الفصل 23: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشى ليون عبر المكان محاوِلاً الخروج، لحسن الحظ، لم يكن المستوصف ذي مساراتٍ عديدة، لذلك لم يضِع.
“ يا؟ كنت أبحث عنكم يا رفاق! ” رأى مجموعة من ستة أشخاص و سارع إليهم.
“ يو، ليون، كيف حالك الأن؟ ” رد عليه لوكي بينما يتَّكِئُ على الحائط.
“ أفضل الأن، لكنني جائع، هؤلاء الأوغاد … لم يسمحوا لي بدخول الكافتيريا! ”
هذا تعدِّي على حقوق الانسان!
“ خيرًا فعلوا ”
“ أنا أُشيد بفطنتهم يا رجل، إحترامي حقًا لهم قد إزداد فجأة ”
“ من سيترك وغدًا مثلك يدخل بسهولة؟ الكارثة الطبيعية تسمى بذلك الإسم لسبب! ”
الأخرون وراء لوكي، قالوا حقيقة واضحة كالشمس، رغم كونها جارحة قليلاً.
“ … هؤلاء الأوغاد؟ ”
بدء غضب ليون يتجلَّى، لكنه تجاهل الأمر.
“ على أي حال، هل هناك صعاليك تستحق التربية بين من راقبتموهم؟ ” بعيدًا عن المزاح، مشى ليون للأمام كما قال.
مشى لوكي بوتيرة مريحة، كما رد: “ للوقت الحالي، ليس الكثير ”
فكر قليلاً، بينما أكمل، “ في الواقع … كان هناك فتى مشاغب بعض الشيء، لكنه موهوب، مع بعض الترويض، سيكون مفيدًا ”
“ حسنًا، كلما كانوا هكذا، كلما كان أفضل، هؤلاء الأشخاص بسطاء و مُعادون للمجتمع، لذلك لا خبث كثير في سلوكهم ”
“ ماذا عنك يا فاير؟ ”
“ حسنًا، كان هناك إثنين إلى ثلاثة جذبوا إنتباهي قليلاً ”
“ هم؟ ” إستفسر ليون بنظراته، عندما رد فايرون.
“ إنَّهم مناسبين ليدرِّبهم لوك، أحدهم بارع في مسار الجليد، كما أرى، الأخرين كانوا على ما يبدوا يستخدمون مسار الدعم و الشفاء ”
“ إنه تناسق ممتاز ليكون صدفة، على ما يبدوا هم معارف أو شيئٌ من هذا القبيل، هل جذبت إنتباههم؟ ”
بينما يتحدث ليون و فايرون، كانوا قد وصلوا إلى ساحة ضخمة يقف فيها الطلبة.
كانت تلك ساحة التدريب المفتوحة.
رغم أنَّه ما زالت هناك ساعة حتى موعد الإختبار الثاني، فقد كان العديد يتنازلون فيما بينهم.
“ نعم، تواصلت معي إحدى فتيات هؤلاء الثلاثة عندما كنت أقف وحدي، على ما يبدوا أرادت إستخدامي كدرع، لكنني ببساطة تجاهلتها ”
“ هيه~ يا له من موقف مبتذل، على الأغلب لم ترضى تجاهلك و حاولت إقحامك في الموقف لتنتبه إليها؟ ”
“ معظم الفتيات هكذا في مواجهة وسامتي يا ليون، ليس ذنبي أنَّني قوي و وسيم، أليس كذلك؟ ”
“ … سأنسى أنك قلت أي شيء، بعد ذلك قضيت على بعض المزعجين و هي عرفت أنَّها أساءت إلى شخصٍ قوي و ما إلى أخره ”
“ بعدها أنت إستغلّيت الأمر للتقرب من البقية، صحيح؟”
قام بضرب قبضتيه معًا ردًّا، “ بينغو! ”
“ أمَّا ديو … لنتخطَّاه، ما أخبارك يا لويد؟ ”
“ آوي! هذه وقاحة، ربما لقد وجدت بعض المواهب، ما أدراك؟! هاه؟ أيها الوغد! ” تذمر ديو تجاه الوقاحة التي تلقَّاها.
“ … هل وجدت شيئًا، نيجا تشان؟ ” سأل ليون بسخرية.
“ لا، تشيبي تشان! ” قال ديو بفخر.
“ ماذا كنت أتوقع حتّى … ”
“ همف! كنت أهتم بتلميذيَّ الإثنين، لذلك لم أراقب أحداً ”
“ لا … أيها الأحمق، لما إعتقدت أنني لم أسألك؟ أعرف ذلك بالفعل، في الواقع … إنها نعمة أنَّك قبلت تلاميذًا في الأساس ”
“ احم! على أي حال، تشيبي تشان، حان وقت لويد، صحيح؟ “
“ نعم، يا لويد، ماذا وجدت؟ ”
“ … لا شيء ” تجنّب لويد بصره، بينما يراقب الأنحاء.
“ لا شيء، نعم، لا شيء ” إبتسم ليون ردًّا.
“ أيها الوغد! هل هذا وقت اللف و الدوران؟ هاه؟ أخبرني إن وجدت شيئًا أم لا! لا وقت لدي لربيع شبابك أيها اللعين! ” بصق ليون كما وبخ بقسوة.
باه! هل أنت فتاة صغيرة؟ هاه؟ أنت لست فتاة! و لا تتصرف بخجل هكذا، هذا مقرف!
“ لا شيء، قلت لك لا شيء أيها الوغد! عن أي ربيع شباب تتحدث! ” كما لو كان يشعر بالإهانة، غضب لويد في المقابل.
“ حاول أن تصرخ أولاً ليكون أدائك مقبولاً أيها الأحمق! هاه … ديو، ما الذي حصل معه؟ ”
علمًا منه بعدم حصوله على شيء من لويد، إختار ليون ديو بدلاً من ذلك.
“ حسنًا … لنقل أنَّ صديقنا هنا قد وجد فتاةً في مأزق، و حصل الباقي كما يمكنك المعرفة ”
“ أتعني هذا و ذاك؟ ” لمعت عيون ليون.
