6 - الفصل 6: في هذا العالم، الضعيف ليس له حقوق (3)

الفصل 6: في هذا العالم، الضّعيف ليس له حقوق (3).

ـــــــــــــــــــــ

ضرب الموج رمال الشاطئ بهدوء بينما ينعكس ضوء الشمس عليه.

كان الصباح يتّجه ببطئٍ نحو الظّهيرة.

في أعلى جرفٍ قريب من الشاطئ، كان صبيّان يجلسان بقرب بعضهما بينما يراقبان الأشخاص أسفلهما.

نم نم نم نم نم نم.

ما أمكن سماعه هنا هو صوت مضغ اللحوم لا أكثر.

‟ نم نم نم نم، في رأيك، ماذا سيفعل ليون بهم؟ ”

مع صوت مضغ اللحم في الفم، تحدّث أحد الصبيّينِ بإقتضاب.

‟ لا أدري، لا أعرف، لا أريد أن أعرف، ما يهمُّ هو شيئٌ أخر يا ديو! ”

صرخ الفتى ذو الشعر الأسود المقابل للفتى الذي يأكل بسخط.

كانت هناك خصلة شعر طويلة تتدلّة عبر الجانب الخلفي من رقبته، لكنّها كانت مربوطة لتبدو كالخيط من وراء ظهره.

تمايلت خصلة الشعر في كلِّ حركة قام بها مع إمساكه برمحه.

‟ ما هو يا لويد؟ ”

تسائل الفتى المسمّى بديو عن قصد صديقه أمامه.

ما الأمر المهمُّ أكثر من مصير هؤلاء المساكين؟.

‟ ألا ترى؟! هناك! إنها إمرأة، لم يمضي يومٌ حتّى على مجيئه، و هو مع إمرأة بالفعل! ”

” أمَّا نحن؟ ثلاثة أيّام! ثلاثة أيّامٍ ملعونة و لم يحصل شيئٌ حتّى ”

تذمّر لويد بسخط بينما يحدّق في المنظر أمامه لصبِيٍّ و فتاة في مواجهة 11 شخصًا.

‟ … أشعر بالإنزعاج لسببٍ ما ”

حدّق ديو بإستياءٍ طفيف نحو إتّجاه ليون.

في المقام الأول، لا يتعلّق الأمر بكونهم منجذبين للنساء أم لا.

في حياتهم، منذ أن كانوا صغار، لم يكن لديهم الوقت للإنشغال بالجنس الأخر.

كانت حياتهم رحلة من الصعود و الهبوط، نجاتهم و مدى قوّتهم الأن كانت هي نتائج كفاحهم في تلك الرّحلة.

لم يهتمّوا بالنساء كثيراً من البداية.

رغم ذلك، رغم ذلك …

'هذا المنظر يزعجني'

كلّما رأى أكثر، كلّما زاد إنزعاجه.

هم لم يصلوا منذ بداية ما حدث، لذلك لم يفهموا ما حصل.

في إعتقادهم الحالي، كان ليون قد هرب منهم للقاء إمرأة، لا يهم ماذا كانت نواياه، كانت تلك حقيقة ظاهرة للعيان.

‟ أعتقد أنَّ فكرةً جيّدة برزت في ذهني يا لويد ”

بعد البقاء صامتاً لبعض الوقت، تحدّث ديو بصوتٍ جليل.

‟ … أنا أستمع ”

‟ ما رأيك أن نزيد الجماهير؟ صديقنا، ألن يشكرنا كثيراً إن أصبح مشهوراً؟ ”

‟ هوهوهو~ يا لك من صديقٍ رائع، أنا متأكدٌ أنَّه سيفرح بالأمر لو سمعك الأن! ”

‟ كلّه من أجل صديقنا العزيز! أليس على الرّجل أن يظهر أفضل محاسنه لإبهار المرأة؟ لذلك هذا من أجل مصلحته! ”

‟ أنت محق … أنت محق! عندما يعرف نوايانا الصالحة سيتفهّمنا بالتأكيد! هوهوهو~! ”

ضحك لويد كرجلٍ عجوز بينما يضع يديه خلف ظهره.

‟ أليس كذلك؟! لهذا يا ليون … إنتظرني! ”

‟ هاهاهاها! ”

ديو، بصوتٍ ضاحك، قفز من الجرف و تبعه لويد من دون رفٍّ للجفن حتّى.

'إنتظرني فقط! أيها الوغد الخائن!'

