الفصل 5: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
شمس الصباح كانت ترتفع ببطئ و تشرق عبر المحيط الشاسع.
إنعكس ضوء الشمس القرمزي على البحر الأزرق، كان الضوء المنعكس على الشاطئ يجعله أبيض ناصع.
كانت الأمواج تضرب الرمال بهدوء.
صوت الموج كان مريحاً للأعصاب.
لكن لم يكن للفتى أي مزاج للإستمتاع بالأجواء حاليًّا.
‟ بطني … أشعر بالغثيان … ”
بينما كان يمشي في الشاطئ، تذمّر ليون كما شعر بالدوار.
‟ … هذه التقنيّة اللعينة، في كلّ مرّة تصبح أسوء ”
تذكّر بصمت الرحلة التي خاضها في السفينة، بالتحديد، عندما كان نائماً.
نداء الكوابيس.
لقد كان أسلوباً يستحضر أسوء مشاعر الإنسان و يظهرها على شكل كابوس.
كانت الأثار الجانبيّة للمستخدم هي آلام البطن و الدوار، تزداد شدّة الأثار على السمتخدم بإزدياد الواقعين في الأسلوب.
لذلك فُضّل النوم في مكانٍ معزول عند إستخدامها.
نام ليون لعدّة أسباب في تلك العاصفة.
أحد الأسباب كشف أيّ مواهب خفيّة في ذلك المكان و زيادة تواصله معهم لاحقاً بإستخدام كونهم قد كانوا في نفس المصيبة كذريعة.
'كما يسطعُ ألمع نجمٍ في أحلكِ الظلمات، الأبطال يظهرون في الشدائد'
لذلك سيظهر الأشخاص معدنهم الحقيقي في تلك العاصفة، سواء كانوا أبطالاً أم مجرّد رعاع.
أحد الأسباب الأخرى هي ثقته العالية في القدرة على النّجاة في تلك العاصفة.
هل هذا بسبب قوّته؟ من المستحيل.
عاصفة كتلك ليست شيئاً يمكن تخطّيه بالقوة البشرية من المقام الأول.
الخبرة و معرفة التضاريس.
لقد كان يعرف تضاريس البحر الجنوبي كما يعرف كفّ يده.
بعد دراسة المنطقة قليلاً، عرف أنَّ هناك منطقة شعاب مرجانيّة في قبل العاصفة يمكنه اللجوء إليه.
الأماكن التي ترتكز بها الشعاب المرجانية لا تطالها التيّارات المائية القوية، لذلك طالما إحتمى هناك، ففرص نجاته كانت عالية.
كانت المشكلة الوحيدة هي كيف سيتنفّس، لكن لحسن الحظ كان قد جلب خياشيم إصطناعية تحسّبًا.
سمحت تلك الخياشيم الصناعيّة للشخص بالبقاء تحت المياه لفتراتٍ طويلة.
عيبها الوحيد أنّها عنصر إستهلاكي، لذلك يمكن إستخدامها مرّة واحدة.
كان السبب الأقل أهميّة هو التدرّب.
إستخدم ليون نداء الكوابيس لإستحضار أسوء عواطفه، لماذا؟.
بسيط، لزيادة قوّته العقلية.
كلّما تمّ إجهاد الذهن، كلّما زاد الضغط و تحسّنت قدرة العقل عندما يُشفى.
كان منطقًا بسيطًا لكن يصعب تطبيقه.
بالطبع، لو لم يستطع مستخدم هذه التقنيّة التعامل مع العواطف السلبيّة، سيتآكل دماغ الشخص شيئاً فشيئاً و يصبح مجنونًا.
و في حالاتٍ أسوء، سينتهي به الأمر ميّتًا.
لكن لا شيئ مطلق في العالم، كانت الفوائد الستحصلة من التغلّب على الحالة السلبيّة توازي المخاطر.
كان للتقنيّة العديد من المزايا و العيوب، أكبر عيبٍ بالنسبة لها هو خطر الموت و الجنون، ناهيك عن أنَّ نتائج إتقانها تظهر تباينًا مختلفًا لكلّ شخص.
كانت قيمة النتائج الإيجابيّة تعتمد على تجارب المرء بنفسه، ما مدى ما قاساه في الحياة، و ما مدى تأثير ذلك على حالته العقليّة.
كان ذلك في كثيرٍ من الأحيان هو ما يؤثر على منفعة أو سلبيّة تقنيّة نداء الكوابيس.
بعد الشعور بالغثيان لبعض الوقت، زال الدوار و شعور المعدة الؤلم ببطئ.
عندما إستقرّ جسده، جلس ليون بجانب في الرمل بجانب البحر بينما يرتاح.
مرّ الزمن و كلّ ما تغيّر في مجال بصره هو الموج المتحرّك.
في بعض الأحيان كان هائجاً، و في حينٍ أخرى كان هادئاً.