“ أنت تفهمني! نعم، و بعدها هذا و ذاك، و ثم ذلك أيضاً! ”
“ ذلك؟! ” وجه ليون مصدوم، ضحك كالعجوز و قال: “ اوهوهوهو … هذا الوغد، لقد تحسَّن بالفعل! ”
بينما كانوا في خضم الحديث، وقف فرناندو و تشاي نايون صامتين، و علامات الإستفهام تطفوا على رؤوسهما.
“ على كلٍّ، يبدوا أنَّ المشاكل أتية، هاه؟ ” برؤية وجوهٍ غاضبة قليلاً، سخر ليون واقفًا.
“ أنت! أنت هو سبب خسارتي! أيها الوغد بلا ضمير! ”
كان يبدوا كَرجُلٍ في منتصف العمر، كانت رائحة الخمر على جسده قوية.
جسده بدا هزيلاً و يترنح في حالة سكر.
كانت هناك دموع على وجهه بينما يصرخ على ليون.
العديد من الأشخاص، عندما رأو ذلك، لم يسعهم سوى النظر إلى ما يحصل و الهمس فيما بينهم.
في العادة، سيشعر المرء بالحرج و يأخذ هذا الرجل بعيدًا عن الأعين المتطفلة.
رغم هذا، ليون وقف في مكانه، بينما لم تفارق الضحكة الساخرة وجهه.
“ هل أعرفك؟ ” تحدث بصوتٍ يبدوا مرتبكًا.
لولا ضحكة الشماتة على وجهه، لصدق الأشخاص هنا لفتته.
ذلك جعله يبدوا ساخرًا.
“ من يحرك هذه القطعة؟ ” فكر بينما يراقب الأنحاء.
من غير الواقعي إمكانية دخول مثل هذا المخمور إلي ساحة تدريب الطلبة ببساطة.
من الواضح، كان هناك من سمح له بالدخول.
كان لدى ليون بعض الإحتمالات في رأسه.
إمَّا أنَّ المعنى من تركه للدخول هو أنَّ هناك أحد الفصائل المتمركزة أراد توصيل نواياهم إليه.
قد يكون تشويهًا للصورة، ليظهروا سلطتهم في تركِ الأشخاص الغير مسموح بهم يدخلون كما يشاؤون.
بسبب موقفه المعادي للمجتمع في اليومين السابقين، قام ليون بطرد جميع محاولات الحديث معه.
بطبيعة الحال، كانت تلك المحاولات — على الأغلب، من قِبلِ فصائل كايرو و نانمان.
مع القوة التي أظهرها، سيتصاعد الجشع في قلوبهم بالطبع.
لقد قام بهزيمة و إذلال مواهب هذا العام!
من هذا المُنطلق، سيكون هناك خياران.
محاولة إستماله بالجزرة [ الفوائد].
محاولة قمعه بالعصا [ العواقب].
لا يخفى على الكثير من الأشخاص الأقوياء الصراعات السياسية الحاصلة في الأكادِيمِيَّة.
لو لم يكن المرء جاهلاً بالأحوال هنا، بطبيعة الحال، أي تحرُّكاتٍ تجاه فصيلٍ ما سيكون لها نوايا ما.
و مع ذلك، لم يعتقد أحدٌ أنَّ ليون ينتمي إلى أي فُصيل.
“ فترة يومين ستكون كافية للبحث عن خلفيتي، لكن هيهيهي … لن يحصلوا على شيء ”
بما أنَّ خلفيته مجهولة، سيكون هناك بعض الغموض حوله.
كان لتحرُّكات ليون معاني عميقة.
إذا قمع بعضًا من الطلاب دون غيرهم، فسيحمل ضغينة أقل.
و مع ذلك، سيجعل زعماء الفصائل يعتقدون أنَّه فعل ذلك لحمله نوايا حسنة لمن لم يهاجمهم.
مهاجمته للجميع و عدم لمس الأميرة أظهرت طبيعته غير المُقيَّدة لكن في نفس الوقت أظهر ضبط النفس.
كان موقفه راسخًا — هو لن يخضع لأحد بسهولة، هذا سيُظهِره ذو قيمة أكثر.
على القوي أن يكون بهذا الفخر على الأقل!
كانت نية القتل المتذبذبة تجاه من يعترض طريقه في يوم هجومه على الفتى إد رادِعًا للألعاب الخبيثة.
رقصه مع الأميرة يُظهِر طبيعته الحُرَّة و الغريبة، هذا سيترابط مع خلفيته الغامضة.
ذلك سينزع الحذر في قلوب جميع الفصائل و سيتأكَّدون من عدم إنتماء ليون لأيٍّ منهم، كانت أفعاله مبهرجة جداً و لافتةً للإنتباه.
أخيراً موقفه في الإختبار الأول، حيث لم يقترب من أحدٍ و أظهر موقف ملكٍ وحيد.
ذلك سيجعل الجميع يعتقد بطبيعة الحال: موقف ليون مُحايد.
محاولة إظهار السلطة في هذه اللحظة قد تكون للتأكد من ذلك الإحتمال.
إما ذلك أو …
لم يستغرق ليون سوى لحظة للتفكير في كل هذا، ومضت عيونه بضوءٍ برَّاق.
لقد نشر إحساسه في المنطقة كاملة، و لم يشعر بمراقبة أحدٍ له بشكلٍ مريب على وجه الخصوص.
محاولة الفصائل الأخرى للتقرب لم تكن تجاهه فقط، حتّى مجموعته لم تسلم من ذلك.
كان ذلك يُظهِرُ مدى توغُّل أوغاد الدولتين في الأكادِيمِيَّة.
“ أنت أيها الوغد! لقد خسرت جميع أموالي بسببك! ”
بينما كان وجهه ملطخًا بالدموع، أمسك بليون من ياقته كما صرخ باكيًا.
“ آها- آهاهاها! هلاّ هدأنا قليلاً الأن؟ ”
إقترب ليون و أمسك بكتفيه كما لو كان يحاول جعله يهدأ، بينما يضحك بتوتر.
