"ايها الفتى الماكر، هل تعتقد أن معلمك سازج إلى هذه الدرجة؟ يجب أن نحتفظ بهذه الكنوز لأنفسنا أولاً."
ابتسم يين داويان وهو يوبخ تشونغ لين بمودة، فقد أدرك نواياه على الفور.
حك تشونغ لين رأسه بخجل وابتسم ببلاهة، محاولًا الحفاظ على مظهره الطفولي البريء.
"لنحزم أمتعتنا ونعود إلى ديارنا."
"حاضر."
خلال هذه الرحلة، لم يحصلوا على ثمرتي جوهر السماء فحسب، بل حصلوا أيضًا على مجموعة كبيرة من أحجار الروح. كان حصادهم وفيرًا، والابتسامة لم تفارق وجوههم طوال الوقت.
انطلقوا بسرعة عند القدوم، لكنهم عادوا ببطء وتروٍ. كان تشونغ لين يحمل قطعة من حجر الروح باستمرار، ويستخدم "مهارة جوهر العناصر الخمسة المختلطة" لامتصاص طاقتها قطرة قطرة، معززًا طاقته الداخلية باستمرار.
بفضل أحجار الروح، حقق تشونغ لين تقدمًا سريعًا في فنون القتال. في أقل من نصف شهر، وصل إلى المرحلة المتوسطة من عالم الجوهر النقي من الدرجة الأولى.
(ملاحظة المؤلف: المراحل المبكرة والمتوسطة والمتأخرة تعتمد على كمية الطاقة الداخلية في الدانتيان. عندما تمتلئ نصف مساحة الدانتيان بالطاقة، يعتبر المرء في المرحلة المتوسطة.)
في أحد الأيام، بينما كان تشونغ لين يتدرب، سمع صوتًا خفيفًا قادمًا من يده. نظر إلى الأسفل ليجد أن حجر الروح الذي بحجم قبضة اليد قد تحول إلى مسحوق أبيض ناعم، تناثر على الأرض مع النسيم.
على الرغم من توقعه لهذا، شعر تشونغ لين ببعض الأسف.
في الماضي، كان يمتص جزءًا صغيرًا فقط من طاقة الحجر، على أمل أن يتمكن الحجر من استعادة طاقته بنفسه.
لكن هذا كان مجرد خيال. سواء تحت ضوء القمر أو الشمس أو الماء أو النار، لم تتغير طاقة الأحجار. بمجرد امتصاصها، لا يمكن استعادتها.
هذا يعني أن أحجار الروح موارد غير متجددة. بمجرد استنفادها، تتحول إلى مسحوق.
شاهد يين داويان هذا المشهد وتنهد قائلًا: "لا عجب أن هذه الكنوز السماوية لم تذكر في الكتب. حتى لو حصل عليها أسلافنا، لا بد أنها استنفدت منذ زمن طويل."
توقف لحظة، ثم أخرج أحجار الروح الخمسة التي تقاسمها معه تشونغ لين من جيبه وأعادها إليه.
"يا معلمي، ماذا تفعل؟"
"أحجار الروح مفيدة لي، لكنها أكثر فائدة لك. بها قد أتمكن من اختراق عالم الجوهر النقي من الدرجة الأولى، لكنك ستصل بسرعة إلى القمة. حبة الاختراق على وشك الانتهاء، ولا أريد أن نعجز عن حمايتها، مما يسمح للآخرين بالاستفادة منها."
أظهر تشونغ لين نظرة قلقة. "أليس الأمر آمنًا؟ هناك سيد الطائفة."
قال يين داويان بجدية: "تشونغ لين، تذكر، لا تختبر قلوب الناس أبدًا. القلب هو أكثر الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها. حبة الاختراق ضرورية لاختراق عالم الأساتذة الكبار. إذا نجحنا في صقلها، فلن يقف الشيوخ الثلاثة الكبار والشيوخ الثمانية مكتوفي الأيدي، حتى لو قمع سيد الطائفة أي اضطراب. لو لم تصل زراعتك إلى المرحلة المتوسطة من عالم الجوهر النقي من الدرجة الأولى، لما فكرت في صقلها بهذه السرعة. الآن، بمساعدة هذه الأحجار، يمكنك الوصول إلى ذروة الدرجة الأولى مبكرًا. بمجرد إكمال حبة الاختراق، ستدخل عالم الأساتذة الكبار وتحميني."
على الرغم من إخلاص يين داويان للطائفة، إلا أنه لن يخاطر بحبة الاختراق باختبار الشيوخ الآخرين. لم يعد هذا مجرد إكسير، بل طريق أسمى للوصول إلى مستوى الأستاذ الكبير، وهو ما قد يدفع أي شخص إلى الجنون.
