25 - الفصل 25: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (10)

الفصل 25: إمتحانات تحديد الفئة داخل الأكادِيمِيَّة (10)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رفرف شعره الأبيض عبر نسيم الرياح.

ومضت العيون الذهبية بينما يتذكر ما قاله ليون.

“ الفصل (D) هاه؟ ”. كان على وجهه إبتسامة.

هذا الفتى لم يكن سوى لوغان هيرميس.

قال له ليون بكل إختصار، “ أنا ذاهبٌ للفصل (D)، إفعل ما شئت بهذه المعلومة. ”

بقوله ذلك ضاحكًا، إفترق عنه و دخل إلى إحدى القاعات وحيدًا.

كانت نظرات الإستغراب و التعقيد و الإزدراء تحيط به، و مع ذلك، أفسح له الجميع الطريق.

الكثير من قطع الأحجية دخلت نصابها بهذه الكلمات الوحيدة.

كان في اليومين اللذين يطارد فيهما ليون في الخفاء، يجمع المعلومات.

كانت الكثير من الأمور متشابكة و لم يفهم المغزى منها.

لكن عندما قال ليون هدفه، أصبح كل شيئٍ منطقيًا.

كما قال المثل: لن تعرف أي طريقٍ تسلك ما لم تعرف الوِجهَة—!

لماذا يريد الذهاب ألى الفصل (D)؟ ما غايته في الذهاب نحو فصل المعيوبين؟ هل هو في الواقع إحدى بيادق كايرو أو نانمان؟

نيته كانت غير واضحة، و مع ذلك، لم يكن من الصعب فهم شيئٍ واحد.

بيدق لكايرو؟ أو ربما نانمان؟ هيهيهي ذلك مستحيلٌ للغاية!

سلوكه المبهرج ذاك لا يتشابه مع أسلوب هؤلاء العجائز الممسكين بالسلطة.

هم ببساطة قد طغى عليهم السلام الطويل و لا يحبون البهرجة و التصرفات العشوائية.

كان حكام هذه القارَّة محبين للنظام، و يحبون الشعور بأنهم يتحكمون بالجميع.

سلوك ليون ببساطة سيسبب لهم الأضرار أكثر من الفوائد.

فقد أساء لجميع الفصائل المجتمعة في الأكادِيمِيَّة منذ يوم وصوله—!

من الواضح، مع سلوكه الغير مقيَّد، أنَّ هذا الشخص الغامض لا ينتمي لأحد.

في اليومين الفائتين، حتّى مع إساءته للعديد من الأشخاص، و منهم أميرة كايرو المحبوبة، لماذا لم يهاجمه أحد؟

“ هاهاها! ” ضحك لوغان بإزدراء.

ببساطة — لأنَّهم ضعفاء بالمقارنة!

كلييك–!

تمت مقاطعة أفكاره بصوتٍ يشبه صوت البوابة.

حدق لوغان في الباب الضخم أمام عينيه.

في تلك اللحظة، فتح الباب على مصراعيه.

فتى أسود الشعر بملامح شرسة، يبدوا كالطاغية قام بالدخول.

كان شعره أسود طويلاً و عيون ذهبية تشبه أعين النمر.

كانت عيونه تحمل إزدراء نحو العالم، كما لو أنَّ كل شيئٍ في الحياة كان مملاً.

شكله الهادئ، بينما تومض أعينه بقسوة، قد جلب إهتمام لوغان على الفور.

كان جالسًا في وضعٍ مريح، رفرف شعره الأبيض بهدوء، بينما تحمل عيناه أثرًا باهتًا للمتعة.

الفتى ذو الشعر الأسود، لم يكن سوى بايك كانج وو.

بينما ترفرف أكمام رداءه و شعره مع الريح، إقترب ببطئ نحو الفتى الجالس أمامه، و راقبه بفضول بدوره.

كان للإثنان أفكارهما الخاصة تجاه بعضهما البعض.

بالنسبة للوغان، عندما كان يطارد ليون عن كثب، فقد رأه يحادث هذا الفتى ذو الشعر الأسود كانج وو.

من ما فهمه، فعلاقته مع ليون ليست مجرد معرفة سطحية، لكن لم يهتم كثيراً.

و مع ذلك، كان ذلك في الوقت السابق فقط.

بعد معرفة هدف ليون، و السماع بشكلٍ غامض عن موهبة كانج وو، فقد راودته الشكوك.

“ معظم العشائر و العائلات تمتنع عن ذكر موهبة براعم المستقبل و يفضلون إخفاءها، و في حالاتٍ أكثر، يدربون مواهبهم الأصغر سنًّا حتّى يصلوا للسابعة عشرة، لأن ذلك هو العمر الأفضل لإستخراج الإمكانات الكاملة، و أقل من ذلك فيه مخاطرة ”

بينما يجلس بيدٍ على الأرض، و الأخرى على فخذه، فكر لوغان في نفسه.

لا تفضل الكثير من العشائر معرفة العالم الخارجي عن مواهب أطفالهم.

لماذا؟ يمكن القول، البراعم الصغيرة تكبر لتصبح أشجارًا تدعم الغابة.

و بإعتبار كل عشيرة غابة، بطبيعة الحال، يجب على الأشجار الكبيرة توفير البيئة الأفضل لبلوغ البراعم الصغيرة.

الموهبة كانت شيئًا خطيرًا لإستخراجه، و من الأفضل إبقاء الأمر طيَّ الكتمان و عدم المبالغة في التفاخر.

ما هو مفهوم الموهبة، و كيف تؤثر على الشخص؟

لنعتبر الجسد كوعاء، بينما الطاقة السحرية كالمياه التي يتم صبها في ذلك الوعاء.

بشأن الموهبة، لنعتبرها الضغط الصادر من المياه داخل الوعاء.

كلَّما كانت الموهبة أكبر، كانت كمية المياه في الوعاء أكثر، و يجب على الوعاء تحمل الضغط الصادر من المياه بشكلٍ أكثر صعوبة.

بإعتباره الوعاء، عندما يكبر الإنسان، فجسده — بحسب كيفية إعتناءه به، يصبح أقوى أو أضعف.