بالنسبة للجمهور، بدا الموقف كما لو كان ليون قد نصب على ذلك الرجل المسكين، لذلك حاول ليون أن يكون متوترًا.
إزدادت الهمسات حول المكان، و توقف الكثير من الأشخاص عن التدريب، لفهم الوضع.
منذ البداية، كان ليون مشهورًا بطبيعة الحال، لذلك هذا الموقف كان شادًّا للإنتباه بالنسبة للطلبة.
من كان يتوقع أن تكون عملية إحتيال؟
همسات الأخرين و نظرات الإزدراء بسبب نقص معرفتهم، لم يعطهم ليون نظرةً ثانية حتّى.
كيف سيهتم بمشاعرهم؟
يمكنهم التفكير كما يشاؤون، ما علاقة ذلك به؟
“ أنت قد تحاول خداعي، لكنني أتذكرك تمامًا، أيها الفاقد للعواطف! يا بؤرة الشر! كيف لك أن تسلب أموال مسكين مثلي! كيف عشت حياتك حتّى الأن! ”
“ عشتها قرير العين! أنام بسلام! ” كما لو كان قد فهم شيئًا ما، أجاب ليون ضاحكًا.
كان رده بالنسبة للأخرين غير لطيفٍ أبدًا.
الرأي تجاهه أصبح قاسيًا.
لم يهتم بهذا، و فكر في نفسه، “ هي هنا؟ حان وقت تسلم أموالي، هيهيهي ”
ضحك ببرودة، و إقترب ليون من رأسه بسرعة.
“ عديم الوجه، هل هي الساعة الخامسة؟ ” همس بصوتٍ طفيف.
أومأ الرجل إيماءة خفية، كما قال: “ شفرة الغسق تريد التواصل مع السيد ”
وجهه الباكي المثير للشفقة لم يعد حاضرًا.
لكن الجمهور لم يرى هذا التغيُّر.
“ حسنًا، ما زال هناك وقتٌ قبل الإختبار الثاني، هل هي في الأنحاء؟ ”
بالنسبة للجمهور، بدا أنَّ ليون يحاول قول شيئٍ ما للرجل، الذي توقف عن الحركة.
كان هناك من يقتربون بالفعل، كما لو يحاولون فصل الإثنين عن بعضهما البعض.
“ وقت تسليم الأموال، سيكون في نصف ساعة، يا سيدي، شفرة الغسق قريبة من المكان”
تعبير الرجل عندما تهامس الإثنان كان غير واضح.
سياق الحديث و الأحداث، تلك إستدلالت يستخدمها الناس لتخمين المواقف التي تحصل بشكلٍ غامض أو ستحصل في مستقبلٍ ما.
و بحسب صراخ الرجل سابقًا و بكاءه، ثم همس ليون في أذنه، و تعابير وجهه الغير مقروء، فهموا شيئًا ما.
كان ليون يهدده.
لذلك، بما أنهم لم يعرفوا فحوى الحديث، إعتقدوا على الفور أنَّه تهديد.
للإحتياط، قام الرجل بتشويش الطاقة المحيطة بالمكان لمنع الآذان المتطفِّلة.
“ تفضَّل المعلومات التي طلبتها يا سيدي ” قام بدسِّ ورقة في جيب سترة ليون بينما لا يرى أحد.
“ الأن يجب عليك الركض، لنلتقي بعد سبعة أيام في حانة نبيذ الصقيع ” همس ليون كما دفع الرجل.
“ سمعًا و طاعة، سيدي ” لم يحرك فمه، لكن وصل صوته إلى ليون.
عندما سقط، كانت تعابير الرجل خطيرة، بينما يحمل ليون تعبيرًا باردًا.
كان على وجهه ملامح الغضب العميق.
“ أيها الوغد…! ما علاقتي برهانك علي؟! تتهمني زوراً بينما لم أعرفك من قبل ! أنت تستحق الضرب كالكلب ! ” كان نفسه ثقيلاً و وجهه على وشك الإنفجار غضبًا.
الرجل الآخر كان خائفًا.
“ أ- أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا، قيل لي أنك ستفوز في الإختبار الأول! لذلك راهنت بثروتي عليك، لم أفعل شيئًا خاطئًا! ”
“ موهبة من الدرجة (C)! آلا تفهم ما معنى ذلك؟ هاه؟ أنت من راهن بأموالك اللعينة علي! ما دخلي بذلك؟ هل تهمني توقعاتك يا أبن الساقطة؟! ”
تم الإمساك بالجمهور على حين غرَّة.
بدا أن ليون على وشك الهجوم على الرجل.
هذا الوغد …! كيف تجرؤ على التسبب في المشاكل لي!
هكذا كيف بدت تعبيراته.
أمسك به رفاقه، كما عرفوا هوية الرجل.
“ توقف يا ليون! إنه لا يستحق! ”
“ ليس وقت الغضب! لنذهب الأن! ”
“ أتركوني! سوف أضربه حتّى اللب! لن يرتاح ضميري قبل فعلي ذلك! ”
“ الـ- الطالب ليون إيڤينيوس! أأرجوك إهدء قليلاً! ”
كان هناك بعض الطلبة الذين تدخلوا عند رؤية نوبة غضبه.
“ غرر! ” زمجر كالوحش و توجهت نظراته الوحشية تجاههم: “ أنتم أيها الأوغاد تجرؤون على التدخل؟ ”
“ هل تعتقدون أنِّي لم ألاحظ نظرات الإزدراء هذه! هاه؟ و الأن لكم الجُرأة على إيقافي، إبتعدوا قبل أن أحطِّم وجوهكم! ”
إثباتًا لكلماته، تصاعدت قوته الجسدية بينما يبتعد عن رفاقه.
ظهرت تعابير مترددة على وجوه الطلبة، كلماته كانت صحيحة.
بسبب التحيز تجاه ليون في اليومين الماضيين، لم يفكروا في هذا الموقف جيدًا.
ناهيك عن أنَّ السبب الأكبر هو إنتماء الكثير لكايرو و نانمان، و لأن ليون هزم مواهب الدولتين، فسيكون هناك إستياء خفي و إزدراء.
فهو لم يحترم أحد.
