4 - الفصل 4: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (1)

الفصل 4: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (1).

ــــــــــــــــــــــــــ

البيئة مصبوغة بنورٍ مشرق، ضوء الشمس أضاء ممّا قلّل البرودة في أجساد المخلوقات.

رغم أنّها الظهيرة بالفعل، إلاّ أن برودة الشتاء مازالت باقية، و إن كان بشكلٍ قليل.

الشمس إرتفعت في أوجها و بدأت تنبعث منها حرارة أعلى.

كان من الممكن بسهولة تخمين أنّ الربيع بدأ في المجيئ، فقط من رؤية حيويّة الأشجار و النباتات المتصاعدة تدريجياً.

‟ السماء صافية حقًّا ”

فكّر المعلّم المشرف ديوس بينما يراقب الفضاء الأرزق الشاسع.

حتّى من شرفة مكتبه، كان يمكنه الإستمتاع بالمنظر.

لا سحابة واحدة حتّى، يمكن رؤية مدى صفاء السماء بالنظر فقط.

في بعض الأحيان كان يمكن سماع أصوات زقزقة العصافير.

'إنها جميلة حقاً'

الطبيعة.

الجمال الخلّاب للطبيعة يحبس الأنفاس دائماً.

لقد أراد ترشُّف كوبٍ من الشاي و تهدئة أعصابه، كان صوت العصافير بمثابة تهويدة.

ربّما لن يضُرّ أخذ قيلولة.

أراد ذلك، أراد ذلك حقاً و لكن …

‟ أتركوني!! أتركوني أذهب أيها الأوغاد! ”

‟ قيّدوه جيداً! قد يبدو وديعاً! لكنّه يملك قوة جسدية وحشية! لا تعاملوه كالبشر! ”

‟ أمسك رأسه! الرّأس! ”

عض!.

برزت أسنان بشري قوية تحاول تمزيق اليد التي لامست رأسه على الفور.

‟ إنتبهوا! إنه يعض! هذا الوحش يعضُّ البشر! ”

‟ … لا، إنّه بشري مثلكم، لما تتعاملون معه كالمُروِّضين الأن؟ ”

خرج صوت أحد الأشخاص كا لو شعر بالشفقة على "المسكين" الذي يتم تقييده.

" هل تمزح معي؟! خذه أنت إذاً! ”

قبل أن يملك أي وقتٍ لشرح موقفه كان قد تمّ تركه مع "المسكين" لتقييده.

عض!.

‟ إنتظر- آوتش! لا! أذني! لا تعضّني! أبعد فمك القذر عنّي! ”

لقد شعر أنَّ شحمة أذنه ستتمزّق، تدفّق الدم و غلى من جسده من شدّة الغضب كما ضرب الوحش اللعين بقوة!.

لكن لم يخفّض ذلك من شراسة الوحش المقيّد.

بل زادت شراسته فقط و بدء باللكم و الركل بينما يستطيع.

‟ أتركوني أو سأعضّكم حتّى الموت! ”

‟ … إنسى ذلك! هذا الوغد يحتاج للترويض! ”

'ماذا قلت من قبل؟ هاه؟'

'أنت محظوظ، لقد كاد يكسر ذراعي من قبل'

حدّق زملاء الشخص الذي تمّ عضُّ أذنه بعجرفة و حكت نظراتهم عن شعورهم.

'أيها الأوغاد … كِدْتُ أفقد أذني بسببكم!'

إحتجّت الضحية بصمت بينما ينظر لرفاقه ككلبٍ خانه بني جنسُه.

لسوء الحظ، لم يكن هناك وقتٌ للإحتجاج أو الشجار الأن.

موقف "الوحش المحتاج للتقييد" لم يساعد على تخفيف الضجّة.

'يا لها من فوضة'

تنهّد الأستاذ ديوس بسخط لكن لم ينظر خلفه.

كان ما يقبع خلفه هي مناوشة لتقييد ‟شخص”، في نظر الأستاذ المشرف ديوس، كان يتخيّل صورة حيوان برّي يقاوم تقييده.

'لماذا كان على اليوم أن يكون صافياً؟ هاه؟'

لماذا؟ لو كان يوماً عاصفاً لكان حافزي للعمل أكبر.

لكن أن تكون الأجواء صافية بينما عليّ تقييد هذا الوغد؟.

الحياة في كثير من الأحيان ليست عادلة، تباً.

إبتسم المعلّم المشرف ديوس بإشراق و هو ينظر للسماء.

‟ اااخ! أتركني! يا إبن العاهرة! أذني! أذني ستنزف! ”

كان لهذا الوغد عادة مخيفة في عضِّ أذان النّاس!.

هل لديك عداوة مع الأذان أم ماذا؟ هاه؟!.

'فقط إبقى ساكناً و دعنا نقيّدك بهدوء!'