عندما يتم صب المياه في وعاءٍ هش و صغير لكن كمية المياه كبيرة، ستتسرب المياه، و مع الوقت، سينكسر الوعاء.

عندما يكون الوعاء قويً و ضخم، لكن كمية المياه قليلة، لن تكفي المياه الوعاء، و مع الوقت، سيجف الوعاء و يصيبه الجفاف.

حتّى لو ولد المرء بكمية كبيرة من الطاقة السحرية، فذلك لم يكن بالضرورة جيدًا، فالمرء لا يولد بجسدٍ و عقلٍ قوي.

و بتلك الطريقة، تشبه الطاقة السحرية الهائلة سيفًا يحمله طفل.

يجب عليه فهمه و أن يكبر ليتعامل معه جيدًا، و يعرف كيف يستخدمه.

لذلك، الشخص الذي لم يستخرج موهبته، يشابه موقفه مع وضع سد أمام مصب تخرج منه مياه النهر الهائج،و إستخراجها قليلاً قليلاً.

ما يجعل الوعاء قويًا — و الذي هو الجسد، هو تدريبه.

سواء كان تدريب القوة الجسدية و ردود الفعل، أم صفاء الذهن.

سواء كان بجعل الجسد يعتاد على الطاقة السحرية عن طريق التعرُّض لها بمواجهة الغارات الوحشية.

حيث هناك في الغابات و المغارات و الأطلال و العديد من المناطق المجهولة، تفيض الوحوش بالطاقة السحرية الخبيثة فيها.

و هناك طريقة باهظة، لكن أكثر أمانًا، و قد كانت تَتَمَثَّل في الأكاسير و الحبوب.

يمكن أيضاً إستخدام تقنيات السحر التي تمتلكها عائلة أو عشيرة محددة لتسريع عملية الإعتياد.

و لكن مع ذلك، هذه الأساليب كانت حكرًا على طوائف الفنون القتالية و العشائر المرموقة، و العائلات تمتنع عن إستخدام تقنيات السحر في إجتذاب الأخرين بلا مبالاة.

كان على الشخص إثبات قيمته للحصول على تلك الأشياء — الأكاسير و التقنيات السحرية، في ماذا تتمثل قيمته؟

هل هي الأموال؟ الشهرة؟ الشرف؟ العلاقات؟

لا، إنها — الإمكانيّات!

حتّى لو لم يكن من الممكن للشخص إستخراج موهبته قبل أن يكون جسده مستعدًّا، فقد كانت هناك أشياء و تلميحات على مدى موهبة الشخص.

بعض الأشخاص، منذ سنٍّ صغيرة، يظهرون رجاحة عقلية كبيرة أو سلوكًا فريدًا، و قد يكون للبعض ذاكرة خارقة تمكنه من حفظ الكثير بسهولة.

و البعض الأخر، تظهر عليه الأعراض على شكل حالاتٍ جسدية، مثل قوة لا تتناسب مع عمرهم، أو القدرة على إستخدام النار أو الجليد.

و البعض لديهم قدراتٌ غريبة، و أفضل مثالٍ على ذلك، لم يكن سوى الأميرة الثانية لكايرو، لوسيا هارديان، بعيون البصيرة الفريدة خاصتها.

الحالة النفسية، مثل الخبرة، الصدمات و التطلُّعات تؤثر أيضاً.

و أخيراً، المثابرة و قوة الإرادة.

حتّى لو كنت قويًا، حتّى لو كنت حكيمًا، فماذا؟

لنفرض على سبيل المثال، أنَّك في موقفٍ يائس.

لو كان عليك التضحية بذراعك في سبيل النجاة على الفور، هل ستفعل ذلك بلا تردد؟

ماذا لو —لتحقيق هدفك، يجب عليك أن تعاني وحيدًا في كهف مظلم، غير قادر على معرفة متى ستنتهي من الصبر أو المثابرة.

ماذا ستفعل؟ هل يمكنك الإستمرار؟

ماذا لو كان العالم يجتمع عليك؟

ماذا أنت بفاعل؟

هل يمكنك المضي قدمًا، بغض النظر عن الظروف؟

هل يمكنك مواجهة العالم كله وحدك!

لا الموهبة أو القوة يمكنهما جعلك تملك المثابرة أو قوة الإرادة!

ماذا تعني المثابرة؟

إيجاد الأمل وسط اليأس، عندما لا يوجد حل، بغض النظر عن إستحالة أهدافك.

المثابرة تعني المرور باليأس، و رغم ذلك، المواظبة على التقدم، حتّى لو كنت تعرف أنَّك ستفشل، فأنت تستمر!

ما هي قوة الإرادة؟

الصبر، الصبر و الصبر ثم الصبر!

المرور عبر المعاناة بأكملها، تذوقها و الشعور بها، و مع ذلك، فأنت تتحمل!

لا يمكن للجميع القول بيقين أنَّه يمكنهم فعل ذلك.

بعد محاولة الأسلاف لسنين طويلة، و بعد تجارب فاشلة لا تحصى، إستنتجوا شيئًا واحدًا.

الجسد، يكون في أبهى حالاته عندما يكون في السابعة عشرة.

و هكذا، تم الوفاق على كون هذا العمر هو الأكثر أمانًا لإستخراج الإمكانات الكاملة.

بايك كانج وو، ذو شخصية طاغية و عبقري لا يرحم.

شعر لوغان ببعض الشكوك.

كيف يمكن لهذه أن تكون مصادفة ببساطة؟

كان كانج وو محطَّ الأنظار و تقع على عاتقه أحلام و آمال و توقّعاتٌ عالية.

لقد كان الفتى يحمل على كتفيه مسؤوليات هائلة.

سواء في كايرو، سواء في نانمان، فقد كان الفتى معروفًا بين المواهب الشباب.

و مع هذا النوع من الخلفية، في مواجهة الآمال المعلَّقة عليه، ماذا كانت فعلة كانج وو؟

لم يخض الإختبار الأول في نفس قاعة ليون و الآخرين.

و مع ذلك، كانت فعلته ببساطة، غريبة بقدر المفاجأة في القاعة التي خاض ليون الإختبار بها.