'سأتأكد أنَّك ستحصل على معاملة كبار النجوم اليوم!'

كان الصديقان الصالحان لليون يحملون أفكاراً شاتمة، على عكس إبتساماتهما الجليلة و المحبّة.

بالعودة للمجموعة المرتكزة في الشاطئ.

وقفت فتاة جميلة بلا تعابير مع فتى يحمل إبتسامة نبيلة.

لسببٍ ما، أشعرت إبتسامته الصادقة المرء بالشؤم.

حملت عيناه القرمزية بريقًا غريبًا.

كان الأمر كما لو أنَّ المظهر السابق للإنزعاج الذي أظهره قد إختفى بلا أيِّ أثر.

حدّقت في المجموعة أمامها، و التي أظهرت تعابيراً مسترخية، كان الأمر كما لو كانوا قد فازوا بالفعل.

'هذا … موقف مزعج بعض الشيئ، لكن لماذا لا يمكنني التّخلّص من هذا الشعور؟'

كان تعبيرها بارداً.

لا يهم كيف تفكّر في الأمر، كان يجب أن تشعر بالقلق و لو قليلاً في مثل هذا الموقف.

كانا شخصين ضدّ مجموعة من النّاس، لذلك يمكن القول أنَّه موقف صعب بعض الشيئ.

دعنا نترك الفتى القريب منها جانبًا، من كيف أظهر قوّته، فلا داعي لقول أيّ شيئ.

القلق عليه بعد تجربة قوّته شخصيًّا يعتبر وقاحة بعد الأن.

المشكلة كانت ما إذا إستطاعت الصمود في القتال.

لو كانت في أفضل حالاتها، لكانت متأكدة من مقدرتها للمقاومة أو الهروب في أسوء الإحتمالات.

لكنَّ المشكلة لا تكمن هنا.

بعد جولة التعرّض للضرب مع خصمها السابق ——— رغم عدم إصابته لها بإصابات تستحق الذكر ——— بدأ التعب ينهال عليها شيئًا فشيئًا.

الإرهاق سيسبّب لها بعض الأخطاء أثناء القتال.

و هنا تكمن المشكلة، رغم كلِّ ذلك، لم تشعر بالإلحاح كما يجب عليها أن تشعر به.

الأمر بدى مثل …

'الإرتياح'

شعرت بالرّاحة من جانبها، هذا الشعور عرفته جيّداً.

أتى هذا الشُّعور فقط عندما يكون القويُّ بجانبك.

أكثر من ذلك، شعرت كما لو أنَّ جانب الخصوم هو من يجب الشعور بالشفقة و القلق بشأنه.

كان الأمر غريبًا للبعض، لكن لم يكن كذلك للبعض الأخر.

هذا هو نوع العالم الذي عاشت فيه الفتاة.

طالما الشّخص قويٌّ بما فيه الكفاية، فالأعداد لم تكن شيئًا له قيمة عالية.

شخصٌ واحد قوي أمام جيشٍ من الضعفاء.

يمكن بطبيعة الحال تخيّل النتيجة بسهولة.

لا يهم كم تكاثرت أسراب الأسماك أو في الأعداد تزايدت، أمام الحوت لم يكونوا أكثر من وجبة للغذاء.

هذا هو مدى الفرق بين القويِّ و الضعيف.

'كيكيكي، من كان يتوقّع أنني سأعثر عليه عندما أتيت للراحة هنا'

كان الفتى، فرناندو، يفكّر بالفعل في تعابير الأخرين و غيرتهم عندما يحضر هذا الفتى الوضيع للمعلّم قبلهم.

كانت قوّته التي أظهرها سابقًا عندما سقط على الأرض و عندما هرب أمام أعين الجميع مثيرة للقلق بالتأكيد، لكن لم يشعر فرناندو بذلك القلق.

'قد يكون قويًّا بعض الشيئ، لكن نحن أكثر عددًا'

حدّق فرناندو في مجموعته المكوّنة من 10 أشخاص.

بينما كان الخصم شخصًا واحد، هم إحدى عشر شخصًا، ذلك من دون ذكر الفتاة الواقفة مع الهدف.

طالما يقنعها بالإنضمام لمجموعتهم، فسيكون العدد 12 ضِدّ شخصٍ واحد.

لم يكن فرناندو يتخيّل أنَّ للفتى فرصة.

حتّى لو وضعنا إحتمال أن يهزمهم الفتى جميعًا، فقد كان ذلك جيّدًا أيضاً.

