أُطلقت عملية بحث واسعة النطاق في مقاطعة تيانيانغ، ولكن للأسف، بعد عدة أيام، لم تُسفر عن أي نتائج. لم يُعثر على أيٍّ من الأشخاص الخمسة في الصورة، بل أُلقي القبض فقط على بعض مُتاجري البشر.
كان المحافظ غاضبًا، لكن في النهاية اضطر إلى ترك الأمر دون حل.
لم يُعر تشونغ لين اهتمامًا للأحداث الخارجية؛ قبل عودة معلمه، كانت مهمته ممارسة فنون القتال. كانت الأمور المتعلقة بالوحوش المتحولة تتجاوز قدرته، وهو صغير السن.
مر الوقت ببطء، وفي غمضة عين، مر نصف شهر.
أشرقت الشمس الحمراء.
في ساحة تدريب الفنون القتالية الواسعة، كان تشونغ لين يتنقل حاملاً مطارق نحاسية مصنوعة من النحاس الأرجواني. تحت أشعة الشمس، كانت تتألق بلون أرجواني. كانت كل مطرقة بحجم قرعة ووزنها يزيد عن ألف رطل، لكن بين يدي تشونغ لين، كانت خفيفة كالخشب، تُدار بقوة هائلة.
مع وصول زراعته إلى مستوى التعزيز الداخلي الخامس، وتدريبه على "مهارة العضلات الذهبية وعظم اليشم"، تجاوزت قوة تشونغ لين ستة آلاف رطل من القوة الهائلة. حتى مي وي شوان لم يضاهِه.
فجأة، قفز تشونغ لين في الهواء، ورفع المطرقتين فوق رأسه، ثم حطمهما بقوة على الأرض.
بوم!
مع دويٍّ مدوٍّ، اهتزّت أرض ساحة تدريب الفنون القتالية. من مركز الاصطدام، انتشرت شقوق كثيفة كشبكة العنكبوت في كل اتجاه، مما لا يدع مجالاً للشك في أن ضربة المطرقة هذه قد تُحوّل شخصاً إلى عجينة.
وفي الزاوية، كان هناك تشونغ شي يلوح بقبضتيه أيضًا، معتادًا وغير منزعج من ضربات مطرقة أخيه العنيفة.
وبعد أن ارتفعت الشمس في السماء، توقف الاثنان، وكان الخدم يحضرون المناشف.
منذ وصوله إلى عالم التعزيز الداخلي من الصف الخامس، غيّر تشونغ لين وقت تدريبه إلى الليل. في أوقات أخرى، مارس "مهارة العضلات الذهبية وعظم اليشم" و"تشي غونغ الحيوانات الخمسة" وتقنيات فنون قتالية متنوعة، مما ترك له وقتًا كافيًا بالمقارنة.
في هذه اللحظة، تحوّل ما يقرب من تسعين بالمائة من عظام تشونغ لين إلى عظم اليشم. لم يمضِ وقت طويل قبل اكتمال زراعة العضلة الذهبية وعظم اليشم. شعر أيضًا بتغيرات طفيفة في نخاع عظمه، مع أن هذا بدا الحد الأقصى، إذ كانت مجرد تقنية زراعة من المستوى الثالث الأدنى. كان النخاع مجالًا لا يمكن الوصول إليه إلا من قِبل عالم القوة الإلهية من المستوى الرابع. ومع ذلك، كان ذلك كافيًا، إذ لم يكن بإمكان الكثيرين وضع أساس للعالم التالي في مستوى أدنى.
أغمض تشونغ لين عينيه ليشعر بنفسه؛ حتى مع مساعدة تقنية التنفس وحبوب الروح الخمسة على مدى نصف شهر، لم يكتمل تدفئة رئتيه إلا بنصفها فقط.
"إن عالم التعزيز الداخلي من الصف الخامس هو في الواقع زراعة شاقة؛ إنه بطيء حقًا!" اشتكى تشونغ لين.