‟ أتركني أنت أولاً! أنتم معتدون على الأطفال! أنقذوني! أنا يتِمّ التعدي علي! ”

‟ أخرسوا فمه اللعين هذا! ” صرخ الأستاذ ديوس بسبب الضوضاء.

‟ ماذا؟ معتدون على الأطفال؟! هل تعتقد أنَّك ستكون مقيداً هكذا لو لم تؤذي باقي الطّلاب؟! هاه؟!”

إنتقد الأستاذ ديوس بشدة و هو يحدّق بشراسة نحو الجاني.

لقد بدء سبب تسميته أستاذاً سليط اللسان سيئ السمعة بالظهور.

‟ لقد كان ذلك دفاعاً عن النفس! هم من هاجموني أولاً-اممم! ”

تمّت تغطية فم الفتى، و الذي هو بطبيعة الحال، ليون إيفينيوس، بينما يتذمّر و يقاوم الحبل الذي رُبط به.

‟ لا! قبل ذلك، لما أنا الوحيد الذي تتمُّ معاملته هكذا! هؤلاء الأوغاد لم يحصل لهم هذا! ”

بعد نزع اليد التي سدّت فمه، إحتجَّ ليون بينما يحدّق في يمينه.

كان في تلك الجهة أربعة أشخاصٍ جالسين بهدوء و يسخرون من ما يحصل.

‟ لا تدخلنا في هذا حتّى، نحن لم نقاوم على عكسك، أنت تستحقّ هذا لأنّك … ”

‟ إخرس أيها الطالب، أو سأقوم بربطك تاليًا ”

‟ … أسف، سأصمت”

تمّ قمع ما أراد أحد الجالسين قوله بسرعة من قبل أحد المعلّمين.

‟ لا أهتم! أتركوني! أتركوني أيها الأوغاد! ”

بدء ليون يهيج مرّة أخرى.

‟ إ-إإنه قويٌّ جداً! سيهرب هكذا! ”

‟ حسبك! إبرة! أحضروا الإبرة المهدئة بسرعة قبل أن يهيج هذا الوحش اللعين! ”

‟ لا! لا أتركوني! أنا سوف- … أقـ.... ضي ”

هدئت الإضطرابات شيئاً فشيئاً و وقع الفتى في غيبوبة.

‟ فييوه … أخيراً إنتهى هذا، أي إبرة إستخدمت؟ ”

‟ التي نروّض بها ضواري الغابة ”

‟ تسك، يا له من وحشٍ لعين، إحتاج منّا لتهدئته حتّى حقنة من تلك الإبرة … ”

تذمّر الشخصان اللذان كانا ممسكين به بسخط قبل أن يربطا جسده بإحكام على الكرسي.

‟ يا له من وحش… ”

‟ لا تذكّرني … لم يتمّ ضربي هكذا من قبل”

‟ إنّه بالتأكيد ليس بشراً، ذلك الوغد! ”

‟ أنظروا إليه، أنا أشفق على الأساتذة، حتّى هم يعانون في تقييد ذلك اللعين! ”

‟ أسكت! ماذا لو سمعك و أنهال علينا بالضرب مرّة أخرى؟! ”

‟ آآه ماذا؟ أنا لم أقل شيئاً، أنا أبكم، لساني مقطوع فكيف تكلّمت؟! ”

‟ … لا عليك ”

كان يمكن رؤية بعض الرؤوس المتلصّصة من مكانٍ قريب.

كان الطلبة يتهامسون و هم يحدّقون في عملية مبهرة لكيفية تقييد الوحوش المهتاجة.

'كيف وصلنا لهذا؟'

تنهّد الأستاذ ديوس بينما يحدّق في السماء بحزن.

ـــــــــ※ ※ ※

‟ أين هو! إبحثوا في الغابة! يجب أن يكون بالقرب منها … أو حتّى داخلها يختبئ! ”

‟ أنتم إتجهوا شمالاً و نحن شرقاً! ”

‟ حسناً ”

منذ الصباح كانت الأجواء نشيطة و حيويّة.

من الرائع حقًّا أن تكون شابًّا!.

عيش الحياة ببهجة و الإستمتاع بالطبيعة … لم يكن أيٌّ من ذلك مكتوباً على وجوه الشباب اليافعين.

إندفعوا بجنون كما لو أنّهم يبحثون عن شيئٍ ما.

طلّابٌ هنا، طلّاب هناك، طلّاب في كلّ مكان!.

لقد كانت كبعثة للبحث عن مفقود مهم.

من بين الطلّاب، كان هناك من يبدوا مستميتاً للعثور على طريدته أكثر من الأخرين.

شابٌّ نحيف الجسد قليلا ببشرة بيضاء شاحبة، شاحبة لدرجة أنَّه بدى مريضاً.

لكن عيناه لم تظهر أيّ شكلٍ من أشكال الضعف.

