الفصل 260 - وضع غريب

---------

"هذا فوضوي للغاية..." تمتم جيمي، وعيناه متسعتان بينما كانت الفوضى تتكشف أمامه.

نصف الطلاب قد جنّ جنونهم—يتصادمون مع الآخرين وكأنهم فقدوا عقولهم. بدا الأمر وكأن شخصًا ما لوى أفكارهم، وجعلهم يرون الأعداء بدلًا من الأصدقاء.

في هذه الأثناء، كانت رئيسة مجلس الطلبة والطالبة الشهيرة من السنة الثالثة، ريا، في معركة محتدمة ضد شياطين ظهرت فجأة من العدم.

كانت الرئيسة تصدّ عدة شياطين باستخدام نسخها، لكن قوتها كانت ممدودة لأقصى حدودها. هجماتها افتقرت إلى التأثير المعتاد الذي كانت تحمله.

"لماذا تقف هناك هكذا؟!" دوّى صوت أفيريس من يساره بحدة.

أدار جيمي رأسه ورآها، وقد استدعت بالفعل شظيتها—صولة صاعقة على هيئة هراوة ضخمة موصولة بسلاسل—ووقفت في وضعية استعداد للاندفاع إلى قلب المعركة.

تردد. هل يجب عليه أن يهاجم الشياطين، أم يحاول إيقاف الطلاب عن قتل بعضهم البعض؟ من وجهة نظره، كان الأمر لا يزال يبدو كصراع... لا كمسّ شيطاني.

لكن مع وجود عدد كافٍ من الطلاب الأقوياء الذين يصمدون في الصفوف الأمامية، اتخذ قراره.

استدعى شظيته وتقدم خطوة للأمام—ليختفي عن الأنظار.

"احذري!" صرخ، وظهر في الوقت المناسب تمامًا لكي تتفادى ريا الضربة. سيفه هبط بقوة على ذراع الأورك المرفوعة، قاطعًا إياها بالكامل.

لم تُضع ريا الفرصة. قفزت للخلف وأطلقت سهمًا بحركة واحدة سلسة. ارتطم في صدر الوحش وانفجـر—مرسلاً موجة صدمة أحرقت جانب جيمي أيضًا.

"هل أنت بخير؟!" نادت ريا وهي تهرع نحوه وتهبط على ركبة واحدة بجانبه.

كان ساقطًا، وذراعه اليسرى مصابة بحروق طفيفة، وأنفاسه مضطربة.

"لا شيء يدعو للقلق"، قال مومئًا بسرعة، محاولًا رسم ابتسامة ساخرة. "تصويب رائع، بالمناسبة."

أطلقت ريا زفرة. كان عليها أن تصوّب أدنى قليلًا.

"ريا! أحتاج إلى المساعدة!" صرخ أحد أعضاء المجلس. كان بالكاد صامدًا، وقد علقت عليه طائر شيطاني ضخم، ومخالبه تمزق درعه الواقي.

قفزت ريا واقفة، وقد عاد تركيزها إلى القتال.

انطلقت راكضة—جسدها بدا وكأنه ظل—وسيفها يرتفع فوق كتفها. اشتعلت عيناها بالعزم.

شعر الطائر الشيطاني بها. وبضربة واحدة من جناحيه، اندفع في الهواء، متفاديًا ضربتها.

لكن ريا كانت قد بدأت تتغير بالفعل—شظيتها تحولت إلى قوس مركّب على ساعدها.

وفي الهواء، وجّهت تصويبها وأطلقت السهم دون أن تضيّع لحظة واحدة.

اختفى السهم لحظة مغادرته القوس.

وبعد نبضة قلب—انفجااار.

انفجر الطائر في الهواء، لينهمر الدم والأشلاء فوق الساحة، مطر قرمزي يهبط على أرض المعركة.

أخذ جيمي نفسًا عميقًا.

ريا... الشهيرة باستيقاظها المزدوج. لقد استحقت لقبها كأقوى طالبة ثالثة في فالوريان.

لكن المعركة لم تنتهِ بعد.

في البُعد، اندفعت شياطين أخرى من المياه، وكأنها كانت كامنة تنتظر هذه اللحظة بالتحديد. لا تزال الكمين مستمرًا، والوضع يزداد سوءًا.

من حوله، كان الطلاب مطروحين أرضًا، بعضهم مغمى عليه، وآخرون يتألمون ويتأوهون.