لكن كان الأمر مفهومًا، فالأحشاء الخمسة كانت هشة للغاية. كان تدفئة دم تشي تتم تدريجيًا، خشيةً من أدنى ضرر.
اندفع العديد من ممارسي فنون القتال من الدرجة الخامسة المتوحشين في المجتمع إلى هذا العالم، مما أدى إلى خمس إصابات وسبع جراح. في قاعة المئة عشبة، كان هناك عضو من فريق الحرس من الدرجة الخامسة أصيب بجرح في رئتيه أثناء تدفئة الأحشاء، مما تسبب في سعال مزمن، كان أحيانًا شديدًا لدرجة أن سعال الدم كان مصحوبًا به.
بالطبع، إذا استطاع المرء تقوية الأحشاء الخمسة، فسيحظى بعمر أطول ومناعة ضد أمراضها. وتشير السجلات إلى أنه إذا كانت الأعضاء الداخلية قوية، سيستمر رحيق اليشم في التكوّن في الفم، وستزول الشوائب من الرئتين تمامًا، وسيتحسن الدستور خطوة أخرى.
"سيدي الشاب، لقد وصل المدير دينج."
سارع يون شيو .
مسح تشونغ لين العرق عن وجهه وقال عرضًا: "دعه يدخل".
في لحظة، تدخل دينج يونشينغ والغضب مكتوب في كل مكان على وجهه.
"سيدي الشاب، لقد تعرض فريق جمع الأدوية لحادث."
"همم؟"
...
على أرض ساحة قاعة المئة عشب كانت الجثث ملقاة في صفوف، وكان عددهم بالعشرات تقريبًا.
كان الهواء مليئا برائحة الدم القوية.
وقف العديد من المتدربين، وأساتذة الحبوب، والأطباء، وفناني القتال من فريق الحراسة بصمت ينظرون إلى الجثث على الأرض.
بدا وكأن الساحة بأكملها غارقة في صمت مميت.
مع وصول تشونغ لين، أفسح المتفرجون الطريق، وشكلوا ممرًا.
نظر تشونغ لين إلى الجثث، وضاقت عيناه، ولم يظهر أي تعبير، مما جعل الأمر غير واضح ما إذا كان غاضبًا أم سعيدًا.
ماتت العشرات من الجثث في حالات مأساوية، حيث انهارت صدور البعض منها، وتعرضت بوضوح لقوة الكف القوية، مما أدى إلى سحق أعضائها الداخلية تمامًا.
وقُتل آخرون بالسيوف أو السكاكين، مع ترك جروح طويلة على الصدر أو الرقبة.
والأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو أن هذه الجثث كانت تحمل علامات واضحة تشير إلى أنه تم إلقاؤها من ارتفاع بعد الوفاة.
"ماذا حدث؟" سأل تشونغ لين ببرود.
"أيها الشاب، هؤلاء أعضاء فريق جمع الأدوية. قبل ثلاثة أيام، ذهبوا إلى جبل ظهر السلحفاة لجمع عشبة فاكهة القرمزي. كان من المفترض أن يعودوا أمس، لكنهم لم يعودوا. في الصباح الباكر، عثر صياد على جثثهم في أسفل جرف أثناء صيدهم في الجبال. ولأن الصياد كان يعرف قاعة المئة عشبة، فقد جاؤوا لإبلاغنا، وعندها علمنا أن فريق جمع الأدوية بأكمله قد قُتل."
يقع جبل ظهر السلحفاة على بعد مائة ميل إلى الغرب من مدينة تيانيانغ، وقد سمي بهذا الاسم بسبب شكله الذي يشبه ظهر السلحفاة.
أما عشبة فاكهة القرمزي، فهي نبتة صغيرة نابضة بالحياة، بأوراق خضراء نضرة وعناقيد من ثمار حمراء زاهية ممتلئة. تنبعث من هذه الثمار رائحة زكية عند نضجها، مما يساعد على تجديد طاقة الجسم وتغذية الدم، وتحسين البشرة، كما أنها مكون أساسي في مستحضرات التجميل.