بالطبع، لم يذكر أحدٌ ذلك.
ذلك سيظهرهم في صورة سيئة.
و هكذا، العديد ممن حاولوا سابقًا التدخل قد وقفوا في أماكنهم.
“ تراجعوا! سيضربكم بجدية، إرجعوا بسرعة! ” صرخ فايرون بصوتٍ محموم بينما يسحب ليون للوراء.
“ أتركني لأضرب أبناء العاهرت المتحيزين هؤلاء! ” بينما يتم سحبه، شتم ليون و بصق.
“ أهرب! أأيها الرجل المخمور، بادر بالهرب بسرعة! ”
بينما يحملون ليون “بصعوبة” صرخوا للرجل.
“ حـ-حسنًا! ”
بخوفٍ عميق، بادر الرجل للركض بسرعة.
كان من الغريب دخول هذا الشخص للمكان، لكن على ما يبدوا، كان يريد إلقاء اللوم في خسارته على ليون، لذلك أتى متسلِّلاً.
هكذا كيف فهم البعض الأمر.
العديد من الأشخاص، لسببٍ ما، شعروا بالذنب لنشر كلماتٍ مسيئة عن ليون فيما بينهم، و هو في حقيقة الأمر غير مخطئ.
كان البعض من الصالحين في نفوسهم يرغبون بالإعتذار لاحقًا.
بقي فرناندو و تشاي نايون صامتين و علامات الإستفهام تطفوا على رؤوسهما، مرة أخرى.
فقط بعد ثوانٍ لحقوا بالمجموعة على عجل.
بينما يصرخ خارجيًا، كانت التروس في عقل ليون تعمل بسرعة.
لم يحِن الوقت للتحرك بعد، على الأغلب، في الإختبار الثاني، ستبدأ تحركات الفصائل بجدية لجمع المواهب.
بعد إبتعادهم عن المكان، ترك الآخرون ليون بشكلٍ طبيعي.
“ أنا ذاهب للقاء شخصٍ ما، إن رأى أحدكم تحرُّكاتٍ مشبوهة، فلا تنسى إبلاغ الأخرين ”
كما قال ذلك، بينما يغطي مجالٌ شفاف جسده شيئًا فشيئًا، إختفى جسده.
“ إلى اللقاء حتّى الإختبار الثاني ”
تاركًا كلمات الوداع، طار بجسده الخفي بسرعة نحو مكانٍ ما.
“ للوقت الحالي … هل نأكل؟ ” إقترح ديو ذلك، قبل أن يعبِس.
“ يا؟ كنت أبحث عن البشر، لكن من كان يتوقع؟ لم أجِد سوى قرود ” صوتٌ بارد في مكانٍ بعيد قليلاً عن المجموعة.
كلماته الساخرة دخلت آذان ديو و الآخرين.
شاب مهيب الجسد وراءه مجموعة كبيرة من الأشخاص.
على ما يبدوا، كانوا أتباعه.
“ هؤلاء الصعاليك الصغار … ” عيونٌ منزعجة على وجه ديو.
كان يكره النملة التي تتباهى أمام النمر حقًّا.
“ إبن عائلة بايك الثاني … بايك كانج وو ” ومض الضوء البارد في عيون لوكي.
بعد أن قال لوكي هذا، تغيرت تعابير الثلاثة الأخرين.
لم يتوقعوا كونه هو المُلاحِق.
كان من الواضح أي شخصٍ يبحث عنه.
في الواقع، جلبوا ليون إلى هذا المكان البعيد عمدًا.
أرادوا إستدراج هؤلاء الصعاليك الصغار، ليتبينوا نواياهم.
عرض ليون لقوله أن يبلغوا عن أي شيئٍ مشبوه و إختفائه الدراماتيكي، سيجعل المتربِّصين يظهرون.
ذلك سيُظهِر ليون كالقائد القوي لمجموعة من الضعفاء.
على عكس ليون، لم يقم لوكي، ديو أو فايرون و لا لويد بإظهار قواهم، ذلك لبعض الأسباب.
و هكذا، سيبنون صورة ضعيفة قليلاً في البداية.
بينما يراقب الأخرون تحركات ليون بكثافة، سيكون لهم حرية التحرك إلى حدٍّ ما لسحب الحلفاء بسرعة.
لم يكونوا حمقى، كان المزاح و اللعب بين بعضهم البعض فقط.
لقد كانوا باردين و قُساة تجاه عداء الأخرين بشدة.
كانت مجموعة ليون مجموعة من العباقرة و الوحوش.
لم تكن مثل هذه الأكادِيمِيَّة كافية لإحتوائهم أو رعايتهم.
على أي حال، عندما قال لوكي ذلك، أصبحت تعابير الأخرين باردة على الفور.
كلام بايك كانج وو واضح و لا يحتاج للشرح.
بطبيعة الحال، و لو لم يهتم بهم، لما بقي في إنتظار ليون للذهاب.
لقد أراد على الأغلب إستفزازهم.
لم يُزعِج لويد نفسه بحمل رمحه حتّى.
كان سيضربهم حتّى اللُّب إذا تجرأو على إفتعال مشكلة واحدة.
كانت تعابير فرناندو باردة من الخارج، بينما يحترس داخليًا من المناطق المحيطة.
سريينج!
تشاي نايون لم تفكر مرتين، و سحبت سيفها على الفور.
لم يفهم الإثنان بالضبط ما يحدث، لكن من الواضح أنَّه لم يكن لكانج وو نوايا حسنة.
لوكي وضع يديه خلف ظهره بينما عيونه تنضج بالملل.
فايرون جلس بإسترخاء، لم يُعِر هذه المجموعة أي إهتمام.
ديو تقدم للأمام، بيديه داخل جيوبه.
“ اوه؟ ما كان علي سماع الشائعات البتَّة ” بمراقبة ردود فعل لوكي و الأخرين، ضحك كانج وو بخفة.
“ على ما يبدوا، ليسوا قرودًا كما إعتقدت؟ ”
لا، إنتظر، هذا مألوفٌ قليلاً …
أظهر أتباعه خلفه تعابير باردة، و جهزوا أنفسهم للتحرك.