شعر كما لو أنَّ مضيّ الوقت كان بطيئا.
لكنّه عرف أنَّ الأمر ليس كذلك.
الوقت يمضي دائماً بثبات، لم يكن سريعًا أو بطيئًا.
كان الأمر فقط متعلّقًا بالإدراك.
طالما تعتقد أنَّ الوقت يمشي بسرعة، فهو كذلك، و إن كنت تعتقد أنّه العكس، فذلك صحيحٌ أيضاً.
ليون الذي قضى بعض الوقت في الجلوس أتته الأفكار العابرة كالرّياح.
هذا أوّل يومٍ له، و كانت تتمّ مطاردته بالفعل، الحياة غريبة حقًّا في كثيرٍ من الأحيان.
‟ تسك تسك تسك، هؤلاء الرّعاع لا يملكون حِسًّا بالخجل ”
تحدّث و ضحك بحرارة كما لو كان يستمتع بالموقف.
خطوة، خطوة، خطوة.
يمكنه بوضوح سماع صوت خطوات شخصٍ ما خلفه.
‟ أن يتجرّأ صعاليكٌ مثلكم على تعطيل راحتي، يا لها من نكتة مضحكة ”
وقوف.
قام ليون من مكانه و مدّد جسده المتصلّب.
ككانج!.
صوت إصطدام المعدن ببعضه رنّ عبر أذنه بينما يحرّك يده اليمنى.
فتح عينه المغمضة ليظهر أمامه وجه فتاةٍ جميلة بشكلٍ لا يصدّق تحدّق فيه بتعابير راكدة.
بالكاد يمكن ملاحظته، لكن يمكن رؤية عينيها واسعتين قليلاً، كما لو كانت متفاجأة.
'سيف … لا، نصل؟'
حدّقت الفتاة في الفتى الذي صدّ هجومها بعرضيّة.
السيف-، لا، من الأكثر دقّة قول أنَّه نصل بدلاً من ذلك، كانت ذراع الفتى اليمنى مغطّاة بنصلٍ أسود.
كانج!.
حرّك الفتى أمامها يده للأمام كما لو أنّه يدفع جسدها بعيداً.
شقلبة.
عندما تمّ دفع جسدها طائراً، تشقلبت عبر الهواء لتخفيف الزخم و سقطت بهدوء على رجليها.
هذا البادل البسيط جعلها تدرك بسهولة أنَّ خصمها ليس سهلاً.
يده المغطّاة بالنصل، ماذا كان التعبير الأفضل عنها؟.
كان التعبير الأفضل لقوله عن النصل هو أنَّه قد خرج من ذراع الفتى، كما لو أنَّ النصل الأسود إمتدادٌ لجسده.
قام الفتى بقبض يده و إرخائها كما لو كانت متصلّبة.
في كلّ مرّة يرخيها، يعود النصل لداخل يده، و عندما يقبض قبضته، يخرج النصل.
‟ جيّد، جيّد، إعتاد جسدي عليه أخيراً ”
أظهر الفتى تعبيراً راضياً كما أشاد.
لم تكن الفتاة ستتركه لتجربة أيًّا كان ما أراد فعله.
إختفى جسدها كما ظهرت خلف ظهر الفتى في لمح البصر، لوّحت بسيفها نحو خصره.
كانت تلك في العادة نقطة عمياء للشخص، لذلك من الصعب الدفاع عنها أمام هجومٍ مفاجئ.
كانج!.
لكن كما لو أنّه توقّع هجومها، أمال جسده للأمام و إستدار بسرعة كم صدّ سيفها.
‟ هجومٌ ممتاز، لكن واضح جدًّا، قد ينفع أمام المبتدئين، لكنّه عقيم أمام الخبراء، حتّى أنك أهملت دفاعك عندما هاجمتني”
خرج صوت الفتى بينما يحكي الثغرة في الهجوم المباغت.
عبست الفتاة عندما نظرت إلى حاشية كمّها الممزق.
‟ … قوي ”
كانج! كانج! كانج!.
هاجمت بسرعة مرّة أخرى، لكنّه صدّ جميع هجماتها.
الخصر، الرقبة، الظهر، و حتّى مفاصل الجسد.
توجّهت جميع هجماتها بإنسيابيّة نحو النقاط الأصعب لحمايتها، لكن تمّ صدّ كلّ ذلك.
‟ من الجيد مباغتة الخصم بالسرعة، لكن التسرّع سيعيق تحرّكاتك ”
بينما يصُدّ الهجمات الموجّهة نحوه، خرجت كلمات ليون كما لو أنّه يوجّهها.
كان الأمر كما لو أنَّ الخصم يرى من خلال نواياها بالفعل.
إستمرّ القتال الذي كان من جانب واحد.
كانت هي تهاجم، بينما يراوغ خصمها و يصدّ هجماتها من حينٍ لأخر.