ولا أثر للمعلمين.

تفحّص جيمي الميدان مجددًا ورأى أفيريس، بالكاد تصمد بينما تحاصرها مجموعة من العفاريت كأنها نسور تحوم حول فريستها.

ينبغي أن أذهب لمساعدتها—

توقفت أفكاره فجأة عندما وُضعت يد على كتفه.

ارتجف وأدار رأسه.

"الرئيس؟"

كان رئيس مجلس الطلبة واقفًا بجانبه، شاحبًا ولهاثه متقطع، وشَعره الفضي يلتصق بجبهته الغارقة بالعرق.

"سحر...ي ينفد"، قال بين أنفاس متقطعة. "والطلاب... لا يتوقفون. لا أعلم ما السبب—لكن على الأقل... لم يبدؤوا بقتل بعضهم البعض. بعد."

"لكن الشياطين لا تتوقف"، أضاف بجديّة. "وإذا استمر الأمر هكذا، سيُسحق الطلاب."

وبينما أنهى كلامه، تمزق آخر نسخة له—بعد أن باغته أورك اندفع من الجانب. شدّ شيلدون فكه، محاولًا كبح أنين، بينما دوى صدى ألم النسخة المدمرة في داخله.

استدار إلى جيمي، وتحدث بحزم، "لديك مهارة الانتقال الآني، أليس كذلك؟ اعثر على فاليري و أوستن. من دونهم، لن نخرج من هذا سالمين."

تردد جيمي للحظة، وعيناه تتجهان نحو صورة أفيريس في الأفق، لا تزال في صراع يائس. أراد أن يقول شيئًا—أي شيء—لكن الحقيقة كانت واضحة.

كانوا بحاجة إلى قوة نارية. وبسرعة.

نظر في عيني الرئيس وأومأ بقوة.

" سأحضرهما. "

[المترجم: ساورون/sauron]

بذلك، اختفى.

استدار شيلدون فجأة نحو سرب الشياطين. ما زاد عددهم على العشرين، ولم يبقَ في خط الدفاع سوى خمسة محاربين.

لولا ضربات ريا المتواصلة، لكانت نصف تلك الحشود قد مزقت طريقها بالفعل نحو الطلاب.

استل خنجره، مستعدًا للاندفاع مجددًا وسط الفوضى—عندما شق صراخ حاد الهواء.

"كيييييك!"

ظلال عبرت السماء. شيطان طائر هائل، جناحاه ممدودان، يهوي بسرعة—ليس نحو المحاربين—بل نحو الطلاب العزل.

انحبس نفس شيلدون. لا… إنه لا يتوقف. إنه يتجاوز الجبهة الأمامية!

"ريا!" صرخ، وقد شقّ الإلحاح صوته.

كانت المحاربة ذات الشعر الوردي قد تحركت بالفعل. استدارت ووجهت قوسها نحو الوحش الهابط. لكن الطائر، وقد شعر بالخطر، ضم جناحيه واندفع في الهواء كالرمح المنطلق من مدفع.

"اللعنة!" تمتمت ريا بغيظ.

السهـم أخطأه ببضعة إنشات.

عوى الشيطان مجددًا وهو يقترب—كتلة مشوشة من الريش والأنياب والكراهية—على بعد ثوانٍ فقط من تمزيق الطلاب المشاغبين الذين استمروا في القتال فيما بينهم، غافلين عن التهديد الحقيقي.

لكن حينها—

تشششش!

صاعقة مسننة مزقت السماء، تلتها زئيرٌ هادرٌ هز الأرض. ضربت البرق الشيطان في منتصف اندفاعه، وانفجرت على ظهره بقوة عمياء.

صرخ الطائر من الألم، جسده يرتعش، وجناحاه يتشنجان مع تدفق الكهرباء الخام في عروقه. اندفع جسده إلى الوراء، والدخان يتصاعد من ريشه المتفحم.

تألقت عينا ريا.

لم تضيع الفرصة.

"هااا!" بصيحة حادة، اندفعت للأمام، وسيفها يشق جسد الشيطان المشلول—شطرته إلى نصفين.

سقطت الأشلاء على الأرض بارتطام ثقيل، ارتعشت مرة… ثم سكنت.

مندهشًا، التفت شيلدون نحو من أطلق تلك الضربة… لتتحول نظرته إلى دفء حين رأى الفتاة المألوفة تقترب منه.