عندما كان على وشك تجاوز عتبة موهبة الدرجة (C)، ماذا فعل؟

في ذلك الوقت، بينما لم يكسر عرقًا حتّى أو يظهر عليه التعب.

ضحك الفتى ببرودة قائلاً، “ هيهيهي، همف، الأن الأن، هذا الوضع ممل بحق، يا له من وضعٍ يرثى له ”

بعد قوله ذلك، بالضبط قبل ثواني من تجاوز عتبة الموهبة المتوسطة، قام بالإنسحاب.

في ذلك الوقت، الصراعات التي كانت تحصل في قاعة الإمتحان، إمتلأت بالصمت، كما لو أنَّ الوقت تجمّد.

الإرتباك، الحيرة و عدم الفهم.

العديد من مؤيدي الفتى شعروا بالصدمة و القلق على الفور، و أصبح ذهنهم فارغًا.

العديد من معارضي الفتى شعروا بالصدمة في البداية، غير فاهمين لما يحصل، قبل أن يبدأو بالسخرية.

حاول الكثيرون ثنيه عن قراره المفاجئ ذاك، و حثّه بالقول أنَّ شرف العائلة و العديد من الآمال معلقة عليه.

ماذا كان ردُّه؟

على مثل هذا الضغط من قبل الآخرين، على آمال و شرف عائلته، ماذا قال الفتى؟

كما لو أنَّ الفتى يسمع نكتة، سخر بإزدراء، “ حتّى لو كان الكلب يكرهك أو يحبُّك، فماذا؟ هل ستشعر بالإنزعاج؟ الكلب إذا حاول العض يجب تأديبه، إذا لم يكن كافيًا، فإذاً يُضرب حتّى يتأدَّب! ”

“ يمكن للجميع أن يعتقدوا بي ما يريدون، لكل ما يهمني! ”

بقوله ذلك، ذهب في طريقه.

آمال الأخرين؟ هيهيهي، أجل، كما لو أنَّ مثل هذا الشيء المثير للشفقة له علاقة بي.

آمال الأخرين التي يضعونها على الشخص ليست أكثر من قيود يضعونها على أنفسهم لكي لا يغادروا منطقة راحتهم.

إذا خيب شخصٌ ما آمالي، ألن يكون لدي عُذرٌ لكي أقوم بتنفيس عواطفي و ذاتي الضعيفة؟

هذه العقلية التي يحملها الضعفاء فقط!

كيف يمكن للنملة فهم عقل و طموحات النمر!

في ذلك الوقت، كان لدى العديد إنطباع قوي عن شخصية كانج وو.

“ في السابق، لن أضع فكرة واحدة في الأمر، و مع ذلك الأن بعد معرفة هدف ليون … فهذه ليست صدفة ” فكر لوغان.

تقابل ليون و كانج وو قبل يوم، و تحدثوا بشيئٍ ما.

بعدها نتيجة ليون، ثم نتيجة كانج وو أيضًا … و أخيراً هدف ليون في دخول الفصل (D).

لا يوجد ما يسمى بالصدفة في هذا العالم.

تصاعد فضول لوغان على الفور.

كيف يمكنه، بصفته باحثًا عن الإثارة و يحب إرضاء فضوله، أن لا يشعر بالإهتمام على الفور؟

كان ذلك مستحيلاً!

بينما يجلس، ومضت عيون لوغان، يحدق صامتًا في كانج وو.

في الوقت نفسه، تسارعت أفكار كانج وو كالبرق.

بينما لم يخض الإختبار الأول في نفس القاعة مع ليون و الأخرين، فقد إنتشرت الشائعات بالفعل.

و قد كانت عن دخول نجل عائلة هيرميس الموهوب في منافسة مميتة و مجنونة مع الفتى مجهول الهوية، ليون إيڤينيوس.

في هذه الفترة القصيرة، أصيب الجميع بالصدمة.

لأنه في هذا الإختبار، الكثير من المواهب خرجت إمكاناتهم، و مع ذلك، الصدمة الأكبر لم تكن هناك.

بل كانت بشأن ليون و لوغان، و ديو،

ديو أنتاريوس، السياف الشاب الموهوب.

بينما لم تكن الكلمات عن ديو تتردد بشدة في الأنحاء مثل ليون، ففي الواقع، أصبح هو أيضًا محطَّ الأنظار.

كان وميض السيف الذي أظهره مذهلاً، ناهيك عن عندما قام بتوجيه و مبارزة نجل عائلة نيكولا، فرناندو و الفتاة فائقة الجمال، تشاي نايون.

يمكن القول — على أقلِّ تقدير، أنَّ مهارته في المبارزة، كانت من الدرجة الرفيعة.

ذلك الشخص، في النهاية، لم يكن سوى موهبة الدرجة (C)؟ هذا ببساطة شيئٌ لم يصدقوه!

للأسف، لم تكن الصدمة واحدة أو إثنتين.

ليون إيڤينيوس، الشيطان أحمر العينين.

لقب تم تداوله في الأكادِيمِيَّة بأكملها.

طاغية لا يرحم، سواء كانت النساء أم الرجال، فقد عاملهم على حدٍّ سواء، حتّى أنَّ سلوكه تجاه عامَّة النَّاس أم النبلاء، كان نفسه.

غريب الأطوار، في ثانية، سلوكه مستفز كوميدي، و في الثانية التالية، تراه يصبح قاسيًا لا يرحم و ماكرًا لا يعرف للخبث و الوقاحة حدودًا.

أيقونة الأكادِيمِيَّة الجديدة، أولى الكثير إهتمامًا خاصًّا لسلوكه و أفعاله.

بسبب الجواسيس، و الذين هم الطلبة هنا و هناك، عرف الكثيرون عن معاملاته التجارية في المتاجر، و كيف نصب على التجار علنًا بكلماته المعسولة.

على عكس المتوقع، لم يظهر خوفًا أو خنوعًا تجاه الأساتذة، و أظهر كراهية صارخة لهم.

كما لو أنَّ عقوبته كانت غير عادلة.

ذلك مضحك، تجرَّأ على عدم إحترام الأميرة الثانية لكايرو، و يجرؤ على الأنزعاج، هو محظوظ لعدم قطع رأسه بالفعل!