مع مرور الوقت، بدئت الفتاة تتعب و يقلُّ عدد هجماتها.
حتّى مع هذا، لم تقلّ الحدّة أبداً.
يقال أنَّ سيف المرء يظهر طبيعة المرء.
و ليون شعر بشكلٍ غامض بطبيعة هذه الفتاة، التي كانت خصمه.
عنيد، سريع و حاد.
كانج! كانج! كانج!.
إصطدم السيف البتّار و النصل الطاغي ببعضهما.
'هذه الفتاة على الأغلب من النوع الذي بذل جهده حتّى يقضي على خصمه'
كان يمكن رؤية عناد الفتاة من مدى سرعتها في العودة مهما رماها بعيداً.
‟ فكّر قبل أن تهاجم، أربك خصمك لكن لا تربك نفسك ”
خرج صوت ليون بينما يتجنّب بسهولة هجماتها.
مع تواتر المعركة، كانت حركاتها أكثر حذراً.
لكن مع ذلك، هجماتها، التي كانت سابقاً غير مصقولة، بدأت بالزيادة في الدقّة و الحدّة.
كان أدائها يتحسّن بسرعة.
يمكن رؤية لأي مدى هي موهوبة من هذا وحده.
‟ اليد! ”
من حينٍ لأخر، كان يذكر جزءً من جسدها ليصيبه، حتّى ترى بعينها ذلك المكان عليه علامة تمزّق بنصله أو يده.
في البداية، لم تصدّقه لأنها قد تكون خدعة، لكن مع إستمراره في الأمر، بدئت تحمي ذاك الجزء بعد أن يذكره.
‟ حاشية كمّك الأيمن! ”
هاجم فجأة نحو يدها اليمنى بيده العارية، لكنّها نجحت بطريقةٍ ما في توجيه سيفها لذاك الجانب قبل أن تطاله ذراعه.
للأسف، لم تستطع سماع صوت تمزّق اللحم أو إصطدام المعدن.
كان خصمها قد تجنّبها بالتراجع بضع خطواتٍ للخلف بسهولة.
‟ اوه؟ أعتقد أنّك فهمت بالفعل بعض أخطائك، لكنّك تهملين دفاعك كثيراً! ”
ضحك ليون قبل أن يختفي من أمامها.
‟ ـ…! ”
حذّرتها غرائزها من الخطر خلفها قبل أن تحاول الإلتفاف و القطع بالسيف.
لكن الأوان قد فات بالفعل.
شيئٌ ما دخل عينيها و تسبّب في إغلاقهما بالقوّة.
رمل، دخل الرمل في عينيها ممّا أعاق حركاتها.
'متى قام بـ...؟'
للأسف، لم يكن خصمها ينوي تركها تستوعب ما حدث.
لكمة!.
مدّ ليون يده و أمسك بكتفها و منعها من الإلتفاف قبل أن يلكمها بقوّة بيده الحرّة في ظهرها.
” كاه! ”
هرب صوت تألمٍّ مكتوم من شفتيها بينما طار جسدها قبل أن تتدحرج عبر الرمال.
بعد السقوط و التدحرج لوهلة، ظهر الألم، شعرت بالألم في جسدها، رغم أنَّه لم يكن لدرجة لا تحتمل.
كان جسدها مغطّى بالرمال الأن.
وقفت الفتاة بصعوبة و هي تحمل سيفها، و إن كان بشكلٍ يرثى له.
كان تعبير ليون بارداً.
‟ لا تهمل أيّ شيئٍ في ساحة المعركة أبداً، التضاريس يمكن إستخدامها كسلاح، و الخصم في الغالب سيستخدم كلّ السبل للقضاء عليك ”
‟ حتّى عندما تعتقد أنَّك فزت أو تواجه خصمًا أضعف، يجب أن لا تهمل دفاعك أبداً ”
‟ ناهيك عن ذلك أن تقوم بإهماله في مواجهة شخصٍ أقوى منك، هذا حكمٌ بالإعدام أيتها البلهاء ”
خرج صوت ليون ببرود كما أصدر حكمًا قاسيًا.
من الجيّد إنشاء عنصر المفاجئة أثناء القتال، لكن يجب حساب الحركات التي على الشخص فعلها بعدها.
القتال لا يختلف عن الحرب في أيّ جانب.
كان يجب على المرء معرفة متى يتقدّم و متى يتراجع.
رغم أنَّ التكتيكات تختلف في كلّ مرّة، فالأساسات هي نفسها، يجب على المرء عدم إهمال دفاعه أبداً.
حتّى عندما تقاتل عدوًّ قويًّا، لا تظهر أوراقك الرابحة بسهولة ما لم يكن العدوّ هائلاً جدًّا.
أظهر الضعف للعدوّ عندما تكون في أفضل حالاتك، أظهر له القوّة في أسوء حالاتك، لا تتركه يعرف ما حدث لك.
البيئة يمكن أن تكون حليفك إن إستفدت منها جيداً.
