الفصل 255 - بداية الرحلة

---------

"سيدتي، هل أنتِ واثقة من هذا؟ لقد تم قتل ملك الطفيليات للتو... والهدف استعاد قوته"، قال صوت في غرفة خافتة الإضاءة، حيث لم يكن يشغل الفضاء سوى شخصين.

المتحدث، شيطان ذكر ذو أصابع طويلة ولامعة، كان يدلك بلطف ظهر امرأة فائقة الجمال. بشرتها كانت تتوهج تحت الضوء الخافت، وجسدها العاري مسترخٍ فوق السرير، ممددًا كما لو كانت قطة تستمتع بالدفء.

أطلقت همهمة هادئة، كانت تدرك ما يقوله بالفعل.

ثم، بصوت بطيء مثقل باللذة، أجابت: "لم أعد أستطيع الانتظار. إن فعلت... قد لا أحصل على فرصة لمسه أبدًا."

كان صوتها كسولًا، شبه حالم، وكأنها كانت تركّز أكثر على الأيادي التي تنساب على عمودها الفقري من تركيزها على الحديث نفسه.

الشيطان، مستشارها منذ سنوات طويلة ومخضرم من زمن الحرب القديمة، تجرأ على الحديث مجددًا، "لكن يا سيدتي... لا يزال قويًا جدًا. إن ذهبتِ وحدكِ... هل هذا حقًا حكيم؟"

طقطقة.

توقف صوته في حلقه عندما أطبقت أصابعها على ذيله، فتهشمت عظامه تحت قبضتها.

لم يتحرك. لم يصرخ. فقط شدّ على أسنانه وتحمل الألم، دون أن يجرؤ على إفساد مزاجها بصوتٍ آخر.

"لا تفسد وقتي الممتع بهراءٍ لا فائدة منه"، قالت ببرود.

"مـ-مفهوم"، همس.

أطلقت ذيله، فعاد إلى تدليكه بصمت، وأصابعه ترتجف بخفة.

ومع ذلك، قررت أن تجيبه.

"هل تعلم متى يكون أفضل وقت لتفريق عاشقَين؟" كان صوتها منخفضًا، ماكرًا الآن، يعبق بشيءٍ مظلم.

انحنى الشيطان برأسه، يختار كلماته بعناية. "أرجوكِ... أنيري هذا العبد الوضيع، يا سيدتي."

ضحكة ناعمة أفلتت من شفتيها.

"حين لا يكونان قد قضيا ليلتهما الأولى معًا. حين لا يزالان غير متأكدَين... لا يزالان هشَّين."

أسندت ذقنها إلى كفها، وابتسامتها تلتف بخبث لذيذ.

"ولوك لم يصل إلى تلك المرحلة بعد."

لمعت رغبة في عينيها وهي تهمس لنفسها، "أنا أعرف تمامًا ما يحبه. وإن حاولت بجد... لن يستطيع أن يقول لا."

الشيطان، وهو يواصل التدليك بصمت، سمح لابتسامة أن تتسلل إلى شفتيه.

"أنتِ ترغبين في التفريق والسيطرة."

"بالضبط"، همست المرأة، وصوتها يفيض برضا خبيث. "إن أخذت تلك الحبيبة الصغيرة... سيتحطم أوستن. الطريقة الوحيدة لتحطيمه حقًا... هي بتدميرها."

استدارت قليلًا، تاركة الملاءات الناعمة تنساب على جلدها كأنها حرير.

"وإن كانت ملكة السوكوبوس ذاتها قد وضعت عينيها على رجل... فلن يستطيع حتى الآلهة حمايته."

"بلا شك"، وافق الشيطان، وصوته يغمره الاحترام ولمسة من الخوف.

فهي لم تكن مجرد امرأة. كانت الجنرال الشيطانية — عشيقة لوك السابقة، وإحدى أخطر الكائنات التي لا تزال تجوب الأرض.

ابتسامة بطيئة، قاسية، ارتسمت على شفتيها بينما مالت برأسها من جانبٍ لآخر، وعيناها نصف مغلقتَين في انتظار متلذذ.