من هذا فقط، عرفوا مدى وقاحته، همف، متعجرف، يستحق عقوبته!

كان الرأي العام في إنقسام، بين من أُعجِبوا به، و من كرهوه، و من لم يهتموا بالأمر.

و مع ذلك، كانت هناك نقطة مهمة.

مكانة ليون.

من ما بدا عليه الأمر، كانت هويته مجهولة، و ليس من عائلة بارزة.

لم يكن هناك في السنين الماضية عن عائلة مرموقة هابطة يكمن داخلها وحشٌ كهذا.

لذلك — مع عقلية الجمهور المنحازة، إعتقدوا بشكلٍ طبيعي أنَّه من عامّة النَّاس.

ليس من عشيرة عريقة، ليس لديه دماءٌ نبيلة.

خلال يومين فقط، تمَّ تثبيت الرَّأي العام و ترسيخه.

ليون إيڤينيوس، كان من عامَّة النَّاس.

في هذا العالم، يُعامل ذوي المناصب العليا كالملوك، بينما الذين ليسوا كذلك كالماشية.

حياة الشخص بدون دعمٍ تشبه العشب في الحقل.

يمكن قطفه أو تركه، ذلك راجع للشخص بنفسه.

لم يهتم أحد.

و مع ذلك، كان وضع ليون خاصًّا، فهو قوي بجنون.

ليستطيع قمع عباقرة كايرو و نانمان هكذا، ببساطة، هذا غير واقعي—!

لذلك، كونه موهبة متوسطة، ليس حتّى (B)، بل (C)؟ كيف يمكنهم قبول هذا!

ألا يعني ذلك أنَّ شخصًا ذو موهبة متوسطة هزم العباقرة؟ ذلك شيئٌ لن يصدقه أحد.

كبريائهم لن يسمح لهذا بالحصول !

كيف سيمكنهم رفع وجوههم في مواجهة الأخرين، إن تم معرفة أن صاحب موهبة متوسطة قام بإذلالهم؟

و على هذا النحو، قبل الإختبار الثاني، كانت هناك ضجَّة بشأن إخفاء ليون لموهبته، و تمّت مسائلة الأكادِيمِيَّة و التشكيك في قدرتهم.

بينما كان فاقدًا للوعي، نظرًا لكون مدير الأكادِيمِيَّة مشغولاً و لا يملك وقت فراغ، تم فحصه من قبل الأستاذ ديوس شخصيًا، و لم يظهر أي خطأ.

كان الطالب ليون إيڤينيوس، مجرد موهبة متوسطة.

أصرَّ الكثير على أنَّه يخادع، لكن مع ظهور الدليل علنًا، لم يكن هناك ما يمكن فعله.

أخيراً، لوغان هيرميس.

ومضت عيون كانج وو بينما يراقب الفتى الجالس.

لم تمضي سوى أنفاسٍ قليلة من الزمن منذ دخول كانج وو.

[ الطالب لوغان هيرميس، الطالب بايك كانج وو، في لحظاتٍ قليلة، سيبدأ القتال ]

[ ينتهي القتال بإخضاع أحد الأطراف، أو عندما يستسلم أحد الطالبين ]

الصوت الميكانيكي، كسر الصمت.

المعركة ستبدأ بعد لحظات.

هذا، على الأقل، ما كان من المفترض حدوثه.

بينما يرفرف شعره الأسود، مشى كانج وو بهدوء نحو لوغان.

لم يظهر على وجه لوغان التوتر، و بقي جالسًا كما لو كان في بيته.

جلس كانج وو بجانبه بأريحيّة.

القتال المفترض أن يبدأ … لم يحدث.

“ أتساءل كيف سيكون رد فعل الجمهور تجاه موقفنا هذا، هيهيهي ”

“ هاها، للأسف … لا يمكنني رؤية وجوههم في هذه اللحظة، كان ليكون رائعًا ”

بدأ الحديث بين الإثنين بموضوعٍ عشوائي.

عندها، فكر كانج وو قليلاً بشيئٍ ما.

“ ما رأيك؟ ” فتح فمه كما قال بهدوء.

“ … همم؟ ” إستفسر لوغان بنظراته.

كان يريد الحديث بدوره، لكن سبقه كانج وو في الأمر.

إبتسم كانج وو بخفة، “ بشأن ذلك الشيطان، أعني ما رأيك بشأن فعلة ليون في الإنضمام إلى الفصل (D)؟ ”

كان لوغان صامتًا قليلاً، قبل أن يجيب، “ همف! لا أدري، لا أعرف، كما لو أنّ لدي إهتمام؟ ما علاقة ذلك بي؟ ”.

صوته كان باردًا بينما يحدق نحو كانج وو.

“ هيهيهي، قد تخدع هؤلاء السُذَّج بأدائك هذا، لكن لن ينطلعي علي! ” شخر كانج وو بإزدراء، كما لو أنَّه يشاهد مهزلة ينسجها طفل.

“ حتّى لو كنت تعرف إستخدام هذا الشيء في رأسك قليلاً، فلا تتقدّم على نفسك ” نبرته أصبحت باردة كما بصق.

“ هاهاها ” ضحك غير متأثّرٍ بنبرة كانج وو و قال “ حسنًا حسنًا، ننسى ذلك، لدي سؤال أولاً ”.

“ إسأل، و مع ذلك، قد أجيب، أو لن أفعل ” هزَّ كانج وو كتفيه بينما يستلقي على أرض الساحة، “ الأمر راجعٌ لما هو السؤال ”.

ضحك لوغان و لم يمانع في موقفه حقًّا.

“ بشأن عقوبة ليون، رغم كونها قاسية، فما زالت فعلته بالنسبة للعديد لا تغتفر، في رأيك، هل سيبادر بعض الأشخاص في الإنتقام؟ ”

كانج وو، يحاول إستيعاب كلماته، بعد تحليلها، ظهر رد الفعل الأول.

“ هيه. ” خرجت ضحكة خفيفة.

“ هيهيهيهي هاهاهاهاها —سعال! سعال! ” ضحك كانج وو بينما يمسك بطنه.