إجعل عدوّك يظهر كلّ ما لديه، لكن لا تظهر له أيّ شيئ.
إجعله في خوفٍ دائم من المجهول.
هكذا ستفوز في المعارك.
هذه الفتاة موهبة ستجعل أيّ شخصٍ يدفع الغالي و النفيس من أجلها، هذه حقيقة لا شائبة عليها.
لكن الموهبة و القيمة لا فائدة منها عندما يموت المرء.
كانت تنقصها الكثير من الخبرة.
لا يهم كم أنت موهوب، بدون الخبرة فأنت لا تختلف عن أحمقٍ جاهل له قدرة أكثر من النّاس العاديين بقليل.
من المفترض أن يكفي هذا لتعرف الفرق بينهما و لن تقاتله.
سواء كان تعبيره الرواقي أم توجيهه لها، كانت تلك وسائل إلهاء و دليل على مدى قوّته مقارنةً بها.
من المفترض أن تستسلم هذه الفتاة الأن.
فبعد كلّ شيئ، كان عدد المرّات التي أسقطها على الأرض كثيرة بالفعل.
‟… قاتلني ”
لكنّ الرّد الذي سمعه لم يكن متوقّعًا.
‟ … ماذا؟ ألا يكفيك ما حدث لمعرفة الفجوة بيننا؟ لا حاجة لي للقول أنّني أقوى، أليس كذلك؟ ”
‟ أنا أعرف ”
‟ إذا كان كذلك، ما الفائدة من القتال مرّة أخرى؟ ”
‟ أنت محق … أنت أقوى منّي ”
‟ من المؤكد ذلك ”
أكّد على كلامها بإيماءة واضحة، كما لو كان ذلك لإستفزازها.
‟ لكنّي لا أهتم … قاتلني ”
خرج صوتها البارد بهدوء، لكن يمكن رؤية عنادٍ غريب في صوتها.
'… هذا النوع من الناس، أنا أعرفه جيدًا'
تنهّد ليون قليلاً عندما رأى الفتاة تتّخذ وضعيّة القتال مرّة أخرى رغم مظهرها الرّث.
كان شكلها الملطّخ بالرمال أسوء من إصابتها، لذلك لا داعي للقلق.
‟ هذه الفتاة … ”
كيف لا يعرف هذا النوع العنيد، و الذي لا يستسلم حتّى يحصل على ما يريد؟.
ذلك النوع من الناس هم حمقى لا يفكّرون بأي نوعٍ من المنطق، كان همّهم الوحيد هو النتيجة التي يريدون حدوثها.
كان أصدقاءه الحمقى هم من ذاك النوع الناس بعد كلّ شيئ.
أكثر من أيّ شيئ، كان هو أيضاً من ذلك النوع من البشر، و إن كان بشكلٍ أكثر تطرّفًا قليلاً.
تحدّث بصوتٍ عميق بينما يعدّل وضعيّته.
‟ حسنًا، هاجميني ”
‟ … ماذا؟ ”
خرج صوتٌ مرتبك من فم الفتاة.
‟ سمعتِني، هاجميني، أليس هذا ما أردتِه؟ ”
‟ … هذا صحيح، لكنّني لم أعتقد أنك ستكون متعاونًا ”
‟ هاه؟! هل تسعين لقتالٍ أم ماذا؟! ”
‟ نعم ”
كان تعبيرها لا مبالياً كما جاء جوابها بإقتضاب.
الأسوء أنَّ صوتها بدى جادًّا.
أليس ذلك ما أتت من أجله في المقام الأول؟.
‟ يا إلهي! لهذا أكره هذا النوع من الأشخاص! ”
خرج صوت ليون بينما يتذمّر بإنزعاج.
‟ حسناً، هذا الأن غير مهم ”
وبّخ ليون بصرامة بينما يحدّق بها، كما لو أنَّ خطّتها اللاحقة مكشوفة بالفعل.
‟ … أنا أعرفك جيداً! أنت من النوع المزعج و الذي لن يتخلّى عنّي حتى أقاتلك! بجدّيّة! بما أنك لن تتركيني و شأني من الأفضل أن أقاتلك بسرعة و أذهب في طريقي! ”
‟ كلّ ما أردتهُ هي الرّاحة! من كان يتوقّع أن تنقلب خطّتي علي؟! اللعنة … ”
وقفت الفتاة بصمت بينما تراقبه يشتم بوجهٍ منزعج.
'شخصٌ غريب'
في المقام الأول، هي لم تأتي بسبب المطاردة، لقد أتت لهذا الشاطئ للتدريب كما فعلت في الأيّام الثلاثة الماضية.
لولا الفوضى التي حدثت بسبب فتىً ما، لم تكن لها الفرصة للتسلل وسط الحشد للقدوم إلى هنا.
لكن في ذلك الوقت رأت ليون يجلس بالقرب من البحر.