عزم.

كانت هناك عزيمة مصدرها غير معروف تشِعُّ من عينيه.

إلريك، مثله كمثل الطلّاب الجدد كان يبحث، لكن كانت أسبابه مختلفة كلّ الإختلاف.

'لا تقل لي أنَّه هو …'

لقد بحث يميناً و يساراً لكنّه لم يجده.

لقد كان هناك شيئٌ يجب عليّ تأكيده، لذا يجب أن أجده بسرعة!.

الفتى المسمّى إليريك بحث بشكلٍ محموم، لكن منظره الذي يشِعُّ بالعزيمة لم يكن شيئاً ستلاحظه بين العديد من الطلبة هنا.

في مثل هذا الجوِّ البديع، كان الصخب يملأ الأنحاء.

‟ أيها الأبله! لما هاجمتني! ”

صرخ أحد الطلبة بسخط!.

‟ أسف … لقد كنت مختبئاً و شعرك كان أسودا لذا هاجمتك و لم أعرفـ-آوتش هذا مؤلم! ”

‟ أسكت و أغرب عن وجهي! لقد ضيّعت علي فرصة القبض على ذلك اللعين! ”

‟ كيف تعلم؟ ربّما لن يأتي … ”

الفتى الذي تمّ ركل مؤخرته، تذمّر بصمت و هو يغمغم بسخط.

‟ هاه؟ ”

‟ لا شيئ! وداعاً! ”

لما كان هناك مثل هذا الجشع و الرّغبة في مجرّد البحث عن شخصٍ واحد؟.

تقييم الأستاذ المشرف ديوس.

ما مدى صعوبة إكتساب تقييم جيد منه؟.

رغم كونهم مجرّد طلّابٍ جدد، إلاّ أنَّ الشائعات بشأن تشدّد الأستاذ المشرف ديوس في تقييماته كانت منتشرة عبر القارّة في الفترة الأخيرة.

لذلك عرفوا عن مدى قيمة تقييمه بطبيعة الحال.

أي نوعٍ من الأماكن كانت أكاديمية ضوء الهلال؟.

لقد كانت إحدى الأكاديميات البارزة العديدة، و التي جمعت بين ثقافات متعدّدة.

ناهيك عن أي شيئٍ أخر، فقد كانت لها أساليب غير مألوفة في التدريس.

بدء الأمر مع تاريخ هذه الأكاديمية.

كانت أول شعلة تمّ إشعالها هي شعلة المؤسس.

في العادة، كان الجانب النظري في التعليم مهماً، و في بعض الأحيان يكون أهمّ من الجانب العملي.

لكن مؤسس هذه الأكاديمية كانت له شكوكه الخاصّة بشأن الأمر.

‟ في هذا العالم، حيث يمكن للشّخص الواحد تحطيم الصخور بيديه العارية، و يمكن له إستقطاب الحرارة و البرودة، و حتّى قطع الجبال بسيفه، ما فائدة التمسّك بشيئٍ كالكتب، و نسيان شحذ خبراتنا؟ ”

‟ لقد تأثر العالم بطرق الأسلاف و أصبح جيلنا راكداً ”

‟ العالم بدء في التغيّر، ما لم يعرف المرء كيف يتكيّف مع التيّار، فستجرفه أمواج التغيير ”

كانت التربية الهرميّة و معرفة مختلف أنواع العلوم النظرية مفيدة في أيام السلم بكلٌ تأكيد.

لكن هذا ليس كلّ شيئ.

يحتاج العالم المسالم للنظام لكي يستمرّ بكلّ تأكيد.

لقد كانت الهرمّية التي تضمن مزايا النبلاء مجرّد فكرٍ من الماضي، لم يعد من الممكن كبح جماح النّاس بعد الأن.

في السابق، كان يتمُّ معاملة العامّة كالماشية و العبيد.

التّباين بين القوي و الضعيف كان واضحًا، لذلك لم يستطع العامة الشكوى حقًّا.

كانت تقنيّات إستخدام السحر حِكراً على النبلاء لا غير.

في بعض الحالات، يمكن للشخص الحصول على تقنيات بسيطة لو أعلن ولائه للإمبراطوريّة أو العشيرة التي هو موالي لها.

إتّفقت الإمبراطوريّات و العشائر المتحالفة على قانون يضمن بقاء سلطتهم.

آلا هو إعدام أي شخصٍ يعلّم عامّة النّاس تقنيّات إستخدام المانا بدون إذن الإمبراطوريّة أز العشبرة، و التي يتبعها ذاك الشخص.

الخوف من الموت جعل التمرّد أصعب على عامّة النّاس.

لهذا لم توجد أيّ طرق معروفة ليصبح الشخص قويّاً.

غير ذلك لم يكن للمرء سوى العيش ذليلاً أو يحاول سرقتها.