ذلك يعني أنَّ الخصم هو شخصٌ قوي.

على الضّعيف الإتّكال على القوي لينجوا.

في هذا العالم، الضّعيف ليس له حقوق.

هذا مبدأ فهمه فرناندو كثيراً.

لذلك لم يكن مستعجلاً للإمساك به، كلّما طال أمد إمساكه، كلّما كانت قيمة الإمساك به أعلى.

هكذا عملت المجتمعات في بعض الأحيان.

لماذا يستغرق الفرسان في الإمبراطوريّة وقتًا طويلاً للإمساك بالمجرمين؟ هل بسبب صعوبة الإمساك بهم؟.

هراء، كانت الحكومات في القارّة مُحكِمةً زمامها على رقاب الشعب، كيف سيفلت منهم مجرّد هاربٍ وضيع؟.

كان السبب بسيطًا، كلّما طال وقت المجرم طليقًا حرًا، كلّما زاد إحتمال إرتكابه الجرائم.

ماذا لو زادت مذابح و خطيئة ذاك المجرم؟.

سيتِمُّ إعتباره مجرمًا خطيراً و تزداد سمعته.

عندها؟ سيصبح شرف و فوائد الإمساك به أعظم.

ما حرّك النّاس في كثيرٍ من الأحيان هي الفوائد و الشَّرف، و ليس البرُّ و الصلاح.

كم جريمة إرتكبه الفصيل الصالح بإسم البرِّ و الخير من قبل؟.

لم يهتمّ أحد، لأنهم كانوا يملكون المجد و الشرف ثمّ السلطة.

كان ذلك هو السبب في عدم إشارة أحد لخطاياهم.

فرناندو الذي عاش بين النبلاء فهم تلك الحقيقة بعمق.

” لذلك، من الأفضل أن أستغرق وقتي في الأمر قدر الإمكان ”

تمتم بصوتٍ خفيض عندما وجّه نظره نحو فريسته.

لا تكرهني على عدم كوني مؤدَّبًا، لكن هكذا هو العالم، لم نفسك لكون لسانك سليطًا.

أخفى نواياه بعمق عن طريق أفكارٍ متعجرفة.

كان الأن فقط عندما أخذ نظرةً جيّدة على الأشخاص أمامه.

'زهرةٌ أعلى الجرف، جمالٌ لا يقاس!'

ذُهل عندما عبرت الكلمات بشكلٍ طبيعي في ذهنه.

كانت هذه الفتاة على الأغلب من أجمل من رأهم في حياته.

لم يكن للكلمات أيُّ حقٍّ في التّعبير عن مدى جمالها الخلّاب.

عند التّدقيق في الملاحظة، كان يمكن لفرناندو رؤية زيّها المتّسخ و وجها المغطّى بالرمال، كانت تبدو مصابة.

حتّى مع هذا، لم يقلّل ذلك من مدى جمالها.

عندما كان يتأمّل جمالها، برزت فكرة في رأسه.

'هذا سيجدي نفعًا، قد يكون أسلوبًا خشنًا بعض الشيئ، لكن النتيجة ستكون جيّدة'

ظهرت إبتسامة ساطعة على وجهه، جمال هذه الفتاة سيساعد على تحريض مجموعته.

إن نجح، فسيمكنه التّركيز على تدريباته.

و إن فشل؟ لن يكون لديه من يلومه سوى نفسه لضعفه.

كان سيقوم بإنجازٍ أخر مع أوّل أيامه هنا.

‟ إمسح هذا التعبير عن وجهك … أنت تبدو كخنزير مقبل على التزاوج! ”

أخرج صوتٌ مشوّبٌ بالإنزعاج فرناندو من أحلام اليقظة.

كان سيفتح فمه للسخرية بدوره عندما قاطعه الفتى ذو العيون الحمراء أمامه بنبرة عالية.

‟ تبًّا! في البداية مخنّث، ثم مهووسة سيف، و الأن خنزيرٌ برّي! يا إلهي! ألا يوجد شخصٌ طبيعي في هذا المكان اللعين؟! ”

ظهرت العروق على جبهة فرناندو كما تصاعد غضبه.

‟ هذا الوغد؟! ” تمتم كما لو كان منزعجًا.

‟ مهووسة سيف؟ ”

خرج صوتٌ لا مبالي و هادئ من فم الفتاة، رغم ذلك، أمكن لليون رؤية عينيها تبرقان قليلاً.