لم تعرفه من الوهلة الأولى، لكنّها تذكّرت مظهره بشكلٍ غامض.
بغضّ النظر عن مدى عدم إهتمامها بالبشر الأخرين، من المستحيل نسيان شخصٍ سقط من السماء بين عشيّة و ضحاها بمنتهى السهولة.
ذلك بالذات عندما كان بخير رغم الإرتفاع الشاهق الذي سقط منه.
عندما كانت تحدّق فيه، برزت فكرة ما في رأسها.
'هل أقاتله؟'
إقتربت منه بهدوء، لكن بشكلٍ مسموع إلى حدٍّ ما.
في تلك اللحظة كان قد خرج صوته بينما يمدّد جسده.
ما تلا ذلك كان القتال الذي خسرته بسهولة و يُسر.
لكن هي لم تشعر بالحسرة، هو أقوى، بينما هي أضعف، كانت خسارتها شيئاً طبيعيًّا.
شعرت فقط بالإستغراب، في البداية شعرت أنَّه شخص ثرثار من ما حصل في الساحل عندما حدّث المعلّمين.
حتّى أنها شعرت بكونه أحمق قليلاً.
رغم أنَّ ذلك كان مجرّد تحيز كما تبيّن لاحقاً.
عندما قاتلته، لم يظهر أيّ خصلة من خصال الحماقة أو الثرثرة، كان تعبيره مسترخيًا بينما يرى من خلالها و يذكر عيوبها أثناء القتال.
كلامه ذاك بينما يقاتل هو ما لم تفهمه، يمكن رؤية الأمر كالتّباهي، لكنّها لم تعتقد ذلك و لو للحظة.
في منتصف القتال، بدأ جسدها يتّبع غريزيًّا كلماته، و كانت النتيجة فوريّة.
لم تملك شخصًا يوجّهها من قبل لتحكم على الأمر، لكنها تأكدت أنَّ خصمها يعرف كيف يوجّه الناس.
بعد ذلك، كان الأمر عند ضربها، كانت ضربته مؤلمة بالتأكيد، لكنّها شعرت كما لو أنَّه خفّف من قوّة الضربة لكي لا تتأذّى.
أسقطها و جعلها تطير عدّة مرّات، لكن لم يكن أيٌّ من المرّات قاسيًا جدَّا لوصفه بالضرب المبرّح.
هل هو شخصٌ ليّن مع النساء؟.
'ذلك غير مرجّح'
لقد تعاملت بنفسها مع العديد من المقاتلين الرّجال من قبل، و كان الشخصّ اللين مع النساء في القتال يتحاشى الضرب من الأساس.
كان على الأكثر سيخضعها بدون أذيتها أو يتوقّف بعد إظهار مدى شساعة القوة بينهما.
لكن خصمها لم يتوانى عندما وجه لكمته نحو ظهرها، ناهيك عن أنّه قد حجب بصرها بالرمال.
ذلك يعني أنّ لديه سببًا أخر.
أرادت قتاله مرّة أخرى.
عرفت لأي مدى كبيرة الفجوة بينهما، لذلك لم يكن سعيها للقتال هو الفوز.
لقد أرادت تحسين سيفها فقط.
ربّما ستجد الجواب الذي لم تحصل عليه لفترة طويلة بعد أن تصبح أقوى.
لا يهم كم مرّة يرفض، ستطلب منه مرّة أخرى أن ينازلها.
مع هذا العزم في ذهنها، طلبت منه مبارزتها للمرّة الثانية بعد وقوفها.
كان ردّه في البداية متوقّعًا، لم تعتقد أنَّ ذلك تعجرف منه، فقد كان من حقّه الرفض بعد كلّ شيئ.
ناهيك عن أنَّ الخاسر ليس له حقٌّ في الشكوة من الأساس.
لذلك شرحت أنَّها تفهم الفجوة بينهما، لكنّها مازالت تريد قتاله.
صمت الفتى أمامها كما لو كان عاجزاً عن الكلام لفترة، غمغم بإنزعاج قبل أن يقول لها.
‟ حسناً، هاجميني ”
كان كلامه مربكًا لدرجة أن كلمات التعجّب خرجت بلا وعي.
بعد رؤية مدى إرتباكها، شرح ليون ما كانت ستفعله بتعبيرٍ منزعج.
كان مخيفًا بعض الشيئ رؤيته لنواياها بسرعة.
لكن ذلك كان مرحّبًا به بطبيعة الحال.
‟ على أيّ حال، أنا لا أستخدم فنّ السيف كثيراً لذلك لا أدري بعمق بشأن كيفيّة تحسينه، هذه ستكون مشكلتك الخاصّة للتعامل معه ”
أخرجها صوت الفتى من شرودها عندما بدء في الحديث.