المانا موجودة في جميع أنحاء العالم، هذه حقيقة، لكن لم يعرف الكثير كيف يستخدمون تلك المانا في أجسادهم.

الإستخدام الخاطئ لها يدمّر الجسد، لأنَّ على الشّخص توزيع المانا من و إلى القلب في جميع أنحاء الجسد، و فتح نقاط الطّاقة و خطوط الطول بطريقة معيّنة.

هكذا تستعمل المانا.

ماذا كانت التقنيّات؟ كانت أساليب تقوم بتوجيه المانا في جسدك نحو الطريقة المناسبة لإظهار تلك المانا بشكلٍ ما.

لقد كان الأمر غامضاً مثل كيف البشر أحياء.

كانت المانا كالدّماء في الجسد، لا يمكن فصلها بسهولة عن جسدك.

لهذا كانت قيمة تلك التقنيّات أغلى من الذهب و الماس.

بالطبع، لم يكن الجميع متشابهين، و لم يوجد شيئٌ يبقى كما هو دائماً.

مع تقَدّم الأجيال و تطوّر السحر، بدء النّاس في إبتكار أساليب و مسمّيات جديدة.

في كلّ حقبة، سيظهر عباقرة لهم أسلوب تفكير مغاير للمجتمع، و لديهم مواهب ستهزّ العالم أجمع، كان البعض يتّخذون مسار القتل أو الخير في ما يفعلونه.

لكنهم تشاركوا في شيئٍ واحد، ألا و هو إختراع أساليب خاصّة بهم للقتال.

حتّى أنَّهم قسّموا تلك الأساليب نحو أقسامٍ و رتب بحسب الشّخص.

و مع مرور الزّمن، تشكّل نظام للرتب للمخلوقات بزاتها، و ذلك بحسب أيّ مسار يختاره الشّخص نفسه.

الفنون القتالية، السحر المظلم، قدرة السلالة و السحر العنصري، كان النّاس يستخدمون المانا كأساس لإعادة إنتاج أساليب جديدة.

الآورا، المانا، التشي.

بإختلاف الأسلوب، إختلف الإسم بطبيعة الحال، لكن كان الجوهر ذاته.

من جيلٍ لجيل، بالدماء و الدموع.

لقد تطوّر العالم، و زادت نسبة الأشخاص المستخدمين للمانا بشكلٍ كبير.

كان هؤلاء هم نتيجة كفاح أبطال العصور.

للنجاة، كان يجب فعل كلّ شيئٍ ممكن.

القمع الذي عاشه النّاس جعلهم يغضبون و يتمرّدون في أنحاءِ العالم.

بالطبع، لن يقف النبلاء ساكنين ينتظرون هلاكهم.

و هكذا نتجت الحرب الّتي حدثت قبل 300 عام.

كارثة.

لقد كانت حرباً أسفرت عن وفياتٍ لا تعد و لا تحصى.

مع مرور السنين في الحرب بين الطرفين، سئم الإثنان من القتال الشنيع، لكن لم يرد أحدٌ التراجع.

المتراجع أولاً هو من سيتضرّر أكثر.

لذلك كان الحلّ الأفضل هو إيجاد شيئٍ يبقي مزايا النبلاء و في نفس الوقت لا يتجاهل الشعب.

لكن في خضم البحث عن هذا الحل، بدءت الشياطين تهاجم القارّة.

إنتشرت المذابح و عمّ الذعر العالم.

كان للجميع الأن عدوٌّ مشترك، لذلك أصبح هناك تحالف مؤقت، و ذلك بعد مناوشات عديدة.

خاضت القارّة حرباً يائسة مع الشياطين، و بعد تضحيات هائلة، قضوا عليهم تماماً.

بعد آختفاء العدوّ، لم يكن هناك للأطراف المتحالفة أيّة قوّة متبقّية، لذلك لم يواجهوا بعضهم بتهوّر.

إستقرّت الأوضاع بعد التوسّط بين النبلاء و المتمرّدين، حتّى أبناء العشائر المرموقة و العامة من الشوارع توصّلو لحل.

و كان ذلك الحل الوسط هو أكاديميّة السحر و طوائف الفنون القتاليّة.

مكان يقبل الجميع بغضّ النظر عن خلفيّته.

كان ذلك أفضل شيئٍ ممكن فعله في تلك الأوضاع.

هكذا حصل الجميع على المعرفة.

لكن، مع تقدّم المعرفة فستكثر المشاكل و لن يستقرّ النظام.

حتّى مع الأكاديمية التي يتساوى فيها الجميع، لم يكن من الممكن التخلّص من سخط العامّة الذي إستمرّ لقرون بتلك البساطة.

ناهيك عن أنَّ النبلاء لن يفكّروا في العامّة على قدم المساواة بسهولة أيضاً.