ثم، بصوت خافت، همست:

" فقط انتظرني، يا فتاي المسكين. سأمنحك ما لا تستطيع محبتك أن تقدّمه لك أبدًا... "

[المترجم: ساورون/sauron]

°°°°°°°°

في الصباح الباكر، كان الباب الأمامي للأكاديمية يعج بطاقةٍ هادئة. تجمع حوالي مئتي طالب، واختلطت أحاديثهم مع النسيم البارد الذي اجتاح الساحة.

الأكاديمية قادرة على استيعاب ستمئة طالب، لكن اليوم، لم يظهر سوى الثلث. الكثيرون لم يعودوا بعد ما حدث مؤخرًا، بينما اختار آخرون البقاء والتركيز على دراستهم.

لم يكن هناك أي مكافأة على المشاركة في هذا النشاط — لا أرصدة، ولا معاملة خاصة — لذا لم يُلحّ المدير على أحد بالانضمام. كان الأمر تطوعيًا تمامًا.

بقي عدد قليل من الأساتذة ونائب المدير في الأكاديمية، لمساعدة أولئك الذين اختاروا مواصلة دروسهم.

من بين الواقفين قرب البوابة الأمامية، كان أوستن واقفًا بصمت إلى جانب شيلدون. لم يكونا يتحدثان. فقط يقفان هناك، ينتظران.

كان أوستن يرتدي قميصًا أحمرًا مربّعًا مع سروال أسود وأحذية متينة، مزيجًا من الخشونة والأناقة جعله يبرز. كان القميص يلتصق قليلًا بجسده، موحيًا بالقوة الكامنة تحته. شعره الداكن كان مبعثرًا قليلًا بفعل الريح، بالمقدار المناسب ليبدو طبيعيًا دون تكلّف.

كان فيه شيءٌ ما — هدوء، بعد، وجاذبية. كأنه شخص خرج من حلم لا يدرك أنه لا ينتمي إليه.

"هل أبدو غريبًا؟" سأل شيلدون فجأة.

رمقه أوستن بنظرة. سروال أسود، قميص أسود، وحذاء رياضي. ثم هز كتفيه، "رسمي قليلًا، لكنه يفي بالغرض."

"كبارنا، هل ترغبون في كعكات الفاصوليا الحمراء الطازجة؟" اقتربت فتاتان، على الأرجح من السنة الأولى، وهما تبتسمان.

هز شيلدون رأسه، بينما أومأ أوستن، "نعم، شكرًا."

أخذ قضمة، وزفر تنهيدة، مستمتعًا بالنكهة الغنية ونعومة الكعكة.

عندها، وقعت عيناه على ما هو أحلى بكثير من الكعكة.

إلهة كانت تقترب منه، وتنورتها الزرقاء تلامس فخذيها مع كل خطوة، والنسيج يتمايل بنعومة في النسيم. زوج من الصنادل البسيطة يلتف حول قدميها، خفيف وأنيق. كان شعرها مشدودًا إلى ذيل حصانٍ عالٍ، كاشفًا عن الخطوط الناعمة لوجهها.

لمسة من أحمر الشفاه أضفت دفئًا إلى شفتيها، خافتة ولكنها آسرة. لم تكن بحاجة لأي شيء صاخب — حضورها وحده حوّل اللحظة إلى شيءٍ يخطف الأنفاس.

ولم يكن أوستن وحده، بل كان الكثيرون يحدقون بها في صمت... مأخوذين بسحرها.

وحين وصلت أمامه، ابتسمت بلطف ورفعت حاجبيها تسأله: 'كيف أبدو؟'

دفع أوستن الكعكة إلى يد شيلدون قبل أن يجذبها إليه، "أودّ حقًا أن أقول عبارة مبتذلة الآن... لكن كما سرقتِ أنفاسي، سرقتِ كلماتي أيضًا."

تفتحت ابتسامة على شفتيها وهي تخفض عينيها، "جربت شيئًا جديدًا. سعيدة لأنه أعجبك."

قبّل أوستن ظهر يدها، ثم همس، "قد لا أطلق يدكِ طوال الرحلة، خوفًا من أن يأخذكِ أحدهم مني."

رفعت فاليري نظرة مشاكسة، " إذن اربطني بك. فلن أريد شيئًا أكثر من ذلك. "

2025/06/01 · 41 مشاهدة · 809 كلمة
نادي الروايات - 2025