الفصل 189: سأنقذه
---------
كان أستاروت يحمل ضغينة عميقة تجاهه — وأولئك المقربون من سيد الشياطين كانوا يدركون جيدًا ما حدث في الماضي.
كانت فاليري وأوستن يتوقعان هجومًا مباشرًا. فبالرغم من أن أوستن لا يزال ضعيفًا جدًا لمواجهة عدة شياطين من الرتب العليا دفعة واحدة، إلا أنهم بدلاً من الهجوم المباشر، غيّروا تكتيكاتهم.
استهدفوا شخصًا يمكن أن يحطمه.
ومع كون والدي أوستن تحت حراسة مشددة، لم يخاطر الشياطين بمجازفات غير ضرورية. أما فاليري فكانت خارج الحسابات — إذ كانت ستشعر بالخطر وتسحقه قبل أن يقترب حتى.
لم يتبقَ إلا خيار واحد. العائلة الوحيدة التي يمكن أن تجعل أوستن يترك كل شيء. أولئك الذين لا يستطيع تحمل خسارتهم.
عائلة فاليري.
"كان يجب أن أحذره..." تمتم أوستن، وقد قبضته مشدودة حتى أصبح لون مفاصله أبيض.
الرسالة من أناستاسيا ما زالت تحترق في ذهنه. أُرسلت عبر شيطانة، وكانت رسالتها واضحة.
[تعال وخذ من ترغب في حمايته. تعال وحدك، أيها البطل... وإلا فلن تكون نهاية والد حبيبتك جيدة~]
كان لدى أوستن بعض المعرفة عن ابنة أستاروت. كانت قوية، نعم، لكن تفتقر للخبرة — كان بإمكان فاليري هزيمتها في قتال فردي.
لكن لم تكن تلك هي المشكلة.
المشكلة... كانت في الجيش الذي تقوده.
فهي تحمل دماء أستاروت — وريثة ملك الشياطين — وهذا يعني أنها قادرة على السيطرة على عقول الشياطين الأدنى بسهولة. لم تكن بحاجة للقتال. كل ما عليها فعله هو إصدار الأوامر.
«حتى بدون جيشها، بالكاد أملك فرصة ضدها الآن...» تمتم أوستن وهو يضغط على أسنانه بإحباط.
كان يؤجل الأمر — رفع مستواه، وصقل مهاراته. والآن، في اللحظة التي كان يحتاج فيها إلى قوته أكثر من أي وقت مضى، لم يكن مستعدًا بعد.
"علينا أولاً زيارة الدوقية. لا بد أن السيدة أناستاسيا قلقة جدًا." اقترح سيدريك، فأومأ أوستن على الفور،
"سأذهب مع فاليري سيرًا على الأقدام. سيباستيان-"
"سوف أرافقكما، سيدي." أعلن كبير الخدم قراره، وكان ذلك غير معتاد منه، إذ اعتاد أن يستمع أولاً لأوامر سيده. إلا أن سيباستيان الآن عليه أن يكون معه لضمان سلامة أوستن.
لم يجادل أوستن الرجل الأكبر سنًا وأومأ برأسه، "حسنًا إذًا."
أضاف سيدريك سريعًا، "سأُرسل جنودًا وأكلف قائد الفرسان بحماية الدوقية."
أومأ أوستن بالموافقة، وعلى هذا الأساس، عاد الجميع إلى غرفهم للاستعداد.
عاد أوستن إلى غرفته لحزم أمتعته. أخذ كل الجرعات التي بحوزته، مع بعض الأسلحة، ووضعها جميعًا في مخزونه.
حتى الآن، لم يكن متأكدًا ما إذا كان سيذهب إلى الجانب الآخر أم لا. لكن، إن اضطر لذلك، فسيحتاج لكل المساعدة التي يمكن أن يحصل عليها من النظام.
[دينغ!]
[القتال: 90/100] {المكافأة التالية عند 100}
[الرومانسية: 75/100] {المكافأة التالية عند 80}
[التحمّل: 92/100] {المكافأة التالية عند 100}
[الخداع: 37/50] {المكافأة التالية عند 50}
[التقدم العام: 76/100] {المكافأة التالية عند 100}
...
[دينغ!]
[لديك مكافأة معلقة!]
جلس أوستن على السرير وقال للنظام، "أرني المكافأة."
[دينغ!]
[حجاب حارس الروح: يمنح حماية مطلقة لروحك لفترة محددة. خلال هذه الفترة، لن تنضب طاقة روح المضيف، ولن يتمكن أي سلاح من إلحاق الضرر بروحه.]