و لم يكن الأمر أفضل بالنّسبة للطّوائف أيضاً، كان الأمر واضحًا بالنّسبة لهم أكثر، حيث القتال مباحٌ بشكلٍ أكبر.

طالما هناك مخلوقات، فهناك دائماً صراعات.

السلام كان شيئٌ مرغوباً بالفعل، لكن من المستحيل إبقائه قائماً للأبد.

مع تقدّم السنين، بدء ما يسمّى بالطوائف القتالية و أبراج السحر بتأسيس سلطتهم في العالم بشكلٍ أوضح.

بدء العامّة يلجئون لتلك الأماكن شيئاً فشيئاً.

أصبح نظام النبالة غير مرغوبٍ فيه بمرور الوقت.

إنقسم العالم تدريجياً إلى — بدلاً من العامّة و النبلاء — فصيل صالح و فصيل شيطاني.

بالنسبة لهؤلاء الفصائل، فقد كانت السلطة مقسّمة بين أربعة فصائل بدورها.

النبلاء حكموا شرق القارّة، و شعب الكانغهوا حكموا الجنوب، كانوا في كثيرٍ من الأحيان يتصارعون على الأراضي لذلك كان هناك توتّر بينهما.

بالطبع، لم يكن الفصيلان الأخرَين أفضل في أيّ ناحية.

مجتمع السحرة حكموا الغرب، بينما حكم البشر المتحوّلون — كالجان و العفاريت و الأقزام و غيرهم من أنصاف البشر — الشّمال.

الفصيل الصّالح قمع في أحيانٍ كثيرة الفصيل الشيطاني.

الأمر بسبب أنَّه حتّى لو تصارعت القوى الأربعة، فقد كان ذلك صراعًا خفيًّا بين فصيل الصالحين، لم يكن هناك حاجة لشخصٍ إضافي.

و بسبب ذلك، حتّى الأشخاص عديموا الرّحمة و الشرف، كمقاتلي الفصيل الشيطاني، بدأو في التّكاتف معًا من أجل النجاة.

كان الصراع على الموارد في بعض الأحيان يأخذ الهبوط و الصعود، لكن لم تكن هناك حادثة مهمّة تستحقّ الذكر.

كان كلُّ فصيل يقمع الأخر، لذلك لم تحدث نزاعات هائلة.

في السنين الماضية، كانت هناك بعض الصراعات البسيطة هنا و هناك.

كانت صراعاتٍ بسيطة تتشكّل نتيجة سخط النّاس من بعضهم.

معظم الأمر نشأ من أشخاص بارزين بين الفصيل الشيطاني، و الذين كانوا طامعين في الموارد.

يمكن تجاهل الأمر كشيئٍ غير مهم في العادة.

لكنّها كانت في الواقع دلالة على قدوم رياح التغيير.

بالنّسبة لذلك المؤسس، فقد كان أحد الذين أحسّو بالنّهاية الوشيكة لعصر السلام بعد إستمراره لأكثر من مائة عام.

لم يكن سبب إستمرار السلام سوى لتلافي الأضرار على مدى العقود العديدة، و التي سبّبتها الحرب بين النّاس و ضد الشياطين.

بعد إستقرار مواردهم، كان التوازن سينكسر مع مرور الوقت حتّى يبقى أحدٌ ما في السلطة.

لا يوجد سلامٌ في عالم يحكمه أكثر من شخص.

الجبل لا يتّسع لنمِرين.

و هكذا، شعر أصحاب السلطة بالحاجة لتنظيم قوّاتهم لكي لا تجرفهم العاصفة.

لم يكن مؤسس الأكاديمية، الذي خمّن ما سيحدث في السنوات اللاحقة، مستعدّاً لترك نسله من بعده يُتركون كبيادق سهلة التبديل ببساطة.

كان يجب على المرء الإستعداد للقتال عندما يجب عليه ذلك.

‟ لذلك، سأسلك إتجاهاً لم يسلكه أجدادي، أنا بنيت هذه الأكاديمية لهذا السبب ”

‟ هذا المكان هو مكانٌ يعلّم الأجيال القادمة كيفية البقاء في هذا العالم ”

‟ عسى أن ينقل كلّ من بعدي إرادتي للأجيال القادمة ”

لاقى في حياته العديد من المعارضات و النّزاعات، لكنّه نجا و إنشقّ عن نظام الأجداد القديم.

هذه الأكاديمية هي ثمرة جهود و دماء، ليس فقط هو، بل و حتّى الأجيال الذين من بعده.

المعرفة العملية و الخبرة، كان هذا ما ركّزت عليه هذه الأكاديمية.

بدلاً من التشبّث بشيئٍ يمكن لأي شخص قراءته في كتاب، فقد كان أفضل مائة مرّة أن تجرّبه بنفسك.

تلويحة واحدة بالسيف تكُفُّ عنك عناء شرح ألف خبير.

