الفصل 210 - وقح
---------
كانت فاليري وأوستن بطبيعة الحال متوترين، ليس لأنهما كانا على وشك لقاء أعضاء المنظمة التي تملك أكبر سلطة على هذا الكوكب، بل كان مصدر توترهما هو الخبر الذي جاءا به.
تبعًا لنائب المدير، دخلا غرفة مكتب المدير حيث كان رجلان يرتديان بدلات رسمية مكوّنة من ثلاث قطع ينتظرانهما.
أحدهما كان شابًا، يكاد يكون في العشرينات من عمره، مما كان مفاجئًا بعض الشيء. أما الآخر فبدا ناضجًا نوعًا ما — بشارب أبيض وشعر أبيض شائب.
كلاهما التفتا نحو الثنائي، ونهض فيليوس من مقعده لاستقبالهما، قائلًا: "تفضلا بالجلوس."
وبإيماءة منه، جلس أوستن وفاليري في المقعدين المقابلين لضابطي المجلس.
أما هارولد فبقي واقفًا خلف فيليوس.
"أعتقد أنني طلبت منك فقط أن تحضر الطالبة فاليري إلى المكتب، أليس كذلك، سيدي هارولد؟" سأل الأكبر سنًا وهو يحدق في أوستن بنظرة ضيقة.
أجاب هارولد ببساطة: "قد تحتاج فاليري لمساعدة أوستن لاتخاذ القرار هنا."
"أي قرار؟" سألت فاليري، غير مرتاحة لطريقة نظر ضابط المجلس نحو أوستن.
بدأ الضابط الأصغر سنًا، ببعض التوتر، قائلًا: "مرحبًا، أنا ناثان، وهذا الشخص هو سينيوري، ماثيو. نحن هنا لمشاركة نبوءة رآها العرّاف الذي تحميه دولة أدميرغ." كان صوته مهذبًا ومتعجلًا قليلًا، وكأنه يحاول قمع أي نوع من الخلاف قد ينشأ بين فاليري وماثيو.
عند سماع اسم تلك الدولة، عبس أوستن... ما الذي حدث فجأة في الدولة الشمالية حتى اضطر المجلس للتدخل؟
لو كان الأمر مجرد نزاع سياسي، لما أعار المجلس الموضوع أي اهتمام، تمامًا كما فعلوا عندما كانت درينوفار على وشك مهاجمة إيرندور.
مما يعني أن المسألة كانت..."هجوم شيطاني؟" تساءل أوستن بصوت مسموع، مما أدهش الجميع.
ومع ذلك، بدلًا من سؤاله عن كيفية تخمينه، أومأ ناثان قائلًا: "نعم، أنت محق. العراف أخبر الأميرة أن شيطانًا قويًا بما يكفي لإبادة مئات البشر سيصل خلال خمسة عشر يومًا بدءًا من اليوم."
كما اعتقد أوستن، فإن المسألة تتعلق بالطرف الآخر.
"مئات البشر، هاه... شيطان برتبة جنرال؟" تمتم أوستن داخليًا.
كان أوستن يملك معرفة كاملة بلورد الأورك وملك الإلف، إذ أن ريا قاتلتهم بالفعل في اللعبة.
وبما أن هذه المرة لن تكون فاليري هي رئيسة الطفيليات، لم يكن بإمكانه التنبؤ بما قد يواجهه من رئيس الطفيليات الأصلي.
لم يكن لديه أدنى فكرة عن كيفية هزيمة فاليري لرئيس الطفيليات في الخط الزمني الأصلي. فقد تم إخبار القراء فقط أن فاليري ظهرت في حالتها الشيطانية أمام ريا.
"إذاً...لماذا يخصني هذا الأمر؟" سألت فاليري.
"لقد رآكِ العرافة في رؤيته... المحاربة ذات الشعر الأرجواني والرمح التي تهزم التهديد،" قال ماثيو بصراحة دون مواربة.
عقد ذراعيه وقال: "لهذا السبب، نريدك أن تتوجهي إلى الشمال فورًا-"
"هل يمكنك التوقف؟" قال أوستن فجأة، جبينه معقود بغضب، مضيفًا: "هي لا تعمل تحت إمرتك، كما أنك لست ملك هذه الأمة لتأمرها كما يحلو لك. لذا، اعرف قدرك."