رفع كانج وو يده، و أوقف أتباعه، “ سأواجههم بنفسي ”
“ لكن يا سيدي … ”
“ لا تجبرني على تكرار نفسي ” وهج قاسٍ في عيونه قد ظهر.
لفتته البسيطة أخافت التابع، أنزل رأسه راضِخًا و تراجع للخلف.
بعد قمع تصرفات كلابه، تقدم كانج وو للأمام في في مواجهة ديو.
“ بينما ننتظر … ” ضحك بشراسة كما قال: “ لا ضير من اللعب ”
سووش!
جسده إختفى فجأة، كما ظهر أمام ديو فجأة!
لم يترك له مجالاً للتصرف، عندما لكم بقوة!
بانج!
صوت إصطدام قوي إنبعث من المنطقة.
أرسلت قوة لكمته الهواء محلقًا!
“ بطيئ … ” صوته هادئ و بلا تموج كالبحيرة الصافية.
في المكان الذي لكمه كانج وو، لم يكن هناك ما خمنه أتباعه.
بدلاً من وجه ديو، كان هناك شيئٌ أخر.
يد تصطدم بباطن القدم.
هذا ما رأته العين.
كان كانج وو يمد ذراعه للأمام مُصطدِمًا برِجل ديو.
ديو، بينما يديه في جيوبه، كانت قدمه مرفوعة تجاه ذراع كانج وو الممدودة.
لم يرى الأخرون ذلك، لكن كانج وو رآه بوضوح.
اللحظة التي ظهر فيها أمام ديو، كانت لحظة فقط و قام بالضرب.
لكن في تلك اللحظة، قفز ديو بخفة للخلف، كما رفع رِجلَهُ و ضرب للأمام بباطن قدمه.
حركة بسيطة، كما لو كان يتوقع حركاته.
على عكس التعبير المصدوم الذي توقعه ديو، كان كانج وو يبتسم.
“ كما توقعت ” ضحك كانج وو بدلاً من الذعر.
“ يا؟ حركتك كانت مفاجئة يا فتى ”
“ لكن يا للأسف ~”
صوت ديو بينما يضحك بسخرية كان حاضرًا أمام الجميع.
“ لم تصل إلى المستوى بعد “
“ هذه الوقاحة! ”
“ إعرف مع من تتكلم أيها الوضيع! ”
تحرك أتباع كانج وو بسرعة لمهاجمة ديو.
و مع ذلك، في تلك اللحظة.
“ لا أنصحكم بفعل هذا ”
البيئة العشبية أصبحت باردة.
أمام مجموعة أتباع كانج وو، الأعشاب الخضراء أصبحت زرقاء اللون.
كما لو كانت تشبه الإبر الحادة، نمَت في الحجم بسرعة و شكلت ما يشبه حقلاً من أشواك الجليد.
فتى أبيض الشعر وقف وحيدًا.
عيونه البنفسجية ومضت ببرودة تحاكي الجليد، صوته الخالي من العاطفة إخترق الأذن بقسوة.
بينما يقف بأريحية، لمع ضوءٌ أرزق يشبه الجليد خلفه، حقلٌ من الأشواك الباردة بحجمها المهول شكَّلت لوحة فنية جميلة.
حتّى أن العديد من الأشخاص قد تمت محاصرتهم بهذه الأشواك الحادة، مانِعةً إياهم من الحركة.
رغم أنَّهم لم يُظهِرُوا مهاراتهم في الأيام الستة الماضية، بعد بداية الإختبارات، ما عدى نتائجهم الدراسية، فلم يكن هناك ما يمنعهم.
ليس الأمر كما لو أنهم ليسوا أقوياء لحماية أنفسهم.
على العكس، هم أقوياء، أقوياء بشدة.
لهذا، لم يكن هناك ضيرٌ من اللعب قليلاً.
إبتسم لوكي بخفة، كما قال: “ إن كان هناك رغبة لصبغ العشب بالدماء، لا مانع لدي البتَّة ”
أزداد عدد أشواك الجليد مع كلماته، و قمعت حركة أتباع كانج وو على الفور.
“ لهذا قلت لكم أن لا تتدخلوا، أيها الحمقى ”
تراجعت قبضة كانج وو عن ساق ديو، كما قال ببرودة.
أنزل ديو ساقه بهدوء، بينما يبتسم.
عرف الأن الشعور الغريب الذي راوده.
“ أنتم أضعف من فعل أي شيء في المقام الأول ”
لقد كانوا يعتقدون على الأغلب أنَّه منعهم من التدخل في متعته.
هيهيهي، يا لهم من حمقى!
“ كانج وو، يا لها من طريقة للتحية، على ما أعتقد؟ ” كان صوت فايرون من خرج.
“ كيف تجرؤ على مناداة السيد الشاب بإسمه هكذا؟! ” زمجر أحد أتباع كانج وو.
“ كيف أجرؤ؟ هاهاها! ” ضحك فايرون كما لو سمع نكتة.
“ كانج وو، بسيط، لقد فتحت فمي لقول: كانج وو ”
غضب الشخص أكثر، لكن لم يجرؤ على الحركة، لأنه، كان هناك ما يمنعه.
“ هل أنت خائف؟ إنها نارٌ خفيفة، في الواقع ”
صوت فايرون أتى من خلف الفتى الشاب.
نيرانٌ شاحبة زرقاء اللون ظهرت في الهواء خلف الصبي ذو الشعر الكستنائي.
عيونه الوامضة بدت كعيون التنين.
سبب عدم حركة الشاب هو الغريزة.
أخبرته الغريزة بشكلٍ صارخ، هذه النيران ليست مزحة.
“ هاه؟ هاهاها، يبدوا أنَّ هؤلاء ليسوا أتباع الأسرة، أليس كذلك يا كانج وو؟ ”
برؤية الفتى الخائف، ضحك فايرون بإستخفاف.
“ أيها الأوغاد … ألم تموتوا قبل ثلاث سنين؟ ” رد كانج وو بصوتٍ منزعج.