بالطبع، هناك العديد مِمّن يفضّلون التقيّد بأعراف الماضي و إنضمّوا للأكاديميات العريقة الأخرى بدلاً من ذلك.

لم تتقيّد تعاليم هذه الأكاديمية فقط بتدريب المانا، حتّى الفنون القتالية و مختلف أنواع السحر العنصري و غيرهم كانوا مصدر إنتباههم.

لقد كانت القاعدة الوحيد في هذه الأكاديمية هي التكيّف مع العالم.

لذلك إختلف أسلوب التدريس في كلِّ جيل.

من مجرّد مبنى تثقيفي في الضواحي إلى أكاديمية يعترف بها العالم.

لقد كانت رحلة طويلة حقًّا.

على أي حال، رغم الجحود من العديد، كان من تخرّجوا من هذه الأكاديمية أشخاصاً إستثنائيين حقاً.

لسببٍ غريب، إختار العديد الإستوطان في الجزيرة الشاسعة بالقرب من الأكاديمية، لكن هذه حكاية لوقتٍ أخر.

بما أنَّ العديد من الناس الخرّيجين كانوا إستثنائيين، فلم يكن هناك الكثير لقوله عن شخصٍ إنتشرت حتّى شائعات عنه عبر أنحاء القارّة.

لذلك، ما مدى أهمية أن يعطيك الأستاذ المشرف ديوس تقييماً إضافيًّا في أول أيام تسجيلك هنا؟.

بطبيعة الحال، لقد كانت الأهمية بلا قياس.

بالتفكير في الأمر من وجهة النّظر هذه، لم يكن سلوك الطلبة الشبيه بقطّاع الطرق غريباً حقاً.

الناس ينسون عقلانيٌتهم أمام الفوائد، بعد كلّ شيئ.

ليون، الذي كان يقفز عبر الأشجار بسرعة لم تلحقها العين المجرّدة، يفكّر في تاريخ هذا المكان العريق.

فهم جنون الطلبة إلى حدٍّ ما.

'أنا أفهم هذا، أنا أفهم هذا لكن …'

… أليس هذا كثيراً جداً؟.

عبس عند التفكير في الأشخاص الذين يبحثون عنه في جميع أنحاء الجزيرة.

أنا أفهم أنّني تماديت قليلاً، لكن أنتم بأنفسكم وحشيّون جداً!.

تنهّد ليون بسخط، لكن لم يكن له القوت لتنفيس إحباطاته.

‟ أمسكوا بهذا اللقيط يا رفاق! أموالنا قابعة في يديه! ”

‟ من أجل عدالة العالم! يجب علينا أن نقبض عليه من أجل شرف و سلامة العالم! ”

‟ تبًّا لشرفك و عدالتك! أتركوني أيها الأوغاد! ”

كان ليون تتّم ملاحقته بلا هوادة.

كان ليكون الأمر جيّداً لو كان الصعاليك الرّعاع هم من يطارده، لكن للأسف، ما كان يسمّى بأصدقاء هم من طاردوه بحماس.

‟ و تسمّون أنفسكم بالصالحين! اللعنة على الصداقة! أليس لديكم أيُّ خجل؟! ”

‟ هاه؟! ماذا؟! خجل؟ من؟ أنت من يقول هذا؟؛ ألست من كان يقول دائماً أنَّ الأخلاق لن تملأ بطنك، بل الأموال! ”

بينما كانوا يتحدّثون و يطاردونه، زاد ليون سرعته ببطئ.

‟ صحيح أنني قلت هذا! لكن الصداقة! البر! ألم تتمّ تربيتكم على البرّ أيها الأوغاد في وقت فراقنا؟! ”

‟ أصمت! أنت تذكّرني بأيامٍ لا أريد الخوض في غمارها مرّة أخرى! ”

‟ ديو! لا تثرثر معه! هو يحيك شيئاً ما بكلّ تأكيد! ‟

‟ بكلّ تأكيد و إلاّ لن يثرثر معك حتّى! ”

'تسك، كشفوني في النهاية، لكن … لقد فات الأوان'

‟ … اللعنة … لو بقي لديّ بعض المانا لكنت ركلت مؤخرات هؤلاء الأوغاد! ”

غمغم بصوتٍ منخفض بينما تعابيره أصبحت قبيحة.

لسوء الحظ، سمعه أحد اللذين كانوا في المقدّمة و زاد سرعته.

‟ إنها فرصتي! سوف أقبض عليك! ”

‟ تبًّا! لقد تحدّثت بما في ذهني مرّة أخرى! ‟

صرخ ليون بغضب كما زاد سرعته أيضاً.

سووش! سووش!.

كان الأفق خلف الأشجار يتكشّف و يمكن تحديده عبر الأبصار.

'سأمسك بك!'

فكّر الفتى الذي يلاحق ليون عندما إكتشف ثغرة.