ضحك حتّى خرجت دموعه، كانت هذه نكتة تستحق الضحك بالفعل و بدأ بالسعال.

لم يجد لوغان ردَّ فعله غريبًا، لكن شعر أنَّه مبالغٌ به قليلاً.

إنتقام؟ من سيفعل؟

ضد من سيتم الإنتقام؟ ضده هو؟

“ إنتقام؟ هاها، هذه كلمة قوية لإستخدامها عليهم، هل يمكن إعتبار موقف البعوضة التي تصطدم بالجبل و تحاول لسعه إنتقامًا؟ ”

كيف يمكنها ذلك؟ بطيبة قلبها؟

هاهاها يا له من هراء!

بتخيله لبعوضة تحاول لسع جبل، شعر لوغان بمدى سخرية الموقف.

“ عندما تأتي هذه الكلمات منك من بين الجميع … هذا غير متوقع ”

“ همف، هل تعتقد أنِّي أعمى لكي لا أرى ما أمامي؟ حتّى أنا أعرف حدودي، العجرفة ليست سوى غطاءٍ يستخدمه الناس للحصول على شيء أو التَّستُّر عليه ”

المتعجرف و المغرور الحقيقي لن ينجو في هذا العالم القاسي.

لم يسع لوغان سوى موافقته على كلامه.

إستلقى على ساحة القتال بدوره، بينما يلوح بقدمه فوق الأخرى.

ماذا عن المعركة؟

أراد لوغان إقتباس كلمات ليون.

في هذه الإختبارات، أليس من الممتع أكثر جعل الأمر مثيرًا للإهتمام؟

لم يرغب لوغان في التماشي مع قواعد الإختبارات ببساطة.

طالما الشخص قوي بما فيه الكفاية، هل عليه الإهتمام بمثل هذه الأشياء؟

ناهيك عن … فكر في شيئٍ ما.

“ في رأيك، هل علينا أن نقوم بتحليلٍ شامل حول وضع ليون؟ ” إقترح لوغان.

لم يُجِب كانج وو على الفور.

بالنسبة له، كان الإنضمام إلى الفصائل المسيطرة في الأكادِيمِيَّة غير وارِد.

التوافق مع هؤلاء الأوغاد و تلقي الأوامر؟

كان ببساطة مستحيلاً.

كان لديه خططه بعين الإعتبار، الإنضمام إلى الفصول المتقدمة سيبطئ خططه.

فضَّل البقاء في فصلٍ منخفض بعض الشيء و توسيع هيمنته شيئًا فشيئًا.

حتّى لو كان محطّ الأنظار نظرًا لخلفيته، فذلك أفضل من أن يكون في أرض العدو.

كان لوغان عبقريًا، و بدوره، كانج وو هو عبقري أيضاً.

الإثنان كان لهم إهتماماتهم الخاصَّة، لكنهما كانا متفقين بلا وعي على شيئٍ واحد.

أن أكون تحت شخصٍ ما؟

هاها، هذا ببساطة — أبعد من المستحيل…!!

بعد تنظيم أفكاره قليلاً، أجاب بصوتٍ مليء بالتسلية.

“ حسنًا … و لكن مع ذلك، ستجيبني بشأن سؤالي السابق ”

“ لا مشكلة … لكن لما تريد معرفة رأيي؟ ” كان لوغان فضوليًا.

“ بسيط، هل ستكون عائقًا لي أو حليفًا؟ إجابتك ستخبرني بذلك ” إبتسم كانج وو قليلاً.

“ لو كنت عائقًا، فماذا أنت بفاعل؟ ”

“ هيه ” ضحك كانج وو بجفاف، “ سأقوم بسحقك ”

“ اوووه، يا لها من كلمات مُروِّعة لقولها ”

“ على أي حال، لن يتدخّل الكبار في الأمر، و لن يقوموا بحركة ضد ليون ”

بدأ كانج وو الحديث بصوتٍ مستقل و نبرة بلا عاطفة.

“ هذا صحيح ” ومضت عيون لوغان قليلاً، “ حتّى لو أهان الأميرة و نجل عائلة هارڤي و غيرهم، فلن يحدث الكثير ”

بينما يتحدث الإثنان، بدأت أفكارهما تتسارع.

لم يصل الأمر لحد جلب كبار المحاربين و الأساتذة، لكن بالنسبة لمستوى الطلبة، فقد كان من غير الواقعي محاولة الإنتقام من ليون.

هذا هو تأثير القوة.

طالما كان الشخص قويًا بما فيه الكفاية، من هناك ليمنعه؟

ألم يُعِث ليون فسادًا، و مع ذلك، لم يتم سجنه و إستجوابه، و بدلاً من ذلك، كان حرًا طليقًا؟

ذلك لأنَّ الأكادِيمِيَّة بحد ذاتها تقدر قيمة القوة.

حتّى أنهم على إستعداد لتحمل سخط الجمهور لأنهم لم يعطوا ليون صفعة أو إثنتين لقيامه بإهانة مواهب كايرو و نانمان!

بسببه كان هناك إضطرابات كبيرة، و البعض أصيب بصدمة لن يتعافى منها بسهولة.

و مع هذا، ماذا في ذلك؟

ألم يثبت ليون قوته بالفعل؟

ضحك لوغان بإزدراء، “مواهب كايرو و نانمان؟ هيهيهي مواهب، أجل، بل قل خراء كايرو و نانمان! ”

“ كانوا حمقى، و من غير قصدٍ منه، ذلك الوغد ساعدني في خططي ”

لم يكشف معنى كلماته، لكن ضحك كانج وو بدوره.

كانت هذه الجزيرة تعتبر دولة مستقلة بطريقةٍ ما، لم يكن من السهل — حتّى لو وصلت الأخبار للعشائر الكبرى، إرسال الأشخاص بسهولة.

السبب الأكبر كان، هو مدير هذه الأكادِيمِيَّة.

ما لم يكن شخصًا بمستوى زعيم عشيرة كبيرة أو رئيس دولة، فلا أحد له الجرأة لمواجهته.

و مع ذلك، هل كانوا أغبياء لهذا الحد؟ كسر التوازن الذي طال لأكثر من مائة عام، فقط بسبب سقوط بعضٍ من ماء وجوههم؟

لم تكن مناصب الزعماء للزينة!