“ تسك! مناداتي لك بإبن عائلة بايك، ألم تفهم التلميح أيها الوغد؟ ” قال لوكي بإنزعاج بدوره.
“ ذلك يعني: نحن لا نعرفك، إذاً أنت أيضاً لا تعرفنا، ألا تفهم؟ لا! من المستحيل عدم فهمك للأمر، همف! ” أكمل ديو بغطرسة.
“ كيف أحوالك يا كانج وو؟ “
خلف أتباع كانج وو، صوتُ الفتى الهادئ قد مر عبر الأذن بلطف.
ما يشبه موجة من الريح … لا، من الأنسب قول أنَّها عاصفة تَختَمِر بهدوء.
لويد يقف بيديه خلف ظهره، كان هناك لونٌ أخضر يختلط مع الريح خلفه.
بينما لم يلاحظوا، كان الفتى لويد قد وقف خلفهم، في إستعداد للضرب على الفور.
لقد فهموا كلمات زعيمهم أخيراً.
لم يكن هؤلاء الأشخاص من في خطر.
لقد كانوا هُم.
قشعريرة تسيل عبر الجسد.
كانت تعابير لويد لطيفة، لكن بالإقتران مع العاصفة خلفه، بدا كالوحش.
“ هيهي، توقعت ذلك، كيف لأوغادٍ مثلكم الموت بهذه السهولة؟ تسك! ” نقر كانج وو على لسانه، كما لو كان منزعجًا.
“ أنت تعرف بالفعل هويتنا، ما مع محاولة التمثيل هذه؟ ”
منذ البداية، عرف لوكي و الأخرون أنَّها تمثيلية من قِبلِ كانج وو، لكي يقوم بتأكيد هويتهم تمامًا.
لم يكونوا يحاولون إخفاء أنفسهم في المقام الأول، و إلا لن يأتوا بمظهرهم الحقيقي.
كانت هويتهم ستنكشف مع الوقت.
لذلك هذا لا يهم.
“ على أي حال …” ومضت عيون كانج وو بمعنى، كما قال، “ مجيئكم لهنا بين كل الأماكن، ما هي نواياكم؟ ”
كانت المجموعة التابعة لكانج وو مرتبكة، و لم يفهموا شيئًا.
“ ليس هذا هو الوقت المناسب، العيون تراقب ”
بينما يقول ذلك، نظر فايرون نحو الأفق.
“ تسك! لحق بي هؤلاء الأوغاد حتّى اليوم … يا للإزعاج! ”
كان من الممكن لهم من بعيد رؤية مجموعة من الأشخاص يقتربون.
أظهر كانج وو و مجموعة ليون تعابير قبيحة على السطح، لكن تحدثوا مع بعض سرًّا.
[ هل حاولوا تجنيدك أيضاً يا كانج وو؟]
[ نعم … هيه، يعتقد هؤلاء الأوغاد أنَّ لهم الحق في فعل ما يشاؤون، همف!]
[ على أي حال، في إختبار الصيد، يمكننا التحدث بأريحية، لننهي تمثيليتنا]
كان لوكي هو الذي يتحدث مع كانج وو، لكن على السطح أظهر تعبيرًا مصدومًا لرؤية المجموعة الجديدة الآتية.
كما لو كانوا يفهمون شيئًا ما، نظروا بإنزعاج نحو كانج وو.
بدا الموقف من تخطيط كانج وو، و تم أخذ لوكي و الأخرون على حين غرَّة.
عرض القوة السابق كان لجذب المجموعة التي تتربص من بعيد.
كانوا هم من أراد لوكي إخراجهم في الأصل، دخول كانج وو للصورة كان غير متوقع، لكن لم يكن غير مرحبٍ به.
“ أيها الوغد! هذا فخ، يا رفاق، أهربوا! ” صرخ لوكي بصوتٍ مذعور.
لم ينتظر الأخرون، أمسك ديو بتشاي نايون و فرناندو بين ذراعيه و قام بالجري.
قفز لويد بينما يخطوا على الرياح، أمَّا فايرون قام بالوثب عبر الحقل.
“ سأرد هذا الإذلال يومًا ما! ” بينما يهرب، قال لوكي بصوتٍ محموم.
“ همف! حاول إن إستطعت! ” صرخ كانج وو مستمتعًا.
[ سأطيح بهؤلاء المتطفلين الأوغاد، ركز على الخروج من الصورة للوقت الحالي]
[ شكرا لك، سأردها لك لاحقاً ]
[ هيهي، لا تنسى كلماتك هذه! ]
كما قال ذلك، أرسل سرًا نحو أتباعه.
[ لا تنشروا كلمة حول ما حصل اليوم]
[ طلباتك أوامر، مولاي]
أتباعه الذين كانوا مرتبكين، بعد سماع صوته الخطير، وافقوا على الفور.
لا يهم ما حصل، الأهم تلبية أوامر زعيمهم.
إختفى لوكي و الأخرون عبر الأفق، و تركوا كانج وو واقفًا في صمت.
“ ثلاث سنوات، هاه؟ ” ضحك قليلاً، و توهجت أعينه ببرودة قاسية.
لديه بعض التخمينات بشأن سبب مجيئ ليون و مجموعته إلى هذه الأكادِيمِيَّة.
الفوضى على وشك البدأ.
‘ إن رجعنا أحياء، فهذا يعني إكمال خطتنا لكي لا تجرفنا أمواج العصر الجديد! ’
كلمات قيلت له قبل ثلاثة أعوام.
“ هاهاهاها! ”
ضحك كانج وو بشراسة.
“ لتعم الفوضى العالم! ليندثِر الأغرار في غياهِبِ النِّسيانِ! فاسحين طريقًا للقوي يوم بزوغِ فجر عصرٍ جديد…! ”
بصوتٍ كان مُهيبًا، هدر كانج وو كالوحش الكاسِر.
إلتفت نحو المجموعة الجديدة الآتية، كما مشى بإسترخاء.
كان يتجه الأن للقضاء على المتطفلين.
كما فعل ديو، لقد كره الضعفاء الذين لا يعرفون مكانتهم بدوره أيضاً.