ليون الذي كان يطلق الشتائم و الغضب من قبل بدى كما لو حسم أمره، تغيّرت تعابيره بالكامل.

لم يعد من الممكن رؤية التّوتّر السابق في أيّ مكان.

كشف عن إبتسامة شرسة قبل أن يغيّر إتجاهه فجأة!.

‟ كييهيهي! للأسف! أنتم وقعتم في فخٌي بالفعل! ”

إصطدام!.

ضربت رجله الهواء كما لو كانت تضرب الحائط!.

ليون، الذي كان يقفز عبر الأشجار سابقاً، غيّر إتجاهه فجأة عن طريق الهواء كما لو كان أرضاً صلبة!.

مستفيداً من الزخم، قذف ليون جسده مباشرةً نحو الإتجاه المعاكس.

كان يتّجه مباشرةً نحو المطاردين!.

كان هناك إرتباك طفيف في تعبير الفتى الذي يقترب من ليون، لكن كان ذلك لوقتٍ وجيز.

‟ كواهاهاها! هل سئمت من الهروب أخيراً؟! واجهني! ”

تقدّم أحد المطاردين للأمام و سبق المجموعة.

شعرٌ أسود، عيونٌ صفراء برتقاليٌة حادّة كعيون النّمر، كشف الفتى عن أسنانه و هو يضحك بشراسة نحو ليون المتّجه نحوه.

‟ تعال! ”

ردّ ليون بنفس الروح المتحمّسة و هو يتّجه نحو الفتى أمامه.

سرريينج!.

تمّ إخراج السيف من الغمد.

بينما يقترب الشابُّ المسمّى "ديو أنتاريوس" بسرعة من ليون، كان قد أخرج سيفه و يستعِدّ للهجوم بالفعل.

سيفٌ لامع، كان ضوء الشمس المنعكس من السيف فضّي اللون.

في ثانية واحدة، بدا أنّ شخصاً أعزل سيصطدم بمقاتل يحمل سيفاً حادًّا.

يمكن التنبؤ لحدٍّ ما بالنتيجة بنظرة واحدة.

على الأقل، كان ذلك من الوهلة الأولى فقط.

‟ أحمق ”

إبتسامة.

ظهرت إبتسامة غامضة على شفتي ليون قبل أن يمُدّ يده.

ديو أنتاريوس، الفتى الذي شابهت عيناه أعين النّمر في حدّتها، عندما كاد أن يقوم بتلويحة بالسيف، تفاجأ بالتغيير الذي حدث.

لكنّه غيّر على الفور وضعيّة السيف و قام بالصد نحو يد ليون الممدودة.

للأسف، كان الأوان قد فات بالفعل.

‟ أنت متأخرٌ جداً! ”

أطلق ليون ضحكة قبل أن يدفع بيده نحو الأمام كما لو أنّه يقوم بدفع الرياح!.

عندما كادت أجساد الشّابّين تصطدم ببعضها بالضبط.

دفع.

كقوّة دافعة تقوم بقذفك، لا يمكن مقاومتها أو إمساكها بالجسد المادّي.

حركة بسيطة، لا تحتوي على الكثير من القوّة، لكنّها بالنسبة للفتى ديو أنتاريوس، إحتوت على قوّة دافعة هائلة جعلته يحكم قبضته على سيفه كي لا تضربه هذه القوة تماماً.

قذف!.

يمكن في الهواء رؤية جسدين يتمّ قذفهما في الإتجاهات المعاكسة لبعضهما.

لكن كيف تمّ قذف كلٍّ منهما، فقد كان ذلك هو ما حدّد نتيجة المواجهة القصيرة.

‟أ-أككك! ”

إصطدام!.

على حين غَرّةٍ و غفلة، توجه جسد ديو الذي حاول حماية جسده من الصدمة بجسد الثلاثة الأخرين.

و بطبيعة الحال، كان الإصطدام بهم شيئاً حتميًّا.

‟ كيااك! ‟

مع الزخم الباقي من قوّة الدفع، أكمل جسد ديو و رفاقه الطيران حتّى إصطدموا بشجرة قريبة.

تمّ سماع صوت أنينٍ متألّم يخرج من فم أحد الأفراد الساقطين.

‟ إ-إبتعد عنّي … أنت ثقيل ”

‟ رأسي … أعتقد أنَّ رأسي يدور ”

لم يكن يمكن رؤية ليون في أيّ مكان.

‟ … ذلك اللقيط اللعين، لقد إستخدم قوّة زخمه و زخمي لدفع نفسه للخلف و الهروب، ناهيك أيضاً عن أنّه حوّل قوّة الوقفة المفاجئة في الهواء لضربي ”

تذمّر ديو بحسرة بينما يقف و يحدّق في الإتجاه الذي إختفى فيه ليون.