اتسعت عينا ماثيو بالدهشة والغضب. أما ناثان فظل جامدًا في مكانه، متيبس الجسد.
قد يكون هارولد قد ابتسم ساخرًا لذلك "النصيحة"، لكنه سيطر على مشاعره من أجل وظيفته.
[المترجم: ساورون/sauron]
"أنت–!" صرخ ماثيو وهو يضرب ذراعه على الأريكة، محطمًا مسند اليد بانفجار هالته.
لم يرمش أوستن حتى، بل دفع بهالته الخاصة التي لم تكن أقل شراسة من هالة الضابط... مما أدهش الجميع في الغرفة باستثناء فاليري.
سرعان ما وقف فيليوس من مقعده وقال: "أيها السادة، ليس هذا وقت الدخول في نزاعات شخصية. أمة في خطر ونحتاج إلى التعاون لمعالجة الوضع."
ظل الرجلان متبادلين نظراتهما الثابتة، وكانت طاقة الأرواح بينهما تجعل التنفس صعبًا في الغرفة.
تنهد أوستن، وسحب هالته أولًا، ثم التفت نحو المدير قائلاً: "سيدي، بغض النظر عما رأته العرافة، لا يمكنني السماح لفاليري بالذهاب إلى ساحة المعركة وحدها."
تابع قائلا بنظرة متضايقة: "نظرًا لوجود جواسيس حتى داخل المجلس، فلن يكون من المستغرب أن تجد فاليري نفسها في مواجهة جيش من الشياطين هناك."
تفاجأ ماثيو وكذلك فيليوس.
لقد أبقى المجلس خبر الجواسيس سرًا تامًا — حفاظًا على سمعته وثقة الناس به.
فكيف... علم أوستن بذلك؟
"سيدي المدير،" نادت فاليري، "قد أكون قوية، لكن دفعي لمواجهة خصم قادر على تدمير أمة..." ثم نظرت نحو ماثيو وأضافت، "هل هذه محاولة للتخلص مني؟"
تجمد نفس ماثيو في حلقه وهو يشتد قبضته، محدقًا بالفتاة بغضب.
فسر ناثان قائلا: "سيتم توفير جيش أدميرغ لكِ. سيكون هناك ضباط من المجلس وأربعة محاربين من رتبة S معكِ. لستِ مضطرة للقتال في الخطوط الأمامية فعليًا، لكن بما أن العرافة لم تتنبأ يومًا بمستقبل خاطئ، فإن المجلس يريد أن يكون الشخص المتنبأ به حاضرًا هناك."
تنهد أوستن واتكأ إلى الوراء.
كان من الغريب قليلًا أن يثق المجلس بنبوءة... ولكن بالنظر إلى الهجمات الشيطانية الأخيرة، فقد لا يريدون المخاطرة.
الجميع يعرف قيمة أدميرغ، والسماح لشيطان بتدميرها لن يكون مجرد خسارة لأصول البشرية، بل سيزرع الخوف في نفوس الآخرين من أن الشياطين قادرون على اختراق الحدود وتدمير منازلهم متى أرادوا.
نظرت فاليري إلى أوستن، وكان يعلم ما الذي كانت تسأله.
ما هو ردهم؟
فكر أوستن لوهلة قبل أن يقول لهم: "هل يمكننا الحصول على بعض الوقت لمناقشة الأمر؟"
"لماذا عليك أن تتدخل؟ أنت لست مطل-". توقفت كلمات ماثيو فجأة حينما شعر بالثلج يزحف على قدميه وجسده يتجمد.
تجمد الجميع أيضًا عندما التفتوا نحو فاليري.
بعينين متوهجتين وهيئة تنضح بعطش الدماء، قالت: "أهنته مرة أخرى، وستكون هذه آخر مناقشة تحضرها في حياتك."
فتح ماثيو فمه ليقول شيئًا، لكن هذه المرة، دفعه ناثان من كتفه ونظر إليه نظرًا حادًا غاضبًا، قائلاً: "ستقتلك اللعينة، سيدي. فكّر في عائلتك واصمت." هذه المرة، أغلق ماثيو فمه بنيّة عدم الكلام مجددًا.
تنهد فيليوس بتعب وقال: "يمكنكما الانصراف الآن للتفكير في الأمر. أبلغاني بقراركما بحلول المساء."
أومأ أوستن برأسه وأمسك بيد فاليري قبل أن ينهض.