ما عدى هؤلاء الوحوش، في نظره، لا أميرة كايرو و لا أي أحدٍ أخر يستحق وقته.
لم يخف من الفصائل التي سيطرت على الأكادِيمِيَّة قليلاً حتّى.
في هذا العصر حيث بدأت الحروب تتفشّى شيئًا فشيئًا، كيف له الخوف من مجرد ثعالبٍ أمسوا ذائقين للسلام لزمنٍ سحيق؟
بالنسبة له، من خاض غِمار الحروب مع لوكي و الأخرين و ذاق الصراعات السياسية القاسية منذ نعومة أظفاره، لم يكن هناك ما يثير القلق.
“ بمجيئ ذلك الشيطان الوغد، يمكنني بالفعل رؤية الأيام تصبح ممتعة، هيهيهي “
مع شخصية ليون المتطرفة، لم يكن السلام خيارًا، ناهيك عن الخضوع للفصائل المتمركزة في هذه الجزيرة.
ليون الذي يعرفه، سيُشعِل العالم أجمع في لهيب الفوضى على أن يخضع لأحد.
لم يكن للأمر علاقةٌ بالكبرياء حتّى.
الكبرياء، ماذا؟ هل هذا الشيء يباع بسعرٍ جيد؟
هكذا سيكون جوابه لو سألته عن كبريائه.
الأمر أكثر جوهرية، لقد كان شخصًا يعيش بحسب رغباته بصدقٍ تام.
هكذا هو ليون.
كانج وو، لقد كان يتطلع إلى الإختبار الثاني بفارغ الصبر بالفعل، أراد التخلص من بعض التوتر المتراكم بالفعل.
الإختبار الثالث، حيث سيلتقي بلوكي و البقيّة، لم يحن الوقت للحديث عنه بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما يمشي عبر الأشجار في الغابة، قام ليون بوضع تخميناته الخاصة.
“ على الأغلب أنَّ الشقي كانج وو قد إلتقى بالآخرين، المعلومات التي أعطيتها له كانت لها فائدتها، بعد كل شيء ”
سبب عدم إنتظاره لكانج وو، كان ذلك لتركه يجتمع مع الأخرين.
لكن بسبب لحاق أوغاد الفصائل الأخرى بالجميع كما لو كانوا يراقبونهم، كان بحاجة لعذر ليلتقي بمجموعته.
في رأي الأخرين، هم يعتقدون أنَّ لوكي و الأخرين ضعفاء، و كانوا فقط أتباع ليون.
و هكذا، لم يكن من الغريب، مع شخصية كانج وو السادية، أن "يلعب بهم".
كان البعض فقط من يتذكر القوة التي أظهرها ديو، لقد طغى أداء ليون على ذلك و نساه البعض، ناهيك عن أنَّه قام بالقمع فقط، و لم يفعل ما يعتبر كتهديد.
ماذا تقول هو أظهر قوته في الإختبار الأول؟
هاها، الإختبار إنتهى قبل بضع ساعات، و لن تنتشر المعلومات بتلك السرعة!
ناهيك عن أداء الأميرة لوسيا و الأخرين من مواهب الدرجة (A)، ما لم يعطي الشخص إهتمامه بشكلٍ خاص تجاه مجموعة ليون، لن تصل المعلومات بتلك السرعة.
من الطبيعي بالنسبة للأخرين أن يقترب كانج وو من مجموعة ليون، سيعتقدون أنَّه وجدهم بدلاً من ليون، و سيحاول معرفة شيئٍ عن ليون منهم.
كان أفضل وقت للقائهم هو قبل الإختبار الثاني.
ذلك لتأكيد إستمرار الخطة.
كان لقائه بهم يخبره بنواياهم، إما أن يكون حليفًا أو عدوًا.
وصل ليون إلى منطقة عليها صخرة خضراء بسبب الطحالب.
شكلها لم يكن خارجًا عن المألوف، يمكن رؤية جدول مائي بالقرب من الصخرة الضخمة، كانت هناك بعض الحيوانات الصغيرة تشرب المياه.
سووش…!
المظهر السلمي تلاشى مع وصول ليون على حين غرَّة.
برؤية الشخص الذي ظهر فجأة، شعرت الحيوانات الصغيرة بالذعر و بادرت بالهرب.
“ بعد هذا … هذا هو المكان؟ شفرة الغسق، ما زلتِ هنا؟ ” فتح فمه المنطقة الخالية.
لم يكن هناك أحد.
سووش.
و فجأة، تموَّج الفضاء كما ظهر جَسدٌ بشري خلف ليون.
“ شفرة الغسق تحيي السيد ” صوت أنثى خلفه تحدث.
كانت إمرأة راكعة بركبتها على الأرض، و يدها مغلقة في شكل قبضة تلمس سطح الصخرة الطحلبية.
كان صوتها البارد خالي من العاطفة.
ملامحها كانت غير واضحة تحت غطاء الرأس الذي ترتديه.
كان فمها و بعض ملامح أنفها فقط واضحًا.
بشرتها البيضاء أشرقت في ضوء الشمس الذي يتسلل عبر الأشجار.
إنحنى رأسها نحو الأسفل كعلامة على الخضوع و التوقير.
“ لا حاجة للرسميات، هل أحضرتِ ما طلبت؟ ”
“ نعم أيها السيد، معلومات عن قواعد الأكادِيمِيَّة و الطلبة الذين أولى السيد إهتمامًا خاصًّا بهم ”
“ معلوماتٌ مُفصَّلة حول الفصائل المتعارضة، من يدعمهم خلف الكواليس و غيرها من المعلومات ذات الصِّلة ”
“ مِن خلفياتهم إلى أحداث حياتهم، سِرًا كانت أم علنًا، جميعهم هنا معي ”
كما قالت ذلك، نقرت على الخاتم في يدها، و ظهرت مجموعة من الاوراق في رزمة في يديها.
طارت الرُّزمَة من يديها عبر الهواء وصولاً إلى ليون.
لم تُبادر شفرة الغسق في الرحيل على الفور، لقد كانت تنتظر أوامر سيدها.
