟ ”

“ إذا كنت تعتقد أنَّك تستطيع إرجاعه، فتفضل ”

صمت الشخص الذي قال ذلك على الفور، بعد تلقي إجابة.

حسنا، يمكن تحمل الأمر، فرد فعله كان معقولاً.

الشخص الغير عاقل فقط من لن يغضب في مثل هذا الموقف، حتّى و لو قليلاً.

فهم الأساتذة الذين وافقوا على العقوبة الأن، كان هذا الفتى قويًّا حقًّا.

من البداية و حتّى النهاية، كان الأربعة مع ليون صامتين، محاولين كبح جماح ضحكهم.

لحسن الحظ، من الخارج، كانت تعابيرهم تبدوا غير سارة، كما لو أنَّ الموقف لم يعجبهم بتاتًا.

* * *

بعد مغادرة المكان، ضحك ليون ضحكة خفيفة.

هؤلاء الحمقى … لقد تم خداعهم بسهولة.

على أي حال، نظرًا لكونه طيبًا، أليس عليه تلبية توقعاتهم، و جعل الإمتحان ممتعًا؟

هيهيهي، سأجفف جميع مواردكم، أيها الأوغاد.

نظرته كانت نبيلة.

نشر الخير و السعادة عبر العالم.

كان شعار ليون الأوحد على وشك الظهور للعالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]: االأقماط: بمعنى كونت، مفرد كلمة أقماط هو قمط.

الأقماط هو جمع القمط.

2024/08/12 · 11 مشاهدة · 4365 كلمة
نادي الروايات - 2025