‟ لا تنسى أنّه خدعنا بقول أنَّ المانا الخاصّة به نفذت، كلّما تذكّرت تعابيره يتصاعد غضبي …”

تنهّد ديو قليلاً.

‟ ماذا كنت تتوقع من ذلك الوغد؟ ”

تحدّث فتىً وسيم ذا شعرٍ كستنائيّ و عيون ذهبية بعض الشيئ، بصوتٍ محبط.

كانت عيونه تشبه أعين التّنّين.

‟ لهذا قلت لك أن لا تتحدّث معه … كان يتحدّث لجعلك ترخي حذرك، لولا ذلك لما إستطاع خداعنا … لكن ما يهم في ذلك؟ ما حدث قد حدث بالفعل ”

‟ إخرس فقط يا فايرون، لا تزد من إحباطي أكثر ”

صبيٌّ ذو شعر أبيض و عيون بنفسجية حادّة يتذمّر و هو يقف و ينظّف جسده.

‟ تسك، كما لو أنني أهتم يا لوكي ”

نقر فايرون بلسانه للفتى ذو الشعر الأبيض، و المسمّى بلوكي، كما لو كان يحتَج.

تشاجر الشّخصان اللذان وقفا بجانب ديو قبل أن يتنهّد الإثنان معًا.

لقد خسروا في المعركة، لذلك لا شيئ يمكنهم فعله سوى قبول الأمر.

‟ ذلك الوغد، أعتقد أنَّه سيستغِلّ حقيقة تمكّنه من الهروب كوسيلة لفرك الملح على الجرح لاحقاً ”

تنهّد أخر فرد بين الواقفين بصمت.

‟ أنت بسيط التفكير حقًّا يا لويد، لن يفعل ذلك فقط، ربما يجعل حتّى الأمر كما لو كنّا نحاول سرقته أيضاً ”

قال ديو بإنزعاج قليلا بينما ينظّف سيفه بمنشفة.

‟ هذا لا يهمّ الأن، ديو، هل نذهب الأن للمشاهدة؟ ”

تنظيف، تنظيف.

‟ أعتقد هذا؟ ”

تنظيف، تنظيف.

كان صوت الممسحة مزعجاً بعض الشيئ بالنسبة للويد.

‟ قبل ذلك يا ديو، لما تمسح سيفك بالمنشفة رغم عدم إتِّساخه إلاّ قليلاً؟ ”

‟ همف، تقول هذا بينما يلمع رمحك بكلّ وقاره من شدّة مسحك له، حتّى عندما لم تقاتل به من البداية؟ ”

” أسف يا ديو، لكن على الرّجل فعل ما على الرّجل فعله ”

‟ أنت … كلامك يتحرّى الصدق تماماً! ”

بعد مسح سيفه تماماً، وقف ديو بنظرة جليلة بجوار لويد و يديهما خلف ظهورهما.

‟ تنهّد، تقلّبات العالم حقًّا- ”

‟ ماذا يفعل هذان الأحمقان؟ ”

تحدّث لويد بصوتٍ عميق عندما قاطعه صوت فايرون المزعج.

‟ أتركهما، لابدّ أنَّ بعض البراغي مفكوكة في أدمغتهما ”

سخر لوكي بصوتٍ ضاحك و هو يحدّق في الغبيّين الواقفين، و أيديهما خلف ظهورهما.

' … هذان الوغدان'

كان لويد يبتسم بلطف عند المقاطعة الغير مرغوبة من الإثنين خلفه.

‟ تبًّا لكما! ”

صاح ديو بغضب قبل أن يحدّق في إتّجاهٍ معيّن.

على أيّ حال، لم ينجحوا في اللحاق بليون.

رغم إحباط فشلهم في الإمساك به، إلاّ أنَّ المرح لم يبدء بعد.

كان الصباح في أوج عطاءه، مازال هناك متّسع للوقت لكي يقوموا بما طاردوا ليون من أجله

‟ تسك، على أي حال، دعنا نذهب يا لويد! ”

حمل ديو سيفه و قفز نحو الأشجار قبل أن يسمع أي جواب من لويد.

الصبي ذو الشعر الأسود و العيون البرتقالية حمل رمحه و قفز بالإتجاه الذي إختفى فيه ديو.

يمكن رؤية شعره الطّويل يتمايل أثناء قفزه عبر الأشجار.

حدّق فايرون و لوكي لبعض الوقت قبل أن يذهبا في طريقهما.

بالنّسبة لليون، هذا أول يوم في الأكاديمية، لكنّه الرّابع بالفعل للطلّاب الواصلين من قبل.

و بطبيعة الحال، بسبب هذا عرفوا تضاريس الجزيرة إلى حدٍّ ما بشكلٍ أفضل من ليون.

إحتمال ضياعهم كان غير وارد.

2024/05/16 · 53 مشاهدة · 3940 كلمة
نادي الروايات - 2025