“ حسنًا … هذا جيد، أعطِ الرُّزمة إلى عديم الوجه ليقوم بتلخيص التقرير، سأخبرك بأوامري للوقت الحالي ”
“ نعم، سيدي ”
أمسك ليون بالرزمة و قام بتقييمٍ أولي، ثم أعادها إلى شفرة الغسق.
لمعت أعينه بضوءٍ أثيري، و مع فِكرة، طارت ورقة سوداء عبر الهواء.
“ قومي بتجهيز هذه الأشياء، أنا سأستقرُّ في الغابة الشمالية ”
وصلت الورقة إلى أمام شفرة الغسق، و لم تسقط، طافت الورقة عائمةً في الجو.
إنفتحت الورقة ببطئ، كاشفةً عن محتواها لشفرة الغسق.
بعد أن إنتهت من قراءة المحتوى، أمسكت شفرة الغسق بالورقة السوداء و قامت بحفظها.
“ كما تأمر، سيدي ”
كان من المُسلَّم به أن توافق على ما يأمر ليون مهما كان، كانت تلك هي مُهِمَّتها كتابع.
“ مَرِّرِي للبقية أوامري التالية ”
أصبح صوت ليون أكثر برودة، بينما لمعت عيونه الحمراء بضوءٍ مشؤوم.
خفضت شفرة الغسق رأسها و فتحت أذنيها جيدًا.
كان صوت سيدها يصبح هكذا عندما يصبح جادًّا.
ذلك يعني أنَّ أوامره الآتية، لا يجب أن يكون هناك فشلٌ في تنفيذها.
“ بعد أن عشنا في ظُلُمَاتِ هذا العصر لفترةٍ طويلة، أخيراً دقَّت عقارب الساعة ”
طفى جسده في الهواء لفترة، كان ضوء الشمس ينعكس على جثة الشاب الصغير.
مع تدفق الكلمات عبر الفم، تحرك الجسد متخطِّيًا الصخرة تحته، و وصولاً إلى النهر الذي كان صافيًا.
“لقد كنتم صَابِرينَ في درب الشَّقَاءِ حَامِلِينَ أوزَارَ الدَّمِ على ظُهُورِكُم! فَهَـٰا أنا اليوم أُُعلِنْ…! ”
ببطئٍ و ثبات، هبط على المياه، و وقف الفتى فوقها مباشرةً، لامست أرجله المياه الهادئة.
بدلاً من الغرق في مياه الجدول، إستقرَّت رِجلَيهِ على المياه كما لو كانت أرضًا صلبة.
تموَّجت مياه النهر الهادئة تحت قدميه.
إنعكس جسد الشاب المراهق عبر النهر.
إستدار نحو الصخرة بينما يضع يديه خلف ظهره.
حركاته كانت رشيقة و سلِسة.
كان السيد في الأسفل، واقفًا على مياه النهر ينظر لأعلى نحو صخرة.
الخادمة كانت راكعة بساقٍ واحدة على صخرة، تنظر لأسفل نحو سيدها.
مع إنعكاس ضوء الشمس في الخلفية، تم رسم لوحة فنية بديعة.
صورة لفتى شاب واقف ينظر لأعلى و إمرأة نصف راكعة تحدق بخنوع و إحترامٍ نحو الشاب.
نظر الفتى الشاب نحو تابعته، بينما يقول كلماتٍ إنتظروا طويلاً ليقولها.
“ سنكون نحن الفاتحين الأوائل للغزوات في فجر هذا العصر ! آن الأوانُ لِيُكَشِّرَ اللَّيثُ عن أنيَابِه…! ”
“ … نعم ” صوتها الخالي من العواطف حتّى الأن قد تذبذب بعض الشيء.
أوامر سيدها، كم إنتظرت لتسمعها أخيراً؟
ثلاث أعوام، لثلاثة أعوام إنتظروا جميعًا في الظلام لم يروا النور!
المأسآة التي حصلت و لم ينتقموا لها، كان السبب الوحيد لعدم الإنقضاض هي أوامر السيد!
و أخيراً … أخيراً دقَّت الساعة كاشفةً عن نهاية إنتظارٍ بدا كمرور الأبديَّة.
آن الأوان ليَظهَرُوا للعالم بعد جمع قُوَّاتِهم سرًا لفترةٍ طويلة!
كان من غير المقبول إظهار رجفات الفرح أمام سيدها، لذلك سيطرت شفرة الغسق على رعشاتها.
لم تستطع قمع سيل العواطف بسهولة، لكن أوقفت نفسها بصعوبة!
كان رد فعلها و حركات جسدها واضحة لِلِيون.
“ هذا كل شيء للوقت الحالي، نلتقي بعد إمتحانات تحديد الفئة ”
كما قال ذلك، طاف جسده عبر الهواء، في لفتةٍ للمغادرة.
تَمَوُّجُ المياه عكس بشكلٍ مُشَوَّه تعابير شفرة الغسق.
كان غير واضح، لكن ظهر تعبيرٌ حزين على وجهها.
“ نعم سيدي ”
أجابت شفرة الغسق، كان من المخيب للآمال قليلاً هذا اللقاء القصير، و مع هذا، لا يهم بعد الأن.
لم يكن الوقت المناسب لمثل هذه العواطف.
“ آه صحيح، كدت أنسى ” قبل الذهاب، تذكر ليون شيئًا ما.
إستمعت شفرة الغسق بإهتمام.
إبتسم ليون بلطف، قبل أن يقول، “ من المريح أن أراكِ بصحة جيدة ”
لم يسع شفرة الغسق الرد لفترة.
كلمات سيدها الصادقة دغدغت فؤادها.
كانت صامتة لفترة قبل أن تقول.
“ شكراً على لطفك، أيها السيد ”
خلف الغطاء على رأسها، يمكن رؤية إبتسامة طفيفة.
كانت سعيدة بلقاء سيدها بعد الفراق الطويل.
“ حسنًا، أراكِ لاحقًا ”
ضحك ليون قبل أن يطير بعيدًا.
من المفترض بدأ الإختبار الثاني بعد قليل.
لم يرغب بالتَّأخُّر كثيراً.