‟ … لا حاجة لذلك، في المقام الأول، أنا لم أتوقّع شيئًا كهذا منك ”
كان طلب شيئٍ إضافة لقبوله قتالها أكثر من اللازم، حتّى بالنسبة لها.
بغضّ النّظر عن مدى هوسها بسيفها، فقد كانت هناك حدودٌ لا يجب للشخص تجاوزها.
كان عدم الدوس على خطّ الحدود هو أحد الأشياء القليلة التي أُنعمت بتعلّمها عندما كانت صغيرة.
‟ أسلوبك وقح بعض الشيئ، لكن هذا غير مهم، إذاً لنبدء بأكبر عيوبك ”
قال ليون بتنهّد كما لو لم يكن يريد مثل هذا العمل المزعج.
‟ بالنسبة لك، ما هو السيف؟ ”
‟ ما هو السيف....؟ ”
خرج صوتها بهدوء كما لو لم تفهم السؤال في البداية.
‟ نعم، ما هو مسار السيف الذي تريدين سلوكه، ماذا يعني لك السيف في المقام الأول؟ ”
فتحت فمها للحديث، لكن لم تخرج أيُّ كلمات.
سقطت في تفكيرٍ عميق.
ما هو السيف.
لقد كان هذا السؤال يدور في رأسها دائمًا.
كم مرّة دار هذا السؤال في ذهنها بينما تلوّح بسيفها؟.
في الربيع أو الصيف.
حتّى بعد مرور الخريف و الشتاء.
لقد لوّحت بسيفها دائماً، من مقتبل الفجر حتّى أواخر الليل، لكنّها لم تعرف الجواب أبداً.
عندما كان النّاس حولها.
عندما بقيت وحيدة.
حتّى بعد رحيل الجميع عنها، السيف فقط من بقي معها.
و هو الوحيد الذي جال في ذهنها.
تلويح، قطع، طعن.
ليلاً كان أم نهاراً، إنّه نفس الشيئ في كلِّ مرّة.
كانت تكرّر الحركات الرّتيبة نفسها كلّ يوم حتّى سئمت.
كانت هناك أيّامٌ كثيرة أرادت فيها الإستسلام و فعل شيئٍ أخر.
لكن في كلّ مرّة حاولت التوقف، وجدت نفسها تلوّح بالسيف مرّة أخرى.
لقد كانت شخصًا عاش بالسيف طوال حياته، و على الأغلب ستعيش به حتّى يوم موتها.
في كثيرٍ من الأحيان، هؤلاء الأشخاص كان مصيرهم البقاء وحيدين طوال حياتهم.
'لا يهم كم مرّة أفكر في الأمر، إنهما متشابهان تمامًا'
برؤية المظهر المرتبك للفتاة و هي تفكّر بجدّيّة في السؤال، مرّت فكرة عابرة في ذهن ليون.
كان النّاس في الغالب سيجيبون بسرعة بإجابةٍ ما، أو يقولون بسرعة أنَّهم لا يعرفون.
في المقام الأول، كان السيف مجرّد سلاح إستخدمه النّاس للقتال و القتل.
لم تكن هناك حاجة لمعظم الأشخاص في فهم ماذا كان "السيف".
كان القلّة فقط من كانوا سقطوا في التفكير العميق على سؤالٍ بسيط كهذا.
بالنّسبة لليون، كان هناك شخصٌ واحدٌ فقط يعرفه سقط في مثل هذه الحالة.
'ذلك الأحمق المهووس بالسيف، بعد كلّ شيئ، هناك شخصٌ مثله في هذا العالم، هاه؟'
فكّر مبتسماً، الحياة فيها كلّ أنواع النّاس حقًّا.
إنتظر بصمت بينما يراقب الفتاة تغيّر تعابيرها قليلاً بين الفهم و الحيرة.
'إنّها بالتأكيد من النوع الساذج'
ضحك بخفّة لرؤية نضالها الصغير في البحث عن الجواب.
‟ … ما هو السيف، أنا لا أعرف ”
كما لو كانت قد حزمت أمرها، خرج صوت الفتاة بشكلٍ هادئ.
كانت إجابة متوقّعة، لو عرفت الإجابة، لما كان هناك حاجة للتفكير بعمق.
في المقام الأول، لم يكن الأمر يتعلّق بمعرفة ماذا يكون السيف.
جوهر الأمر منوطٌ بالسؤال الثاني.
ما المسار الذي تريد سيفك أن يسلكه.
كما لو كان يخمّن ما بذهنها، قال ليون بصوتٍ عميق.
‟ هذا صحيح، أنت لا تعرفين، لكن لا أعتقد أنَّ هذا كلُّ شيئ، أليس كذلك؟ ”
أومأت برأسها بصمت على حديثه.
لقد توقّفت عن التفكير في كيف يستطيع قراءة عقلها بالفعل.
'ما لا يقطعه سيفي لا يفهمه عقلي'
كان هذا نهجًا إتّبعته بصرامة.