هكذا، سواء أخذوها بطعمٍ حلوٍ أو مُر، فعليهم قبول الأمر.

و مع ذلك، كان عليهم رد الضربة لهذا الشقي الوقح!

طفلٌ وقح، بمثل هذا السلوك، سيكبر ليصبح مثالاً سيئًا لأجيال المستقبل، و ذلك غير مقبول!

كان من واجبهم تعليم الجيل الأصغر الإنضباط و الإحترام، تم إيكال تلك المهمة للوسطاء، و الذين هم أساتذة في أكاديمية ضوء الهلال.

“ همف، بالطبع، ذلك مجرد عذر. ” هزَّ كانج وو رأسه.

“ بالنسبة لهؤلاء الثعالب القدماء، ما هو الأهم من السمعة؟ الحصول على هذا البيدق المفيد للغاية! ”

حتّى لوغان و كانج وو، لو كانوا في مكان هؤلاء العجائز، فسيشعرون بالإغراء.

هذا الفتى ليون إيڤينيوس.

طالما كان قويًا ليطغى على خمسين طالبًا بمفرده، و الذين يعتبرون من بين أقوى المواهب، فلأي مدى ستكون أفاقه المستقبلية؟

بالطبع سيتصاعد الجشع في قلوبهم!

عرف كانج وو عن ليون أكثر من لوغان، و مع ذلك، حتّى لوغان يمكنه القول بسهولة.

“ لن ينصاع ليون … في الواقع، لا يمكن جعله ينصاع مِنَ الأساس ”

كان متأكدًا، السبب؟

لأنه شعر بذلك، سواء كان هو، كانج وو، أم ليون، فقد كانوا نفس النوع من الأشخاص!

لا يمكن للأسد أن يرضا بحكم مساحة صغيرة، و لا يمكن للنار في الغابة عدم الإنتشار.

هذه هي أفكارهم بعد التفاعل معًا و إمتلاكهم لعقلية لا يملكها حتّى هؤلاء العجائز.

و لكن مع ذلك، بالنسبة لمن لم يكونوا بنفس شخصية ليون أو لم يعرفوه، فلن تراودهم تلك الأفكار.

في وقتٍ أقلَّ من يوم، في فترة بقاء ليون في قاعة المعلمين، قام الثعالب القدماء بمبادرتهم بجعل الأساتذة يرغبون في معاقبة ليون.

لكن كانت الأكادِيمِيَّة كالثعلب العجوز الماكر.

قبل أن يُبادر أحدٌ من بين وسطاء نانمان و كايرو في إلقاء عقوبة على ليون ليظهروا للجمهور كمن كبحوا جماحه قبلهم، و جعلوا العقوبة كافية لكي لا يكون لهم عذرٌ كافٍ للشكوة.

بالله عليك، من الواضح أنَّ تلك العقوبة قاسية من الخارج فقط!

شخصٌ قوي مثل ليون، سيكون لديه داعمٌ من الخفاء.

السكن الطلابي؟ المنحة؟ كانت تلك الفوائد مجرد جزرة لجذب الأطفال السُذَّج بدون دعمٍ فقط، و لم يكن لها فائدة لأطفال العشائر الأقوياء!

من المستحيل أن يكون ليون فقيرًا.

و مع ذلك، لم يستطيعوا الإعتراض لأن العقوبة كانت بما فيه الكفاية بالفعل.

ما أثار غضبهم هي حركة المدير الخبيثة بجعل نائبة رئيسة مجلس الطلاب ترافق ليون طوال الفصل الدراسي.

هكذا، و بسبب العقوبة، لدى الأكادِيمِيَّة عُذرٌ لمراقبة ليون و إبعاد محاولاتهم العلنية لتجنيده!

كانت الفصائل التي تحكم الأكادِيمِيَّة منقسمة بين أربعة.

فصيل كايرو، فصيل نانمان، فصيل الأكادِيمِيَّة بحد ذاتها، و أخيراً، الفصيل المحايد.

فصيل كايرو، بطبيعة الحال كان بقيادة عائلة هارديان الملكية.

و مع ذلك، فقد كان هناك عائلات بارزة أخرى تكبح جماح العائلة المالكة، و لم يكونوا سوى القادة بالإسم لحفظ التوازن في الفصيل.

فصيل نانمان، كان بقيادة العشائر الكبيرة، و تنافست تلك العشائر فيما بينها لِتَقَلُّدِ الحُكم، على عكس النبلاء، كان لديهم شعور بالقرابة أكثر منهم رغم الصراعات.

و مع ذلك، بسبب كثرة العشائر و إختلافهم في الفصيل، لم يكن لهم الثقة الكاملة في بعضهم البعض.

فصيل الأكادِيمِيَّة، و الذي كان يقوده مدير الأكادِيمِيَّة في الخفاء، تألَّفَ الفصيل من سكان الجزيرة و بعض سكان نانمان و كايرو الذين إستوطنوا هنا.

كان هذا الفصيل، رغم مظهره الضعيف، بنفس قوة فصائل كايرو و نانمان، و مع ذلك، لم يتكوَّن سِوى حديثًا و لم يتركه الفصيلان الأخران ينمو بسلاسة.

أخيراً، الفصيل المحايد، و ذلك الفصيل يتألَّفُ من هؤلاء من لم يريدوا الدخول في الصراعات السياسية بين الثلاثة الأخرين، و حافظوا على علاقة ودية مع الفصائل الأخرى.

لم يستطع أي فصيل قمع الفصائل الأخرى قمعًا ساحقًا.

و مع ذلك، ظهر ليون فجأة!

قوَّة ساحقة، عقلٌ خبيث مع شخصية غير مقيدة و سلوك لا هوادة فيه!

كانت تلك العقلية المناسبة للملوك!

من يسيطر عليه سيفوز في صراع السلطة هذا!

في المعركة الخفية الأولى، كانت الأكادِيمِيَّة متقدمة على الفصائل الأخرى بخطوة، و كانوا يملكون المبادرة مع ليون.

قمع الفتى؟ هاها، هذا النوع من الأشخاص، كان يكره القيود و لا يحب أن يسيطر عليه أحد.