[المدة الزمنية: 10 دقائق] [فترة الانتظار: 48 ساعة] [ملاحظة: هذه المهارة ستتطور تلقائيًا مع تقدم المضيف.]
قطّب أوستن حاجبيه... كانت مكافأة غير متوقعة.
«إذًا، ما تقوله الآن... لعشر دقائق ستكون روحي غير قابلة للكسر وطاقة الروح لدي لا نهائية؟»
[صحيح، أيها المضيف.]
لا يزال أوستن غير متأكد مما يمكن أن تقدمه له هذه المهارة حقًا.
حتى الآن، لم يخسر قتالًا أبدًا بسبب نقص في طاقة الروح. كانت انتصاراته دائمًا نتيجة لفنون القتال وغريزة المعارك — خبرة قتالية خالصة صقلت بالدم والعرق.
لكن تلك لم تكن الحقيقة الكاملة أيضًا.
كان يعرف حدوده. وبسبب ذلك، كان دائمًا ما يتردد في الاعتماد على أسلحته. ليس لأنها لم تكن قوية، بل لأنه لم يكن قادرًا على المبالغة في استخدامها.
أكثر من مرة، كانت معارك استمرت دقائق مرهقة لتنتهي في ثوانٍ — لو فقط استطاع استخدام أسلحته بكامل طاقتها.
ربما هذه المهارة... فكر وهو يضيق عينيه، ستُريني أخيرًا مدى قوتي الحقيقية.
بعد لحظة من الصمت، سأل بصوت مرتفع، "كم عدد النقاط لدي الآن؟"
[إجمالي النقاط: 4021]
أطلق أوستن همهمة خافتة واتكأ في مقعده، عاقدًا ذراعيه.
كان قد أنفق ألف نقطة منذ وقت ليس ببعيد، مما أعاده إلى حدود الألفين المنخفضة. ومع ذلك، ها هو الآن، قد تجاوز الأربعة آلاف مجددًا.
كل ذلك بسبب الوحوش التي اصطادها — بلا رحمة، بلا توقف — في الزنزانة الثالثة.
ليس من أجل مهمة. ولا من أجل البقاء. بل فقط للهروب من دوامة المشاعر التي تغلي داخله.
والآن، قد يكون ذلك التهور هو السبب الوحيد لامتلاكه ما يكفي ليحدث فرقًا.
أمضى أوستن بعض الوقت في التمرير بين قائمة الأسلحة المتاحة. لكن حتى ومع أكثر من ثلاثة آلاف نقطة، لم يلفت انتباهه شيء — على الأقل، لا شيء يستحق الإنفاق عليه. فالأسلحة التي أرادها كانت إما محجوبة خلف رتبة أعلى، أو غير مفيدة في حالته الحالية.
تنهد وأغلق الواجهة.
لا جدوى من إهدار الموارد لمجرد أنه يستطيع ذلك. سينتظر.
إستدار على عقبيه، وخرج من الغرفة—
"آه!" شهق، وقد تفاجأ.
كانت فاليري واقفة خارج الباب مباشرة.
كانت عيناها شاردتين، وتعبيرها خالٍ، وكتفاها متدليتين، كمن يحمل ثقلًا لا يُحتمل وصفه بالكلمات.
"فال؟" رق صوته وهو يمد يده، ليضعها برفق على وجنتها.
رفعت عينيها ببطء لتلتقي بنظراته.
"...لن يعود حيًا..." همست، وصوتها يرتجف بهشاشة لم يرها فيها من قبل.
انقبض قلب أوستن.
فاليري — التي لم تتردد أبدًا، ولم تُظهر قلقًا على نفسها أبدًا — كانت تتداعى. ليس خوفًا على سلامتها. ولا على أوستن.
بل من أجل الرجل الذي وقف دائمًا بينها وبين الخطر.
والدها.
والآن... قد ذهب إلى مكان لا تستطيع الوصول إليه.
كان صوتها مكسورًا وهشًا. تلاشى ذلك الاتزان الذي أعتادت أن ترتديه — تلك الثقة اللامتزعزعة التي عرّفت فاليري — وما بقي كان الفتاة الصغيرة التي كانت تتشبث بظهر رجل حملها خلال طفولتها.
حاولت أن تبتلع حزنها، لكنه كان كثيفًا للغاية. كانت عيناها زجاجيتين، لا من البكاء، بل من رفضها للبكاء.
حتى الآن، ربما كان أوستن يشك ما إذا كان سيذهب إلى الجانب الآخر أم لا. لكن، عندما رأى محبوبته تتحطم بهذا الشكل،
" سأنقذه. وهذا... وعد. "