حتّى صوتها كان به بعض الرضا.

أومأت برأسها مرارًا و تكرارًا كما لو كانت كلماته صحيحة.

عرف ليون نوع هذا النوع من ردّ الفعل، لقد أتى عندما أحسّ الشخص بالثناء.

'هذه الحمقاء … يبدوا أنَّها إعتبرت كلامي مديحاً … لا، لا، لن أزعج نفسي بالحديث معها، سأصاب بتجاعيد هكذا'

ظهر الإنزعاج على وجهه و أصبحت تعابيره قبيحة.

شخصٌ طبيعي واحد، أنا لا أطلب الكثير، دعوني ألتقي بشخصٍ طبيعي!.

ليس جميلاً جداً كالحمقاء المهووسة بالسيف أو ليس قبيحًا لدرجة أنَّه يشبه الخنزير أكثر من الخنزير بنفسه!.

أرجوكم!.

تنهّد بسخط بينما يراقب المجموعة أمامه.

‟ يا إبن العاهرة! تجرؤ على الصراخ بالشتائم بينما لا تفهم موقفك؟! ”

بقي صامتًا لفترة، بدى كما لو أنَّ الأشخاص أمامه يقولون شيئًا ما بصوتٍ عالٍ.

‟ ماذا؟ أفهم موقفي؟ و من يقول هذا؟ هاه؟ أنت؟ ”

ضحك ليون بحرارة كما لو سمع نكتة مضحكة للغاية.

برزت فكرة مثيرة للإهتمام في ذهنه.

‟ بدلاً من ذلك، أنت تبدو لي كصغير الحمَلِ الذي لا يعرف مكانته ”

خرج صوته بإستفزازيّة كما لو كان يقول حقيقة واضحة.

شعرت الفتاة بجانب ليون أنَّ موقفه الصادق جعله أكثر إزعاجًا.

'حدسي كان على حق، موقفه لا يبدو كموقف شخصٍ في ورطة'

لقد وثقت هذه الفتاة بغرائزها دائماً أكثر من عقلها.

موقفه تشابه مع ما كان عليه عند نزوله في الجزيرة أوّل مرّة.

‟ لن تنطلي عليّ مثل هذه الكلمات الرّخيصة ”

خرج صوت "الخنزير الضّخم" أمامها بحسب قول ليون ببرود.

كانت تعابيره قاسية كما لو كان يمنع نفسه من الإنفجار غضبًا.

‟ أيّ إنطلاء؟ هذه حقيقة، رغم ذلك؟ ”

ظهر تعبيرٌ مسلّي على وجه ليون، الموقف ممتع حقًّا.

' يا إبن الـ...'

تنفّس فرناندو بعمق، قام بلفتة تظهر كما لو أنَّه يجب عليه تهدئة أعصابه حتّى لا يقوم بالتّهور.

كان منبع ثقته بالفوز منذ البداية يكمُنُ في أعدادهم و ليس قوّته الخاصّة.

لذلك يجب أن لا يظهر بمظهر مثير للشفقة.

هكذا شعرت مجموعته من ردِّ فعله.

عليه تحريض مجموعته ضدّ خصمه و ليس العكس.

في المقام الأول، لقد تبعوه بسبب كونه الأقوى من بينهم و عائلته هي الأكثر بروزاً.

لم يكن هناك ما يسمّى بالتضامن أو التآزر فيما بينهم.

يجب عليه بناء الأساس لترسيخ قيادته.

مع مثل هذه الأفكار، أصبح تعبيره بارداً.

كان سيبدء في الحديث

‟ حسنًا، أنت ستكون مزعجًا بالنسبة لصغيرتنا هنا بعض الشيئ، لذلك سأتخلّص منك بنفسي ”

صوتٌ أبرد من جليد البحر الشمالي خرج من فم الفتى أمامه.

تعبيره الساخر و موقفه الرواقي قد إختفى بالفعل، كان تعبيره شرسًا كالوحش المفترس.

‟ … هاه؟ ”

خرج صوتٌ لا إرادي من فم فرناندو.

خطوة واحدة.

كان كلّ ما يتذكّره هو قيام الفتى أمامه بإتّخاذ خطوة واحدة للأمام قبل أن يصبح العالم ضبابي.

‟ نم قليلاً الأن يا فتى، فأنا بحاجة إليك لاحقاً ”

سمع صوتًا بالقرب منه، كان الأمر كما لو أنَّ الفتى قد إنتقل من مكانه ليصبح خلفه.