"أيها الشاب، كانت مهمة فريق جمع الأدوية جمع الأعشاب فقط، وعدم تكوين أي عداوات. والآن، قُتِلوا بوحشية؛ نأمل أن تجعلهم ينالوا جزاءهم العادل."
"نأمل أن يسعى الشاب إلى تحقيق العدالة والانتقام لهم."
رفع تشونغ لين يديه قليلاً وقال بإيجاز، "من يجرؤ على قتل الناس من قاعة الأعشاب المائة، فهوا لديه رغبا عارفه للموت الموت، شينغ كوي."
"هنا أنا."
"حشد القوات والانتقام."
"نعم."
"يتفرق الجميع وينتظرون الأخبار."
"نعم."
بمجرد تفرق الحشد، نظر تشونغ لين إلى دينغ يونشينغ وسأل، "دنغ العجوز، ما رأيك؟"
بالنظر إلى الجروح الظاهرة على الجثث، يبدو أن القتلة يتمتعون بمهارات قتالية عالية. إنهم على الأقل من محاربي الصف الثالث المتوسط، ولديهم دم تشي مكثف، وهناك أكثر من واحد منهم.
"كان فريق جمع الأدوية مسؤولاً فقط عن جمع الأعشاب، ولم يُنشئ أعداءً قط. علاوة على ذلك، فإن القوات المحيطة تعرف قاعة المئة عشبة الخاصة بنا، ولن تتصرف بتهور. الآن، قُتلوا جميعاً، ولم يبقَ أحدٌ على قيد الحياة. أعتقد أن الفريق ربما رأى شيئاً لم يكن ينبغي أن يروه، مما أدى إلى إسكاتهم."
"إذا كان الأمر يتعلق فقط بإسكات الناس، فلماذا يتم رمي الجثث من فوق منحدر لتدمير الأدلة؟" رد تشونغ لين بسؤال.
"هذا..."
كان دينغ يونشينغ عاجزًا عن الكلام للحظة. القتل شيء، ولكن لماذا كل هذا العناء لإلقاء الجثث من على جرف؟ لولا صياد عثر عليها في الأسفل، لكان من الصعب علينا العثور عليها.
"ما لم يكن هناك من لا يريد منا أن نعرف الموقع، الجوز دينج، هل كانت هناك مناطق مخصصة لفريق جمع الأدوية لجمع الأعشاب؟"
"نعم كان هناك."
"حسنًا، إذن سأرى بنفسي ما هي الأسرار التي لا توصف التي تكمن في هذه المسألة والتي تستحق مثل هذا التستر بالقتل."
بينما كان الاثنان يتحدثان، كان شينغ كوي قد استدعى بالفعل أعضاء فريق الحراسة للانتظار في الخارج.
في المجمل، تم تجميع ثلاثين شخصًا، بما في ذلك ثمانية خبراء من الصف السادس الذين قاموا بتكثيف الدم تشي، وشينغ كوي، وهو فنان قتالي من الصف الخامس في عالم التعزيز الداخلي والذي قام برعاية الأعضاء الداخلية.
"دعنا نتحرك."
يقع جبل ظهر السلحفاة على بُعد مئة ميل من مدينة تيانيانغ، ويلفه الضباب طوال العام، ويعج بالطيور والحيوانات. لذا، باستثناء فريق جمع الأدوية والصيادين في قاعة المئة عشبة، لم يغامر بدخوله إلا القليل، حتى لجمع الحطب، نظرًا لبعد المسافة.
سرعان ما وصلت المجموعة إلى مقدمة جبل ظهر السلحفاة دون عناء. بدا أن الجناة أذكياء للغاية. لولا إلقاء الجثث من الجرف، لكان تعقبهم صعبًا للغاية.
كان فريق جمع الأدوية مُقسّمًا حسب الوقت والمكان، لأن نمو الأعشاب له دورات. وقد سهّلت أفعال الجناة غير الضرورية تحديد مواقعهم.
(.. اخييييرا الفصل ال100)
(محتاج دعمكم الجميل)