كان نهج السيطرة البطيء هو الوحيد المفيد مع هذا النوع من الأشخاص.

بينما يدرس في الأكادِيمِيَّة، فسيتفاعل مع الطلاب، سواء أراد أم لا.

تلك التفاعلات، ستتحول مع الوقت — إلى صداقات و عداوات، الحب و الكراهية سيتَكوَّنُ في قلب الفتى.

طالما يربطونه مع الأخرين و يلزمونه بعلاقاتٍ مثل الحب و الصداقة أو القرابة، فستصبح تلك العلاقات قيوده.

مع مرور الوقت، سيصبح أكثر حذرًا و ينسجم مع المجتمع، و سيصبح لديه أشياء يخاف عليها و يقلق بشأنها، سيخاف على أصدقاءه و أحِبَّائه.

مع مثل هذا الموقف الذي سيحدث، ألن ينصاع لهم في النهاية؟

يمكنهم عرض الفوائد عليه، يمكنهم كسب صداقته.

يمكنهم حتّى عرض بناتهم للزواج منه أو جعله يقع في حبهن.

لنأخذ ماركوس هارديان كمِثَال، طالما أنَّ الفوائد كافية، حتّى لو أعطى إحدى بناته إلى ليون، فماذا؟

طالما ينجب من إبنته وريثًا، أفلن ينصاع؟

من أجل مصلحة كايرو العظمى، يجب على الملك تقديم التضحيات بطبيعة الحال!

ماذا لو ضحوا ببعض النساء أو سعادة أطفالهم في سبيل الوضع العام، ألن يكون هذا للأفضل؟

“ حسنًا … هناك موقف رقصة ليون و أميرة كايرو، ربما هو معجب بها؟ يمكن للأميرة إستغلال ذلك، أليس كذلك؟ ” تساءل لوغان.

يقع القوي في حب الجميلات، لم يكن ذلك غريبًا على الإطلاق.

“ بفف! ” بصق كانج وو فجأة و كاد يسعل!

“ الأن، ماذا قلت؟ وقع بحبها؟ هاها، اااه هذا صحيح، أنت إلتقيت به للتو ”

“ همم؟ ماذا تقصد؟ ” كان لوغان في حيرة.

ما الغريب في كلامي؟

“ لقد حاولت ذلك بالفعل ”

“ … ماذا؟ ”

نظر إليه لوغان بعدم فهم للحظات.

“ أنت! إبتعد عني! لست أتأرجح بهذه الطريقة! ” كما لو فهم شيئًا ما، إبتعد بمسافة عنه.

“ لم أعتقد أنَّ لديك هذه الميول ” نظر لوغان نحوه كما لو أنَّه يرى قمامة.

“ هذا الوغد؟! ” وسَّع كانج وو عينيه بغضب.

“ يا إبن العاهرة! ليس لدي هذا النوع المقرف من الأفكار! ”

كشّرَ كانج وو عن إستياءه و شعر بالإهانة بطبيعة الحال!

هناك حدود لكون الشخص مقرفًا و حثالة، قمامة بلا فائدة أو ذليلاً، أحمقًا أبلهًا مشكوكًا في أمره.

لكن ماذا ماذا؟ أن أكون شاذًا! لا تمزح معي! حتّى عديم الحيّاء له كبرياءه الخاص!

هذا مثل أن يكون لديك مال و سلطة العالم و عائلة تُحِبُّك، لكنك ترميها ببساطة لأن إمرأة عشوائية قالت لك أنَّك روميو الخاص بها، أو بسبب الإكتئاب.

هذا ببساطة مقرف!

“ حسنًا … لكن إلى أن تشرح نفسك، فسأكون على أهبة الإستعداد، رغم المظاهر، فأنا لن أخسر في قتال! ” ما زال لوغان متشككًا.

“ سوف أقتلك يا إبن الوغدة إن لم تتوقف عن مزاحك هذا! ”

“ على أي حال! ” سعل لوغان، و غير الموضوع، “ ماذا تقصد بأنك حاولت؟ ”

“ عندما شهدت عشيرتي على قوته، أصابهم الجشع، و حاولت أختي إيقاعه في شِباكِها من قبل، لكن لم يفلح شيء ”

“ ألا يعني ذلك أنَّه مثلي الجنس لا غير؟ ”

شعر لوغان بالخيبة من ليون فجأة.

تؤ تؤ تؤ، ليون … لم أعتقدك هكذا.

بدون علمه، أسوء تهمة يمكنه الحصول عليها، فكر فيها لوغان تجاه ليون.

“ هو بنفسه صرَّح بإحتقاره العلني للشواذ، لكنه يرى النساء كمخلوقات كغيرهم، و ليس كأشخاصٍ من الجنس الأخر ” أكمل كانج وو قائلاً.

ااه، بطريقةٍ ما، أنا أسف، ليون.

لقد كنت مخطئًا بشأنك.

على أي حال.

“ إيه؟ هل هذا ممكن حتّى؟ ” شعر لوغان بالحيرة.

لا يرى النساء كنساء؟ لكن كمخلوقات؟

ماذا يعني ذلك حتّى؟ هل هو فضائي؟

“ ستفهم الأمر مع الوقت، في الواقع، حتّى لو وقع في الحب، فذلك غير مفيد أيضاً، فهو لا ينصاع أمام العواطف العابرة و يتحكم فيها تمامًا ”

بعد قوله ذلك، صمت كانج وو، غير متأكد مما يقوله أكثر.

“ إنسى ذلك، ما لا يمكن فهمه لا يجب التفكير فيه ”

“ أنت محق ”

“ الصداقة و القرابة، لماذا يتم التأكيد عليها في المجتمعات بكثرة؟ ” سأل لوغان.

فهم كانج وو إلى ما يرمي له، و فكر في الأمر بنفسه.

لماذا يتم إحتقار السلوك الجامح و الإبداعي في المجتمع؟

“ هاهاها يا لها من سخرية، أكثر من يؤكدون على التضامن هم أكثر الأشخاص إحتقارًا له ” قال لوغان بإزدراء.