‟ لكن ما هو سيفي … هذا شيئً أنا متأكدة من الإجابة عنه ”
أصبحت عيناها صارمة كما قالت بثقة.
‟ السيف الذي أصبوا أليه هو سيفٌ يقتل عدوّي بسرعة، لا يهم كم هو قوي، طالما نتقاتل بالسيف، سيفي أسرع ”
‟ سيفي سيصبح ليّنًا عندما يجب أن يلين، يصبح قاسيًا عندما يجب أن يقسوا ”
الرشاقة.
سيفها الأسمى و الأكثر إرتفاعًا.
سريع، رشيق، حادٌّ و قاتل.
أرادت أن يمثّل سيفها ذلك النّوع من الوجود.
ركّزت الفتاة أمام ليون على السرعة و عامل المفاجأة في قتالهما حتّى أهملت كلّ شيئٍ أخر.
لابدَّ أنَّه بسبب السنين التي قضتها طول حياتها بالتلويح بالسيف، كانت قد كوّنت فكرة كاملة بشأن أقوى سيف تريد أن تصبوا إليه.
ليس قويًّا، ليس قاسيًا أو طاغيًا.
سريع، رشيق، كتدفّق الماء في النّهر.
‟ هذا هو سيفي ”
كما لو كانت راضية بإجابتها، ختمت كلماتها بمثل هذه الجمل البسيطة.
كان السيف الذي تريده الفتاة أمام ليون جميلاً حقًّا.
يمكنه بطريقة ما تخيّل إمرأة جميلة تتمايل بالسيف برشاقة بينما تتطاير رؤوس أعدائها.
'مع ذلك، لقد نست شيئاً واحداً'
هو لا يفهم السيف بعمق مثل ما يفهمه ذلك "الأحمق"، لكن هناك شيئٌ حتّى هو متأكدٌ منه.
حتّى تدفّق المياه لا يكون سريعاً كلّ الأوقات.
الماء لا يكون سائلاً دائماً.
‟ من الجيّد تفانيك في سيفك لكن …”
كما لو كان يسقط دلوً بارداً على رأسها، خرجت كلمات ليون ببرود.
‟ لا يهم لأي مدى يكون سيفك رشيقًا أو سريعاً، ماذا ستفعلين عندما يكون دفاعك ضعيفًا؟ ”
كانت تريد فتح فمها للإجابة لكن قاطعها ليون بلا رحمة.
‟ أفهم أنَّه يمكن التخلّص من تلك المشكلة لو قتلت الخصم بسرعة قبل أن يهاجمك، لكن ماذا إذا لم تستطيعي إختراق دفاعه؟ قضي عليكِ ”
لا يهم مدى سرعة الجراد، حالما يقع بين يدي مخلوقٍ أكبر فمصيره الموت.
النّهر يمكنه الإستمرار في التّدفّق لأنّه يتغير مع تغيير المناخ و البيئة.
لا يتدفّق التيّار بسرعة دائمًا.
كان هناك حاجة للإبطاء في بعض الأحيان.
‟ أنت تركّزين على سرعة سيفك و تهاجمين بتهوّر بكلّ قوّتك لمباغتة الخصم، لكنّك تهملين دفاعك جدًا ”
‟ أنا- ”
‟ أنت ماذا؟ لابدَّ أنّك لاحظت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟ لو كنت أنوي هذا حقاً، لكان رأسك مفصولاً عن جسدك بالفعل ”
كانت هذه الحقيقة واضحة تمامًا.
لو كان ليون يريد ذلك، لكانت هذه الفتاة ميّتة بدون أن تعرف كيف ماتت.
كان من الواضح نظراً لفجوة القوّة.
لكن كان هناك سببٌ أكبر.
الدفاع.
كان أسلوبًا ينصّ على حماية شيئٍ ما.
حماية شخصٍ ما، حماية شيئٍ ما، يمكن القول أنَّ كلّ شيئٍ و كلّ وجود هو دفاع عن وجودٍ أخر.
في حالة القتال، كان الدفاع الأفضل هو عندما لا تطالك أيُّ هجمة.
الهجوم البارع ليس سوى نصف الفوز.
و ذلك ما أهملته الفتاة.
صحيحٌ أنَّ الهجوم الجيد يُجرِّد عدوّك من أيّة طرق لحماية نفسه.
ذلك المنطق ليس خاطئًا، بالأحرى، إنّه الفكر الصحيح.
و مع ذلك.
عند إمتلاك الدّفاع الجيد، أنت تمنع عدوّك من الإضرار بك.
هذا الدّفاع بدوره يضرّ عدوك عند التّفكير فيه من وجهة نظر مغايرة، سواء جسمانيًّا كان أم نفسانيًّا.