"هل تأخرت؟" سألت آنا وهي تبتسم.

هز شيلدون رأسه، "في الوقت المناسب تمامًا."

تبادلا عناقًا سريعًا، لحظة عابرة من السكينة وسط الفوضى، قبل أن تبتعد أنابيل وتنظر بسرعة إلى المشهد.

"ما الذي يحدث؟" سألت، عيناها تضيقان على الطلاب المتقاتلين.

هز شيلدون رأسه، متوترًا. "لست متأكدًا. كأنهم تحت تأثير تعويذة… أو لعنة. لم أستطع إيقاظهم منها."

راقبت أنابيل المشهد بتركيز. لم يكن الطلاب يقاتلون بكامل طاقتهم—بل كأن شيئًا غريبًا يدفعهم للعنف، بينما جزء صغير منهم يقاوم. كانت هجماتهم عشوائية لكنها تفتقر إلى النية الحقيقية.

"لم يضيعوا تمامًا بعد،" تمتمت. "شيء ما يكبح إرادتهم لكنه لا يطفئ غرائزهم. يدفعهم للهجوم، لكن ليس للقتل."

"أتعتقدين أن صدمة خفيفة قد توقظهم؟" سأل شيلدون، واليأس يلوح في عينيه. "فقط ما يكفي لكسر السحر؟"

لم يهمه إن كان الأمر سيؤلمهم قليلًا. رؤيتهم يتصارعون كالدُمى بينما الشياطين تقترب—كان أمرًا لا يُطاق. والأسوأ، في كل مرة حاول فيها التدخل، انقلبوا عليه كما لو كان عدوًا.

تنهدت أنابيل، وجبينها ينعقد. "ما دمنا لا نعرف سبب حالتهم، فلا ينبغي أن نتصرف بتهور. حركة واحدة خاطئة قد تجعل الأمور أسوأ."

أومأ شيلدون، رغم أن الجواب لم يخفف عنه شيئًا. ومع ذلك، كان القرار صائبًا—رغم صعوبته.

ثم اهتزت الأرض.

غرووووه!

زئيرٌ عميق أجوف تدحرج فوق ساحة المعركة كالموجة الصادمة. التفت كلاهما نحو البحيرة—فإذا بالماء ينشق.

ومن أعماقه، خرج كيان هائل.

عملاق.

شعره الأصفر الداكن ملتصق بوجهه، تتقاطر منه مياه البحيرة. عيناه تتوهجان بخفوت، وكل عضلة في جسده المترامي تنبض بقوة خام، بارزة كأنها صخور صلبة. ومع كل خطوة، كان يحطم كل ما في طريقه.

وكان يتجه مباشرة نحو الطلاب.

ولا شيء في طريقه ينجو.

في هذه الأثناء، استمر جيمي بالتنقل عبر الساحة المحطمة، ومضات خاطفة تنقله بسرعة. كانت المنطقة تعج بالشياطين، لكن شيئًا ما كان مختلفًا هنا. بخلاف الفوضى قرب منازل الشاطئ، لم تكن هذه الكائنات تهاجم عشوائيًا—بل تقف كحراس.

"من الذي يحمونه…؟" فكر، وقشعريرة تزحف على عموده الفقري.

وحصل على الجواب عندما ابتعد قليلًا عن منازل الشاطئ—ورآهم.

فاليري وامرأة أخرى، مشتبكتان في معركة، تقاتلان كما لو أن حياتيهما معلقتان بخيط.

لكنها لم تكن المعركة ما جعله يحبس أنفاسه.

بل كانت هي.

امرأة فاتنة تقاتل صاحبة رتبة S، تتصدى لهجماتها بسهولة. كانت حركاتها انسيابية، تكاد تكون ساحرة—شعرها الأسود الطويل يتطاير مع كل حركة، وعيناها الحمراوان تتلألآن برشاقة قاتلة. وللحظة عابرة، شعر جيمي برغبة في التدخل—لا ليقاتل، بل ليمنع فاليري من إيذاء كيان بهذا الجمال الإلهي.

ثم رآهم.

القرنان المنحنيان إلى الخلف من رأسها.

والذيل المتمايل خلفها كأفعى.

تغيرت ملامح جيمي إلى رعبٍ مروّع مع ارتطام الإدراك به كصاعقة.

"إنها… إنها جنرال شيطاني!"

2025/06/09 · 17 مشاهدة · 1217 كلمة
نادي الروايات - 2025