'ماذا حصل؟'

فقد فرناندو وعيه بفكرة من هذا القبيل.

تجمّدت البيئة المحيطة.

صوت الموج الهادئ هو كلّ ما يمكن سماعه.

كانت المجموعة خلف الفتى اللّاواعي تشعر كما لو أنَّ ما حصل غير قابل للتصديق.

ما كسر الصمت القائم لم يكن سوى صوت ليون اللاّمبالي.

‟ ماذا تفعلون؟ ألن تتقدّموا؟ ”

لم يتحرّك أحد.

‟ تسك تسك تسك، يا لكم من جبناء، يا صغيرة ”

‟ … ماذا؟ ”

كانت الفتاة تحمل تعبيراً جامدًا، لكنّها تفاجأت داخليًّا.

'سريع'

سرعته كانت عبثيّة جداً.

لم يستطع بصرها أو غرائزها فهم شيئٍ عندما رأت الفتى واقفًا وراء الخصم الفاقد للوعي.

كلّ شيئٍ حدث في لحظة.

لم تستطع الخروج من ذهولها لوهلة.

ضحك ليون بخفّة.

هذا سيجعلها تفكّر بشكلٍ أعمق في كلماته.

‟ بما أنَّنا في صدد ذلك، قومي بقتالهم ”

بقيت الفتاة صامتة.

قتالهم؟ ماذا يقصد؟.

كما لو أنَّه يلاحظ أفكارها، قال بصوتٍ جليل:

‟ بدلاً من إخبارك بالأمر فقط، قاتلي هؤلاء الصعاليك، سأقوم بتوجيهك، و يجب عليك أن تسمعي كلّ كلمة أقولها لك ”

‟ … هذا عبثي، ألا تعتقد هذا؟ ”

خرج صوتها المتشكّك، لكن بدأت في تعديل وضعيّتها.

رغم تفوّق الأعداء في العدد، إلاّ أنَّ ليون موجود، لذلك لا يجب أن يتكون هناك مشكلة.

إستطاعته إفقاد قائد المجموعة وعيه أمام أنظار الجميع زاد من تيقّنها بالأمر.

‟ … هل هو يسخر منّا؟ ”

‟ هذا الوغد! كيف يعتقد أنَّ مجرّد إمرأة يمكنها هزيمتنا؟! ”

‟ حسناً! كما تريد! سوف نقضي عليك بعد التعامل مع هذه المرأة! ”

ظهرت كلمات الإزدراء من أفواه الشباب الصغار كما كانت وجوههم قبيحة.

كان الأمر بخير لو قام بقتالهم هو و إزدراهم، على الأقل يمكنهم قبول الأمر بقول أنَّهم غير محظوظين لقتاله.

لكن أن يجعل إمرأة وحيدة مصابة تقاتلهم؟ و ماذا ماذا؟ يقوم بتوجيهها؟.

هذا كثير!.

لا يهم كم هو قوي، هناك حدود للغرور.

هذا الوغد لا يعرف مدى إرتفاع السماء حقًّا!.

‟ سمعتِهم ”

تحدّث ليون بكلمة واحدة مقتضبة، مع وجهه الرواقيّ السابق.

‟ نعم … ”

كان تعبير الفتاة بارداً.

الصوت الذي خرج من شفتيها حادًا كسيفها.

'أمل أن لا تقتلهم هذه البلهاء'

ليون، الذي رأى كيف سحبت سيفها و بدأت في الهجوم، عبّر عن قلقه بشأن شخصٍ ما لأول مرّة.

‟ حسناً، لنحمل هذا الفتى و ننتظر باقي الصعاليك ”

حمل ليون جثّة فرناندو كما أسقطه على جذع شجرة قريبة من الشاطئ.

كان القتال المتكشّف أمام عينيه يشبه قتال الكتاكيت.

'سيقع هذا الفتى في كابوسٍ لا يريد تذكّره على الأغلب'

الفتى وراءه تقلّبت تعابير وجهه بين التّجهم و الحسرة من حينٍ لأخر.

‟ أنا أتطلّع لمعرفة أيُّ نوعٍ من النّاس أنت، هل أنت ضعيفٌ أم قوي؟ ”

بينما يضع يديه وراء ظهره، مشى ليون بخفّة نحو ساحة معركة الكتاكيت الصغار.

2024/05/17 · 30 مشاهدة · 2212 كلمة
نادي الروايات - 2025