‟ لا يهمُّ كم كان سيفك سريعًا أم رشيق، لم تطل حافّة السيف حاشية ثيابي حتّى، ناهيكِ عن أنّي لمست كلّ الأماكن التي ذكرتها ”
‟ لقد أخطأت في واحد ”
إحتجّت بصوتٍ هادئ و تعبير راكد، لكن أمكنه سماع بعض الفخر في صوتها.
'هل في الواقع شعرت هذه الصغيرة ببعض السعادة لتجنُّب هجومي؟ إذاً لن أخبرها بالأمر، لنترك الأمر هكذا'
كان الخطأ الذي تحدّثت عنه هو تجنّبها لهجومه على حاشية ثيابها في ذراعها الأيمن.
بالطبع، لم تلاحظ أنَّه قد لمس تلك البقعة عندما تجنّبها.
‟ … على أيّ حال ”
كما لو كان محرجًا، تجنّب ليون الأمر بالسعال قليلاً قبل أن يكمل حديثه.
يمكن رؤية عيون الفتاة تصبح مشرقة بعض الشيئ.
شعر ليون ببعض الإنزعاج من ردِّ فعلها.
' … هذه الصعلوكة، هل تتعمّد الأمر؟ أم هذه مجرّد صفاتها؟ عندما يتعلّق الأمر بالسيف تصبح حمقاء؟ حقاً؟'
إنّها تشبه النسخة الأنثوية من ذلك الأبله في هذا الجانب.
غير أنَّ هذه الفتاة أكثر صمتًا و برودة.
‟ هذا لا ينكر أنَّ أكبر الأسباب لذلك هو إهمالك لدفاعك ”
لولا إهمالها لدفاعها و ركّزت بعضاً من إنتباهها على الدّفاع عندما تهاجم، لكان من الأصعب الهجوم عليها بسهولة.
لكن لا يمكن لومها، ربّما لم يكن لها معلّم من قبل.
لو كان لديها لفهمت بالفعل أهميّة الدفاع في المعركة.
يمكنّه الإنجراف في تخميناته و التجرؤ على القول أنَّه لم تقاتل من قبل خصمًا قويًّا ليجعلها تلاحظ ذلك القصور الخاص بها قبل ليون.
لأنّه لو واجهت مثل هذا الخصم، فعلى الأغلب كانت لتكون ميّتة بالفعل.
ليس الجميع في العالم لطيفًا لتوجيه الأخرين.
كان الجميع يعاني للبقاء على قيد الحياة، من سيضيّع وقته لتعليم شقيّة كهذه؟.
بطبيعة الحال، مِمّا يراه الأن، لم يكن هناك مثل هذا الشخص.
لسببٍ غير معروف، شعرت الفتاة بقشعريرة في عمودها الفقري بشكلٍ غير طبيعي.
لكنّها لم تظهر ذلك في تعابيرها.
‟ بالطبع، أنا لا أتوقع منك فهم هذا بسرعة، في المقام الأول، الكلمات لن تجعلك تفهمينه بسهولة ”
بعد رؤية مظهرها غير المقتنع بعد، لم تخرج سوى هذه الكلمات من فمه.
لو كانت قد إقتنعت فقط لأنّه قال لها ذلك، ألن يعتبر ليون نفسه أعظم معلّم في العالم بالفعل؟.
كان يجب عليها تجربة الأمر لفهمه جيداً.
تلويحة واحدة بالسيف تختصر عليك قول ألف كلمة.
مهما كان الأمر، و مهما كان المكان أو الزمان، فالقاعدة هي نفسها.
الأفعال دائماً أبلغ من الكلمات.
خسارتها المخزية أمام ليون ستكون هي الحافز للتفكير في ما ستفعله بعد ذلك.
‟ … إذاً، هل سنتقاتل؟ ”
كما لو أنّها جمعت أفكارها، عبّرت الفتاة عن ما يدور في ذهنها.
‟ كنت سأودّ هذا، لكن كما ترين … ”
خطوة، خطوة، خطوة!.
أمكن للفتاة سماع صوتٍ صاخب للخطوات، كان الأمر كما لو أنَّ الشخص، أو الأشخاص القادمون تعمّدوا جعل صوتهم مسموعًا.
إبتسم ليون بخفّة كما قال.
‟ لديَّ ضيوف ”
ظهرت مجموعة من النّاس يتحرّكون بعجرفة في الأنحاء.
كان لليون تعبيرٌ مبتسم صادق، لكن عيونه إمتلأت بخباثة مخيفة.
كانت الفتاة قد بدأت بالفعل بالشعور بالشفقة على هؤلاء الأشخاص لسبب غير مفهوم.
‟ تسك تسك تسك، كنت أبحث عنك مستميتًا، لكنّك مختبئٌ كالدجاجة الخائفة و تتغزّل بفتاةٍ هنا؟! ”
صوتٌ متعجرف عالٍ دخل أذان الفتاة الواقفة بلا تعبير.
كان الشخص الذي تحدث يحمل تعابيراً فخورة كما لو أنَّه حصل على الجائزة الكبرى.