“ لماذا تُؤكِّدُ الحكومات في عالمنا على الأخلاق؟ ذلك للسيطرة على الشعوب! ” عرف كانج وو الجواب بطبيعة الحال.

كان ضمن الصراعات السياسية منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن المكائد و الغدرات التي شهِدها عبر حياته.

لوغان، بطبيعة الحال، لم يكن غبيًا أيضاً.

بالنسبة للفرد، طالما كان جزءًا في النظام، فعليه الإنصياع للنظام، لأن هذا ما هو عليه العالم!

أفضل سجن، ليس ذلك الذي يملك أفضل حراسة.

في الواقع، السجن الأفضل هو السجن الذي لا يدركه الشخص، و يعتقد أنَّه نعيم.

المجتمع ليس أكثر من سجنٍ كبير لا يدركه الناس.

و مع ذلك، هم أنفسهم يكونون أول من يتدافع لحماية ذلك السجن عند وقوع مشكلة.

هؤلاء الأشخاص يرثى لهم بالفعل.

“ الأساليب التي يمكن إستخدامها لتسريع السيطرة عليه عديدة، و مع ذلك … ”

سرق لوغان الكلمات من فمه، “ المشكلة الوحيدة — هي داعم ليون غير المعروف. ”

تسلسل الأفكار العام بسيط في هذا الموقف.

طالما ليون بهذه القوة، الشخص الذي يدعمه من وراء الكواليس، لأي مدى تصل قوته؟

كان هذا أيضاً أحد الأسباب التي منعت ذوي السلطة من التحرك بتهور.

لم تكن هناك حاجة للإستعجال، طالما يسيطرون على ليون، أو حتّى يمسكون بنقطة ضعفه، و طالما أنَّ الفوائد ترضي الجميع، فيمكنهم حتّى جذب داعمه إلى جانبهم!

في هذا العالم، لا يهم إن كان الشخص صَالِحًا أم طَالِحًا، ما يهم ليس سوى القوة!

العدو الأبدي، الحليف الأبدي، مثل هذا الشيء، لم يكن موجودًا.

ما يبقى هي المصالح، لكن الناس تأتي و تذهب.

مع فهمه الجديد لليون، شعر لوغان أنَّه من المستحيل لليون عدم ملاحظة هذا الأمر.

خطوته في دخول الفصل (D)، كانت بالتأكيد تحمل معنى عميق.

مثيرٌ للإهتمام … حقًا مثيرٌ للإهتمام!

“ مثير للأهتمام … لا، ممتع و مثير! ”

لمعت أعينه بضوءٍ برّاق.

“ كانج وو! ” نظر إليه بنظراتٍ مشتعلة.

“ ماذا؟ هل حسمت أمرك بشأن شيئٍ ما؟ ”

كانج وو لا يزال مستلقيًا، أجاب بينما يراقب السقف.

“ نعم ” كانت نظرات لوغان رسمية: “ ما رأيك أن تتعاون معي؟ ”

“ حليف، هاه؟ ذلك يعتمد على ما تريد التحالف بشأنه ”

“ فوضى! ”

“ فوضى؟ ” نهض كانج وو، بينما يحلِّل كلمات لوغان.

لم يكونوا قلقين بشأن الإستماع لكلماتهم.

للحفاظ على الخصوصية بين الطلاب، و لكي لا يحرض الجمهور مشاحنات الطلاب بعد المعارك، تم عزل الصوت في القاعة.

“ نوايا ليون، بما أنني قابلته للتو، لا يمكنني فهمها بالضبط لكن … أعرف شيئًا واحدًا ”

“ سيتم كسر الجمود، و ستحدث الفوضى ” بأخذ الكلمات من شفتيه، إبتسم كانج وو قائلاً.

“ هذا الوغد المُتَبَجِّح … على أي حال، هذا صحيح، لما لا نساهم في ذلك؟ ”

“ هيهيهي، لقد قلت ما كنت أريد طرحه منذ البداية ” لمعت عيون كانج وو ببرود.

كان الإثنان متشابهين، لذلك فهموا بعضهم البعض على الفور، و كان المعنى واضحًا — لننشر الفوضى!

“ و هكذا، أنا ذاهب لنفس المكان! ” قال لوغان بصوتٍ هزلي.

“ و؟ ماذا ستفعل الأن؟ هل ستقاتل؟ ”

“ همف، منذ البداية، لم تكن لديك نية للقتال ”

نظر الإثنان في بعضهما البعض للحظات، بينما هما جالسين.

“ حجر … ورقة … ”

“مـ- ماذا! أيها الوغد! لا تفاجأني! ”

مِقَص!

بدأ كانج وو فجأة لعبة حجر، ورقة، مقص، و أخذ لوغان على حين غرَّة.

لوغان: ورقة.

كانج وو: مقص.

الفائز، كانج وو.

“ هيهيهي، هذا يعني أنني سأستسلم ”

رفع يده بإبتسامة، ينظر بشماتة نحو لوغان، الذي غضب من حركة كانج وو الحقيرة.

“ أنا أنسحب ”

لم يرد الفوز بهذه الطريقة.

هذا الحقير إبن التي فتحت أرجُلَهَا للعابرين سبيلاً! لقد جعل الأمر كما لو أنَّه يتصدق لفقير!

[ الطالب بايك كانج وو، قام بالإنسحاب، بموجب هذا، الفوز للطالب لوغان هيرميس. ]

الصوت الميكانيكي عبر أذان لوغان، خرج كانج وو تاركًا له بضع كلمات.

“ أنا ذاهبٌ للفصل (C) ”

“ أبذل أقصى جهدك حتّى لا تُطرد، أو سأكون حزينًا، كيكيكيكي”

صوته ساخر، بينما يمشي بيديه في جيوبه.

رفرف ردائه مع الريح، بينما أغلقت البوابة خلفه ببطئ.

“ هيهيهي، سنرى ” بدلاً من الغضب، إبتسم لوغان ببرودة.

وقف في المكان وحيدًا لفترة من الوقت، قبل أن يغادر من الباب المعاكس، للمكان الذي خرج منه كانج وو.

2024/09/23 · 14 مشاهدة · 5166 كلمة
نادي الروايات - 2025