بعد هذا الكلام، لم يرفض تشونغ لين وأومأ برأسه موافقًا.
"التلميذ فهم."
بما أن أحجار الروح غير متجددة، لم يعد تشونغ لين يمتصها بحذر، بل استخدم طاقتها بالكامل، مسرعًا نمو طاقته الداخلية، على أمل الوصول إلى الكمال قبل مغادرة غابة الرياح السوداء والعودة إلى الطائفة.
بعد بضعة أيام، واصل الاثنان رحلتهما الهادئة عبر الغابة. الآن، كانت هناك مسارات واضحة تحت أقدامهما، مما يشير إلى أنهما على وشك مغادرة الغابة.
في تلك الأيام، كاد المعلم والتلميذ أن يملّا من هذا المشهد الرتيب. كل ما أراداه هو المغادرة، والاغتسال جيدًا، وتناول وجبة شهية، والنوم بعمق.
فجأة، رفع تشونغ لين أذنيه، وتغير تعبيره، وأصبحت نظراته حادة كسكين، وهو ينظر إلى الأمام.
عندما رأى يين داويان رد فعل تشونغ لين، أصبح يقظًا بسرعة. مهارة تلميذه تفوقه بكثير، لذا لا بد أن شيئًا خطيرًا يقترب.
مع صرخات عالية، هرب شخصان ملطخان بالدماء من الغابة مذعورين. كلاهما مصاب بجروح بالغة، ووجوههما مليئة بالرعب.
"أليس هؤلاء...؟"
كان الشابان هما الأب والابن من عائلة شو اللذين التقيا بهما قبل أيام. على عكس سلوكهما النبيل السابق، أصبحا الآن أشبه بكلبين مهزومين، وهالتهما فوضوية تمامًا.
فجأة، تحركت أوراق الأشجار في الغابة أمامهما، ثم ظهر ببطء ذراع سوداء كالحرير طولها مترين، سميكة مثل فخذ شخص بالغ.
عند رؤية هذا الذراع، تغير تعبير يين داويان وقال: "القرد ذو الذراع الطويلة والظهر الذهبي!"
كان صوته مليئًا بالمفاجأة، فقد تعرف على المخلوق بوضوح.
في اللحظة التالية، قفز من الغابة قرد أسود اللون طوله ثلاثة أمتار وله نقوش ذهبية على ظهره.
ظهرت معلومات حول هذا المخلوق بسرعة في ذهن تشونغ لين.
الوحش المتحول: القرد ذو الذراع الطويلة والظهر الذهبي.
سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى النقوش الذهبية على ظهره. يتميز بقوة هائلة ورشاقة لا تُصدق، بالإضافة إلى ذراعين حديديتين. يُقال إن أحد ممارسي الفنون القتالية من الصف الثالث حاربه ذات مرة، لكن ذراعيه الحديديتين سحقته إلى قطع صغيرة.
في المسافة، لاحظ الأب والابن من عائلة شو أيضًا تشونغ لين وسيده، وبدا عليهما الذهول، لكن شو كيلين صاح رغم ذلك: "اركض! اركض بأسرع ما يمكن!"
على الرغم من كلماته، أظهر وجه شو كيلين لمحة من الفرح، وأمسك بذراع شو سيجين وركض نحو يين داويان.
لقد قرر بالفعل أن يين داويان هو خبير من الدرجة الثالثة العليا في فنون الدفاع عن النفس، وفي هذه الأزمة التي تتعلق بالحياة أو الموت، لن يفوت هذه الفرصة.
ألقى يين داويان نظرة على تشونغ لين، الذي فهم على الفور.
هل كان المثل القائل "يجب على التلميذ أن يتولى المهام الصعبة" مناسبًا لوقت كهذا؟
مع هزة لعضلات ظهره، طار سيف زانباتو في الهواء وهبط في يد تشونغ لين.
رنين!
صوت ناعم عندما خرج السيف الطويل من غمده، وضوءه الضبابي يتألق فجأة بشكل ساطع.
مع السيف في يده، تحولت هالة تشونغ لين الهادئة على الفور إلى حادة ومبهرة.
"سيف اجتياح آلاف القوات!"
ظهر ضوء السيف، وبرزت طاقة سيف ذهبية بطول مئة متر تقريبًا في الهواء. شقّ ضوء السيف الهواء المحيط بقوة، واجتاحته تيارات هوائية عاتية.
في خضم رنين السيف، ظهر صدع واضح في الجو، حيث انقسمت موجات الهواء والغلاف الجوي فجأة إلى قسمين.
(اخليها في الجو ولا في الهواء ولا في السماء زي ما هيا؟)
(مين صاحي من الساعه 6 الصبح زيي 🥲🥲)