كان العشاء يتكوّن من لحم خنزير مطهو ببطء. قطعتان سميكتان وطريتان خرجتا لتوّهما من القدر، وعندما وُضعتا داخل خبز ساخن، تسربت عصارة اللحم داخل العجين المخمر، في مشهد كفيل بجعل أي شخص يسيل لعابه.
تبادل تشونغ لين وأخوه تشونغ شي النظرات قبل أن يشرعا في التهام الطعام بنهم.
على النار كان لا يزال هناك قدر فخاري يغلي بداخله حساء الدجاج. طبقة صفراء من دهن الدجاج طفت على سطح الحساء الأبيض الكثيف، ما دلّ على أنه مُعدّ من دجاجة عجوز، فصار الطعم أغنى وأثقل.
بعد بضع قضمات، التهم تشونغ لين قطعة الخبز بلحم الخنزير، ثم أخذ عيدان الطعام ليُمزق الدجاجة المطهوة، وسكب الحساء في وعائين خشبيين. كان الطعم غنيًا ولذيذًا لدرجة جعلتهم يواصلون الشرب حتى آخر قطرة.
لوحة النظام
المضيف : تشونغ لين
المهارات :
تقنية القوس (المستوى الكامل)
حجر الجراد الطائر (المستوى الكامل)
الرسم ثلاثي الأبعاد (المستوى الكامل)
الخط (المستوى الكامل)
مهارة الطهي (المستوى الكامل)
مهارة الجبل الحديدي (المبتدئ)
نقاط المهارة : ∞
ظهر في اللوحة مهارتان جديدتان: الطهي ، و مهارة الجبل الحديدي التي تعلّمها ذلك اليوم فقط. كان طبيعيًا أن يظهر الطهي بين مهاراته، فهو من تولّى إعداد معظم وجباته منذ أن انتقل إلى هذا العالم. الطبق الذي أعدّه اليوم لم يكن سوى تجربة، ومع ذلك كاد أخوه تشونغ شي أن يبتلع لسانه من شدّة لذّته.
بعد الأكل، تولى تشونغ شي غسل الأطباق، بينما خرج تشونغ لين إلى فناء الدار ليتدرّب.
بمجرّد فكرة، تحوّل مستوى مهارة الجبل الحديدي من "مبتدئ" إلى "المستوى الكامل". اندفعت ذكريات عشرين عامًا من الممارسة اليومية لهذا الفن القتالي داخل ذهنه، حتى بدت تقنياته وكأنها محفورة في جسده.
لوحة النظام بعد الترقية
المضيف : تشونغ لين
المهارات :
تقنية القوس (المستوى الكامل)
حجر الجراد الطائر (المستوى الكامل)
الرسم ثلاثي الأبعاد (المستوى الكامل)
الخط (المستوى الكامل)
مهارة الطهي (المستوى الكامل)
مهارة الجبل الحديدي (المستوى الكامل)
نقاط المهارة : ∞
فتح عينيه ببطء وهو يتمتم: – "خفيف كالصفصاف يتمايل في الريح، قوي كالقرد العجوز الذي يحمل الشمس على كتفيه… إذًا هذا هو جوهر الفن!"
بدأ يتدرّب في الفناء، وحركاته الآن بدت مختلفة كليًا عن ما تعلّمه بعد ظهر اليوم من العجوز تشو. كانت ضرباته متينة، سلسة، وكأنها نتاج عقود من الممارسة. عموده الفقري كالتنين الملتف، ويداه كمخالب وحش هائل، جسده يتلوى وينقضّ بقوة.
بعد مجموعة كاملة من الحركات، شعر بدفق الدم في جسده كأنه نهر جارف، يملأ كل خلية بالطاقة. أدرك أن جوهر مهارة الجبل الحديدي لا يكمن في الحركات وحدها، بل في تنسيق التنفس مع الضربات لتحفيز الدورة الدموية وتعزيز القوة الداخلية.
واصل التمرين حتى أصبح جسده محمرًا كالجمبري المسلوق، وعرقه يتصبب حتى تبخر وارتفع كضباب خفيف حول رأسه.
تنفس بعمق وقال في نفسه: – "نعم، هكذا يُستخدم الإصبع الذهبي. الأمر أشبه بولادة جديدة، بخبرة وحكمة أعلى من أي ممارس آخر."
اختبر قوته فرفع حجر الرحى الثقيل بجوار الحائط بسهولة مذهلة. لم يكن وهمًا، بل تحسّن حقيقي. ومع هذا الإيقاع، لن يطول الوقت قبل أن يتقدم كثيرًا في الفنون القتالية.
لكن سرعان ما أصدر بطنه صوت "غرغرة". ابتسم بمرارة: – "حفظ الطاقة، طبعًا…"
وعاد للمطبخ لينهي بقايا الأرز. في ذاكرته، حين كان يتدرّب على هذه المهارة، كان يحتاج يوميًا إلى لحوم طبية لتقوية جسده، وإلا مات من الإنهاك. وهكذا أدرك قول القدماء:
"ممارس الفنون القتالية الغني يحتاج إلى الثروة"
في اليوم التالي، وبعد أن أوصل أخاه تشونغ شي إلى معلم الكتابة السيد ليو ، توجه تشونغ لين إلى مكتب الحكومة. كوافد جديد، حضر لتسجيل وجوده فقط، فليس من المعقول أن يواجه اللصوص كل يوم. ثم حمل أدواته وتوجّه إلى السوق الشرقي حيث كان على موعد لرسم صورة لرجل يُدعى "لي".
بفضل خبرته، أنجز الرسم في ساعة وعاد ومعه ستة تايلات فضية كأجر. بدلًا من العودة مباشرة إلى المكتب، اتجه إلى صيدلية في غرب المدينة.
رحّب به الطبيب المناوب قائلاً: – "أين تشعر بالألم يا شاب؟"
أجاب تشونغ لين : – "لست هنا للعلاج، بل لشراء دواء."
– "أوه؟ هل معك وصفة طبية؟"
– "لا. أريد شراء أطعمة طبية تساعد على تدريب الفنون القتالية."
تأمّله الطبيب قليلًا قبل أن يجيب:
– "صحيح، معظم التدريب يركّز على تقوية التشي والدم. لديّ وصفة تُسمى حساء بناء الدم من الكنوز الثمانية، مكوّن من ثمانية أعشاب نادرة. فعّال جدًا لتقوية الجسد، لكنه باهظ الثمن… الأمر متروك لك إن كنت مستعدًا لدفع الفضة."